رغم التاريخ الملطخ بالدماء وخارطته المحترقة التي لم تطفئها لا دجلة ولا الفرات ولكن دموع الأمهات والأيتام قد تجد طريقها لإخماد ذلك الحريق وللأرض التي أبكاها الجفاف وسقتها دماء الشهداء اذا كانت هناك عدالة على مر العصور لكنها لم ترتوي بعد التحية للجان المقاومة السودانية والشباب الثوري رغم قمعها في الشوارع ومحاولات اختراقها زادت قوه لجان المقاومة التي ظهرت بوضوح الثابت في المشهد السوداني بالضغط على حكومة البرهان (الحركة اللاسلامية) واصحاب مشروع الحل السياسي الفاشل وضربت بعرض الحائط بما ظل يردده من تناغم مسارات الحل السياسي ورفضها دعوة للاتفاق الإطاري المزمع توقيعه بين الأخير والعسكر واصفة الاتفاق بـالتسوية المعيبة والنظر الازمة السودانية الماثلة والراهنة تعددت الاطروحات التي تبحث المشكل وتقدم الحلول والمبادرات أن المعسكر الانقلابي (بشقيه: عسكري ومدني) هذا المعسكر الماسك بتلابيب السلطة والثروة يفضل الانحياز للقديم والبقاء في الماضي لذلك هم يقدمون خطاب ماضوي بلغة عصرية فهم يتشدقون بالتحول الديمقراطي بينما الحقيقة التي لا تقبل الشك مطلقا أن هكذا خطاب المقصود به تغبيش الوعي فالفعل اليومي على أرض الواقع يكذب هذا الادعاء جملة وتفصيلا هذا المعسكر يدرك جيدا أنهم طلاب سلطة وثروة ويدركون جيدا أنهم لا محالة ساقطون لكنهم يحاولون ايقاف عجلة التاريخ وهو أمر مستحيل تماما. وكل المحأولات الفاشله التي يحاول فيها النظام والحاضنه الخارجية هو عمل سياسي استخباراتي واسع بما فيه انقلاب اللجنة الأمنية وهدفه قطع الطريق علي الثورة والالتفاف عليها و اعادتها علي خط التسوية للمره الثانية ما حدث في 25 اكتوبر بهدف الحفاظ علي "عضم" النظام ، أي اجهزته الامنية و العسكرية و المصالح الاقتصادية و السياسية و الامنية و العسكرية الضخمة التي يحميها لصالح المستفيدين المحليين و الخارجيين. اما الحاضنة الجديدة التي تحاول الحركة الاسلامية تصنيعه للمره الثانية من جديد سيظل دورها جوهريآ هو نفس دور قحت للاسف لم تستفيد من تجربة الماضي هو ترتيب و تهيئة الاوضاع الداخلية قدر استطاعتها كما تقتضيه شروط و قرارات الخارج يسمح لها بمساحة قرار و فعل في الهامشي من القضايا او كما تقتضي ضرورات و طوارئ الاوضاع. تظل مجرد تابع و رهينة للخارج يملي ما يشاء حسب اولوياته كما حدث من قبل. بمعني أن الحل يكمن في عودة العسكر للثكنات ووجود قوي مدنية تؤسس لانتقال ديمقراطي سلس غير أن اشكال هذا المعسكر الأساسي أنه ينظر إلى التغير على أنه ناتج خطاب تصوري ذهني بمعني أن عملية التغير أمر صادر عن نخب فوقية تمتلك إرث نضالي ضد الأنظمة الشمولية والديكتاتورية؛ هذا النوع من التغير؛ قد يبدو مظهريا يقدم حلا للمشكل لكن في الحقيقة أن هكذا تغير قد يؤخر الانتقال الديمقراطي؛ فهو يبقي على جزء من القديم على الرغم من طرحه تصورات عصرية تماما.. لكنه يظل مكبل الي الماضوية لسبب أن مصالح هذه النخب تستوجب ذلك.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة