مقال العقيد الحوري الذي اثار جدلا في الأيام الماضية لا يعدو كونه حلقة أخرى من فشل اللجنة الأمنية في تسويق انقلابها وفي إحراز أية تقدم في أية اتجاه، وفي مسلسل القاء وزر أية مشكلة تواجههم على المدنيين.
يبدو ان البرهان لم يكن لديه اية فكرة عما يجب ان يقوم به بعد (نجاح) انقلابه، اكتفى فقط بتعبئة جنوده مُحملا المدنيين مسئولية كل الأخطاء التي ثابر على ارتكابها منذ توقيع الوثيقة الدستورية وحتى قيامه بتمزيقها، وبعد (نجاح)انقلابه استمر أيضا في التعبئة، لم ينتبه الى كونه اصبح حكومة أمر واقع وان هناك التزامات أخرى عليه القيام بها بجانب هجومه على المدنيين وتعبئة الجنود، إلتزامات تتعلق بمعاش الناس وصحة وتعليم أطفالهم، بدلا من ذلك انصبّ جهده كله في إعادة النظام القديم وإعادة كل ممتلكاتهم وأموالهم المسروقة التي صادرتها لجنة تفكيك التمكين. لتعود واجهات النظام القديم الأمنية الى العمل ويعود (المهاجرون) من تركيا لاستئناف القتل والتعذيب والنهب ونشر السموم الكيزانية من عنصرية واحياء للنزعات القبلية لدفع هذه البلاد للتفكك.
يتحدث العقيد الحوري عن تآمر المدنيين على الجيش في الغرف المظلمة مع من يسميهم عملاء السفارات، يتناسى الحوري ان نظامه نظام المؤتمر الوطني هو الذي تآمر على الجيش حين شرع في اضعافه وانشاء الميليشيات التي سحبت البساط تدريجيا من قوات الشعب المسلحة، ويتناسى في حديثه عن العمالة ان اللجنة الأمنية تأتمر بامر فاجنر وتشارك مع مافيا المؤتمر الوطني والمافيات العالمية في نهب موارد هذه البلاد، فمنذ أن ركع رئيس نظامه عمر البشير لفلاديمير بوتين رئيس روسيا (التي دنا عذابها) طالبا الحماية من الأمريكيين الذين (ليهم تجهزنا) والبلاد أصبحت تحت رحمة المحاور والمافيات الأجنبية.
الحوري لا يهدد بإنقلاب، فالانقلاب وقع فعلا وسلطة فساد المؤتمر الوطني عادت لمواقعها (بنجاح) وتم استعادة الأموال المسروقة وفك تجميد الحسابات البنكية. وإعادة المنظمات المشبوهة، التي تعمل كواجهات للنهب وغسيل الأموال والتهرب من الضرائب ونشر الأفكار المتطرفة. وعاد الأمن الشعبي لممارساته نفسها في محاولة اذلال المواطنين وقمعهم بكل الوسائل.
الحوري فقط يكشف بعض أوراق الانقلاب، في السعي المحموم (لكلفتة) حكومة أمر واقع يقف المؤتمر الوطني في ظهرها، ترتب لانتخابات مزورة، تُبقى كل شيء على حاله وتحمي النظام القديم من التفكيك والمحاسبة. حين يقول (إن للجيش “ساعة صفر” يحتفظ معها بالقرارات التي تلبّي أشواق وطموحات السودانيين نحو حكومة وطنية بفترة انتقالية)
يتحدث وكأنّ قلبه على الشعب! بينما الجميع يعرف ان كلامه لا يعدو كونه محاولة أخرى من محاولات سرقة إرادة الشعب وسرقة ثورته من قبل نفس الذين ثار الشعب ضدهم
اشواق وطموحات السودانيين يُعبّر عنها شباب حر ثائر، اختار ان يقاوم ويسلك الطريق الشاق المعبّد بالدماء والتضحيات، اختار أن يقف سدا منيعا في وجه الطغاة والقتلة وسرّاق المال العام، اختار ان ينحاز لطموح شعبه في الحرية والعدالة والسلام، شباب يسعى لإرساء دولة العدالة و القانون التي تحاسب كل من يجرم في حق هذا الشعب وتساوي بين الناس جميعا وتستعيد الحقوق من غاصبيها.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 14 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة