|
Re: أغنيات للوطن (Re: Emad Ahmed)
|
https://top4top.io/ انا أم درمان
من مذكرات الشاعر الراحل عبد المنعم عبد الحي عليه الرحمة والمغفرة نفتبس تفاصيل كتابة أغنية أنا أم درمان والقول على لسانه : (رجعت من فلسطين في شهر مارس 1949 م وأتذكر أول لقاء لي بعد عودتي من فلسطين كان مع الفنان أحمد المصطفى واثناء حديثنا جاءت سيرة أغنية الخرطوم للفنان حسن عطية عندها ذكر لي أحمد المصطفى بانه يريد أغنية لأم درمان مثلما تغنى حسن عطية للخرطوم فقلت له : طيب اديني مهلة أفكر. وفي نبطشية في الإقشلاق قعدت أقرأ في وصف أغنية الخرطوم لحسن عطية – الخضره والزهور والحاجات دي .. طيب أم درمان بالنسبة لي أكثر من وطن صغير داخل الوطن الكبير .. انا لما جيت اوصف أم درمان مالقيت فيها جانب أجمل ولا اخلد من الجانب الوطني فأم درمان صورة مصغرة للوطن الكبير, امسك أم درمان ربع ربع وحارة وحارة تلقى فيها صور من الشعب السوداني كله من الشمال للجنوب تلقى ومن الغرب للشرق تلقى وحتى فيها جوانب بتصور أحقاب تاريخية من تاريخ بلدنا, في الموردة مثلا تلقى حي المواليد وفي السوق الكبير تلقى حي المسالمة الى جانب الأحياء المختلفة وبعدين مافي أحداث وطنية عاصرها السودان الا كان لأ م درمان وأولادها النصيب الوافر فيها وفي المرة دي ماكنت في الحقيقة محتاج أقلد صورة او شكلا وفي نفس المكان في الاقشلاق الكتبت فيهو أول أغنية سودانية .. ابتديت اكتب .. أنا أم درمان تأمل في نجوعي أنا السودان تمثل في ربوعي أنا إبن الشمال سكنت قلبي علي إبن الجنوب ضميت ضلوعي وماتوقف القلم في يدي الا بعد ان اكملتها كلها وأذكر انها كانت ثلاثة كوبليهات والثالث منها كان عنيف شوية وضد الإستعمار بشكل مباشر يعني مافيهو رمز ولاحاجة وعشان كده أفتكر حذفه أحمد المصطفى والأغنية كلها ماكان ممكن تذاع في إذاعة أم درمان في ذلك الوقت. ثم يضيف الشاعر الكبير فيقول : تاني يوم جاْني أحمد المصطفى في البيت واديتو الكلام وبعد يومين بعد أن قرأها عجبتو وقال لي أنا بمجرد ما أوصل السودان ساقوم بتسجيلها في الإذاعة وأنا متأكد أنه اغنية أنا أم درمان ستنال إعجاب الجميع .. قلت ليهو : انت شد حيلك في التلحين .. قال لي : ماتخاف .. وفعلا بعد شهر أو شهرين سمعت من بعض الطلبة اللي وصلوا من الخرطوم قالوا أنهم سمعوا لأحمد المصطفى أغنية جديدة أسمها أنا أم درمان ولاقت نجاح كبير. الحكاية دي شوقتني اني لازم أسمعها بعدما تلحينها بقت كيف؟ وبعدين أتذكر أنه الأخ منصور أحمد الشيخ في مرة من المرات قال لي انو بيت الطلبة السودانيين عندهم حفلة سمر بمناسبة وطنية مابتذكرا دلوقتي .. وقال لي نمشي نشارك أخوانا الطلبة باعتبارنا زملاء سابقين ومشيت معاهو الحفل وهناك فوجئت من ضمن برنامج الحفلة طلبة غنوا وطنية منها أنا ام درمان ومافي زول كان عارف أني كتبتها غير الأخ منصور أحمد الشيخ وعجبتني الأغنية بعد تلحينها والطلبة قابلوها بصورة طيبة وبعدين منصور أحمد الشيخ وقف قدام الطلبة وقال ليهم دي فرصة طيبة عشان أقدم ليكم شاعر أنا أم درمان وهو الملازم أول عبد المنعم عبد الحي والزميل السابق وقوبلت كلمة منصور أحمد الشيخ بتصفيق شديد خلاني خجلت والكلام غلبني وفعلا ما قلت ليهم غير أنا شاكر شعوركم الطيب وقعدت. ويستطرد الشاعر الكبير عبد المنعم عبد الحي ويقول : ذهبت للسودان في الإجازة وقابلت بالطبع أحمد المصطفى وعاتبته عشان ماغني الأغنية كاملة ولكنه قال لي : في الإذاعة رفضوا يوافقوا على الكوبليه الثالث وأضطريت أغنيها ناقصة. الكوبليه الذي لم يتغني به الفنان أحمد المصطفى : أنا أم درمان في جيد الوادي دره أصيلة في معدن وكريمة حرة أنا أم درمان اذا العادي تجرا أنا حجر افضا في جبينه قرا أنا الصبر المرير في حلقه مره أنا السم النقيع في الجوف أمرا وأنا دار الأمان لفتاتى دارى وأنا الذكرى اذا عزت له الذكرى
الرحمة والمغفرة لعميد الفن السوداني أحمد المصطفى والشاعر عبد المنعم عبد الحي بقدر ماقدموا لنا من فن صادق أصيل.
أنا أم درمان : كلمات عبد المنعم عبد الحي لحن وغناء : احمد المصطفي أنا ام درمان تأمل في نجوعي أنا السودان تمثل في ربوعي أنا إبن الشمال سكنت قلبي علي إبن الجنوب ضميت ضلوعي ****** أنا أم درمان سئلوا النيلين عني وعن عزمات فتاي عند التجني فخير بنيكا يا سودان مني سئلوا الحادي سئلوا الشادي المغني ****** أنا أم درمان إذا ما قلت أعني فما نيل المطالب بالتمني تجيش النفس بالآمال لكن ولكن هذه لما لا تدعني ***** أنا أم درمان مضي أمسي بنحسي غداً وفتاي أحطم قيد حبسي وأخرج للملأ في ثوب عرسي وأبسم بعد ما قد طال عبسي وأعلن والفضاء يعلن همس وأهتف والوري يعرف حسي فيا سودان اذ ما النفس هانت أقدم للفدي روحي بنفسي
| |
|
|
|
|
|
|
|