▪️ نعم عالمنا اليوم رهين الخداع المحكم ، وهو بالضرورة خداع، لا علاقة له بالحكمة مطلقا ، وإن استخدم فيه المخادعون آخر ماتوصل إليه العلم وبلغته تقانة الإتصال. ▪️والبيئة هي مايحيط بك ويؤثر بقوة في طريقة تفكيرك ، وفهمك للوقائع والأحداث وهي التي تشكل عقيدتك وترسم منهجك في العمل والمعاملات ، والبيئة ليست كما يظن البعض مكان فقط (أرض وماء وبيوت وشجرو بشر) ولكنها مع ذلك هي نظم واعراف وتقاليد وسلوك متوارث أو منقول أومكتسب، ولها قداسة معلنة حينا، ومختبئة احيانا كثيرة. ▪️العالم المعاصر أو عالمنا اليوم يجتهد في نسف بيئاتنا التقليدية المتوارثة ،اولا بتجاوز المكان حيث استبدل عالمنا المتعارف عليه بدوله وحدوده، بعالم إسبراني يمتاز بفضاءات واسعة، ويتيح التواصل بما يتجاوز نظريات الإتصال التي ظلت مسيطرة حتي نهايات القرن العشرين، إذ أن أركان الإتصال (المصدر ، والرسالة ،والوسيلة والمستقبل أو المتلقي) وهي جميعا تشكل محور علم الاتصال ،حيث كان و إلي وقت قريب يستطيع المصدر صاحب الرسالة قادرا علي التحكم في رسالته بالضبط والحماية، مع تحديد نوع المستقبل أو المتلقي، ولكن الآن لم يعد المصدر أو الرسالة أو حتي جمهور المستقبلين في حصانة من الإختراق أو التشويه والتسريب. ▪️العالم الآن لاعاصم له من موجات الأحداث المصنوعة، والوقائع المرسومة، والأخبار والمعلومات الملفقة وحتي الوثائق المزيفةبدقة متناهية ، ولعل الحرب الدائرة الآن بين روسيا واوكرانيا والأخبار ،والمشاهد المتداولة بين القنوات الفضائية، ومنصات التواصل الإجتماعي تظهر، جزءا يسيرا من الخداع المصنوع إذ أن هناك من يجتهد لكشف حقائق تخالف المتداول من أخبار ومشاهد، فكثير من مشاهد الدمار لاعلاقة له بمايحدث الآن وان المشاهد التي رصدتها القنوات عن حشود الآليات العسكرية الروسية قبل اندفاع الحرب واكتساح حدود اوكرانيا، هي آليات ومجنزات ودبابات وناقلات جنود مصنوعة من البلاستيك المنفوخ كدستها روسيا علي حدود اوكرانيا ،والتقطتها أقمار حلف الناتو ممااثار فزعها وفزع الاوكرانيين ، كما ان مشاهد تدمير الآليات والدبابات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، هي الأخري مشاهد مصنوعة، ولعل ماتناقلته الوسائط من فضيحة غير متوقعة للمشاهد والخدع المصنوعة ، وهي مشاهد فيديو نشرته اوكرانيا يظهر عدد ضخم من جثث الجنود القتلي من الروس المعتدين، ولكن وأثناء تصوير الجثث نسي أحدهم أنه جثة لجندي روسي قتيل فنهض من تحت كفنه، لتنكشف حقيقية الأخبار المصنوعة والخداع المسيطر. ▪️العالم الآن وبكامل قواه العقلية يتخلي عن نظمه الاقتصادية، والإجتماعية ، والثقافية، وينسلخ من معيارية مناهجه الأخلاقية، ليستسلم بالكامل لموجات متطاولة من الخداع المبتكر،مستمتعا بالتحليق في فضاءات عالم آخر صنعته التقانة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة