قال الحق (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون - حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون - فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين - النمل 17-19) فهذه القصة لسيدنا سليمان وهو متجول بجيشة فى ارض شمال السودان إثيوبيا فى منطقة النوبة ، ووصفها الله تعالى بوادى النمل وهو وادى يقع فى شارع شريان الشمال فى السودان النوبى، فبعد ان تعدى منطقة البجراوية وعطبرة ومرورا بمروى مملكة نبتا الى مدينة دنقلا ترى على الناحيتين من جانبى طريق شريان الشمال بيوت كبيرة مبنية من كثبان الطين بنائها النمل قديما ولقد شهادتها بنفسى فى سفرى الى شمال السودان وكل ما ارى هذه البيوت للنمل اتذكر سورة النمل وقصة سيدنا سليمان علية السلام .
وقال الحق (وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين - لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين - فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين - إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم - وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون - النمل 20-24 ) فيبدو بان سيدنا سليما غريب وليس من اهل هذه الأرض التى اتاها بجيشه الجرار ليدخل اهلها فى دين الإسلام، لآن ليس له علم بمملكة سبأ وماذا يعبدون وهى مصر العليا السودان ، فسيدنا سليمان من عقب بنى إسرائيل الذين نزحوا الى الحجاز الأرض المقدسة قديما مع سيدنا موسي كليم الله، فبعد ان ذكر الله تعالى قصة سيدنا سليمان فى سورة النمل فذكرت بعده قصة ثمود وهذا تبيان يبين لنا فيه الله تعالى بان سيدنا سليمان هو من سلائل بنى إسرائيل عرب الحجاز فى الأرض المقدسة المملكة العربية السعودية وهو خليفة الله تعالى وحكم كل الأرض أسلمهم.
فالهدهد ترحل فى شمال السودان منطقة النوبة جنوب دنقلا غير بعيد من جيش سيدنا سليمان واتى الى مملكة شيبا للملكة الكنداكة بلقيس فهى سودانية وهى على ما اعتقد كانت فى مملكة نبتا فى منطقة جبل البركل مروى لآن هنالك مدينة قديمة جدا تسمى شيبا، وايضا هنالك مدينة قديمة جدا فى جنوب الخرطوم تسمى مملكة سوبا المسيحية، فإن تسمية الملكة بلقب الكنداكة كما ورد فى الكتاب المقدس فهى تطلق فقط فى ممالك إثيوبيا-السودان النوبى وليس لقب الملكة بالكنداكة مشهور ولا معروف فى الحضارة القديمة الحبشية ولا اليمنية، وكذلك عبادة الشمس راع ليست معروفة ولا مشهورة إلا فى الحضارات النوبية الكوشية السودانية والمصرية الفرعونية القديمة.
ويؤكد ذلك البروف / جعفر ميرغنى، مدير معهد حضارة السودان جامعة الخرطوم قائلا : في اي عصر من العصور العربية كان تنصيب النساء ملكات، كما كان يجري في السودان الشرقي قبل الملكة بلقيس او بعدها، فالملكة بلقيس اذن هي فعلا كما قرأ لغة اسمها ولقبها كتبه ( شيب بابلي كوسى) (Sheb Babele Kaesi)فهي ملكة وادي الذهب الحرة، فالشيب هو اسم الذهب كما عرفناه ولقبه المرادف ل (نوب) لذا فان شيبا الشايقية قرية بلقيس وارضها هي نفسها مملكة نبتة الشايقية المروية.
ويقول الدكتور / جعفر ميرغني –عن توضيح معنى ( كنداكة) هو لقب نوبي (دنقلاوي) كان يطلق على الملكة في مروي ، وهو من مقطعين أصله : قَندِ آقا-Gendi a`aga قندِ : لها عدة معاني: الكمال، حسن،طيب، اعتدال،استواء أما (آقا) فتعني:الجالسة ، الباقية ،وإليكم بعض الأمثلة للتقريب: قندِ نوق : امش بطريقة صحيحةً.. قندِ تيب: قف معتدلاً.. قندِ تيق: اجلس جلسة صحيحة، وتجد المفردة (آق) هذه في التحية الدنقلاوية للسؤال عن الحال(سرين آق مي ) ، وكذلك في اسم الملك النوبي( طهراقا ) (طهر آقا) فالترجمة الحرفية لـ كنداكة (قَندِ آقا) : الجالسة جلسة صحيحة ، وتعني ضمنياً : المتمكنة على العرش.
ويقول الباحث الأستاذ /عبد المنعم عجب الفيا : ان الكتب السماوية الثلاث لم تذكر اسما لملكة سبأ. اما كتاب الحبشة المقدس "كبرانجشت " فقد ذكر ان اسمها مكيدا. الا ان الملاحظة الجديرة بالوقوف عندها ان كتاب (كبرانجشت) يشير الى ملكة سبا ايضا بالملكة كنداكة. وهو يستلهم ذلك من الكتاب المقدس حيث جاء بسفر أعمال الرسل: " ان ملاك الرب كلم فيلبس قائلا قم واذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من اورشليم الى غزة التي هي برية فقام وذهب وإذا رجل حبشي خصي وزير لكنداكة ملكة اثيوبيا ، وهنا تهمنا بصفة خاصة الاشارة الى كنداكة. فنحن نعرف ان كنداكه هو لقب ملكة مملكة مروي السودانية النوبية. ويورد مترجم كتاب كبرانجشت الى العربية في الهوامش نقلا عن قاموس الكتاب المقدس: " ان كنداكة هي الملكة التي حكمت على الجزء الواقع في جنوبي بلاد النوبة المسمى مروي، وقد اتفق سترابو وديون كانيوس ويليني ان مروي حكمتها في القرن المسيحي الاول سلسلة متتابعة من الملكات دعيت كل منهن باسم كنداكة.
والى ان عبادة الشمس كانت معروفة في مملكة مروي، ولم تشتهر عند اليمن، حيث يقول " كما ان القران انفرد دون الكتب السماوية الاخرى بذكر عبادة أهل سبأ للشمس. ونحن نعرف ان النوبيين والفراعنة عرفوا عبادة إله الشمس رع. وحسب القصة القرآنية ان قوم ملكة سبأ كانوا يسجدون للشمس: " وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله " – الآية. وترد عبادة الشمس بكتاب (كبرانجشت) ايضا. تقول ماكيدا ملكة سبا لسليمان: " نحن نسجد للشمس كما علمنا اباؤنا لأننا نقول هذه الشمس ملكة الالهة، اما الاخرون من دوننا فمنهم من يسجد للأحجار ومن منهم من يسجد للأشجار ومن يسجد للأصنام وتماثيل الذهب والفضة اما نحن فنسجد للشمس، فأنها تنضج الطعام وهي تضيء الظلمة وتزيل الخوف".
وعبادة الشمس او ما يرمز اليها، كانت معروفة ومنتشرة في حضارة مروي ما قبل التاريخ، ولم تعرف هذه العبادة في جنوب الجزيرة العربية، وأشهر المعابد في مملكة مروي كان لعبادة الشمس. أما في جنوب الجزيرة العربية اشتهرت عبادة القمر، حيث وجدت أثار عبادته في مأرب وفي نصوص المسند التي يرجع تاريخها ما قبل الميلاد. ومأرب هي المنطقة التي قيل ان بها أثار مملكة سبأ. والنقوش القديمة في هذه المنطقة تشير الى ان الإله الذي كان يعبد يسمى ب "المقة"، كما سمي بإله القمر. وتذكر معظم الروايات التاريخية القديمة أن ملكة شيبا (سبأ) قد حملت معها الى الملك سليمان الكثير من الذهب كهدايا له. والمشهور في التاريخ ان أرض الذهب هي ارض السودان القديم، ولم تشتهر منطقة جنوب الجزيرة العربية باستخراجها للذهب.
ويقول د/ أزهري مصطفى، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة الملك سعود (أثبتت الدراسات والبحوث الأثرية أن الثروات الذهبية التي لا تقدر بثمن، والتي وجدت في مقابر وأهرامات ومواقع السودان القديم، إضافةً إلى الكثير مما وجد في مصر، يتوافق مع عددٍ كبيرٍ جداً من مواقع تعدين الذهب خاصةً في الصحراء الشرقية التي تقع بين نهر النيل وجبال البحر الأحمر والمسماة بالصحراء النوبية. ولقد دللت الدراسات على أن أقدم استخدام لموارد الذهب في صحراء السودان الشرقية يعود على الأقل الى نحو 3500 قبل الميلاد.
والحقيقة ان سبا ترد في الكتاب المقدس بمعنى جنس معين واسم علم مذكر واسم مكان . فهي كجنس تأتي مقرونة بكوش بحسبان ان كوش وسبأ من نسل حام . جاء بسفر الخروج من العهد القديم : و بنو حام : كوش و مصرايم و فوط و كنعان . وجاء : " و بنو كوش : سبا و حويلة و سبتة و رعمة و سبتكا و بنو رعمة شبا و ددان.اما كاسم مكان فجاء بسفر اشعياء حيث يخاطب الرب يعقوب :" لاني انا الرب الهك قدوس اسرائيل مخلصك جعلت مصر فديتك كوش و سبا عوضك.يقول الكتاب المقدس : سبا منطقة قريبة من الحبشة . لكن الربط بين مصر وكوش وسبا يشير الى ان سبأ اقرب الى مصر من الحبشة وبالتالي اقرب الى الحبشة من اليمن . فهل سبا الواردة في الكتب السماوية هي غير سبا اليمنية ؟ هل هنالك اكثر من سبأ ؟ وهل يمكن القول ان سوبا المسيحية جنوب الخرطوم عاصمة السودان اصلها هى سبأ ؟
ثم يصف القرآن لقاء ملكة سبأ بسليمان واسلامها على يديه وقالت بانها وقومها كانوا مسلمين من قبل (قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال انه صرح ممرد من قوارير قالت رب اني ظلمت نفي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين – النمل 44 ) اما التوراة فتاتي فيه قصة ملكة سبا بالاصحاح العشر من سفر الملوك الاول : وسمعت ملكة سبأ بسليمان المقرب من يهوه فجاءت اليه تمتحنه باسئلة صعبة فدخلت اورشليم في موكب عظيم ومعها جمال محملة أطيابا وذهبا كثيرا وحجارة كريمة والتقت بسليمان وسالته ما كان في خاطرها فاجاب على جميع اسئلتها."وفي الانجيل وردت اشارة مقتضبة الى ذلك اللقاء مشيرة الى ملكة سبأ بلقب ملكة الجنوب او ملكة التيمن .جاء بانجيل متي الاصحاح الثاني عشر : وملكة الجنوب ستقوم يوم الحساب/الدين مع هذا الجيل وتحكم عليه لانها جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، وهنا الآن أعظم من سليمان .
فقد سخّر الله لنبى الله سليمان الجن، والإنس، يخدمونه بما يريده، ولا يخرجون عن طاعته، وسخر له مردة الشياطين، حيث كانوا يغوصون له فى البحار لاستخراج اللآلئ والجواهر، ويؤدون له الأعمال التى تصعب على البشر القيام بها، كبناء القصور العالية، والصروح الضخمة والمحاريب العظيمة، من الإنس والجن والعفاريت ومردة الشياطين التى شاركت فى بناء مملكة سليمان العظيمة، فإن الطفرة العمرانية ستكون عظيمة الشأن، مبانى وقصورا ومحاريب ومساجد عظيمة لا مثيل لها، ومع كل ذلك لا يوجد شاهد أثرى واحد، فى هذه الأرض يؤكد حقيقة مملكة سليمان او هيكل سليمان فى دنيتنا هذه ، وفقا لما جاء فى التوراة المزيفة التى روتها الشياطين الجن الدجالين المنافقين.
وأن الأثريون الأجانب والإسرائيليون، وبموجب عقيدة دينية، وليست تاريخية وأثرية، حاولوا وطوال عقود طويلة من الزمن البحث والتنقيب عن آثار مملكة سليمان العظيمة، وجابوا فلسطين طولا وعرضا، ومع ذلك لم يعثروا على أى شىء، حتى كتابة هذه السطور، وربما أصابهم اليأس والإحباط الشديد، وسلموا بأن العثور على أثر واحد شاهدا على إمبراطورية سليمان، فى فلسطين والشام، كالبحث عن إبرة فى قاع محيط ! فمُلك بهذا العظمة والضخامة ومحاريب عظيمة جدا لابد ان تترك أثرا ولو صغيرا، وهو مالم يكتشف حتى الآن فى العالم واليهود بحثت عنه ولم تجد ( هيكل سليمان) بالبتة .
فإن السبب في عدم وجود آثار لمملكة النبي سليمان العظيمة فى هذه الأرض ، فهو لم يبنيها فى عالمنا ودنيتنا هذه ابدا، بل بناها فى مملكة الجن بابل، وهى مملكة الجن وتسمى بابل التى ذكرها القرآن المجيد الذى لم يفرط فيه الله من شئ ، وبابل تعنى ( باب الإله) فى اللغة الأكادية، وهى مملكة بابل وبابلون وبابلونيا.
وقال جل جلاله (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون – البقرة 102) أخبرتنا الآيات القرآنية بأن نبى الله سليمان لم يكفر وأن الشياطين هي التي كفرت وأن الشياطين تتلو أخبار واهية وكاذبة عن نبى الله سليمان، وهذا يعني أن الكثير من المتداول بين الناس حول هذه القصة ليس هو صحيح بالبتة، بل ما هو إلا مفتريات كذب شياطين الجن والإنس الفاسقين .
وقال الحق ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون – النمل 17) ( قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين (38) قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين (39) قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم (40)(النمل)--- فهذا العفريت من الجن فهو ملاك جنى شيطان اتى به سيدنا سليمان من مملكة الجن بابيلون فى ارضنا هنا وكان من ضمن خدام سيدنا سليمان وكذلك الذى عنده علم من الكتاب واتى بعرش الملكة بلقيس واحضره لسيدنا سليمان فهو ايضا ملاك جنى شيطان كبير جدا يعمل فعل الخوراق، فهؤلاء الجن الملائكة الساقطين الموجودين فى مملكة الجن بابيلون فهم لهم قدرات خارقة جدا ومملكة عظيمة وأرض اخرى متخفية لا نعرفها يعيشون فيها.
وقال الحق ( ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير (12) يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور (13) فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (14)(سبأ)--- فمن تبيان نصوص هذه الآيات الكريمة نرى مليا بأن سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام كان يعيش فى آواخر عمره فى مملكة الجن بابيلون وبنت له الجن فى مملكتهم ارض الجن بابل مملكة سليمان من مساجد-محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ومات هنالك فى مملكة الجن بابل ، فمملكة سليمان المفقودة فهى موجودة فى مملكة وارض الجن بابيلون.كتبه العالم الرباني \ عبدالله ماهر.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/08/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة