رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-06-2024, 02:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2004, 01:30 AM

عبد الله بولا
<aعبد الله بولا
تاريخ التسجيل: 03-30-2004
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا (Re: Dr.Elnour Hamad)

    عزيزي أسامة،
    نواصل ما انقطع.
    ضاعت إذاً، كما أوضحت لك في كلمةٍ سابقة، فقرة مدخلي الرئيسي إلى الموضوع، من فرط مزانقة الوقت وصوت التلفزيون ورنين التلفون في شقتنا. فالكتابة باستعجال وفي مثل هذه الظروف كمان مثل المشي على الشوك.
    لعلني قلت في المدخل الأساسي (الذي لا أعرف أين زاغ) من تعقيبي على هجيمتك لي بالصدور عن "مديح العصامية"، والتي كان موضوعها الرئيسي الإخبار عن أن مساهمتي الذي أشارك بها، بقدر ما عندي، في تحرير حركة الإبداع، ومنها الكتابة، من العوائق التي تحيط بها من كل جانبٍ، تقع ضمن مشروع تحريرٍ أوسع ، هو تحرير البنيات الاجتماعية والسياسية والثقافية الاقتصادية، في بلادنا، من سطوة مؤسسات الاغتراب الروحي والمادي. (مالك يا أسامة، يا أخي وخلِّي تجشمني مشقة تكرار هذه البديهيات ينبغي أن ندرك إننا متفقين عليها تماماً، وإن خلافاتنا، الثانوية في الغالب، تبدأ بعد فراعنا من التسليم بها). ودعني أقول (طالما أنني تورطت في البديهيات)، إن هذا المشروع التحرري الكبير، الذي لم أبتدعه أنا ولا أنت، بل ساهم فيه منذ بداية تحول المجتمع الإنساني إلى مجتمعٍ للاستحواذ والتمايز والإقصاء والتغريب، جملةً من المبدعين والمفكرين البواسل من النساء والرجال، طوال مسيرة النضال الإنسانية في مراقي "غاية" الحرية، كما أسلفت أكثر من ألف مرة، في كل كتاباتي وأحاديثي العامة، والذي يسميه بعضنا "الشيوعية" (وأنا منهم بطريقتي وبتعريفي الخاصين والمخالِفَين، قبل انهيار "الاشتراكية" المزعوم بزمانٍ بعيد، للتصورات التي كانت معتمدةً في المعسكر "الاشتراكي" (المزعوم برضو)، أو معسكر "الإشتراكية القائمة بالفعل" كما يسميها سمير أمين، ومخالِفَين حتى لرؤية سمير أمين نفسه، وغيره من دعاة "الماركسية كعقيدة صماء" وأصلٍ ناجزٍ وحيد للمشروع الشيوعي، على تفاوتٍ في هذا الاختلاف، وعلى احترامٍ وإجلالٍ كبير لذلك العالم الهَرَم عمدة نقاد الرأسمالية الذي لا تلين له قناة، كارل ماركس. (وسيأتي شيء من توضيح ذلك لاحقاً إذا سمح وقتي اللعين)، ويسميه آخرون "الاشتراكية الديمقراطية"، و"مجتمع حقوق الإنسان الكاملة"، و"العولمة الإنسانية البديلة" و"الفكرة الإسلامية الجديدة"، و"مجتمع المثال الأعلى المسيحي" ... إلخ إلخ.
    والتحرر الذي أعنيه، يبدأ منذ الآن، ويفعل فعله في كل لحظة، بتحرير مؤسسات مشروع التحرير نفسها وتحرير نفوس وضمائر المنتمين إليها القائمين عليها من سخائمها، وتحرير بنياتها التنظيمية من تركة تاريخ القمع والاستعلاء والاستحواذ المثقلة، بالديمقراطية وبشحذ وصقل أدوات ولغة ممارسة النقد الذاتي الصميمة، و‘ادة النظر المستمرة فيها، (فالذي يدعي ويعلن على الملأ امتلاكه ل"ناصية نظريةٍ علمية" صَمَدة لا يداخلها الشك والقلق والشعور بالاستشكال، لا يملك في الواقع أداةٍ حقيقية للنقد الذاتي. ويمكنني ضرب أمثال أخرى من مشارب أخرى، إلا أنني فضلت أن يكون المثال من موقع اليسار العلماني الذي أنتمي إليه انتماءً عضوضاً وإشكالياً في ذات الوقت. أقول تحرير المؤسسات والبنيات الاجتماعية والسياسية الثقافية الدائم والمتواصل، لا من سخائم وأقذار، مؤسسات الاغتراب والاستغلال الإقصائية الإمتيازية السلطوية والقمعية التي تتسرب إليها من فحسب، بل من أقذار نفوسنا وضمائرنا نحن دعاة المشروع والمناضلين في سعينا إلى تنزيله إلى أرض الواقع. وأضيف فيما يتصل بحرية المواطن والمبدع والكاتب (وكل الناس مبدعين في الأصل، في تقديري، إلا أن اغتراب الوعي يهلك ملكة الإبداع ويبهم السبل إليها ويصل في ذلك أحياناً إلى ضلالٍ كبير). إنها ليست الحرية المحصورة في حق التعبير والخبز والدواء والتعليم إلخ فحسب، بل الحرية القائمة على رؤيةٍ أكثر عمقاً للإخاء الإنساني تحول دون إقصاء الآخر لأنها تقوم على وعيٍ وإدراك بأن الآخر فينا، لا إزاءنا فحسب. وكلا الحريتين، عندي، مطلوبٌ غاية الطلب. وتغذي إحداهما الأخرى وما غاية أولاهما إلا الثانية. فإن لم تتحر هذه تلك فَسَدَ أمرها وذهب إلى بوار كبير، وذهب معها المشروع كله. واستحال المجتمع إلى بنيةٍ للتغريب، والحديث عن الحرية إلى تشدُّق خاوٍ، ومكمنٍ مكين للأنانية، على النحو الذي نراه هنا، وسط قطاعاتٍ واسعة من الرأي العام، وهو عندكم في "الملايات المتحدة" على حد تعبير الممثل والفكاهي الفذ الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفي، وقد كان، كما ذكر النور، من أقطاب حركة الفكر والمسرح في حنتوب في تلك الأيام الزاهية، أشد وبالا. وقد أخذ طرفة "الملايات المتحدة" من عجايز الجزيرة. أما أنا فقد أخذتها عن زينب بت كَلَمون، من أقطاب الحكي والفكاهة في بربر، حينما سألتني في ونسةٍ توثيقيةٍ لي معها، جرت في الستينيات، عن ماهية "الملايات المنتحدة التي يتحدث عنها جَنُّون المدارس"، وعما إذا "كانت العراق دولة سعودية" في ذات السياق (بمناسبة الإنقلاب البعثي في تلك الأيام). وسأعود لذلك في سياقٍ آخر. فالأولوية هنا لهجيمتك مقطوعة الطاري. ومفهوم مديح العصامية في أصله "الموضوعي" لا في نحتك أنت ولا في نحتي أنا، هو اعتماد المباصرة الفردية منهجاً وبرنامجاً للخلاص من سطوة وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي ـ الثقافي، الحصينة المداخل، واقتراحها برنامجاً للخلاص. وهذا يا سيدي بعيدٌ، بُعد الذئب من دم بن يعقوب، عن منهجي القائم أساساً على اعتبار الاغتراب مؤسسةً إجتماعية، كما أوضح المفكر العالم الجليل، "مُر اللوك اب دبارة مِنْ القالا ما بضَّارى"، كارل ماركس، طابت ذكراه (التي عادت بقوة بالمناسبة هذه الأيام إلى المشهد الفكري العام والفلسفي والسياسي، على وجه الخصوص، في فرنسا وألمانيا وقيل في أوروبا كلها، في قراءةٍ جديدة لرجل لعل أول مَن "هزمه"، في تقديري، "أكثر أتباعه" زعماً لإخلاصهم لتراثه في ظاهر الأمر. أقول كارل ماركس ونفرٌ جليل آخر من محاوريه، ونقاده ("المحبين له العارفين فضله")، و"نقاد أتباعه"، من المفكرين والمفكرات الشوامخ ذوي المراس الشديد بملاواة الفكرة والعبارة في اتصالهما بتعقيد الواقع الإنساني وعصيانه على الإحاطة الشاملة والشمولية. (وبهذه المناسبة يا أخي عادل عبد العاطي، وآخرين ممن يقولون بموت الماركسية النهائي، أنا ممن يعتقدون أن "الماركسية، كعقيدةٍ دوغمائيةٍ صماء" لم تمت، بل لم توجد أصلاً. فقد ترك ماركس مساهمةً علميةً وفلسفية، لا عقيدة، سماها هو بنفسه "مساهمة". ولم يترك مذهباً للحفظ والتسميع ولا حتى "للتطبيق الخلاق". بل مساهمةً وحسب، مهما كان تقديرنا لجلالها.
    فالإقصاء والتغريب، ومنه إقصاء وتغريب الكاتب والمبدع، يا عزيزي أسامة، ثمرة مؤسسة إجتماعية بعينها في مفهومي، ولا يتم تجاوزه إلا بمؤسساتٍ بديلةٍ للمؤسسة التي تنتجه وهي بفصيح العبارة، مؤسسة الرأسمال، وبالمفتشر الرأسمالية، وبالأكثر "افتشاراً"، صيغتها الحاضرة الUltra Liberalism ، وقيل "العولمة الأمريكية". (وما كل العولمة الأمريكية رأسمالية النزعة. ففي أمريكا نفسها، كما تعلم، بأفضل مني، ثمة مساعٍ دؤوبة، ونضالاتٍ لاهوادة، لإبداع مؤسسة عولمةٍ أخرى بديلة، حقيقية، يصبح كل العالم فيها وطناً للإنسان، تضطلع بالنضال في سبيلها قطاعاتٌ "واسعةٌ"، (على كل حال واسعة جداً عندنا هنا في أوروبا)، من مشارب ومذاهب وصور عديدة في إرادة الخير. وربما كان هذا حلماً بعيد المنال بعد، إلا أنه ممكنٌ. "أنا" يا سيدي، أسعى، وأعمل، بقدر ما أستطيع، مع الساعين إلى هدم هذه المؤسسة واستبدالها الجذري بوسائل ديمقراطية صميمة، بمؤسسةٍ بديلة، تكون فيها الكتابة والنشر وصنوف الإبداع مما جميعو، حقاً عضوضاً، لا هبةً ولا منحة ولا تَفضُلاً، ولا بطولة، ولا أي معنىً آخر من المعاني التي يوحي بها مفهوم العصامية الصفوي، البرجوازي كمان. نعم البرجوازي. فمفهوم العصامية في صيغته التاريخية المعتمدة حتى الآن، هو ، من وجهة، أو وجهات، نظر القوى الناشطة في مشروع تجاوز الرأسمالية على اختلاف مشاربها، يتأسس في واقعه "الموضوعي" الذي هو على على قاعدةٍ مؤصلةٍ في مذاهب التدبير الإديولوجي البرجوازي. فهو مفهومٌ يُمجَّد صعود الفرد من واقعٍ طبقي وثقافي "متواضع" في درجات "السلم الاجتماعي" كما يقول تكنوقراط صناعة الإيدولوجيات الرأسمالية، و"الأصح" في "مراقي" التراتب الطبقي، الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بمجهوده الذاتي. وهذا المفهوم لا فعالية له، ولا معنى خارج هذه المؤسسة، التي تقوم إيديولجيتها في صميمها على اعتبار حيازة السلطة والثروة والمعرفة ثمرةً للتميز والإمتياز والفلاحة و"الجهود" الفردية. وهي عين المؤسسة التي كرست عمري لمناهضتها، مناهضةً لا كلل فيها ولا مساومة. وسعيتُ بجدٍ، ومازلت أسعى، إلى المساهمة في فضح مفاهيمها المدغمسة المحتالة، التي غايتها أن تزرع في الأذهان أن الأوضاع المزرية للمبدعين ولكافة البشر، أوضاع التمايز الذريع بينهم، هي قوانينٌ تنبع من طبيعة النظام الكوني، ومن طبيعة الإنسان. وهي المفاهيم التي "رفعها" إلى مقولة عضوض، في صَمَدية النظام الرأسمالي وأزليته، "الفيلسوف" الأمريكي "الألترا ليبرالي" فرانسيس فوكوياما، وهي كما تعلم، مقولة "نهاية التاريخ". أقول نذرت عمري، في تقديري، أو في توهمي، لمناهضتها، والحفر في جذور مخابئ صناعتها الخفية الضاربة في تاريخ فن صناعة الحيل الإيديولوجية التغريبية. وما "مصرع الإنسان الممتاز"، التي طلبت مني إعادة نشرها هنا، سوى إحدى ثمار هذا الحفر المبكرة. ولذا فإنه ليس من الإنصاف أن يقال إنني غافلٌ عنها، ناهيك عن كوني أتبناها وأصدر عنها كمرجعيةٍ أساسيةٍ في موضوع تفسير مشكلات الكتابة والنشر في السودان الذي أحاول المساهمة فيه. وعندما امتدحت "النساء والرجال البواسل" الذين استطاعوا الإفلات من براثن هذه المؤسسة، شديدة المراس في صناعة البؤس عندنا بالذات، والشحيحة بصفةٍ خاصةٍ بفتاتها على جملة المبدعين (أي غالبيتهم الساحقة)، وذوي الوعي النقدي العتيد منهم على وجه أخص، لأنها تقوم أصلاً على الإمتياز وعلى الندرة وعلى الاستحواذ، والانفراد بخيرات الإنتاج الجماعي؛ أقول إنني عندما امتدحتُ " النساء والرجال البواسل الذين تمكنوا من ذلك في ظروفٍ شديدة القسوة في بلادنا، وفي غيرها، فإنما امتدحت فيهم، وما أزال، عظمة الوعي الإنساني الخلاق وقدرته على المقاومة، التي تنطوي بصورةٍ جنينية على إمكانية هزيمة مؤسسات صناعة الفقر والعجز والاغتراب. وليس لامتداح الوعي المقاوم الخلاق، في تصوري، من علاقةٍ ب"العصامية" القائمة على فكرة الخلاص الذاتي كبرنامجٍ للنجاة من قهر وهيمنة مؤسسات الاغتراب الاجتماعي. واسمح لي أن استشهد بالعبارة التي أوردتَها عني، في مقالك المذكور كدليلٍ على صدوري عن منهج ومفهوم "مديح العصامية"، وهي: "وللتدليل على أن عصاميتنا ليست فريدة نوعها، سنورد نصاً من مقدمة عبد الله بولا، يدعي (التشديد من عندي وليس في نص أسامة) فيه ـ أيضاً ـ أن أصدقاءه وطلابه القدامى كانوا يتمتعون بتلك "العصامية" ... يقول عنهم "كانوا مدقعين (مادياً) ومحاصرين من السلطة السياسية والسلطة الثقافية الرسمية في الأعوام النميرية الحالكة. ولكنهم استطاعوا أن ينسجوا من واقع هذا الفقر المادي والحصار السياسي والثقافي ـ من واقع مقاومتهما في الحقيقة ـ لغة ومفاهيم مذهلة الدقة" ( ص 53). وين "العصامية هنا ياسِِيْدي؟ وقد أدهشتني درجة انطباق الحدس على الواقع، من أنني حين كنت أقلب عبارات "هجيمتك" (البوردية) في ذهني، كنت أقول ل "نفسي": "أنا لم أتحدث في مقدمتي لمجموعة صلاح القصصية عن العصامية، بل عن المقاومة". وقلت ذلك لنجاة. وعندما استللت كتابك من صفوف مكتبتي، لأتأكد من أنني لم أرتكب هذا التفريط المخل في التعبير عن مقصدي (المفهومي)، وجدت العبارة التي استشهدتَ أنت بها، (في حُرِّ كتابك)، "دليلاً" على صدوري عن مفهوم، و"مديح العصامية" كبرنامجٍ للخلاص، تنص حرفاً ومعنىً ومبنىً على امتداح المقاومة لا "العصامية"! يا شيخ أسامة حرام عليك. ووجدت أنني أتحدث عن جماعةٍ متماسكةٍ ومنظمةٍ لا عن أفراد، وعن مقاومة جماعيةٍ مؤسسية، فعلها المقاوِم قائم في تاريخٍ طويلٍ من صنوف المقاومة (إضرابات، اعتصامات، مظاهرات، ندوات كتابات، تنظيمات سرية وعلنية إلخ إلخ ... و"إلى آخر السكباج"، (كما كان يقول أستاذنا العالم الممتع الجليل عبد الله الطيب). ومن وجوه تفسيري لهذه "الهجيمة" هو إنه، أو ربما كان الأنسب للتعبير عما بنفسي أن أقول، لعلك (لأنني أستبعد تماما أي نذرٍ من سوء نية، ولأن "لعلك" أقل وثوقاً من "إنه")، أردت إثبات مصدرٍ حداثيٍّ "صميمٍ" يعضد تبني مقولة العصامية وانتشارها بين الكتاب السودانيين، فاستشهدت بي ضمن من استشهدت بهم. وأنا أشكرك على ذلك. إلا أنك استشهدت بي كيفما اتفق. وصنفتني بين حَمَلَة مفهوم ليس بيني وبينهم نسب، إلا في "السودانوية"(خلاف معنى سودانوية أحمد الطيب)، والإنسانية. ولعل من المناسب أن أضيف هنا، إن أحد العوامل الرئيسية أيضاً، التي تساهم في شح وقتي المخصص للكتابة، (والتشكيل، والموسيقى، والفسحة، والزيارات، بل ضيقه أحياناً حتى عن الأكل والشُرب)، هو العمل السياسي والثقافي والإنساني العام. ولعله من الأوفق في هذا المقام أن أعترف بأن هذا كان خطأً كبيراً من جانبي كرستُ له وقتاً عزيزاً، بأكثر من وقته المستحق. لاسيما وأنني خضت تجربة العمل السياسي المعارض، والعمل الإنساني تلك، هنا في فرنسا، وفي باريس على وجه الخصوص، مع أشخاصٍ، يبدو لي أنهم كانوا في غالبيتهم على غير حرص "حقيقي"، أو على اهتمامٍ ضعيفٍ جداً بمقاومة وتفكيك بنية مؤسسة سلطة "الغول الإسلاموي" الجاثم على صدر بلادنا. وما أزال، حتى يوم الناس هذا، أو ("لي هذا يوم الليلة دا"، كما تعبر معلمتي الراوية والموثقة "الشفاهية" العارفة الدقيقة العتيدة الباسلة زينب بت بشير)، أحد العاملين القلائل بالمنظمة السودانية لحقوق الإنسان بفرنسا على الرغم مما سمعتم من شكواي من شُحِّ الوقت. ما في طريقة لعصامية مع الكلام دا يا شيخ أسامة دحين أخير لك تِتَاحَتْ منو. فإذا شئت أن تمضي في هذا الأمر فهذا لك. وأنا ما عندي بصارة وكت لي زيادة تاني. وإليك استشهادٌ آخرمن "حُر كتابك" أيضاً، حتى ترضى، ينفي صدوري عن منهج العصامية، ويثبِت دعائم مفهوم ومنهج المؤسسية، تثبيتاً مكيناً، فأنت الذي تقول: "لا بأس من الإشادة بالعصامية التي يتمتع بها الكاتب السوداني، لكننا يجب أن لا ننساق وراء الإطناب في مديح العصامية والتهوين من العامل "المادي" ـ فالعصامية وحدها لا تخلق من الكتابة فعلاً مؤثراً وخلاقاً وفاعلاً. وما يحدث على أرض الواقع مرير ومريع. فكثير من الكتاب يختفون من فضاء الكتابة، ويحتمون بكواليس المشافهة، وكثير من أولئك يترك المشافهة، ليلوذ بالصمت المطبق (...) إن الإنسياق وراء مديح العصامية وازدراء العامل المادي، لا يمكن إلا أن يخفي عنا الحقيقة، ويجعلنا نمعن في السقوط في دائرة النسيان ... ولكي ندرك أكثر فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية، سنورد نصاً من مقدمة بولا يوضح فيه المكانة المتميزة والمرموقة التي يتمتع بها المثقف الفرنسي. يقول بولا : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً، وضعهم على الأقل على قدم المساواة مع القادة السياسيين والعسكريين والاقتصاديين، فأصبح المثقف بطلاً قومياً مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على الشوارع والميادين ومحطات المترو، فولتير روسو هوجو." (ص 54). وقد احترت كيف يورد عني أسامة في مسعاه لتوضيح "فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية" استشهاداً يؤسس للوضع الذي يتمتع به المثقف الفرنسي "منذ فلسفة الأنوار"، دون أن "ينتبه" إلى ما ينطوي عليه هذا التأسيس من إشارةٍ إلى قاعدة موضوعية ماديةٍ تاريخيةٍ عضوض في تفسير وضع المثقف في فرنسا، وهي القاعدة التي قام عليها وضع المثقف الفرنسي المشار إليه في هذا السياق التاريخي. فإلحاحي على "فلسفة الأنوار" هذه ( التي هي بنت "عصر الأنوار" ومسوغ تسميته بهذا الإسم أصلاً) هو عنصرٌ أساسيٌّ جداً في المنحى الدلالي لتحليلي ذاك. لأنه يشير ويكرِّس ويؤسس، لدى القراءة الحفرية الممسكة بمرجعيتها المعرفية والفلسفية والدلالية، للمكانة التي حظي بها المثقف في فرنسا، في تلك الفترة بالذات، التي هي فترة نهوض الرأسمالية كطبقةٍ ثائرة أنتجت مثقفيها العضويين، و"صرفت عليهم"، وبوأتهم المكانة التي يستحقونها في سياق المشروع النهضوي الرأسمالي، (نهضوي في ذلك الحين الذي كانت فيه البرجوازية طبقةً ثوريةً حقاً). فكيف يكون في تحليلي لوضع المثقف المجحف في السودان أو في سواه من بلدان "الدنيا الثالثة"، تهويناً من شأن "العامل المادي"، بل "ازدراءً له" يا شيخ أسامة؟ هذا فضلاً عن أنني أشكو لطوب الأرض من الوضع "المادي" اللعين الذي اضطرني إلى قبول العبودية، (وليس "الركض وراء لقمة العيش" يا عزيزي عصام جبر الله. وأنا جايي عليك، في خصوص هذه العبارة المزالفة مع كل ثقتي في محبتك وحسن ظنك اللذين أبادلك إياهما)، و"التضحية" بزَهاء ومتعة الإبداع، بل الزهد فيه حتى أحتاج إلى النصيحة؟! وفي هذا السياق يندرج أيضاً موضوع الواقع المرير الذي تتحدث عنه في كتابك مما استشهد به هنا. ولعلني أجرؤ على القول بأنه ليس من أحدٍ، إلا أقل القليل، ذاق من مرارة هذا الواقع ما ذقتُه "أنا" والعياذ بالله. فحتى بعد الانتفاضة، وإرجاع معظم المفصولين عن العمل إلى مؤسساتهم، ظللتُ عاطلاً محظوراً مقصياً. وقد بَذَلت معي كوكبةٌ من الأصدقاء الكرام، على رأسهم الشاعر الكبير والمفكر، كمال الجزولي، جهداً حميماً، لعلني أجد عملاً في صحيفة، أو أية مؤسسةٍ ثقافيةٍ كانت، فلم تسفر محاولاتهم عن شيء. ولا حتى عن مجرد الكلام "الحلو". فقد رفض المسئولون في مختلف المؤسسات الصحفية، التي لديها القدرة على دفع راتب موظف، أو مصحح إضافي، بصريح العبارة توظيف "يساري متطرف وبتاع نقد وفلسفة ومشاكل كمان". (لم يكن بين هذه الصحف الأيام ولا الميدان لأسبابٍ تتعلق بأوضاعهما المالية الصعبة في ذلك الزمان بعد توقفٍ وعناءٍ طويلين. ولذا فإنني لم أطلب توظيفي لطفا وتعاطفاً ومعرفةً وتقديراً مني لظروفهما). وربما اقتضى الإنصاف أيضاً، أن أشهد بأن الزميل المرحوم أحمد الطيب زين العابدين منحني " وظيفة" "أستاذ متعاون، مؤقت، في كلية الفنون "نظراً لعدم وجود وظائف"، (كما قيل لي)، بينما كانت هناك وظيفتان حينها، حسبما علمت من مصدرٍ موثوق. وقد "حصل لي الصديق الكريم الودود، الدكتور على عبد الله عباس، على "وظيفة" أستاذ متعاون لتدريس "التذوق الفني"، على حد تسمية كلية الآداب بجامعة الخرطوم للكورس في ذلك الزمان، (بينما كان في الواقع كورس في علم الجمال، وعلم الجمال ذاتا، في أصلها الدلالي، مي تسميةًَ بلحيل)، مفتوح لمختلف طلاب كلية الآداب، ويحضره بعض طلاب معهد الموسيقى والمسرح، ممن تعرفت بينهم على متعددي مواهب حقيقيين، مدفونين في أنقاض مناهجنا التعليمية (منهم المثقف الكاتب والمترجم المتميز بكري جابر). فما أزال شاكراً لعليٍ على تضامنه، وسعة أفقه التعليمي.
    وأنا لا أنسب هذا العناء البغيض، من فرط التشرد والإملاق والعسر، الذي لا تستطيبه أي نفسٍ سوية، إلا إلى انعدام المؤسسية أصلاً يا شيخ أسامة. مديح عصامية شنو يا زول؟ اللهم لا تَمْحِنَّا ولا تبلينا. وأخيرأً يا سِيدي، إن كان ثمة آخر لهذا الموضوع الشائك، فأنت أعلم الناس بمرارة هذا البؤس المركب، الناجم عن الضنك المادي والإقصاء، والوحشة المعنوية. فلا ينبغي أن تغفل عن احتمال أن يعتقد أو يتصور قراؤك أنني فخورٌ بهذا السيرة المضنية المعذِّبة. بينما أنا أكرهها في الواقع أشد الكراهية. وكم أتوق إلى يومٍ أستطيع فيه أن أجلس لأكتب، وأعزف، وأقرأ وأُشكل، وأحكي، من دون مساككة أو تفكير في عذابات الغد. وقد جفت عيني النوم، أو جفاها، قبل خمسة أيام من انتهاء إجازتي، مع بداية الأسبوع الماضي، من فرط وحشة مكان عملي ومرارة شعوري بالاغتراب فيه. وبصفةٍ خاصةٍ لأنه يحرمني من ممارسة غواياتي الإبداعية المتعددة. وما من أحدٍ يوجعه هذا الوضع أكثر مني وقيل "أحنَّ من الوالد فاجر"، (وأعتذر عن جفاء العبارة). فهذه الغوايات مني بمثابة جنا الحشا.

    هذا، وأنا أنسب هوان المثقف والمبدع في بلادنا إلى كون مؤسسة السلطة "عندنا" لم تكن منذ "الاستقلال"، وبحكم عناصر تكوين بنيتها التاريخية الأساسية، وإلى أن هجم عليها الغول الإسلاموي الذي نشأ في أحشائها، وترعرع في أحضانها، بحاجةٍ حقيقيةٍ، "عضويةٍ"، لكتاب ومثقفين. كفاها التكنوقراط، لأنها كانت تملك إيدولوجيا دينية ناجزة، قطعية، لا مجال فيها ل"الفلسفة" والأسئلة وفلقة الراس. وأتمنى أن تكون قد وعت الآن الدرس حقيقة لا خطاباً. ولا أريد أن أقول "لا مجازاً"، لأن تقديم سوء الظن لا يساعد في نفاذ النقد إلى الأفئدة والعقول".
    ولتسمح لي في خاتمة هذا التعقيب المقتضب، أن ألومك على ما سأسميه هنا هفوةً، وقعت منك في ما أوردته من استشهادٍ بمقدمتي لصلاح الزين. فقد جاء في الفقرة الأخيرة من الفقرتين اللتين، أثبَتُّهما هنا، أخذاً عن كتابك ("خطاب المشاء") : "فمنذ فلسفة الأنوار، أو بعبارةٍ أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار والمثقفين (هكذا في الأصل) يلعبون في فرنسا دوراً قيادياً..." إلخ. (التشديد هنا من عندي وليس في نصك). وفي تقديري أنك بنسبتك وضع إعراب كلمة "المثقفين" الواردة في الجملة إلى "الأصل" لكونها قد وردت في هذا "الأصل" منصوبةً، بينما هي فاعلٌ تم "نصبُه" "من غير عنوةٍٍ ولا اقتدار"، وأنت محقٌ في تبرئة نفسك منها. إلا أنك لست محقاً في إبهام "أصل" نصب الفاعل هذا. ولقارئك، غير الملم ب"عمايل" دور النشر التجارية عندنا، وفي مصر أيضاً في العقود الأخيرة، بالتالي الحق في أن يعتقد أن بولا، بعد كل هذه العنطظة والتبجح، ينصب الفاعل. وعلى الرغم من أنني أقدر تماماً حقك في هذا التبرؤ، ومن ثقتي الكبيرة في حسن مقاصدك، إلا أنني ألومك على النجاة بنفسك دون أن تمد لي يد العون فتخبر قارئك بأن نصب الفاعل هذا، "ربما"، (وربما على الأقل)، لا يكون من نصيبي، و"ربما" كنت ضحيته لا "جزاره". فقد كنت طلبتُ من صلاح إطلاعي على بروفات المقدمة قبل الطباعة. وقد أطلعني مشكوراً على ثلاثٍ منها، على التوالي، فوجدت أخطاء مريعة في البروفة الأولى وأفظع منها في الثانية، وأشد وبالاً في الثالثة. وغادرت القاهرة، بعد انقضاء إجازتي فيها حيث كتبت تلك المقدمة، مقطوعة الطاري، وفي نفسي حسرةٌ وخوفٌ على مصيرها وهي تتقلب بين أصابع الطابعين وأقلام "المصححين" يتيمةً كسيرة الخاطر. وأوصيتُ عليها صلاحاً وصيةً لحوح. وكنت أُرك أن مؤسسة الأخطاء الطباعية العتيد قد تستعصي على متابعة صلاح. لكنني لم أتصور أن تبلغ زراية إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة"، بمقدمتي درك نصب الفاعل، الذي هو عمدة أخطاء الإعراب كما أسلفت في مكانٍ آخر من هذا البوست مستشهداً بصديقي البروفيسور محمد الواثق. وهذا ما جعلني يا سيدي أتهيب من أن أعهد بجملةٍ من نصوص كتبي المنجزة بالفعل، إلى مركز الدراسات السودانية، مخلاً بوعدٍ سابقٍ قطعته للصديق حيدر إبراهيم، أو لأي دار نشرٍ تجاريةٍ عربيةٍ أخرى، "تهيب الذئب من دم ابن يعقوب". وأن أعكف على طباعتها بنفسي على الكمبيوتر إلى أن أجد دبارةً لنشرها بصورةٍ لا تُرزل الفكرة والعبارة بالأخطاء، وإن تكن "طفيفة". ولعل هذه مناسبةٌ أوضح لك وللبورداب والقراء فيها مبلغ إرزال إيديولوجية "الأخطاء الطفيفة" لفكرتي وعبارتي في إحدى المرات النادرة التي تساهلت فيها في شروط النشر، منذ حزمت أمري على الامتناع عن ذلك بتاتاً في السنوات الأخيرة: ففي مقالتي التي نشرتها في مجلة رواق عربي، (مجلة مركز القاهرة لحقوق الإنسان)، عن دور الأستاذ محمود محمد طه في حركة التجديد الديني [الإسلامية]، التي أشار لها النور، وهي مجلةٌ رصينةٌ تصدر عن مؤسسة رصينة، تحدثتُ في سياق امتداح شجاعة الأستاذة النادرة النظير، بما فحواه أن نفراً من المثقفين الأشداء الذين تصدوا لنقد الفكر الديني، تلجلجوا عن الإفصاح التام "أمام موضوع الدين المخيف". فقام المصحح، "غير مشكور"، بتعديلها لتصبح "موضوع الدين الحنيف". فهلكت العبارة، وسُحقت الفكرة، وأصبح استنكاه مقاصد الكاتب ومنهجه، بفعل هذا الصنيع، في "أمراً ضيق"، بل في أمرٍ ليس أمام القارئ من سبيلٍ إلى معرفة كنهِهِ أصلاً. هذا، على الرغم من أن طباعة المقالة، فيما عدا ذلك "الخطأ الطفيف"، خلت من أي خطأٍّ آخر. فتأمل.
    وأؤكد لك خلو مقاصدي الظاهرة المدركة، وخواطري الباطنة الخفية، من أي رغبة في "مناقرتك". وعندي لك، ولرفاقك، من المحبة والتوقير ما يعصمني عن ذلك. وإنما أردت منك ومن غيرك من المحاورين والناقدين أن يناقشوني بما أعتقده، وما أقوله، وما تقوله عبارتي، وبنية مفاهيمي وليس ما لم أقله وما لا تسمح بنية عبارتي، ومفاهيمي، وممارستي العملية، لي بقوله ولا تسمح بقوله على لساني. وقد أقول لا تسمح حتى بالظن.
    مع خالص مودتي بولا

    وسوف أعود غداً إلى الرد على ترحيب الأصدقاء، وأرجو أن لا يداخلهم شكٌ بأنني أهملتهم.




















                  

العنوان الكاتب Date
رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 06:59 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا سارة منصور04-08-04, 07:06 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا elsharief04-08-04, 07:08 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فرح04-08-04, 07:21 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ismat.abdelrahman06-30-04, 10:54 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 07:28 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا garjah04-08-04, 07:53 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا TahaElham04-08-04, 07:54 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 08:07 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا yumna guta04-08-04, 08:12 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 08:28 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Shinteer04-08-04, 08:24 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Yasir Elsharif04-08-04, 08:25 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Saifeldin Gibreel04-08-04, 08:51 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Alia awadelkareem04-08-04, 08:53 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ودقاسم04-08-04, 08:53 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kh_abboud04-08-04, 09:18 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 09:45 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا aymen04-08-04, 09:57 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عصام عبد الحفيظ10-11-04, 11:00 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-08-04, 10:03 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عشة بت فاطنة04-08-04, 10:39 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Nagat Mohamed Ali04-08-04, 10:23 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا الجندرية04-08-04, 10:29 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Elwaid Osman04-08-04, 11:29 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Osman Hamid04-08-04, 12:06 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا almohndis04-08-04, 12:01 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا esam gabralla04-08-04, 12:23 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا khider04-08-04, 12:36 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Elmosley04-08-04, 12:36 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد العبيد04-08-04, 12:58 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا unixo04-08-04, 01:59 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا zumrawi04-08-04, 02:47 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا سجيمان04-08-04, 02:52 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا صديق الموج04-08-04, 03:13 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عبد الله بولا04-08-04, 03:21 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 04:49 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Hussein Mallasi04-08-04, 04:50 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد عويس04-08-04, 05:11 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا kamalabas04-08-04, 04:59 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abdel Aati04-08-04, 05:50 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Tanash04-08-04, 06:51 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فجراوى04-08-04, 06:18 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا قصي مجدي سليم04-08-04, 07:06 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا ahmed haneen04-08-04, 07:56 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-08-04, 09:02 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Adil Ali04-08-04, 09:20 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Imad El amin04-08-04, 09:53 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Giwey04-08-04, 10:19 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا bayan04-08-04, 10:53 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 00:29 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 00:36 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Yahya Fadlalla04-09-04, 01:31 AM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 02:43 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Tomader Habiballa04-09-04, 04:00 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا إيمان أحمد04-09-04, 04:15 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا mustafa mudathir04-09-04, 04:05 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ahmed Elmardi04-09-04, 05:39 AM
        Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بكرى ابوبكر04-10-04, 01:41 AM
          Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا محمد حسن العمدة08-12-04, 06:36 AM
  رحبوا معى mohmmed said ahmed04-09-04, 05:45 AM
    Re: رحبوا معى mutwakil toum04-09-04, 06:23 AM
      Re: رحبوا معى Dr.Elnour Hamad04-09-04, 06:54 AM
  Re: حب الناس من اعظم النعم Agab Alfaya04-09-04, 08:45 AM
    Re: حب الناس من اعظم النعم Bushra Elfadil04-09-04, 10:47 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 10:10 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 10:43 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 11:21 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا مراويد04-09-04, 11:34 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 11:45 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا فضيلي جماع04-09-04, 02:49 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بابكر كنديو12-02-04, 01:22 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 01:32 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا farda04-09-04, 01:39 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا nadus200004-10-04, 03:25 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا خالد فضل06-21-04, 05:31 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Abu Mariam04-09-04, 01:54 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا abdelrahim abayazid04-09-04, 02:48 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Mandela04-09-04, 11:43 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Nada Amin04-09-04, 02:51 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بارعة04-09-04, 03:43 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-09-04, 08:04 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-09-04, 08:26 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا mustafa mudathir04-09-04, 08:59 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Kostawi04-09-04, 09:54 PM
      Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Haydar Badawi Sadig04-09-04, 10:54 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Omer Abdalla04-09-04, 10:31 PM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا معتصم دفع الله04-09-04, 10:46 PM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Faisal Salih04-10-04, 01:03 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا بكرى ابوبكر04-10-04, 01:30 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ahmed Elmardi04-10-04, 04:11 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Mamoun Zain04-10-04, 02:59 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Bashasha04-10-04, 03:54 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا عبد الله بولا04-10-04, 04:06 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا bayan04-10-04, 04:41 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Sidgi Kaballo04-10-04, 04:52 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا hala guta04-10-04, 04:33 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا osama elkhawad04-10-04, 04:58 AM
    Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Dr.Elnour Hamad04-10-04, 10:05 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا السمندل04-10-04, 11:49 AM
  Re: رحبوا معي بالناقد، الفنان، والكاتب، عبدالله بولا Ibrahim Algrefwi04-10-04, 04:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de