|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: ( معتوه بالحقيقه , لاكن مجمر فى الصبر تريان فى التأمل .. مجنووون اذا حب البنيه الطالعه من لون القمح مكتوب على صدرو الثبات , حكمة مسافر وزاد فراشات مسجونه فى غابة طلح ) * |
ياخي الزول دا وين؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
والله يامحمد انت بقيت مامركز خالص ..خالص انا قصدي ماباين ..غايب ..في الركايب .. العزلة كعبة ..ياتاج السر صحصح ياخي الاحباط والزهج ..حالة عامة..سودانيز دي بي جوطة دي فيها مساحات تواصل ياخي .. على الأقل ..بتحسسنا إنك موجود في العالم الصعب دا..ولو الباسوورد بتاعتك مابتعمل رسل ياخي لبكري ..لانو مع هجمات الهكر دي محتاج يغير وينشط حساب الأعضاء..
شئ عن العزلة
وحيدُ كالنبع في فلاة تشغل الأرض بالحياة فيتكثف إحساس الشجر.. وتشعل الروح بذاكرة يتحرك النمل فيها قلقا على عشب حبيباتنا في الغياب.. يها الوحيد الا من الشجن.. القريب من ساحة البوح مستأذنا للدمع في امتداد الحزن.. في حقلك الانتظار ينمو يطوق القلب مثل ذراعيها ساعة الفرح وساعة انبهار اللغة..تلك اللغة التي تسمو فوق حواجز الجسد تبحث عن آلهة لتقدم لها قرابين الحب .. وتعلن عن ميلاد الرغبة في الخلد.. في الإنتماء الي ذات هي النبع ذاك.. هي النبض في حرير الطفولة حين يكبر الحلم ليحاذي العزلة.. يمرّن حشرات الروح على البرتقال على حائط الزهر يفلي الأريج تنسكب على نفسك مشغولا كالنحل في جرة العسل.. أو كالحبر على شاشة الحاسوب رشحه عرق الانفعال فسال على القلب منه تعالى في لوحة الأصدقاء القدامى وفي سرية الكتابة ياأأأ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)
|
الغريبه يا منعم أنى أشد ما أكون مركزا بسودانيزأونلاين .. شكلوا الواحد لحق الطيبين .. سأمدك برابط بوست احتفائي بمناسبه تفعيل حساب تاج السر بالمنبر .. أحتمال كبير يكون ضيع حسابو من جديد ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
عبرتنى تلكم التفاصيل بعنفوان صاخب , تواثبت وكأنها حمرُُ مستنفره , فرَّت من العدم السحيق لروحى ومن سهوب الذاكره .. ومحمود وساميه يحدثانى عن سلمى , وعن قرب مجيئها فى الغد .. تسارعت نبضات القلب , أخذ هديرها يعلو ويعلو .. لا شئ الآن ليسكتها , تكاد ترجُلُ فى اذناى , برهة ثم أنفلتت منى كل شياطين الغربة من عقالها وتقاذفت منى الهواجس والظنون .. لا شئ الآن ليكبح جماحها , فسلمى ستجئ فى الغد .. سلمى حبيبة كل تلك السنوات المهدره بين تفاصيل الغياب .. يرعبنى دنو ذا الحضور الباذخ المترع .. تأخذ شرفاتى بالإخضرار ويتلون الحاضر كأزهى ما يكون .. يا الله ’ يا الله .. تنفتح الآن أبواب الخلايا وتورق أوردة الحنين ويسكننى طوع إقامته ذا الشجن .. يا كيف فى الغد تلتقيها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
امل .. يا صاحبة فى الزمن الصعب أخذتنا تفاصيل الرحيل يا أمل .. غير أن تلك الذكريات هى الاجمل أعود اليها دوما وفى الخاطر ذا ( العطش ) أحاول كتابته وهو شديد الممانعه لو تعلمين .. ستجدين بين سطوره طرفا مما كان يا أمل .. تسكننى تلك الروح القديمه كلما ولجت اليه فأتجول كما كنت فى بين ممرات كلية الصيدله و( أقدل ) حافى القلب فى ( المين روود ) وأذكر تماما مجالسنا فى شمبات .. ولا عزاء لى فى هذا البلد الأمين الا بسطامى وقد أهدته ( نسرين ) أحمد ومصطفى .. تخيلى أن لبسطامى طفلا يدعوه مصطفى !!! يعزو الأسم لحلم ترائ لأحدهم وكأنه تهمة ينفيها .. لك تحيات سلوى وعمار وأحمد ويارا .. مسكين بقيت محمول مش كده ؟.. أرجو منك متابعة ( العطش ) لأتمها لك والاصدقاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
ها أنذا أعود للعطش .. بعد ثلاثة اشهر عجفاء فى دهاليز والغاز السياسه السودانيه مارست فيها كل المسالب الجميله .. هاترت الكيزان وهاترونى .. جنحت للهتافيه حد قرحة الكى بورد .. أشبعت شهوة الخصومه تماما حتى سكتت عن طلب المزيد .. وها أعود محبطا وما حصاد يمينى الا الاسى وشئ من الخوف ونقص فى ثمرات الروح والدماء .. يا الله .. يا الله ما جدوى ذاك الوطن!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
استيقظ منعم فجر اليوم التالى على صوت الصغيره هبه وهى تجاهد أن ترفع جسدها الصغير الى فراشه , تبسم إذ طالعته بإبتسامة طفولية شقيه قبل أن يأتيه صوت ساميه تنادى صغيرتها تبحث عنها .. وكان أن طرقت باب الغرفه فبادرها صائحا وهو يحمل هبه بين ذراعيه
- صباح الخير يا ساميه , الزوله دى معاى وما حأديها ليكم تانى
واخذ فى ملاعبتها وهى تضحك وتضحك حتى خال ضحكتها بحجم الوجود فى دواخله المرهقه.. احس بها شيئا نادر الوجود والامكان , إنتبه عند ملاعبتها بحلاوة تجتاح ذائقات الروح فيه .. طعما جديدا للفرح اشبه ما يكون بملامسات الطين عند سن الثالثه , وله ذات المذاق , ثم ذات الدهشه ازاء قدره التكوين والخلق البسيط والمعجز للاشياء , ثم هى ذات الرائحه التى تلف الآن خياشيمه بالانتماء المستمر والمتجدد فى القديم الآتى كأجمل ما يكون .. كم كانت سمراء وحلوه وخفيفه جدا وهو يرميها فى الهواء ليتلقفها فى عناية فائقه على صوت ضحكتها وهى تلاطف فيه الروح حتى رقت , وحتى كادت أن تنسل منه الروح كائنا حفيفا يحلق حول الذات فى دهشة وحبور ..
اخرجه محمود من هذا الادراك اللطيف بالانتماءات الجديده فى الحياة وهو يدخل حاملا آنية الشاى الصباحى بكامل اناقتها وطقسها السودانوى الجميل حد البسكويت المنزلى واللبن ( المقنن ) .. تجاذبا أطراف الحديث قليلا قبل أن تدخل عليهما ساميه لتكتمل كل تفاصيل تلك الصوره الاليفه.. وهكذا مضوا جميعا نحو انس بهيج .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: Safa Fagiri)
|
يا صفاء .. كيفنك وأريتك طيبه ..
الا الكلام ده غلبنى تب أفهمو ..
Quote: :Out of space
INVOICE Due to Thurst ...
????? |
كل الاحترام والتقدير المستمر من قبل ومن بعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
وما انصعقت عند رؤيتها .. ولا تبعثر منى الارتباك ..ولا عبثت بي - أيها الفيتوري - فى حضرتهاالأشواق , فقط .. تبسمت روحى فى هدوء مريح , وتواثبت جزلى فى شرايينها الدماء.. ارتعشت خلاياي قليلا قبل أن تستفيق من غربتها السحيقه .. وكنا ثلاثتنا , انا ومحمود وساميه قد تشاغلنا باحاديث تدور - كعادتها - حول حكايات قديمه قبل ان التفت فى اعتياد فائق نحوها وقبل الآخرين .. كنت ادعى دوما ان لحضورها مجالا اُحِّسُهُ يسري فى روحى ككهرباء ناعمه , ما فارقنى هذا قط , ومنذ أن التفت انا منعم محمود , إلتفاتتى - تلكم الشهيره - بالميين روود .. تلك الالتفاته التى أؤرخ بها أشيائي .. تلك التى لم يغادرنى بعدها وجه سلمى قط .. كانت سنوات طويلة قد مضت مذ التقيتها آخر مرة فى النادى الالمانى فى الخرطوم .. قبل اسبوع أو نحو ذلك من مغادرتى امدرمان .. كان لقاءا عابرا وكارثيا نوعا ما , فلأول مرة التقيها مع خالد وهى تخصه كأنثى لا تخصنى .. يا الله , كم كان عظيما ذاك الحزن السابح فى أرجاء الكون .. رافقنى طى خمري طويلا ذاك الحزن الباذخ .. كان أشد ما يكون علّى عند الكأس الثالث الا قليلا , وتماما عند النحيب ..
(عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 04-17-2010, 03:32 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
ليلتُها إِعتراكِ الارتباكُ حتى اخامص روحَك .. وانتابنى الحزنٌ كانقى ما يكون , أذكرُ انى تَطلعتُ لعينيكِ الحزينتين فى وجد وفى خوف .. و لَمْ تُجِبْنِى رَغْمَ دوّىِ السُؤال
( هل أنا أبدو حزينا ) ( هل أنا القاتل والمقتول حينا , والرهينه )
لم تجبنى سلمى حزْنَتِلك الليلة.. فقط مدّتْ يَدها مودعة وكانت تعلم ان موعدَ رحيلى عن السودان بات قريبا .. تدثرتْ بالصمتِ الرهيبِ ثم إختباتْ وراءِ خالد قبل ان تمضى .. وما كان لمثلهِ ظلا يقيكِ من هجيرِ الحزنِ يا سلمى .. وهكذا تزايدت وربت فى عمق المسافاتِ بين وبينك فراسخُ الهجرِ .. ودونما وداع يليق بحجم الفراق .. وقطعا دونما إجابات .. كان خالد ليلذَاكَ مزهوّا بكِ حدَ الفرحِ الظاهرِ وهو يُدرك قيامتى , ثم لا يكادٌ يٌخفيها.. كانت خَساراتى مضاعفةٌٌ حُزنذاك . كنت أدرك ان رجلاً بمقاييسهِ لا يُمكن أن يكونَ جديراً بك .. كان خفيفاً بموازيينِ الرجال الجديرون بأُنثى فارهة مثلك .. قرأتٌ فى ملامحِ وجههِ خطوط أقدار لا حظ لك فيها .. اِستشرفت روحى حُزنا كثيفاً تراكمَ على اكتافكِ يا سلمى .. فناءت بحملهِ عيناى .. اصابنى العجزُ بالذهولِ ليلذاك الحزنَ المنقى .. لولاه , لادركتُكِ قبلَ ان يرتدَّ اليكِ طرفى .. ولما تركتكِ ترحلين .. والآن , وكأنّما لم تَمضىِ كلَّ تلك السنوات أراك .. وبذاتِ ذاكَ الخطوِ الانيقِ تُوقِعينه صوّبِى .. وبذاتِ إشراق العيونِ وتلك الابتسامة الواثقة الانيقةِ تَخْطُرينَ على ممشى هذا المطار .. مقبلة نحوى كاجمل ما تكونين .. تتواثبُ فى شرايينى الدماءَ جزلى .. ويلفحُ حضوركِ روحى بكهرباء ناعمه .. يا , ما احلاكِ يا سلمى .. وما أقوى هذا الحضور , ما جَعَلنِى اُردّدُ لتاج السّر جَعفر
طوبي .. إذا إحتملت شرايينى هديرُ القلبِ حينَ اراك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
سَمِعْتها هَمْسا دافِقاً وبِكلِ حنان الارضْ .. وبكلِ شوق السنواتِ الطويلة بطولِ هذا الاغتراب .. قَفَزَ لحَلْقِى حُضْنَذاك طَعْمُ اللّيمون , يَجْتَاحُ فِىَّّّ كُلَّ ذائِقاتِ الرُّوح .. وَمَضَ خيّالِى بِكُلِ تِلْكَ الذِّكْرياتِ حَدَّ هَجيرِ الشّمْسِ بإمدّرمان , يَكادُ عصيرها يَدْفُقُ ولو لَمْ تَمُسُّها مَجْمَرة هذا التَدَاعِىُ .. تَلْسَعُنِى بِجَمَراتٍ وكانَّها مِنْ سِجِيل , يُلْهِبنى الآنَ وَهْجُها ويَسْتَعِّرُ فِى دَواخِلِى عطشٌ قَديم , أَضُمُّّكِ الآنَ أكثرْ , أُحِسُّ بِفيضٍ مِن دُموعَك يَنْسربُ هَوْناً فِى مَسامِّى .. تَنْفَلِتُ من عِقالِها شَياطينُ وجدِى فِيك ْ, اَضُمِّكِ أَكثرْ .. تَرْتَكنينِ الآن لِصَدرِي وتبتدرينَ النَّحيب .. تَشُدُّكِ ساميه نَحْوها فِى عناقٍ جديدٍ قَبْلَ أَنْ تُعانِقينَ مَحْمٌّود .. يَقُودَانَّكِ الآنَ نَحْو موقِف السيارات واَنا ما زُلْتُ اُرَامِقُكِ فِى وجدٍ مَهِيبْ .. تَعْلو ضَحَكاتِكُم وانا ابدأ فى تَرَصُّدِك مرةً أخري .. رُبَّما إذدّدتِ نُحُولاً يا سَلْمى .. هذا وإكْتَسَبَتْ مِشيتُكِ صرامةً لا عَهْدَ لى بِها.. كانت أكثرُ قسوةً مِمّا كُنتِ تُوقِّعِينَهُ على ارصِّفَةِ الجامِعه .. وأكثرُ وثُوقاً مِمّا كان .. كُنتِ وكأنَّكِ تَمْشينَ فى مُظاهره , فاجأنى الخاطُرُ فتذكَرْتُ مظاهرات الطلاب ِفى سبتمبر 1996 .. يَومَّها خَرْجنا لشارعِ القَصرِ بالهتاف .. أذْكُرُ انَّها كانت تحديداً فى الثانِّى من سبتمبر .. يومُ ميلادَكِ يا سَلْمى .. وكانَ أن أبلَغَنى النذيرُ عزمّهُم الاحتفالَ بكِ يومها فأعتذرتُ كيلا اُسبب إزعاجا لكِ .. ولكن انتهى بِنا المطافُ جميعاً فى مُظاهره .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
خضر يا صاحب ..
Quote: غايتو بليت ريق الكتابة |
يا ريت الواحد يكون عند حسن ظن العباره الجميله دى .. لولا الفتر ,, لكنت أكملتها وقبل زمن .. الفتر وربما الاحباط .. يا خضر وأشياء أخري تخص تململ الروح فى هذا الاغتراب .. جوه وبره لبتين آ خضر والحال يطيب .. لبتين !!!
..
زى كلماتك دى بتدى مزاج الكتابه دفره معنويه ما ساهله.. بينى وبينك الواحد زاتو بقى ما بقوم الا دفره .. وهذا فيما يخص الكتابه بالطبع .. ولا يتعداها
..
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: فيصل عباس)
|
جايييك يا فيصل هنا وهناك .. فامهلنى وريثما يعود المزاج ولا اعلم لماذا يكون ذاك دوما فى نهايات الاسبوع تحياتى يا صديق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
دارت الكرة الارضية دورة لهذا الحزن الاضافى .. وتنامى لبلاب الحزن كالنار فى هشيم الروح , كانت الغيبوبة ملاذا آمنا , بيد أنها استعصمت بالبعد عنى .. إشتهيت كأسا من الغياب , وسلمى تلملم وعيها بالحال .. وساميه ومحمود يحاولان اقتراح الممكن العصى .. الوصول بسلمى للدارِ على أن نعود أنا ومحمود للندن .. أذكر أنى اصررت علي نزولى فى الحال وعودتى - لا أدري كيف - ل ( امل ) .. فأستقر بنا الطريق جميعا نحو المشفى .. وما إنتبهت الا لاحقا جدا لما كان يجيش بصدر سلمى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: أيمن الطيب)
|
يا أيمن ..
هذا العطش من ذاك ( الخج ) .. عطشان ومخجوج و .. حاجات تفارق ( المعيار ) الذى يجتاح المنبر ذهلت اليوم عند تصفح المعيار اليوم ولأول مره !.. المهم .. كان الوعد أن القاك ولكن .. فليكن إذن موعدا آخرا جميل عند تمامه .. و بعد عودتنى من السودان منتصف يونيو سأغادر نهاية هذا الاسبوع اليه .. وأهو ( علو بمسو نجد نصاح ) يا صديقى هذا ان مد الله فى الآجال ..
.. الصفقه عجبتنى بالحيل .. تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
كانت دورة العلاج الاولى هى الأكثر ارهاقا والتى امتدت لخمسة أيام.. وكنت قد أعتدت المرور عليهم صباحا ولا أغادرهم الا عند نهاية المساء .. ولربما طالت جلساتى وأمل للساعات الاولى من الصباح .. تستقبلنى ( خالتى ثريا ) بالشاى الصباحى المصاحب لافطار خفيف تصر عليه .. وقد نغادر لقضاء بعض الحاجيات او التجول قليلا فى شوارع لندن .. كنت أعى حوجتها لذاك المشوار الصباحى ,, وأظنها كانت تعى حوجتى له تماما .. على أن نعود قبل استيقاظ أمل ..
كانت تأتى وبذات بيجامة نومها لترتمى فى حضن أمها وتبدأ فى مداعبتى
- إنت ما مشيت بيتكم ولا شنو ؟.. نحنا ولايا يا دكتور .. بالطريقه دى الناس حيبدو يتكلمو علينا .. وحنورطك بعدين .. يا أنا يا أنا .
- لا ما للدرجه دى كمان .. ما تبالغى
- طيب قررتو تدونى الدوا متين .. عاوزه استغلكم شويه قبل ما آخد الدوا
- طيب استغلينا هسه .. لانو بعد شويه حأديك حبة الزوفران
- عاوزه أمشى سينما ؟..
- طيب يا ستى أصلا بكره آخر جرعه .. وعاوزك ترتاحى عشره يوم كده عشان المناعه بتاعتك ترجع ميه ميه .. وبعد كده تودينا الحتت العاوزاها وزى ما عاوزه ..
- لا حولاااا .. عشره يوم !؟.. الكلام ده مستحيل , انا لازم بكره اطلع
- طيب مافى مشكله .. بس سينما دى ما معانا .. نمشى اى مكان مفتوح
- مكسب يا مان ..
- يا بت ( مكسب يا مان ) دى جبتيها من وين ؟.. بنات آخر زمن تضاحكها خالتى ثريا ..
ثم تبدأ طقوس المعاناة .. كانت شديدة التحمل , الا أن معاناتها كانت تفوق قدرتها بكثير .. كان القئ قد يتواصل لساعات طويله مما يزيد من وهنها الشديد إثر العلاج الكيماوى .. بيد أنها كانت تبدو وبصوره جيده ومعافاة تماما الا من بعض الوهن عند الاماسي .. عندها كانت ( خالتى ثريا ) وبعد اعداد وجبة العشاء , تدخل غرفتها ولا تغادرها أبدا .. كانت تعود لأمل فى تلك الساعات قدرتها على المشاغبه وعلى صناعة الحياة على طريقتها .. تغنى لبوب مارلى وعركى وعقدالجلاد .. تقرأ شعرا لعاطف خيري وللصادق الرضى .. تستدرجنى لقراءة بعض اشعاري القديمه ,, حتى فاجأتنى بغتة بالسؤال
- منعم , انت كنت عارف انو سلمى جايه ؟.. عشان كده قطعت علاقتك بى ..
- لا والله يا أمل .. أنا عرفت يوم الجمعه الفاتت بس موضوع انها جايه ..
- طيب انا هسه عيانه عشان كده انت معاى .. زمان كانت مشكلتى شنو ؟..
- اولا ما عشان انت عيانه انا موجود معاك هسه .. الموضوع انو خياراتنا حتى العاطفيه , محكومه بالصدفه اولا واخيرا ..
- بالصدفه كيف يا منعم ..
اجبتها ضاحكا بأغنية وردى
- ( صدفة كانت غرامى ليك ) ..
- لا , بتكلم جد .. كيف العاطفه تكون مرهونه بى صدفه !
- ممكن تكون فى فلسفه أو نسق معين أو قدره إلهيه او كيمياء حياتيه أو حاجات كتيره ورا الصدفه دى .. لكن فى النهايه هى صدفه .. وممكن جدا تفوت الصدفه أو ممكن جدا نركز فى تفاصيلها ونمشى بيها لى قدام .. لى غربه أو لى علاقه عاطفيه أو لى اى تجربه إنسانيه ..
- تعرف , لمن أفكر فى كلامك دى .. برجع لى يوم لاقيتك فى الندوه الادبيه ديك .. أصلا ما كان عندى مزاج أطلع , وأيمان هى الاصرت على .. بذكر سلامكم على بعض وكيف نسيتونى .. عارف اللحظات ديك ادتنى فرصه كويسه اركز فيك .. وفى البدايه ابدا ما كنت مهتمه ..
- بالظبط كده .. صدفه تخليك تركزى فى زول ,, وتكتشفى انو قريب وقادر يدخلك أو يحتل خلاياك زى ما كنت زمان بقول لى أحمد .. بعد داك وزى ما رضينا بالصدفه فى الاول .. حنكون مرهونين ليها ..
- زى صدفة مرضى !؟
- ممكن لكن ما بالطريقه دى ..
- بى ياتو طريقه ؟.
- بي قدرتك فى الدخول جواى ..
(عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 05-15-2010, 05:44 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
سلمى خالد
( ويا صباحات الموانى .. حتى لو دربك ترنح , فى مشاوير الاغانى .. والجرح ارتد بينا .. لى زمان الآهه تانى .. لانا لا بنتحاشا صدك , لا بتموت فينا الأغانى )
أفاقت سلمى من حلم تلك الاغانى .. وكانت - وفى الحلم - تباغتها الأغنيات , تماما وكما عند نواصى الروح .. أفاقت سلمى والمذياع الداخلى للطائره يعلن بدء الهبوط لمطار الخرطوم المحلى .. تفاجأت قليلا إذ غادرته مطارا دوليا وفى كامل وعيه المزيف كموظف حكومى .. وتسسلت شمس الخرطوم لوعيها وهى تراقب الغباش الصباحى يوادد جهرا غباش روحها .. هنا الحقيقه المطلقه التى كانوا يسعون إليها يا أحمد كل الذين ماتوا فى الطريق .. وكان الموت قريبا وبعيدا وكأشهى ما يكون .. وتماما وكمنعم محمود .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
( ويااا خرطوم وينك وينك !)
تغير وجه الخرطوم ! .. اين ذياك الحنين .. اين ذاك الوجه الموسوم بالطيبه , ذاك الاليف جدا حد غباش الحزن المخبوء وبمهارة فائقه عند نواصى الشوارع , والعالق دوما كذرات الغبار فى عيون العابرين .. احسستها الآن كعجوز شمطاء تتبرج بالواجهات الزجاجيه ولافتات النيون التى لا تزيدها الا قبحا ثم أنها لا توارب شيئا مما افسده دهر الانقاذ ..
إستقبلتنى نسرين , وكان لقاءا دافقا بالاحزان , وفيه من الاشواق الكثير , والتى تحاومت ما حولنا وآخرون فى الخاطر الذى لا يموت .. هالنى شحوب لونها وتلك الهالات السوداء التى وكانها كانت تثقل اجفانها باعباء مضافه غير الفجيعه .. هذا وقد ازدادت نحولا وهزالا وذهولا ما يكفى لاحالتها لصالح موت قديم .. غير أن دفقا مفاجئا من الحياة قد تفجر عند الحديث عن اطفالها الثلاثه . خالد وطارق وإيمان .. كانوا جميعا وعصام فى استقبالى عند وصولنا للفيلا الانيقه فى كافوري .. حيانى عصام بحرارة احسستها غير نزيهه .. او هكذا قد ترائي لى , لا أدري .. ولكن قطعا لم تفتنى تلك الشهوانيه المواربه وإن مرت سريعا وبإحترافية بالغه عند مروره بتفاصيلى الانثويه وبنطالى الذى يبدو أنه قد راق له كثيرا , فأخذ يلهث خلف خاطر مهووس ما فارقه مذ كنا طلابا بكلية الصيدله ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
مضت تفاصيل الاحتفاء وواجبات الضيافه سريعاً قبل أن نخلو أنا ونسرين للشجن المنذور لكلتينا وكانه ومنذ الازل كان علينا كتابا محتوما .. والآن وقد خفت قليلا انفعالاتها الصاخبه بوجودى , بدت أكثر شبحيه وموات .. كان السام يحيق بكل خلاياها بشراسة لا ترحم .. ادركت حجم حزنها , فأنا اعرف الحزن جيداً وحتى أنى أكاد أراه .. طافت الاسئله طويلاً بعيداً عن مركز الاحزان .. حدثتنى عن عثمان والنذير وهند الامين , حدثتها طويلاً عن اصدقاء التقيت بهم فى كل محطات الاغتراب .. كان بعضهم جديراً بالاحتفاء الانسانى الذى أحسه تجاههم .. وتحديداً من كانوا حولى ساعة الانعتاقِ عن خالد .. اروي قاسم ومحمد الأمين وزرياب وغيرهم من السودانيين فى الشتات .. كانوا إمتدادا جميلاً لكل اصدقاء الزمن القديم , غير انهم يفتقدون لتفاصيل الزمن الخاص والمشترك .. حاولتُ تقصى تفاصيل عثمان والنذير .. فوجئت بأن علاقتهم لا تتجاوز المهاتفات القليله واللقاءات المتباعده جدا وفى مناسبات بعينها لا تجئ الا لماما ..
- عموماً يا ستى حتشوفيهم بكره , نسقت معاهم امبارح ..
قالتها بشي من البرود وكإمتداد طبيعى للسأم الذى يجتاح خلاياها بشراسة لا ترحم .. وهنا بدأت فى التسلل هوناً محاذراً نحو تفاصيلها المشجونه حد الفجيعه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
لم أكن لأعى تماماً مداخلها صوب شيزفرانيا الاتساق كما تدعوها لولا ذاك الأحمد , وزمانه الخاص والذى ما زال يستوى فينا وكأجمل ما يكون .. غير انى اخذت تماما بإدراكى انها على شفا خطوة من الجنون .. ادركت هى ما توطن فى نفسى من أحاسيس القلق والذى يبدو انه كان مطلا وبوضوحٍ شديد من عيونى ومفضوحاً تماما , فتبسمت فى هدوء
- تعرفى يا سلمى , أنا بلورت مفهوم خاص وجديد لنج كموقف انسانى تجاه حياتى .. إسمو الموت الاضافى .. عشان اقرب المسأله يا ستى .. ده اقرب لى انك تكونى نايمه وبتحلمى انك نايمه وبتحلمى جوه النوم المضاف انك صاحيه وبتمارسي حياتك وبصوره طبيعيه جدا .. بس بتكونى عارفه كويس انك بتحلمى ..
رددت بحذر شديد وقد تفاجأت تماما بحيويتها والتى بدت أنها نبتت من العدم عند الحديث حولتلك المفاهيم ..
- نسرين , كلنا عايشين محنه وجوديه كبيره وبنصارع فيها .. بس عايشين ندافر فى الدنيا ونحاول نقلع حقنا فيها .. كلامك فيهو نوع من الهروب واستسلام كامل لى فكرة الموت ..
ضحكت وبمراره شديده
- ياريت استسلم لى فكرة الموت .. ياخى انا متصالحه معاها جدا ومشتهياها , عشان كده عرفت الموت المضاف .. وعايشاهو بس عشان الاولاد , وأقول ليك كلام .. مرات بكون مبسوطه جدا فى تفاصيلو .. يا بت انا الدنيا دى اديتهم طرفى منها زمااان .. البربطنى بيها إنو الاولاد ديل يلقوا زول يوريهم يعيشوا صاح ويفهمو كويس يعنى شنو حب وجمال ووطن وناس .. ما يطلعو زى ابوهم فاقدين لاى قيمه انسانيه ..
وحكت ليلتها الكثير , وكنت أعرف عصام ومنذ زمان بعيد .. كان شراً انسانيا مجسداً فى زمن كنّا نعايش فيه قمما انسانيه كأحمد ومنعم وعثمان .. وفى زمنٍ ما كان النقاء الانسانى مجابدا بتحديات كبيره إذ كنا مجرد طلاب فى مرحله جامعيه .. كان عصام أول من تجرأ على مراودتى عن نفسى , وفى تقديري الآن أنه موقف لا يتعدى الحدود الانسانيه فى ذاته ولكن .. إصراره على ملاحقتى حتى وبعد أن زجرته وبعنف لا اذكر أنى مارست مثله فى حياتى , كان موقفا غريباً جداً .. كان يبتسم فى هدوء لثورتى ويقول قبل أن يمضى مختالا ..
- كلو فى وقتو .. بس انت تزعلى نفسك كده
ليفاجئنى فى مواقف كثيره كأن اكون وحدى بالكافيتريا .. فلا أحس الا باقترابه منى هامساً
- بالله ده كلو لى منعم .. ياخى ما تدونا شويه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
الابن العزيز الدكتور / محمد
سلام نهوي فيه العزف و عصية فيه علينا المزامير..... فما لنا إلا صمت أبيك المهيــب ...... فالهوة تتسع بين ما نهوي و ما نريد ..... ( ليت لي ربع تون فقط إن كان في الكأسة باق !! ) أرجو سبر غور الوجد و المعاني ... و (الله يديك العافية )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: hamid murahid)
|
استاذى والعم حامد مراهد ..
عودا حميدا لهذا الزقاق الاسفيري الاليف .. اسعدتنى متابعتكم ( العطش ) ايما سعادة .. كما وصلنى طرفا من حديثك حولها مع ( الدفعه ) واتمنى ان أتمها قريبا ..
تحياتى والود الذى تعلم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
كانت نهارات الخرطوم التاليه أشبه بتلك التى فى البال .. عادت لسلمى مشاويرها تلك القديمه صوب ما يخصها من حنين داكن الملمس وشديد الالفه .. كان وكأنه لا يتوهج ابدا الا تحت وهج تلك الشموس القاسيه ذات الملمس العنيف وهى تصب جام غضبها على نداوة تلك الصباحات الجديده , فتموت - تلك النداوه - تحت السطوة المستبدة للشموس القاسيه نحو الثامنه الا قليلا .. عاد لسلمى ريزمها التلقائي فى الاستيقاظ المبكر لاختزان النداوه ما يكفيها سحابة يومها وحتى الاصيل .. لذا كثيرا ما يندهش لطراوتها عابريها من الاصدقاء والاهل .. ولا يعرف سرذاك الا منعم .
اشرقت عيونها بمرأى عثمان بالضحكات المقيمه والتى ما غادرتها ابداً .. كان وكأن تلك العظام قد انبتت لحما ثم اكتست شحماً يزيد عن حاجتها ويربو .. لتتوج اخيرا بتلك الكرش ذات الجضوم كما وصفتها ضاحكه .. وقد راق ذلك الوصف للنذير كثيراً فتواتر عنه للآخرين حتى ذاع , يلاحقه السباب المتواصل لعثمان كظلٍ ممدود تستفئ اليه روحها كامتداد طبيعى لذاك الزمان الاليف .. هذا هو عثمان ويا الله .. يدبر معجزات الانسنه بطرائق لا يعلمها الا هو كأخصائي بمستشفى الخرطوم صباحا .. وفى عيادته فى ( أمبده ) ليلا .. هذا غير كثير من النشاطات الانسانيه المتفرقه .. أهمها تلك التى تخص الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. والذين تعج بهم المدينه فى شوارعها شديدة القذاره , أو فى تلك الدور الاجتماعيه التى تفتقر لابسط المقومات .. وفوق ذاك يكاد لا تفوته ندوة هنا او هناك . وكم رافقته كثيراً هنا وهناك .
وسبحانه , كان النذير وكما هو .. وكأنما ما غادرته ساعه , يجيئها باكرا فى الصباح لانجاز بعض التفاصيل والاجراءات التى تخص عودتها النهائيه للسودان .. وقد ازمعت انشاء صيدليه تكون نواة لعدد من الصيدليات .. كما وتوطنت نفسها على شراء ( شقه ) صغيره تفى بمتطلباتها كأنثى مطلقه و .. مستقله . الأمر الذى تعثر طويلا .. ولاقت فيه الكثير من الرهق والمكابدات العظيمه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
كانت تطالع الحب طازجا وحارا وكما كان ومنذ الأزل فى عيون عثمان , تعلم جيدا كيفية التعامل معه .. تلك خبرة إكتسبتها طوال تلك السنوات السحيقه , تلك السنوات التى أدمنت روحها المحاومه فى تفاصيل زمانها الخاص وبذات إيقاعها والوقع الأنيق فى رصيف الحياة .. تعلم جيدا كيف تواسي أحزانه العظيمه فى العشق , وكان شديد الاحتمال لوطأته .. إذ كان من عاداته تكييف الأشياء وفق منطق بسيط يقود لموقفه الانسانى من الوجود .. كان الحب يرقص فى عينيه عاريا كما أوما ذات قصيد تاج السر جعفر الخليفه .. ومتجاهلا كل الخرافة والمعانى السافله .. هكذا أحبها عثمان .. دونما أية اثقال أرضيه .. دونما - حتى - كل تلك الخرق التى يمكن إلباسها لقصة حب بسيطه تستجم عندها فرائص الروح فى حزن مريح .. كان لا يتجاوز الا فسحة الرجاء الموارب جيدا خلف احزانه الشاهقه .. وحتى هذا الرجاء ما كان يدق باب روحها الا وبلطف شديد يحاذر الضوضاء ثم يمشى مبتعدا فى هدوء ..
ترافقا طويلا , وكان أن بدأ يقود خطاها رويدا رويدا للانغماس فى تفاصيله .. تناقشا طويلا فى جدوى مشروعها المزمع
- سلمى , البلد دى لا تحتمل أى منهج أو دراسة أو سيستم .. قروشك دى حتضيع شمار فى مرقه , وحتلقى نفسك WITHIN NO TIME ما قادره حتى على المخارجه ..
وكانت تماطل كثيرا بقدرتها على ادارة المشروع , وتحاجج بخبره طويله اكتسبتها بأمريكا
- يا سلمى الموضوع ما عندو علاقه بالكفاءه .. انت ليه مصره على الحته دى الموضوع أزمة سيستم ومنهجيه مافى وما موجوده .. الشغل التجاري فى البلد دى مرتبط ارتباط عضوى بالدوله .. ودى الجهه الوحيده العندها قروش .. ما تسمعى الكلام بتاع الاقتصاد المحرر والكلام الفارغ ده .. مافى قطاع خاص بالمعنى الحقيقى .. هنا الحاجات كلها داخله فى بعضها .. فى حاجه اسمها شركات الحكومه الخاصه .. قروش البلد كلها مدوره بيناتها .. ديل بتاعة الرئيس وأخوانو وديل بتاعة الوزير الفلانى وهكذا ..
- بس يا عثمان أنا ما بتكلم على المستوى ده , أنا فى بالى صيدليات حتقدم خدمه صيدلانيه محترفه , وعندى رؤيه متكامله للموضوع ده ..
- يااا سلمى , عارفه أحسن إنجاز ممكن تحققيهو شنو ؟. إنك تديري الشغل ده بدون خسائر كبيره ولو كنتى محظوظه كمان .. منو القال ليك شغل الدوا بره الدائره القلتها ليك .. الصيدليات الخاصه بتاعتم بس هى المتعاقده مع البنوك والمؤسسات الحكوميه وشركات التأمين .. تعالى بعد داك لتسهيلات الضرائب والزكاة والرسوم والجبايات .. ده موضوع مرهق جدا
ونجح الى حد ما فى زعزعة يقينى بمشروعى الخاص .. والذى أنفقت فيه الكثير من الحلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
وفى الخاطر, ان مقولة وطن المليون ميل مربع, لن تعود ذات صلاحيه فى ظرف الايام القليله المقبلات, وفى خضم هذا الحزن البالغ لفقدان جزء عزيز جدا من الوطن, والذى يبدو وكأننا أضعناه عنوة ومع سبق الاصرار سأعاود محاولة الكتابه هنا, وسأجتهد قدر الامكان حصر مشاركاتى فى هذا الخيط, فليس هناك ما يغرى بالكتابه المثمره فى هذا المشهد العبثى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
مضت النهارات التاليه بسلمى نحو الانغماس فى تفاصيل الحياة الخرطوميه, تقود خطاها الذاكره التى لم تغادر مطار الخرطوم قط, وكانها أودعتها الشوارع ونواصى البيوت أوان إغترابها السحيق .. وهاهى تعود اليها الآن فى يسر فادح, ترتديها صباحا نحو مشاويرها ومساءا نحو منعم محمود اذ تشتهيه صباحا لن يجيء .. ولمنعم ذاكرات خاصه ومبعثره فى الامكنه هنا وهناك, وكثيرا ما يفاجأها مكان ما بمنعم , قادتها خطاها بالأمس لجامعة السودان للقاء " عزه " بناءا على رغبة " معتز " .. ترجاها كثيرا أن تلتقى " عزه " فور عودتها السودان , ومحاولة فهم تفاصيل قرارها الغريب بفصم عرى الارتباط العاطفى القديم, مازالت "عزه" تعمل معيده فى كلية العلوم قسم الفيزياء .. أحست بوطأة المهمه الملقاة على عاتقها عند ادراكها انها تقف امام انسانه لم تعرفها الا عن طريق الحكايات الطويله التى يرويها " معتز " لها فى لقاءاتهم المتفرقه بفلاديلفيا .. كان الصمت ثقيلا جدا فى البدايه, ولكنها سريعا ما انخرطت فى نقاش ساخن مع " عزه " .. واكتشفت أن لها ذات التفاصيل المدهشه تجاه " معتز "
تذكر جيدا هاتف معتز الصباح المبكر وهو يطلب ان تلتقيه حالا .. حاولت سلمى طويلا معرفة اسباب انزعاجه البادى, غير أنه استعصم بالصمت حتى التقاها .. كان وكأنه خارج للتو من " بار " إثر خمر طويل .. سائلته بقلق وهما يجلسان على " بنش " قديم
- مالك يا معتز , فى شنو ؟!
- عزه !
- حصل شنو ؟!
- والله ما عارف يا سلمى , اتصلت انا عليها الصباح فقالت لى راجع الايميل, لا اكثر ولا أقل .. افتكرتها بتهظر او عامله لى مفاجأه أو اى حاجه .. فتحت الايميل لقيتها قطعت علاقتنا .. رجعت ليها ما ردت على مكالماتى ؟!
- وهسع شنو ؟!
- ما دى المشكله ذاتها يا سلمى .. ما عارف هسع شنو ؟! .. ما فاهم اصلا أحس بالموضوع كيف ؟!
ومضى يحدثنى طويلا عن عدم قدرته على الاستيعاب, ما كان بباله موضوعا محددا قد يكون سببا رئيسيا للذى حدث .. غير أنه كان نهبا لشتى الظنون .. ردد كثيرا وقوفه الآن فى فراغ مخيف وعدم قدرته الحركه اذ كان لا يتحرك الا صوبها .. صوب " عزه " التى التقيتها بالامس كصديقتين قديمتين يلتقيان للمره الاولى فى هذه الحياة .. ويجلسان على ذات العشب الذى شهد ذروة ما قد يفعل فيها منعم محمود .. هنا , وفى ذات المكان , وأبوعركى يغنى, والنذير منشغلا بترصد أحدى البنات, وأحمد يهامس نسرين بجديه محببه, وأسارير منعم محمود وقد دبت فيها خطى النشوه الخالصه, وهو يلقى على اذنيها همسا لا يهدأ ولا ينتهى ولا يغيب عنها أبدأ ومذ كان هنا, وفى ذات هذا المكان..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
تحاومت كثيرا مع عثمان, وكثيرا ما كانا يترجلان عن العربيه لممارسة التسكع فى شارع النيل, مقابل الفندق الكبير تماما, وكثيرا ما دلفا لبلكونتة المطله على الشارع لاحتساء الشاى .. وللشاي طقسه الخاص ومزاجه الذى كم تحلقوا حوله .. استطاع منعم محمود أن يفرد للشاى مساحه واسعه فى ذائقاتهم جميعا.. فى الواقع كان احساسه ب " الشاي " فريدا من نوعه .. اذ كان يحسب الشاى رفيقا وثيق الصله بالونس المعافى .. وفى النقيض من " القهوه " التى لا تبعث على الحميميه وفيها شيء من الخبث الانسانى والمداورات المتحفزه .. كان يردد ضاحكا : ترفقوا بالشاى, فإنه شراب أهل العشق أخذها عثمان تدريجيا لتفاصيله الخاصه, بحيث اصبحت رهينه لانتهاء ساعات عمله حتى تواصل تطوافها الجميل فى تلك الشوارع التى اشتاقتها طويلا .. تغديا سويا عند "عوضيه للاسماك" ذات يوم .. غير أنها لم تستطع الاندماج فى المكان, ضحك عثمان طويلا إذ أشارت لارتباطها العاطفى بمطاعم سوق نمره اتنين, ورائحة الشواء تلك ..
- تعرف يا عثمان, لى هسه عندى تصور انو أحلى غدا ممكن يكون هو الفراخ المشويه بتاعت نمره اتنين ..
أجابها ضاحكنا
- ياخى دى ذاكرة فقر مبالغ فيهو ..
- لا فعلا ده تصورى .. ياخ ما بتذكر لمن كنا بنمشي " الحاتى " كيف كنا بناكل ؟!
- والله انا كنت بآكل عااادى !!
- عادى فى عينك .. انت بالتحديد كنت بتقرب تموت وانت منتظر الطلبات ..
- انتو الظاهر فى الغربه كنتو بتعيدو انتاج ذاكرة الفقر دى .. بالنسبه لينا الموضوع ده ما ذاكره .. الموضوع واقع زيو زى سمك عوضيه ..
- طيب حتعزمنى هناك بتين ؟..
- غدا ولا عشا
- غدا .. بالتحديد عاوزه اتغدى هناك
فوجئت سلمى بوجود الكثير من الفعاليات التى قلما يغيب عنها عثمان رغم ظروف عمله المرهقه ما بين المستشفى والعياده والكليه .. شهدت معه ندوات سياسيه وثقافيه وشعريه فى العديد من المراكز الثقافيه.. دعاها لجلسات استماع فى " دار الفنون " ولمعارض فنيه فى المركز الفرنسي, وزارا المركز الثقافى الالمانى الكائن جوار " حليوه " ست الشاى كما كان يصفه النذير .. تعرفت سلمى فى تطوافها مع عثمان على واقع جديد كليا عليها .. واقع الاطفال المشردين ومجهولى النسب .. وذلك عند حضورها عددا من الندوات والفعاليات المقامه فى اطار عمل انسانى طوعى مدهش جدا ..هالها حجم المأساة التى يعيشها هؤلاء الاطفال, زارت دار اطفال المايقوما وتعرفت على العديد من العاملين فى مبادرات جماعيه أهليه ومؤسسات اجتماعيه تعنى بالمشكله .. كان العمل الطوعى غالبا كحال عثمان وغيره ممن التقتهم معه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
لم يك ذلك اثر هاتف غامض ولكن .. وفى احدى تلك المنابر التقت ب " حاتم الطاهر " .. بدا لها أول الامر فاقدا لاى رغبة فى الحياة ومرهقا جدا ازاء ما يجرى .. من عينيه يطل ذات ذلك السأم الشديد والذى تعرفه معرفة اليقين .. كان وزنه ثقيلا فى معايير الرجال .. ينتمى ل " منعم " نوعا ما .. وان كان اكثر ضجيجا واحتفاءا بالحياة .. وربما يكون ذلك لغياب " الموت " عن تفاصيل غربته .. يا الله يا الله يا أحمد .. تذكر الآن اذ اتاهم بالمجمع الطبى نبأ استشهاد طالب ب " السنتر " .. كان الوقت تماما بعد انتصاف شمس الاستواء على شارع مستشفى الخرطوم .. كانت قد امضت صباحها اعتكافا بداخليه البنات ..و كان ذلك بمثابة اعلان قطيعه متوقعه مع " منعم " اثر احداث الليلة الماضيه .. قى الواقع لم تكن قد نامت تلك الليله .. طال الحدبث طويلا و نسرين .. كان شيئا من التعزى و " الونس ".. أدركت نسرين تماما ذاك الذى كان بينها و " أحمد " .. و إن كرهته ولكن .. لم تكن الاشياء تشترى آنذاك .. وعند منتصف منتصف النهار تماما .. غلبتها شهوتها الهتاف .. فارتدت ما يليق بمظاهره وتوجهت نحو المجمع الطبى .. كان شارع القصر محاصرا بالقوات الامنيه ومن الناحيه المفضيه للسوق العربى ومن ثم ميدان ابوجنزير .. بينما تقف قوات من الاحتياط المركزي فى بداية شارع بيو بيو كوان عند تقاطع السكه الحديد .. والوعد كما عرفت ومنذ البارحه ان تلتقى مظاهرتى " السنتر " و " والمجمع الطبي " فى ميدان ابوجنزير كما فهمت من " منعم " ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: Dr.Mohammed Ali Elmusharaf)
|
محمد على المشرف .. ياخى مشتاقين .. كيفك وكيف كيفك والاولاد ؟. تحياتى للجميع ..
تعرف يا محمد أن استيعابى للالق الخاص بجامعة الخرطوم وأجوائها .. بدأ عندى وقبل دخولها .. وأذكر اصطحابك لى ل " الداون تاون " و " المين رود " هل تذكر ذلك ؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
أزعجها كثيرا انتظار هاتف " حاتم الطاهر " والذى بدا وكأنه لن يجيء .. تعلم علم اليقين التأثير الهائل الذى أحدثته فى دواخله المرهقه .. تسرب الحديث هونا ما نحو الوطن المافى .. وكان قد تم تقديمه لها ك " زميل " .. ويدهشها كثيرا سهوله العبور نحو الآخرين عبر بطاقة الحزب .. كان أؤلئك الرائعون يؤسسون لوطن خارج قيد الاعتقال التأريخى لسلطه الوعى الغائب .. كما وللسابحين ضد التيار رؤاهم العميقه و " أنسنه " من طراز خاص .. وتماما وكما يردد عثمان, لذا دوما ما يكونون قيد الوعى والتفاصيل الجميله والرهق المعافى .. وكان حاتم شديد الانسنه وأليفا جدا حد الغباش وصاخبا على نحو ما لا يمكن تحديده بدقه .. تحدث طويلا عن احتكار الممارسه السياسيه فى الضد من طبيعة الشعب السودانى .. احتكارها فى دوائر الكائنات العليا والذوات المقدسه والبيوتات العريقه .. وعن استسلام الكائن الطليعى لسطوة المجتمع .. كان نقاشا أشبه بتلك التى دارت رحاها العاطفيه ومنعم .. وجدت نفسها تردد ذات المنطلقات القديمه عن جدوى استيعاب الواقع .. لم تدهشها تساؤلات حاتم عن جوهر التغير فى سياق التماهى مع السلطات .. ذات مداخل منعم نحو الصراع !! يا الله يا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
لم يفاجأها ذلك الهاتف الصباحى وإن جاء متأخرا من حاتم .. كان أشبه بموجز إخبارى زمن الكساد
- ألو .. سلمى ازيك معاك حاتم .. - أهلين .. كيفك ؟ - تمام .. أسمعينى .. لى فتره وانت فى بالى, نتلاقى الليله, تفاصيلك شنو - والله مافى حاجه بالتحديد - طيب الساعه اتناشر فى الخرطوم .. - وين بالتحديد - فى أى حته .. معاك عربيه - لا - طيب فى " البرلمان كافيه " .. بتعرفى المكان - اوكى يا سيدى .. البرلمان كافيه الساعه اتناشر - سلام ..
ولسبب ما أحست بسعادة غامره .. وتحت وطأة احساس ثقيل بالذنب أجرت اتصالا ب " عثمان " للاعتذار عن مواعيد مسبقه لمرافقتها فى انجاز معامله تتعلق بشراء عربيه .. واتفقت معه على تأجيل ذلك للغد .. استاءت كثيرا من هذا السلوك الذى أحست فيه شيئا من اللانزاهه تجاه "عثمان".. ولكن ذلك لم يصادر سعادتها للقاء حاتم وبطريقه لم ترضى عنها .. ما هذا الارتباك !! .. تمتمت سلمى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
"ويا كونك أنت .. وكونى فيك تجرد حتى غاب .. ودس لهاتى فى أذنيك وقالك همسا" ..
الآن اوقن يا "تاج السر" ان البعد عميل جغرافى ماهر .. أو قد يكون هو " بعد المسافه وقربها" كما غنى عركى, مرهون بذاكرة الإغتراب المحض والذى لا فسحة فيه للحنين الى أحد سوى الحنين .. فلتكن نوستالجياولكن .. هو محض إغتراب عن ذواتنا وعن زمان .. وربما - والى حد ما- عن جغرافيا التفاصيل المرهقه .. طافت الرؤي الغامضه بخاطر سلمى وهى تستدعى على نحو متواتر " إبراهيم الكونى " وغرائبيه " جابرييل غارسيا ماركيز " فى توصيف اعوام العزله وذكريات الغانيات الحزينات.. وللتداعى مزاجه الخاص إذ تمسك يد حاتم بيدها ذات مساء خرطومى أنيق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
وما بين صباح ومساء حاتميان .. وفى بذخ عاطفى لا يفتر او يسكت عن طلب المزيد, مضت ايامها التاليات لتعلن عن ثورة عاطفية قادمه .. فوجئت بأن حاتما أكثر إلتصاقا بما يجرى الآن على المستوى الشخصى والعام .. كان يبدو أكثر " حقيقيه " وعلى نحو ما لا يفترض المماحكه من منعم محمود, وكان ذلك رغم المكابره والعنت التى قابلت بها هذا الافتراض ال " كافر " .. أرهقها الخاطر طويلا فى إفتراض قداسة غير معلنه لمنعم محمود ما يجعل منها آثمه ومفارقه ل " خط منعم العاطفى العام " والذى يوجب عليها ممارسة الكثير من النقد العاطفى لتداعي حاتم فى تفاصيل الخرطوم, وفى تفاصيل روحها المرهقه حقا فى تفاصيل هذا الانبهام المحض والذى يجتاحها حتى أخامص ذاتها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
هى تماما وكما الأشياء التى ما بين مريم الأخرى والمجدليه .. لا أود أن يخلدنى التاريخ زورا وخصما على عافية الشجون .. كان حاتم يبسم مل شدقيه من افتراضات البطوله ومن محاولات الانفلات من الحزن تحت مسودات أنيقه لافتراض الحياة تكريسا لاحلام الآخرين
- سلمى, ما يعنينى فى هذه الحياة هو أنا .. ولا شريك لى - وين الناس يا حاتم ! - الناس وكما أحلم لهم أنا حاتم أن يكونوا وكما ينبغى .. لا اكثر ولا اقل .. تماما وكما اريد للمشانق ان تكون تحت التراب كما يشتهى الميتون .. اكيد قريتى " زمن الياسمين الى فاطمه " ؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
أرهقتها تلك المراوحات العاطفيه ما بين زمانين, زمانها السحيق الى منعم, ونهارات حاتم فى شوارع ذواتها, تملكتها هذه " الشيزوفرانيا المتسقه" حتى كادت تنازع فيها " نسرين " .. والتى وكعادتها كانت أكثر من تستطيع تدرك تداعياتها العاطفيه المربكه ..
- تعرفى يا سلمى, الفكره الاساسيه هنا هى القداسه الفرضوها الناس على علاقتك بى منعم, او انتو السقتو الناس للافتراض ده .. وده غير انو افتراض ما صحيح .. هو مضر جدا يا سلمى ..
- بس يا نسرين الحاجات فعلا كانت عميقه جدا, كنا صغار الوكت داك لكن راسخين فى تفاصيلنا, والدهشه .. الدهشه يا نسرين فى اكتشاف الحاجات للمره الاولى .. وللمره الاجمل اطلاقا .. وأيوه .. لم نكن مجرد حبيبين عابرين .. منعم كان استثنائي جدا
- استثنائي بس ما مقدس ..
- مافى زول مقدس, لكن العلاقه فعلا ممكن تكون.. انت قادره تتخيلى مثلا كمية الفرح الداخلى الحسيتو اول يوم لاقيت فيهو منعم!.. تعرفى .. وكل ما الاقيهو بحس بذات ذاك الاحساس الاول .. والكلام ده يحدى ملاقاتى ليهو فى لندن .. ذات الاحساس يا نسرين .. وكأنو بيحصل ولاول مره .. وفى ذات "المين روود" !! متذكره الكلام ده يا نسرين ..
- يا بت انت جنيتى ولا شنو ؟! كيف ما متذكره !! داك كان اول مره الاقى "أحمد" .. هكذا ومضت فى شيزوفرينيا اتساقها الخاص ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
ألتحقت بالعمل فى إحدى منظمات الامم المتحده العامله فى المجال الانسانى, ما وفر لها الكثير من الكثير من الهدوء على الجبهه الاسريه, وقد كان تواجدها فى الخرطوم محل نقد شديد من اخوالها, وتحديدا خالها الاكبر محمد والذى عاد يعرف الآن فى السوق ب " حاج محمد " .. كانت امها اكثر ما تقيم بمنزله, وهو المحبب إليها, وكم كان هو يجلها ويضعها فى مكانة لا تتسامى اليها قامات نساءه الثلاث واللائي ما اجتمعن على شيء قط الا محبة أمها.. كانت " عمتى مريم " كما يناديها أبناء وبنات اخوانها, قبلة للجميع على إختلافهم .. وكأنها وقد فارقت إبنتها الوحيده قد حملت هم أن تلم شمل العائله الممتده وبأجيالها المختلفه .. وهى العمه الكبيره ومحط احترام الجميع .. هكذا صنعت " مريم محمود " حياتها الخاصه, وكم كانت عامره بالمعانى الجميله و الانتماءات الاسريه الممتده عبر الاجيال .. كانت عودة "سلمى" للأبيض شبيها بعودة النغمه الضاله لهذا النشيد الأسري الحميم .. كان بيتهم القديم بحى " القبه " قد ناله الكثير من التحديث, وإلم يفارق سمته العريق .. اخذ " حاج محمد " على عاتقه ترميمه والاهتمام به وحتى بعد ابتناءه لدار منيفه فى حى " الشارقه " .. وإن ضايقها بعض الشيء ذاك السيراميك الانيق الذى يغطى كل "الحيشان" وعلى إتساعها.. وبالرغم من الاهتمام الشديد بتشجير الحوش وانتشار المزهريات الضخمه فى كافة انحاءه .. الا أن ذلك افقدها شيئا من حميمية " التراب " .. تراب الحوش والذى كان يتم تنظيفه يوميا ومن ثم رشه جيدا بالماء عصر كل يوم, ليبدأ طقس "تفريش السراير" وجلب المساند القطنيه للكراسي الحديديه فى " حوش الرجال" والكراسي المنجده بالحبال البلاستيكيه البيضاء والزرقاء ل " حوش " النسوان, كما وتجلب عند الحاجه بعض " البنابر" .. لتبدأ طقوس الونس المعافى والزيارات واستقبال الضيوف على ايقاع الملاعق التى تدور فى فناجيل القهوة واكواب الشاى وبتواتر لا ينقطع ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
طُقُوسُ الْعَطَشْ*
مُسْمَارٌ في قَدَمِ الْلَّيْلِ يَنْتَحُ بأشْوَاقِ الْحَرَازْ يَشُدُّ أشْرِعَتَهُ لِمُهْرَةٍ غَريبة يَفِكُّ ضَفَائرَ هُوِيَّتِهَا لِتَعْبُرَ جِسْرًا عَلَى نَهْرٍ مُلَوَّنٍ بِقَوْسِ دَمِهَا ( سَوْط مَطَرْ ) يَنِشُّ عَنْ قَلْبِهَا طُيُورَ حُزْنِهَا يَبْزُغُ طَلقَ الأغنيةِ الَّتي ضاعَ مُغنِّيهَا إبْرَةٌ تَنغرزُ في شَهْوةِ اللَّيْلِ لِلْحِجَى وَحِكَايَاتٍ عَنْ نَبَاتاتٍ بَرِّيَّة وَهُمُومِ وَطَنٍ لا يَحْمِلُ سِوى ظِلِّنَا وَجرَاحَاتِنَا الَّتي تَنْبِضُ هَزيمةً وَصَوْتًا مُنْكسِرًا على مِرْآةٍ لا تَعْكِسُ سِوَى أحْلامٍ تَبَخَّرَتْ تَخَلَّقَتْ غَمامًا يَتَشَكَّلُ فَاكهةً لِرُوحٍ تَشْتَاقُ لبرَاءَاتِهَا عندَ انْهِمَارِ اللُّغة لغةُ الْغَمامِ وَنُبوءتُهَا تَرُذُّ الْعُشْبَ وَمَا مَنَحَني مِنْ شَهْوةٍ للْحَيَاةِ وَشَاشَايًا للْمُسْتحيلْ أنْ تَعودَ الْمَوْجَةُ لِهَديرِهَا الْقَديمْ أنْ تُعانقَ طَمْيَهَا وَتنَامَ على أسِرّةِ حِمَمِكْ لا فَرْقْ .. فَمثلي للْمَاءِ وَالنَّارِ تَنْتَمي تقابُلات لُغَةِ الضِّد. تناغُمَات مَوْتِ أسماكِ الْكِتَابةِ عَلى ضِفَافِك الَّتي نَثَرَتْني برِمَالٍ انْحَسَرَ عنهَا مَديحُ الْبَحْرْ تَكَلَّمْ إذنْ لا مَفَرّ فَالْبَحْرُ أمامَنَا والنَّارُ خَلْفَنَا تَكَلَّمْ لِتَكْمِلَ رغْوَةُ الْبحْرِ قصيدةَ ضجيجِ النَّمْلِ والدُّنيا شِتَاءٌ للْحنينْ أوْ ليَلُفّني نَسْرُ قَلبِكَ تحتَ جَنَاحِ الرَّحمةِ الَّتي أحِنُّ .. تَكَلَّمْ..... سوفَ أنتظرُ أنْ يعودَني ظِلِّي أنْ يَعودَني الْمُغني في لَيلةِ عُرْسِ الْحَرَازِ وَالْمَطَرْ فَلَنْ أمضيَ قبلَ اكتمالِ أنشودةِ الإيابْ قبلَ أنْ تنثُرَ الرَّمادَ عهناً لِغُيُومِ قلبي.. ستنهمرُ لغةُ الكلامِ الَّذي أشتهي.. لنْ أمضيَ قبلَ أنْ أرتشفَ قُبلتيَ الأخيرةَ ليكْتَمِلَ مهرجانُ الْعَطَشْ .. فَتَكَلَّمْ !!
----------
هذا وقد دنا عذاب كتابتى او كما قالت
* طقوس العطش احدى المجموعات التى تنتظر الطبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: Ishraga Mustafa)
|
يا طقسها أنثى المزامير .. وأنا أحاول هذا الرهق اللذيذ اليك او كيف تجيئنى العباره عند هذه الحضره يا شروق!! ازيك ومشتاقين .. مشتاقين وفى اتم الريد والعطش ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
أيقنت سلمي وهي تنظر في المرآه بتوتر أنها بدأت تستغرق بعمق في تفاصيل "حاتم" .. تتمطي صباحاً وهي تبتسم من الحلم الذي عبره باسما وتمضي اليوم كله في توتر تنظر إلي الهاتف .. وكل يوم (يوّلي ) المساء سعيداً برفقته قبل أن تنام ممتلئه به وتحلُم .. دخلت المتاهة إذن .. إنتفضت مذعوره من صوت "أحمد" الصغير وهو يناديها بلثغته المحببه - حالتو ثلمي عملتي (لوج) .. تضحك من معرفته أصلاً بالــ(الروج) .. ومن ملاحظته التي فضحت زينتها الفارهه, وكانت قد إهتمت "جداً" بالتفاصيل الدقيقه للمكياج والتي لا تتسق و تلك (العسكره) المفرطه بداخلها .. كانت فعلاً تجتاحها حاله ، حاله غريبه لا تستطيع لها (إسما) .. هذا ولم تكلف نفسها عناء المحاوله والبحث إذ هي مستغرقة تماماً في التفاصيل المفرحه و الإحتفال بالعلاقه.. - علاقه؟ قالت الكلمه بصوت عالي دونما وعى وكأنما سقطت عليها من بُعد آخر ورددها "أحمد" بتلقائيه أضحكتها رغم الذعر الذي إنتابها .. قّبلت أحمد بحنان بالغ تشتهر به، و حب أدخرته لأعوام لتمنحه لأطفال أحلامها ، قررت بعد أن إنتظرت حيناً من الدهر أن توزعه بسخاء لآخرين (يأتون من السماء) .. حقق لها إلتحاقها بالمنظمه تلك الرغبه ، فقد كانت تمارس ما تحب من تفاصيل .. و تحب ما تمارس .. فنجحت بسرعه في تحقيق تميز ملحوظ ، كانت لها سطوه خفيه و حضور طاغي ، ذكيه في التعامل مع الأجانب الذين يمثلون إداره المنظمه، هذا غير أن مشاريعها للأطفال والتي ظلت تخطط لها لسنوات عِجاف ، إستطاعت أن تضيفها إلي أجنده المنظمه و تدفعها إلي اعلي قائمه الاولويات بعد أن كانت مجرد أحلام تنشدها لأطفال السودان... أضافت خبرتها و اللغه التي إكتسبتها الكثير إلي مقدراتها الفطريه هذا ولا يمكن باي حال أن نغفل (قدراتها السحريه) ، فلها ما لها من سحر و جاذبيه ( ما ينوء بحمله بشر) ، هي حقاً فاتنه رغم أنف مواربات منعم فى ذلك.. إحتفي كثيراً بنص محمد المكي إبراهيم وهو يسكبه في عينيها يا مكحولة العينين .. يا مجدولة من شعر أغنية .. يا وردة باللون مسقيّه .. بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنتِ .. يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين .. يا بعض زنجيّه , يا بعض عربيّه .. وبعض أقوالى أمام الله ويمضي مستمتعاً بدهشتها المتكرره به حتي يصل يا برتقاله ساعات اللقاء قصار .. تأملينى في الصباح أطلْ .. البحر ساجٍ وتحفافُ النخيل غزل .. وبركة القصر بالنيلوفر إزدحمت .. والنحل أشبع كاسات الزهور قبل .. ( ثم يقول كأنما يهتف وهو يشير بالسبابه في كامل الجديه و يُعلن ) واننى الآن أزهى ما أكون .. وأصبى من صباى .. ومكسياً من النور الجديد إزار .. تأملينى فإن الجزر أوشك - إنى ذاهب- وفجأه ينهض وهي تصدق فعلاً (ذهابه) المزعوم كل مرة ، و يمد يده ليضم يدها و يسحبها لتنهض ليمشوا في (المين رود) بزهو و إنتصار لا يتناسب مع قهر الدنيا، ولا عهر السلطه، و لا يمهلهما طويلا ... يهمس فى أذنيها بشقاوة محببه - لكن الاطفال الخلاسيين بالغو عديل كده !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
كان خجلها طبع أصيل فيها ، و حياءها فطري وشديد البداوه كما كان يردد أحمد، لم تكن تتصنع إنكسار الأنثي ، حياءها لم يمسه الزمن ولم تبدده السنوات ، لم تؤثر فيه طرائق تفكيرها المختلفه و ثقافتها العميقه وتلك التجربه الكثيفه و السنوات الطويله التي قضتها في الغربة ، وفوق هذا و ذاك عملها ونشاطها السياسي في الدفاع عن حقوق المرأه الإجتماعيه و تساوي الفرص، وإهتمامها الفعلي بتطوير و تشكيل الوعي والتحرر من التفكير التقليدي لتعريف الدور المرسوم للمرأه بعناية، وهذا غير دراساتها العديدة في أصل التمييز وأصل التعريف الجندري ، وما كان لانحيازها الحقيقي لكل تلك القضايا أن يغير من طبعها السودانوى الاصيل وذاك الخجل اليخالج ذاتها الآن كــ" بت "، بل و لم يساعدها كثيراً حتى في إزالة التوتر المشوب بـ"وجع البطن الشهير " الذي يصحبها فى كل مرة يمس شغاف قلبها ذلك "الإحساس" والذي تجهد نفسها كثيرا في تسميته أسماء كثيرة أقربها إلي الحب فيهم أجملها ، وها هى الآن تمارس ذات الإنكار القديم لإحتمالها الزائف لإندفاع الدم فى شرايينها و "بقوة" لا ولن تستطيع معها صبرا.. تكاد تسمع صوت منعم يأتيها من البعيد مرددا ذاك البيت الشهير لتاج السر الخليفة .. " طوبي إذا أحتملت شراييني هدير القلب حين أراك"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
كرهانة أقاطعك يامحمد بس حبيت أقول ليك أني هنا واسترديت باسويردي بعدين مشتاقين جدا محتاجة أقراك من أول البوست ح اسيب ليك رسالة وعندي ليك مفاجأة طمني عليك يا أروع الرفاق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
وصلت سلمي إلي شقتها التي إشترتها في المنشية ، تلك "الشقه" التى كانت تمثل لها ملاذها الأليف حين تدخل إليها ، بذلت جهدا كبيرا في تأسيسها وترتيبها وفقاً لأحلامها القديمة الى بيت يجمعها و "منعم".. كانت غرفتها المفضلة "الونس" ، غرفة للقراءة و الموسيقي و الونس ، كانت قد إبتدعتها و "منعم" كي تكون ملاذهما و الأصدقاء و لأمسيات كان فى البال أن تكون .. صممت سلمي الغرفة وفق تفاصيل ذاك الحلم وقيد خروجه للتحقق ، أرفف الكتب الممتدة بعرض الحائط ، الإضاءة الموزعة بعناية في الأركان و الأبجورات في المناضد الجانبية، لوحات زيتية منتقاة بعناية فائقه وتنتمى للذكريات، مشغل الموسيقي الذى جلبتة معها وتلك الارفف الانيقه للشرائط و الأسطوانات, تحوي فيما تحوى تأريخا من الغناء الطاعم و الموسيقي .. يبدأ ذلك التأريخ ومن قبل عثمان حسين و (قصتنا) ويمتد إلي نانسي عجاج و(رفقه) مروراً بمحطتها اليومية مصطفي سيد أحمد بالاضافه لبعض الحنين إذ يكون "شايقيا" كصديق أحمد .. تتوزع في الغرفة مقاعد وثيرة دون ترف، بألوان دافئة تنتمى للفرح الداخلى دونما تطرف ، كان المكان مهيأ تماماً لطقوس " الونس" الذى ما زال يراوح مكانه فى البال القديم .. وضعت ذات الأسطوانة التي جلبتها من السيارة في المشغل ، داست علي الزر و جلست تستمع إلي مصطفي يغني روح زماني و في رجاك عانيت قساوة الإنتظار .. في ضل شبابيك السفر .. إستعادت ذكري لقاءها بمنعم في لندن ، "مقالدتهما" تلك الحميمة، أو ذاك العناق المؤجل والذي لم يكن ليعفيها منه ما أستطاع إلى ذلك سبيلا أو ما إستطاعت هى إليه سبيلا .. بيد أنها كانت “ تقالده” ذاك اليوم بإرتعاد .. و قلبها ينبض بقوة ، وتبتعد بسرعة خوف أن يسمع "منعم" خفقان الارتعاد ..
إعتدلت في جلستها وهي ترامق تلك التفاصيل "المافيشه" في أرجاء الغرفة ، وقعت عيناها علي صندوق تحتفظ فيه بأوراق قديمة, صندوق يشبه تماما "سحارة" جدتها"بت حامد" رحمها الله .. قامت اليه وأخذت تعبث فى تفاصيله تلك القديمه .. وجدت صوره تجمعها وبعض صديقاتها في "الداخلية" .. كانت تضحك في تلك الصوره و "تتكل" بإلفة ولا أجمل علي كتف "نسرين" .. ترتدى (توب) أمها "الرمادي" ويرتديها .. في الصورة نسرين و"البنات" وهن يلبسن"جلاليب البيت" ، يا الله .. يا تلك من أيام!!..
كانت تشارك نسرين و هنادي و أميرة تلك الغرفه الأحلى فى داخليه "كرار" .. وبالإضافة إلي الغرفة تشاركن الأكل و الملابس ، و بعض الأسرار بالتأكيد ..
هنادي "بت عطبرة"، "زميلة" من أيام الثانوي ، قوية الشخصية و قلبها"حار" .. كانت بمثابة الأم لهن رغم أنها لم تكن أكبرهن، إلا أن طولها و جسمها الفارع و الذي لا يخلو من جمال واضح لا تخطئه العين من أول نظره ، كان هو ما أهلها للعب دور الأم و القائد في الغرفة وأمن لها أيضاً دوراً مميزاً في "الحزب " وذلك لإكتمال تلك الشخصية القوية بعقل راجح و تفكير ثوري و فهم عميق ، هذا وإن كانت لا تخلو من "حماقة" ترتكبها من حين لأخر .. ومرد تلك "الحماقه" بعضا مما ورثته عن جدها "العمده" كما إتفقن .. أما أميرة "بت الحصاحيصا", ضئيلة الجسم و الشهية و الكلام، لكنها تسحرك بحديثها وغناءها العذب متي ما راق لها مزاج الغناء، وذلك لا يكون الا في بعض الليالي المقمرة، صوتها كانت أحلى بكثير من "هند الأمين" لولا إختلاف طبيعة "الغناء" و "الحضور" و "القندفه" المميزه لهند الأمين وهى تغنى ل "عركى" و "عقد الجلاد " و " ماريا كاري " .. تذكرت ذاك ولم تبال مطلقا باتهام "منعم" غير المعلن أن ذاك محض "غيره" .. كانت سلمي تستمتع برفقة أميره في السطوح و الونس الطويل والمعافى معها ، لأميرة - فى الواقع - حكايات غريبة عن "حلتهم" و شخوصها ، أبرزهم على الإطلاق "علي" حبيبها والذي لم تحدثها نفسها بغيره طوال ايام الجامعة ، ما زالت سلمي تذكر إسمه و تفاصيله الكثيرة و التي تصفها أميرة بدقة حتي تكاد تراه "طويل أخضر قيافة" .. أو كما غنت له في تلك الليالي ..
نسرين كانت تقضي معهم معظم الايام، رغم أنها تسكن الخرطوم، وما كان لها ان تفقد متعة "ونسة السطوح" و تفاصيل "داخلية البنات" وبالضروره متعة لقاء "أحمد" في أمسيات "الميدان الشرقي" أو تلك الحفلات الليلية "المرتجلة" في الغرفة .. و التي بدأت حين جادت أميرة ذات ليلة و غنت "أغاني العروس" بمصاحبة هنادي و جردل ( لبني) أستخدم كدلوكة, تذكر تماما وبوضوح تام أن لون "الجردل" كان "لبنى" .. فأجاتهم أنا كثيرا بإجادتى "رقيص العروس" و بتقنيه عالية تتناسب و جسدى المتواطيء مع الأغنيات ها و المنثنى ك(فريع البان) ما تغنيها أميرة .. حاولت نسرين ما أستطاعت ان تجاريها ، هذا و أمتدت عدوي الرقص لتشمل بنات الغرف المجاورة .. لينتهي الحفل فجأه و ينفض إثر وصول المشرفة، تلك الحادثة الشهيرة والتي كادت ان تؤدي بحياتهن فى تلك الداخليه " كرار " .. لمحت طرف ورقة خضراء وهي تقلب الأوراق داخل الصندوق ، سحبتها و هي تبتسم، تذكرتها تماما وإذ هي أول الغيث، كانت أول قصاصة إرتكبها نحوى منعم محمودإذ كتب ..
(بيني وبينك الضحكة ورحيق الشاي، و طعم الخبز و السترة و مساء النور، بيني و بينك .. تذكُر عندما بدأ منعم ترديد المقطع الأول لـ(سنبلاية) محجوب شريف وتوقف فجأة .. وهو يغوص في عينيها لم تكن تستطيع أن تنظر في عينيه طويلا ، حولت وجهها ونظرت بعيداً ، ثم أطرقت
- مالك سكت يا منعم؟
رد عليها منعم بعد صمت مهول
- "أي رضا أفأت به علينا ، من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك ؟!" - عالم عباس ، "الليل في الرمق الأخير"، عليك الله واصل .. - لا - لا ليه؟ - تدفعي كم طيب؟ - كم شنو ؟ - كم ضحكة
فتضحك بعفوية تشبهها.. بينما تختفي عيناها إثر إستغراقها في الضحك و تظهر تلك الغمازه المحببة في خدها فيضحك منعم و .. يستجيب
- أوكي نقول واحد - يلا قول .. - من أى عطفك قد أذنت لنا بهذا القدر أن نهواك .. أعادت القصاصة إلي الصندوق بعناية و أرجعته إلي الرف و عادت لتستلقي علي الكنبة وتسمع المغنى الرسول يغنى
ومشيت أفتش عن خطاويك القبيل . واضّارى من زمناً .. وراك ملانى خـوف أشتقـت ليك .. اشتقت أرتاح فى عيون فيهن ملامحك ذاتا من غير أىّ .. زيف
قفز "حاتم" إلي ذهنها فجأة ، أحست و كأنما تمارس طقوس الإعتذار إليه، لم تشأ أن يكون "حاتم" مجرد بديل لمنعم، كانت تريد علاقة معافاة، علاقة حقيقية، كانت تعرف أن حاتم أهل لها وأنه مستوفي لأحلامها، قررت أن تمنح نفسها و حاتم فرصة، منعم ليس هنا و لن..ربما ، لا مكان للإحتمال ولا هي تستطيع إحتمال . قاطع أفكارها صوت الهاتف في ذات اللحظة التي حسمت فيها أمرها بأن تبدأ من جديد..وكأنما تواطأ الكون مرسلاً إليها اليقين ،فردت بفرح طفولي:
_ أهلاً يا حاتم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
لنا جعفر .. كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا .. أنك أولى الناس بهذا البوست .. فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره .. لا تغيبي و .. مشتاقين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
كلما أود العوده ل " نص " إشراقه تعجزنى الكلمات .. بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote" هذا وعرفت ثعالب جنونى الماكره أنى فى هواها نعامة تدفن قلبها فى رمال هذا العطش فليكن إذن هذا إليها مرسوم عشق قديم يتجدد..
شكرا إشراقه مصطفى حامد ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
- نايمة؟ - أبداً والله صاحية - وصلتي كيف؟ - تمام الحمد لله - مالو صوتك حزين كده؟ - لا أبداً مافي حاجة - أنا عارف يا سلمي إنو نحن ما بنعرف بعض من فترة طويلة، لكن بالجد أنا حاسي إنو نحن قريبين شديد، يمكن التجربة و الواقع مخليننا أقرب من الأصحاب ولا شنو؟ - والله يا حاتم أنا برضو حاسة كده - طيب ما تقولي ياخي ، ما تقولي.. تضحك سلمي بعفويتها الطفولية، و بفرح حقيقي، و يضحك حاتم جذلاً مستبشراً - تتذكري أول مرة نتلاقا؟ - أكيد ... في دار الحزب - من يومها أنا ما مشيت ، رائك شنو نمشي سوا - لا أنا اليومين ديل أعفيني من المشوار ده - ليه يا سلمي؟ - والله يا حاتم الحاجات جواي جايطة شديد تجاه الحزب - كيف؟ عاوزة تحكي - والله يعني ، عاوزة و ما عاوزة - يعني شنو؟ - يعني أنا عاوزة أحكي ليك إنت حاتم ، لكن ما دايرة أحكي ليك كزميل. - ممكن توضحي أكتر - أنا عارفة إنك فاهم كويس - فاهم شنو - فاهم و غالباً مريت بالحاجة دي و عرفت تماماً نوع التعامل البتم مع أي رأي مغاير بتقال وكيف بيطلقوا عليهو ظهور روح مفارقة و تيار إنقسامي، ده لو ما سموه ليك إنهزامي - والله يا سلمي لو إتكلمتي معاي بوضوح أكتر بكون الكلام مريح و موضوعي - أنا بفضل نغير الموضوع ده ، الدنيا ليل غربة و مطر - غربة عديل كده؟ تحاول سلمي الخروج من دائرة الحوار الجاد فتكسر حاجز اللغة مع حاتم ، وهي تحاول ما أستطاعت أن تكسر أوثان عنادها ، و تمسك بلجام عواطفها لتقودها تجاهه -تعرف يا حتومي إنك بتذكرني زمن عجيب يرد حاتم بعفوية ، رغم أنه لم يتجاوز تلك المناداة المحببة لإسمه والتي إنتفض لها قلبه مبتسماً - طيب ما تحكي لي شوية؟ - عن الزمن؟ - لا عن الناس الكانو في الزمن داك - لا دي دايرة ليها أيام بلياليها عديل كده، و أنا بكرة لازم أصحي بدري - خير مالك؟ في حاجة بقدر اساعدك فيها - لا أبداً بس عندنا إجتماع مع المدير الإقليمي جاي من كينيا عشان مشروعنا الجديد في دارفور - أوعي تكوني حتسافري يا سلمي؟ - أكيد طبعاً ، ده مشروع حياتي يا حاتم، لازم أكون فيهو خطوة خطوة، علي الأقل في المرحلة دي - يعني حتقعدي كم؟ - والله يا حاتم الفترة الأولي دي شهر تقريباًو.. - شهر؟؟؟ قالها حاتم مقاطعاً بشدة تتساوي و إختلاج قلبه - أي والله لازم - ما عايزين متطوعين يسافرو معاكم - عايزين طبعاً ، عندك لينا ناس ؟ قالتها سلمي و هي تضحك و تسلمه دفة الحوار الموجه تماماً نحو الإجابة التالية لكنها لم تكن مدركة لمدي جديته - عندي طبعاً ، ممكن ترسلي لي في الإيميل فورمات التطوع دي؟ - جداً بكرة برسلها ليك - يلا أخليك تنومي ، تصبحي علي خير يا عزيزتي قالها وهو يعنيها تماماً ،فقد أصبحت سلمي تحمل رتبة في المعزة لا ينافسها فيها أحد - وإنت من أهل الخير، و دعناك الله
تمددت سلمي علي الكنبة وهي تغالب النعاس، والأفكار المتلاطمة في ذهنها،وحاولت دون جدوي أن تجبر نفسها علي الذهاب إلي غرفة نومها . دخلت "سيدة " إلي الغرفة بعد عدة طرقات علي الباب ، دفعت الباب لتجد سلمي قد نامت علي الكنبة، كانت تبدو مستغرقة في النوم و شعرها الطويل يغطي وجهها بفوضي محببة، كانت متكورة علي نفسها كجنين ، تناولت سيدة الغطاء الصوفي من ظهر الكنبة وغطتها بحنان وافر، زرعته سلمي بداخلها حين أحتضنتها و صغيرها أحمد في دفء بيتها. لم تفارق ذهن سيدة مطلقاً يد سلمي الممتدة بحنان إلي أحمد ذات شتاء قارس وهما يحتميان بحائط الجامع الكبير ، وهي تفرش "الطبق" الممتلئ بالفول و التسالي و قراصة النبق التي تحبها سلمي ، توقفت هناك لتشتري منها ، مد "أحمد" يده الصغيرة وهي ممتلئة بـ(خمشة فول مدمس ) مبتسماً إبتسامتة الساحرة والتي وقعت سلمي في أسرها حال إلتقت عيناها به.
عرفتها سلمي وهي تتجاذب أطراف الحديث معها و تطيله لتكسب بعض الوقت ريثما تحفر ذاكرتها بحثاً عن أي شئ يفسر إلفة هذا الوجه الحزين ،سألتها بلهفة -إ نتي من الأبيض؟ - أيوه نعم و إنتي كمان؟ - أيوه من القبة..
تجاذبت معها أطراف الحديث، لتكتشف أنها أبنة حبوبة السارة ،فراشة المدرسة الإبتدائية، كانت سلمي تحبها منذ اليوم الذي وقعت فيه و جرحت جبينها ، تلك العلامة التي كم مازحها بها منعم في عز "الشكلة" وهو يدعوها "تأبط شراً" ويشير إليها كدليل دامغ ،حضنتها حبوبة السارة برحمة ودفء عجيب ،كانت سلمي تعرف تلك العينان، كانت متأكده من قربهما، كيف لا و قد كانتا تمتلئان دفئاً موروث يمتد إلي سندوتش الفول كل فطور صباحي، وهي تساعد أمها، لكم تساءلت سلمي لماذا لا تذهب إلي الفصل لتدرس ما دامت تقضي اليوم كله في المدرسة.
جذب "أحمد" طرف فستانها ،فالتفتت إليه ،وجهه ملائكي فعلاً ويبتسم بفرح معدي، ينظر إلي عيناك وكأنما ينفذ إلي قلبك، إمتدت اللحظة التي إلتقت عيناه و سلمي لتأخذها إلي عوالم غريبة، مرت أحلامها أمامها بسرعة لتكتشف أنها لم تحقق منها شيئا، لحظتها قررت سلمي أن تحقق احلام الأخرين و ان تبدأ به بـ "أحمد" بعد مرور عدة أيام ،وعدة مفاوضات تحل أزمة أمة، إنتقل أحمد و سيدة للسكن مع سلمي ، بعد أن مدت يدها إليهما بود و حنان لم تجد عليهما الدنيا بمثله قبلا ،وتقبلا تلك اليد برضي لا تغيب عنه عزة النفس المتأصلة في "سيدة" تلك التي لم يحرمها منها الزمن رغم تأمره علي العديد من مقومات الحياة الأخري،إشترطت "سيدة" أن تعمل مقابل سكنها وصغيرها، وقبلت سلمي الشرط برضي وفرح، إذ وفر لها رفقة مأمونة تزيح بها عن كاهلها قلق خالها حيال سكنها في الخرطوم وحيدة. خططت سلمي لـ"أحمد" مستقبل تمنته لأطفال أحلامها مع "منعم"، أدخلته الروضة القريبة من المنزل، و عاهدت نفسها أن تمضي معه الطريق مهما طال أو ضاق، "أحمد" الساحر الصغير، لم تكن لتتمني ألطف منه ولا أذكي، وديع، محبب، حنون وله ذات اللمسة الحانية تلك التي ورثها عن حبوبة السارة ، خفه دمه تتجاوز سنه لتعبر سنواتك وضحكته المفرحة تدك هذا الزهج القائم دكاً دكا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote" |
ومنتظرة بفارغ جرادل الروح قرايتك للمجموعة يا محمد علّ العطش يسكن ولو قليلاً ياصديقى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: Ishraga Mustafa)
|
Quote: بالأمس, مسكت بيدى العاريه الا من الأشواق " أنثى المزامير " " Das Weibliche der Flote" |
تعرفي يا إشراقة
لا يسعنا إلا أن نكون مع من ينتظر
رغم الإرهاصات و الدعاوي المكثفة والتي إقتربت للإستجابة لها درجة
لكنني عدلت عن ذلك لشئ في نفسي الأمارة بالـ(الكعوبية)
نسختنا الموقعة
ما زالت قيد المواعيد السراب
وعليه الشكية لـغير الله
عدم شغلة ..
أو كما غنت أم حسنية لولدها الغائب في سراب (لوبيا واليمن)
ضياع زمن..
___________________________
محاولة لرش البوست بخرطوش أخضر ذات رملة في تمام العطش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: ! لنا جعفر .. كان أول ما تبادر لذهنى عند حضورك هنا .. أنك أولى الناس بهذا البوست .. فياخى أنا راجيك هنا وهناك وفى حتات كتيره .. لا تغيبي و .. مشتاقين ! |
محمد مساك زين يا أجملنا أنا بحاول أمسك بخيوط كتيرة انت نسجت بيها رقعة جميلة هنا حتماً راجعة ليك ياسيد الناس لكن ماخدني أستغراق في غناويك دي والله يعلم بمفاعيل الشوق يازاهي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
سألت سلمي نفسها ما الذي كانت منغمسة فيه لهذه الدرجة في ذاك العام ، 2004 ما الذي ؟ .. ما الذي جعلها لا تدرك حجم المأساة التي حدثت ولا التسمية الحقيقية لتلك "الأبادة الجماعية الغامضة" كما يذهب المقال إلي تسميتها بإسمها الذي وُلدت به و لقبها الذي فُطرت عليه .. وتماما وكما تناولها جيرارد برنير في كتابه “Darfur: The Ambiguous Genocide by Gérard Prunier” ما زالوا يكتبون عن دارفور .. و عنهم هناك ، و عنا ، يُلقون باللوم علي أنفسهم حتي لتخال أنهم المجرمون ، يلومون عدم إهتمامهم الكافي ،وإكتشافهم المبكر لتلك المجزرة ، عدم التنبؤ بقدومها، و عدم فعل شئ لإيقافها ، وعدم فعل شئ للضحايا ما الذي فعلناه نحن " لنا" ؟ كل الذي نملكه تجاهها أن نعتذر عنها للإنسانية التي ندعيها و نكتبها في كتاب التاريخ ، تحت بند مأساة إنسانية أخري فقط هذا لا غير هذا مع التسليم التام لسيادة مجموعة معينة والخضوع لأحقيتها الكاملة بذلك و كأنما خُلق الوطن خصيصاً لها ، ليرثوا الأرض و من عليها.. توقفت سلمي طويلاً عند حوار المحرر مع مجموعة من النساء و الفتيات بقرية للاجئين قرب نيالا، لاحقهن الإغتصاب حتي هناك ، تربص بهن و أنقض حين خرجن ليجمعن الحطب ، سأل المحرر الأسرة لماذا تخرج النساء لجمع الحطب ما دمن أكثر عرضة للأذي و الإغتصاب ، كانت الإجابة بسيطة و سهلة ، كما الفعل الذي مارسته تلك المليشيات، وكما كرهت تلك الاجابه المفجعه .. لماذا يا الله .. لماذا ؟!! الأغتصاب أداة حادة أستخدمت للإرهاب ، إثارة الذعر و تشريد القبائل، هو فعلُ يبذر الخوف في نفوس الضحايا ويصبح السكوت موتهن البطئ . المرأة في دارفور _ إغتصابها حدث جلل وأثاره النفسية ممتدة لأسرتها و قبيلتها ومع ذلك أصبح خيارها الإغتصاب.. يخرجن لجلب الحطب فيُغتصبن فقط .. فقط! وما ذاك بأهون من أن يخرج رجالهن و أولادهن ليُقتلوا .. وضعت سلمي سماعة الـ(سي دي) الذي أهداها إياة "حاتم" في أخر لقاء لهما، علها تهرب قليلاً من زحمة الأفكار المتلاطمة في ذهنها أتاها صوت المغني الرسول ليلثم أحزانها برفق: علمينى الإحتمال ونحن كيف نقدر نقاوم فى بلد ملّ الحِوار صرخة بتموت فى المزارع وزيف مشتّت فى الشوارع بين مداينّـا الكُتار علمينى الإحتمال ونحن كيف نقدر نقاوم هجمة الزمن التتار وكيف نحصِّن ومضة الأمل البيشرِق كل مرة وفى إنتظارى ... وكيف أجاوب عن هوانا لما يغلبنى السؤال لما يتأرجح منانا بين مظنة وإحتمال...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العطش ... (Re: محمد حيدر المشرف)
|
إشراقه يا حبيبه ..
Quote: علّ العطش يسكن ولو قليلاً ياصديقى |
لا يبدو ذلك إطلاقا .. لا يبدو ذلك وهذا العطش يمحل فينا كل الخلايا ويمتد نحو الروح قليلا او يزيد ... لذا ترينى منحازا أكثر لفكرة "البلع" خاصتك ..
سأعود "لأنثى المزامير" وكاجمل ما يكون الرهق اللذيذ إليك ..
| |
|
|
|
|
|
|
|