|
طواقي ماليزية واندونيسية وجلاليب خليجية وزفة مصرية في قرية سودانية!!
|
قبل اسابيع كنت اتابع شريط مناسبة زواج سودانية في السودان يخص احد اصدقائي ارسلوه له من البلد من قرية من قرانا الحبيبة...العروسة كانت في زي زفاف ابيض بكامل الطقوس المصرية وتتبعها وصيفتان من اطفال الاسرة ويتبعها طبالون( زرق) يضربون الدفوف علي طريقة الزفة المصرية وينشدون انشادا مصريا وقد استاجروهم من الخرطوم..العريس يرتدي البدلة البيضاء وقد جاء قادما وعروسته علي ظهر سيارة فارهة واستقبلهم الاهل امام خيمة المناسبة بزغاريد ايضا صارت مصرية. وخلف السرداق تبدت حيطة الجالوص القديمة...وتدلت من عند سقف البيت ( سبلوقة) قديمة تحدث عن زمن مطير.. وهناك بعض الصبية الذين قدموا للمناسبة وهم يرتدون( طواقي) ملونة وجلاليب خليجية..ولما سالت صديقي...عن سر هذه الطواقي العجيبة فقال لي انها مجلوبة من اندونيسيا وماليزيا.. وتباع الان في كل طرقات السودان ولم ار ولو بالمصادفة ( طاقيتنا التقليدية الحمراء ولا العراريق والسراويل التقليدية ولا المراكيب البقرية ولا الفاشرية التقليدية ولا الرتينة الحبيبة ولا الدلوكة ولا الشتم ولا البطان ولا القرمصيص ولا الضريرة ولا الهلال ولا عطر العروس الذي نحب ولا ولا ولا ولا )!! سالت نفسي وانا اتمعن هجينا من اشياء يصعب علي ان استوعبها وانا لا زلت احتفظ بصورة الوطن الجميل ببصماته المعروفة و الان ارى الاشياء الان بعين مجردة في قرية سودانية في ريف سوداني نائي يصعب عليها ان توائم بما هو في الذاكرة البصرية وبما هو كائن الان امامي من مشاهد تمثل (هردبيسة) اشياء تضيع بينها ملامح من الشخصية السودانية في زمن عفن هو زمن الخراب والضياع...فقلت لنفسي : الى اين تقودونا ايها الهوام!!
ظاااااااطو
|
|
|
|
|
|