الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Bushra Elfadil)
|
السيدة نجاة
الشكر موصول للبوست الذي أجده Educating كما أنه نموذج لما يمكن للإنسان أن يكتسبه من معرفة عند وجوده في دار بعيدة عن الوطن .. و تظل العيون الجميلة مداخلنا لثقافات العالم أجمع .. و أنت هنا مدخلنا لثقافة أهل فرنسا .. شعرهم و نثرهم ...نواحهم و حدائهم...أرجو أن يشجع نشاطك الآخرين ليتحفونا بملامح المجتمعات التي يعيشون فيها ... مما يثرى معرفتنا بالآخرين...و يؤسس لمنحى إيجابي لاستغلال هذا المنبر الذي يجمعنا من كل أطراف الدنيا ...
سيدتى.... لك و لزوجك العزيز كامل الاحترام و التقدير ... فإن مشاعل التنوير مهما كان دورها محدودا إلا أنها تؤسس للمثال .. ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الاستاذة نجاة
شكرا لتعريفنا بالادب الفرنسي و العالمي . حقا ان معلومة جديدة قد اضيفت في درب المعرفة اللا نهائي و لذلك نشكرك علي هذه الفسحة الراقية و المفيدة . و هذه المرة لن اقول " ولي عودة" كما كنت افعل حيال البوستات التي تعجبني و لكن يمكن الاستفادة من مادة هذا البوست لمزيد من الاطلاع و المعرفة وعندئذ نستطيع ان نقول ان المنبر الحر " جيد و مفيد" . و ارجو ان اخبرك ان بوستك السابق عن بول ايلوار و قصيدته " الحرية" قد فتح لي افاقا في معرفة الادب الفرنسي وحفزني لسبر غور هذا الجانب من المعرفة الانسانية فزادت معرفتي بتيار السوريالية و اعلامهاالخ.... . ارحو ان لااكون قد تحدثت عن سياسة بسمارك الخارجية و تركت الداخلية موضوع هذا البوست .....
تخريمة صغيرة : قرأت لك في بوست احمد المرضي عن جائزة نوبل عن مايشبه الرأي في تاء الجندر و نونه و انا اتطلع لمعرفة وجهة نظرك , ربما قد تطابق مع وجهة نظري ... ربما في مقام اخر .
علي العموم شكرا لاختيارك هذه المادة مع تقديري و احترامي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
بس يا نجاة اياها ذاتها فاطمة بت البشير ، تحضري ما تغيبي ، تحياتي مرة اخرى .. تعرفي يا نجاة البباريك واقرا بوستاتك حيبقى مثقف حقيقي ، نحنا في العادة ، اقصد انا براي دائما بنمسك الاشياء كاجزاء فقط ، يا دوبك الواحد يلاقيها في دراسات عن الادب مثلا ، او النقد ، ودا راجع جزء منو لعدم المراجع والكتب البتهتم ، بميدعين زي هذا الرامبو الفالت والفلتة في نفس الوقت ، . انا بصراحة ما ما قاعد استمتع بالشعر المترجم الا نادرا ، بالنسبة لرامبو اساسا ما شغال بالقوافي وشعرو يركز على المعانية الخفية وامكن البعض اسميها مواقف لا تخلو من الغرائبية ، يستهويني هذا العالم السريالي ولا شك ، الترجمة حبيتها اقصد ترجمتك ، فقد احتفظت بالروح والعالم البخص هذا الشاعر ،ومهضومة كتير بكلام الشوام ، بس التشكيل او عدمو احيانا يجعلك تتوقفي عند بعض المقطاطع او تكرريها ، لحظة القراية مثلا :هل - انحدر الفجر والطفل في سفح الغابة أم - انحدر الفجر الطفل على سفح الغابة -ولا الاولى وبالنسبة لرامبو طبعا حتى لو قال انحدر الفجر والطفل برضو ماشة ، حسب قفزاتو وعالمو ، وطريقة تفكيرو .. ما عندي علاقة طبعا بالترجمة مجرد ملاحظات عاطلة ، واضح انها شعر منثور واراك قد احتفظت بالروح والمعنى تمتلكي المفردة الجزابة ، وطبعا الواحد سعيد من فيض المعرفة الغمرتينا بيها ، وعشان كدا بقول ليك استمري يا نجاة وبقوة وما تنسي تترجمي لينا الاضاءات لاهميتها كنقلة لعالم الشعر الحر ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
أهلاً تاني يا بت المبارك استشهد أصدقائي "المغاربة" أهل القوس اللعين، ناس آش وعبد الله والسمندل، بقول محمود درويش بأن القصيدة المترجمة كالقبلة من وراء زجاج. لكن، قالوا "القحة ولا صمّة الخشم". وحينما تكون الترجمة هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة عملٍ شعري ما (و أي عملٍ بصفةٍ عامة)، تصبح الترجمة شبه قبلة حقيقية. "رامبو ما شغّال بالقوافي" في قصائده التي ابتدر بها كتابة قصيدة النثر في فرنسا، وربما في الغرب (ولست متأكدةً تماماً من هذه الناحية)، أما قصائده الأولى، فهي تفيض بغنائية فريدة، دون إفراط. وكثيرٌ من قصائده تُغنى، وقد لحنَّها وغناها موسيقيون بارعون. أما "المعاني الخفية والغرائبية"، كما تقولين، فهي ركيزة من ركائز شعره. يقول رامبو" "إنحدر الفجر والطفل" معاً. ويبدو أن المرأة ـ الإِلَهة هنا ترمز للفجر أيضاً، ففي الكثير من قصائده، نجد المرأة تجسيداً للطبيعة، أو يمزج بينهما بشكلٍ "يضلل" القارئ، فلا يعرف أيهما يرمز لمن. أو هكذا أرى بعض صور المرأة في شعره. شكراً يا بت المبارك على هذه الملاحظات. وأتمنى أن يتوفر لي يوماً الوقت لترجمة بعض "الإضاءات". نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الأستاذة الفاضلة نجاة محمد علي طاب يومك ِ، أمتعتني الترجمة الأنيقة ، طالعتها في لهفةٍ فـور ظهورها في البورد وحال بيني والتعليق ـ ساعـتها ـ حائلٌ معلومْ : إنشغالٌ بمصير هـذا البورد المنكوب وإسترداده لعافـية دوره التنويري . ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ في تصديك ِ لنقـل رامبو إلى العربية جسارةٌ تثلج القـلب . نساء بلادي قادرات ـ بما وهـبن من الحكمة و الصبر وقـوة الإرادة والذكاء المقـموع وحسن تدبير شؤون الحياة ورعايتها بالذاد القـليل في ذلك العتمور ـ عـلى إقـتحام كافة ميادين الحياة و البروز فـيها بروزاً مشرّفاً للهاجسين والكادحين من أجل إنسانية جديدة، وإلحاق الهزيمة النكراء بخيلاء العـقـلية الذكورية الفجة، بسلاح المعرفة والتأهـيل العالي،لا بالبيان المتمرّد وحده.
تبارك سعيك ِ المحمود. ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ أرجو أن تبلغي الأستاذ عبد الله بولا تقـديري وإحترامي. تأخرت في الترحيب به كما يليق، فكبلني إحساس قاتـل بالتقـصير وشّـل قـلمي . عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Osman M Salih)
|
الأستاذ عثمان محمد صالح يسعدني ويشرفني أن تجد ترجمتي الثناء من مترجمٍ وكاتبٍ مثلك. وكما قلت لك من قبل، بهرتني ترجماتك من اللغة النوبية. وهذا جانبٌ نفتقده في كتاباتنا: الترجمة من الثقافات السودانية المختلفة. حاشاك التقصير. وعلى كل حالٍ لم يفت الفوات بعد على بوست النور وبولا، فلا زال هناك متسعٌ من الوقت لتضيف كلماتك التي ستكون إضافةً مضيئة بحق. لك خالص شكري. وتقبل تحيات عبدالله بولا وتقديره. نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الأستاذة شبشة شكراً لك لإثارة هذا التساؤل.
عنوان هذه المجموعة باللغة الفرنسية، Les Illuminations ، مشتق من الفعل يضيء illuminer . ووفقاً لتوضيحات الشاعر بول فيرلين، الذي أشرف على جمع هذه القصائد ونشرها، فإن المعنى المقصود هوenluminuresأي العلامات المضيئة أو الوضّاءة(ضمن ما تحتمله الكلمة من دلالات أخرى، مثل الزخارف المضيئة، أو مصابيح الزينة ... إلخ). ومن الممكن ترجمة Illumination بإشراق، إذا ما كان المقصود هو المعنى الروحاني أو الصوفي، حيث يعبر مصطلح "الإشراق" (والذي لا أعتقد أنه من الممكن وضعه في صيغة الجمع، سواءً في العربية أو الفرنسية) عن حالة الصحو، أو حالة تفتح البصيرة، التي تنير عقل المتعبِّد، وبشكلٍ فجائي. إلا أن رامبو، المتمرد على الدين والتدين، يقدم لنا في هذه المجموعة قصائد تذخر بالغموض والصور الغرائبية والرموز، بحيث لا يمكن وصفها بـ "الإشراق" بالمعنى الذي يستخدمه النسّاك المسيحيون، وإن كان شعره لا يخلو من أثرٍ دينيٍ "غميس". ولو كان رامبو يعني بالفعل هذا المعنى الديني، ما كنت سأترجم عنوان مجموعته بـ "الإشراقات"، وإنما "إشراق"، وحسب. فالترجمة لا تُعني بنقل الدلالات اللغوية، وإنمابنقل المعنى.
هل استندت الكرمل أو فيصل دراج على عنوان ترجمةٍ صدرت للديوان؟ لا أدري. ولكن هناك ترجمات عربية كثيرة تجافي المعاني الحقيقية. فعلى سبيل المثال هناك ترجمة عربية صدرت تحت عنوان "قوة الأشياء"، لكتابٍ للفيلسوفة الفرنسية سيمون دو بوفوار. بينما الترجمة العربية المعادلة للمعنى الفرنسي (la force des choses) هي "حكم الواقع". وهناك ترجمات كثيرة تقدم المقابل اللغوي الحرفي، ولا تحفل بالمعنى.
أتمنى أن أكون قد أوضحت فكرتي. ولك جزيل شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الأستاذ شبشة سلام مرة تانية
هذه هي الكلمات التي استهل بها بول فيرلين الطبعة الأولى لديوان رامبو "الإضاءات"، والتي ظهرت في عام 1886:
"لقد كُتب الديوان الذي نقدمه الآن للجمهور في الفترة من 1873 إلى 1875، خلال أسفار في بلجيكا، وانجلترا وألمانيا. والكلمة Illuminations هي كلمة انجليزية تعني النقوش المحفورة الملونة Colored plates . وهذا هو بالتحديد العنوان الجانبي الذي اختاره رامبو لمخطوطته."
على الرغم من أن الكلمة الإنجليزية تدل أيضاً على "الإشراق" بالمعنى الروحاني، إلا أن المعنى الذي يقصده رامبو وأوضحه فيرلين في تقديمه للديوان يذهب في معنى "الإضاءة"، كما يشير أيضاً العنوان الجانبي: "الصفائح المنقوشة الملونة". ولو أردت تبديل هذا العنوان لكتبت "نقوشٌ مضيئة". ولك شكري مرةً أخرى. نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الاخت العزيزة نجاة
قرأت في احد مواقع الانترنت ان احسن اعمال رامبو هي LE BÂTEAU IVRE والتي تترجم في الانجليزية الي (The Drunken Boat) وقد نشرت في 1870 . لكني لا اراها ضمن ماقمت بترجمته ونأمل ان تقومي بذلك ان سنحت لك السوانح .
شكرا لسؤالك عن ابتسام وهي متابعة لهذا البوست و ترسل لك التحايا و لكنها تقول انها لم تطلع علي النصوص الفرنسية و ستسعي للحصول عليهامن الانترنت و ربما ستعلق علي هذا البوست لاحقا.
أما بخصوص " المتيم" بول ايلوار , اسعي لتجميع بعض المواد من اصلها الفرنسي و اشراك ابتسام بترجمتها مقارنة ذلك بالترجمات العربية التي بحوزتي و سأقوم بكتابة بوست و غالبا ما سيكون ذلك بعد العيد ان شاءالله . لك الشكر مجددا و تحياتي الي الاستاذ بولا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Khalid Eltayeb)
|
الفاضلة نجاة بتمعن (كارب) قرأت ترجماتك لرامبو أظن بأنها كانت مرهقة جداً حتى تحاذى هذا الخيال والجمال عن صدق..ترجمة جميله و(مجيه تب) لكن أين أنت من الحركة الأدبيه الحديثه فى فرنسا وترجمات مايعتمل فيها ..هل ضمن مشاريعك..يعنى ننتظر شكراً لأهدائها لبعض رفاق الزمن المغربى الجميل فنحن فى (جاههم)
تحياتىللمفكر والأستاذ عبد الله بولا طلابه فى ليبيا مازال يصدح فى ذاكرتهم حتى أصبح مثل (ود اللخيه) لسكان المخيرف والشرام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
مرة أخرى ، عزيزتنا نجاة ، أشد على يديكِ ملياً وأنا أتمتم لكِ بالتشكرات والامتنان على كل هذه الروعة التي تركتها فيّ ترجماتك وتعريفك بـ " نبي الحداثة الأدبية " آرتور رامبو . وبصدق ، لم تنفتح عيني على ميراث هذا الرائي العظيم ، إلا في سنواتي المغربية الأخيرة في خواتيم تسعينات القرن الماضي ، عبر دراسات محكمة وصبورة كتبها عن تجربته أكاديميون مغاربة كانت الصحف ، عادةً ، تستعين بهم لتعمير ملاحقها الثقافية بما يبهج من معرفة .. وكانت هذه الدراسات شديدة الصرامة والجفاف ، غالباً ، وذات لغة موغلة في التيه والاستشكال ، فلم أترصد الرجل بعدها ولم يبرق في خيالي مرة أخرى إلا في ذلك اليوم الذي تسنى لي فيه إجراء حوار صحفي مع الشاعر اللبناني عباس بيضون ، على هامش مشاركته في مهرجان الرباط الثقافي الرابع ، وكان لمناسبة إصداره ، وقتذاك ، مجموعته الشعرية ( لمريض هو الأمل ) .. فتطرقنا في الحوار إلى ما أسماه بيضون بـ " موت القارئ " ، في جوابه على سؤال يتعلق بأفول نجم الشعر وبروز الرواية في واقع الكتابة والقراءة العربية الحديثة ، حين " تهجّمتُ " عليه بأن شعراء الحداثة العربية الحاليين يكتبون نصا مستغلقاً ، وسط غياب تام لدور النقاد الذين يعوّل عليهم اجتراح الإضاءات للمتلقي . فقال لي إنّ هذا الوضع ليس عربياً خالصاً ، بل موجود أيضاً في اللغات الأخر ، ثم أسهب بيضون ، وهو رجل لبق ورصين وصاحب فكاهة في نفس الوقت ، في الحديث عن تجربة رامبو وتوقفه المبكرعن كتابة الشعر ، زاعماً أنه فعل ذلك بعد يأسه من قارئ ذكي يلتقط الرنين ويمضي بالرؤية إلى حدها الأقصى . هذا اللقاء مع بيضون ، حفّزني لتتبع آثار رامبو( هذا العابر الهائل بنعلين من رياح ) ، حتى تجمّعت عندي مجموعة من أعماله وعدد من الدراسات والكتب عنه . سأعود وأثرثر حولها، معكِ ومع كل ضيوف هذا البوست الفخم ، وعلى رأسهم الرائي العظيم الآخر ، الدكتورعبد الله بولا ، الذي يفرحني أنه " تحلحل " قليلاً من عناق المرحبين به في بوست دكتور النور حمد .
محبتي / السمندل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الأخ خالد الطيب، هذه هي القصائد الثلاث. الأولى والثانية من ديوان "أشعار" (Poésies) والثالثة من "الإضاءات". النقاط والفواصل ظهرت على اليسار، ولم أتمكن من إلصاق النص بصورة توضحها في مكانها الطبيعي في نهاية السطور.
Sensation
Par les soirs bleus d’été, j’irai dans les sentiers, Picoté par les blés, fouler l’herbe menue, Rêveur, j’en sentirai la fraîcheur à mes pieds. Je laisserai le vent baigner ma tête nue.
Je ne parlerai pas, je ne penserai rien : Mais l’amour infini me montera dans l’âme, Et j’irai loin, bien loin, comme un bohémien, Par la nature, heureux comme avec une femme. Mars 1870
L'étoile a pleuré rose
L'étoile a pleuré rose au coeur de tes oreilles, L'infini roulé blanc de ta nuque à tes reins La mer a perlé rousse à tes mammes vermeilles Et l'Homme saigné noir à ton flanc souverain
َAube J'ai embrassé l'aube d'été. Rien ne bougeait encore au front des palais. L'eau était morte. Les camps d'ombres ne quittaient pas la route du bois. J'ai marché, réveillant les haleines vives et tièdes ; et les pierreries regardèrent, et les ailes se levèrent sans bruit. La première entreprise fut, dans le sentier déjà empli de frais et blêmes éclats, une fleur qui me dit son nom. Je ris au wasserfall blond qui s'échevela à travers les sapins : à la cime argentée je reconnus la déesse. Alors je levai un à un les voiles. Dans l'allée, en agitant les bras. Par la plaine, où je l'ai dénoncée au coq. À la grand'ville, elle fuyait parmi les clochers et les dômes ; et, courant, comme un mendiant sur les quais de marbre, je la chassais. En haut de la route, près d'un bois de lauriers, je l'ai entourée avec ses voiles amassés, et j'ai senti un peu son immense corps. L'aube et l'enfant tombèrent au bas du bois. Au réveil, il était midi.
(عدل بواسطة Nagat Mohamed Ali on 10-12-2004, 01:54 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الأخ خالد الطيب أعود إلى سؤالك عن قصيدة رامبو، Le Bateau ivre، "المركب الثمل". حينما أرسل رامبو قصائده للشاعر فيرلين، دعاه هذا الأخير: "تعالي أيتها الروح العظيمة العزيزة، نناديك وننتظرك". فرح الصبي بهذه الدعوة وكتب قصيدته "المركب الثمل" لتكون افتتاحاً لدخوله المنتديات الأدبية الباريسية. فوجدت القصيدة احتفاءً كبيراً. تكشف هذه القصيدة التي أدخل فيها رامبو استخداماتٍ وصوراً جديدة على لغة الشعر، ومزج فيها بين التجربة الشخصية والأساطير الشعبية والميراث الأدبي القديم والمعاصر له، عن سعة إطلاعه وقدراته اللغوية المذهلة. يعود ضمير المتكلم في هذه القصيدة إلى رامبو مرةً وللمركب مرةً أخرى، بشكلٍ يمزج بين الشاعر والمركب، لدرجة تلاشي التمييز بينهما. والقصيدة طويلة، لا يسمح وقتي الآن بترجمتها. خالص مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الصديقة نجاة اهديك نصا كتبته متخذا رامبو قناعا
هاجس المشّاء
أو
شجر الأسلاف يتنزّه في ظهيرة الروح
أو
في ضرورة الحرب
شعر: أسامة الخواض
أنا لست رامبو كي أرى عدناً خرابأ"1"
أهاجر مثل أسلافي الى حلمٍ بعيدٍ, أقتفي أنفاسهم, وأحسّ نبضهمو على الصخرِ العنيِد ِ, أحسّ وقع خطاهمو, والسدُّ منهارٌ"2", أرى: قمريةً"3" لألاءةً وسْط المياه ِ,
حضارةً خفضتْ قوائمها, حنيناً تائهًا من ألف عامٍ, شهوةً سقطتْ مصادفةً من امرأةٍ عجولٍ, غصًةً نفضتْ عن الأحلام ِريشَ الارتباكْ
أنا لست رامبو كي أرى عدناً غيابا ولكني أنا المشّاءُ , أمشي من خريف العمرِ نحو ربيع قامتها, أشّد وقائع الأيّام نحو فضاء قيثاري الحزينْ
أنا لست رامبو كي أرى ذهباً على سُررِ الغرابةْ ولكني أنا المشّاءُ ألبس ُجبّة َالزهّادِ أفتش عن يقين ٍضاع في تُرْب البلادِ, وعن بهاءٍ ضاع من أيّام عادِ
أنا لست رامبو كي أرى عدناً هديراً من كابةْ و لكنّ الفتى كجدودهِ, وحنينه أبداً لأول منزل ٍ , أرنو الى الخرطوم عزّ الظهرِ, و التخزين ِ"4", أدنو من تلال الحلم ِ, أدنو من صحابي وبركلتين ِمن الغموض ِ, نفضّ ايماضات دهشتنا, نفكّر ما اشتهينا من مصائرَ, نحتفي بكلام سيدة البطاقات الملونة الجميلةِ: هذه الخرطوم ُما خلقت ْلأفغان العربْ و ما دهنتْ لتجاّر المنابرِ, ما زهت ْبجلافة الريفي, والوعّاظِ, ما سئلت ْ, و ما قتلتْ, وما بسطت ْلتكديس السلاحٍ, وما أُضئت للذقون ِ, وللظنون ِ, و للمتون ِ, وللحواشي ألا ليت اللحى كانت حشيشاً , فترعاها خيول ٌالانكماشِ "5"ِ
أنا لست رامبو كي أرى وطني سرابا ولكني أنا المشّاء أحمل وردتي الخرطوم من منفى ًالى مبغىً, وأصرخ: انها الخرطومُ, تركض في مسامي, وانتصاري, وانكساري
هي للغناءِ ِ ,
وللدعاءِ ِ , وللصلاة ِ , وللنشيد ِ, لضحكةِ الفتياتِ في أفق ِالعناق ِ, لصرخة ِالدرويش ِتصرعه ُفراديس ٌالجمالِ ِ, للذعة ِالعَرَق ِالمعتّق ِفي جرار اِلانعتاقِ ِ, لهاجس ِالانسان ِ , و الشيطان ِ, والرحمن ِ , شيءٌ من عجين الروح يطلع ُ, من سديم الحزن يبزغ ُ , حاملاً صمت َالبراري أنا المشّاء أحمل صُرّةً من حُرْقة ِالخرطومِ ِ, أصرخ هاتكاً صمت َالشوارع ِ ,والأزقةِ: دثريني, قبليني, دثريني, قبليني, دثريني, قبليني, دثريني, قبليني, وانثري , ورد اليقين ِعلى نهاري فكم من فكرة ٍ: خضراء َ, أو حمراء َ, أو رعناء َ, أو قدسية ٍ , عبرتْ سماءكِ , كي تهذِّب شعبنا جاء الفلاسفة ُ,
الأباطرة ُ, الجهابذة ُ, انتضوا أمخاخهم ْ, وأتوا بمحراث ِالتقدّم ِ , والألوهة ِ,
والعجائب ِ , أفرغوا أوهامهم في شارع القصر الحزين ِ, وحنّطوها في أضابير الشعارِ
فباسم الله ِ,والقراّن ِ, يخترعون مملكة ًمن الألفاظ ِ, شعبا ًمن ركام ٍ , باسمه القدّوس ِ , يبتكرون اّلهةً من الكابوس ِ , يغتالون شعبا ًصادحا ً, ومسامحا ً, ومدينة ًخُلقت ْمن الأبنوس ِ , واللاهوت ِ , والناّسوت ِ , باسم اللهِ يعتقلون زهرة حبنا, يرمون نهرا ًمن حنان ٍفي المواعظِ , يشترون اللهَ بالدولارِ , باسم العصرِ ينتهكون حُرْمةَ حُزننا المدنيِّ , باسم ِالربِ يخْتلقون حلماً من بوارِ
أنا المشّاء, نبضُ البغض ِ, نبض ُالقدْ
قدْ يذهب التاريخ نحو الجُبْ فدْ يذهب الأجداد نحو الرَّبْ قدْ يذهب الأحفاد نحو الحُبْ قدْ تذهب الخرطوم نحو اللُبْ قد ْهاجر المشّاء نحو الحرْبْ
أنا المشّاء أنبح في المدائن,والقفارِ لا بدّ من حربٍ لأفهمَ شكل َبؤسي في المسارج,والظلال ِ لا بد ّمن حرب ٍلأدرك َعمقَ روحي, وامتدادي في فضاءات ِالبراعة ِ,والكمال ِ لا بد ّمن حربٍ تعيد صياغة الموتى, وتعريف الحياة لابد ّمن حرب ٍلايقاظ الطغاة ِ لا بدّ من حرب ٍتغير عادة النسيان , والنوم الطويل على سراب الاكتمال ِ
لثقافةِ الحرب انتمينا, واحتمينا بالمحابر ِ, كي نرى حرب الحروب ِ, مطلة ًفوق النصوص ِ , وفوقَ آفاق الخيال ِ
لا بد ّمن حرب ٍستنبتُ من شظاياها, ضفائر من سيقبلن الزواج, بموجة النيل اليتيمة, وانهماراتِ الجلال ِ لا بد ّمن حرب ٍتعلمنا الرحيلَ إلى الحروبِ,
على غواياتِ المحال ِ
لا بدّ من لا بد ّمن حرب ٍ, لنكسرَ حلقة الصمت ِالمخيِّم ِفي خلايانا, ونشهد َمولدَ الرؤيا الجديدة َمن جماجمنا, وجمجمة السؤال ِ
أنا المشاّء ُ, هل سأظل ّأنبح في المدى أٌقعي طويلاً , كي أرى حربا ًتفسِّر لؤم اخوتنا الكبار ِ, وبؤس ََهذا الارتحالِ ِ هوامش: "1:-الشاعر الفرنسي الشهير أرثور رامبو. "2"-إشارة إلى سد مأرب. "3"-زجاج ملون يعكس الضؤء,ويوضع أعلىالنوافذ في البيوت اليمنية. "4"-مضغ القات. "5"-البيت في الأصل للشاعر اليمني يزيد بن مفرع الحميري,وهو: ألاليت اللحى كانت حشيشا فترعاها خيول المسلمينا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
سلام نجاة قرات رامبو قراءات متناثره، شكرآ لك لاضاءة هذا الشاعر المجيد وعلى النصوص، وجدت هذا اللقاء فى النت تحايا لك و للجميع
Quote: رينيه شار متحدثاً عن رامبو: (السعادة معك كانت ممكنة)
* عندما يتحدث شاعر كبير عن شاعر كبير آخر نجد أنفسنا أمام ظاهرة فريدة من نوعها: وهي ان الشعر يتحدث عن الشعر، ويحق لنا ان نطرح عندئذ هذا السؤال: أليس الشاعر الكبير هو وحده القادر على فهم الشاعر الكبير؟ ألا ينفذ الى أعماقه وجوهره عندما يتحدث عنه؟ الم يعان نفس الظروف التي تحيط بمخاض القصيدة؟ ضمن هذا المعنى نتوقف عند قراءة احد كبار شعراء فرنسا في القرن العشرين (رينيه شار) لسلفه الأكبر: آرثر رامبو. صحيح ان قراءته ذاتية ملتهبة، بل وتشبه القصيدة الشعرية أكثر مما تشبه الدراسة النقدية، ولكنها تستحق الاهتمام فعلا. لا ريب في ان النقاد المحترفين اكتشفوا جوانب أساسية من شعر رامبو، بل وأضاءوا ذلك الشعر في كافة النواحي. ومن بينهم سوزان برنار وعشرات الآخرين. فعدد الدارسين الذين اهتموا برامبو لا يكاد يحصى أو يعد. ولكن تبقى للشاعر ميزة اخرى لا يمتلكها أي ناقد مهما علا شأنه: وهي انه ينفذ الى جوهر الشعر غير عابئ بالقشور والقوالب والأشكال.
يقول رينيه شار في مقدمته لأشعار رامبو: قبل ان نقترب من رامبو نرغب في الإشارة الى ما يلي: وهي انه من جميع التسميات التي أطلقت عليه حتى الآن (رامبو الرائي، رامبو الأزعر، الخ) لن نحتفظ بأي تسمية ولن نرفض أي تسمية. بكل بساطة، هذه التسميات لا تهمنا، سواء أكانت صحيحة أم لا، متوافقة أم لا، لأن شخصا كرامبو، وبعض الآخرين من جنسه، يحتويها بالضرورة جميعها. (افتح هنا قوسا وأقول بان رينيه شار يعتبر نفسه حتما من جنس هذا البعض، أي من جنس رامبو)... الصفة الوحيدة التي نطلقها عليه هي: رامبو الشاعر. وهذا يكفي، هذا ما لا نهاية له. انه شاعر فقط، وهل هناك اكبر من هذا النعت؟ ان النعمة الحاسمة للشعر، وهي نعمة مجهولة أبديا هي: مناعته، حصانته. فمن محاكم التفتيش الى الأزمنة الحديثة لم تستطع قوى الشر ان تقضي على المتصوفة "تيريز دافيلا" أو على الكاتب بوريس باسترناك. لا توجد أي قوة في العالم قادرة على قتل الفن أو الشعر... ان نتوجه نحو رامبو كشاعر فهذا يعني عملا جنونيا لأنه يجسد في نظرنا ما كان الذهب في نظره: أي جوهر الشعر. فقصيدته إذ تسحر وتثير الشروحات والتعليقات، تكسرها في ذات الوقت وفورا، أيا تكن هذه الشروحات والتعليقات. لا يوجد أي تفسير في العالم قادر على ان يرتفع الى مستوى شعر رامبو. كل تفسير يتهاوى أمام قصيدته، ويبدو شاحبا... ينبغي ان نرى رامبو من خلال منظور الشعر فقط. فهل هذه فضيحة؟ هل هذا صعب؟ وعندئذ نجد ان حياته وأشعاره يشكلان وحدة متجانسة ومتماسكة بشكل لا مثيل له.
قول ذلك على الرغم من فرادة حياته وأشعاره أو بسببها. كل قطعة من أعماله وكل لحظة من حياته تساهمان في عملية نكاد نقول بأنها قِيدت إلى درجة الكمال على يد ابولون وبلوتون انه الإلهام الشعري، الإلهام الأكثر احتجابا والذي يتجاوزنا كقانون، ولكنه كظاهرة نبيلة يكاد يحيط بنا بشكل أليف. لقد أخطرنا بالأمر: فيما عدا الشعر، ما بين قدمنا والأرض التي تضغط عليها، ما بين نظرتنا والمساحة المقطوعة، العالم لا معنى له. ذلك ان الحياة الحقيقية، أو العملاق الذي لا يريد، لا يمكن ان يتشكل إلا على خاصرة الشعر. ولكن الانسان لا يمتلك تلك القدرة (أو لم يعد يمتلكها، أو لم يمتلكها بعد)، اقصد القدرة على امتلاك الحقيقة، إخصاب ذاته فيها، إلا من خلال ثوان خاطفة تشبه البرق، ثوان تشبه الرعشة. وفي الظلمات الحالكة التي تتلو الإلهام الشعري، وبفضل المعرفة التي تقدمها تلك الاضاءات الخاطفة، فإن الزمن ينقسم على نفسه، ويجري، ولكن لصالحنا: نصفه معشوشب، ونصفه صحراء قاحلة. انه الزمن الذي يمر بين الفراغ المرعب الذي يفرزه، وما بين الأمل المرهص الذي لا يعتمد إلا علينا، والذي هو ليس إلا المرحلة المقبلة للشعر الهائل وللرؤيا التي تبشر به.
لقد خاف رامبو مما اكتشفه أمام عينيه، مما رآه.. فالمسرحيات التي تلعب على مسرحه ترعبه وتسحره في ذات الوقت. كان يخشى ان يكون الخارق واقعيا، وبالتالي ان تكون المخاطر الناتجة عن رؤياه واقعية هي الأخرى أيضا. كان يخشى ان تتحالف فيما بينها وتتضافر لكي تقضي عليه. وعنذئد يخادع الشاعر ويداهن، ويحاول زحزحة الواقع العدواني الى فضاء خيالي، يتخذ شكل الشرق الأسطوري، حيث تضعف وتتقلص رغبته الهائلة في الموت. ولكن وا أسفاه! فالخدعة لا جدوى منها، والكابوس المرعب مبرر، والخطر المحدق حقيقي لا مرد له. فالمتلقي الذي يرغبه ويخشاه، ها هو ينبثق أمامه كقرن مزدوج غارسا نتوءيه الحادين "في روحه وجسده".
م يردف رينيه شار قائلا: إنها لظاهرة نادرة في تاريخ الشعر الفرنسي، وغريبة الشكل في هذا النصف الثاني من القرن التاسع عشر: فالطبيعة لدى رامبو لها حضور مهيمن. ولكنها طبيعة غير راكدة، طبيعة غير محبوبة لأجل جمالها المعهود أو خصوبتها الإنتاجية. ولكنها تربط بمجرى القصيدة، بسيلانها، حيث تتدخل تكرارا كمادة، كمنبع للنور، كطاقة خلاقة، كدعامة لأعمال ملهمة أو متشائمة، كنعمة. ومن جديد تصبح الطبيعة قادرة على الفعل والتأثير. وعلى هذا النحو خلف رامبو بودلير." وفي مكان آخر يقول رينيه شار كرد على سؤال طرحه عليه صديقه الفيلسوف هيدغر: "كما قال رامبو في إحدى قصائده: منذ الآن فصاعداً لن يرافق الشعر إيقاع الممارسة، وإنما سيتقدمها، سيضيء لها الطريق.. (هذا يعني ان الأولوية أصبحت للشعر، وليس للممارسة والانخراط).
في الماضي كانوا يطلبون من الشاعر ان يصف الأعمال البطولية أو يمجد الشخصيات الاستثنائية أو يمدح هذا وذاك، أما الآن فإن الشعر أصبح يتقدم على كل شيء. أقول ذلك وأنا أحاول تفسير كلام رينيه شار لا ترجمته بشكل حرفي. لن يعود الشعر بعد اليوم مديحا ولا هجاء ولا رثاء، وإنما سيصبح شيئا آخر. فالشعر سوف يصبح المؤشر الذي يفتح أمام الممارسة الطريق أو يدلها على الطريق. الشعر هو القانون، والممارسة هي الظاهرة: انه كالبرق الذي سبق الرعد. والشاعر أصبح مسؤولا عن مصير البشرية كما يقول رامبو أيضا.. الشعر بهذا المعنى أصبح الفكر المغنى، أي الذي يُنشد فيطرب. ولكن لم تعد مهمة الشعر إطراب الناس كما كان عليه الحال في الماضي. وإنما أصبح مسؤولا عن قيادة البشرية. وهكذا يصبح الشعر منافسا للفكر أو للفلسفة ولكنه يستخدم وسائل اخرى غيرها من اجل هداية البشرية أو فتح الطريق أمامها.
بهذا المعنى فإن الشاعر والفيلسوف يلتقيان ولا يتناقضان كما توهم الناس لفترة طويلة. صحيح ان كلا منهما يسلك طريقا مختلفا، ويستخدم أدوات مختلفة، ولكن النتيجة واحدة في نهاية المطاف: توليد الإشعاع والنور، تبديد الظلمات.. الفرق الأساسي بين الشاعر والفيلسوف هو في كيفية استخدام اللغة: الأول يستخدمها بطريقة حدسية مجازية، والثاني بطريقة منطقية برهانية. ولكن النتيجة واحدة في نهاية المطاف: إضاءة الطريق أمام البشرية.
م يضيف رينيه شار قائلا: ضمن منظور رامبو وكومونة باريس فإن الشعر لن يرافق بعد اليوم إيقاع البرجوازية، لن يمشي على وقع خطواتها، لن يخدمها. وإنما سيكون أمامها، سيتقدمها، سيتقدم كل الحركة التاريخية للبشرية.. الشعر هو الرائد الطليعي والجميع خلفه. أليس الشاعر هو الرائي الذي يرى الأشياء قبل ان تحصل؟ وهل الرائي يكون في المقدمة أم في المؤخرة؟ بهذا المعنى فإن الشعر الحقيقي أي شعر رامبو وبعض الآخرين هو ذلك الذي يستبق على الحركة التاريخية ويرهص بما سيجيء. وحدهم الشعراء الصغار يلهثون وراء حركة التاريخ ولا يرون ابعد من انفهم.. الشاعر راءٍ بمعنى انه يرى ما لا يرى، يرهص بما سيحدث بعد عشرين سنة، أو ثلاثين سنة، وحتى خمسين سنة!. بهذا المعنى أيضا يلتقي الشاعر الكبير مع الفيلسوف الكبير: كلاهما راءٍ يكتنه أعماق العصور. أقول ذلك وأنا أتحدث عن شخصيات في حجم هولدرلين هيغل، أو بودلير نيتشة، أو رامبو فرويد، الخ.
يقول رينيه شار هذه العبارة الرائعة: الممارسة عمياء، ووحده الشعر يرى. واحدهما مرتبط مع الآخر عن طريق علاقة الأم بالابن. والابن يتقدم الأم... الكلام يسبق الفعل، والفعل يجيء بعد الكلام. هذا يعني ان الأولوية للشعر.. الشعر هو نشيد الرحيل، نقطة الانطلاق الأولى، بداية الطريق.. فأهلا بالشعر إذن، ولكن الشعر نادر وقليل... في كل مائة سنة يظهر شاعر كبير واحد أو اثنان أو ثلاثة على أكثر تقدير. وقل الأمر ذاته عن الفلاسفة. القرن التاسع عشر الفرنسي شهد ظهور ثلاثة شعراء كبار هم: بودلير، رامبو، لوتريامون. ويمكن ان نضيف إليهم مالارميه. ولكن ماذا نفعل بفيكتور هيغو، والفريد دوموسيه، وقييني، ولامارتين؟ عفوا نسيت الشاعر الرائع: جيرار دونيرفال. فمعذرة، وألف معذرة!.. حقا لقد حفل القرن التاسع عشر بالشعر والشعراء.. ولكن ليست كل العصور خصبة الى مثل هذا الحد، فالزمن بخيل بالشعر، والشعر قليل... ينبغي ان تموت ألف موتة لكي تكتب قصيدة واحدة لها معنى!.. لكن لنستمع الى رينيه شار يتحدث عن آرثر رامبو ولا أقول يرثيه... ناً فعلت، إذ رحلت، آرثر رامبو! "حسنا فعلت، إذ رحلت، آرثر رامبو! فسنوّك تستعصي على الصداقة، وعلى سوء الطوية، وعلى حماقة شعراء باريس، وكذلك على طنين النحل العقيم لعائلتك شبه المجنونة... حسنا فعلت، إذ بعثرتهم جميعا في رياح الشواطئ البعيدة، إذ رميتهم تحت سكين مقصلتهم المبكرة. حسنا فعلت إذ هجرت شارع الكسالى، ومواخير الشعر الرديء من اجل جحيم الحيوانات، من اجل تجارة المحتاجين وتحية البسطاء.
هذه هي الوثبة الرائعة للجسد والروح، هذه هي قذيفة المدفع التي تصيب هدفها وتفجره. نعم! هنا بالضبط تكمن حياة الرجل الحقيقي. فلا يمكن للمرء ان يخنق جاره الى ما لا نهاية. وإذا كانت البراكين لا تغير مكانها إلا قليلا، فإن حممها، وسيولها تعبر الفراغ الكبير للعالم وتقدم له فضائل تغنّي في جراحاته.
نا فعلت، إذ رحلت، آرثر رامبو! نحن حفنة الذين يعتقدون بلا برهان بأن السعادة معك كانت ممكنة".
ينيه شار، من مجموعة بعنوان: (هيجانات ومجاهيل). |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
العزيزة نجاة ، وضيوفها الرائعين .. تحياتي وخالص تقديري ، وكل عام والجميع بخير ..
اسمحوا لي أن أتناول جزئية في مسيرة الرائي ( أو المتنبئ ، كما تقترحين يا نجاة )، تبدو لي غاية في الأهمية ، لجهة فتحها الفضاء أمام علامات الاستفهام والتعجب كي تتطاير كما ينبغي لها ، في سديم ما أشيع عن رامبو ( هذا الذي كان متعجلاً لإيجاد المكان والمعادلة ، كما يقول عن نفسه) من أن رسالته لم تكن أكثر من نزوة عابرة ، وأن " ثورته " لا تعدو كونها همجية فردانية لا حقيقة لتأثيراتها الإيجابية في محيطها الاجتماعي . ويتعلق الأمر ( وهو ما أشارت إليه نجاة أيضاً ) بعلاقته بكوميونة باريس (1871). هذه الجزئية من مسيرة رامبو ، تعززت لدي ـ بكامل استفهاماتها ـ بسبب قلق كثيف صادفتـُـه في عدد من الكتابات عنه ، لعل أبرزها ذلك الكتاب الذي استوقفني منذ غلافه المعنون : ( رامبو بالأحمر ) وألفه الباحث عصام محفوظ ( لا أذكر دار النشر، لكن أتذكر سنة الإصدار ، عام 2000 ) ، اقتنيته ـ ويا للعجب ـ من معرض الكتاب في جدة السعودية عام 2002 ، وسلّفته ، بغباء جميل ، لأحد الأصدقاء السعوديين فما ردّه ، وأدّعى ضياعه . في هذا الكتاب / الدراسة ، يتناول محفوظ منحىً في شعر وسيرة رامبو، لا أدري إلى أي درجة تناولها باحث غيره ، في اللغات الأخرى .. حيث تعقّب آثار علاقة الشاعر بكوميونة باريس ، ومضى بذلك بعيداً ناحية جذور هذه العلاقة ، في خضم انفعال رامبو بالصراع الإيديولوجي آنذاك ، في زمن انطلاق ما سمي ( الاشتراكية الخيالية ) في القرن التاسع عشر ودرجة تأثير هذه العلاقة في تفجره الشعري . وكتاب محفوظ إذ يوضح هذه العلاقة ، فإنه يزعم بوضع شعر رامبو في إطاره الحقيقي ، محاولاً تصحيح مفهوم الحداثة الذي راح ينحرف عن منطلقاته بقدر تحريف " رسالة الرائي" عن مضمونها. ويلفت المؤلف النظر إلى أن غالبية الدراسات عن الشاعر، تتجاهل ما سماه ( محور نص رامبو ) ، ويقصد به علاقته بكوميونة باريس ، وإذا اضطرت بعض الدراسات للتذكير بهذه العلاقة فلمجرد الإشارة إلى أنها مجرد نزوة من نزوات الشاعر . ومن ذلك ما جاء في دراسة الناقد بيير بوتيفيس ( تبناها المركز الثقافي الفرنسي في عدن ، وعرّبها لمناسبة افتتاح متحف رامبو هناك ) ،والتي يقول فيها بوتيفيس عن لقب " رامبو الكوميوني " بأنه : " لقب افترائي شاء القدر أن يحمله في حياته حتى مماته " ! لكن محفوظ مضى في تشككه العنيد في ما وصل إلينا من محور نص رامبو، واقترح علينا أن نسل روح الكوميونة من نص الشاعر ونرى : هل ستبقى العمارة الشعرية في قمة إبهارها أم أنها ستتهاوى !؟ كل من يقرأ كتاب ( رامبو بالأحمر ) سيتناهى إليه ، ربما ، أن السورياليين قاموا بتحرف رسالة رامبو منذ أن قاموا بتبنّيها !! فضلاً عن أن المؤلف يشبّه هذه الفعلة بما لاقاه ماركس من كل الذين تبنّوا فكرته ثم أساءوا إليها وإليه!! هل ، حقاً ، أن السورياليين هم الذين حولوا " ثورة " رامبو إلى تمرد ، منذ محاولتهم اللعب على التمايز اللفظي بين عبارة ماركس " تحويل العالم " وعبارة رامبو " تغيير الحياة " لتبرير تمايزهم عن الماركسية بالتركيز على الحياة الداخلية في مواجهة الحياة الخارجية ، واللاوعي في مواجهة الوعي ، وتالياً الفردية في مواجهة الجماعية ، والذاتية في مواجهة الموضوعية ، والمتمرد في مواجهة الثوري ؟!؟! أي كل ما يناقض جوهر " رسالة الرائي " .. رسالة رامبو !!!!
سأعود ، محبتي .. السمندل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الاستاذة نجاة اهلاً و اعضّك في انف كل الاحتفالات التي تليق بهذا الشاعر المتمرّد العابر متاهة الحياة بنعالٍ من ريح و خوذة اشعار انيقه . منذ زمانٍ حميم و لم اكتب لتفاصيل تخص اليومي هنا في الوطن و بعض ضجيج يخص الروح في حال تأملاتها . اعترف بأن المدعو ( آرثر رامبو ) دائماً ما يصيب يدي بالكتابة ، وحين هو اكون في حالة تشبة ( صياعته) تلك و صديقه الشاعر ( فيرلين ) في ازقّة و حواري حواراتهما حول العالم و حول ما يجب للانسان ان يكونه من حنين و فتر و تمرّد . حسناً شكراً علي هذه الكتابة و كل الترجمات لاشعاره . تعرفي في زمانٍ مهندّم يخصني و في اعوام اكتشافاتي لدروب الكتابة في العالم ، قمت ببعض الترجمات من الفرنسية لصديقي الشاعر الكوني ( آرثر رامبو ) و كانت تخص ( مركبه الثمل ) او ( لتائه ) ، وايضاً قمت بترجمة بعض اشعاره الاخري ، سأعمل علي ان تكون هنا فربما تروق لكم . و سلامي حتي مطلع الامر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الصديق أسامة الخواض
أجل زار رامبو سوريا ولبنان، ضمن رحلة تيهه الطويلة. لذلك يحمل المركز الثقافي الفرنسي في لبنان اسم "آرثر رامبو". وقد درج الفرنسيون على تسمية مراكزهم الثقافية على اسماء فرنسيين زاروا تلك البلدان، رحّالة، أو كتاب، او مستكشفين وعلماء آثار وغيرهم. فعلى سبيل المثال، يحمل المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم اسم الرحّالة "فريدريك كاييو". وإذا أردت أن تعرف بعضاً مما قام به في السودان، فما عليك إلا الإطلال على بوست "زورو أركماني ...إلخ" لتراه كيف رسم هرم الملكة أماني شيختو في بداية القرن التاسع عشر.
وعليك بالله مرة أقرأ كلامي معك في المداخلات السابقة. وأن تنظر إلى طلبي الصغير بخصوص شين المشاء.
لك الود نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
عزيزتي نجاة عدت إلي المنبر اليوم لأجد هذا البوست الدسم... فقررت أن يكون أحد نقاطي التي أحج لها خلال أيامي القادمة.
استمتعت بالترجمات (كمن يتشمم وردة محببة للمرة الأولي)...
التي استوقفت كوستاوي، توقفت عندها مساااافة. أخرج الآن من هذا البوست فرِحةً، فمنذ الساعة سأتعامل مع أذني علي أن لها قلب! شكرا لك تضيفين لنا كل يوم حباً جديدا مديدا (في انتظار حديثكم عن جالا (لوحة البروفايل التي أضعها)... فعندها يتقاطع بول إيلوار مع سلفادور دالي. لك محبتي وسلامي لدكتور بولا والعائلة إيمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
عزيزتي الغالية نجاة ضحكت بخبث ومتعة عندما قرأت "شعورك الغريب" تجاه المسألة. اللطيف في الأمر أني كنت قد شعرت به دون أن يخبرني أحد، وقبل مدة من الآن، فقدمت "اعتذار مسبق" في مكان ما (قبل شهور)... كان ذلك في بوست إبننا الأخ إبراهيم قرمبوز (ونسة مع قرمبوز) أطال الله في عمره، ورد عليه بسمته، وطمأن قلبه. وبما أن رامبو هو صاحب هذا البوست، وإلهه... فإننا ننقل المعركة إلي المكان الآخر الخاص بذلك. (لك تحياتي... وربما أسألك يوما عن الكيفية التي أخرجتِ بها جالا وأدخلتِ البنت الأخري، فمخيلتي تحتاج لذلك!) أما عن الحج، فإنني الآن بالملابس البيضاء إلي حين أشعارٍ أخري. لك تحياتي
(وعفوا لأني اخترت الرد هنا، فذاكرة الفأر لدي ركيكة جدا). إيمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
حلزون
عزيزتي الغالية نجاة من اللائق أن أبدأ بالاعتذار عن تأخري في الرد علي هذه المداخلة اللطيفة......... بالسوداني كده، حديثك عن الصورة أصابني بحالة الحلزون..... فهربت!! هذه حالة لا أعرفها كثيراً، وأصاب بها في أحايين. شكرا لك وللفلامنكو آتيك هنا بالوصلة التي بها سؤال (أخونا الإبن، عمنا) إبراهيم قرمبوز (وإني لمتأكدة بأنك ستأخذي المسألة بسريالية تامة، تماما كأفيال دالي الطائرة، التي تعجبني بحدةٍ واشتداد. ظللت طول عمري أتعجب من ثقل هذا الحيوان المتفرد....... دالي هو الوحيد الذي قال لي: يمكن لصديقنا الفيل أن يطيييييييييييييير، وأن يكون طوييييييييييلاً بدرجة أكثر إبهاراً من كبر حجمه، وثقل وزنه. .. أيضا، هل شاهدت له تلك المرأة برأس من الورود؟ إنها عجيبة.) يحسن بنا رؤية العالم بالمقلوب Re: "ونسه" مع قرمبوز
وهنا يا نجاة، أفصحت حبا وعلانية عن إحساسي تجاه جالا، دالي، إيلوار، وكلنا.... لذا، تجديني أسكن في خيط الأخ خالد الطيب حول تلافيف هذا العشق الخارق. Re: "ونسه" مع قرمبوز وبه أيضاً حديث عن الأنبياء والذي منه، يا نبية.
وقد سألني محمد صالح مؤخراً عن نوش!!!!! ما بنا يا هؤلاء ننسي نوش؟؟!! أربعة نصوص قصيرة.. أو Talking to the Self ! تجدين الحديث ممتدأ من أمعاء الصفحة، حتي ربلة ساقها.
لك وللعم الشقيق بولا تحياتي السريالية (أما عن التشويش الذي يأتي ويزوغ فجأة، فلن يحل إلا بلقاء فيزيائي سيحدث يوما ما)
والآن، فليغفر لي رامبو الفئران/ عفواً، الهذيان. لك محبتي (بالمناسبة، حديثي في المداخلة اعلاه حول الSurvivor، يعود إلي حال المنبر في تلك الأيام)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
"الأيام الهشة" رواية فرنسية تبحث عن أوجاع رامبو
( نقلا عن الحياة)
في انتظار الاحتفال بالذكرى المئة والخمسين لولادة الشاعر الفرنسي أرتور رامبو, وذلك في العشرين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل, بدأت الإصدارات المتعلّقة بهذه المناسبة وبالشاعر رامبو تنزل إلى المكتبات, وفي مقدّمة هذه الرواية الجديدة للأديب الفرنسي فيليب بيسون وعنوانها "الأيام الهشّة" الصادرة عن دار "جوليار" الباريسية. وهذه الرواية التي تتخذ من فصول حياة رامبو مسرحاً لها تُعدّ حدثاً بالنسبة الى متتبعي أخبار الشاعر الراحل. بعد روايات: "في غياب الرجال", "ولد من ايطاليا" و"أخوه", وهذه الأخيرة حوّلها المخرج الفرنسي باتريس شيرو فيلماً سينمائياً, يؤكد فيليب بيسون الذي يحضر الموت في جميع أعماله, عن موهبة أدبية متميزة ضمن ما يُعرف بالرواية الفرنسيّة الجديدة. نصّه الأخير ينضح بالألم لكنّه يظل نصّاً إبداعياً بامتياز, وإذا كان الموت يحضر في مجمل أعماله, فهو لا يحضر كموضوع قـائم بذاته وإنما كقطعة نبض من نبضات الحياة. في روايته "الأيّام الهشّة", ينطلق المؤلّف من مذكرات خيالية حميمة تنهل من أحداث وشخصيات واقعية وتشكّل جزءاً فعلياً من حياة الشاعر الفرنسي رامبو. ويذكر الكاتب أنه اعتمد أساساً على العمل الدقيق الذي أنجزه الباحث جان جاك لوفرير في كتابه "أرتور رامبو" الصادر عن دار "فيار", كما يشير إلى أنه اعتمد على الكثير من الكتب الأخرى التي تحدثت عن سيرة الشاعر ونتاجه. وعلى لسان إيزابيل رامبو, أخت الشاعر, يروي لنا الكتاب أوجاع رامبو, خصـوصـاً تلك التـي عـانـاهـا فـي الأيــام الأخـيـرة من حياته. وجاء النص بصيغة المتكلم فكان موجعاً ومتألقاً. في مقدّمة الرواية اختار الكاتب مقطعـاً من قصـيـدة للشاعر رامبو تقول: "سأعود بساقين من حديد, البشـرة مسمرّة, والعين غاضبة, ومن قناعي يحكم عليّ أنني من سلالة قوية. سأملك ذهبـاً وأكـون صـاحب دخل ومتوحّشاً, فالنساء تداوي مثل هؤلاء الوحوش العائدة من البلاد الحارّة... وسأفوز بالنّجاة". تنطلق الرواية من يوم 22 أيار (مايو) من عام 1891, تاريخ عودة الشاعر رامبو إلى مدينة مرسيليا جنوب فرنسا لإجراء عملية جراحية في الساق, وينتهي النص يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة نفسها, وهو تاريخ دفنه بحضور شخصين لا ثالث لهما: أمه فيتالي وأخته إيزابيل. تمتد الرواية على طول ستة أشهر كاملة لا تغفل فيها إيزابيل رامبو عن تسجيل أي وجع ولا تنسى أي ذكرى. في هذا النص الكثيف والعميق نكتشف أولاً معاناة الشاعر الإنسان إلى جانب أشياء كثيرة كذكريات الطفولة وغياب الوالد وإبعاد الأخ الأكبر عن العائلة لأنه تزوّج من دون موافقة الوالدة. نتعرف أيضاً على شخصيتين متناقضتين تماماً في محيط الشاعر, أولاً الأم فيتالي القاسية التي طالما تحدثت عنها الكتب والروايات. الأم التي أودعته مدرسة لم يـكن يرغـب في الالتحاق بها, فكان تلميذاً غريب الأطوار, ترك مقعد الدراسة أكثر من مرة, وكان يشعر بأنه ضحية مصير مصنوع من عزلة أبدية, فاختار البوهمية الأدبية لمساحة الحرية التي كانت توفرها له والتي لم يجدها إلا في أسفاره. والسؤال الذي لا ينفكّ يعود إليه المهتمّون برامبو: هل كانت الأم واعية لخصوصية هذا الابن وتميّزه ولحسّه المرهف؟ ولماذا لم تشجّعه في ميوله الشعرية؟ أكانت تجهل عندما كانت ترغمه على تناول القلم والورقة أنها كانت تدفعه إلى كتابة أجمل الأعمال الشعرية التي عرفها القرن التاسع عشر؟ أما الأخت إيزابيل, الحنونة المؤمنة والسموحة, فنجحت في رصد أوجاع أخيها والتخفيف عنه, وأحياناً تغطية أخطائه وميوله الجنسية الشاذّة, فنكتشف معها علاقـاته مع الشاعر بول فرلين التي أحدثت حينـها ضجـة كبرى. ومن المعروف أنّهما أقاما معاً في مدينتي بروكسيل ولندن. كما نكتشف مغامراته وأسفاره. ومع تتابع أحـداث الروايـة نكتـشف غياب الأم التي فضّلت العـودة إلى بلدتها وأشغالها اليومية تاركة الشاعر وحيداً في المستشفى لتتولى إيزابيل الاهتمام به. ولئن كانت الرواية التي تتناول موضوع رامبو وأوجاعه من صنع أدب خيالي, فإنّ الكاتب احترم التسلسل التاريخي للقصة ونجح في بناء عمله الروائي القائم على معرفة عميقة بأشعار رامبو والمشبع بها من السطر الأوّل حتى السطر الأخير, إذ أنّ جمرة هذه الأشعار تظلّ متّقدة في خلفيّة سيرة الشاعر, بل تشكّل نبضها وأفقها. نجح الروائي أيضاً في دقة الوصف الحدثي وفي إبراز معاناة عائلة بأكملها واصفاً أيامها الهشّة فعلاً, كأنّما ليؤكّد مقولة رامبو القائلة إنّ: "الحياة الحقيقيّة غائبة", أو هي في مكان آخر ليس هو المكان الذي نعيش فيه بالتأكيد. فضلاً عن ذلك, جاء النص محمّلاً بأحاسيس قوية عبر لغة سلسة, أليفة, سهلة القراءة, ترشح بهموم عائلة لم تعرف سوى ألم الفراق ووجع البعد وسوء التفاهم بين أفرادها ممّا طبعها بالقطيعة والقسوة والموت... قراءة هذه الرواية تحثّ من جديد على الخوض في أعمال رامبو (أليست قراءة رامبو مغامرة متجدّدة دائماً؟) وإعادة اكتشافها من جديد. هو الشاعر الذي برع في إحداث قطيعة كاملة مع الشعر التقليدي ولم يكن في حينه يتجاوز التاسعة عشرة. كان مسكوناً بهاجس إعادة تشكيل الذات وتحرير الحواسّ وإعادة ابتكار الحبّ, كأنّما هو ينخرط شعرياً في مشروع إعادة ابتكار الإنسان ذاته, من أجل تدشين "إيقاع جديد". إيقاع حلم بعيد من القبح والعنف والجريمة... لكن عبثية الحياة كانت أقوى, فبعد أن قطعوا ساقه في المستشفى توقفت رحلة الشاعر في 14 تشرين الثاني 1891 في مسقط رأسه في مدينة "شارلوفيل". توفي رامبو ولم يكن يبلغ بعد السابعة والثلاثين من العمر. ولحظة دفنه, كانت تمطر فوق المدينة التي هرب منها قبل عشر سنوات بحثاً عن شمس الجنوب... تجدر الإشارة أخيراً إلى أنّ كتباً عدة ستصدر في شهر تشرين الأول المقبل تعنى برامبو ومنها كتاب بعنوان "نساء رامبو" لجان لوك ستينماتز, يذكر فيه شخصيات نسائية أمثال إيزابيل رامبو ومريم دابيسين, وهذه الأخيرة عاش معها الشاعر مغامرة حبّ جعلت الحديث عن لوطيّة الشاعر محاطة بعلامة استفهام..
(عدل بواسطة شبشة on 10-16-2004, 04:23 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الاخوات نجاة و ايمان و المشاركين
الروسية " جالا" قابلت " ايلوار" في مصحة في النمسا و كانا يتعالجان من السل الرئوي و احبها و احبته و صارت عضوة معة في المجموعات لسيريالية و" طلعت" و " نزلت" معه و ذات يوم اخذها ليعرفها برسام سيريالي مقيم في اسبانيا و كان ذلك الفنان " سلفادور الدالي" و احبا بعضهما البعض من النظرة الاولي و كانت اصغر منه ب 11 سنة و بعد ان انفصلت عن ايلوار تزوجت من الدالي . " حاجة تغيظ " فعلا و لكنهم الفنانين لهم قوانينهم الخاصة بهم .
يدين سلفادور الدالي لجالا بانه كان علي حافة الجنون و انها انقذته من تلك الهاوية .
و الغريب ان " جالا " كانت مصدر الهام الكثير من الشعراء و الرسامين من امثال اراجون و ارنست و بريتون و يطلق عليها النقاد اسم " المرأة الخالدة"
الرسائل المتبادلة بين ايلوار و جالا تعكس حبهما الاسطوري " مجتمعين" او " منفصلين" و هذا ما ارجو ان نكتب عنه قريبا .
معذرة للتخريمة الرمضانية و كل عام و الجميع بخير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الأستاذ شبشة تحياتي الطيبة
شكراً على المشاركة. ولي ملاحظة على ترجمة "الحياة" لعنوان الرواية التي صدرت قبل يومين أو ثلاثة (أشرت إليها آنفاً) عن رامبو. فالترجمة التي اخترتها لعنوان الرواية التي سأقدم لاحقا عرضاً مختصراً لها هو"أيام الوهن" (حرفياً الأيام الواهنة). حيث تروي ايام رامبو الأخيرة التي قضاها متعباً وهِناً مع اشتداد المرض. ومن المؤكد أن بين الهشاشة والوهن فرق كبير. بالإضافة لرأيي الذي ذكرته سابقاً عن الترجمات العربية الكثيرة التي تهتم بنقل الدلالات ولا تحفل بالمعنى، أتعامل بكثيرٍ من الحذر مع ترجمات الصحفيين العرب ولا أطمئن إليها إن لم أراجع الأصل. لي سؤال. فهمت من حديثك السابق أن لك علاقة بالترجمة ومعرفة باللغة الفرنسية، هل تزودني بمزيدٍ من التفاصيل إن أمكن؟ فقط من باب توثيق الصلات مع المهتمين بالترجمة.
ولك جزيل شكري نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
وجدت هذه الترجمة لاحدى قصائد رامبو فى الانترنيت ونفس هذه القصيدة ترجمتها الاستاذة نجاة فابدعت ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الترجمة التى وجدتها فى الانترنيت:
(1)
عبر ليالي الصيف الزرقاء سوف أعبر على امتداد الممرات يوخزني القمح. داهساً العشب القصير: حالماً، سوف أشعر ببرودة تحت القدم، وأدع النسائم تحمم رأسي العاري. لا كلمة، لا فكرة سوف يشب الحب غير المحدود عبر روحي، وسوف أهيم بعيداً، متشرداً في الطبيعة ـ سعيداً سعادتي مع امرأة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وانظروا ترجمة الاستاذة نجاة لنفس الابيات وسوف تلاحظون الفرق (2)
إحســــاس
من أماسي الصيف الزرقاء، سأدلف بين الدروب، تتناثر فوقي حبيبات القمح، أدوس على العشب الناعم، حالماً، شاعراً بطراوة قدميّ. أدَعُ الريحَ تحمم رأسي العاري.
لن أنطق كلمة، ولن يدور شيءٌ بخلدي. إلا أن الحب اللانهائي سيتسللني حتى أعماق الروح، وبعيداً، بعيداً، سأرحل كبوهيمي. سعيداً بالطبيعة كما لو كنت مع امرأة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: لؤى)
|
عزيزتي نجاة . . .
اتابع هذا البوست منذ لحظة ميلاده..واستمتع كثيرا بطريقتك في الترجمة دون اختزال لاي جزء من النص كما يحدث في كثير من النصوص المترجمة..اعجبت بهذالا الشاعر رامبو اكثر ورغم حبي العميق للشعر الا انني لاامتلك الحاسه الذوقية لاستنباط مداخل التذوق في مدلولات النصوص المترجمة..لان هناك في بقعة ما في ذهني فكرة ان النص يفقد بعض خواصه الكيميائية عندما يترجم الا اني عندما قرأت ما في هذا البوست من نصوص ادبية مترجمة تلاشت مني تلك الحالةالتي اطلق عليها انا مرحلةالانسلاخ من النص الى ادراك المعني الشفهي دون تغورفي المضمون المعنوي القيم المتحول من خاصية الاصل ما قبل التغير الكيميائى في العناصر الاساسية للنص والمعنى المنتزع فهمه اجترارا بعد عملية الترجمة...
وساظل متابعة . . .
دمتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
عزيزتي صفاء
بشكلٍ عام، هناك تخوفٌ من النص المترجم، من أن لا ينقل المعنى الذي يحتويه الأصل، ويزداد هذا التخوف وعدم الثقة في قدرة الترجمة على نقل المعنى، حينما يتعلق الأمر بنصٍ شعري. لكن هل نقل المعنى أمرٌ مستحيل؟ لا أعتقد. فالمترجم يعالج النص على مستويين، اللغة والمعنى. فيما يختص باللغة، فإن الترجمة لا تُعنى بنقل الكلمات نقلاً حرفياً، وإنما تبحث عن الكلمات المعادلة في اللغة المُترجَمِ إليها. فعلى سبيل المثال، نجد في النص الذي أضافه أعلاه الأستاذ شبشة نقلاً عن جريدة الحياة، أن عنوان الرواية التي صدرت مؤخراً عن حياة رامبو قد تُرجم بـ "الأيام الهشة". فلم يتعب مترجم النص نفسه بالبحث عن المعنى المقصود، واكتفى بنقل أول مقابل لغوي لكلمة fragile، التي من بين دلالاتها اللغوية "الهشاشة" و "الوهن" و "الضعف" ... . ولكن في المعنى الذي يحمله عنوان الرواية، فإن الدلالة اللغوية المعادلة هي "الوهن" (للأسباب التي ذكرتها في تعقيبي على الأستاذ شبشة). وهكذا، جافى المترجم المعنى. إن نقل المعاني أمرٌ ممكن، لأن العقل الإنساني، رغم اختلاف لغات البشر، واحدٌ. والفكر كوني (universal). ويبقى دور المترجم هو البحث عن الكلمات المعادلة التي تنقل المعنى، وتنقل الفكر. شكراً صفاء على إثارة هذه الفكرة. ولكِ الود كله. نجاة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
العزيزة نجاة ، وضيوفها الرائعين .. سلام كبير ، ومحبة عظيمة ، .. ومواصلة لوجهة النظر تلك ، وجدتُ أن محفوظ ، في كتابه ( رامبو بالأحمر ) ، على ما أذكر ، يكابد لإثبات أن التحريف لرسالة رامبو بلغ ذروته في ( سنة رامبو العالمية ) التي أعلنتها منظمة الأونسكو في الذكرى المئوية لوفاته عام 1991 ، وذلك للتزامن مع ما سمّي حسم الصراع مع الإيديولوجية الثورية ، لصالح الرأسمالية ، أو ما سمّي " الليبرالية الجديدة " ، مع الإشارة إلى أن الليبراليين الكلاسيكيين أنفسهم ، بعد أقل من عقد على الواقع الجديد ، راحوا يتبرأون من " الليبرالية الجديدة " تلك ، متذكرين ، بخوف ، شعاراً لماركس لطالما سخروا منه : " الاشتراكية أو البربرية " . وفي تقديري أن الليبرالية التي قامت أصلاً على مبدأ الديمقراطية كسلاح إيديولوجي ، في زمن الحرب الباردة ، كانت في حاجة إلى هذه الصفة لتكتشف كيف أن الليبرالية تفرّغ الديمقراطية من محتواها ، وتنتظر ، لكشف القناع عن وجهها البشع ، نهاية الحرب الباردة ، لذا لعلنا لا نستغرب أن يقوم أحد اشهر الفلاسفة الفرنسيين جاك دريدا ـ الذي قضى مؤخراً ، بنشر كتابه " أشباح ماركس " .. وهو الذي عُرف سابقاً بمناهضته للأنظمة الاشتراكية ، يعترف فيه بأنه لا فرار، لمواجهة التوحش الرأسمالي ، من الاستعانة بماركس ، الذي يصفه بأنه سيكون " نبي القرن الحادي والعشرين " ، محاولاً نفض الركام من التنظيرات والممارسات التي ألغت الحياة في نصه ، وباسمه .. ويبدو لي ، جلياً ، أن ما حاوله محفوظ في كتابه ، يصب في نفس الاتجاه مع رامبو كـ " نبي للحداثة الأدبية " ، فهو يكابد ، أيضاً ، لينفض عن مضمونه التراكمات النظرية والتطبيقية التي شوّهت نصه ، وباسمه .. رامبو كان من أوائل المشدّدين على أن ( السعادة الفردية مستحيلة إنسانياً خارج السعادة الجماعية) ، كما أنه من السابقين الذين لعنوا الأنانية : ( كم من أنانيين يدّعون أنهم خلاّقون ) ؛ واضعاً الأنانية نقيضاً للخلق ، ثم يشرح ذلك في " رسالة الرائي " التي استقى منها نظّار الحداثة تنظيراتهم الرامبوية الخاطئة ، غالباً ، فيقول : ( لولا أن القدامى الحمقى لم يجدوا " للأنا " سوى المعنى الخاطئ ، لما كان علينا اليوم ـ ويقصد زمن الكوميونة ـ أن نكنّس ملايين الهياكل العظمية الأدبية التي راكمت ، منذ البداية ، نتاجات ذكائها الأعور، مدعية أنها إبداعات ). لكن أصحاب " الأنانيات الأدبية " أصرّوا على تعميم صورة رامبو المتمرد ، وليس الثوري ، لما يميّز الصفة الأولى التي لها معنى الاحتجاج الفردي ، ويسهل على المجتمع البورجوازي استيعابه والتعاطي معه ، كما مع السوريالية ، كظاهرة غير ذي خطر ، بل تسلية لقتل الضجر . لكن للحق ( وأتمنى على العزيزة نجاة أن تضئ هاهنا أكثر ) لم تكن قصائد رامبو التحريضية قبل الكوميونة مجرد نزوة ، ولا مجازفته بحياته عندما التحق بصفوفها ، مجرد نزهة .. كانت الكوميونة لها المعنى الذي لأجله ابتكر صيغة " الشاعر الرائي " . سنة 1870 ، عندما تأسس أول فرع في باريس " للأممية الأولى " ، التي كانت تأسست بإشراف ماركس في لندن قبل ست سنوات ، كان رامبو ينظم قصيدة " الحداد " : ( أيها البورجوازيون نحن هنا / نحن عمال يا سيدي ، عمال نحن / للأزمنة العظيمة المقبلة ، حيث الإنسان ، صيّاد الأعمال الكبرى ، صيّاد القضايا الكبرى / متدرّجاً في الانتصار ، سيرّوض الأشياء / وسيمتطي كل شيء ، كما لو على حصان ) .. .. وعلى هذا الأساس ، كان رامبو يستشرف الثورة التي ستنفجر بعد أقل من سنة ، وسيشارك فيها بشعره وبشخصه ، باعتبارها " أول ثورة بروليتارية في التاريخ " كما وصفها ماركس في كتابه " الحرب الأهلية في باريس " . كان حلم الكوميونة هو حلمه ، وانتصارها هو انتصاره ، كما ستكون هزيمتها هي هزيمته . ولا يهم أن الثورة البروليتارية الأولى لم تصمد سوى سبعين يوماً ، فإن الثورة الثانية ، ثورة أكتوبر ، صمدت سبعين سنة ، بانتظار كوميونة مقبلة أطول عمراً ، على طريقٍ ما كاد يبدأ بعدُ للوصول إلى ما سمّاه ماركس " مملكة الحرية " وما سمّاه رامبو " مملكة السعادة " . كلاهما كان يعبّر عن سعي إنساني لم يتوقف منذ فجر التاريخ . وبالمحصلة ، نجد أن أهم ما كتبه رامبو ، قبل الكوميونة ، كان في اتجاهها ، وأن أهمّ ما كتبه ، لدى قيامها ، كان انتصاراً لها ، وأن أهمّ ما كتبه ، بعد هزيمتها ، كان تفجّعاً بها وإصراراً على الآفاق التي خلقتها ، كما لو أن شعر رامبو ليس سوى ممارسة للكوميونة ، بتميّز . ربما حفظ شعره انتصارها في لحظة ذهبية من التاريخ ، ودونكم مراجعة تطور التعبير الشعري لدى رامبو وستكتشفون أن انفجاره الشعري الذي تجاوز فيه شعره السابق ، كان جو انفجار الكوميونة ،، كلاهما كان يفجّر السائد ، ولم تكن هزّة الكوميونة للنظام الاجتماعي السائد ، اقلّ قوةً من هزّة رامبو للنظام الشعري السائد . وإذا كان جيش فرساي استطاع أن يخنق حرية الكوميونة ، فما كان باستطاعته أن يخنق " الشعر الحر " الذي ابتدعه ، في جملة ما ابتدع ، رامبو ، الذي يعي ذلك فيقول : ( ابتدعتُ أزهاراً جديدة ، ولغاتٍ جديدة .. ) ، وصولاً إلى تصوّره : ( إن عهد اللغة العالمية الواحد سيأتي ... وستكون من الروح إلى الروح ، مختصرة كل شيء ) .. ولم يكن رامبو يبالغ ، لأن روح الكوميونة التي أطلقها ستنتشر في كل أرجاء الأرض مع انتشار نشيد الأممية ( الـ انترناسيونال ) الذي وضعه الكوميوني الفرنسي بوتييه ، ولحّنه الكوميوني الإيطالي ديجيتر ، وعلى إيقاعه ، بعد نصف قرن ، ستدفن ثورة أكتوبر شهداءها ، خارج الكنيسة وأناشيدها ، تحت " السماء التي هاجمها غلمان باريس " حسب تعبير ماركس . الشاهد أن رامبو لم يكن منخرطاً في الصراع الإيديولوجي في أوروبا : بين البورجوازية ، وما سمّي " الاشتراكية الخيالية في القرن التاسع عشر " وحسب ، بل أيضاً بين تياريْ هذه الاشتراكية الإصلاحي والجذري ، منحازاً إلى التيار الأخير : ( إنّ الرقاد وسط الثراء مستحيل ، الثروة كانت دوماً مشاعاً ) .. هكذا كان يقول رامبو ، وكانت الكوميونة تحاول تطبيقه . وبرغم هزيمة رامبو كشخص ، مع هزيمة الكوميونة ، إلا أنه ، وهو المؤتمن على روحها ، لم يشأ ، قبل أن يلتزم الصمت احتجاجاً ، إلا أن ينقل شعره / الأمانة إلينا في آخر الصفحات التي كتبها : ( .. فمتى سنروح لنحتفي بمولد العمل الجديد ، والحكمة الجديدة ، بفرار الطغاة والأبالسة ، بنهاية الخزعبلات ، ونحتفل أوّل الناس ، بالميلاد على الأرض ؟ .. نحن العبيد يجب أن لا نلعن الحياة .. إنّ الخلق جميعاً محكوم عليهم بالسعادة .. على أننا لم نزل في العشية ، وعند الفجر سندخل ، مسلّحين بصبرٍ عنيدٍ ، المدن البهية ) ..
.. ما زال الرنين يتخبط في مكانٍ ما ، في انتظار من يلتقطه ، بذكاء نادر ، ويصل بالرؤية إلى حدّها الأقصى . محبتي ، وتسلمون جميعاً . السمندل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: السمندل)
|
عزيزتي نجاة.. هل جربتي من قبل الترجمة المناقضة?/ اعنى ان تأتى بالنص وتحيليه الى عكسه تماما..في معنى المفردات... وهى ليست من لغة الى لغة بل في اللغة نفسها....وقد يكون من لغة لاخرى انه قد يكون بالامكان خلق مثل هذا النوع من الترجمة التي قد يكسب النص اكثر ايضاحا في المعنى..لك مثال بسيط وقد يكون..ليس هو النموزج المثالي لما اريد قوله ولكن قليل منك لأنك اكثر خبرة مني في المجال" .... الغاية خلق نصوص مغايرة تماما عن النص الاصلي ومماثلة تماما له .... . .خذني من ادنى ادنى عمق تحت الماء . . تكون الترجمة المناقضة:-
ضعني في اعلى اعلى ذروة.. فوق التل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
سلام ...
My Mother In Law: نجاة ؛
شكرآ علي أيقاظ " نسخة جديدة " من رامبو ، داخلنا ! وشكرآ علي " قبلتك " الطاعمة ، كهدية أرهقنا أنتظارها ، حتي طالني اليومي السخيف " بلغته الطبيعية " ... جابدك البعض هنا و هناك ... بسيرة ذاتية " منقولة " و بمقترحات و بتشكك أو أستفهام : بعض يقرأ نصك كنسخة " بنكهة سودانية " وبعض يراه كمحاذ للنص الأصلي ومقارن ... لا أقرأ النص المترجم ألا كعمل " خلاق " يخرج نص أخر من محدوديته الثقافية ... ليدخلها ! فالقارئ يوجد خارج النص ، وداخله . الكلام عن الترجمة يفتح الباب واسعآ ، حول الكثير من المفاهيم كالأختلاف والمرجع والحضور والغياب ... ولن أجرؤ علي فتحها في حضور بولا والمشاء " القاعدين علي الهبشة " ... ....ــــــــــــــــ....
نجاة لـ حاتم ألياس :
Quote: الترجمة المرهقة هي ترجمة النص المجبور عليهو الواحد في دروب الرزق. وإن كانت ترجمات دروب الرزق تأتي في أحيانٍ كثيرة بنصوصٍ مفيدة إن لم تكن ممتعة. المرهق في ترجمة شاعر مثل رامبو هو ثِقل المسئولية. وفي المقابل تخفف متعة النص ومتعة إعادة كتابته في لغة أخرى من هذا "الثقل". |
...ـــــ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
"الأيـــام الواهنـــة"
وأخيراً استقر رأيي على "الأيام الواهنة". فأول صورة تنطبع في الذهن من قراءة هذا العنوان بالفرنسية، هي صورة أيام العمر الأخيرة، تحت وطأة المرض والوهن والإنكسار. تروي الحكاية إزابيل راميو. هي في الثلاثين، وشقيقها الذي عاد إليها بعد عشرة أعوام من الترحال في السابعة والثلاثين. كانت رفيقته خلال الأشهر الستة الأخيرة من حياته العابرة. أراد المؤلف أن يبرز لنا تفاصيل حكاية الشاعر العبقري عبر ملاحظات إنسانٍ عادي (إيزابيل) ضعيف الخيال والمواهب، يقف مذهولاً ومندهشاً أمام أحداث لا يفهم كنهها، أمام عمل شعري هائل لا يدرك فرادته، وأمام عبقرية لا تسمح له قدراته المحدودة بقياس مداها. بعد عودته من أفريقيا وبتر ساقه في مستشفى بمارسيليا، رجع رامبو إلى أرض ميلاده في إقليم الآردِنْ. لكنه لم يحتمل البقاء في بيت أهله، فعاد إلى مارسيليا بعد ثلاثين يوماً قضاها مع أمه فيتالي، وشقيقته، وكأنه في محاولة أخيرة للهروب من البؤس المحيط به. ثم لحقت به إيزابيل ورافقته لدى إقامته الأخيرة بالمستشفى. هذه الأيام الأخيرة هي التي صنع منها المؤلف خامةً وظّفها في ترتيب الأجزاء التي تؤلف حياة رامبو عبر مذكراتٍ كتبها بلسان إيزابيل، تحكي فيها قصة إنسانٍ من دمها ولحمها، يأنس إليها، افتقدته بشدةٍ في سنوات بعده، وفيها يجد نقيض أمهما الصارمة، تبادله حباً بحب، لكنه من نسيجٍ آخر. تتخلل كلمات إيزابيل الأسرار التي كان يبوح بها شقيقها، في تفاصيل مسترسلة. مثل تلك اللحظات التي أصابه فيها صديقه فيرلين برصاصة من مسدسه، فأصابت كفه. يحكي رامبو كيف باغتته الطلقة، خنقته برائحتها، وكيف تغلغل الألم، الجسدي والروحي، داخله في تلك اللحظة، ليتسلل ثم يرسخ في أعماق وجدانه. ولا يمكن لسيرة "الكوميونة" أن تمر في هذه الرواية دون أن تزلزل القارئ. فمن المعروف أن هناك شكٌ حول انتمائه ـ التنظيمي ـ لها. وهناك صمت حول ما جرى له فيها من اعتداء على يد رفاقه الشباب في معسكرٍ للتدريب العسكري، وهو في السادسة عشر من عمره. يمسك المؤلف بهذا الحدث ويصنع منه أحد الجوانب التي تعين على فهم شخصية رامبو، مستعيناً في بنائه بقراءة لقصيدته "القلب المقتول". من هذه الشرائح المتطايرة في ذاكرة إيزابيل، يجمع المؤلف بقية أطراف ماضي الشاعر، ما بين سنوات ضلاله الأوروبية إلى سنوات مهجره بين أثيوبيا وعدن. وأخيراً، نجد صفحة ماضيه، كشاعر، والتي ولّت سريعاً كومضة، تستأثر بالجزء الأكبر من اهتمام المؤلف في هذا العمل الذي أراد له أن يكون لمسةً لتمجيد "الرجل الذي انتعل الريح".
المؤلف هو الروائي فيليب بيسو. وُلد في عام 1967، وكتب من قبل أربعة أعمال روائية أخرى. من بينها رواية "شقيقها" التي يري فيها أيضاً سيرة رامبو عبر شخص أخته إيزابيل، أيضاً. وقد تحولت إلى عملٍ سينمائي أخرجه باتريس شيرو.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
عزيزتي الغالية نجاة... طابت اوقاتك اينما حللتى.... استوضحت من خلال ردك على مداخلتي.. انني لم اظفر بتوضيح ما اردت افهامك له من حديثي عن ما اطلقت عليه الترجم المناقضة...واستوعبت تماما ما اوردتيه عن المعنى المباشر لمفهوم الترجمة..والذي هو تحويل لغة للغة اخرى..سوى كان ذلك في النص الادبي.. او اى مقال عادي... ...
لكن فكرتي تحمل بعد ثالث لمفهوم الترجمة.. وهو ان نأتي بالنقيض لنص ادبي ..لخلق نص جديد باعتباره reflecion للنص الاصلي..
Quote: في المثال الذي تقدمينه هناك خروج عن النص، وعن المعنى. فانتشال إنسانٍ من عمق البحر، ليبقى في السطح. ليس مثل الأخذ به من السطح ليبقى في القمة. |
...
لايمكن ان نسميه خروج من النص...لانه تقريبا نفس المعنى ببعد حسي آخر... اذا وقفت امام المرآة..ونظرتى الى يديك سترينها منعكسة الشمال يمين واليمين شمال لكنها متماثلة تماما..بنفس الفهم هى اي الترجمةالمناقضة عبارة عن مرآة عاكسة للنص فقط..
اما ما اوردتيه عن اخلاقيات الترجمة.. فهذا حقيقة لم استوعب مضمونه..لان احالة نص الي نقيضه..مع الاحتفاظ بالحق الادبي لصاحب النص ليس فيه ادنى ما يشوب باخلاق الترجمة... وقد قمت بمحاولة اولى لمااردت قوله...في بوست الترجمة المغايرة ورأيك يهمني جدا..
سلمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
آش كيف حالك أنا عارفاه مسلَّط. دة حالتو مشغول بالتوثيق لجاك دريدا. وإذا واصل تسلطه، فسأنفحه برشوة: ترجمة لنص عن هذا الراحل الما هيِّن.
سأحاول الإجابة على سؤالك، إذا ما فهمته صحيحاً بأجزائه الثلاثة. عند قراءة أي نص مكتوب، أو سماع أي نصٍ شفهي، يتلقى ذهن المتلقي الكلمات (اللغة) والمعنى معاً. وبعد أن يستوعب المتلقي المعني تتلاشى الكلمات، ولا يبقى منها سوى القليل، بينما تبقى في الذهن الرسالة التي تحملها هذه الكلمات (المعنى). هذه الذاكرة التي تحتفظ بالكلمات، تُسميها أستاذتي، الراحلة دانيسا سليسكوفيتش، بـ "الذاكرة اللفظية"*. وهي ذاكرة قصيرة عند البشر، لأنك لا تستطيع أن تحفظ في ذاكرتك كل كلمات (لغة) النص، مقروءاً كان أم مسموعاً. إن المخزون الذي تحتفظ به ذاكرتنا لا يتكون من لغة، وإنما من معلومات لا لغة لها. إذن، إذا ما كنت تعني بـ "ذاكرة الكاتب" لغته المستخدمة في توصيل المعنى، فهي ذاكرة قصيرة المدى، بينما يبقى المعنى الذي قصده محفوراً في الذاكرة. وحينما نقرأ نصاً مترجماً، فإن النص يأتينا بالطبع بلغة تختلف في تركيبها واستخداماتها عن اللغة الأصلية. والمترجم القدير هو الذي ينقل النص بحيث لا يجعلك تشعر بين السطور بأثرٍ لتركيبات وكلمات اللغة الأصلية. فالمترجم الخلاق هو الذي يتحرر من قيد الكلمة، لينطلق في رحابة المعنى. والترجمة المبدعة هي التي تنفذ إلى ذهن قارئها دون أن تشوش عليه بنقل الكلمات على حساب المعنى. إنها تنقل لك نص المؤلف (الكاتب أو المتحدث، فالنص المترجم قد يكون مكتوباً أو شفهياً) نفسه، ولكن في لغة أخرى. وليس هناك لغة في العالم عاجزة عن التعبير عن فكرة تمت صياغتها في لغة أخرى. ولأن المعنى هو الذي يبقى، والكلمات التي تحمله تتلاشى، فإن ذاكرة الكاتب تبقى راسخة في النص المترجم، بغض النظر عن اختلاف اللغات. كل ما قلته في هذه السطور، يعني بالترجمة التي تستحق هذا الإسم، باعتبارها تفسيرٌ للنص الأصلي وليس نقلاً للغته، أي أنها إعادة إنتاجٍ للنص نفسه في لغة أخرى، وليس لنصٍ مغاير. أما الترجمة التي تكبل نفسها بقيود اللغة، فإنها تبقى تحت أسر الكلمات لتُخْرِج مسخاً. لذلك قلت أن ترجمة كاظم جهاد لكتاب هنري لوفيبر "ما الحداثة؟"، تُقرأ وكأنها مكتوبة على ورق شفاف، يُظهر لك من ورائه كلمات اللغة الأصل التي كبَّلت المؤلف، ولم ينجح في التخلص من أسرها. ومن الأمثلة التي وردت في هذا البوست، هناك لفظة "الرائي"، و"الأيام الهشة"، على سبيل المثال. ودعني أقدم مثالاً آخر. قبل أيام كنت أدردش مع عزة عن ترجمات ماركيز للعربية، وحينما قلت لها أن إحدى ترجمات مجموعته "تشييع الجدة"، كانت بالعربية "جنازة الأم الكبرى"، ضحكت حتى سالت دموعها. حينما أقرأ مثل هذه الترجمة، أعرف، رغم عدم معرفتي بالاسبانية، أن المقصود بـ "الأم الكبرى" هو الجدة. وهذا هو ما أعنيه بالترجمة على صفحة من زجاج تعكس من ورائها الكلمات الأصلية.
إن النص المترجم هو حضور ذاتي للكاتب، كونه ينقل إليك المعنى الذي أراده الكاتب وليس الكلمات التي أوصل بها هذا المعنى. فالمعنى باقٍ، والكلمات تتلاشى، عدا القليل منها.
أتمنى أن لا يكون ردي قد خرج عن حدود سؤالك.
* في نفس هذا المعنى، يثير نصر حامد أبوزيد في كتابه "مفهوم النص"، مسألة "اللفظ" و"المعنى" في النص القرآني عند المفسرين، حيث يرى فريقٌ منهم أن الشفرة اللغوية في عملية الاتصال/ الوحي كانت هي اللغة العربية، بينما يرى فريقٌ ثانٍ أن النزول كان نزولاً للمعاني منفصلاً عن الشفرة اللغوية. وهذا الرأي الأخير يتطابق مع رأي دانيسا سيلسكوفيتش في أن المعنى الذي يحمله النص يبقى في الذاكرة حينما تتلاشى الكلمات، لأن المعنى لا لغة له. بالتالي، وفي عملية الترجمة، يتخلص النص المترجم من ثوب اللغة الأولى، ليظهر بثوب آخر منسوج من كلمات اللغة المترجم إليها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: elfaki)
|
العزيزة نجاة, سلامي وكل مودتي, لك ولبولا, فاطمة,عزة ونوار كم انا متليء بهذا البوست الانيق, إنه حقاً متكئي, كل صباح. لقد اضاء لي الكثير عن رامبو, وعن مقدرتك الفذة, والتي لا أجهلها بالطبع, في أختيار النصوص, وسلاسة وعذوبة ترجمتها, بحيث يصلك المعني, محمولاً بأجنحة, غير مصطنعة ومتكلفة. ياله من صفاء الترجمة, اليست الترجمة عملية ابداعية ايضًاً لها حساسيتها وشروطهاً؟ فأنا ساظل مستمتعاً, ومواصلاً المتابعة... فائق حبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال (Re: Nagat Mohamed Ali)
|
الأخ العزيز خالد الطيب شكراً لاهتمامك. هذه ترجمتي لقصيدة بول إيلوار ، "العاشقة"، التي أضفتها لبوست غالا/إيلوار. اسمح لي بأن أضيفها هنا، ليس خروجاً عن "سياسة بسمارك الخارجية"، على حد تعبيرك في مداخلة سابقة في هذا البوست، لكن لأن لبول إيلوار، كبقية السرياليين، أثرٌ رامبوي في تجربته الشعرية.
العاشقة للشاعر بول إيلوار
واقفة على أهدابي شعرها يتخلل شعري، لها شكل يديّ، ولون عينيّ، في ظلي تتلاشى كما يتلاشى حجرٌ في السماء
بعيونها التي لا تغمض تمنع عينيّ النوم. بأحلامها الرافلة في فيضٍ من الضياء تجعل الشموس تتلاشى، تجعلني أضحك، أبكي، ثم أضحك، أتكلم دون أن يكون هناك شيءٌ يُقال.
L’Amoureuse
Elle est debout sur mes paupières Et ses cheveux sont dans les miens, Elle a la forme de mes mains, Elle a la couleur de mes yeux, Elle s'engloutit dans mon ombre Comme une pierre sur le ciel. Elle a toujours les yeux ouverts Et ne me laisse pas dormir. Ses rêves en pleine lumière Font s'évaporer les soleils, Me font rire, pleurer et rire, Parler sans avoir rien à dire. Paul Éluard
(عدل بواسطة Nagat Mohamed Ali on 10-26-2004, 10:13 AM) (عدل بواسطة Nagat Mohamed Ali on 10-26-2004, 11:34 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|