حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح مواضيع توثقية متميزة
مواضيع توثقية متميزة

حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح


10-10-2004, 01:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=13&msg=1105024747&rn=0


Post: #1
Title: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-10-2004, 01:13 PM



في الذكرى المائة والخمسين لميلاد الشاعر العظيم آرثر رامبو
(20 أكتوبر 1854 ـ 10 نوفمبر 1891)


لا يمكن الحديث عن آرثر رامبو، تجربته الشعرية الثرّة التي أحدثت ثورةً في الشعر الفرنسي الحديث، وتأثيره في الحركات الأدبية والفنية، كالسيريالية والرمزية على سبيل المثال، دون التطرق لحياته القصيرة المضطربة والمؤثرة.
وُلد رامبو في العشرين من أكتوبر عام 1854 بمدينةشارلڤيل ميزيير Charleville- Mézières بإقليم الآردين الفرنسي. وقد تجلت عبقريته منذ سنيه المبكرة وهو تلميذ في بداية المرحلة المتوسطة، حيث كتب أول قصائده، والتي بقيت بين أجمل ما كُتب في تاريخ الشعر الفرنسي.
أحدث رحيل والده مع امرأة أخرى هزةً كبيرةً في حياته، ازداد تأثيرها بلجوء والدته ڤيتالي لحزمٍ مفرط في سبيل تعزيز سلطتها الأبوية في غياب الأب. ثم عدّلت اسمها لتحمل لقب "الأرملة رامبو"، وارتدت ملابس الحداد. إلا أن هذه السطوة وهذا الجو القاتم لم يؤديا سوى إلى تمرد رامبو على خناقهما، فانقطع عن الدراسة في مراتٍ متعددة ليخوض حياة بوهيمية متنقلاً بين باريس وبروكسل. لذلك ستنطلق الاحتفالات بهذه الذكرى منهما ومن شارلڤيل ميزيير، مسقط رأسه، هذه المدن التي طبعت وجوده، حيث يجري تنظيم احتفالات ومعارض وندوات تدعو للتعرف على تجربته واستكشاف مواطن الغموض فيها. فلا زال فهم الكثير من جوانب حياته مستعصياً حتى على المؤرخين المتخصصين في كتابة سيرته.
كذلك أثّرت فيه الأحداث التي هزت فرنسا في عامي 1870 و1871، إذ اجتاحت الحرب إقليم الآردين، الذي تقع فيه مدينته، وانهزمت فرنسا أمام الألمان. شهدت تلك الفترة أيضاً نشوء "كوميونة باريس" التي إن لم ينضّم رامبو إليها (لا زال المؤرخون يختلفون حول حقيقة انضمامه إلى صفوفها)، فإنه اعتنق أفكارها وكتب بعض القصائد في تمجيدها، مثل "أغنية حرب باريسية".

في عام 1871 التقى رامبو بالشاعر بول ڤيرلين بباريس، فقدمه للدوائر الأدبية، وللندوات الشعرية التي تُقام في مقاهي الحي اللاتيني، فوجد احتفاءً بشعره وعبقريته المبكرة، فكتب في تلك الفترة معظم قصائده. لكن، سرعان ما لفظته الأوساط الأدبية الباريسية، التي أزعجها غروره وازدراؤه بغيره من الشعراء، وسوء معرفته بآداب التعامل!!! فلم يقف إلى جانبه سوى بول ڤيرلين، الذي ربطته به علاقة قوية، ساهمت هي أيضاً في تغيير مجرى حياته.
تنقل رامبو بين المدن الأوروبية، غارقاً في حياة بوهيمية استمرت لسنين طويلة، ترك خلالها كتابة الشعر إلى غير رجعة. وتنقل بين أنحاءٍ أخرى منها مصر وقبرص ويافا. وبسبب هذا الترحال، أطلق عليه بول فيرلين عبارةً ظلت تلازم سيرته إلى الآن وألهمت الكثير من الأعمال الفنية: "الرجل الذي انتعل الريح".
انتهى به تجواله في عام 1880 للإقامة بين اليمن وأثيوبيا متنقلاً بين عدن وهرر. ولم يكن يعلم خلال تلك الإقامة، التي قطع فيها أي علاقة له بماضيه وكتاباته، أن أشعار صباه وجدت طريقها للنشر في فرنسا على يد بول ڤيرلين ووجدت ترحيباً ونجاحاً كبيرين.
داهمه في عدن ورمٌ في ساقه، فاضطر للعودة إلى فرنسا في مايو عام 1891، فبُترت ساقه، ثم انتشر السرطان في جسمه، ومات في العاشر من نوفمبر من العام نفسه وهو في السابعة والثلاثين، تاركاً وراءه عملاً من بين أغزر الأعمال في تاريخ الأدب الفرنسي.
تدعو حياة هذا الفتى، القصيرة، الثرية، المضطربة والمؤثرة، إلى كثيرٍ من التأمل في حياة هذا الكائن المدعو "الإنسان". فتجربة آرثر رامبو رغم الثورة التي أحدثها في الشعر الفرنسي الحديث، واستمراره للآن ملهماً لشعراءٍ ورسامين وموسيقيين ومسرحيين، وروائيين وفنانين غيرهم في مختلف ضروب الإبداع، تعكس أيضاً حالات الضعف التي قد تصيب الإنسان وهو يسعى لتوفير سبل راحته. فحين صعبت عليه سبل العيش وإعالة أسرته في فرنسا (بعد سنواتٍ من العقوق)، لم يمنع رامبو نفسه من اللجوء لبيع السلاح لصالح ملك أثيوبيا منليك، و.... تجارة الرقيق.
وانتهت حياته وهو يلبي طلب شقيقته فيتالي بالإعتراف بخطاياه أمام قسيس قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو الذي أمضى صباه متمرداً على السلطات الدينية وفي "شخبطة" جدران الكنائس بعبارات مثل "الموت لله".

أعمالــــه

لرامبو ثلاث مجموعات هي: ديوانه، "أشعـــار"، و"فصل من الجحيم"، ومجموعته الشعرية "الإضاءات" التي أحدثت ثورة في الكتابة الشعرية. ثم توقف مساره الشعري بصمتٍ يكتنفه كثيرٌ من الغموض، بانقطاعه المفاجئ والنهائي عن كتابة الشعر في عام 1875.

ـ ديوانه "أشعار"
يضم أشعاره التي كتبها في الفترة من 1870 إلى 1871.

ـ "فصل في الجحيم"
كتب رامبو "فصلٌ في الجحيم" في عام 1873، وهو نصه الوحيد الذي عمل على نشره بنفسه. يتكون هذا النص من مقاطع تتراوح بين الشعر المنثور والسيرة الذاتية. تعكس هذه المجموعة، في مرارةٍ وحسرة، تجربته مع بول فيرلين.

ـ "الإضاءات"
نُشرت مجموعته الشعرية "الإضاءات" في عام 1886، وقد أشرف على نشرها بول فيرلين. وهي تضم أشعاراً كُتبت بين 1873 و1875، أثناء ترحال رامبو بين بلجيكا، انجلترا وألمانيا. كما تضم قصائد نثر وأخرى من الشعر الحر. ومع "الإضاءات"، التي نالت فيما بعد إعجاب السرياليين، جدد رامبو كتابة الشعر بقلب الموزاين المتعارف عليها، وإحداث قطيعة مع التيارات الأدبية السائدة. وأهم من ذلك، إن "الإضاءات" كانت إعلاناً عن ميلاد الشعر الحر.



.

Post: #2
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-10-2004, 01:14 PM
Parent: #1

الأصدقاء أشرف (Ash)، السمندل وعبد الله حسين،

طلبتم مني مرةً في قوسكم ترجماتٍ أخرى، بعد أن قدمت لأعضاء وقراء المنبر قصيدة بول إيلوار الحرية، ووعدتكم بترجماتٍ وحديثٍ عن الترجمة. فلتكن ترجمتي لقصائد رامبو الثلاث التالية، هديةً لكم ولأهل البورد وزواره، ودعوةً للنقاش حول ترجمة الشعر، وعن الترجمة بصفةٍ عامة.

نجاة

Post: #3
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-10-2004, 01:16 PM
Parent: #2

إحســــاس

من أماسي الصيف الزرقاء، سأدلف بين الدروب،
تتناثر فوقي حبيبات القمح، أدوس على العشب الناعم،
حالماً، شاعراً بطراوة قدميّ.
أدَعُ الريحَ تحمم رأسي العاري.

لن أنطق كلمة، ولن يدور شيءٌ بخلدي.
إلا أن الحب اللانهائي سيتسللني حتى أعماق الروح،
وبعيداً، بعيداً، سأرحل كبوهيمي.
سعيداً بالطبيعة كما لو كنت مع امرأة.


وبكت النجمة بكاءً وردياً

بكت النجمة بكاءً وردياً في قلب أذنيك
والتفَّت اللانهاية بيضاءَ من جيدك إلى انحدار خاصرتك
وأرسل البحر دراً قرمزياً لنهديك الملونين بلون العقيق
وانهمر من الإنسان دمٌ أسودٌ على خصرك الملكي.


فجــــر

قبّلتُ فجر الصيف.
لم يكن قد رفّ شيءٌ بعد على واجهات القصور. كان الماء ميتاً. والظلال لا زالت مخيمةً على درب الغابة. مشيت موقظاً أنفاساً لاهثةً دافئة، الدرر تنظر، والأجنحة تخفق بلا ضجيج.
أولُ شيءٍ أغواني، على الدرب الذي فاض طراوةً وبريقاً خافتاً، كان زهرةً همست لي باسمها.
أضحكني فيض الضوء المُبْهِر، متخللاً أشجار الصنوبر، وعند القمة الفضية عرفت إنها الإِلَهَةُ آتية .
فأزِحتُ الغلالات واحدةً أثر أخرى. على الطريق، وأنا ألوِّح بذراعيّ هنا وهناك. على السهل، وشيتُ للديكِ بها. نحو المدينة الكبيرة، ولّت هاربة بين الأجراس والقباب، كمتسول يجري على الأرصفة المرمرية، فركضت خلفها.
من أعلى الدرب، على مقربة من غابة من أشجار الغار، لففتها بغلالاتها الكثيفة، وشممت قليلاً جسدها الممتد. انحدر الفجر والطفل إلى سفح الغابة.
حينما صحوت. كان منتصف النهار.
***


يبدو أن رامبو يصف بهذه "الهلوسات" فجراً رآه في حلمٍ انتهى والوقت كان منتصف النهار، كما يشير البيت الأخير من القصيدة، التي ربما استلهم رامبو مقطعها الأخير من أغنية شعبية قديمة تقول:
لن نذهب بعد اليوم للغابة، أشجار الغار اقتُطِعَت، والجميلة تلك ستذهب لجمعها.
استلهم هذه القصيدة عددٌ من الفنانين في لوحات تحمل أسماء مختلفة.

Post: #4
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-10-2004, 09:18 PM
Parent: #1

و قصائد رامبو للريح الكاهلي أيضاً
نجاة

Post: #5
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Bushra Elfadil
Date: 10-11-2004, 00:47 AM
Parent: #4

يا نجاة لك التحية
وشكرًاً على النصوص . لقد اعدت لنا رامبو طازجاً . لماذا لا تردان وبولا على الإيميلات؟

Post: #7
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Omar
Date: 10-11-2004, 01:01 AM
Parent: #5

السيدة نجاة

الشكر موصول للبوست الذي أجده Educating
كما أنه نموذج لما يمكن للإنسان أن يكتسبه من معرفة عند وجوده في دار بعيدة عن الوطن ..
و تظل العيون الجميلة مداخلنا لثقافات العالم أجمع .. و أنت هنا مدخلنا لثقافة أهل فرنسا .. شعرهم و نثرهم ...نواحهم و حدائهم...أرجو أن يشجع نشاطك الآخرين ليتحفونا بملامح المجتمعات التي يعيشون فيها ... مما يثرى معرفتنا بالآخرين...و يؤسس لمنحى إيجابي لاستغلال هذا المنبر الذي يجمعنا من كل أطراف الدنيا ...


سيدتى....
لك و لزوجك العزيز كامل الاحترام و التقدير ... فإن مشاعل التنوير مهما كان دورها محدودا إلا أنها تؤسس للمثال .. ....

Post: #14
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 09:42 AM
Parent: #7

الأستاذ عمر

أشكرك على ثقتك الكبيرة. وفي الحقيقة، هناك أسباب كثيرة تدفعني إلى مثل هذه الترجمات. فهناك متعة مشاركة الآخرين في قراءة النصوص الجميلة. ثم متعة الترجمة كعملٍ خلاق، ووسيلة تجعل هذا الاقتسام ممكناً.

لك خالص تقديري، وتحيات بولا وشكره.
نجاة

Post: #6
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 00:54 AM
Parent: #1

العزيز بشرى
شكراً على قراءة رامبو. وانتظر رأيك في ترجمة الشعر.
راجع إيميلك

تحياتي لأهلك.
نجاة

Post: #8
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Sidig Rahama Elnour
Date: 10-11-2004, 01:22 AM
Parent: #6

الأخت نجاة
سلام
إنكسارات تخنقني وأناأتصفح كثير من البوستات ، حتى صرت أشعر بالهزيمة والقهر الى درجة البكاء
هذا البوست وقليلٌ غيره يعيد الفرحة بطعمها الجميل من خلال نافذة أخرى لشاعرٍ طالما سمعنا به ولم نحظي بمخطوطاته.
شكراً لك وللجميع

Post: #15
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 10:06 AM
Parent: #8

الأستاذ صديق رحمة النور

سعيدة بأن تكون قصائد رامبو قد أدخلت الفرح إلى قلبك.
أشكرك أيضاً على هذه الثقة التي أتمنى أن أكون أهلاً لها.
نجاة

Post: #9
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: السمندل
Date: 10-11-2004, 03:04 AM
Parent: #1

لكِ الورود والأغنيات ، يا نجاة
وشكراً كثيفاً كثيفاً ، على كل هذه الروعة ..

.. وبعد قليل ، أعود .

محبتي / السمندل

Post: #16
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 10:10 AM
Parent: #9

السمندل
في انتظار عودتك. وقدومهم.
حتى ذلك الوقت، لك كثير ودي.
نجاة

Post: #10
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: عبد الله بولا
Date: 10-11-2004, 04:47 AM
Parent: #1

عزيزي بشرى،
أرجو أن تسمحا لي أنتَ وبنت امحمَّد بهذا التدخل المباغت. فقد أضحكتني كثيراً،
وأسعدتني كثيراً، مداخلتك هذه التي اختلطت فيها الأمور اختلاطا طريفاً جداً، وأعادت "إلىَّ" بشرى طازجاً كما عهدتُه في تلك الأيام، قبل أن تلخبط عليناالفُرقة وال"الإغتراب" وغوائل الدهر بهجتنا الطليقة الطازجة أيضاً.

(كوت):" يا نجاة لك التحية
وشكرًاً على النصوص . لقد اعدت لنا رامبو طازجاً . لماذا لا تردان وبولا على الإيميلات؟"


Post: #13
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 09:17 AM
Parent: #10

بولا
لك "الحب والقصائد المجيدة"
نجاة

Post: #11
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 10-11-2004, 06:16 AM
Parent: #1

الاستاذة نجاة

شكرا لتعريفنا بالادب الفرنسي و العالمي . حقا ان معلومة جديدة قد اضيفت في درب المعرفة اللا نهائي و لذلك نشكرك علي هذه الفسحة الراقية و المفيدة . و هذه المرة لن اقول " ولي عودة" كما كنت افعل حيال البوستات التي تعجبني و لكن يمكن الاستفادة من مادة هذا البوست لمزيد من الاطلاع و المعرفة وعندئذ نستطيع ان نقول ان المنبر الحر " جيد و مفيد" . و ارجو ان اخبرك ان بوستك السابق عن بول ايلوار و قصيدته " الحرية" قد فتح لي افاقا في معرفة الادب الفرنسي وحفزني لسبر غور هذا الجانب من المعرفة الانسانية فزادت معرفتي بتيار السوريالية و اعلامهاالخ.... . ارحو ان لااكون قد تحدثت عن سياسة بسمارك الخارجية و تركت الداخلية موضوع هذا البوست .....

تخريمة صغيرة : قرأت لك في بوست احمد المرضي عن جائزة نوبل عن مايشبه الرأي في تاء الجندر و نونه و انا اتطلع لمعرفة وجهة نظرك , ربما قد تطابق مع وجهة نظري ... ربما في مقام اخر .

علي العموم شكرا لاختيارك هذه المادة مع تقديري و احترامي .

Post: #12
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: عشة بت فاطنة
Date: 10-11-2004, 08:34 AM
Parent: #11


نجاة انا بحب ارد لمن اقرا البوست من الاول وللاخر ولاني مشغولة وافتقد الى التركيز ، ما بقدر اقول ايها حاجة بس لقدام .. وسلام يا بولا ود

Post: #17
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 10:36 AM
Parent: #11

الأخ العزيز خالد الطيب،
بل على العكس لم تخرج من "سياسة بسمارك الداخلية". فبين السريالية ورامبو صلة وثيقة، فقد كان التجديد الهام الذي أدخله رامبو في مسار الكتابة الشعرية في فرنسا من الينابيع التي نهلت منها الحركة السريالية.
فيما يتعلق بتاءات و"نونات" الجندر، سأدلي بدلوي يوماً في هذه الاستخدامات التي أراها تتعدى في بعض الأحيان على منطق اللغة. إلا أن هذه الملاحظات، التي سأتناولها في حيّزٍ منفصل في مرة لاحقة لا تتعارض مع احترامي وتقديري وفهمي للدعوة التي تصدر منها الجندريات ومساندتي الكاملة لها. وأعتقد إننا في الغالب سنتفق في الرأي في هذا الصدد.
بمناسبة إيلوار،أنتظر ما ستكتبه عن رسائله إلى غالا.
لك شكري، وبلغ خالص تحياتي للأخت ابتسام التي أتمنى أن تشاركنا قراءة هذه الترجمة.

نجاة

Post: #18
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 10:42 AM
Parent: #1

عشة بت فاطنة
أخدي راحتك وعودي برأيك الثاقب الذي سيفيدني كثيراً.
كتبتِ "بولا ود"، ولم تكملي... ود فاطمة بت حبيب الله.

خالص مودتي
نجاة

Post: #19
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: عشة بت فاطنة
Date: 10-11-2004, 09:41 PM
Parent: #18


بس يا نجاة اياها ذاتها فاطمة بت البشير ، تحضري ما تغيبي ، تحياتي مرة اخرى ..
تعرفي يا نجاة البباريك واقرا بوستاتك حيبقى مثقف حقيقي ، نحنا في العادة ، اقصد انا براي دائما بنمسك الاشياء كاجزاء فقط ، يا دوبك الواحد يلاقيها في دراسات عن الادب مثلا ، او النقد ، ودا راجع جزء منو لعدم المراجع والكتب البتهتم ، بميدعين زي هذا الرامبو الفالت والفلتة في نفس الوقت ، . انا بصراحة ما ما قاعد استمتع بالشعر المترجم الا نادرا ، بالنسبة لرامبو اساسا ما شغال بالقوافي وشعرو يركز على المعانية الخفية وامكن البعض اسميها مواقف لا تخلو من الغرائبية ، يستهويني هذا العالم السريالي ولا شك ، الترجمة حبيتها اقصد ترجمتك ، فقد احتفظت بالروح والعالم البخص هذا الشاعر ،ومهضومة كتير بكلام الشوام ، بس التشكيل او عدمو احيانا يجعلك تتوقفي عند بعض المقطاطع او تكرريها ، لحظة القراية مثلا :هل -
انحدر الفجر والطفل في سفح الغابة
أم - انحدر الفجر الطفل على سفح الغابة -ولا الاولى وبالنسبة لرامبو طبعا حتى لو قال انحدر الفجر والطفل برضو ماشة ، حسب قفزاتو وعالمو ، وطريقة تفكيرو ..
ما عندي علاقة طبعا بالترجمة مجرد ملاحظات عاطلة ، واضح انها شعر منثور واراك قد احتفظت بالروح والمعنى تمتلكي المفردة الجزابة ، وطبعا الواحد سعيد من فيض المعرفة الغمرتينا بيها ، وعشان كدا بقول ليك استمري يا نجاة وبقوة وما تنسي تترجمي لينا الاضاءات لاهميتها كنقلة لعالم الشعر الحر ..

Post: #20
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-11-2004, 10:50 PM
Parent: #1

أهلاً تاني يا بت المبارك
استشهد أصدقائي "المغاربة" أهل القوس اللعين، ناس آش وعبد الله والسمندل، بقول محمود درويش بأن القصيدة المترجمة كالقبلة من وراء زجاج. لكن، قالوا "القحة ولا صمّة الخشم". وحينما تكون الترجمة هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة عملٍ شعري ما (و أي عملٍ بصفةٍ عامة)، تصبح الترجمة شبه قبلة حقيقية.
"رامبو ما شغّال بالقوافي" في قصائده التي ابتدر بها كتابة قصيدة النثر في فرنسا، وربما في الغرب (ولست متأكدةً تماماً من هذه الناحية)، أما قصائده الأولى، فهي تفيض بغنائية
فريدة، دون إفراط. وكثيرٌ من قصائده تُغنى، وقد لحنَّها وغناها موسيقيون بارعون.
أما "المعاني الخفية والغرائبية"، كما تقولين، فهي ركيزة من ركائز شعره.
يقول رامبو" "إنحدر الفجر والطفل" معاً. ويبدو أن المرأة ـ الإِلَهة هنا ترمز للفجر أيضاً، ففي الكثير من قصائده، نجد المرأة تجسيداً للطبيعة، أو يمزج بينهما بشكلٍ "يضلل" القارئ، فلا يعرف أيهما يرمز لمن. أو هكذا أرى بعض صور المرأة في شعره.
شكراً يا بت المبارك على هذه الملاحظات. وأتمنى أن يتوفر لي يوماً الوقت لترجمة بعض "الإضاءات".
نجاة

Post: #21
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Osman M Salih
Date: 10-12-2004, 01:59 AM
Parent: #20

الأستاذة الفاضلة نجاة محمد علي
طاب يومك ِ،
أمتعتني الترجمة الأنيقة ، طالعتها في لهفةٍ فـور ظهورها في البورد
وحال بيني والتعليق ـ ساعـتها ـ حائلٌ معلومْ : إنشغالٌ بمصير هـذا
البورد المنكوب وإسترداده لعافـية دوره التنويري .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
في تصديك ِ لنقـل رامبو إلى العربية جسارةٌ تثلج القـلب .
نساء بلادي قادرات ـ بما وهـبن من الحكمة و الصبر وقـوة الإرادة
والذكاء المقـموع وحسن تدبير شؤون الحياة ورعايتها بالذاد القـليل
في ذلك العتمور ـ عـلى إقـتحام كافة ميادين الحياة و البروز فـيها
بروزاً مشرّفاً للهاجسين والكادحين من أجل إنسانية جديدة، وإلحاق
الهزيمة النكراء بخيلاء العـقـلية الذكورية الفجة، بسلاح المعرفة
والتأهـيل العالي،لا بالبيان المتمرّد وحده.

تبارك سعيك ِ المحمود.
ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ
أرجو أن تبلغي الأستاذ عبد الله بولا تقـديري وإحترامي. تأخرت
في الترحيب به كما يليق، فكبلني إحساس قاتـل بالتقـصير وشّـل
قـلمي .
عثمان

Post: #25
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-12-2004, 08:30 AM
Parent: #21

الأستاذ عثمان محمد صالح
يسعدني ويشرفني أن تجد ترجمتي الثناء من مترجمٍ وكاتبٍ مثلك. وكما قلت لك من قبل، بهرتني ترجماتك من اللغة النوبية. وهذا جانبٌ نفتقده في كتاباتنا: الترجمة من الثقافات السودانية المختلفة.
حاشاك التقصير. وعلى كل حالٍ لم يفت الفوات بعد على بوست النور وبولا، فلا زال هناك متسعٌ من الوقت لتضيف كلماتك التي ستكون إضافةً مضيئة بحق.
لك خالص شكري. وتقبل تحيات عبدالله بولا وتقديره.
نجاة

Post: #22
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: شبشة
Date: 10-12-2004, 05:04 AM
Parent: #1

شكرا كثيرا استاذة نجاة على هذا المجهود المقدر .
فيما يخص الترجمة لدى استفسارففى احدى موضوعات فيصل دراج اشار الى مجموعة رامبو التى اسميتها انت الاضاءات باسم ( الاشراقات ) وتتالى تناولها تحت هذا الاسم بمجلة الكرمل فقط لو تكرمت بالتعليق لاننى مهتم بالترجمة وترجمة الشعر على وجه الخصوص ولكننى لست ضليعا بالفرنسية .
وافر التقدير
شبشة

Post: #23
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-12-2004, 08:01 AM
Parent: #1

الأستاذة شبشة
شكراً لك لإثارة هذا التساؤل.

عنوان هذه المجموعة باللغة الفرنسية، Les Illuminations ، مشتق من الفعل يضيء illuminer . ووفقاً لتوضيحات الشاعر بول فيرلين، الذي أشرف على جمع هذه القصائد ونشرها، فإن المعنى المقصود هوenluminuresأي العلامات المضيئة أو الوضّاءة(ضمن ما تحتمله الكلمة من دلالات أخرى، مثل الزخارف المضيئة، أو مصابيح الزينة ... إلخ).
ومن الممكن ترجمة Illumination بإشراق، إذا ما كان المقصود هو المعنى الروحاني أو الصوفي، حيث يعبر مصطلح "الإشراق" (والذي لا أعتقد أنه من الممكن وضعه في صيغة الجمع، سواءً في العربية أو الفرنسية) عن حالة الصحو، أو حالة تفتح البصيرة، التي تنير عقل المتعبِّد، وبشكلٍ فجائي.
إلا أن رامبو، المتمرد على الدين والتدين، يقدم لنا في هذه المجموعة قصائد تذخر بالغموض والصور الغرائبية والرموز، بحيث لا يمكن وصفها بـ "الإشراق" بالمعنى الذي يستخدمه النسّاك المسيحيون، وإن كان شعره لا يخلو من أثرٍ دينيٍ "غميس".
ولو كان رامبو يعني بالفعل هذا المعنى الديني، ما كنت سأترجم عنوان مجموعته بـ "الإشراقات"، وإنما "إشراق"، وحسب. فالترجمة لا تُعني بنقل الدلالات اللغوية، وإنمابنقل المعنى.

هل استندت الكرمل أو فيصل دراج على عنوان ترجمةٍ صدرت للديوان؟ لا أدري. ولكن هناك ترجمات عربية كثيرة تجافي المعاني الحقيقية. فعلى سبيل المثال هناك ترجمة عربية صدرت تحت عنوان "قوة الأشياء"، لكتابٍ للفيلسوفة الفرنسية سيمون دو بوفوار. بينما الترجمة العربية المعادلة للمعنى الفرنسي (la force des choses) هي "حكم الواقع". وهناك ترجمات كثيرة تقدم المقابل اللغوي الحرفي، ولا تحفل بالمعنى.

أتمنى أن أكون قد أوضحت فكرتي.
ولك جزيل شكري

Post: #28
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 00:48 AM
Parent: #23

الأستاذ شبشة
سلام مرة تانية

هذه هي الكلمات التي استهل بها بول فيرلين الطبعة الأولى لديوان رامبو "الإضاءات"، والتي ظهرت في عام 1886:

"لقد كُتب الديوان الذي نقدمه الآن للجمهور في الفترة من 1873 إلى 1875، خلال أسفار في بلجيكا، وانجلترا وألمانيا.
والكلمة Illuminations هي كلمة انجليزية تعني النقوش المحفورة الملونة Colored plates . وهذا هو بالتحديد العنوان الجانبي الذي اختاره رامبو لمخطوطته.
"

على الرغم من أن الكلمة الإنجليزية تدل أيضاً على "الإشراق" بالمعنى الروحاني، إلا أن المعنى الذي يقصده رامبو وأوضحه فيرلين في تقديمه للديوان يذهب في معنى "الإضاءة"، كما يشير أيضاً العنوان الجانبي: "الصفائح المنقوشة الملونة". ولو أردت تبديل هذا العنوان لكتبت "نقوشٌ مضيئة".
ولك شكري مرةً أخرى.
نجاة

Post: #24
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 10-12-2004, 08:11 AM
Parent: #1

الاخت العزيزة نجاة

قرأت في احد مواقع الانترنت ان احسن اعمال رامبو هي LE BÂTEAU IVRE والتي تترجم في الانجليزية الي (The Drunken Boat) وقد نشرت في 1870 . لكني لا اراها ضمن ماقمت بترجمته ونأمل ان تقومي بذلك ان سنحت لك السوانح .

شكرا لسؤالك عن ابتسام وهي متابعة لهذا البوست و ترسل لك التحايا و لكنها تقول انها لم تطلع علي النصوص الفرنسية و ستسعي للحصول عليهامن الانترنت و ربما ستعلق علي هذا البوست لاحقا.

أما بخصوص " المتيم" بول ايلوار , اسعي لتجميع بعض المواد من اصلها الفرنسي و اشراك ابتسام بترجمتها مقارنة ذلك بالترجمات العربية التي بحوزتي و سأقوم بكتابة بوست و غالبا ما سيكون ذلك بعد العيد ان شاءالله .
لك الشكر مجددا و تحياتي الي الاستاذ بولا .

Post: #30
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: حاتم الياس
Date: 10-13-2004, 03:07 AM
Parent: #24

الفاضلة نجاة
بتمعن (كارب) قرأت ترجماتك لرامبو أظن بأنها كانت مرهقة جداً حتى تحاذى هذا الخيال والجمال عن صدق..ترجمة جميله و(مجيه تب)
لكن أين أنت من الحركة الأدبيه الحديثه فى فرنسا وترجمات مايعتمل فيها ..هل ضمن مشاريعك..يعنى ننتظر
شكراً لأهدائها لبعض رفاق الزمن المغربى الجميل فنحن فى (جاههم)

تحياتىللمفكر والأستاذ عبد الله بولا طلابه فى ليبيا مازال يصدح فى ذاكرتهم حتى أصبح مثل (ود اللخيه) لسكان المخيرف والشرام

Post: #134
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: فرح
Date: 11-14-2004, 01:46 AM
Parent: #30

حارى الصمت واللحظات الجميله خاتم الياس والايام الجميله تحياتى

Post: #26
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: السمندل
Date: 10-12-2004, 09:38 AM
Parent: #1

مرة أخرى ، عزيزتنا نجاة ، أشد على يديكِ ملياً وأنا أتمتم لكِ بالتشكرات والامتنان على كل هذه الروعة التي تركتها فيّ ترجماتك وتعريفك بـ " نبي الحداثة الأدبية " آرتور رامبو .
وبصدق ، لم تنفتح عيني على ميراث هذا الرائي العظيم ، إلا في سنواتي المغربية الأخيرة في خواتيم تسعينات القرن الماضي ، عبر دراسات محكمة وصبورة كتبها عن تجربته أكاديميون مغاربة كانت الصحف ، عادةً ، تستعين بهم لتعمير ملاحقها الثقافية بما يبهج من معرفة .. وكانت هذه الدراسات شديدة الصرامة والجفاف ، غالباً ، وذات لغة موغلة في التيه والاستشكال ، فلم أترصد الرجل بعدها ولم يبرق في خيالي مرة أخرى إلا في ذلك اليوم الذي تسنى لي فيه إجراء حوار صحفي مع الشاعر اللبناني عباس بيضون ، على هامش مشاركته في مهرجان الرباط الثقافي الرابع ، وكان لمناسبة إصداره ، وقتذاك ، مجموعته الشعرية ( لمريض هو الأمل ) .. فتطرقنا في الحوار إلى ما أسماه بيضون بـ " موت القارئ " ، في جوابه على سؤال يتعلق بأفول نجم الشعر وبروز الرواية في واقع الكتابة والقراءة العربية الحديثة ، حين " تهجّمتُ " عليه بأن شعراء الحداثة العربية الحاليين يكتبون نصا مستغلقاً ، وسط غياب تام لدور النقاد الذين يعوّل عليهم اجتراح الإضاءات للمتلقي . فقال لي إنّ هذا الوضع ليس عربياً خالصاً ، بل موجود أيضاً في اللغات الأخر ، ثم أسهب بيضون ، وهو رجل لبق ورصين وصاحب فكاهة في نفس الوقت ، في الحديث عن تجربة رامبو وتوقفه المبكرعن كتابة الشعر ، زاعماً أنه فعل ذلك بعد يأسه من قارئ ذكي يلتقط الرنين ويمضي بالرؤية إلى حدها الأقصى .
هذا اللقاء مع بيضون ، حفّزني لتتبع آثار رامبو( هذا العابر الهائل بنعلين من رياح ) ، حتى تجمّعت عندي مجموعة من أعماله وعدد من الدراسات والكتب عنه . سأعود وأثرثر حولها، معكِ ومع كل ضيوف هذا البوست الفخم ، وعلى رأسهم الرائي العظيم الآخر ، الدكتورعبد الله بولا ، الذي يفرحني أنه " تحلحل " قليلاً من عناق المرحبين به في بوست دكتور النور حمد .

محبتي / السمندل

Post: #27
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-12-2004, 01:51 PM
Parent: #1

الأخ خالد الطيب،
هذه هي القصائد الثلاث. الأولى والثانية من ديوان "أشعار" (Poésies)
والثالثة من "الإضاءات". النقاط والفواصل ظهرت على اليسار، ولم أتمكن من إلصاق النص بصورة توضحها في مكانها الطبيعي في نهاية السطور.



Sensation

Par les soirs bleus d’été, j’irai dans les sentiers,
Picoté par les blés, fouler l’herbe menue,
Rêveur, j’en sentirai la fraîcheur à mes pieds.
Je laisserai le vent baigner ma tête nue.

Je ne parlerai pas, je ne penserai rien :
Mais l’amour infini me montera dans l’âme,
Et j’irai loin, bien loin, comme un bohémien,
Par la nature, heureux comme avec une femme.
Mars 1870


L'étoile a pleuré rose

L'étoile a pleuré rose au coeur de tes oreilles,
L'infini roulé blanc de ta nuque à tes reins
La mer a perlé rousse à tes mammes vermeilles
Et l'Homme saigné noir à ton flanc souverain

َAube
J'ai embrassé l'aube d'été.
Rien ne bougeait encore au front des palais. L'eau était morte. Les camps d'ombres ne quittaient pas la route du bois. J'ai marché, réveillant les haleines vives et tièdes ; et les pierreries regardèrent, et les ailes se levèrent sans bruit.
La première entreprise fut, dans le sentier déjà empli de frais et blêmes éclats, une fleur qui me dit son nom.
Je ris au wasserfall blond qui s'échevela à travers les sapins : à la cime argentée je reconnus la déesse.
Alors je levai un à un les voiles. Dans l'allée, en agitant les bras. Par la plaine, où je l'ai dénoncée au coq. À la grand'ville, elle fuyait parmi les clochers et les dômes ; et, courant, comme un mendiant sur les quais de marbre, je la chassais.
En haut de la route, près d'un bois de lauriers, je l'ai entourée avec ses voiles amassés, et j'ai senti un peu son immense corps. L'aube et l'enfant tombèrent au bas du bois.
Au réveil, il était midi.


Post: #29
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 02:54 AM
Parent: #1

الأخ خالد الطيب
أعود إلى سؤالك عن قصيدة رامبو، Le Bateau ivre، "المركب الثمل".
حينما أرسل رامبو قصائده للشاعر فيرلين، دعاه هذا الأخير: "تعالي أيتها الروح العظيمة العزيزة، نناديك وننتظرك". فرح الصبي بهذه الدعوة وكتب قصيدته "المركب الثمل" لتكون افتتاحاً لدخوله المنتديات الأدبية الباريسية. فوجدت القصيدة احتفاءً كبيراً.
تكشف هذه القصيدة التي أدخل فيها رامبو استخداماتٍ وصوراً جديدة على لغة الشعر، ومزج فيها بين التجربة الشخصية والأساطير الشعبية والميراث الأدبي القديم والمعاصر له، عن سعة إطلاعه وقدراته اللغوية المذهلة.
يعود ضمير المتكلم في هذه القصيدة إلى رامبو مرةً وللمركب مرةً أخرى، بشكلٍ يمزج بين الشاعر والمركب، لدرجة تلاشي التمييز بينهما.
والقصيدة طويلة، لا يسمح وقتي الآن بترجمتها.
خالص مودتي

Post: #31
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 07:21 AM
Parent: #1

السمندل
أشكرك كثيراً على هذه "الإضاءات".
وسأعود لأضيف شيئاً عن هذا الفتى الذي قال رأيه، وبعين قوية، في أهل الدوائر الأدبية الباريسية، وانتعل الريح فارّاً لوادٍ غير ذي زرع "بعد يأسه من قارئ ذكي يلتقط الرنين ويمضي بالرؤية إلى حدها الأقصى"..

ولك كثير ودي.

Post: #32
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 09:53 AM
Parent: #1

عزيزي حاتم الياس

شكراً للمشاركة.
الترجمة المرهقة هي ترجمة النص المجبور عليهو الواحد في دروب الرزق. وإن كانت ترجمات دروب الرزق تأتي في أحيانٍ كثيرة بنصوصٍ مفيدة إن لم تكن ممتعة.
المرهق في ترجمة شاعر مثل رامبو هو ثِقل المسئولية. وفي المقابل تخفف متعة النص ومتعة إعادة كتابته في لغة أخرى من هذا "الثقل".

تسألني أين أنا من الحركة الأدبية الحديثة في فرنسا. في الواقع، لا أتابع ما يكتب على صعيد الشعر، ولا أجد ضالتي في الأعمال الروائية الفرنسية الجديدة. أتابع الحركتين الثقافية والسياسية. وأقرأ لكتّابٍ يلعبون دوراً على الساحة الفرنسية، وعلى مستوى العالم، ينتجون في مجالات مختلفة. مثل عالم الاجتماع بيير بورديو الذي رحل مؤخراً، ودانييل بن سعيد، الفيلسوف التروتسكي الثاقب البصيرة، وإليزابيث رودينسكيو المؤرخة التي تؤرخ لتاريخ التحليل النفسي في فرنسا بعينٍ حصيفة . وكلود ليفي شتراوس الذي أرهقته الشيخوخة جسدياً ولا زال الذهن متقداً، وغيرهم كثرُ.
باختصار، المنعطف المخيف الذي يمر به عالمنا اليوم يجعل اهتمامي ينصب نحو متابعة ما يكتب عن القضايا الراهنة، وعن الوجوه البشعة للعولمة خاصة العولمة الرأسمالية الليبرالية التي لا تستحي. فأقرأ أيضاً لكتاب ومفكرين من غير الفرنسيين كأمبيرتو إيكو ونوم شومسكي، والهندية أرونداتي روي.
وأخيراً، أجد في ترجمات أعمال ماركيز للفرنسية المتعة التي تهبني قليلاً من الراحة وسط متاعب هذه الحياة. وبذلك أتّقي شر الترجمات العربية، وأجد قليلاً من الوقت لمشاركة ابنتي عزة قراءته، فهي من عاشقي حكاياته.
لك شكر بولا وتحياته. وفي الحقيقة تحتل فترة إقامتنا في ليبيا مكاناً خاصاً في ذاكرتنا نحن أيضاً، بولا وأنا والبنات.
وسعيدة أنا أيضاً بأن أتقاسم معك ومع "رفاق زمنك المغربي الجميل"، قراءة قصائد رامبو.

لك كل تقديري
نجاة

Post: #33
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: osama elkhawad
Date: 10-13-2004, 10:02 AM
Parent: #1

الصديقة نجاة اهديك نصا كتبته متخذا رامبو قناعا

هاجس المشّاء

أو

شجر الأسلاف يتنزّه في ظهيرة الروح

أو

في ضرورة الحرب

شعر: أسامة الخواض


أنا لست رامبو كي أرى عدناً خرابأ"1"

أهاجر مثل أسلافي الى حلمٍ بعيدٍ,
أقتفي أنفاسهم,
وأحسّ نبضهمو على الصخرِ العنيِد ِ,
أحسّ وقع خطاهمو, والسدُّ منهارٌ"2",
أرى:
قمريةً"3" لألاءةً وسْط المياه ِ,

حضارةً خفضتْ قوائمها,
حنيناً تائهًا من ألف عامٍ,
شهوةً سقطتْ مصادفةً من امرأةٍ عجولٍ,
غصًةً نفضتْ عن الأحلام ِريشَ الارتباكْ


أنا لست رامبو كي أرى عدناً غيابا
ولكني أنا المشّاءُ ,
أمشي من خريف العمرِ نحو ربيع قامتها,
أشّد وقائع الأيّام نحو فضاء قيثاري الحزينْ

أنا لست رامبو كي أرى ذهباً على سُررِ الغرابةْ
ولكني أنا المشّاءُ ألبس ُجبّة َالزهّادِ
أفتش عن يقين ٍضاع في تُرْب البلادِ,
وعن بهاءٍ ضاع من أيّام عادِ

أنا لست رامبو كي أرى عدناً هديراً من كابةْ
و لكنّ الفتى كجدودهِ,
وحنينه أبداً لأول منزل ٍ ,
أرنو الى الخرطوم عزّ الظهرِ, و التخزين ِ"4",
أدنو من تلال الحلم ِ,
أدنو من صحابي
وبركلتين ِمن الغموض ِ,
نفضّ ايماضات دهشتنا,
نفكّر ما اشتهينا من مصائرَ,
نحتفي بكلام سيدة البطاقات الملونة الجميلةِ:
هذه الخرطوم ُما خلقت ْلأفغان العربْ
و ما دهنتْ لتجاّر المنابرِ,
ما زهت ْبجلافة الريفي, والوعّاظِ,
ما سئلت ْ,
و ما قتلتْ,
وما بسطت ْلتكديس السلاحٍ,
وما أُضئت للذقون ِ,
وللظنون ِ,
و للمتون ِ,
وللحواشي
ألا ليت اللحى كانت حشيشاً ,
فترعاها خيول ٌالانكماشِ "5"ِ

أنا لست رامبو كي أرى وطني سرابا
ولكني أنا المشّاء أحمل وردتي الخرطوم من منفى ًالى مبغىً,
وأصرخ: انها الخرطومُ, تركض في مسامي,
وانتصاري,
وانكساري


هي للغناءِ ِ ,

وللدعاءِ ِ ,
وللصلاة ِ ,
وللنشيد ِ,
لضحكةِ الفتياتِ في أفق ِالعناق ِ,
لصرخة ِالدرويش ِتصرعه ُفراديس ٌالجمالِ ِ,
للذعة ِالعَرَق ِالمعتّق ِفي جرار اِلانعتاقِ ِ,
لهاجس ِالانسان ِ ,
و الشيطان ِ,
والرحمن ِ ,
شيءٌ من عجين الروح يطلع ُ,
من سديم الحزن يبزغ ُ ,
حاملاً صمت َالبراري
أنا المشّاء أحمل صُرّةً من حُرْقة ِالخرطومِ ِ,
أصرخ هاتكاً صمت َالشوارع ِ ,والأزقةِ:
دثريني,
قبليني,
دثريني,
قبليني,
دثريني,
قبليني,
دثريني,
قبليني,
وانثري ,
ورد اليقين ِعلى نهاري
فكم من فكرة ٍ:
خضراء َ,
أو حمراء َ,
أو رعناء َ,
أو قدسية ٍ ,
عبرتْ سماءكِ ,
كي تهذِّب شعبنا
جاء الفلاسفة ُ,

الأباطرة ُ,
الجهابذة ُ,
انتضوا أمخاخهم ْ,
وأتوا بمحراث ِالتقدّم ِ ,
والألوهة ِ,

والعجائب ِ ,
أفرغوا أوهامهم في شارع القصر الحزين ِ,
وحنّطوها في أضابير الشعارِ

فباسم الله ِ,والقراّن ِ,
يخترعون مملكة ًمن الألفاظ ِ,
شعبا ًمن ركام ٍ ,
باسمه القدّوس ِ ,
يبتكرون اّلهةً من الكابوس ِ ,
يغتالون شعبا ًصادحا ً,
ومسامحا ً,
ومدينة ًخُلقت ْمن الأبنوس ِ ,
واللاهوت ِ ,
والناّسوت ِ ,
باسم اللهِ يعتقلون زهرة حبنا,
يرمون نهرا ًمن حنان ٍفي المواعظِ ,
يشترون اللهَ بالدولارِ ,
باسم العصرِ ينتهكون حُرْمةَ حُزننا المدنيِّ ,
باسم ِالربِ يخْتلقون حلماً من بوارِ


أنا المشّاء,
نبضُ البغض ِ,
نبض ُالقدْ

قدْ يذهب التاريخ نحو الجُبْ
فدْ يذهب الأجداد نحو الرَّبْ
قدْ يذهب الأحفاد نحو الحُبْ
قدْ تذهب الخرطوم نحو اللُبْ
قد ْهاجر المشّاء نحو الحرْبْ

أنا المشّاء أنبح في المدائن,والقفارِ
لا بدّ من حربٍ لأفهمَ شكل َبؤسي في المسارج,والظلال ِ
لا بد ّمن حرب ٍلأدرك َعمقَ روحي,
وامتدادي في فضاءات ِالبراعة ِ,والكمال ِ
لا بد ّمن حربٍ تعيد صياغة الموتى,
وتعريف الحياة
لابد ّمن حرب ٍلايقاظ الطغاة ِ
لا بدّ من حرب ٍتغير عادة النسيان ,
والنوم الطويل على سراب الاكتمال ِ

لثقافةِ الحرب انتمينا,
واحتمينا بالمحابر ِ,
كي نرى حرب الحروب ِ,
مطلة ًفوق النصوص ِ ,
وفوقَ آفاق الخيال ِ

لا بد ّمن حرب ٍستنبتُ من شظاياها,
ضفائر من سيقبلن الزواج,
بموجة النيل اليتيمة,
وانهماراتِ الجلال ِ
لا بد ّمن حرب ٍتعلمنا الرحيلَ إلى الحروبِ,

على غواياتِ المحال ِ

لا بدّ من لا بد ّمن حرب ٍ,
لنكسرَ حلقة الصمت ِالمخيِّم ِفي خلايانا,
ونشهد َمولدَ الرؤيا الجديدة َمن جماجمنا,
وجمجمة السؤال ِ

أنا المشاّء ُ,
هل سأظل ّأنبح في المدى
أٌقعي طويلاً ,
كي أرى حربا ًتفسِّر لؤم اخوتنا الكبار ِ,
وبؤس ََهذا الارتحالِ ِ
هوامش:
"1:-الشاعر الفرنسي الشهير أرثور رامبو.
"2"-إشارة إلى سد مأرب.
"3"-زجاج ملون يعكس الضؤء,ويوضع أعلىالنوافذ في البيوت اليمنية.
"4"-مضغ القات.
"5"-البيت في الأصل للشاعر اليمني يزيد بن مفرع الحميري,وهو:
ألاليت اللحى كانت حشيشا فترعاها خيول المسلمينا.

Post: #34
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: esam gabralla
Date: 10-13-2004, 10:54 AM
Parent: #1

سلام نجاة
قرات رامبو قراءات متناثره، شكرآ لك لاضاءة هذا الشاعر المجيد وعلى النصوص، وجدت هذا اللقاء فى النت
تحايا لك و للجميع

Quote: رينيه شار متحدثاً عن رامبو:
(السعادة معك كانت ممكنة)

* عندما يتحدث شاعر كبير عن شاعر كبير آخر نجد أنفسنا أمام ظاهرة فريدة من نوعها: وهي ان الشعر يتحدث عن الشعر، ويحق لنا ان نطرح عندئذ هذا السؤال: أليس الشاعر الكبير هو وحده القادر على فهم الشاعر الكبير؟ ألا ينفذ الى أعماقه وجوهره عندما يتحدث عنه؟ الم يعان نفس الظروف التي تحيط بمخاض القصيدة؟
ضمن هذا المعنى نتوقف عند قراءة احد كبار شعراء فرنسا في القرن العشرين (رينيه شار) لسلفه الأكبر: آرثر رامبو. صحيح ان قراءته ذاتية ملتهبة، بل وتشبه القصيدة الشعرية أكثر مما تشبه الدراسة النقدية، ولكنها تستحق الاهتمام فعلا. لا ريب في ان النقاد المحترفين اكتشفوا جوانب أساسية من شعر رامبو، بل وأضاءوا ذلك الشعر في كافة النواحي. ومن بينهم سوزان برنار وعشرات الآخرين. فعدد الدارسين الذين اهتموا برامبو لا يكاد يحصى أو يعد. ولكن تبقى للشاعر ميزة اخرى لا يمتلكها أي ناقد مهما علا شأنه: وهي انه ينفذ الى جوهر الشعر غير عابئ بالقشور والقوالب والأشكال.

يقول رينيه شار في مقدمته لأشعار رامبو: قبل ان نقترب من رامبو نرغب في الإشارة الى ما يلي: وهي انه من جميع التسميات التي أطلقت عليه حتى الآن (رامبو الرائي، رامبو الأزعر، الخ) لن نحتفظ بأي تسمية ولن نرفض أي تسمية. بكل بساطة، هذه التسميات لا تهمنا، سواء أكانت صحيحة أم لا، متوافقة أم لا، لأن شخصا كرامبو، وبعض الآخرين من جنسه، يحتويها بالضرورة جميعها. (افتح هنا قوسا وأقول بان رينيه شار يعتبر نفسه حتما من جنس هذا البعض، أي من جنس رامبو)... الصفة الوحيدة التي نطلقها عليه هي: رامبو الشاعر. وهذا يكفي، هذا ما لا نهاية له. انه شاعر فقط، وهل هناك اكبر من هذا النعت؟
ان النعمة الحاسمة للشعر، وهي نعمة مجهولة أبديا هي: مناعته، حصانته. فمن محاكم التفتيش الى الأزمنة الحديثة لم تستطع قوى الشر ان تقضي على المتصوفة "تيريز دافيلا" أو على الكاتب بوريس باسترناك. لا توجد أي قوة في العالم قادرة على قتل الفن أو الشعر... ان نتوجه نحو رامبو كشاعر فهذا يعني عملا جنونيا لأنه يجسد في نظرنا ما كان الذهب في نظره: أي جوهر الشعر. فقصيدته إذ تسحر وتثير الشروحات والتعليقات، تكسرها في ذات الوقت وفورا، أيا تكن هذه الشروحات والتعليقات. لا يوجد أي تفسير في العالم قادر على ان يرتفع الى مستوى شعر رامبو. كل تفسير يتهاوى أمام قصيدته، ويبدو شاحبا... ينبغي ان نرى رامبو من خلال منظور الشعر فقط. فهل هذه فضيحة؟ هل هذا صعب؟ وعندئذ نجد ان حياته وأشعاره يشكلان وحدة متجانسة ومتماسكة بشكل لا مثيل له.

قول ذلك على الرغم من فرادة حياته وأشعاره أو بسببها. كل قطعة من أعماله وكل لحظة من حياته تساهمان في عملية نكاد نقول بأنها قِيدت إلى درجة الكمال على يد ابولون وبلوتون انه الإلهام الشعري، الإلهام الأكثر احتجابا والذي يتجاوزنا كقانون، ولكنه كظاهرة نبيلة يكاد يحيط بنا بشكل أليف. لقد أخطرنا بالأمر: فيما عدا الشعر، ما بين قدمنا والأرض التي تضغط عليها، ما بين نظرتنا والمساحة المقطوعة، العالم لا معنى له. ذلك ان الحياة الحقيقية، أو العملاق الذي لا يريد، لا يمكن ان يتشكل إلا على خاصرة الشعر. ولكن الانسان لا يمتلك تلك القدرة (أو لم يعد يمتلكها، أو لم يمتلكها بعد)، اقصد القدرة على امتلاك الحقيقة، إخصاب ذاته فيها، إلا من خلال ثوان خاطفة تشبه البرق، ثوان تشبه الرعشة. وفي الظلمات الحالكة التي تتلو الإلهام الشعري، وبفضل المعرفة التي تقدمها تلك الاضاءات الخاطفة، فإن الزمن ينقسم على نفسه، ويجري، ولكن لصالحنا: نصفه معشوشب، ونصفه صحراء قاحلة. انه الزمن الذي يمر بين الفراغ المرعب الذي يفرزه، وما بين الأمل المرهص الذي لا يعتمد إلا علينا، والذي هو ليس إلا المرحلة المقبلة للشعر الهائل وللرؤيا التي تبشر به.

لقد خاف رامبو مما اكتشفه أمام عينيه، مما رآه.. فالمسرحيات التي تلعب على مسرحه ترعبه وتسحره في ذات الوقت. كان يخشى ان يكون الخارق واقعيا، وبالتالي ان تكون المخاطر الناتجة عن رؤياه واقعية هي الأخرى أيضا. كان يخشى ان تتحالف فيما بينها وتتضافر لكي تقضي عليه. وعنذئد يخادع الشاعر ويداهن، ويحاول زحزحة الواقع العدواني الى فضاء خيالي، يتخذ شكل الشرق الأسطوري، حيث تضعف وتتقلص رغبته الهائلة في الموت. ولكن وا أسفاه! فالخدعة لا جدوى منها، والكابوس المرعب مبرر، والخطر المحدق حقيقي لا مرد له. فالمتلقي الذي يرغبه ويخشاه، ها هو ينبثق أمامه كقرن مزدوج غارسا نتوءيه الحادين "في روحه وجسده".

م يردف رينيه شار قائلا:
إنها لظاهرة نادرة في تاريخ الشعر الفرنسي، وغريبة الشكل في هذا النصف الثاني من القرن التاسع عشر: فالطبيعة لدى رامبو لها حضور مهيمن. ولكنها طبيعة غير راكدة، طبيعة غير محبوبة لأجل جمالها المعهود أو خصوبتها الإنتاجية. ولكنها تربط بمجرى القصيدة، بسيلانها، حيث تتدخل تكرارا كمادة، كمنبع للنور، كطاقة خلاقة، كدعامة لأعمال ملهمة أو متشائمة، كنعمة. ومن جديد تصبح الطبيعة قادرة على الفعل والتأثير. وعلى هذا النحو خلف رامبو بودلير." وفي مكان آخر يقول رينيه شار كرد على سؤال طرحه عليه صديقه الفيلسوف هيدغر: "كما قال رامبو في إحدى قصائده: منذ الآن فصاعداً لن يرافق الشعر إيقاع الممارسة، وإنما سيتقدمها، سيضيء لها الطريق.. (هذا يعني ان الأولوية أصبحت للشعر، وليس للممارسة والانخراط).

في الماضي كانوا يطلبون من الشاعر ان يصف الأعمال البطولية أو يمجد الشخصيات الاستثنائية أو يمدح هذا وذاك، أما الآن فإن الشعر أصبح يتقدم على كل شيء. أقول ذلك وأنا أحاول تفسير كلام رينيه شار لا ترجمته بشكل حرفي. لن يعود الشعر بعد اليوم مديحا ولا هجاء ولا رثاء، وإنما سيصبح شيئا آخر. فالشعر سوف يصبح المؤشر الذي يفتح أمام الممارسة الطريق أو يدلها على الطريق. الشعر هو القانون، والممارسة هي الظاهرة: انه كالبرق الذي سبق الرعد. والشاعر أصبح مسؤولا عن مصير البشرية كما يقول رامبو أيضا.. الشعر بهذا المعنى أصبح الفكر المغنى، أي الذي يُنشد فيطرب. ولكن لم تعد مهمة الشعر إطراب الناس كما كان عليه الحال في الماضي. وإنما أصبح مسؤولا عن قيادة البشرية. وهكذا يصبح الشعر منافسا للفكر أو للفلسفة ولكنه يستخدم وسائل اخرى غيرها من اجل هداية البشرية أو فتح الطريق أمامها.

بهذا المعنى فإن الشاعر والفيلسوف يلتقيان ولا يتناقضان كما توهم الناس لفترة طويلة. صحيح ان كلا منهما يسلك طريقا مختلفا، ويستخدم أدوات مختلفة، ولكن النتيجة واحدة في نهاية المطاف: توليد الإشعاع والنور، تبديد الظلمات.. الفرق الأساسي بين الشاعر والفيلسوف هو في كيفية استخدام اللغة: الأول يستخدمها بطريقة حدسية مجازية، والثاني بطريقة منطقية برهانية. ولكن النتيجة واحدة في نهاية المطاف: إضاءة الطريق أمام البشرية.

م يضيف رينيه شار قائلا: ضمن منظور رامبو وكومونة باريس فإن الشعر لن يرافق بعد اليوم إيقاع البرجوازية، لن يمشي على وقع خطواتها، لن يخدمها. وإنما سيكون أمامها، سيتقدمها، سيتقدم كل الحركة التاريخية للبشرية.. الشعر هو الرائد الطليعي والجميع خلفه. أليس الشاعر هو الرائي الذي يرى الأشياء قبل ان تحصل؟ وهل الرائي يكون في المقدمة أم في المؤخرة؟ بهذا المعنى فإن الشعر الحقيقي أي شعر رامبو وبعض الآخرين هو ذلك الذي يستبق على الحركة التاريخية ويرهص بما سيجيء. وحدهم الشعراء الصغار يلهثون وراء حركة التاريخ ولا يرون ابعد من انفهم.. الشاعر راءٍ بمعنى انه يرى ما لا يرى، يرهص بما سيحدث بعد عشرين سنة، أو ثلاثين سنة، وحتى خمسين سنة!. بهذا المعنى أيضا يلتقي الشاعر الكبير مع الفيلسوف الكبير: كلاهما راءٍ يكتنه أعماق العصور. أقول ذلك وأنا أتحدث عن شخصيات في حجم هولدرلين هيغل، أو بودلير نيتشة، أو رامبو فرويد، الخ.

يقول رينيه شار هذه العبارة الرائعة: الممارسة عمياء، ووحده الشعر يرى. واحدهما مرتبط مع الآخر عن طريق علاقة الأم بالابن. والابن يتقدم الأم... الكلام يسبق الفعل، والفعل يجيء بعد الكلام. هذا يعني ان الأولوية للشعر.. الشعر هو نشيد الرحيل، نقطة الانطلاق الأولى، بداية الطريق.. فأهلا بالشعر إذن، ولكن الشعر نادر وقليل... في كل مائة سنة يظهر شاعر كبير واحد أو اثنان أو ثلاثة على أكثر تقدير. وقل الأمر ذاته عن الفلاسفة. القرن التاسع عشر الفرنسي شهد ظهور ثلاثة شعراء كبار هم: بودلير، رامبو، لوتريامون. ويمكن ان نضيف إليهم مالارميه. ولكن ماذا نفعل بفيكتور هيغو، والفريد دوموسيه، وقييني، ولامارتين؟ عفوا نسيت الشاعر الرائع: جيرار دونيرفال. فمعذرة، وألف معذرة!.. حقا لقد حفل القرن التاسع عشر بالشعر والشعراء.. ولكن ليست كل العصور خصبة الى مثل هذا الحد، فالزمن بخيل بالشعر، والشعر قليل... ينبغي ان تموت ألف موتة لكي تكتب قصيدة واحدة لها معنى!.. لكن لنستمع الى رينيه شار يتحدث عن آرثر رامبو ولا أقول يرثيه...
ناً فعلت، إذ رحلت، آرثر رامبو!
"حسنا فعلت، إذ رحلت، آرثر رامبو! فسنوّك تستعصي على الصداقة، وعلى سوء الطوية، وعلى حماقة شعراء باريس، وكذلك على طنين النحل العقيم لعائلتك شبه المجنونة... حسنا فعلت، إذ بعثرتهم جميعا في رياح الشواطئ البعيدة، إذ رميتهم تحت سكين مقصلتهم المبكرة. حسنا فعلت إذ هجرت شارع الكسالى، ومواخير الشعر الرديء من اجل جحيم الحيوانات، من اجل تجارة المحتاجين وتحية البسطاء.

هذه هي الوثبة الرائعة للجسد والروح، هذه هي قذيفة المدفع التي تصيب هدفها وتفجره. نعم! هنا بالضبط تكمن حياة الرجل الحقيقي. فلا يمكن للمرء ان يخنق جاره الى ما لا نهاية. وإذا كانت البراكين لا تغير مكانها إلا قليلا، فإن حممها، وسيولها تعبر الفراغ الكبير للعالم وتقدم له فضائل تغنّي في جراحاته.

نا فعلت، إذ رحلت، آرثر رامبو! نحن حفنة الذين يعتقدون بلا برهان بأن السعادة معك كانت ممكنة".

ينيه شار، من مجموعة بعنوان: (هيجانات ومجاهيل).

Post: #35
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: osama elkhawad
Date: 10-13-2004, 11:02 AM
Parent: #1

وهذه وصلة عن "مسيرة الرائي"

http://www.almasira.net/eurorambo2.htm

المش===========================================================اء

Post: #40
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 09:30 PM
Parent: #35

الصديق أسامة
عندي طلب صغيرون. لو أمكن أن تقصِّر "مدّة" شين المشاء في هذه المداخلة. فقد زادت الصفحة عرضا، بحيث أصبحت أقرأ المداخلات بتحريك الأسهم يميناً ثم يساراً، لأرى جانبي الصفحة.
لا أعرف هل هي مشكلة مع شاشتنا أو مع كل الشاشات.
ولك شكري ومودتي.
نجاة

Post: #36
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Abdalla Hussain
Date: 10-13-2004, 03:10 PM
Parent: #1


شكراً نجاة على هذه الزهرة السوداء "رامبو"، وشكرأ على كؤوس النبيذ الفرنسي بنكهته السودانية الحاذقة. مع نهاية الإسبوع الماضي عانقت ـ بغير علم مسبق ـ في "خيمة الأندلس" المنصوبة وسط معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت، أمسية من أجمل الأماسي "في كل الزمن الألماني"، كان فارسها الشاعر الكبير محمود درويش الذي ألقى مجموعة من روائعه الشعرية مصحوبة بترجمة موفقة إلى الألمانية، وقد تجاوب الجمهور المحتشد بحماس مع الشاعر الكبير، ومع العزف بالعود ـ وهو أجمل ما سمعت على السُلّم السباعي ـ الذي تخلل الإلقاءات الشعرية، ومع بداية الإسبوع الحالي كانت هديتك الرااائعة هذه. ونسبة لظروف السفر فقد تأخرت في الدخول إلى هنا، فارجو المعذرة.


سأعود بالتأكيد إلى "رامبو" في هذيان كامل.

Post: #37
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 03:15 PM
Parent: #1

الصديق العزيز أسامة الخواض

أشكرك كثيراً على إهدائي "هاجس المشاء"، وهو من النصوص التي أحبها. والذي، كما تقول، اتخذت فيه رامبو قناعاً. فهو القائل في رسالة بعث بها إلى أهله من عدن في صيف عام 1881:
"يصيبني السأم، كل يوم، بل إنني لم أعرف أبداً شخصاً عرف السأم أكثر مني."
ثم كتب ثانيةً في وصف عدن:
"إنها صخرةٌ لا فيها قشةٌ من عشب ولا بها ماءٌ طيب: نشرب مياه البحر المقطّرة. والحرارة فيها تتجاوز كل الحدود". ويواصل شكواه: "من المستحيل أن يقاسي إنسان أكثر مما أقاسي".
عدن، هي هذا الوادي الغير ذي زرع الذي أشرتُ إليه في حديثي أعلاه مع السمندل. وإلى هذه الأرض اليباب (وليس جنات عدن) لجأ رامبو. ولا يزال للآن يثير أسئلة حول هذه الهجرة والعزلة الغريبتين لا تجد إجابة شافية عليها. وقد وجد اللبناني عباس بيضون (مداخلة السمندل أعلاه) بعضاً من الإجابة، إن لم يكن كلها.
وسأعود
لك مودتي
نجاة

Post: #38
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 03:19 PM
Parent: #1

الصديق العزيز عصام جبر الله
شكراً للمشاركة، ولإضافة كلمات رينيه شار.
كيف كان معرض فرانكفورت. فقد قرأت بوستك الذي خصصته لذلك.

لك مودتي وسلام بولا
نجاة

Post: #39
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-13-2004, 09:22 PM
Parent: #1

الصديق العزيز عبد الله حسين

ما أسعدك! التقيت يا صديقي في فرانكفورت ب "متنبي" عصرنا. وجئت لتجد هنا متنبٍ آخر.
كلمة Voyant التي تُرجمت للعربية بـ "الرائي"، هي رديف كلمات مثل "المتنبي"، "عالُم الغيب"، "المبصر". إن شئت. ومن جانبي، لا أحبذ ترجمتها بـ "الرائي". "المبصر" هي الأقرب دلالةً. و"المتنبي" هي المعادل الأمثل لأبي الطيب ودرويش.
كتب آرثر رامبو رسالتين، واحدة لأستاذه إيزيمبار، الذي اكتشف موهبته ورعاها، والآخر لصديقه بول ديمني، يعبر فيهما عن رغبته في أن يتحول إلى شاعر حقيقي وأن يصبح "متنبئاً"، Voyant. عُرفت الرسالتان باسم Les lettres du Voyant (فلنسميهما "رسالتي المبصر"، أو قل "المتنبي"، وليس "رسائل الرائي"، كما درج المترجمون والنقاد العرب على تسميتهما).
أراد الفتى أن يسبر أغوار العالم عن طريق الشعر، أن يتكهن بما سيأتي بزلزلة الحواس، وإيقاظ الضمائر، أن يتصور عالماً تزول فيه المعاناة والظلم، تتحرر فيه المرأة، وتصبح شاعرةً هي أيضاً، ضمن ما ذكره من صورٍ أخرى. هذه هي رسالة الشاعر الحقيقية كما رآها الفتى. لكن أستاذه، لم يحمله محمل الجد، بل وضعه في عداد المجانين. أما صديقه، فإنه لم يكلف نفسه عناء الرد على ذلك "الجنون". فكانت تلك أول أسباب الحزن الذي زلزله ودفع به للهروب.
في انتظار عودتك وأنت تهذى، سكراناً بـ "النبيذ الفرنسي المعتق"، لك كل مودتي.
نجاة

Post: #41
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: شبشة
Date: 10-14-2004, 04:31 AM
Parent: #1

شكرا استاذة نجاة على الرد والافاضة .
مع وافر تقديري لما تقومين به من مجهود.
شبشة

Post: #42
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: السمندل
Date: 10-14-2004, 04:40 AM
Parent: #1

العزيزة نجاة ، وضيوفها الرائعين ..
تحياتي وخالص تقديري ، وكل عام والجميع بخير ..

اسمحوا لي أن أتناول جزئية في مسيرة الرائي ( أو المتنبئ ، كما تقترحين يا نجاة )، تبدو لي غاية في الأهمية ، لجهة فتحها الفضاء أمام علامات الاستفهام والتعجب كي تتطاير كما ينبغي لها ، في سديم ما أشيع عن رامبو ( هذا الذي كان متعجلاً لإيجاد المكان والمعادلة ، كما يقول عن نفسه) من أن رسالته لم تكن أكثر من نزوة عابرة ، وأن " ثورته " لا تعدو كونها همجية فردانية لا حقيقة لتأثيراتها الإيجابية في محيطها الاجتماعي . ويتعلق الأمر ( وهو ما أشارت إليه نجاة أيضاً ) بعلاقته بكوميونة باريس (1871).
هذه الجزئية من مسيرة رامبو ، تعززت لدي ـ بكامل استفهاماتها ـ بسبب قلق كثيف صادفتـُـه في عدد من الكتابات عنه ، لعل أبرزها ذلك الكتاب الذي استوقفني منذ غلافه المعنون : ( رامبو بالأحمر ) وألفه الباحث عصام محفوظ ( لا أذكر دار النشر، لكن أتذكر سنة الإصدار ، عام 2000 ) ، اقتنيته ـ ويا للعجب ـ من معرض الكتاب في جدة السعودية عام 2002 ، وسلّفته ، بغباء جميل ، لأحد الأصدقاء السعوديين فما ردّه ، وأدّعى ضياعه .
في هذا الكتاب / الدراسة ، يتناول محفوظ منحىً في شعر وسيرة رامبو، لا أدري إلى أي درجة تناولها باحث غيره ، في اللغات الأخرى .. حيث تعقّب آثار علاقة الشاعر بكوميونة باريس ، ومضى بذلك بعيداً ناحية جذور هذه العلاقة ، في خضم انفعال رامبو بالصراع الإيديولوجي آنذاك ، في زمن انطلاق ما سمي ( الاشتراكية الخيالية ) في القرن التاسع عشر ودرجة تأثير هذه العلاقة في تفجره الشعري .
وكتاب محفوظ إذ يوضح هذه العلاقة ، فإنه يزعم بوضع شعر رامبو في إطاره الحقيقي ، محاولاً تصحيح مفهوم الحداثة الذي راح ينحرف عن منطلقاته بقدر تحريف " رسالة الرائي" عن مضمونها.
ويلفت المؤلف النظر إلى أن غالبية الدراسات عن الشاعر، تتجاهل ما سماه ( محور نص رامبو ) ، ويقصد به علاقته بكوميونة باريس ، وإذا اضطرت بعض الدراسات للتذكير بهذه العلاقة فلمجرد الإشارة إلى أنها مجرد نزوة من نزوات الشاعر . ومن ذلك ما جاء في دراسة الناقد بيير بوتيفيس ( تبناها المركز الثقافي الفرنسي في عدن ، وعرّبها لمناسبة افتتاح متحف رامبو هناك ) ،والتي يقول فيها بوتيفيس عن لقب " رامبو الكوميوني " بأنه : " لقب افترائي شاء القدر أن يحمله في حياته حتى مماته " !
لكن محفوظ مضى في تشككه العنيد في ما وصل إلينا من محور نص رامبو، واقترح علينا أن نسل روح الكوميونة من نص الشاعر ونرى : هل ستبقى العمارة الشعرية في قمة إبهارها أم أنها ستتهاوى !؟
كل من يقرأ كتاب ( رامبو بالأحمر ) سيتناهى إليه ، ربما ، أن السورياليين قاموا بتحرف رسالة رامبو منذ أن قاموا بتبنّيها !! فضلاً عن أن المؤلف يشبّه هذه الفعلة بما لاقاه ماركس من كل الذين تبنّوا فكرته ثم أساءوا إليها وإليه!!
هل ، حقاً ، أن السورياليين هم الذين حولوا " ثورة " رامبو إلى تمرد ، منذ محاولتهم اللعب على التمايز اللفظي بين عبارة ماركس " تحويل العالم " وعبارة رامبو " تغيير الحياة " لتبرير تمايزهم عن الماركسية بالتركيز على الحياة الداخلية في مواجهة الحياة الخارجية ، واللاوعي في مواجهة الوعي ، وتالياً الفردية في مواجهة الجماعية ، والذاتية في مواجهة الموضوعية ، والمتمرد في مواجهة الثوري ؟!؟! أي كل ما يناقض جوهر " رسالة الرائي " .. رسالة رامبو !!!!

سأعود ،
محبتي .. السمندل


Post: #43
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-14-2004, 09:11 PM
Parent: #1

العزيز السمندل
أنتظر بقية حديثك، وربما اضيف شيئاً عن الشيوعيين الفرنسيين والسريالية.
وين آش؟ دة نسيب شنو دة؟
نجاة

Post: #44
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Kostawi
Date: 10-14-2004, 09:33 PM
Parent: #43

Quote: قلب أذنيك

Post: #45
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: osama elkhawad
Date: 10-14-2004, 09:55 PM
Parent: #1

الصديقة نجاة
هل صحيح ان رامبو قد زار لبنان؟؟؟

المش=================================================================
اء

Post: #46
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-14-2004, 09:56 PM
Parent: #1

العزيز كوستاوي
هل "كَلْكَلَتَك" دموع النجمة داخل أذنيها؟
كان من الممكن أن أكتب "في أذنيك"، لكن الشاعر قال في "قلب أذنيك"، فالتزمت بكلماته.

خالص ودي
نجاة

Post: #47
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-14-2004, 10:04 PM
Parent: #1

أسامة
زار رامبو قبرص والاسكندرية، ومن هرر سافر كثيراً إلى مصر.
أما أن يكون قد زار لبنان، فهذا ما لم ألحظه. وسأبحث.
بالمناسبة، ظهرت سيرة رامبو في عمل روائي، ونزلت قبل يومين في الأسواق بمناسبة هذه الذكرى. لم أقرأها بعد، ولكني سأفعل.

أسامة ما دام إنت موجود بالله أقرأ طلبي أعلاه، بخصوص شين المشاء.
وتسلم

نجاة

Post: #48
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: عاصم الحزين
Date: 10-15-2004, 11:19 AM
Parent: #47

الاستاذة نجاة
اهلاً
و اعضّك في انف كل الاحتفالات التي تليق بهذا الشاعر المتمرّد العابر متاهة الحياة بنعالٍ من ريح و خوذة اشعار انيقه .
منذ زمانٍ حميم و لم اكتب لتفاصيل تخص اليومي هنا في الوطن و بعض ضجيج يخص الروح في حال تأملاتها .
اعترف بأن المدعو ( آرثر رامبو ) دائماً ما يصيب يدي بالكتابة ، وحين هو اكون في حالة تشبة ( صياعته) تلك و صديقه الشاعر ( فيرلين ) في ازقّة و حواري حواراتهما حول العالم و حول ما يجب للانسان ان يكونه من حنين و فتر و تمرّد .
حسناً
شكراً علي هذه الكتابة و كل الترجمات لاشعاره .
تعرفي
في زمانٍ مهندّم يخصني و في اعوام اكتشافاتي لدروب الكتابة في العالم ، قمت ببعض الترجمات من الفرنسية لصديقي الشاعر الكوني ( آرثر رامبو ) و كانت تخص ( مركبه الثمل ) او ( لتائه ) ، وايضاً قمت بترجمة بعض اشعاره الاخري ، سأعمل علي ان تكون هنا فربما تروق لكم .
و
سلامي حتي مطلع الامر

Post: #49
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-15-2004, 05:51 PM
Parent: #1

الأستاذ عاصم،
شكراً لرامبو الذي "أصاب يدك بالكتابة". وأهلاً بترجماتك وقراءاتك له.
والف مرحباً بك.
نجاة

Post: #50
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-15-2004, 06:03 PM
Parent: #1

الصديق أسامة الخواض

أجل زار رامبو سوريا ولبنان، ضمن رحلة تيهه الطويلة. لذلك يحمل المركز الثقافي الفرنسي في لبنان اسم "آرثر رامبو". وقد درج الفرنسيون على تسمية مراكزهم الثقافية على اسماء فرنسيين زاروا تلك البلدان، رحّالة، أو كتاب، او مستكشفين وعلماء آثار وغيرهم. فعلى سبيل المثال، يحمل المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم اسم الرحّالة "فريدريك كاييو". وإذا أردت أن تعرف بعضاً مما قام به في السودان، فما عليك إلا الإطلال على بوست "زورو أركماني ...إلخ" لتراه كيف رسم هرم الملكة أماني شيختو في بداية القرن التاسع عشر.

وعليك بالله مرة أقرأ كلامي معك في المداخلات السابقة. وأن تنظر إلى طلبي الصغير بخصوص شين المشاء.

لك الود
نجاة

Post: #51
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: إيمان أحمد
Date: 10-15-2004, 07:04 PM
Parent: #50

عزيزتي نجاة
عدت إلي المنبر اليوم لأجد هذا البوست الدسم... فقررت أن
يكون أحد نقاطي التي أحج لها خلال أيامي القادمة.

استمتعت بالترجمات (كمن يتشمم وردة محببة للمرة الأولي)...

Quote: Quote: قلب أذنيك
التي استوقفت كوستاوي، توقفت عندها مساااافة.
أخرج الآن من هذا البوست فرِحةً، فمنذ الساعة سأتعامل مع أذني علي أن لها قلب!
شكرا لك تضيفين لنا كل يوم حباً جديدا مديدا
(في انتظار حديثكم عن جالا (لوحة البروفايل التي أضعها)... فعندها يتقاطع بول إيلوار مع سلفادور دالي.
لك محبتي وسلامي لدكتور بولا والعائلة
إيمان

Post: #52
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Ehab Eltayeb
Date: 10-15-2004, 07:29 PM
Parent: #1

الاستاذة نجاة:

رمضان كريم ..وخالص التحايا..

لك الف شكر علي هذه الترجمة التي فردت امامنا عوالم شعرية جديدة.. وتجارب انسانية جديرة بالوقوف عندها...

سنكون علي حافة الدهشة.. متابعين لهذا الابداع الثر..

كل الود,,,

Post: #53
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-16-2004, 03:34 AM
Parent: #1

إيمان يا صديقتي العزيزة
أتمنى لك حجاً مبرورا وسعياً مشكورا.

سجّلت يا إيمان الصورة منذ زمنٍ عندي في البيت. ولم أنتبه أبداً إلى أن الإسم الذي تسجلت به: Dali Gala ، قد يشير إلى صورة غالا. فكل صورها التي رأيتها، كانت في عمر متقدم. فظننت إنها صورة "البنت الفراشة" كما قال أحد البورداب يوماً.
بصراحة، لي مشاعر غريبة تجاه سيرة غالا، منذ أن قرأت وأنا طالبة في بداية حياتي الجامعية بفرنسا كتاباً عن التشكيليين السيرياليين، فاستوقفتني عبارة من سيرة سلفادور دالي، هزتني بهذا الجزء منها، والذي لا زلت أذكره: في عام كذا "تعرف على صديقه بول إيلوار الذي تزوج فيما بعد بامرأته غالا". ومنذ ذلك اليوم أيضاً ازداد حبي لبول إيلوار، وشعرت بحزنٍ عميق لما أصابه من حزن، خاصةً بعد ما تتبعت بعد ذلك سيرته العظيمة.
وعلى الرغم من فهمي لشدة تعقيد العلاقات الإنسانية، إلا إنني لم "أبلع" منها هذه "الفعلة النكراء". ومع أن شعوري هذا لا يخلو من تطرفٍ واضح، إلا أنني لم أتخلص منه.
هذا عن غالا وإيلوار ودالي (الذي تعجبني أعماله). وعن هذه الصورة التي علقت بذهني؟ كيف أمحوها يا إيمان، وهي تلوح كلما قرأت لك سطراً. هذه هزة جديدة.
ورغم هذا الحكم المتعسف عليها، انتظر حديث الصديق خالد الطيب عن رسائلها مع إيلوار.
سعيدة بسعيك بين صفا ومروة هذا البوست،
ولكِ من بولا ومني كل الود.
نجاة

Post: #83
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: إيمان أحمد
Date: 10-21-2004, 09:56 PM
Parent: #53

عزيزتي الغالية نجاة
ضحكت بخبث ومتعة عندما قرأت "شعورك الغريب" تجاه المسألة.
اللطيف في الأمر أني كنت قد شعرت به دون أن يخبرني أحد، وقبل مدة من الآن، فقدمت "اعتذار مسبق" في مكان ما (قبل شهور)...
كان ذلك في بوست إبننا الأخ إبراهيم قرمبوز (ونسة مع قرمبوز) أطال الله في عمره، ورد عليه بسمته، وطمأن قلبه.
وبما أن رامبو هو صاحب هذا البوست، وإلهه... فإننا ننقل المعركة إلي المكان الآخر الخاص بذلك.
(لك تحياتي... وربما أسألك يوما عن الكيفية التي أخرجتِ بها جالا وأدخلتِ البنت الأخري، فمخيلتي تحتاج لذلك!)
أما عن الحج، فإنني الآن بالملابس البيضاء إلي حين أشعارٍ أخري.
لك تحياتي

(وعفوا لأني اخترت الرد هنا، فذاكرة الفأر لدي ركيكة جدا).
إيمان

Post: #84
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-21-2004, 10:52 PM
Parent: #83

عزيزتي إيمان
بحثت عن بوست الونسة مع قرمبوز، الذي حاولت كثيراً أن اتصفحه، لكني لم أجد الوقت. وكنت على كل حال سأقرأه في يومٍ ما، فهؤلاء الأولاد ما هينين.
ووجدت المنطقة التي تشيرين إليها يا نبية!
نبية دي عجيبة كدة مع تاء الجندر. مسكينات الجندريات ليس لهن موقع بين زمرة الأنبياء والمرسلين.
أها نرجع للصورة. كيف لا يمكن لها أن تدخل، وتُخْرِج غالا؟
دخلت وتوهطت لأنها غزت قلوبنا وسحرتنابجمالها وأخضرها وأقراط راقصات الفلامنكو تتدلى من "قلب أذنيها".
ودخلت لأنه كان لا بد لغالا أن تخرج، ليس ثأراً لإيلوار فحسب، وإنما لأن المكان احتله الوجه الحقيقي.
تحياتي ومحبتي
نجاة


أضحكتني "إبنناالأخ قرمبوز"! يعني عايزة تعمليني أنا كمان حبوبة قرمبوز، ولا شنو؟ أشطبيها بسرعة. إلا إذا كان قصدك إنه قرمبوز ولدي وأخوك. دي معليش مفهومة.

تعديل تاني.
ولا بد أن أعترف إنه رغم خروج غالا النهائي، إلا أن هناك للآن بعض التشويش الذي يأتي ويزوغ فجأةً.

.

Post: #105
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: إيمان أحمد
Date: 11-05-2004, 06:39 AM
Parent: #84

حلزون

عزيزتي الغالية نجاة
من اللائق أن أبدأ بالاعتذار عن تأخري في الرد علي هذه المداخلة اللطيفة.........
بالسوداني كده، حديثك عن الصورة أصابني بحالة الحلزون..... فهربت!!
هذه حالة لا أعرفها كثيراً، وأصاب بها في أحايين.
شكرا لك وللفلامنكو
آتيك هنا بالوصلة التي بها سؤال (أخونا الإبن، عمنا) إبراهيم قرمبوز (وإني لمتأكدة بأنك ستأخذي المسألة بسريالية تامة، تماما كأفيال دالي الطائرة، التي تعجبني بحدةٍ واشتداد. ظللت طول عمري أتعجب من ثقل هذا الحيوان المتفرد....... دالي هو الوحيد الذي قال لي: يمكن لصديقنا الفيل أن يطيييييييييييييير، وأن يكون طوييييييييييلاً بدرجة أكثر إبهاراً من كبر حجمه، وثقل وزنه.
..
أيضا، هل شاهدت له تلك المرأة برأس من الورود؟ إنها عجيبة.)
يحسن بنا رؤية العالم بالمقلوب
Re: "ونسه" مع قرمبوز

وهنا يا نجاة، أفصحت حبا وعلانية عن إحساسي تجاه جالا، دالي، إيلوار، وكلنا.... لذا، تجديني أسكن في خيط الأخ خالد الطيب حول تلافيف هذا العشق الخارق.
Re: "ونسه" مع قرمبوز
وبه أيضاً حديث عن الأنبياء والذي منه، يا نبية.

وقد سألني محمد صالح مؤخراً عن نوش!!!!!
ما بنا يا هؤلاء ننسي نوش؟؟!!
أربعة نصوص قصيرة.. أو Talking to the Self !
تجدين الحديث ممتدأ من أمعاء الصفحة، حتي ربلة ساقها.

لك وللعم الشقيق بولا تحياتي السريالية
(أما عن التشويش الذي يأتي ويزوغ فجأة، فلن يحل إلا بلقاء فيزيائي سيحدث يوما ما)

والآن، فليغفر لي رامبو الفئران/ عفواً، الهذيان.
لك محبتي
(بالمناسبة، حديثي في المداخلة اعلاه حول الSurvivor، يعود إلي حال المنبر في تلك الأيام)

Post: #167
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-07-2004, 08:49 AM
Parent: #105

إيمان
اليوم تحدثت مع نجلاء. فتذكرت كلامك في "ونسة مع قرمبوز" عن بحة صوتها.
وضحكنا كثيراً. وتكلمنا عن رامبو وعن الشعر، وعن ترجمتي وترجمة كاظم جهاد التي جاء بها اسامة الخواض إلى هنا. و"طريناك" بالخير، يا لطيفة وخيِّرة.
وكانت عزة تتدخل من حينٍ إلى آخر بتعليقاتها.
ثم ماذا؟ ثم سأواصل الحديث معك على الأثير.
مودتي
نجاة

Post: #54
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: شبشة
Date: 10-16-2004, 04:18 AM
Parent: #1

"الأيام الهشة" رواية فرنسية تبحث عن أوجاع رامبو

( نقلا عن الحياة)

في انتظار الاحتفال بالذكرى المئة والخمسين لولادة الشاعر الفرنسي أرتور رامبو, وذلك في العشرين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل, بدأت الإصدارات المتعلّقة بهذه المناسبة وبالشاعر رامبو تنزل إلى المكتبات, وفي مقدّمة هذه الرواية الجديدة للأديب الفرنسي فيليب بيسون وعنوانها "الأيام الهشّة" الصادرة عن دار "جوليار" الباريسية. وهذه الرواية التي تتخذ من فصول حياة رامبو مسرحاً لها تُعدّ حدثاً بالنسبة الى متتبعي أخبار الشاعر الراحل.
بعد روايات: "في غياب الرجال", "ولد من ايطاليا" و"أخوه", وهذه الأخيرة حوّلها المخرج الفرنسي باتريس شيرو فيلماً سينمائياً, يؤكد فيليب بيسون الذي يحضر الموت في جميع أعماله, عن موهبة أدبية متميزة ضمن ما يُعرف بالرواية الفرنسيّة الجديدة. نصّه الأخير ينضح بالألم لكنّه يظل نصّاً إبداعياً بامتياز, وإذا كان الموت يحضر في مجمل أعماله, فهو لا يحضر كموضوع قـائم بذاته وإنما كقطعة نبض من نبضات الحياة.
في روايته "الأيّام الهشّة", ينطلق المؤلّف من مذكرات خيالية حميمة تنهل من أحداث وشخصيات واقعية وتشكّل جزءاً فعلياً من حياة الشاعر الفرنسي رامبو. ويذكر الكاتب أنه اعتمد أساساً على العمل الدقيق الذي أنجزه الباحث جان جاك لوفرير في كتابه "أرتور رامبو" الصادر عن دار "فيار", كما يشير إلى أنه اعتمد على الكثير من الكتب الأخرى التي تحدثت عن سيرة الشاعر ونتاجه.
وعلى لسان إيزابيل رامبو, أخت الشاعر, يروي لنا الكتاب أوجاع رامبو, خصـوصـاً تلك التـي عـانـاهـا فـي الأيــام الأخـيـرة من حياته. وجاء النص بصيغة المتكلم فكان موجعاً ومتألقاً.
في مقدّمة الرواية اختار الكاتب مقطعـاً من قصـيـدة للشاعر رامبو تقول: "سأعود بساقين من حديد, البشـرة مسمرّة, والعين غاضبة, ومن قناعي يحكم عليّ أنني من سلالة قوية. سأملك ذهبـاً وأكـون صـاحب دخل ومتوحّشاً, فالنساء تداوي مثل هؤلاء الوحوش العائدة من البلاد الحارّة... وسأفوز بالنّجاة".
تنطلق الرواية من يوم 22 أيار (مايو) من عام 1891, تاريخ عودة الشاعر رامبو إلى مدينة مرسيليا جنوب فرنسا لإجراء عملية جراحية في الساق, وينتهي النص يوم 14 تشرين الثاني (نوفمبر) من السنة نفسها, وهو تاريخ دفنه بحضور شخصين لا ثالث لهما: أمه فيتالي وأخته إيزابيل. تمتد الرواية على طول ستة أشهر كاملة لا تغفل فيها إيزابيل رامبو عن تسجيل أي وجع ولا تنسى أي ذكرى. في هذا النص الكثيف والعميق نكتشف أولاً معاناة الشاعر الإنسان إلى جانب أشياء كثيرة كذكريات الطفولة وغياب الوالد وإبعاد الأخ الأكبر عن العائلة لأنه تزوّج من دون موافقة الوالدة.
نتعرف أيضاً على شخصيتين متناقضتين تماماً في محيط الشاعر, أولاً الأم فيتالي القاسية التي طالما تحدثت عنها الكتب والروايات. الأم التي أودعته مدرسة لم يـكن يرغـب في الالتحاق بها, فكان تلميذاً غريب الأطوار, ترك مقعد الدراسة أكثر من مرة, وكان يشعر بأنه ضحية مصير مصنوع من عزلة أبدية, فاختار البوهمية الأدبية لمساحة الحرية التي كانت توفرها له والتي لم يجدها إلا في أسفاره. والسؤال الذي لا ينفكّ يعود إليه المهتمّون برامبو: هل كانت الأم واعية لخصوصية هذا الابن وتميّزه ولحسّه المرهف؟ ولماذا لم تشجّعه في ميوله الشعرية؟ أكانت تجهل عندما كانت ترغمه على تناول القلم والورقة أنها كانت تدفعه إلى كتابة أجمل الأعمال الشعرية التي عرفها القرن التاسع عشر؟
أما الأخت إيزابيل, الحنونة المؤمنة والسموحة, فنجحت في رصد أوجاع أخيها والتخفيف عنه, وأحياناً تغطية أخطائه وميوله الجنسية الشاذّة, فنكتشف معها علاقـاته مع الشاعر بول فرلين التي أحدثت حينـها ضجـة كبرى. ومن المعروف أنّهما أقاما معاً في مدينتي بروكسيل ولندن. كما نكتشف مغامراته وأسفاره. ومع تتابع أحـداث الروايـة نكتـشف غياب الأم التي فضّلت العـودة إلى بلدتها وأشغالها اليومية تاركة الشاعر وحيداً في المستشفى لتتولى إيزابيل الاهتمام به.
ولئن كانت الرواية التي تتناول موضوع رامبو وأوجاعه من صنع أدب خيالي, فإنّ الكاتب احترم التسلسل التاريخي للقصة ونجح في بناء عمله الروائي القائم على معرفة عميقة بأشعار رامبو والمشبع بها من السطر الأوّل حتى السطر الأخير, إذ أنّ جمرة هذه الأشعار تظلّ متّقدة في خلفيّة سيرة الشاعر, بل تشكّل نبضها وأفقها. نجح الروائي أيضاً في دقة الوصف الحدثي وفي إبراز معاناة عائلة بأكملها واصفاً أيامها الهشّة فعلاً, كأنّما ليؤكّد مقولة رامبو القائلة إنّ: "الحياة الحقيقيّة غائبة", أو هي في مكان آخر ليس هو المكان الذي نعيش فيه بالتأكيد. فضلاً عن ذلك, جاء النص محمّلاً بأحاسيس قوية عبر لغة سلسة, أليفة, سهلة القراءة, ترشح بهموم عائلة لم تعرف سوى ألم الفراق ووجع البعد وسوء التفاهم بين أفرادها ممّا طبعها بالقطيعة والقسوة والموت...
قراءة هذه الرواية تحثّ من جديد على الخوض في أعمال رامبو (أليست قراءة رامبو مغامرة متجدّدة دائماً؟) وإعادة اكتشافها من جديد. هو الشاعر الذي برع في إحداث قطيعة كاملة مع الشعر التقليدي ولم يكن في حينه يتجاوز التاسعة عشرة. كان مسكوناً بهاجس إعادة تشكيل الذات وتحرير الحواسّ وإعادة ابتكار الحبّ, كأنّما هو ينخرط شعرياً في مشروع إعادة ابتكار الإنسان ذاته, من أجل تدشين "إيقاع جديد". إيقاع حلم بعيد من القبح والعنف والجريمة... لكن عبثية الحياة كانت أقوى, فبعد أن قطعوا ساقه في المستشفى توقفت رحلة الشاعر في 14 تشرين الثاني 1891 في مسقط رأسه في مدينة "شارلوفيل". توفي رامبو ولم يكن يبلغ بعد السابعة والثلاثين من العمر. ولحظة دفنه, كانت تمطر فوق المدينة التي هرب منها قبل عشر سنوات بحثاً عن شمس الجنوب...
تجدر الإشارة أخيراً إلى أنّ كتباً عدة ستصدر في شهر تشرين الأول المقبل تعنى برامبو ومنها كتاب بعنوان "نساء رامبو" لجان لوك ستينماتز, يذكر فيه شخصيات نسائية أمثال إيزابيل رامبو ومريم دابيسين, وهذه الأخيرة عاش معها الشاعر مغامرة حبّ جعلت الحديث عن لوطيّة الشاعر محاطة بعلامة استفهام..

Post: #55
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 10-16-2004, 04:47 AM
Parent: #1

الاخوات نجاة و ايمان و المشاركين

الروسية " جالا" قابلت " ايلوار" في مصحة في النمسا و كانا يتعالجان من السل الرئوي و احبها و احبته و صارت عضوة معة في المجموعات لسيريالية و" طلعت" و " نزلت" معه و ذات يوم اخذها ليعرفها برسام سيريالي مقيم في اسبانيا و كان ذلك الفنان " سلفادور الدالي" و احبا بعضهما البعض من النظرة الاولي و كانت اصغر منه ب 11 سنة و بعد ان انفصلت عن ايلوار تزوجت من الدالي .

" حاجة تغيظ " فعلا و لكنهم الفنانين لهم قوانينهم الخاصة بهم .

يدين سلفادور الدالي لجالا بانه كان علي حافة الجنون و انها انقذته من تلك الهاوية .

و الغريب ان " جالا " كانت مصدر الهام الكثير من الشعراء و الرسامين من امثال اراجون و ارنست و بريتون و يطلق عليها النقاد اسم " المرأة الخالدة"

الرسائل المتبادلة بين ايلوار و جالا تعكس حبهما الاسطوري " مجتمعين" او " منفصلين" و هذا ما ارجو ان نكتب عنه قريبا .

معذرة للتخريمة الرمضانية و كل عام و الجميع بخير .

Post: #56
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Adil Osman
Date: 10-16-2004, 07:38 AM
Parent: #55

الاخت نجاة
تحياتى وتقديرى لمجهوداتك الابداعية و"الانسانية"

Gala "Helena" Dali

The story of how Dali and Helena met, and the "betrayal" of
Eluard had echos from my personal experience. No, I am not telling you anything
فى هذه الوصلة تمثال نصفى للسيدة قالا، او هيلينا
http://www.meaus.com/gala-dali2.htm
وهنا منظر جانبى لوجه السيدة قالا
http://www.meaus.com/Gala%20Dali-side.JPEG

التحية كذلك لإيمان التى وضعت صورة قالا تحت اسمها فنبهتنا اليها، او اليهما معآ!

Post: #57
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-16-2004, 09:44 AM
Parent: #1

العزيز الأستاذ إيهاب الطيب

سأكون جدّ سعيدة بأن تكون من المتابعين لهذا البوست، وأنت المحب للشعر والشعراء.
في انتظار مشاركاتك القادمة لك كل ودي وتقديري.
نجاة

Post: #58
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-16-2004, 10:18 AM
Parent: #1

الأستاذ شبشة
تحياتي الطيبة

شكراً على المشاركة. ولي ملاحظة على ترجمة "الحياة" لعنوان الرواية التي صدرت قبل يومين أو ثلاثة (أشرت إليها آنفاً) عن رامبو. فالترجمة التي اخترتها لعنوان الرواية التي سأقدم لاحقا عرضاً مختصراً لها هو"أيام الوهن" (حرفياً الأيام الواهنة). حيث تروي ايام رامبو الأخيرة التي قضاها متعباً وهِناً مع اشتداد المرض. ومن المؤكد أن بين الهشاشة والوهن فرق كبير.
بالإضافة لرأيي الذي ذكرته سابقاً عن الترجمات العربية الكثيرة التي تهتم بنقل الدلالات ولا تحفل بالمعنى، أتعامل بكثيرٍ من الحذر مع ترجمات الصحفيين العرب ولا أطمئن إليها إن لم أراجع الأصل.
لي سؤال. فهمت من حديثك السابق أن لك علاقة بالترجمة ومعرفة باللغة الفرنسية، هل تزودني بمزيدٍ من التفاصيل إن أمكن؟ فقط من باب توثيق الصلات مع المهتمين بالترجمة.

ولك جزيل شكري
نجاة

Post: #59
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-16-2004, 11:00 PM
Parent: #1

الصديق عادل عثمان
شكراً على صور تمثال غالا. وننتظر أن تكون مشاركتك القادمة عن ترجمة الشعر، وعن الترجمة بشكلٍ عام. دعنا نتعرف على تجربتك ـ كمترجم ـ في هذا المجال.
لك شكري.

Post: #60
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 10-17-2004, 00:33 AM
Parent: #1

الاخت نجاة

اعتقد ان معلومة اللقاء الاول لغالا و ايلوار في مصحة بالنمسا ة التي اوردتها انا اعلاه ليست صحيحة و اعتقد ان تلك المصحة كانت في سويسرا و هنالم معلومة اخري انها في فرنسا . عفوا للالتباس . كما ان لقب المرأة الخالدة فد اطلقه عليهازعيم السيريالية " اندريه بروتون" .

علي العموم و عدي بالكتابة في هذا الموضوع قد تحقق بأسرع مما تصورته و لكنه سيكون علي شكل doses و حسبما تسمح به ظروف الصيام برامج رمضان الاجتماعية . و لابأس من ان نستغل رامبو هذا في الدعاية لبوستي و دعوتك انت و ضيوفك للمشاركةفيه .

أزواج مدي الدهر .." بول ايلوار" و "غالا" : قصة عشق اسطورية

Post: #61
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Adil Osman
Date: 10-17-2004, 06:15 AM
Parent: #1

الاخت نجاة
تحياتى واحترامى
ترجمة الشعر موضوع عويص. ويعيد الى الاذهان السؤال التاريخى: هل الترجمة علم ام فن حر وطليق؟ تخيلى معى لو أدخلنا قصائد رامبو فى ماكينة ترجمة الية؟! أو اخذنا قصائده كلمة كلمة، ونظرنامقابلاتها اللغوية من احد القواميس؟
بئس التجربة!
الترجمة الجيدة والمبدعة هى ما تصنعينه انتى هنا. بفهمك العميق والموسوعى للغة التى تترجمين عنها، وثقافة هذه اللغة، إلى جانب تمكنك من اللغة التى تترجمين اليها. والترجمة فى نهاية الامر ذوق وتذوق. وموهبة يضفى منها المترجم على النص روحه، وخياله وحرفته Craftsmanship كما يقولون فى الانقليزية.

ولقد وقعت على بعض الكتابات التى تعالج موضوع ترجمة الشعر، اسمحى لى ان انقل وصلاتها هنا:
http://www.azzaman.com/azzaman/articles/2004/04/04-06/678.htm
على المك...ولوركا
http://www.ofouq.com/archive01/feb01/aqwas6-3.htm
http://maaber.50megs.com/issue_august04/literature6.htm
http://www.nisaba.net/1y/studies1/asafarrit.htm

Post: #62
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-17-2004, 11:53 AM
Parent: #1

خالد الطيب
مرحباً بك وبغالا وإيلوار، وأنا بدوري أدعو ضيوفي الرائعين (حقيقةً، وتأكيداً على قول السمندل) لمتابعة تناولك لمراسلات غالا وإيلوار.


عادل عثمان،
يطرح سؤالك مسألةالحرية في الترجمة: ما هي ضرورتها، وأين تقف حدودها؟ سأعود لاحقاً لهذا السؤال الأساسي. لأعرج منه لمفهوم
الأمانة في الترجمة، والقول الأزلي: الترجمان خائن!

لكما ودي
نجاة

Post: #63
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Adil Osman
Date: 10-17-2004, 01:16 PM
Parent: #1

وجدت هذه الترجمة لاحدى قصائد رامبو فى الانترنيت
ونفس هذه القصيدة ترجمتها الاستاذة نجاة فابدعت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الترجمة التى وجدتها فى الانترنيت:

(1)

عبر ليالي الصيف الزرقاء سوف أعبر
على امتداد الممرات
يوخزني القمح. داهساً العشب القصير:
حالماً، سوف أشعر ببرودة تحت القدم،
وأدع النسائم تحمم رأسي العاري.
لا كلمة، لا فكرة
سوف يشب الحب غير المحدود عبر روحي،
وسوف أهيم بعيداً، متشرداً
في الطبيعة ـ سعيداً سعادتي مع امرأة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وانظروا ترجمة الاستاذة نجاة لنفس الابيات وسوف تلاحظون الفرق
(2)

إحســــاس

من أماسي الصيف الزرقاء، سأدلف بين الدروب،
تتناثر فوقي حبيبات القمح، أدوس على العشب الناعم،
حالماً، شاعراً بطراوة قدميّ.
أدَعُ الريحَ تحمم رأسي العاري.

لن أنطق كلمة، ولن يدور شيءٌ بخلدي.
إلا أن الحب اللانهائي سيتسللني حتى أعماق الروح،
وبعيداً، بعيداً، سأرحل كبوهيمي.
سعيداً بالطبيعة كما لو كنت مع امرأة.

Post: #64
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: لؤى
Date: 10-17-2004, 01:44 PM
Parent: #1


المحترمة أستاذة نجاة
كل سنة وانتى طيبة

بوستاتك لها مذاق خاص وياله من مذاق رائع وانا أتعاطاها كالتحلية .. ودائماً ماأهاب التعليق وأظل مجرد قارئ يخشى أن يشوه إرتعاش قلمه فى حضرتك لون الحبر الملائكى الذى تستحقّين أن يُكتب به لكِ ..

لكِ التجلّة والوُد


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]

Post: #65
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Safa Fagiri
Date: 10-17-2004, 07:53 PM
Parent: #64

عزيزتي نجاة
.
.
.

اتابع هذا البوست منذ لحظة ميلاده..واستمتع كثيرا بطريقتك في الترجمة دون اختزال لاي جزء من النص كما يحدث في كثير من النصوص المترجمة..اعجبت بهذالا الشاعر رامبو اكثر ورغم حبي العميق للشعر الا انني لاامتلك الحاسه الذوقية لاستنباط مداخل التذوق في مدلولات النصوص المترجمة..لان هناك في بقعة ما في ذهني فكرة ان النص يفقد بعض خواصه الكيميائية عندما يترجم الا اني عندما قرأت ما في هذا البوست من نصوص ادبية مترجمة تلاشت مني تلك الحالةالتي اطلق عليها انا مرحلةالانسلاخ من النص الى ادراك المعني الشفهي دون تغورفي المضمون المعنوي القيم المتحول من خاصية الاصل ما قبل التغير الكيميائى في العناصر الاساسية للنص والمعنى المنتزع فهمه اجترارا بعد عملية الترجمة...


وساظل متابعة
.
.
.


دمتي

Post: #66
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-18-2004, 00:27 AM
Parent: #64

العزيز الأستاذ لؤي
شكراً على مرورك الرشيق، وعلى هذا الثناء الفياض الذي يفوق ما استحقه.
ومرحباً يا لؤي بقلمك، حاشاه الارتعاش. وتأكد إنه ستسعدني دائماً كلماتك، ناقدةً أو مُشيدة، فأهلاً بك.
ولك خالص مودتي.
نجاة

Post: #67
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-18-2004, 00:30 AM
Parent: #1

عزيزتي صفاء

بشكلٍ عام، هناك تخوفٌ من النص المترجم، من أن لا ينقل المعنى الذي يحتويه الأصل، ويزداد هذا التخوف وعدم الثقة في قدرة الترجمة على نقل المعنى، حينما يتعلق الأمر بنصٍ شعري.
لكن هل نقل المعنى أمرٌ مستحيل؟ لا أعتقد. فالمترجم يعالج النص على مستويين، اللغة والمعنى. فيما يختص باللغة، فإن الترجمة لا تُعنى بنقل الكلمات نقلاً حرفياً، وإنما تبحث عن الكلمات المعادلة في اللغة المُترجَمِ إليها. فعلى سبيل المثال، نجد في النص الذي أضافه أعلاه الأستاذ شبشة نقلاً عن جريدة الحياة، أن عنوان الرواية التي صدرت مؤخراً عن حياة رامبو قد تُرجم بـ "الأيام الهشة". فلم يتعب مترجم النص نفسه بالبحث عن المعنى المقصود، واكتفى بنقل أول مقابل لغوي لكلمة fragile، التي من بين دلالاتها اللغوية "الهشاشة" و "الوهن" و "الضعف" ... . ولكن في المعنى الذي يحمله عنوان الرواية، فإن الدلالة اللغوية المعادلة هي "الوهن" (للأسباب التي ذكرتها في تعقيبي على الأستاذ شبشة). وهكذا، جافى المترجم المعنى.
إن نقل المعاني أمرٌ ممكن، لأن العقل الإنساني، رغم اختلاف لغات البشر، واحدٌ. والفكر كوني (universal). ويبقى دور المترجم هو البحث عن الكلمات المعادلة التي تنقل المعنى، وتنقل الفكر.
شكراً صفاء على إثارة هذه الفكرة.
ولكِ الود كله.
نجاة

Post: #133
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: حاتم الياس
Date: 11-14-2004, 01:35 AM
Parent: #67

الأستاذه الفاضله نجاة

كل عام وأنت بخير والأسره..دائماً ما أرتاد وبأنتظام كل مداخلاتك فى هذا البورد المتشعب بدأتها من هنا ثم لاحقتك فى جميع (الجبهات)ملتقطاً رنين أفكارك الموزونه جداً

أود أن أشكرك على أرسال نص أسامه الخواض للكمثرا وظيفه أخرى حتى يتم نشره فى المنبر

لك التقدير وأمنيات العيد

Post: #68
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-18-2004, 03:35 PM
Parent: #1

الأخ عادل عثمان
عرضك لهذه الترجمة التي عثرت عليها، يثير مسألة مفهوم الحرية في الترجمة.
في رأيي أن المترجم يمتلك هامشاً عريضاً من الحرية يسمح له بانتقاء الخيارات اللغوية الممكنة التي تعبر عن المعنى الذي يحمله الأصل. وأهم شرط في هذه الحرية هو أن لا تخل لغة النص المترجم بالمعنى الذي يحمله النص الأصل. فهنا تقف حدود حرية المترجم.
وفي هذا النص المترجم الذي عرضته، نجد أن المترجم سمح لنفسه بتجاوز هذا الهامش الذي يختار في حدوده الكلمات التي تعادل الدلالات اللغوية في الأصل، فاختار كلمات كثيرة في هذا النص القصير لا تعادل مقابلها في الأصل. فهناك على سبيل المثال استبداله لكلمة "الريح" بـ "النسائم". وهذا استخدام لا يمتلك الحق فيه، لأن الكلمة التي أرادها الشاعر هي "الريح". والنسائم والريح ليست كلمات مترادفة. ومثالٌ آخر، هو استخدامه للفظة "متشرد" بدلاً من "بوهيمي" (bohémien) التي استخدمها الشاعر (بل وأتخوف أن يكون هذا الاستخدام ناجمٌ عن خطأ في فهم مصطلح البوهيمية نفسه). ومثل هذا الفهم المغلوط للحرية يؤدي للترجمات الخاطئة، والعبارات العصيّة.

أشكرك عادل على الكلمات الطيبة وعلى الثقة.


Post: #69
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: السمندل
Date: 10-19-2004, 11:04 AM
Parent: #1

العزيزة نجاة ، وضيوفها الرائعين ..
سلام كبير ، ومحبة عظيمة ،
.. ومواصلة لوجهة النظر تلك ، وجدتُ أن محفوظ ، في كتابه ( رامبو بالأحمر ) ، على ما أذكر ، يكابد لإثبات أن التحريف لرسالة رامبو بلغ ذروته في ( سنة رامبو العالمية ) التي أعلنتها منظمة الأونسكو في الذكرى المئوية لوفاته عام 1991 ، وذلك للتزامن مع ما سمّي حسم الصراع مع الإيديولوجية الثورية ، لصالح الرأسمالية ، أو ما سمّي " الليبرالية الجديدة " ، مع الإشارة إلى أن الليبراليين الكلاسيكيين أنفسهم ، بعد أقل من عقد على الواقع الجديد ، راحوا يتبرأون من " الليبرالية الجديدة " تلك ، متذكرين ، بخوف ، شعاراً لماركس لطالما سخروا منه : " الاشتراكية أو البربرية " .
وفي تقديري أن الليبرالية التي قامت أصلاً على مبدأ الديمقراطية كسلاح إيديولوجي ، في زمن الحرب الباردة ، كانت في حاجة إلى هذه الصفة لتكتشف كيف أن الليبرالية تفرّغ الديمقراطية من محتواها ، وتنتظر ، لكشف القناع عن وجهها البشع ، نهاية الحرب الباردة ، لذا لعلنا لا نستغرب أن يقوم أحد اشهر الفلاسفة الفرنسيين جاك دريدا ـ الذي قضى مؤخراً ، بنشر كتابه " أشباح ماركس " .. وهو الذي عُرف سابقاً بمناهضته للأنظمة الاشتراكية ، يعترف فيه بأنه لا فرار، لمواجهة التوحش الرأسمالي ، من الاستعانة بماركس ، الذي يصفه بأنه سيكون " نبي القرن الحادي والعشرين " ، محاولاً نفض الركام من التنظيرات والممارسات التي ألغت الحياة في نصه ، وباسمه ..
ويبدو لي ، جلياً ، أن ما حاوله محفوظ في كتابه ، يصب في نفس الاتجاه مع رامبو كـ " نبي للحداثة الأدبية " ، فهو يكابد ، أيضاً ، لينفض عن مضمونه التراكمات النظرية والتطبيقية التي شوّهت نصه ، وباسمه ..
رامبو كان من أوائل المشدّدين على أن ( السعادة الفردية مستحيلة إنسانياً خارج السعادة الجماعية) ، كما أنه من السابقين الذين لعنوا الأنانية : ( كم من أنانيين يدّعون أنهم خلاّقون ) ؛ واضعاً الأنانية نقيضاً للخلق ، ثم يشرح ذلك في " رسالة الرائي " التي استقى منها نظّار الحداثة تنظيراتهم الرامبوية الخاطئة ، غالباً ، فيقول : ( لولا أن القدامى الحمقى لم يجدوا " للأنا " سوى المعنى الخاطئ ، لما كان علينا اليوم ـ ويقصد زمن الكوميونة ـ أن نكنّس ملايين الهياكل العظمية الأدبية التي راكمت ، منذ البداية ، نتاجات ذكائها الأعور، مدعية أنها إبداعات ). لكن أصحاب " الأنانيات الأدبية " أصرّوا على تعميم صورة رامبو المتمرد ، وليس الثوري ، لما يميّز الصفة الأولى التي لها معنى الاحتجاج الفردي ، ويسهل على المجتمع البورجوازي استيعابه والتعاطي معه ، كما مع السوريالية ، كظاهرة غير ذي خطر ، بل تسلية لقتل الضجر . لكن للحق ( وأتمنى على العزيزة نجاة أن تضئ هاهنا أكثر ) لم تكن قصائد رامبو التحريضية قبل الكوميونة مجرد نزوة ، ولا مجازفته بحياته عندما التحق بصفوفها ، مجرد نزهة ..
كانت الكوميونة لها المعنى الذي لأجله ابتكر صيغة " الشاعر الرائي " . سنة 1870 ، عندما تأسس أول فرع في باريس " للأممية الأولى " ، التي كانت تأسست بإشراف ماركس في لندن قبل ست سنوات ، كان رامبو ينظم قصيدة " الحداد " : ( أيها البورجوازيون نحن هنا / نحن عمال يا سيدي ، عمال نحن / للأزمنة العظيمة المقبلة ، حيث الإنسان ، صيّاد الأعمال الكبرى ، صيّاد القضايا الكبرى / متدرّجاً في الانتصار ، سيرّوض الأشياء / وسيمتطي كل شيء ، كما لو على حصان ) ..
.. وعلى هذا الأساس ، كان رامبو يستشرف الثورة التي ستنفجر بعد أقل من سنة ، وسيشارك فيها بشعره وبشخصه ، باعتبارها " أول ثورة بروليتارية في التاريخ " كما وصفها ماركس في كتابه " الحرب الأهلية في باريس " . كان حلم الكوميونة هو حلمه ، وانتصارها هو انتصاره ، كما ستكون هزيمتها هي هزيمته . ولا يهم أن الثورة البروليتارية الأولى لم تصمد سوى سبعين يوماً ، فإن الثورة الثانية ، ثورة أكتوبر ، صمدت سبعين سنة ، بانتظار كوميونة مقبلة أطول عمراً ، على طريقٍ ما كاد يبدأ بعدُ للوصول إلى ما سمّاه ماركس " مملكة الحرية " وما سمّاه رامبو " مملكة السعادة " . كلاهما كان يعبّر عن سعي إنساني لم يتوقف منذ فجر التاريخ .
وبالمحصلة ، نجد أن أهم ما كتبه رامبو ، قبل الكوميونة ، كان في اتجاهها ، وأن أهمّ ما كتبه ، لدى قيامها ، كان انتصاراً لها ، وأن أهمّ ما كتبه ، بعد هزيمتها ، كان تفجّعاً بها وإصراراً على الآفاق التي خلقتها ، كما لو أن شعر رامبو ليس سوى ممارسة للكوميونة ، بتميّز . ربما حفظ شعره انتصارها في لحظة ذهبية من التاريخ ، ودونكم مراجعة تطور التعبير الشعري لدى رامبو وستكتشفون أن انفجاره الشعري الذي تجاوز فيه شعره السابق ، كان جو انفجار الكوميونة ،، كلاهما كان يفجّر السائد ، ولم تكن هزّة الكوميونة للنظام الاجتماعي السائد ، اقلّ قوةً من هزّة رامبو للنظام الشعري السائد .
وإذا كان جيش فرساي استطاع أن يخنق حرية الكوميونة ، فما كان باستطاعته أن يخنق " الشعر الحر " الذي ابتدعه ، في جملة ما ابتدع ، رامبو ، الذي يعي ذلك فيقول : ( ابتدعتُ أزهاراً جديدة ، ولغاتٍ جديدة .. ) ، وصولاً إلى تصوّره : ( إن عهد اللغة العالمية الواحد سيأتي ... وستكون من الروح إلى الروح ، مختصرة كل شيء ) ..
ولم يكن رامبو يبالغ ، لأن روح الكوميونة التي أطلقها ستنتشر في كل أرجاء الأرض مع انتشار نشيد الأممية ( الـ انترناسيونال ) الذي وضعه الكوميوني الفرنسي بوتييه ، ولحّنه الكوميوني الإيطالي ديجيتر ، وعلى إيقاعه ، بعد نصف قرن ، ستدفن ثورة أكتوبر شهداءها ، خارج الكنيسة وأناشيدها ، تحت " السماء التي هاجمها غلمان باريس " حسب تعبير ماركس .
الشاهد أن رامبو لم يكن منخرطاً في الصراع الإيديولوجي في أوروبا : بين البورجوازية ، وما سمّي " الاشتراكية الخيالية في القرن التاسع عشر " وحسب ، بل أيضاً بين تياريْ هذه الاشتراكية الإصلاحي والجذري ، منحازاً إلى التيار الأخير : ( إنّ الرقاد وسط الثراء مستحيل ، الثروة كانت دوماً مشاعاً ) .. هكذا كان يقول رامبو ، وكانت الكوميونة تحاول تطبيقه .
وبرغم هزيمة رامبو كشخص ، مع هزيمة الكوميونة ، إلا أنه ، وهو المؤتمن على روحها ، لم يشأ ، قبل أن يلتزم الصمت احتجاجاً ، إلا أن ينقل شعره / الأمانة إلينا في آخر الصفحات التي كتبها : ( .. فمتى سنروح لنحتفي بمولد العمل الجديد ، والحكمة الجديدة ، بفرار الطغاة والأبالسة ، بنهاية الخزعبلات ، ونحتفل أوّل الناس ، بالميلاد على الأرض ؟ .. نحن العبيد يجب أن لا نلعن الحياة .. إنّ الخلق جميعاً محكوم عليهم بالسعادة .. على أننا لم نزل في العشية ، وعند الفجر سندخل ، مسلّحين بصبرٍ عنيدٍ ، المدن البهية ) ..

.. ما زال الرنين يتخبط في مكانٍ ما ، في انتظار من يلتقطه ، بذكاء نادر ، ويصل بالرؤية إلى حدّها الأقصى .
محبتي ، وتسلمون جميعاً . السمندل

Post: #70
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: السمندل
Date: 10-19-2004, 11:21 AM
Parent: #1

العزيزة نجاة ، تحياتي ..
بالطبع سنتحدث عن ( الترجمات ) متى ما فرغنا من الإحتفاء بذكرى رامبو. أما أشرف فـ ( أريتو نسيب الـ نجيتو ) .
محبتي / سمندل

Post: #74
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Safa Fagiri
Date: 10-20-2004, 06:21 AM
Parent: #70

عزيزتي نجاة..
هل جربتي من قبل الترجمة المناقضة?/
اعنى ان تأتى بالنص وتحيليه الى عكسه تماما..في معنى المفردات...
وهى ليست من لغة الى لغة بل في اللغة نفسها....وقد يكون من لغة لاخرى
انه قد يكون بالامكان خلق مثل هذا النوع من الترجمة التي قد يكسب النص اكثر ايضاحا في المعنى..لك مثال بسيط وقد يكون..ليس هو النموزج المثالي لما اريد قوله ولكن قليل منك لأنك اكثر خبرة مني في المجال" ....
الغاية خلق نصوص مغايرة تماما عن النص الاصلي ومماثلة تماما له ....
.
.خذني من
ادنى
ادنى
عمق تحت
الماء
.
.
تكون الترجمة المناقضة:-

ضعني في
اعلى
اعلى
ذروة..
فوق التل...

Post: #71
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-19-2004, 03:13 PM
Parent: #1

عزيزي السمندل
بالطبع " لم تكن قصائد رامبو التحريضية قبل الكوميونة مجرد نزوة ، ولا مجازفته بحياته عندما التحق بصفوفها ، مجرد نزهة"، وسأعود إلى هذه النقطة، كما سأعود لعلاقة الشيوعيين الفرنسيين بالسريالية، كما وعدت من قبل. وأعود أيضاً للحديث عن الترجمة. فالوقت الآن للاحتفاء برامبو. وقد بدأ الآن اليوم العشرين من أكتوبر. وتصبح اللحظة مناسبة لاستعرض لكم رواية "أيام الوهن"، التي تروي، على لسان شقيقته إيزابيل، سيرة حياته، وتستعرض فيها ما جرى خلال أشهره الستة الأخيرة التي قضاها منهكاً وَهِنَاً، من آثار الترحال والمرض، في انتظار رحيله النهائي.
أما أشرف، نسيب الجينتو، فقد طلقناه طلاقاً بائناً.
كل مودتي
نجاة

Post: #72
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-19-2004, 03:20 PM
Parent: #1

.


غلاف رواية " أيام الوهن"، تأليف فيليب بيسون
(حرفياً "الأيام الواهنة"، كما ذكرت أعلاه)

Post: #75
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Ash
Date: 10-20-2004, 06:30 AM
Parent: #72

سلام ...

My Mother In Law:
نجاة ؛

شكرآ علي أيقاظ " نسخة جديدة " من رامبو ، داخلنا !
وشكرآ علي " قبلتك " الطاعمة ، كهدية أرهقنا أنتظارها ، حتي طالني اليومي السخيف " بلغته الطبيعية " ...
جابدك البعض هنا و هناك ... بسيرة ذاتية " منقولة " و بمقترحات و بتشكك أو أستفهام :
Quote: قلب أذنيك !!!

بعض يقرأ نصك كنسخة " بنكهة سودانية " وبعض يراه كمحاذ للنص الأصلي ومقارن ...
لا أقرأ النص المترجم ألا كعمل " خلاق " يخرج نص أخر من محدوديته الثقافية ... ليدخلها ! فالقارئ يوجد خارج النص ، وداخله . الكلام عن الترجمة يفتح الباب واسعآ ، حول الكثير من المفاهيم كالأختلاف والمرجع والحضور والغياب ... ولن أجرؤ علي فتحها في حضور بولا والمشاء " القاعدين علي الهبشة " ...
....ــــــــــــــــ....

نجاة
لـ حاتم ألياس :
Quote: الترجمة المرهقة هي ترجمة النص المجبور عليهو الواحد في دروب الرزق. وإن كانت ترجمات دروب الرزق تأتي في أحيانٍ كثيرة بنصوصٍ مفيدة إن لم تكن ممتعة.
المرهق في ترجمة شاعر مثل رامبو هو ثِقل المسئولية. وفي المقابل تخفف متعة النص ومتعة إعادة كتابته في لغة أخرى من هذا "الثقل".

...ـــــ...

Post: #73
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-20-2004, 05:43 AM
Parent: #1

"الأيـــام الواهنـــة"

وأخيراً استقر رأيي على "الأيام الواهنة". فأول صورة تنطبع في الذهن من قراءة هذا العنوان بالفرنسية، هي صورة أيام العمر الأخيرة، تحت وطأة المرض والوهن والإنكسار.
تروي الحكاية إزابيل راميو. هي في الثلاثين، وشقيقها الذي عاد إليها بعد عشرة أعوام من الترحال في السابعة والثلاثين. كانت رفيقته خلال الأشهر الستة الأخيرة من حياته العابرة.
أراد المؤلف أن يبرز لنا تفاصيل حكاية الشاعر العبقري عبر ملاحظات إنسانٍ عادي (إيزابيل) ضعيف الخيال والمواهب، يقف مذهولاً ومندهشاً أمام أحداث لا يفهم كنهها، أمام عمل شعري هائل لا يدرك فرادته، وأمام عبقرية لا تسمح له قدراته المحدودة بقياس مداها.
بعد عودته من أفريقيا وبتر ساقه في مستشفى بمارسيليا، رجع رامبو إلى أرض ميلاده في إقليم الآردِنْ. لكنه لم يحتمل البقاء في بيت أهله، فعاد إلى مارسيليا بعد ثلاثين يوماً قضاها مع أمه فيتالي، وشقيقته، وكأنه في محاولة أخيرة للهروب من البؤس المحيط به. ثم لحقت به إيزابيل ورافقته لدى إقامته الأخيرة بالمستشفى. هذه الأيام الأخيرة هي التي صنع منها المؤلف خامةً وظّفها في ترتيب الأجزاء التي تؤلف حياة رامبو عبر مذكراتٍ كتبها بلسان إيزابيل، تحكي فيها قصة إنسانٍ من دمها ولحمها، يأنس إليها، افتقدته بشدةٍ في سنوات بعده، وفيها يجد نقيض أمهما الصارمة، تبادله حباً بحب، لكنه من نسيجٍ آخر.
تتخلل كلمات إيزابيل الأسرار التي كان يبوح بها شقيقها، في تفاصيل مسترسلة. مثل تلك اللحظات التي أصابه فيها صديقه فيرلين برصاصة من مسدسه، فأصابت كفه. يحكي رامبو كيف باغتته الطلقة، خنقته برائحتها، وكيف تغلغل الألم، الجسدي والروحي، داخله في تلك اللحظة، ليتسلل ثم يرسخ في أعماق وجدانه. ولا يمكن لسيرة "الكوميونة" أن تمر في هذه الرواية دون أن تزلزل القارئ. فمن المعروف أن هناك شكٌ حول انتمائه ـ التنظيمي ـ لها. وهناك صمت حول ما جرى له فيها من اعتداء على يد رفاقه الشباب في معسكرٍ للتدريب العسكري، وهو في السادسة عشر من عمره. يمسك المؤلف بهذا الحدث ويصنع منه أحد الجوانب التي تعين على فهم شخصية رامبو، مستعيناً في بنائه بقراءة لقصيدته "القلب المقتول".
من هذه الشرائح المتطايرة في ذاكرة إيزابيل، يجمع المؤلف بقية أطراف ماضي الشاعر، ما بين سنوات ضلاله الأوروبية إلى سنوات مهجره بين أثيوبيا وعدن. وأخيراً، نجد صفحة ماضيه، كشاعر، والتي ولّت سريعاً كومضة، تستأثر بالجزء الأكبر من اهتمام المؤلف في هذا العمل الذي أراد له أن يكون لمسةً لتمجيد "الرجل الذي انتعل الريح".

المؤلف هو الروائي فيليب بيسو. وُلد في عام 1967، وكتب من قبل أربعة أعمال روائية أخرى. من بينها رواية "شقيقها" التي يري فيها أيضاً سيرة رامبو عبر شخص أخته إيزابيل، أيضاً. وقد تحولت إلى عملٍ سينمائي أخرجه باتريس شيرو.

Post: #76
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-20-2004, 02:38 PM
Parent: #1

صفاء
قد يبدو سؤالك غريباً. لكنه سؤال مشروع.
الترجمة عموماً هي نقل نصٍ من لغة إلى أخرى إلى متلقٍ يعتمد على الترجمة في معرفة معنى النص الأصل. إذن هناك واجبٌ أخلاقي يفرض على المُتَرْجِم عدم الخروج من النص الذي يجب أن يصل للمتلقي، عبر الترجمة، بنفس المعنى الذي يحمله الأصل.
في المثال الذي تقدمينه هناك خروج عن النص، وعن المعنى. فانتشال إنسانٍ من عمق البحر، ليبقى في السطح. ليس مثل الأخذ به من السطح ليبقى في القمة. ألا تتفقين معي؟
وتبقى مثل هذه الترجمة ممكنة إن كان الغرض منها المتعة، وليس نقل رسالة واضحة، محددة، إلى متلقٍ محدد.
هناك حالات أخرى، بمكن فيها مثل هذه الترجمة التي تسمينها بالترجمة "المناقضة". على سبيل المثال، يقول الفرنسيون حينما ترتفع درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية: ليس الجو بارداً. وحينما يكون الجو بارداً، يقولون: الجو ليس دافئاً. في هاتين الحالتين، أفضّل أن تكون ترجمتي: "الجو حارٌ اليوم"، و"الجو باردٌ"، على التوالي. فهذا هو المعنى المقصود. خاصةً وأنه لا يوجد في العربية مثل هذا التعبير الفرنسي "المقلوب".
مثالٌ ثانٍ. من الممكن أن أستبدل عبارة مثل "ركضت خلفها" بـ "جرت أمامي"، أو "تجاربه الناجحة" بـ "تجاربه التي لم تعرف الفشل"، إذا ما كانت موسيقى الجملة تفرض مثل هذا الاستبدال (أو تفرض هذه "المناقَضَـة"، على حد قولك)، وطالما لم يخل هذا الاستخدام بالمعنى.
وشكراً لكِ على إثارة التساؤل. ولي عودة
نجاة

Post: #80
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Safa Fagiri
Date: 10-21-2004, 05:11 PM
Parent: #76


عزيزتي
الغالية نجاة...
طابت اوقاتك
اينما حللتى....
استوضحت من خلال ردك على مداخلتي..
انني لم اظفر بتوضيح ما اردت افهامك له من حديثي عن ما اطلقت عليه الترجم المناقضة...واستوعبت تماما ما اوردتيه عن المعنى المباشر لمفهوم الترجمة..والذي هو تحويل لغة للغة اخرى..سوى كان ذلك في النص الادبي..
او اى مقال عادي...
...

لكن فكرتي تحمل بعد ثالث لمفهوم الترجمة..
وهو ان نأتي بالنقيض لنص ادبي ..لخلق نص جديد باعتباره reflecion للنص الاصلي..

Quote: في المثال الذي تقدمينه هناك خروج عن النص، وعن المعنى. فانتشال إنسانٍ من عمق البحر، ليبقى في السطح. ليس مثل الأخذ به من السطح ليبقى في القمة.
...

لايمكن ان نسميه خروج من النص...لانه تقريبا نفس المعنى ببعد حسي آخر...
اذا وقفت امام المرآة..ونظرتى الى يديك سترينها منعكسة الشمال يمين واليمين شمال لكنها متماثلة تماما..بنفس الفهم هى اي الترجمةالمناقضة عبارة عن مرآة عاكسة للنص فقط..

اما ما اوردتيه عن اخلاقيات الترجمة.. فهذا حقيقة لم استوعب مضمونه..لان احالة نص الي نقيضه..مع الاحتفاظ بالحق الادبي لصاحب النص ليس فيه ادنى ما يشوب باخلاق الترجمة...
وقد قمت بمحاولة اولى لمااردت قوله...في بوست الترجمة المغايرة ورأيك يهمني جدا..

سلمت

Post: #77
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-20-2004, 09:21 PM
Parent: #1

أشرف
وأخيراً وصل النسيب.
ذكرتني يا اشرف بعبارة السمندل، التي أعادتها ميرفت، "لا سر أوضح منك يا أشرف".
وجود القارئ خارج النص وداخله، يفتح الباب للأسئلة كلها، وقالوا "البتبلبل يعوم".
لك تحياتي، ولي عودة.
نجاة

Post: #78
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Ash
Date: 10-20-2004, 11:15 PM
Parent: #77

سلام ...

نجاة ؛

لا سر أوضح من ترجمتك ...

Post: #79
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-21-2004, 01:43 PM
Parent: #1

في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر
أحيي القراء والمشاركين في هذا البوست
متمنية لبلادنا التحرر من قوى الظلام.

"ولتعش عاليةً خفاقًةً راية أكتوبر فينا"
نجاة

Post: #81
Title: عباس بيضون: استئناف رامبو
Author: osama elkhawad
Date: 10-21-2004, 08:36 PM
Parent: #1

كتب الشاعر عباس بيضون المقالة المنشورة أدناه وهي اساسا مقدمة لترجمة كاظم جهاد للأعمال الشعرية الكاملة لرامبو.نشرت المقالة يوم الجمعة 22 أكتوبر في السفير الثقافي.كما توجد في الملحق ترجمات لاشعار لرامبو ومقال لاسكندر حبش عنه بمناسبة نفس الذكرى التي يحتفل بها هذا البوست الرائع.

وأحب-بداية- ان اسمع راي الاستاذة نجاة في المقالة بشكل عام وخاصة كلام بيضون عن الطريقة التي تعاملت بها الثقافة العربية مع الظاهرة الرامبوية.حين قال:

Quote: ليس رامبو هو وحده الذي استُعير لدعاوى ثقافية هي بنت لحاجات بحت عربية.

وايضا حديثه عن التاثير الضعيف لرامبو في الشعر العربي الحديث وخاصة في شعراء مثل أنسي الحاج وأدونيس.

كما اتمنى ان اسمع رأيها في كلامه حول تعامل رامبو مع مسألة "الأنا".

وايضا ملاحظته المهمة والتي تتعلق ايضا بترجمة كلمة الرائي.
فهو يعتقد ضمنا ان ترجمة الرائي الى نبي هي محاولة خاطئة لالباس رامبو ثوبا دينيا.
كما في قول بيضون التالي:
Quote: في ثقافة كهذه تمتلئ لفظة الرائي بمعناها الديني والصوفي. ويُكتفى أحيانا بالعنوان والمفردة. الأرجح أن التأويلين البيئوي والصوفي للرائي تمّا بدون تمحيص للرسالتين نفسيهما. لقد خرجت من الرائي لفظة رؤيا بألف المد التي تحيل الى رؤى الأنبياء والقديسين، الرؤيا التي توازي الى حد كبير بين الشاعر والنبي، وتنظر الى الشعر بوصفه ظاهراً للرؤيا، التي وراءه، وهذه بالتأكيد تامة متماسكة شاملة.


كما أتمنى ان اسمع رايها حول ترجمة كاظم جهاد للأعمال الشعرية الكاملة لرامبو, وكذلك عن مجمل تجربة كاظم جهاد في ترجمة الشعر الفرنسي الى العربية.
أرقدي عافية
المش---====---===---==اء
"كتبتها قصيرة تقديرا لشاشة كمبيوترك"

-استئناف رامبو-
لفرط ما تواتر اسم رامبو في أدبياتنا تراءى أننا خبرناه واستنفدناه. ظن كهذا دعانا في ما أحسب إلى أن نفرغ منه قبل أن نعرفه، وأن نتجاوزه قبل أن نلمّ به. ليست حال رامبو وحدها في ذلك فهذا شأننا مع كثيرين سواه. التكرار يتراءى كما في الدعاية الغولبزية شبه علم وشبه فكر. لا أعرف كيف استوى رامبو واحدا من أسمائنا الحسنى، إماما غائبا وسلفا مباشرا لآبائنا الأدبيين على الأقل. إنه اسم لا غضاضة في الانتساب إليه إذ لم يكن في الغالب أكثر من اسم بل اسم قوته في ذاته ولا يحتاج إلى صفة. وربما لا يحتاج الى أثر. لقد اعتُني بترجمة بيرس وإليوت ولوركا ونيرودا ورنيوس، ولم يُعتن بالدرجة ذاتها بترجمة رامبو، بل من العجيب بمكان أن لا نجد في مجلة شعر، حيث طوّب الاسم الرامبوي، ترجمات كافية لرامبو ولا دراسات كافية عنه. ليس مهماً الكلام عن المكتبة الرامبوية الضئيلة ولا عن الترجمات الناقصة والضعيفة. المهم هو أن اسماً تألق وساد بالرغم من ذلك ومن دون الحاجة إليه غالبا. ساد اسم رامبو من دون النص الرامبوي أو بتشويش ضخم عنه. توقف البحث عند هذه النقطة ولم يكف الاسم مع ذلك عن التوهج ولا قلّ عدد الراجعين إليه.

ليست حالنا مع رامبو استثناءً ولكنها حال لافتة. ثمة قدر من الغياب ملازم للأئمة والمراجع الكبيرة. غياب بل وتنزيه للاسم والنص يجعلهما فوق المعرفة والمراجعة والبحث. لو بحثنا عن المتواتر من النص الرامبوي وجدناه منثورا متفرقا وفي أحيان كثيرة من دون فهم كاف، ورغم انتشاره وتفرقه وقلته لا يعدم من يقولبه وينزهه ويجعل منه مثالاً قطعياً. هذا إذا لم نتحدّث عن استغلال نثرات من رامبو في طوباويات فكرية وشعرية غريبة عنه، طوباويات هي في الغالب ذات إلحاح ظرفي ومحلي وذات نسيج عروبوي وإسلاموي، أو إحيائيّ. في النهاية، أحسب أننا نرد إلى رامبو ذلك الإيمان الطوباوي بقدرة الشعر. إنّ <<سارق النار>> هو المفتاح البسيط لإحلال الشاعر محل الله، وإحلال الشعر محل الدين، واعتبار الشاعر نفسه سليلاً إلهياً واعتبار الشعراء أنفسهم عرقاً خاصاً. أحسب أيضا أن <<الرائي>> لم يتميّز في أنظار شعرائنا عن <<النبي>> ولا عن المعلم والملهم، في أضعف الأحوال. فقد نسبت للرائي عصمة ونسب إليه تنزيه ورفعة وامتياز شبه عرقي. الأرجح أن هذا المقام لم يكن كذلك لولا الحاجة الى أسطورة قومية والى وسطاء تاريخيين، كان الشاعر حامل اللغة وحارسها الأقدر على أن يترشح للقيام بهذا الوسيط وأن يلعب تقريبا دور الساحر التاريخي أو ساحر التاريخ الذي يستحضر روح الماضي في الحاضر يملأ الفراغ الذي بلا قاع بين السابق والمتأخر. قد يكون الشاعر هو الأقدر على أن يفتتح العصور الجديدة وأن يصوغ الكتاب الجديد، ما دامت العصور الأولى افتتحت أيضا بكتاب. قد يكون الشاعر وحده بالمعنى نفسه تقريباً هو المندوب لإتمام القطيعة بين الزمنين ولإعلان الولادة الجديدة. الولادة من الذات. وفي هذه الحال كان الشعر هو المندوب أيضاً لصياغة هذه الذات، إن لم يكنْها عند نفسه.

الأثر الرامبوي

أحسب أننا نرد إلى <<خيمياء الكلمة>> هذا التأليه للغة الذي لا ينتقص منه الكلام عن تخريبها أو تفجيرها بالطبع. تأليه اللغة أو اعتبارها مدار الخلق والتحويل والفعل. حين لسبب سحري أو شعري كان هناك هذا الإيهام السيريالي بوحدة الفعل أو القول أو حلول الفعل في القول. لسبب سحريّ أو شعريّ، والحقيقة لسبب عربيّ تراثيّ بالدرجة الأولى، كان هناك هذا التسليم بصدور الفعل عن القول والتاريخ عن الكلمة. إذن كانت الثورة والكلمة متجاورتين، وكان بين التاريخ والشعر خطوة، وكان ممكناً بدون طول مخّيلة أن نتصور أن الشعر هو الثورة والتاريخ، وأنّ اللغة، على نحو ما، محل التحويل والتغيير. أين كان الشاعر في هذا كلّه؟ لم يكن بالتأكيد بعيداً جداً عن الإمام والمعلم والملهم. وبكلمة لم يكن بعيداً جداً عن السياسي وعن الثائر وعن الأستاذ والمعلم. معه قبل غيره تجسّد هذا الحلم الذي ساد القرن الآفل بنهضة أملها المثقفون ومصدرها إيمان سحريّ بالكلمة والعلم والنخبة المثقفة، التي سرعان ما حققت هذا الأمل انقلابات وأنظمة مستبدّة. أسطورة المثقف المعلم التي ستنقلب بعد قليل إلى المثقف الدولة. لكن الشاعر سارق النار وخيميائي الكلمة ليس بعيداً عنها (أي الأسطورة)، هو بالأحرى لسانها ومغنّيها الأول فهذه الأسطورة، كما هو بديهي، من صناعة المثقف نفسه وعن نفسه.

ليس رامبو هو وحده الذي استُعير لدعاوى ثقافية هي بنت لحاجات بحت عربية. نيتشه وسارتر وماركس وقبلهم أرسطو أقحموا في دعاوى كهذه، لكن استغلال رامبو في مشاريع من هذا النوع يتدنى <<فهماً>> وتأويلاً خاصاً له. أو فلنقل وقوفاً بالفهم عند هذا الحد، الأمر الذي هو بحد ذاته تجميد للبحث وتعطيل للفهم.

لنقل إن ثمة إرادة لا واعية بالكف عن البحث. في الوقوف عند تصوّر غير معلن لكنه متواتر في توظيف <<عملي>>. لنقل إن قوة الاسم تطّرد مع الحاجة له، وبقدر إلحاح الحاجة يكون الابتسار وتعطيل البحث والاكتفاء بعلائم كاذبة. لنقل إن قوة الاسم لذلك قد تطرد مع جهله أو الجهل به، وأن سطوع الأسماء قد يجري على حساب النصوص، وان صعود الاسم قد يكون في أحيان مشروطاً بغياب الأثر والنص أو تشويههما.

كان مثيرا أن يتواتر الكلام عن رامبو والعودة الى رامبو مع شبه غياب لشعره عن القصيدة الحديثة. ثمة وهم في أن أثرا غير محدود لهذا الشعر في قصائد الرواد. والبعض يحسب، عن غير علم أو غير فحص في الحقيقة، أن شعره ضامر في قصائد هذا وذاك ممن ادّعوه دائماً أو أحالوا إليه. الأسماء لا تعوز في هذا السبيل لكن المسألة ليست مسألة أسماء. فنحن لا نفتقد الأثر الرامبوي في شعر السيّاب وعبد الصبور والملائكة وحاوي فحسب بل ونفتقده أيضاً في شعر أدونيس وأنسي الحاج. وهذان الأخيران يعتبران على نحو ما سليلين رامبويين. ليس في شعرهما ولا شعر سواهما أثر من الرؤية الرامبوية والأسلوب أو الأساليب الرامبوية، وإن أوحت بذلك شذرات قليلة ونادرة. لا أعرف لماذا جرى الانتباه السريع إليها ولا أعفي ذلك من الايعاز أو الدل الواعيين إليها. لا أجد لرامبو الشاعر (بما في شعره من رؤية ونقد للشعر وتجريب أسلوبي) أثراً بارزاً أو ضامراً في القصيدة العربية الحديثة. ذلك أن اسم رامبو تم تردده في أدبياتنا وبقي اسماً حافياً ومجرداً. فلا الرؤية الرامبوية هي حقاً رؤية الحداثة العربية، ولا السؤال الرامبوي هو سؤال الحداثة العربية. وإذا صح ان الأمر كذلك كان علينا أن نتحقق مجدداً من رؤيتنا الحداثية وأن نعيد على نحو ما، قراءة إلحاحاتها ومطالبها، وخطابها النظري، والأرجح أننا سنجد أنفسنا لا بعيدين عن رامبو فحسب، بل وبالطريقة نفسها، عن الغرب كله. ففكرة النتح عن الغرب أو البناء على الغرب لم تكن في يوم أمتن وكل شواهدها هيّنة بهذا المقدار. نجد في شذرة مجتزأة من رامبو مفتاحاً لأي شيء، والأرجح أن شذرات مجتزأة من آخرين أو مجرد عناوين سواه استُغلت هكذا. لقد ادُعي رامبو لأغراض ومطالب لا شأن له بها. اقتضى تعريبه في الغالب الاقتصار على هذه الشذرات. فقد كان حضورها تأسيسياً في الحداثة الشعرية العربية بحيث غدا جزءاً من رؤيتها الرسمية وخطابها، لذلك أمكن بوعي أو غير وعي الحجر على فرادته وتبسيطها واختراع مثال كامل من قليلها.

توقف البحث الرامبوي عند خلاصات غير معلنة غالبا وقلما تهتم بأن تجد دليلاً في حياة رامبو أو أثره الشعري. لعل مرد هذا الغموض الى التماهي الضمني بين رامبو والحداثة. الأسطورة الرامبوية هي الحداثة نفسها وهي أسطورة تأسيسية للحداثة. لذا لا قيمة فعلية للتحقيق التاريخي أو الفني. لا نجد لرامبو ذكراً في شعر السياب بينما نجد لوركا وايدث ستويل ومن بعدُ إليوت. لكن الادعاء الرامبوي قد يكون أصرح لدى جماعة مجلة <<شعر>> أو لم يكن لدى شعراء <<شعر>> ما يغريهم بالوقوف برهة واحدة عند الانشغالات السياسية لرامبو. هكذا يقدمون رامبو <<الوجودي>> المتمرد وهو هكذا من دون نازع سياسي أو مواقف سياسية، فقد كانت معركة <<شعر>> الكبرى ضد تسييس الشعر لا تخفي مقتاً للسياسة وتعالياً عليها. كان مفهوم أهل <<شعر>> للتمرد قبْلياً وجمالياً وذاتياً الى حد يستبعد أي معادل واقعي، وليس لهذا التمرد مكافئ واضح في مواقف أو مجابهات. إنه رفض وتخريب لا ترجمة لهما إلا في ذاتهما. التغني بهما والدعوة لهما وتكرارهما بالاسم والحرف والمرادف نَصَبَهما أحياناً أصناماً لفظية. تعلّق الأمر دائماً بتمرد لا سياسي أو معاد للسياسة. لذا غاب رامبو السياسي، رامبو التمرد الاجتماعي والحلم بثورة اجتماعية، رامبو الكومونة، رامبو الهجاء للأمبراطور والبرجوازية والطبقة، ورامبو الذي لم يغب عن إشراقاته ولا عن فصل في الجحيم هجاؤه السياسي والاجتماعي وعنفه الثوري، وكراهيته غير المحدودة لرموز النظام الاجتماعي والسياسي. لم يشأ حداثيو الشعر العربي أن يروا في <<ثورية>> رامبو الاجتماعية عنصراً تكوينياً في نصه وتخييله. إذ إن سياسة ما فوق السياسة والمجتمع والصراع الاجتماعي لم تكن دين الايديولوجيات القومية وحتى الأنظمة العسكرية فحسب، ولكن دين حركات ثقافية وأدبية أيضاً. مآل السيرياليّة أيضاً وهي دين تيار شعري مآل رامبو أيضاً، فقد تعتّم على فحواها الثورية والاجتماعية بالنسبة نفسها. لا شك في أن معركة تيار <<شعر>> ضد تسييس الشعر كانت تصدياً مشروعاً لفاشية ثقافية تملي على الشعر والثقافة بوجه عام انضباطاً عسكرياً وراء الهدف القومي وبالتالي وراء القائد الشمس والدولة الشمس، والحزب الشمس، لكن رد تيار <<شعر>> كان تقريباً، وعلى نحو مضاد، من الجهة نفسها. انقلاب من دون سياسة، وهذا ما لم يبتعد كثيراً عن الايديولوجيات الانقلابية التي تجعل من الدولة الأمة، والحزب الأمة هدفاً أعلى من السياسة. فالتنزّه عن السياسة والخجل من السياسة وبعدها الخارج والواقع كان نوعاً من إدقاع ثقافي، إذ يمكن بالتوازي مع هذا أن نتخيل ثقافة وجدانية، هي عبارة عن فلسفات خاصة وعبادة لغثاثات شخصية أو مشخصة، وخطابات غنائية من دون أي ميل نقدي أو تحليلي، وكليشيهات وعناوين وأسماء قيمتها في تكرارها الحرفي، وأخيراً هي ثقافة إعلاء للشعر، أو في الحقيقة ما يحاكي الشعر، الرطانة الشعرية على الثقافة كلها فتبدو هذه الثقافة غير مسؤولة أمام الواقع ولو بالمعنى المعلوماتي. فهنا لا قيمة لأي تفاصيل ولا أي معرفة عينية ولا أي تقميش. إذ الخبر الوحيد هو خبر الإشراق الذاتي والخطرة الذاتية. ما سمي غالباً باللبنانية <<الشرقطة>> أي الشرارات التي تظهر من وهج الجمر. شرارات الذات الحبيبة المقفلة الفائضة في جدلها ودراماها الخاصة والتي لا تتعيّن شيئاً ولا تملك سوى ما يهب منها وعليها.

تشويش الحواس

الغريب أن هذا الابتسار اعتُبر علماً على الحداثة، وبات ممكناً معه تجاهل كل تاريخ الحداثة المتقاطع باستمرار مع التاريخ العربي وتحويل الحداثة الى المخيلة العربية إلى أقنوم يتغذى من ذاته، يختطّ تاريخه ومساره بنفسه ويتجاور ويتصارع معها، والأمر الذي كان بشّر في أبعد مدى بعبادة للشعر والمسرح والتصوير والأفكار أي بنوع من ثقافة مفتونة بنفسها، خالية في النهاية من أي سؤال، سوى سؤالها التقني، وقابلة للتحول الى طوباويات غامضة، ومنها طوباوية الشعر نفسه.

ساهمت <<رسالتا الرائي>> الشهيرتان في تشويش كبير لدى الشعراء العرب، ولدى <<شعر>> بوجه خاص، كانت لفظة <<الرائي>> وحدها كافية لتتسلط عليهم ولتتحول بحد ذاتها أقنوماً، لتحيلهم بالتأكيد الى كل شطح، في ثقافة لا تخفي حنينها الديني أو نزوعها إلى تأسيس ديني كما هي حال الثقافة اللبنانية التي لم يكن عبثاً ولا محض صدفة وجود التيار الجبراني فيها. في ثقافة كهذه تمتلئ لفظة الرائي بمعناها الديني والصوفي. ويُكتفى أحيانا بالعنوان والمفردة. الأرجح أن التأويلين البيئوي والصوفي للرائي تمّا بدون تمحيص للرسالتين نفسيهما. لقد خرجت من الرائي لفظة رؤيا بألف المد التي تحيل الى رؤى الأنبياء والقديسين، الرؤيا التي توازي الى حد كبير بين الشاعر والنبي، وتنظر الى الشعر بوصفه ظاهراً للرؤيا، التي وراءه، وهذه بالتأكيد تامة متماسكة شاملة. التأويل الصوفي هو المرشد سواء أكان النص صوفياً أم لم يكن. فالنص ليس شيئاً سوى حقيقته الباطنة، سوى رؤياه. هذا النظر الذي يضع للشعر وجوداً قبْلياً على النص وللرؤيا وجوداً قبْلياً أيضاً يجعل الشعر في ما وراء النص، في ما وراء الشعر في الحقيقة، ويحيل <<الرؤيا>> إلى نوع من احتكار. لا يكفي الشاعر أن يكون شاعراً. عليه أولاً أن يكون رائياً، والرؤيا تُعرف غالباً بنفسها، وإذا لم يمكن تحديدها فإن ادعاء امتلاك مفاتيحها غير مستعصٍ، فغالباً ما تُتراشق المفردة ولا يزيدها ذلك تعريفاً. إنها تغدو نوعاً من علم لا يبلغ. من لاهوت مغلق، ومن يقومون عليها مقام الكهنة والدعاة يحتكرونها لأنفسهم. هذه <<الرؤيا>> تفترض الشعر تماماً وتكاملاً ومعنى باطنياً قبْلياً لا يُفترض إلا للنصوص الدينية، وغالباً ما يبدو الشعر تابعاً وترجماناً وشكلاً إذ <<الرؤيا>> هي الأصل وهي الأساس. ادعاء كهذا يغطّي على نصوص كثيرة تستعير الشعر من دون أن تقف عنده.

تجربة رامبو شبه الباطنية بتأثير قراءته لأليفاس ليفي وبالاش جعلت مفهوم الرائي لأول وهلة ذا فحوى دينية وصوفية. إلا أن رامبو الذي افترض دائماً أن الكلام لا يكفي إذا لم يتكل على شيء من الواقع كما يقول بونفوا تقريباً في كتابه عن رامبو، رامبو لا يسعه أن يكتفي بتجربة إعلانية ذاتية، بل هو في الواقع لا يسعه أن يبدأ من هنا. إنه في رسالة الرائي نفسها يقول ان <<المجهول>>، وهي المفردة الغيبية في النص الرامبوي، لا يُبلغ إلا بتشويش كل الحواسّ. هكذا يصل رامبو من دون تحفظ بين الأكثر جسدية وحسية وبين الغيبي، وليست هذه المزاوجة غير مقصودة، بل تتكرر على نحو آخر في صور شتى. هناك الطبيعة والنور. إنه اللهب الواقعي للمجهول، اشتعال الحس. وبالطبع فإن تشويش الحواس يوازي فوضى أخرى هي فوضى العالم الذي فقد بعد العهد الإغريقي تناغمه وأنساقه، وكما ننفذ بتشوش الحواس إلى المجهول فإننا في لخبطة العالم في التدمير والإحراق نشمل الجديد ونعيد على حد بونفوا <<مزاوجة ابتكار الواقع>>.
جدل ومزاوجة لا نشك في انهما لا يندرجان في واحدية الإعلاء الصوفي. <<الرؤيا>> ليست معطى قبْلياً. إنها فعل تشوّش وإحراق ولخبطة. فعل فوضى عظيمة تنفذ في النهاية الى بلوغ المجهول أو بلوغ الواقع ما همّ، ما دام الطرفان الغيبي والواقعي غير مبلوغين ولا متوافرين ولا جاهزين.

أين هي <<الرؤيا>> الرامبوية إذن لنعرف من هو الرائي؟ هل هي تامة ومتسقة، كما افترضها الراؤون العرب، وقبلية؟ هل هي امتياز الشاعر الرائي ومرتبته ودرجته في هذا العلم الأعلى الذي هو الشعر، أم أن الرؤيا الرامبوية دخولٌ في تشويش الجسد والعالم؟ وإذا عدنا الى عبارة رامبو فإننا لا نصل الى المجهول الغيبي إلا عند طريق هذا الشحذ والارهاق والتغريب للحواس وللجسد. جدلٌ، الأرجح انه كان محركاً أول في شعر رامبو، فهذا الشعر هو دائماً من انعقاد الفكرة بالجسد، هو دائماً من انعقاد الحس والحدث والواقع بالخيال المستقبلي والميتافيزيائي و<<الرؤيوي>> بهذا المعنى. رؤيا رامبو كما هي في شعره هي هذا الفضاء من النور المتوهج من انجدال الحس والحلم والعجيب عند كل لحظة، ومن هذه العبارة التي هي مادة وطبيعة ونور ورمز في آن معاً. إنها في الحيّز الديناميكي النابض لا في التمام والمزعوم. في اللحظات الانفجارية والانشطارية لا في <<الرؤيا القبلية>> في النص الغائب. في الماضي المفترض للنص.

تقاطعات بلا حدود

<<الرؤيا>> لدى الرّائين العرب كانت غالباً امتياز الرائي. هي علمه ونفاذه فالنبوة هي أولاً النبي. لم يتواتر شيء في شعر الرائين بقدر ما تواترت الأنا. الأنا المكتملة بطبيعة الحال المكتفية المنفصلة المنشقة المؤسِّسة والمتولدة من ذاتها أحياناً والبادئة للعالم أحياناً أخرى. الأنا التي تواجه تارة العالم كله ولا تنكص ما دامت في حصن ذاتها وأسوارها، والتي تدمّر وتحيل الى خراب أو تتدمر في انفجار كوني أو تغذّي العالم بمرضها وتملأه بدراماها وصراخها. الأنا التي هي يتيم الكون وسيزيفه وأورفيوسه. بمعنى آخر كانت الحداثة بغير منازع تأليه الأنا واستقلالها واكتمالها. الأنا التي تفترس العالم أو تهجره أو تجابهه، وفي كل ذلك هي الحقيقة الوحيدة والأقنوم الأول والجوهر والمبدأ، وهي على نحو ما الطبيعة والكون والله.

لا شك في أن أسطرة المثقف لذاته، وحاجته لانشقاق خيالي تقيمان وراء خرافة الداعية والباعث والقائد والبطل. لكننا مع ذلك لا نفهم كيف تحوّل النص الشعري الى درامات شخصية وبدا الأثر الشعري كأنه في كل مرة إنشاء لبطل ثقافي. لا نفهم كيف تم إنتاج هذا الحد من الذوات العملاقة المتماهية مع الأقدار والأكوان والماهيات والأزمنة، سؤال لا أظن أن رواد تلك الحقبة وجدوا فسحة له. لقد بدا هذا التشخيص بديهياً ولعل تشخيص الشعراء الآخرين كان بالتأكيد سنداً كافياً. ورامبو تشخّص الى الحد الذي أغنى عن حياته الفعلية وأغنى عن شعره. لقد وُجد كواحد من <<أنوات>> الحداثة العظيمة وهذا يكفي.

لعل أحداً من صانعي تلك السير الشعرية لم يُلق بالاً إلى ان رامبو والرامبوية، بل الرائي الرامبوي، أيضاً في الوجهة المضادة. ما كان يستفز رامبو في ثقافة عصره وما وجده تفهاً وبائساً ومرائياً هو تماما تلك التشخيصية. كتب الى ايزامبار الذي طالما نعى هو عليه عدم فهمه: <<شعرك الذاتي سيبقى تفهاً على نحو فظيع>>، أمّا نقده المحكم للذاتية فيتناول مباشرة دو موسيه. كتب إلى دميني أن دو موسيه لا يدري البتة ما يصنع، فرؤاه كانت خلف شقّ الستائر. لقد أغمض عينيه. وليس تهكّم رامبو من دو موسيه وسواساً من وساوسه، فوراءه تحليل نفّاذ. القصيدة الذاتية عنده تفضي الى مفارق مسدودة: المثالية أو الجمالية البحتة أو العاطفية الغنائية التي تجعل المرء في النهاية حبيس طبيعته الاصطلاحية البرانية التي تحول دونه والنفاذ الى ظلمة داخله. ليست الذاتية هي الحداثة ولا هي المحرِّرة، وليست الدراما المشخَّصة سوى غثاثة. تفاهة في نظر رامبو بكل مفارقها المتعالية بالطوباوية أو بالفن أو بالعاطفية والغناء. أي كل ما يجعل الفن افتتاناً بالأنا وإعلاءً بها. مفارق لم يحذرها الشعراء الرواد في قصيدتهم في الأغلب بعد مرحلة من سيرتهم. فقد كان نقد رامبو يتجاوزهم، والأرجح ان أكثرهم كان في مثل موقف إيزامبار الذي اتهمه رامبو بأنه لا يفهم.

<<من الخطأ القول أنا أفكر والأحرى أن يقال يُفكَّر بي>>، يستبدل رامبو ضمير الأنا بصيغة المجهول. مسافة لا يبدو أن شعراءنا آنذاك كانوا على استعداد لقطعها في الأغلب. كانوا في الضفة الأخرى: أنا أفكر، أنا أحوِّل، أنا أخلق، أنا أدمّر، أنا أصارع. ما اعتبره رامبو أساساً، أي نقد الذاتية، لم يكن حان الأوان له. <<أنا هو آخر>>، يقول رامبو. ليس مهماً أن نقول لم هذا الكلام حديث ولا يزال حديثاً. لمَ أن تشخيصية روادنا وذاتويتهم ذيل متورّم من ذيول الرومانطيقية. نقد رامبو للذاتوية ذو أبعاد لم تستوعب الى الآن تماماً، فهو أيضاً ضد الإعلاء الطوباوي والجمالي والغنائي العاطفي، ونحن للآن لم ننفذ تماماً من هذا الحد.

أنا بهيمة، أنا زنجي، أنا من عرق فاسد، من أدنى عرق، طالما تكلم رامبو هكذا. لم يكن أهريمان ولا اهورامازدا. ليس خالقاً محوِّلاً ولا ساحراً ولا مدمّراً. وحتى في فترة محبته اللامسيحية لم يجد جامعاً بين الناس سوى أواصر البؤس. مع ذلك فإن من أجلس الجمال على ركبتيه ووجده مراً، من لم يتمثّل إلا بالموسيقي الذي عثر على مفتاح الحب، الموسيقي لا الساحر ولا النبي ولا بطبيعة الحال البطل الملحمي. رامبو هكذا لم يكن على كل حال مجرد هاذٍ ولا كاهن غموض. فهذا الذي كان ينتظر الله بنهم كما قال انتظر بالنهم ذاته كل حقيقة تُعرض له. لم يكن مجرد لاعب إذن ولا مجانياً بالقدر الذي حسبناه ولا هاذياً فحسب. كما أنه ليس قديساً مضاداً ولا ثورياً فقط. إنه الوضوح الذي يجاور الأسرار والإبهام المفعم بالمعاني كما يقول، والحق أن الذين يستأذنون رامبو في نص بلا عقال ولعب بالكلام وكتابة آلية وهذيان بحت يسيئون فهمه. بعض الشعراء العرب الذين حسبوا دائماً أن المعنى ليس سوى الوصايا الجاهزة، طالما فعلوا ذلك. الشعوذة الكلامية لم تكن أبداً دأب رامبو. وشعره الذهاب في المعنى الى حد تحويله الى طاقة. أما تخليص الشعر من المعنى فكان بالتأكيد خارج غرضه. شعر رامبو في بعض جوانبه يبدو تبئيراً للإدراك الحسي والعاطفي والذهني. إنه تحويل المعنى الى مادة والى حس. إذا كان رامبو وصل إلى الكلام عن شعر موضوعي وليس بالمعنى الذي تكلم عنه في ما بعد شعراء أميركيون، إلا أن الشعر الموضوعي الذي كتبه رامبو هو تحويل المادة الإنسانية كلها الى شعر. هو بالطبع شعر فضاء بؤري وتقاطعات بلا حد وتركيب من كل ما يشكل الذاكرة البشرية. هذا بالطبع يعني تكويناً من عناصر من مصادر شتى مختلفة ومتضاربة كما يعني تشابكاً بؤرياً وتقاطعات خيطية أي تحويل الالتباس نفسه الى وتر ونبضٍ ونسيج. هذا شعر رامبو الذي لم نقرأه جيداً، فقد آثرنا كتابة علانية واحدية. آثرنا بدل هذا الشعر الموضوعي إنشاءً ذاتياً متضخماً وأحياناً لعباً مجانياً وأحياناً هذياناً بحتاً. لم نقرأ رامبو واكتفينا بالافتخار به. ونسبنا إليه شيئاً لا يشبهه. شيئاً هو في الغالب مزيج من أنوية مفرطة ونبوية ومجانية وغرائبية.

من هنا تعني كثيراً ترجمة كاظم جهاد، لا لأنها فحسب ترجمة معذّبة بالنص الرامبوي في سعيها إلى التوسط بينه وبين اللغة والشعرية العربية، وهذا توسّط مهدَّد كل لحظة، متوتر كل لحظة، ولا لأنها مهتمة بألا تلخص رامبو أو أن تسلمه الى أي من التآويل المتضاربة، بل أن تضعه حقا في حقله المتعدّد الموار المتضارب الملتبس، ولا لأنها كاملة لأول مرة في العربية (مع هوامش ثرية هي في حد ذاتها إضافة جليلة)، بل لأن رامبو لأول مرة كامل في العربية. بلا توسطات ولا نواب ولا أولياء عنه بالوكالة. انه هو. وما فاتنا الأمس لن يفوتنا اليوم، ان نقرأ رامبو، وأن نضيفه الى بداياتنا المستأنفة.

Post: #82
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-21-2004, 08:44 PM
Parent: #1


عزيزتي صفاء
إذن فلنبدأ، أنا وأنتِ، من الأول.
في هذه الحالة أرى أن ما تقصدينه يعنى بالنصوص عامةً. أن تنقلي النص "مغايراً"، سواءً من لغة إلى اللغة نفسها، أو من لغة إلى لغة أخرى. وفي هذه الحالة ـ حسب اعتقادي ـ إنه لا يمكن تسمية هذه الكتابة بـ "الترجمة المغايرة"، وإنما "الكتابة المغايرة". لأن الترجمة هي إعادة كتابة نص من لغة إلى أخرى. و"الترجمة" مصطلح، وبذلك يشير إلى مفهوم محدد متعارف ومتفق عليه، لا نملك الحق في تغيير مدلوله. مثلما بالنسبة لكل المصطلحات الأخرى.

وقد قلت لكِ، إن هذا النوع من الكتابة مشروع. وإن إشارتي لالتزام المترجم الأخلاقي، التي أثارت فيما يبدو إنزعاجك، لا أعني بها سوى الالتزام في نقل المعنى لمتلقٍ يعتمد على المترجم في هم النص الأصل، وليس له من وسيلة أخرى لفهم النص، سوى عن طريق الترجمة بواسطة المترجم. فالعلاقة بين المترجم والمتلقي ليست هي دائماً علاقة اتفاق تجاري. والالتزام الأخلاقي في رأيي معنىً نبيل يربط بين المترجم، ومتلقيه، ولا اتفاق آخر يسمو عليه. وكما ترين يا صفاء، فإنني بدأت من العام، وانتهيت بالمصطلح الذي تخلقينه.
وقد قلت لكِ إن هذا النوع ممكن إذا ما كان بغرض المتعة. المتعة بخلق نصٍ جديد مختلف، أو "مغاير" كما تسمينه. ولا أجد طعناً في مشروعيته كما قلت.
أتمنى أن يكون كلامي أكثر وضوحاً هذه المرة.
ولك كل مودتي.
نجاة

Post: #85
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 10-22-2004, 12:23 PM
Parent: #1

سلام

Post: #86
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-23-2004, 01:56 PM
Parent: #1

الصديق أسامة الخواض

شكراً لك على إضافة مقال عباس بيضون.
نسبة لانشغالي بأمور عديدة في هذه اللحظة، سأشير سريعاً إلى نقطتين، وسأعود لاحقاً للتعقيب على ما طرحته من أسئلة.

أولاً، فيما يختص بكلمة "الرائي" التي أتت من الترجمات العربية الخاطئة لكلمة Voyant، فقد أشرتُ إليها آنفاً في تعقيبي على مداخلة الصديق عبد الله حسين، حيث قلت عن رسالتي رامبو الشهيرتين:
"فلنسميهما "رسالتي المبصر"، أو قل "المتنبي"، وليس "رسائل الرائي"، كما درج المترجمون والنقاد العرب على تسميتهما."
أجل، "الرائي" تكسي رامبو رداءً دينياً هو بعيد عنه. فقد أراد، كما عبَّر عن ذلك في رسالتيه، أن يكون شاعر حقيقياً، مبصراً، Voyant. إن رسالة الشعر، كما يراها رامبو "المبصر" أو "الرؤيوي"، ليست هي استكشاف المجهول، أو معرفة الغيب، وإنما تغيير الواقع بزلزلة الضمائر وإيقاظها. بمعنىً آخر، الشاعر الرؤيوي (المتنبي وليس النبي) قادر على استشراف المستقبل، والشعر الرؤيوي يقود إلى بلوغه، وإلى تغيير الواقع.

ثانياً، تسألني عن رأيي في ترجمات كاظم جهاد للشعر الفرنسي. لم اقرأ له ترجمات للشعر، وقد عرفت الآن ،من نقلك لمقال بيضون، عن هذه الترجمة لشعر رامبو. وكنت قد اطلعت من قبل على ترجمة له لكتاب الفيلسوف الفرنسي هنري لوفيبر "ما هي الحداثة؟". وأقول لك دون أدنى تردد إنها مثال للترجمات السيئة. تقرأها وكأنها مكتوبة على صفحة من زجاج تنظر للنص الفرنسي تحتها، فتجعلك تسب اليوم الذي جعلك تطلع على هذه الترجمة الحرفية البائسة.
عموماً، لا أقرأ الترجمات العربية للمؤلفات الفرنسية، لإمكانية قراءتها في لغتها الأصلية. وبالطبع كانت الترجمات هي وسيلتي، في صباي، للوقوف عل الكثير من المؤلفات الفرنسية، خاصةً الشعر، قبل أن أتعلم لغة موليير.
ولك مودتي.
نجاة

Post: #87
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-23-2004, 02:07 PM
Parent: #1

إيمان
تجدين ردي عقب مداخلتك الأخيرة في الصفحة الأولى.
قلت اذكِّرك، أو "أحرِّك ذاكرة الفأر".
محبتي

Post: #88
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Ash
Date: 10-23-2004, 05:21 PM
Parent: #87

سلام ...

Quote: عموماً، لا أقرأ الترجمات العربية للمؤلفات الفرنسية، لإمكانية قراءتها في لغتها الأصلية.


هل تغيب ذاكرة الكاتب في النص المترجم(بالفتحة) ؟
أم أنها تختلط بذاكرة المترجم(بالكسرة)/نجاة ، لتنتج نصآ مغايرآ كليآ ؟
هل النص المترجم ليس ثمة أثر أو شيئ وليس حضورآ ذاتيآ ؟


قوس:
نجاة ؛
ماقلت ليك المشـــــاء ، ده مسلط !!!!
Good Luck

Post: #89
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-24-2004, 00:34 AM
Parent: #1

آش
كيف حالك
أنا عارفاه مسلَّط. دة حالتو مشغول بالتوثيق لجاك دريدا. وإذا واصل تسلطه، فسأنفحه برشوة: ترجمة لنص عن هذا الراحل الما هيِّن.

سأحاول الإجابة على سؤالك، إذا ما فهمته صحيحاً بأجزائه الثلاثة.
عند قراءة أي نص مكتوب، أو سماع أي نصٍ شفهي، يتلقى ذهن المتلقي الكلمات (اللغة) والمعنى معاً. وبعد أن يستوعب المتلقي المعني تتلاشى الكلمات، ولا يبقى منها سوى القليل، بينما تبقى في الذهن الرسالة التي تحملها هذه الكلمات (المعنى). هذه الذاكرة التي تحتفظ بالكلمات، تُسميها أستاذتي، الراحلة دانيسا سليسكوفيتش، بـ "الذاكرة اللفظية"*. وهي ذاكرة قصيرة عند البشر، لأنك لا تستطيع أن تحفظ في ذاكرتك كل كلمات (لغة) النص، مقروءاً كان أم مسموعاً. إن المخزون الذي تحتفظ به ذاكرتنا لا يتكون من لغة، وإنما من معلومات لا لغة لها.
إذن، إذا ما كنت تعني بـ "ذاكرة الكاتب" لغته المستخدمة في توصيل المعنى، فهي ذاكرة قصيرة المدى، بينما يبقى المعنى الذي قصده محفوراً في الذاكرة. وحينما نقرأ نصاً مترجماً، فإن النص يأتينا بالطبع بلغة تختلف في تركيبها واستخداماتها عن اللغة الأصلية. والمترجم القدير هو الذي ينقل النص بحيث لا يجعلك تشعر بين السطور بأثرٍ لتركيبات وكلمات اللغة الأصلية. فالمترجم الخلاق هو الذي يتحرر من قيد الكلمة، لينطلق في رحابة المعنى. والترجمة المبدعة هي التي تنفذ إلى ذهن قارئها دون أن تشوش عليه بنقل الكلمات على حساب المعنى. إنها تنقل لك نص المؤلف (الكاتب أو المتحدث، فالنص المترجم قد يكون مكتوباً أو شفهياً) نفسه، ولكن في لغة أخرى. وليس هناك لغة في العالم عاجزة عن التعبير عن فكرة تمت صياغتها في لغة أخرى.
ولأن المعنى هو الذي يبقى، والكلمات التي تحمله تتلاشى، فإن ذاكرة الكاتب تبقى راسخة في النص المترجم، بغض النظر عن اختلاف اللغات.
كل ما قلته في هذه السطور، يعني بالترجمة التي تستحق هذا الإسم، باعتبارها تفسيرٌ للنص الأصلي وليس نقلاً للغته، أي أنها إعادة إنتاجٍ للنص نفسه في لغة أخرى، وليس لنصٍ مغاير.
أما الترجمة التي تكبل نفسها بقيود اللغة، فإنها تبقى تحت أسر الكلمات لتُخْرِج مسخاً. لذلك قلت أن ترجمة كاظم جهاد لكتاب هنري لوفيبر "ما الحداثة؟"، تُقرأ وكأنها مكتوبة على ورق شفاف، يُظهر لك من ورائه كلمات اللغة الأصل التي كبَّلت المؤلف، ولم ينجح في التخلص من أسرها. ومن الأمثلة التي وردت في هذا البوست، هناك لفظة "الرائي"، و"الأيام الهشة"، على سبيل المثال.
ودعني أقدم مثالاً آخر. قبل أيام كنت أدردش مع عزة عن ترجمات ماركيز للعربية، وحينما قلت لها أن إحدى ترجمات مجموعته "تشييع الجدة"، كانت بالعربية "جنازة الأم الكبرى"، ضحكت حتى سالت دموعها. حينما أقرأ مثل هذه الترجمة، أعرف، رغم عدم معرفتي بالاسبانية، أن المقصود بـ "الأم الكبرى" هو الجدة. وهذا هو ما أعنيه بالترجمة على صفحة من زجاج تعكس من ورائها الكلمات الأصلية.

إن النص المترجم هو حضور ذاتي للكاتب، كونه ينقل إليك المعنى الذي أراده الكاتب وليس الكلمات التي أوصل بها هذا المعنى. فالمعنى باقٍ، والكلمات تتلاشى، عدا القليل منها.

أتمنى أن لا يكون ردي قد خرج عن حدود سؤالك.



* في نفس هذا المعنى، يثير نصر حامد أبوزيد في كتابه "مفهوم النص"، مسألة "اللفظ" و"المعنى" في النص القرآني عند المفسرين، حيث يرى فريقٌ منهم أن الشفرة اللغوية في عملية الاتصال/ الوحي كانت هي اللغة العربية، بينما يرى فريقٌ ثانٍ أن النزول كان نزولاً للمعاني منفصلاً عن الشفرة اللغوية. وهذا الرأي الأخير يتطابق مع رأي دانيسا سيلسكوفيتش في أن المعنى الذي يحمله النص يبقى في الذاكرة حينما تتلاشى الكلمات، لأن المعنى لا لغة له. بالتالي، وفي عملية الترجمة، يتخلص النص المترجم من ثوب اللغة الأولى، ليظهر بثوب آخر منسوج من كلمات اللغة المترجم إليها.

Post: #90
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: mohammed alfadla
Date: 10-24-2004, 09:06 AM
Parent: #1

يا أستاذتي نجاة
انتي واحدة جميلة ...
بس!


Quote: وبعيداً، بعيداً، سأرحل كبوهيمي.
سعيداً بالطبيعة كما لو كنت مع امرأة.


والكلام ده يا سلام عليهو

وده برضو
Quote: ولّت هاربة بين الأجراس والقباب، كمتسول يجري على الأرصفة المرمرية،


للرجل القدرة على أن يمسك الجمال من ياقته ويضعه بين الكلمات،شاء أم أبى
شكرا جزيلا
.......
الفاضلابي

Post: #91
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-24-2004, 08:45 PM
Parent: #1

العزيز الفاضلابي

يسعدني أن تجد ترجمتي لرامبو صدىً في نفس الشعراء وآذانهم.

مودتي
نجاة

Post: #92
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: elfaki
Date: 10-24-2004, 09:14 PM
Parent: #91

بولا
لك "الحب والقصائد المجيدة"
نجاة

ماذا يعني هذا الاعتراف على الملأ . ؟
إنه يعني شيئا واحداً عندي .... لا حساب للعمر . فلماذا يا بولا تصر أن تحسب عمرك؟ ....

Post: #93
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Osman Hamid
Date: 10-25-2004, 00:13 AM
Parent: #92

العزيزة نجاة,
سلامي وكل مودتي, لك ولبولا, فاطمة,عزة ونوار
كم انا متليء بهذا البوست الانيق, إنه حقاً متكئي, كل صباح.
لقد اضاء لي الكثير عن رامبو, وعن مقدرتك الفذة, والتي لا أجهلها بالطبع, في أختيار النصوص, وسلاسة وعذوبة ترجمتها, بحيث يصلك المعني, محمولاً بأجنحة, غير مصطنعة ومتكلفة. ياله من صفاء الترجمة, اليست الترجمة عملية ابداعية ايضًاً لها حساسيتها وشروطهاً؟
فأنا ساظل مستمتعاً, ومواصلاً المتابعة...
فائق حبي

Post: #94
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-25-2004, 09:21 AM
Parent: #1

يا للسعادة.
عبد اللطيف وعثمان حامد معاً، منذ ذلك الوقت البعيد الجميل.
يا عبد اللطيف مالك وسيرة العمر؟ دعنا الآن نتكلم عن رامبو والقصائد المجيدة.
عثمان شكراً للمتابعة والاهتمام.
لكماخالص مودتي.
نجاة

Post: #95
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Osman M Salih
Date: 10-26-2004, 01:31 AM
Parent: #94

الأخت العزيزة نجاة ،
تحياتي
عثمان

Post: #96
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-26-2004, 09:42 AM
Parent: #1

الأخ العزيز خالد الطيب
شكراً لاهتمامك.
هذه ترجمتي لقصيدة بول إيلوار ، "العاشقة"، التي أضفتها لبوست غالا/إيلوار. اسمح لي بأن أضيفها هنا، ليس خروجاً عن "سياسة بسمارك الخارجية"، على حد تعبيرك في مداخلة سابقة في هذا البوست، لكن لأن لبول إيلوار، كبقية السرياليين، أثرٌ رامبوي في تجربته الشعرية.


العاشقة
للشاعر بول إيلوار

واقفة على أهدابي
شعرها يتخلل شعري،
لها شكل يديّ،
ولون عينيّ،
في ظلي تتلاشى
كما يتلاشى حجرٌ في السماء

بعيونها التي لا تغمض
تمنع عينيّ النوم.
بأحلامها الرافلة في فيضٍ من الضياء
تجعل الشموس تتلاشى،
تجعلني أضحك، أبكي، ثم أضحك،
أتكلم دون أن يكون هناك شيءٌ يُقال.



L’Amoureuse

Elle est debout sur mes paupières
Et ses cheveux sont dans les miens,
Elle a la forme de mes mains,
Elle a la couleur de mes yeux,
Elle s'engloutit dans mon ombre
Comme une pierre sur le ciel.
Elle a toujours les yeux ouverts
Et ne me laisse pas dormir.
Ses rêves en pleine lumière
Font s'évaporer les soleils,
Me font rire, pleurer et rire,
Parler sans avoir rien à dire
.
Paul Éluard


Post: #97
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 10-26-2004, 11:30 AM
Parent: #1

الاخت نجاة

تحياتى و سلامي

أتفقنا في بوست " شقيق " أن " العاشقة " أكثر ملاءمة من " المعشوقة " لذلك أتوقع أن تقومي بالتعديل خاصة أنك و عبدالله بولا ملوك التعديل .

عدل بواسطة نجاة محمد علي
عدل بواسطة عبدالله بولا

Post: #98
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-26-2004, 11:43 AM
Parent: #1

الأخ خالد
أجريت التعديل هناك، وكنت على وشك الوصول هنا.
المهم كما قلت لك هناك ـ تأكيداً على اتفاقنا ـ، إن العاشقة أنسب من المعشوقة، وربما أجمل، وأكثر جسارة. فالمرأة في هذه القصيدة هي عاشقته ومعشوقته في آن.
وكما ذكرتُ لك هناك أيضاً، من الممكن ترجمتها كذلك بـ "معشوقتي".
شكراً للتنبيه.
نجاة

Post: #99
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-27-2004, 04:23 AM
Parent: #1

الأخ العزيز عثمان محمد صالح
شكراً لك للتحايا والاهتمام.

خالص تقديري
نجاة

Post: #100
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-30-2004, 01:04 AM
Parent: #1

سلام للجميع

عثمان حامد هذه صورة بيت رامبو في عدن.



وبهذه المناسبة اليمنية، اين محمد عبد الحميد بلغه، وأهل بيته، سلامي. وأتمنى أن يضيف إلينا شيئاً.

لم أنس يا سمندل الحديث عن السرياليين وكوميونة باريس، لكني مشغولة كثيراً هذه الأيام

أسامة، سيصلك (في بوست دريدا) النص الذي وعدتك به.

Post: #101
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Osman Hamid
Date: 10-30-2004, 04:01 AM
Parent: #100

العزيزة نجاة.
سلامي, وشكراً علي الصورة,
وإذا كانت صورة منزل رامبو ماخوذة من عدن, اذن فصورة عزة بولا ماخوذة في أمستردام, اليس كذلك؟ فقد طفقت انظر خلف الصورة بحثاً عن شئ يقودني الي بيتنا.
سلامي للجميع هناك خاصة فاطمة وبولا, فقد مر زمن طويل لم نلتقي بهم, برغم اننا سنلتقي بولا حتمًاً في نوفبر, علي هامش مؤتمر دارفور.
......محمد عبد الحميد بخير, واولاده كذلك, ولولا خوفي ان أحول لك البوست الي بوست(مطايبة) لسردت عليك كثيراً عن احواله واحوالنا, لكن خوفي من بكري, يشد علي يدي, ويلاحقني. ربما لحظة جنون ما سافعل. إنها الأشواق, وحضور الأصدقاء وبهاءهم.
سلام من منال ومازن.
عثمان حامد

Post: #102
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 10-30-2004, 04:26 AM
Parent: #1

عثمان
ولِما لا؟ فلنحول البوست إلى مطايبة. وليحيا "الأصدقاء الأنبياء".
صورة عزة الموجودة في البروفايل ديالي، كما يقول بولا نقلاً عن المغاربة الذين نحن في ضيافتهم في هذا البوست المحروس و..... إلخ،
مأخوذة في شارع بيتكم، أمام محطة البص، في "الطريق الشاقّي الترام".
تحياتي لمازن ومنال
نجاة

Post: #109
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-06-2004, 00:33 AM
Parent: #102

عثمان،
والآن استبدلت صورة عزة بصورة أمها، المأخوذة ايضاً في امستردام، داخل بيتكم، منعكسة على مرآتكم، وتنعكس معها زرقة البيت وزرقة البحر.

Post: #103
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 10-30-2004, 09:57 AM
Parent: #1

عثمان حامد

"دحين" الزول الراكب العجلة ده في الصورة دي ما عرفتو؟؟ من أولادنا بتاعين " امستردام" !!!! وعلي ذكر " الاصدقاء الانبياء" أين صديقي الكوكب الدري " ميسرة" و أرجوك أن تبلغه بأنني قد وجدت أجابة لسؤاله الذي سالني أياه قبل 20 سنة: " هل كان شيلوك شايقيا؟؟""

الاخت نجاة :
أرجو ان تعتذري لرامبو عن "مطايبة السودانيين" هذه وقولي له نحن قوم نحتفي ببعضنا البعض أكثر من احتفائنا بك في مناسبتك ... هكذا نحن !

تحياتي و سلامي

Post: #104
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-02-2004, 11:09 AM
Parent: #1

"تستجيب الرامبوية لأحلام الذي يرتمي في فضائها، إنني أتكلم عنها كمخدِّر (..) إنها سماء. كلٌ يجد فيها متسعاً له، ليس أمامه سوى أن يرفع عينيه لينبهر".
لويس آراجون

Post: #106
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: إيمان أحمد
Date: 11-05-2004, 07:44 AM
Parent: #104

نجاة
أستمتع بمتابعة حديثكم هنا. أعجبتني صورة منزل رامبو باليمن و
Quote: إنها سماء

كما شكرا للأصدقاء الأنبياء دائما
(رددت عليك في مكان آخر من البوست، فقفزت إلي ذهني حكاية:
في يوم سألت أحد الأطفال: لماذا تملك خالتك بطناً كبيراً (وقد كانت حامل).
وددت أن أعرف فكرته. قال لي: لقد تعاطت الشوربة!! فسألته: هل تفعل الشوربة كل هذا؟
قال لي: شربت منها الكثيييييييييير.)
الآن، وكل ما أضيف مداخلة هناك، أشعر بأن البوست مصاب بالشوربة

Post: #107
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-05-2004, 07:47 AM
Parent: #1

إيمان
قرأت مداخلتك الموجودة هناك واحتسيت منها ومن الوصلات المصاحبة.
وسأعود إليها وإليك يا عزيزة.
نجاة

Post: #108
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-05-2004, 10:26 PM
Parent: #1

خالد الطيب
أهديك هنا قصيدة إيلوار "يقيـــن" من ديوانه "الدرة اليتيمة"، الذي أهداه لزوجته الأخيرة دومينيك التي التقى بها أثناء انعقاد مؤتمر السلام بالمكسيك في عام 1949، وتزوجا في عام 1951، تاريخ صدور هذا الديوان. بعد أن قدمتها لإيمان في بوست غالا/إيلوار

يقين
إذا ما حدثتُكِ فذلك لأهدي نفسي فرصة الإصغاء إليك
إذا ما أصغيتُ إليكِ فإنني حتماً سأفهمك

إذا ما ابتسمتِ فذلك لتتمكنين من اجتياحي
إذا ما ابتسمتِ فإن العالم كله ملء عيني

إذا ما احتضنتكِ فذلك لاسترسل في الحياة
وإذا ما حيينا ستنتشي الأنحاء كلها

إذا ما رحلتُ عنكِ فسنذكر بعضنا
وبالرحيلِ سنلتقي من جديد

ـــــــ

Post: #110
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 11-06-2004, 01:16 AM
Parent: #1

Quote: أهديك هنا قصيدة إيلوار "يقيـــن" من ديوانه "الدرة اليتيمة"، الذي أهداه لزوجته الأخيرة دومينيك التي التقى بها أثناء انعقاد مؤتمر السلام بالمكسيك في عام 1949، وتزوجا في عام 1951، تاريخ صدور هذا الديوان. بعد أن قدمتها لإيمان في بوست غالا/إيلوار



الاخت العزيزة نجاة

شكرا لترجمة قصيدة " يقين" والتي اتحفتينا يها هنا و هناك . لم اكن أعرف ان ايلوار تزوج مرة اخري بعد نوش . بالمناسبة يانجاة المراجع العربية لسيرة ايلوار شحيحة للغاية و اني لاتساءل كيف لشاعر كبير مثل ايلوار ان لايجد الاهتمام الكافي بترجمة اعماله الي العربية و نشرها علي نطاق اوسع ؟؟ .


ولقد استبدلتي صورة عزة بصورة امها ولم يعد اذن تعليقي لعثمان حامد اعلاه valid وقد استبدله بالاتي : وهل يمر نهر النيل بمنزلكم بامستردام ياعثمان ؟؟

تحياتي الي بولا و البنات و لعثمان ومنال والصغير مازن .

خالد

Post: #114
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-07-2004, 06:26 PM
Parent: #110

الأخ خالد
سأحاول أن أضيف لكم في بوست غالا/ إيلوار شيئاً عن علاقته بدومينيك.
خالص تحياتي
نجاة

Post: #111
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-06-2004, 10:04 PM
Parent: #1

هذه قصيدة "إبحار"، التي يعقد فيها رامبو مقارنة بين آلتين قد لا يخطر ببال أحد أن يقارن بينهما: سفينة تمخر عباب البحر، ومحراث يشق تعرجات الأرض. كنت قد ترجمتها وأضفتها لبوست محمد الفاضلابي، "أغنية البحار". والآن أستأذنته لنقلها هنا.

إبحار

مركبات التبر والفضة
سفنٌ صدرها من حديد وفضة
تمخر عباب البحر
تنتزع جذور الشوك.
تعرجات الأرض الخراب،
وأخاديد البحر لحظة انحسار المياه
تسري في نواحي الشرق
نحو ربى الغابات
نحو خشب أرصفة المرافئ
تعصف بزواياها تياراتُ الضوء الجارفة

أرثر رامبو
من ديوانه "الإضاءات
"


.

Post: #112
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nada Amin
Date: 11-06-2004, 11:53 PM
Parent: #1

العزيزة نجاة

حقاً أنا سعيدة و فخورة بإمرأة من بلادي مثلك تتحلى بزخم المعرفة و تواضع العلماء و شكرا لكي على الإنطلاق بنا الى فضاءات متميزة من الأدب الفرنسي فقد صرتي أنتي بوابتنا اليه.

تعجبني جداً ذائقتك الفنية العالية التي تختارين بها النصوص و المبدعون المميزون و فعلا قد خلقت ترجماتك الرصيتة لأدب تلك البلاد حيوية في إستعمال اللغة و الفكر ...و نهم معرفي متواصل في أنفسنا يتوق الى المزيد من خبز معرفتك الطازج.

تحياتي لكي و للأستاذ بولا و هنيئاً لورداتكم الثلاثة بكما.

Post: #113
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-07-2004, 07:50 AM
Parent: #112

العزيزة ندى،
وأنا أيضاً فخورة جداً وسعيدة بأن تجد ترجمتي مكاناً في نفوس الشبان النيِّرين والشابات النيّرات.
وقد جاءتني كلماتك الآن في لحظة سمعت فيها في هذه الساحة كلاماً متدنياً، تبيسطياً وساذجاً مفاده إنني لست كاتبة مداخلاتي في البورد. فتصوري مدى التردي. ومدى الفحش في تصغير مساهمات النساء. والسعي في خلق العداوات المجانية. فكاتب تلك الكلمات التي تنضح بالسخف لا تربطني به ولا مبادلة واحدة من قبل في نقاشٍ في هذا المنبر. وتصوري بعد كل هذه المداخلات التي سعدت فيها بين الناس أخذاً وعطاءً، أن يجيئك قولٌ ساقطٌ يطعن في أعز ما تملكين من متاع الدنيا الزائلة: قلمك ورصيدك المعرفي.
الطريق أمامكن طويل يا عزيزتي، خاصةً في زمان الظلمات هذا.
ليتني أستطيع يا ندى أن أكون بوابةً لكم لفضاءات الأدب الفرنسي كما تتمنين. وعلى كلٍ، أحاول أن يكون وجودي بينكم مفيداً. أن أقدم إليكم وإليكن ما استطيع تقديمه، مثلما أنهل من الكثيرين هنا، خاصةً من بنات وأبناء جيلك الذين وهبتني هذه الساحة فرصة لقاء طيب معهم.

لك مودتي وصادق تقديري، وتقبلي تحيات بولا الذي يكن لك ولكل البنات المبدعات النيرات إعجاباً وحباً وتضامناً.
وأشكرك على كلماتك الطيبة التي غمرتني، في هذه اللحظات، بفيض سخائها.

نجاة

Post: #115
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nada Amin
Date: 11-07-2004, 07:08 PM
Parent: #1

Quote: وقد جاءتني كلماتك الآن في لحظة سمعت فيها في هذه الساحة كلاماً متدنياً، تبيسطياً وساذجاً مفاده إنني لست كاتبة مداخلاتي في البورد. فتصوري مدى التردي. ومدى الفحش في تصغير مساهمات النساء.


العزيزة نجاة
أنا مدركة تماما أن القول أعلاه لن يكون له أي مردود في نقسك سوى تحريض المزيد من الإبداع الإنساني. فعندما تكون هناك إمرأة مبدعة لا يهنأ "لبعض" الرجال بال سوى المساس بشيئين لا ثالث لهما إما رميها بسوء السمعة أو إتهامها بأن هناك من يكتب لها! و الإثنتان خدعتان ساذجتان و قديمتان لن تنطليان على أحد. فهم يرون أن "الهرمونات الأنثوية" بالضرورة مصابة بحالة من "الإخصاء الفكري" و بالتالي عاطلة عن الموهبة و الإنتاج.

أستاذة نجاة نحن هنا نثق في إماكانياتك كأنسانة و كإمرأة مثقفة و مبدعة... و ما الترحاب الذي تجده كل مواضيعك إلا خير دليل على ذلك....و لقدام.

Post: #116
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-09-2004, 05:09 PM
Parent: #1

عثمان حامد
قرأت كلماتك التي وجهتها لي في موضع آخر، وأنت تطلب مني أن أنجو بنفسي من الحوارت التي تصرفني عن مساهماتي وأن استمر في هذا البوست. واستجابةً لهذه "التخسيمة" منك:
"عليك الصداقة ان تفعلي."
سأفعل. وسأعود لكم ولرامبو.

ندى أمين،
في نفس اللحظة التي قرأت فيها كلماتك بالأمس، قرأت كلمات عثمان حامد. من أجل الأصدقاء النيرين والصديقات النيرات، سأترك ذلك البوست الذي استنزف قواي، لكني لست نادمة على ذلك. كان ذلك واجب أملاه علينا ضميرنا. رأيت، مع أصدقاء آخرين، عبثاً بأذهان الناس، وتقديم معلومات مغلوطة لهم. هل نسكت؟ لم يكن الصمت ممكناً. نالني ما نالني من جراء مساهمتي، وإبداء رأيي. ولكن ضميري الآن مرتاح.
لكما شكري ومودتي
نجاة

Post: #117
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: nour tawir
Date: 11-10-2004, 00:21 AM
Parent: #116

الاْخت العزيزة نجاة

دخلت لالقاء تحية المساء وأشوفك عاملة ايه...

سلام

Post: #120
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-10-2004, 04:22 AM
Parent: #117

العزيزة نور
عاطر تحياتي للإطلالة وتحية المساء، الصباح بتوقيتنا.

لك الشكر
نجاة

Post: #118
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Osman Hamid
Date: 11-10-2004, 00:27 AM
Parent: #116

شكراً نجاة علي استجابتك,
ودعينا نستمتع برامبو,
والدعوة موجهة لكل الأصدقاء, للمشاركة, خاصةصديقي خالد الطيب والصديقة ايمان وبولا بالطبع.
سلام

Post: #119
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: إيمان أحمد
Date: 11-10-2004, 01:10 AM
Parent: #118


صديقتي العزيزة نجاة
أنا علي "يقين" بأني
"إذا ما حدثتُكِ فذلك لأهدي نفسي فرصة الإصغاء إليك
إذا ما أصغيتُ إليكِ فإنني حتماً سأفهمك"

لهذا أقول: عليك المحبة
الصداقة
ورامبو
التراجم
وبول إيلوار الذي تحبينه كثيراً
أن تخرجي من ذاك الباب الذي نراه، يفضي إلي مكانك الأجمل
تَنَشّقي الهواء
امشي بإهمال
وعودي لهم/ لنا جميعاً
لأني -نعم أقرؤك هناك... وأستفيد-
كما أحب أشتعال فكرك بحدةٍ وتمهل.
شكراً للأصدقاء الأنبياء
لك حبي واحترامي
وعلينا التعامل مع أسئلة القرن الحادي والعشرين، بالطبع
إيمان

Post: #121
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-10-2004, 09:49 PM
Parent: #1

إيمان، يا ابنة القرن الحادي والعشرين عن جدارة.
يا صديقتي النبيّة.
لـ "تخسيمتك" لي برامبو وإيلوار والصداقة، مكانتها عندي، مثلما لتخسيمة "الصديق النبي" عثمان حامد.
تعيدان لي الآن كلمات الصديق مبارك بشير:

بيني ما بينك مسافات الطريق
وتخسيمة نساوين الفريق
لي زول عزيز

لكما المحبة، ولنطرق معاً تساؤلات القرن الحادي والعشرين.

نجاة

Post: #122
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: osama elkhawad
Date: 11-11-2004, 09:13 PM
Parent: #1

الصديقة نجاة
عذرا لانشغالي عن هذا البوست المهم.
لي سؤالان:
يترجم كاظم مترجم الاثار الشعرية الكاملة لرامبو عنوان ديوان رامبو ب"اشراقات",
وانت تترجمينها "اضاءات".
كما يكتب "موسم في الجحيم",وأنت تترجمينها "فصل في الجحيم".
وسأورد ترجمة كاظم جهاد لقصائد رامبو الثلاث التي ترجمتينها:
فجر
احساس
وبكت النجمة بكاء ورديا
وسأبدأ بعد قليل ب"فجر".
المشاء

Post: #123
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: osama elkhawad
Date: 11-11-2004, 09:15 PM
Parent: #1



[qb]
فجــــر
ترجمة:نجاة محمد علي

قبّلتُ فجر الصيف
لم يكن قد رفّ شيءٌ بعد على واجهات القصور. كان الماء ميتاً. والظلال لا زالت مخيمةً على درب الغابة. مشيت موقظاً أنفاساً لاهثةً دافئة، الدرر تنظر، والأجنحة تخفق بلا ضجيج.
أولُ شيءٍ أغواني، على الدرب الذي فاض طراوةً وبريقاً خافتاً، كان زهرةً همست لي باسمها.
أضحكني فيض الضوء المُبْهِر، متخللاً أشجار الصنوبر، وعند القمة الفضية عرفت إنها الإِلَهَةُ آتية .
فأزِحتُ الغلالات واحدةً أثر أخرى. على الطريق، وأنا ألوِّح بذراعيّ هنا وهناك. على السهل، وشيتُ للديكِ بها. نحو المدينة الكبيرة، ولّت هاربة بين الأجراس والقباب، كمتسول يجري على الأرصفة المرمرية، فركضت خلفها.
من أعلى الدرب، على مقربة من غابة من أشجار الغار، لففتها بغلالاتها الكثيفة، وشممت قليلاً جسدها الممتد. انحدر الفجر والطفل إلى سفح الغابة.
حينما صحوت. كان منتصف النهار.
***
فجر
ترجمة:كاظم جهاد

عانقت فجر الصيف
ما كان شيئ يتحرك بعد في واجهة القصور.كان الماء ميتا.وما كانت معسكرات الظلال غادرت بعد النهج الغابي.مشيت,موقظا الانفاس اللافحة والاخرى الفاترة,فتطلعت الأحجار الكريمة وارتفعت الأجنحة بلا صخب.
كان المشروع الأول,في الدرب المملوء من قبل بالتماعات غضرة وشاحبة,هو زهرة باحت لي باسمها.
ضحكت للشلال الأشقر المعثر عبر الصنوبر: وفي الذروة المفضضة ميزت الالهة.
رفعت انئذ البراقع واحدا واحدا.في الممشى ,ملوحا بذراعي ..وعبر السهل, حيث وشيت بها للديك. في المدينة الكبيرة كانت تهرب بين الأجراس والقباب, وراكضا كالمتسول على أرصفة المرمر, طاردتها.
في ذروة الدرب , قرب غابة الغار, أحطتها ببراقعها المتراكمة, وأحسست قليلا بجسدها الشاسع .سقط الطفل والفجر أسفل الغابة.
لدى الاستيقاظ كان الوقت ظهرا.
[/qb]


Post: #124
Title: إحســــاس: نجاة محمد علي-كاظم جهاد
Author: osama elkhawad
Date: 11-11-2004, 09:40 PM
Parent: #1




إحســــاس
ترجمة:
نجاة محمد علي

من أماسي الصيف الزرقاء، سأدلف بين الدروب،
تتناثر فوقي حبيبات القمح، أدوس على العشب الناعم،
حالماً، شاعراً بطراوة قدميّ.
أدَعُ الريحَ تحمم رأسي العاري.

لن أنطق كلمة، ولن يدور شيءٌ بخلدي.
إلا أن الحب اللانهائي سيتسللني حتى أعماق الروح،
وبعيداً، بعيداً، سأرحل كبوهيمي.
سعيداً بالطبيعة كما لو كنت مع امرأة.

احساس
ترجمة: كاظم جهاد

في مساءات الصيف الزرق,سأمضي عبر الدروب,
موخوزا بالقمع, دائسا العشب الناعم.
حالما,سأحس بندواته علىقدمي.
سأدع الريح تغسل رأسي المكشوف.
لن أتكلم, لن أفكر بأي شيئ:
لكن الحب اللامتناهي سيصاعد في روحي,
وسأمضي بعيدا,جد بعيد,كبوهيمي,
عبر الطبيعة,-سعيدا كما لو مع امرأة.


Post: #125
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: osama elkhawad
Date: 11-11-2004, 09:48 PM
Parent: #1




وبكت النجمة بكاءً ورديا
ترجمة:
نجاة محمد علي

بكت النجمة بكاءً وردياً في قلب أذنيك
والتفَّت اللانهاية بيضاءَ من جيدك إلى انحدار خاصرتك
وأرسل البحر دراً قرمزياً لنهديك الملونين بلون العقيق
وانهمر من الإنسان دمٌ أسودٌ على خصرك الملكي.

بكت النجمة وردية
ترجمة:كاظم جهاد
بكت النجمة وردية في صميم أذنيك,
وتدحرجت اللانهاية بيضاء من عنقك الى ردفيك
تلألأ البحر أصهب عند حلمتيك الحمراوين
ونزف الرجل أسود عند خاصرتك المهيبة.

]


Post: #126
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-12-2004, 00:00 AM
Parent: #1


الصديق أسامة الخواض
أشكرك على إضافة ترجمات كاظم جهاد.
بخصوص ترجمتي لـ illuminations بـ "الإضاءات"، أوضحت الأسباب التي تجعل ما يقصده رامبو في معنى الإضاءة، وليس في معنى "الإشراق"، الذي هو معنىً روحي، أو صوفي إن شئت. تجد ذلك في ردي على نفس السؤال، الذي وجهه لي من قبل الأستاذ شبشة في مداخلته الأولى. لذلك أُعيدك إليها.
وكنتُ قد قلتُ لك في معرض تعقيبي على مداخلتك عن مقال عباس بيضون:

"تسألني عن رأيي في ترجمات كاظم جهاد للشعر الفرنسي. لم اقرأ له ترجمات للشعر، وقد عرفت الآن ،من نقلك لمقال بيضون، عن هذه الترجمة لشعر رامبو. وكنت قد اطلعت من قبل على ترجمة له لكتاب الفيلسوف الفرنسي هنري لوفيبر "ما هي الحداثة؟". وأقول لك دون أدنى تردد إنها مثال للترجمات السيئة. تقرأها وكأنها مكتوبة على صفحة من زجاج تنظر للنص الفرنسي تحتها، فتجعلك تسب اليوم الذي جعلك تطلع على هذه الترجمة الحرفية البائسة."
وقد أوضحت في ردي على مداخلةٍ لآش بتاريخ 23 أكتوبر، ما أقصده بالترجمة على صفحة من زجاج:
"دعني أقدم مثالاً آخر. قبل أيام كنت أدردش مع عزة عن ترجمات ماركيز للعربية، وحينما قلت لها أن إحدى ترجمات مجموعته "تشييع الجدة"، كانت بالعربية "جنازة الأم الكبرى"، ضحكت حتى سالت دموعها. حينما أقرأ مثل هذه الترجمة، أعرف، رغم عدم معرفتي بالاسبانية، أن المقصود بـ "الأم الكبرى" هو الجدة. وهذا هو ما أعنيه بالترجمة على صفحة من زجاج تعكس من ورائها الكلمات الأصلية."

لن أقارن بين الترجمتين، وسأترك الأمر لك وللقراء، ولكني سأبدي بعض الملاحظات حول ترجمة كاظم جهاد، وأبين فيها بعض مواضع النقل إلى العربية الذي يتبدى "تحت زجاج"، وأوضح أسباب جوانب بعض الاختلافات بين الترجمتين. ولأبدأ بقصيدة رامبو "فجر".

قلت في مطلع القصيدة "قبلت فجر الصيف"، ولم أقل "عانقت". علماً بأن الفعل embrasser يستعمل في معنى التقبيل والعناق. وقد اخترت الكلمة الأولى لأن ضوء الفجر قد أطل في البداية خافتاً، ثم عم ضياؤه بعد ذلك. ولو كانت الصورة الأولى هي صورة "فيض الضوء المبهر"، لكنت اخترت كلمة "العناق".

وهذه أجزاءٌ تقيدت فيها ترجمة كاظم جهاد بالدلالة المعجمية، ولم تنطلق في رحاب المعنى، وسأضع ترجمتي للأجزاء المعنية بين قوسين، وأترك القارئ ليتأمل:
يقول كاظم جهاد: "ما كان شيئ يتحرك بعد في واجهة القصور"
(ترجمة نجاة: " لم يكن قد رفّ شيءٌ بعد على واجهات القصور")
كاظم جهاد: " كان المشروع الأول,في الدرب المملوء من قبل بالتماعات غضرة وشاحبة,هو زهرة باحت لي باسمها."
(ترجمة نجاة : "أولُ شيءٍ أغواني، على الدرب الذي فاض طراوةً وبريقاً خافتاً، كان زهرةً همست لي باسمها.")

وأعطيك هنا مثالاً ساطعاً للترجمة الحرفية، والنائية عن المعنى في آن:
ترجمة كاظم جهاد:
"كانت معسكرات الظلال غادرت بعد النهج الغابي"
(ترجمة نجاة: والظلال لا زالت مخيمةً على درب الغابة).

وقد أخذ كاظم جهاد المفردة "خيّم"، بمعنى "نصب الخيام"، ولم يكتف بذلك، بل جعلها خياماً للمعسكرات!!!

واختتم هذه النماذج للترجمات الحرفية، بالبيت الأخير من القصيدة:
كاظم جهاد: لدى الاستيقاظ كان الوقت ظهرا.
(نجاة: حينما صحوت. كان منتصف النهار).
هنا، ترك كاظم جهاد صورة اليقظة، التي هي يقظة الشاعر، مجردة ومبهمة، وحبسها داخل الدلالة المعجمية.

وأرى أن ترجمة كاظم جهاد لقصيدة رامبو "إحساس"، لا تخلو من نقلٍ حرفي، وسأترك لك وللقراء أمر المقارنة بين الترجمتين.
وسأعود لقصيدة "وبكت النجمة بكاءً وردياً"، التي لم يَصِـبْها النقل الحرفي، فحسب، وإنما أيضاً، عدم التقيد بالعبارات وبالمعنى.
لك شكري مرة أخرى على إيراد ترجمات كاظم جهد.
نجاة


.

Post: #127
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Osman Hamid
Date: 11-12-2004, 01:03 AM
Parent: #126

الصديقة نجاة,
سلامي, وكل الود والشوق,
تقولين:
Quote: وهذا هو ما أعنيه بالترجمة على صفحة من زجاج تعكس من ورائها الكلمات الأصلية."

هذا ما ابحث عن التعبير عنه, بخصوص الترجمات التي تعتني بمسالة الأدب, وهذا ما قلته لك في موقع آخر من هذا البوست, اي كون الترجمة, خاصة التي تهتم بالإبداع, هي عمل يحتاج ايضاُ لمهارة ابداعية, وحساسية من نوع خاص, وإلا صار النص بارداً لا طعم له ولا حضور, فلا هو بالإسبانية, ولا هو باللغة المترجم اليها (عربية, اوفرنسيّة كما في حالة المثال الذي أوردتينه, عن الجدة). اي ان النص المترجم, يصبح معلقاً بين حالتين, حالة النص الأصلي وحالة الترجمة, وبالتالي يظل ( واقف هكذا متعكزاُ, يشحتف الروح).
سلامي مجدداُ
عثمان

Post: #128
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-12-2004, 02:13 AM
Parent: #1

أعود لترجمة كاظم جهاد للقصيد الثالثة، "وبكت النجمة بكاءً وردياً".

توقف الأخ كوستاوي (كما توقفت إيمان وهي تكتشف أن لأذنيها قلب) في عبارة "قلب أذنيك". وكنت قد قلت له إنه كان بإمكاني أن أكتب "في أذنيك"، ولكن الشاعر اختار كلمة "قلب"، فالتزمت بترجمة عبارته بـ "قلب أذنيك".
ولو التزمتُ بالكلمات في ترجمة قصيدة رامبو L'étoile a pleuré rose، لكتبت: "بكت النجمة وردياً". لكنني آثرت أن أضيف التمييز، "بكاءً". وقد اختلط على كاظم جهاد استخداما لفظة rose، كتمييز، وصفة.
كتب رامبو l’Homme، وليس l’homme، لذلك كان لا بد من ترجمتها بـ "الإنسان" فلم يكن وضعه لهذه الـ H الكبيرة في وسط السطر دون قصد (الاستخدام الفرنسي للمفردة homme يطابق الاستخدام الإنجليزي لمفردة man، وفقاً للشكل الذي يتخذه الحرف الأول، لتكون في معنى الرجل أو الإنسان). كذلك ترجمتُ الكلمة الأخيرة royal، بـ "ملكي، وكان بإمكاني أيضاً استخدام المفردة "ملوكي". لذلك تجد ترجمتي للبيت الأخير هي:
"وانهمر من الإنسان دمٌ أسودٌ على خصرك الملكي"،
بينما كانت ترجمة كاظم جهاد:
"ونزف الرجل أسود عند خاصرتك المهيبة"*

وأفسر بقية الاختلافات بتقيد كاظم جهاد بالدلالات المعجمية، أكثر من المعاني. هذه هي المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الترجمات.

من المؤسف أن سوق الترجمة في فرنسا، وربما في بلدان أخرى، تلعب فيه مافيا العلاقات والمنفعة دوراً كبيراً. فعلى الرغم من تواضع ترجمات كاظم جهاد، كان هو الذي ترجم شعر رامبو.
وفي هذه الأيام، ظهرت ترجمة أدونيس لشعر دومينيك دوفيلبان. وهو دبلوماسي وسياسي، ويميني محافظ (ساعد شيراك الأيمن وربيبه)، وشاعر ذو شعرٍ "مَعَسَّـمْ"، لكنه أحد مرشحي اليمين المتوقعين للانتخابات الرئاسية القادمة، ووزير الداخلية الحالي. حينما علمت بظهور هذه الترجمة، تساءلت، كيف يضيع شاعر ومثقف كبير مثل أدونيس جهوده في ترجمة شاعر متواضع مثل دوفيلبان، بينما لا يجد القارئ العربي منفذاً لشعراء فرنسا العظماء. وقد علّق قبل أيام الأخ خالد الطيب في بوست غالا/ إيلوار على شُح ترجمات إيلوار للعربية.
يبقى إيلوار، الممتد عبر تاريخ فرنسا، بشعره، ومواقفه، وتاريخه، وإنسانيته، وعظمة مساهمته، مجهولاً في ساحات الترجمات إلى العربية، ويترجم أدونيس شعر دومينيك دوفيلبان الذي لا يجد شعره رواجاً حتى داخل بلاده. فيا للأسف!

* أرى في وصف الخاصرة بـ "المهيبة"("خاصرتك الملكية" في ترجمتي، كما في عبارة الشاعر) صورةً تخالف الصورة المألوفة التي يتغنى بها المغنون، على غرار "وحزاماً في مضيقٍ كلما قلت قصيراً هو كان الخصر أصغر". كذلك تبرز عبارة "جسدك الشاسع" صورة جسدٍ "متباعد الأطراف" (في ترجمتي: "جسدك الممتد").

نجاة



.

Post: #129
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-12-2004, 02:54 AM
Parent: #1

صديقي العزيز عثمان حامد
شكراً للمشاركة

إليك من ترجمات كاظم جهاد أعلاه مثالاً آخر للترجمة المكبّلة بالدلالات المعجمية، فتجعل القراءة مشوشة والمعنى "مذبوحاً" :
تقرأ في ترجمة كاظم جهاد:
"كانت معسكرات الظلال غادرت بعد النهج الغابي"
(ترجمة نجاة: والظلال لا زالت مخيمةً على درب الغابة).

حينما تفتح القاموس، خاصةً القادم من بلدان المغرب، ومن تونس على وجه التحديد، فإنك ستجد المفردات "نهج"، و "زنقة"، تقابل شارع وطريق على التوالي. وستجد أن الكلمة route لا تقابل المفردة "نهج" التي اختارها كاظم جهاد، فدلالاتها المعجمية تقابل "درب" أو "سبيل".
والحمد لله إنه اكتفى بهذا "النهج الغابي"، ولم يكتب "زنقة الغابة".
أذكر أن زملاء لنا قضوا دورة تدريبية بمدرسة بورقيبة للغات بتونس قبل أن يأتوا لفرنسا للتحضير لدراساتهم العليا. وحينما وصلتهم بالخرطوم ملفات التسجيل لاحظوا أن عنوان المكان الذي سيستضيفهم هو: "مضيف المتربصين ـ زنقة عمر بن الخطاب". و "التربص" هو الدورة التدريبية، فتصور مدى ضحكهم في تلك اللحظات.

أقول هذا، ليس سخريةً من استخدامات التونسيين( لكني لا أنفي في الوقت نفسه طرافتها، لغرابة الاستعمال بالنسبة لنا) وإنما وددت الإشارة إلى ضرورة أن يأخذ المترجم بعين الاعتبار هذا التنوع حينما يترجم إلى لغة متعددة اللهجات كالعربية، وأن يختار الكلمات التي لا يكون وقعها نشازاً في أذن هذا القارئ أو ذاك. وهذا ما لم يأخذه في الحسبان كاظم جهاد، المشرقي، الذي اكتفى بالدلالات المعجمية المأخوذة من معجم مغاربي، دون أن يفطن لعدم صلاحية هذا الاستخدام في بقية أنحاء العالم العربي (أعني هنا المفردة "نهج"، وربما كانت هناك مفردات غيرها). ناهيك عن شتارة عبارة "النهج الغابي".

لك الود
نجاة


.

Post: #130
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-12-2004, 07:39 PM
Parent: #1

الإعزاء المشاركين والمتابعين
عاطر التحايا

لاحظ الصديق أسامة الخواض أيضاً أن ترجمتي لمجموعة لرامبو النثرية، "فصلٌ من الجحيم"، تقابلها ترجمة كاظم جهاد "موسم في الجحيم". وسأوضح لماذا اخترت "فصلاً" في الجحيم، وليس "موسماً".
تتطرق حكايات هذه المجموعة (وهي العمل الوحيد الذي أشرف رامبو على نشره بنفسه، كما سبق وأن ذكرت) إلى فترة مؤلمة في حياته، وقد بدأ في كتابتها، في أبريل عام 1873 عند عودته من انجلترا بعد صراعٍ مرير مع صديقه بول فيرلين، انتهى بقطيعة بينهما. واكتملت كتابتها في أغسطس من العام نفسه. وقد لامست معاناة رامبو في تلك الفترة حدود الجنون، وكادت أن تؤدي به إلى هلاكٍ محقق، وانتهى به الأمر إلى الاقتناع بفشل التجربة التي كان يرنو من خلالها إلى أن يصبح شاعراً رؤيوياً.
وصف رامبو هذه المجموعة في خطاب بعث به إلى صديقه إرنيست دولاهاي يقول فيه:
"بدأتُ الآن كتابة حكاياتٍ صغيرةٍ، نثراً، سيكون عنوانها العام، كتاب الكفر، أو كتابٌ زنجي. إنها حكايات حمقاء، وبريئة! يا للبراءة! البراءة، البراءة، البرا.....، إنها آفة". ثم يردف في موقعٍ آخر من رسالته:
"يتوقف مصيري على هذا الكتاب، لا زال عليّ أن أقترع له اثني عشر حكاية فظيعة. كيف يمكن خلق فظاعات هنا! لن أبعث إليك بحكاياتٍ منها، على الرغم من اكتمال ثلاثةٍ منها حتى الآن، سيكلف هذا الكثير من العناء! وأخيراً، هذا هو الحال الذي أنا به!".

وكما نرى، إن إطلاق كلمة "موسم" لن يكون مناسباً لوصف الحيّز الزمني ولا المشهد الذي جرت فيه أحداث هذه الحكايات الغارقة في الألم والامرارة. من الممكن، في اعتقادي، أن نقول "موسماً في الفردوس". أما حينما يكون مسرح هذه الحكايات الموجعة هو الحجيم، فإن ترجمة Saison بـ "فصل" تكون هي الأنسب.

مع خالص تقديري للجميع. واشكر أسامة مرة أخرى لإضافة ترجمات كاظم جهاد، التي سمحت بهذا الحديث عن تجربة رامبو.

نجاة

Post: #138
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: إيمان أحمد
Date: 11-16-2004, 01:04 AM
Parent: #130

Dear Nagat
I am enjoying this debate about translations (dead and live ones) very much
I hope that you find time to comment on Saadi Yousef's article
hereunder
أ تُـحِــبِّـيـنَ بْــرامـــز ؟
His question about the title of Françoise Sagan's novel (Aimez Vous Brahms) touched me

Regards and happy Eid
to you and family
Iman

Post: #145
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: عبدالماجد فرح يوسف
Date: 11-18-2004, 01:50 PM
Parent: #130

العزيزة نجاة
أهنئ أنفسنا بمساهماتك المشبعة بالثقافة والتحريض علي القراءة
Quote: وكما نرى، إن إطلاق كلمة "موسم" لن يكون مناسباً لوصف الحيّز الزمني ولا المشهد الذي جرت فيه أحداث هذه الحكايات الغارقة في الألم والامرارة. من الممكن، في اعتقادي، أن نقول "موسماً في الفردوس". أما حينما يكون مسرح هذه الحكايات الموجعة هو الحجيم، فإن ترجمة Saison بـ "فصل" تكون هي الأنسب.

كقارئ أتفق معك علي تفضيلك لكلمة فصل بدلا عن موسم
وبما أني لاحظت تشابها في كلمةSaison في اللغة الفرنسية وكلمة Season في الإنجليزية, وكذلك نعلم أن فترة مصطفي سعيد بإنجلترا لم تكن من الجحيم أو الفردوس.
هل تعتقدي أن ترجمة موسم إلي Season موفقة؟

مودتي وإحترامي

Post: #131
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: معتز تروتسكى
Date: 11-13-2004, 04:49 AM
Parent: #1

صرخه00
جميعنا نقف على حنين وذكرى00
و
عندما نقف على الاطلال يشتعل فينا الحنين بلهب الذكرى 00
*المشوار والاختيار كثيرا مايبدو صدفه وحقيقه عندما يتسع الافق تضيق العبارة فالموقف اكبر من ان تحصره كلمات00
كل عام وانتم بخير والسنه دى قبل الجايه تتحق امانيكم00 00Nagat Mohamed Ali
*اتابع بكل ادب يا استاذتى00

Post: #132
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-13-2004, 01:46 PM
Parent: #1

الأخ العزيز معتز
شكراً على هذه الإطلالة بوجه مصطفي، وتزيين البوست بلوحة فان جوخ،
وتقديم التهاني الرقيقة بالعيد.
لك ألف شكر ، وكل عام وأنت وأهلك وصحابك وأحبابك بخير.
نجاة

Post: #135
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-14-2004, 08:41 AM
Parent: #1

الأخ العزيز حاتم الياس
تحياتي
عثرت على مداخلتك بعد تفتيش، واشكرك عليها، وعلى مرورك بكل "الجبهات".
لك جزيل شكري على اهتمامك، وكل عام وأنت بخير.

نجاة

Post: #136
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: omar ali
Date: 11-15-2004, 08:24 AM
Parent: #1

Quote: فلا زال فهم الكثير من جوانب حياته مستعصياً حتى على المؤرخين المتخصصين في كتابة سيرته.

Quote: عام 1871 التقى رامبو بالشاعر بول ڤيرلين بباريس، فقدمه للدوائر الأدبية، وللندوات الشعرية التي تُقام في مقاهي الحي اللاتيني، فوجد احتفاءً بشعره وعبقريته المبكرة، فكتب في تلك الفترة معظم قصائده. لكن، سرعان ما لفظته الأوساط الأدبية الباريسية، التي أزعجها غروره وازدراؤه بغيره من الشعراء، وسوء معرفته بآداب التعامل!!! فلم يقف إلى جانبه سوى بول ڤيرلين، الذي ربطته به علاقة قوية، ساهمت هي أيضاً في تغيير مجرى حياته.


عزيزتي نجاة
شكرا لك وانت تنثرين النور في هذا المنبر
وتصارعين من اجل ارساء القواعد المنهجية
الصحيحة بعيدا عن تزييف الوعي والمعرفة
نفسها..
وناتي الي امر رامبو الذي طالما وقفت طويلا
امام سيرته الغامضة وقد تملكتني الحيرة كيف
انزوت تلك العبقرية وكيف تحول ذلك الفتي الباريسي
الوسيم شكلا وشعرا الي تاجر سلاح ومهرب في بلادنا"اقصد
القرن الافريقي"..اهو مكر الايام ام ان رامبو صنع مأساته
بنفسه.
اعجبني تحليل كولن ويلسون لسيرته ..ويبدو ان دماره قد
بدأ بعلاقته ببول فيرلين ...فلم تكن علاقة عادية ...كانت
علاقة شاذة...فبول فيرلين كان معروفا في الاوساط الباريسية
يشذوذه الجنسي...وهتاك مأساة اخري يذكرها كولن ويلسون
وهو كيف انه في فترة حياته البوهيمية اطبق عليه الليل
وهو في اطراف باريس فاضطر ان يقبل دعوة جنود للمبيت في
معسكر للجيش فهناك تناوبوه بالاغتصاب.
يبدو ان تلك محطات مهمة في حياة الفتي الباريسي الوسيم
الذي قال ما عنده مبكرا فضمن رغم قلته مقعدا في قطار
الخالدين... وما اعطي لم تكن سوي رشفة من عبقريته الفذة
فماذا لو قدم لنا كل الكأس قبل ان يضيع في متاهات الشذوذ
الجنسي والتهريب.
يقال انه كان يقول لاخته وهو علي فراش الموت ان اكثر ما
يؤلمه انه لن يري ضوء الشمس مرة اخري ..فقد كان محبا
للشمس.
وتسلمي من كل كيد

Post: #137
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Elmosley
Date: 11-16-2004, 00:50 AM
Parent: #1

الاستاذه نجاة شكرا
علي هذا الجمال الادبي
نستمتع ونستظل بمثل هذه البوستات
لك الود

Post: #141
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-16-2004, 11:37 PM
Parent: #137

الأستاذ الموصلي
ألف شكرٍ لك للمشاركة في قراءة أشعار رامبو وسيرته.
تسعدني كثيراً قراءاتك لما أكتب.
لك خالص شكري وتقديري

نجاة

Post: #139
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-16-2004, 11:33 PM
Parent: #1

عزيزي عمر علي
عاطر تحياتي وكل عام وأنت بخير

أشكرك على المشاركة، وسأعود إلى هذه الصفحة الموجعة من تاريخ رامبو، وأعني تعرضه للإعتداء الجماعي في أحد معسكرات كوميونة باريس. تناول هذه الحادثة فيليب بيسون في روايته "أيام الوهن" التي اشرت إليها من قبل. وقد استند المؤلف في هذه الرواية المخصصة لسيرة رامبو وتُروى على لسان شقيقته، على كتاب "آرثر رامبو" الذي صدر في عام 2001، من تأليف جان جاك لوفرير، أحد المتخصصين في سيرة هذا الشاعر الفذ. أوحت هذه الذكرى المؤلمة لرامبو قصيدته "القلب المعّذّب".
إلى أن أعود ـ للحادثة والقصيدة ـ لك خالص ودي وتقديري.
نجاة

Post: #140
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-16-2004, 11:35 PM
Parent: #1

عزيزتي إيمان،
اشكرك على إضافة كلمات سعدي يوسف عن رواية فرانسواز ساغان "أتحبين برامز؟".
وسأعود إليك ايضاً في حديث أكثر تفصيلاً عن ماأثاره مقال سعدي يوسف الشيق، وإشارته لترجمة العنوان.
في اعتقادي أن حديثه يثير، ضمناَ، مسألة نقل المعنى (الترجمة الحقة)، ونقل الدلالات (الترجمة التي "تذبح" المعنى، وتقتل الفكرة).
وإلى أن أعود.
لك محبتي

نجاة




.

Post: #142
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-18-2004, 03:48 AM
Parent: #1

العزيز عمر علي

أعود لما انقطع من حديث عن انضمام رامبو لكوميونة باريس.
كما قال الصديق السمندل في إحدى مداخلاته في هذا البوست:
"لم تكن قصائد رامبو التحريضية قبل الكوميونة مجرد نزوة، ولا مجازفته بحياته عندما التحق بصفوفها، مجرد نزهة".
فمن المؤكد أن انضمامه إليها جاء انطلاقاً من رسالته "الرؤيوية" التي تطلعت للتغيير وحاولت استشراف آفاقه. لقد انحاز آرثر رامبو إلى جانب الحق والحرية، كما ينعكس في الكثير من قصائده مثل "ديمقراطية"*، التي يشجب فيها انتشار الحملة الاستعمارية، أو "قصف باريس"، التي كتبها في مايو 1871، ويصف فيها باريس وهي تتحرر من قبضة "الأوباش" (يرى بعض المعلّقين على شعره، إنه يشير بالأوباش للألمان، بينما يعتقد بعضٌ آخر إنه يعني الكوميونة نفسها)، وتزدهر من جديد، أو قصيدته "أغنية حرب باريسية" التي يصف فيها القصف الذي تعرضت له مدينة باريس، تحت قيادة الكوميونة، من قِبَل الحكومة التي انسحبت من العاصمة واستقرت بضاحية فيرساي، أو قصيدته "عمال" التي يعلن فيها تضامنه ووقوفه إلى جانب العمال والكادحين. والأمثلة عديدة في شعره.
في رواية فيليب بيسون "أيام الوهن" التي تُروى على لسان أخته إليزابيث، ويستمد كاتبها سرده لأحداثها من كتابٍ تاريخي عن رامبو، كما ذكرت، تقول إليزابيث رامبو:
"الجمعة 26 يونيو**،
لا بد لي أن اعترف دون مواربة: لم أصدق أبداً أن يكون آرثر قد انضم إلى صفوف الكوميونة (...)
من المؤكد، إنه تحمس لبعض القضايا وانحاز دائماً إلى جانب المستضعفين ضد الباغي،
خاصةً حينما يرتدي الباغي رداء خُدام الكنيسة الأسود الطويل (...).
وفي الساعات التي هزت أجواء الكوميونة، لم يتزحزح موقفه تجاهها، إنني على قناعة تامة من ذلك. ولم ينشق عنها إلا في وقتٍ لاحق." ص35-36
كما لم تمنعه حادثة الاعتداء التي تعرض لها من بعض المجندين في معسكرات الكوميونة من الاستمرار داخلها في لحظاتها العصيبة، لكن الحادثة هزته بشكلٍ مدمر على الصعيد الشخصي، وقد تكون، إلى جانب تجربته المريرة مع بول فيرلين، وراء عزلته المدمرة في أصقاعٍ نائية، ووراء توقف إنتاجه الشعري مبكراً. في هذا الصدد يقول كاتب الرواية، على لسان إيزابيل، مستنداً على توثيق المؤرخ جان جاك لوفرير:

" الأربعاء 5 أغسطس،
في ذلك الصباح، وبلا سبب واضح، أراد أن يتكلم. سألني إن كنت قرأت قصيدته التي اسماها "القلب المعذّب" (..) استرسل في تأمله، وهو يشعر بالأسف، لأنه لم يكن هناك من سمع في تلك اللحظات شكواه الموجعة، اعترافه المزلزل الساخر. يقول إنهم لم يروا فيه في ذلك الوقت سوى وجهه البريء، عيونه الشفافة، وحماقة طفل. ضحكوا، والتزم الصمت." ص 93



ـــــــــــ
* يقول رامبو في مطلع نصه المنثور "ديمقراطية" (من مجموعته "الإضاءات"):
تتجه الراية نحو مشاهد العار، وتخنق كلماتُ لغتنا أصواتَ الطبول.
في قلب الساحات نمارس أقبح أنواع العهر. نغتال الثورات الصائبة
في البلاد المظللة بلون الفلفل، الرافلة في المياه! في خدمة أبشع أنواع الإستغلال الصناعية والعسكرية."

** تتناول الرواية الأيام الأخيرة في حياة رامبو، منذ وصوله إلى ميناء مارسيليا، قادماً من اليمن، حتى رحيله. وهي مكتوبة على شكل مذكرات يومية تكتبها إيزابيل، تصف فيها أيام شقيقها الأخيرة، سيرته، علاقاته، ترحاله، وذكرياته التي رواها لها.


.

Post: #143
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Safa Fagiri
Date: 11-18-2004, 09:38 AM
Parent: #142

Quote: كما لم تمنعه حادثة الاعتداء التي تعرض لها من بعض المجندين في معسكرات الكوميونة من الاستمرار داخلها في لحظاتها العصيبة، لكن الحادثة هزته بشكلٍ مدمر على الصعيد الشخصي، وقد تكون، إلى جانب تجربته المريرة مع بول فيرلين، وراء عزلته المدمرة في أصقاعٍ نائية، ووراء توقف إنتاجه الشعري مبكراً. في هذا الصدد يقول كاتب الرواية، على لسان إيزابيل، مستنداً على توثيق المؤرخ جان جاك لوفرير:

" الأربعاء 5 أغسطس،
في ذلك الصباح، وبلا سبب واضح، أراد أن يتكلم. سألني إن كنت قرأت قصيدته التي اسماها "القلب المعذّب" (..) استرسل في تأمله، وهو يشعر بالأسف، لأنه لم يكن هناك من سمع في تلك اللحظات شكواه الموجعة، اعترافه المزلزل الساخر. يقول إنهم لم يروا فيه في ذلك الوقت سوى وجهه البريء، عيونه الشفافة، وحماقة طفل. ضحكوا، والتزم الصمت." ص 93


ـــــــــــ
* يقول رامبو في مطلع نصه المنثور "ديمقراطية" (من مجموعته "الإضاءات"):
تتجه الراية نحو مشاهد العار، وتخنق كلمات لغتنا أصوات الطبول.
في قلب الساحات نمارس أقبح أنواع العهر. نغتال الثورات الصائبة
في البلاد المظللة بلون الفلفل، الرافلة في المياه! في خدمة أبشع أنواع الإستغلال الصناعية والعسكرية."
** تتناول الرواية الأيام الأخيرة في حياة رامبو، منذ وصوله إلى ميناء مارسيليا، قادماً من اليمن، حتى رحيله. وهي مكتوبة على شكل مذكرات يومية تكتبها إيزابيل، تصف فيها أيام شقيقها الأخيرة، سيرته، علاقاته، ترحاله، وذكرياته التي رواها لها.




العزيزة نجاة....
ما زلت اتابع هذا
البوست
and its lightness

happy eid




,,,,,

Post: #146
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-19-2004, 07:43 AM
Parent: #143

صفاء
كل عام وأنتِ وأهل بيتك بخير.
وشكراً على المتابعة.

لك خالص الود
نجاة

Post: #144
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-18-2004, 01:27 PM
Parent: #1

إيمان يا صديقتي العزيزة
كل عام وأنتِ بخير

أشكرك على نص سعدي يوسف وعلى إثارة ذكرى ساغان في رحاب رامبو.
حينما يُذكر المبدعون الذين تأثروا بآرثر رامبو أو الذين لهم تجارب مشابهة لتجربته، تأتي فرانسواز ساغان بينهم. نبَغ رامبو في الشعر، وهي برواياتها. وإذا كانت فرانسواز ساغان، كما يقول سعدي يوسف، قد "أنزلت الرواية من عَـليائها"، فإن رامبو الهائم في وجه الأرض، المتمرد على المجتمع، أحدث ثورة في الشعر الفرنسي، ليس في زمانه فحسب، وإنما أثّر أيضاً في الحركات الأدبية التي شهدتها نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن الماضي. كلاهما تمرد على البرجوازية، طقوسها، وممنوعاتها. كلاهما بدأ الكتابة في سنٍ يانعة. حينما كتب رامبو قصيدة النثر محدثاً ثورةً قلبت موازين كتابة الشعر كان في السابعة عشرة من عمره، وحينما كتبت فرانسواز ساغان "صباح الخير أيها الحزن" كانت صبية في التاسعة عشر. ثم واصلت طريقها لتصنع أسطورتها الخاصة. الآن، وبعد نصف قرن، لا زالت دور النشر تبحث عن ساغان جديدة.

لم أقرأ "أتُحبين برامز؟" لكني شاهدتها فيلماً منذ سنين مضت. بطولة رومي شنايدر (بول) وإيف مونتان (روجيه)، وممثل ثالث (ألماني؟ ربما) في دور سيمون، الذي تحاول بول أن تستعيد معه (و به) صفحاتٍ انطوت من عمرها مرت دون أن تسعد بها.
سألها سيمون: "أتحبين برامز؟" والفعل هنا في صيغة الجمع، أو قل المفرد المعظم. وهذا استخدام غير موجود في الإنجليزية، ولا يطابق صيغة "المفرد المعظم" في العربية في كل حالات استخدامها. فقد يكون المخاطب ملكاً، وزيراً، رئيساً للجمهورية، أو رئيساً في العمل، جارتك أو جارك الذي لم يسقط حائط المجاملة بينك وبينه، امرأة أو رجل في قارعة الطريق، شخصاً تلتقيه لأول مرة، زميلك الجديد أو زميلتك الجديدة في العمل، في انتظار أن يصبح البساط أحمدياً، شخصاً يكبرك سناً، عشيقاً أو عشيقة (بول مرتبطة برجلٍ آخر)، خاصةً من أفراد الطبقات "الراقية" (كادت مثل هذه المخاطبة أن تزول في وقتنا الحالي)، فبين مُحِبَيْن عاديين تسقط صيغ المجاملة. وفي عبارة Aimez-vous (حرفياً: أتحبــون؟) في عنوان الرواية، نجد أن المخاطب هو مفردٌ تقف حواجز اجتماعية بينه وبين مخاطِبَه، لذا تتم المخاطبة في صيغة الجمع. إذن، يسمح إبقاء العنوان كما هو، بالفرنسية، باستشفاف حالة هذه العلاقة القائمة بين اثنين لن يكونا عاشقين عاديين (بينهما غريم)، تعرفا على بعضهما منذ وقت قريب، وبينهما فارق في العمر (بول تكبر عشيقها بأربعة عشر عاماً).
بالإضافة إلى هذا الاستخدام بدلالته الاجتماعية، هناك في اعتقادي رغبة المترجم في أن يضفي على النسخة المترجمة لمسةً تنقل القارئ، والقارئ الإنجليزي على وجه الخصوص، إلى أجواءٍ فرنسية. لا زالت هذه الأسطورة، أسطورة العشق على الطريقة الفرنسية، والحياة على الطريقة الفرنسية، والأكل الفرنسي، والعطور الفرنسية، و"النبيذ الفرنسي المعتَّق"، تعيش في أذهان الكثيرين من الأوروبيين، ويبدو أنها ستعيش طويلاً.
ولو رأى المترجم، وغير المترجم، جارتنا (النموذج الأمثل للفرنسي العادي)، لانهارت الأسطورة.


.

Post: #147
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-19-2004, 11:04 PM
Parent: #1

العزيز عبد الماجد فرح يوسف
عاطر تحياتي، وشكراً على المشاركة.
تسألني:

"كقارئ أتفق معك علي تفضيلك لكلمة فصل بدلا عن موسم
وبما أني لاحظت تشابها في كلمةSaison في اللغة الفرنسية وكلمة Season في الإنجليزية, وكذلك نعلم أن فترة مصطفي سعيد بإنجلترا لم تكن من الجحيم أو الفردوس.
هل تعتقدي أن ترجمة موسم إلي Season موفقة؟".


في البدء، لا أعتقد أن عنوان رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" يشير إلى إقامة مصطفى سعيد بانجلترا، وإنما هي تسمية تتعدى ذلك بكثير لترمز للعلاقة بين الشرق والغرب، بين الشمال والجنوب، علاقة معقدة بين ثقافتين، يسودها تاريخ من الصدام والمواجع والثأر والحزازات، تاريخٌ من الأساطير والأوهام والأحلام، من التبادل والمشاركة، ومن النزاعات والصراع. وهي علاقة لا ترتبط بفصل، فالفصل زمانه محدد، بينما لا تتقيد المواسم بالضرورة بزمان محدد كالفصول.

يتعلق سؤالك بترجمة كلمة موسم إلى Season وإذا ما كانت ترجمة موفقة أم لا.
أعتقد أن الكلمة الإنجليزية المقابلة لكلمة "موسم" هي Season، وهي أيضاً المقابلة للكلمة العربية "فصل" (مثلما هو الحال بالنسبة للكلمة الفرنسية Saison). وسواءً استخدم الطيب صالح كلمة موسم أو فصل، فإن الكلمة الإنجليزية ستكون هي نفسها.
وربما كان من الممكن عقد مقارنة بين استخدامات الكلمتين "فصل" و"موسم" إذا ما كانت رواية الطيب صالح قد صدرت في الأصل باللغة الإنجليزية، وفي حالة أن تتم ترجمة عنوانها بـ "فصل الهجرة إلى الشمال". إلا أن الرواية قد صدرت بالعربية، وقد اختار لها مؤلفها عنوان "موسم الهجرة إلى الشمال"، وبذلك تنتفي أسباب هذه المقارنة.
لك شكري وخالص تقديري
نجاة


.

Post: #148
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: عبدالماجد فرح يوسف
Date: 11-20-2004, 10:18 AM
Parent: #147

الدكتورة العزيزة نجاة
شكرا جزيلا علي التجاوب مع سؤالي
نجاة
ألاتعتقدين أن كلمة موسم ذات مدلولات إجتماعية ومناخية ومعنوية أكثر من محسوسة أو مادية, فـ"موسم" إرتبطت بالمناخ والهجرة وتكاثر الحشرات والحيوانات والأعراس مثلا كقولنا مواسم الأعراس أو "البكيات", فيما نجد أن كلمة فصل جامدة وذات دلالة مادية حسية فبالرغم من أنها تصف فترة مناخية محددة إلا أنها قد تعني مجموعة من الصفحات في كتاب (مثلا الفصل الأول من الكتاب) وتستعمل في منهجية تصميم المواضيع الأكاديمية وما إلي ذلك؟

Post: #149
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Ash
Date: 11-20-2004, 02:18 PM
Parent: #148

سلام ...

مناكفة :
فصل ولا موسم ! الأثنين ما طاعمين !!!

نجاة ؛
مازلت أعتقد بأن أي حوار عن الترجمة لا يمكن أن يتم بمعزل عن أشكالية الحضور/الغياب .
غياب أو حضور النص الأصلي ، يحكم تقييمي لمدي جودة الترجمة في حد ذاتها . قد أحكم علي جودة كاتب من خلال مترجمه في حالة غياب النص الأصلي ـ وذلك غالبآ الشأن ـ !!!
مثالين أرجو الأفاضة فيهما :
الأول ؛
" ليلة القدر " للطاهر بن جلون ، وأعتقد أن الترجمة لـ محمد بنيس . و
" طفل الرمال " للطاهر بن جلون ، أيضآ . ترجمة مختلفة . ولكن لـ " جلون " حضورآ كاملآ فيهما معآ!!!

الثاني ؛
هل يمكن قراءة " محمد أركون " بمعزل عن " هاشم صالح " !!!

قوس؛
هل ترجمة النصوص تختلف عن ترجمة التجارب !!!

Post: #150
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-21-2004, 10:50 PM
Parent: #1

عبدالماجد فرح يوسف
إذا كنت ترى أن كلمة "مواسم" "ارتبطت بالمناخ والهجرة وتكاثر الحشرات والحيوانات والأعراس"، فإن هناك "مواسم" أخرى مثل مواسم الري ، والغرس، والبذر، والحصاد. أو السياحة، والسفر، والمهرجانات، وهجرة العصافير، وتفتح هذه الزهور أو تلك. وكثير من المواسم غيرها التي تساهم في إضفاء ألوانٍ متجددة على الحياة.

سلامي


.

Post: #151
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-21-2004, 10:55 PM
Parent: #1

آش
كيف حالك؟
مؤكدٌ أن مهمة الترجمة هي أن تجعل النص الأصلي حاضراً في لغة أخرى. وهذا يتوقف على قدرات المترجم وعلى ذخيرته المعرفية التي تجعله قادراً على معرفة المؤلف، أعماله، أسلوبه، الموضوع موضع الترجمة، الظرف الذي تمّ فيه خلق النص الأصلي، إلى آخر ذلك من العتاد الذي لا بد منه من أجل نقل النص الأصلي "حاضراً"، وإلا آل النص إلى غياب. لذلك أرى في "حضور النص الأصلي" و "جودة الترجمة" عبارتين مترادفتين. ويتم ذلك بحضور المعنى وحضور أسلوب المؤلف في النص المترجم. وهذا النوع من الترجمة لا يتقيد بنقل اللغة (أي نقل الكلمات نقلاً معجمياً كما رأينا في مواضع تمّ فيها ذبح النص)، وإنما يبحث في اللغة المترجم إليها عن المعادلات اللغوية المكافئة. فحينما يكتب أحد مترجمي ماركيز "جنازة الأم الكبرى" بدلاً عن "جنازة الجدة"، فإننا نجد أن النقل المعجمي قد غيّب النص هنا. هذا بالطبع مثال بسيط، لكني أعني، بشكلٍ أوسع، أن حضور الكاتب يتم عن طريق تفسير أفكاره. فالترجمة هي تفسير للأصل. وحينما أرفض التقيد بالدلالات المعجمية كالتي جعلت كاظم جهاد يقول "معسكرات الظلال" بدلاً من "الظلال المخيِّمة"، فإنني أرفض بذلك تغييب النص أو تغييب الخطاب. من يترجم مثل ترجمة كاظم جهاد (مقيداً بالدلالات المعجمية غير حافلٍ بالمعنى) لا يمكنه أن يجعل النص الأصلي حاضراً، وإنما يقدم نصاً معتماً تغيب فيه المعاني من فرط الاهتمام بنقل الدلالات. الترجمة ليست هي عملية لنقل اللغة، وإنما لنقل معنى النص.
لم اقرأ ترجمة "ليلة القدر" ولا "طفل الرمال". كما إنني لم أقرأ أركون ـ الذي كان أستاذي في السنة الثانية الجامعية ـ بالعربية، وإنما أقرأ أعماله في لغتها الأصلية.
واعتقد أن معرفة بن جلون وأركون باللغة العربية ـ التي يتقنان غيرها في الكتابة ـ توفر لهما معرفة مدى "حضورهما"، أو بشكلٍ أدق، حضور خطابهما، في النص المترجم. وهذا هو في رأيي السبب الذي أقنع محمد أركون بالقبول بهاشم صالح مترجماً لجلّ أعماله، لتصبح قراءة نصوصه ممكنة عبر ترجماته.
تحفزني الآن، بإثارتك لترجمة أعمال أركون على يد هاشم صالح، للإطلاع على هذه الترجمات. وقد قرأت من قبل ترجمات عربية عديدة لمؤلفين فرنسيين في شتى ضروب المعرفة، من باب الوقوف على عالم الترجمات العربية، ووجدت فيها الترجمات التي تجعل النص حاضراً (بمعناه وأسلوب مؤلفه)، كما وجد الترجمات "الذابحة" أيضاً.

وسأعود لتساؤلك: "هل ترجمة النصوص تختلف عن ترجمة التجارب".
وحتى ذلك الحين لك الود
نجاة


.

Post: #152
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Khalid Eltayeb
Date: 11-22-2004, 02:13 AM
Parent: #1

الاخت العزيزة نجاة

كل عام وانت وبولا والبنات بألف خير .

خالد

Post: #153
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-22-2004, 12:21 PM
Parent: #152

أهلا خالد
وكل عام وأنت وابتسام والأولاد بخير.
عرفت من بوست غالا/إيلوار إنكم زرتم بلاد الشام، فكيف وجدتم "دَمَقْسْ عاصمة الهند"؟(نقلاً عن إحدى عمات بولا).
نجاة

Post: #154
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد ال
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-24-2004, 02:44 AM
Parent: #1

آش
المسلَّط الآخر
بصراحة كدة، أنا لم أفهم ما تقصده بالتحديد بـ "ترجمة التجارب". هل تعني نقل تجارب البشر (الأفراد، والشعوب، والمجموعات العرقية ...إلخ)، عن طريق وصفها والتعريف بها لمختلف الأغراض المتعارف عليها، من معرفة وتبادل وفائدة...إلخ؟ أم أنك تعني التجارب الإنسانية بمختلف أنواعها (في مجالات الفكر، السياسة، الأدب..إلخ) وتياراتها ؟
سأحاول أن أجيب على سؤالك بافتراض إنك تعني الاثنين معاً. ولأبدا بتجارب الشعوب.
أولاً، تعني الترجمة بالنصوص، مكتوبةً كانت أم شفهية، لذلك فإن نقل تجارب الإنسان لا يُعد ترجمةً، فالناقل (أو الواصف) لهذه التجارب، لا ينقلها عن نصوص، وإنما عن معرفة بها، وإن كان هناك جانبٌ في هذا النقل يلامس حدود الترجمة، من حيث إيجاد معادلات لغوية تعبِّر عن المفاهيم غير الموجودة في واقع الثقافة المنقول إليها.
ولأن الفكر الإنساني كوني (universal)، فإنه بالإمكان وصف التجارب المختلفة، حتى وإن كانت المفاهيم الأساسية للتجارب المعنية لا توجد عند شعوبٍ أخرى. على سبيل المثال، هناك من يقول بصعوبة الترجمة، بل واستحالتها، في مواضيع مثل التي تتعلق بتجارب الشعوب. ويقدمون لذلك نماذج (في بعضها الكثير من التبسيط) مثل أن للعرب فيض من التسميات التي يطلقونها على رمالهم وخيولهم وجمالهم، وليس لها مقابل في لغات الشعوب الأخرى، أو أن للإسكيمو ما يزيد على الستين كلمة لوصف أنواع الثلج، ولبعض القبائل الأفريقية عشرات الكلمات لوصف الآلهة، والسحرة، والطواطم. من جانبي، لا أعتقد باستحالة الترجمة، فعقل الإنسان الذي صنع هذه المفاهيم في ثقافات ما، قادرٌ على وصفها لأهل ثقافات أخرى. فحينما وصف كلود ليفي شتراوس تجارب شعوب حوض الأمازون وتناولها بالدراسة والتحليل في كتبه الرائدة في الأنثروبلوجيا، لم تقف اللغة حائلاً دون وصف هذه التجارب، ولا دون إيجاد المعادلات اللغوية في الفرنسية (ثم في اللغات الأخرى التي تُرجمت إليها أعمال ليفي شتراوس). كذلك، وعلى سبيل المثال، لا تحول اللغات ولا البعد الجغرافي ولا الاختلاف الثقافي، دون أن نعرف أن الساحرات في القصص الأوروبية يُعرفن بمكانسهن الشهيرة، أو أن لبابا نويل لحية بيضاء ورداء أحمر، أو أن ارتداء الأقنعة عند بعض قبائل أفريقيا والأمريكتين يرتبط بممارسات طقوسية.
والحال ينطبق على تجارب أخرى معقدة، لا يحول اختلاف اللغات والثقافات دون الوقوف عليها أو دون فهمها(مثلما هو الحال تماماً بالنسبة للترجمة)، من انتشار المد الإسلاموي إلى انهيار حائط برلين، مروراً بالسريالية، والوجودية، وغناء الخنافس.
أتمنى أن لا أكون قد ابتعدت عن سؤالك.

مودتي
نجاة



.

Post: #155
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-27-2004, 05:10 AM
Parent: #1

فجــــر

قبّلتُ فجر الصيف.
لم يكن قد رفّ شيءٌ بعد على واجهات القصور. كان الماء ميتاً. والظلال لا زالت مخيمةً على درب الغابة. مشيت موقظاً أنفاساً لاهثةً دافئة، الدرر تنظر، والأجنحة تخفق بلا ضجيج.
أولُ شيءٍ أغواني، على الدرب الذي فاض طراوةً وبريقاً خافتاً، كان زهرةً همست لي باسمها.
أضحكني فيض الضوء المُبْهِر، متخللاً أشجار الصنوبر، وعند القمة الفضية عرفت إنها الإِلَهَةُ آتية .
فأزِحتُ الغلالات واحدةً أثر أخرى. على الطريق، وأنا ألوِّح بذراعيّ هنا وهناك. على السهل، وشيتُ للديكِ بها. نحو المدينة الكبيرة، ولّت هاربة بين الأجراس والقباب، كمتسول يجري على الأرصفة المرمرية، فركضت خلفها.
من أعلى الدرب، على مقربة من غابة من أشجار الغار، لففتها بغلالاتها الكثيفة، وشممت قليلاً جسدها الممتد. انحدر الفجر والطفل إلى سفح الغابة.
حينما صحوت. كان منتصف النهار.


Dawn Visitations

لوحة للفنان البريطاني المعاصر هارولد هيتشكوك.
رأيت أن المرأة في هذه اللوحة تشبه المرأة/الفجر في قصيدة رامبو

يا آش،
تاني ما حأرد على سؤال، طالما بترمي كلامك وما ترجع.
وكلامي موجّه لأسامة أيضاً.
تحياتي لكما وللجميع
نجاة

Post: #156
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-27-2004, 07:30 AM
Parent: #1

.


لوحة للفنانة البلجيكية مارت غيلا استلهمتها من مجموعة رامبو "الإضاءات".
وكما أشرتُ من قبل، فإن رامبو اختار لديوانه عنواناً جانبياً هو Colored plates (الصفائح المنقوشة الملونة)، ولو أردت تغيير ترجمتي لعنوان هذا الديوان لاخترت له "نقوش مضيئة".
نجاة


.

Post: #157
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Raja
Date: 11-27-2004, 11:08 AM
Parent: #1

الفاضلة نجاة وضيوفها الراقيين..

تحية وسلام..

المثل بيقول: Better late than never

أتابع هذا العمل القيمة.. وكل يوم لازم أدخل أزيد وأتذوًد..

أرفعه الآن إلى حين الدخول مرة أخرى..

تحياتي..

Post: #158
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Khalid Eltayeb
Date: 11-27-2004, 09:39 PM
Parent: #1

Quote: لوحة للفنان البريطاني المعاصر هارولد هيتشكوك.
رأيت أن المرأة في هذه اللوحة تشبه المرأة/الفجر في قصيدة رامبو


المرأة في تلك اللوحة مضيئة أو بالاحري مصدر ضوء تجسد لي تصوري عن الملائكة و الذين هم في مخيلتي بؤر نور .


خالد

Post: #159
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-28-2004, 00:47 AM
Parent: #1

العزيزة رجاء
شكراً على الاهتمام والمرور
وفي انتظار دخولك القادم

خالد الطيب
ما رديت على سؤالي الفوق بخصوص رحلتكم إلى بلاد الشام.
تقول "المرأة في تلك اللوحة"، أي لوحة تقصد،
لوحة رامبو أم لوحة مارت غيلا؟

أسامة وآش
أكرر كلامي أعلاه

مودتي للجميع
نجاة

Post: #160
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Khalid Eltayeb
Date: 11-28-2004, 01:49 AM
Parent: #1

الاخت نجاة

المرأة المقصودة هي تلك التي تطهر في لوحة هارولد هيتشكوك , وهي لاتظهر لم من المرة الاولي ولكن ان ركزنا قليلا لراينا نورا في شكل امراة , يعني اضاءات Illuminations واللوحة تنسجم تماما مع اضاءات " رامبو" فأذن المرأة هنا " ضواية" زي الرتينة أو زي " شمس الضحي" أو زي " ضوء الشمس الذي لايغيب" مع العلم بأن ضوء الشمس يغيب.

أما بخصوص يلاد الشام و " دمقس" علي قول عمة بولا " وناس بربر ديل نحن بنسميهم " المعوكاب" , فقد كتبت لايمان أحمد في بوست أيلوار/جالا مايلي , ربما تحدين اجابات لسؤالك عن الشام , و لربما سأكتب في سانحة أخري بالتفصيل عن تدمر و الملكة زنوبيا الخ....

الاخت ايمان :
شكرا علي سؤالك هن أسباب الغياب وكما أسلفت , فقد كنت في أجازة في سوريا وقد كانت رائعة ومفيدة وقد زرت فيها مقام " رأس الحسين" و السيدة زينيب والسيدة رقية ومقام صلاح الدين الايوبي والشيخ محيي الدين بن عربي وزرت ايضا المعرض الدائم للكتاب والذي تنظمه جمعية الصداقة السورية الروسية واشتريت كذلك " شرائط كاسيت" لمرسيل خليفة ودخلت السينما 3 مرات . وزرت معظم الاماكن السياحية حول دمشق مثل جبل قيسون ولكن لم يسعفني الوقت بزيارة تدمر وحلب وطرطوس . وبالطبع لم بفت علينا ان نشتري من سوق الحميدية " الملايات" و " الجلاليب" و الملابس الشتوية . الرحلة كانت مرهقة اذ سافرنا برا من الدمام في رحلة استغرقت 24 ساعة مررنا خلالها بمدينة عمان الاردنية وكانت فرصة طيبة لل sightseeing . علي العموم استمتعنا جدا خاصة و ان الابن الاكبر مازن كان قدانضم الينا قادما من السودان فاجتمع شملنا في بلاد الشام وتبادلنا معه الاخبار و " الشمار"

Post: #161
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-28-2004, 05:54 PM
Parent: #1

الأخ خالد
من الأفضل لك النجاة بجلدك. ما شايف ناس بربر كتروا في البورد؟
ثم حرام عليك ياخ بربر دي كانت حاضرة السودان الأولى لفترة طويلة فكيف تصف أهلها بـ "المعوكاب"؟

Post: #162
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Khalid Eltayeb
Date: 11-28-2004, 09:41 PM
Parent: #1

الاخت العزيزة نجاة

لن أنجو بجلدي من جلدي وأهلي ناس بربر , وبربر المقصودة هنا ليست بربر المدينة أو الحاضرة فحسب بل تشمل كل المنطقة الممتدة من خليوة جنوبا الي القدواب و نقزو و الحصا شمالا وغربا حتي الباوقة " السمح تفاحها" و جادالله وحلة يونس غربا. " المعوكاب" لفظة في حقيقة الامر يطلقها أهل بربر " المدينة" علي اهل ريفي بربر الذين انتمي لهم و لست متأكدا بالظبط من مدلولها وتأريخيتها واحسب انها تشبه " الروس" التي يطلقهاسكان مدني علي أهل قري الجزيرة المحيطة و ربما تستطيعين انت او الاستاذ بولا التفصيل اكثر في التعريف بمعني كلمة " المعوكاب" .. أعتذر عن استخدامها ان أثارت حفيظة أهل بربر فلم يكن الدافع اثارة عداء اوتقليل من شأن ناس بربر وانا واحد منهم وان ترعرعت ونشأت في مكان أخر....

أعتذاري لرامبو وقراء هذا البوست ... وتحياتي الي بولا و البنات ..


لا للارهاب!!



Post: #163
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-28-2004, 10:36 PM
Parent: #1

خالد ما بتعرف الهزار ياخ؟
يعني كان لازم أضيف وجه من الوجوه الصفر الضاحكة؟
كلمة "معوكاب" يطلقها أهلك من ناس بربر الكبرى (على وزن باريس الكبرى، كما
ذكرت لك الأخت منى في رسالتها في بوست غالا/ إيلوار) على المناطق البعيدة
منهم، من باب القول بقلة حظ هؤلاء في التمدن . ومن هذا الفهم، اعتبرت
دوائر باريس الأدبية أن رامبو "معوكابي"،فأبعدوه من وسطهم. فخسروا، وكسب
العالم، وكسبت أنا لقاء هذه الكوكبة من الأصدقاء في هذا البوست في رحاب رامبو.
يا إرهابي

تحياتي

Post: #164
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Khalid Eltayeb
Date: 11-29-2004, 10:39 AM
Parent: #1

الصديقة العزيزة نجاة

أمال الوجوه الصفرا عملوها في شان شنو؟؟؟

الحمدلله ان رامبو طلع " معوكابي" مثلي تماما . و بحسب رواية مني محجوب فان بول أيلوار أيضا " معوكابي" لانة ولد و ترعرع خارج باريس الكبري ...

تحياتي و مودتي

Post: #165
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 11-30-2004, 05:25 PM
Parent: #1

خالد الطيب
أطيب تحياتي

وُلد بول إيلوار في ضاحية سان دوني بالإقليم الباريسي، وكان وجهاً من الوجوه البارزة في الساحة الثقافية الفرنسية، ولا أريد أن أقول من صفوة المجتمع الثقافي الباريسي، فقد برزت موهبته وقدم مساهمته في إطار الحركة الثقافية التي قدمت نفسها في منتصف عشرينيات القرن الماضي كبديلٍ مناهض لممثلي الثقافية الرسمية وجزءٍ من حركة النضال الوطني. وفي عام 1926، انضم إيلوار مع السرياليين إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، وقد تمّ فصلهم منه في عام 1933 لاختلافهم مع التيار السائد داخل الحزب حول احتذاء النموذج السوفيتي، وليس بسبب رؤيتهم لدور الفن والأدب في المجتمع (هذه هي النقطة التي أود الحديث عنها مع السمندل تعقيباً على مداخلته الأخيرة). لكنه انضم إلى صفوف اليسار في حركة المقاومة ضد الاحتلال النازي، وأصبح في عام 1940 واحداً من أبرز شعراء المقاومة، إلى جانب لويس آراغون.

آش
اعتذرت عن الإطلال بسبب تعذر العثور على البوست من جراء الغزو الفضائي الإسفيري الأخير (ودي مناسبة للتذكير ببوست حافظ خير).
أها سهلت ليك المهمة، فهل من عذرٍ جديد؟

للجميع مودتي
نجاة

Post: #166
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-02-2004, 02:35 PM
Parent: #1

.

رامبو بريشة الفنان هنري فانتا لاتور Henri Fantin Latour
(1836-1904)
.

Post: #168
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-07-2004, 08:56 AM
Parent: #166

إيمان تركت لك بعض كلمات.
تجدينها بعد الوصلات التي أضفتيها.

مودتي
نجاة

Post: #169
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Khalid Eltayeb
Date: 12-07-2004, 12:08 PM
Parent: #1

آش

أها بعد ده ماعندك عذر ...

Post: #170
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-09-2004, 08:12 AM
Parent: #1

خالد شكراً على المرور
وسيبك من آش، "نسيب الجيتو"، كما قال عنه السمندل.
قرأت أنك تقوم بـ "تشطيب" البوست التوأم، غالا/ إيلوار، لذلك سأجيئك بإضافة
هناك، ربما ستكون عن أثر رامبو في شعر إيلوار، وفي شعر السرياليين
بصفةٍ عامة. المهم ستكون لها علاقة برامبو وإيلوار.
ولأن تمر الفكي شايلو ومشتهيه، فسأنقل هذه الإضافة إلى هنا.

تحياتي
نجاة

Post: #171
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Ash
Date: 12-09-2004, 10:46 AM
Parent: #170

سلام ...

نجاة

والله مزنوق إمتحانات و" أدني يومين " علي قول سيدأحمد الحسين !!!

خالد الطيب

بطل مشاكل !!!

Post: #172
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Abdalla Hussain
Date: 12-09-2004, 07:52 PM
Parent: #1

سلام نجاة، ومساء الخير رامبو.

Post: #173
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-10-2004, 12:11 PM
Parent: #1

أهلاً عبد الله حسين
سألنا عنك سؤال الضهبان، وعرفنا إنك غارق أيضاً في الامتحانات
والحمد لله على هذه الطلة بعد الغيبة الطويلة.

آش
أمنياتي بالنجاح.
ولا تهتم بالمناكفة.

كل ودي
نجاة

Post: #174
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-20-2004, 10:22 PM
Parent: #1

خالد الطيب، أهل القوس، وقراء رامبو،
وعدتكم بقصيدة لبول إيلوار ذات نفسٍ رامبوي، والآن، أترجم لكم هنا قصيدته
"قوسُ عينيكِ"، وقد كانت من القصائد التي بدأت بها شهرته.

أفسدت التعديلات الكثيرة شكل القصيدة، لذلك سأنزلها من جديد.

Post: #176
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-21-2004, 09:29 AM
Parent: #174

قوسُ عينيك
للشاعر بول إيلوار
1926

قوسُ عينيكِ يُحيطُ بقوسِ قلبي،
حلبةَ رقصٍ ونعومة،
مكللةً بهالةِ الزمانْ، مهدَ ليلٍ آمنٍ،
وإن لم أعد أذكر يوماً كل ما عاشته عيناي في هذي الحياة،
فذلك لأن عيونكِ لم تكن قد رأتني،

أوراقُ شجرِ النهار ورغوةُ الندى،
مزاميرٌ من رياح، وابتساماتٌ من شذى،
أجنحةٌ تغمر الكونَ بفيضٍ من ضياء،
سفنٌ محملةً بالسماءِ والبحرِ،
صيادون يصطادون الضجيج، ومنابعُ ألوان،

عطورٌ تفتحت في غمرةِ الفجرِ،
تَرْفُلُ وسطَ أعشابِ النُجومْ،
وكما تمنحُنا البراءةُ ضوءَ النهارْ،
فإن عيونَكِ تمنحُنا العالمَ بِأَسْرِهِ.


ترجمة نجاة محمد علي

.

Post: #175
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Khalid Eltayeb
Date: 12-21-2004, 06:47 AM
Parent: #1

شكرا نجاة لترجمة " قوس عينيك" ..

شايف " الفكي" ماقصر ووزع تمره هنا وعند السيد أيلوار وعند " المغاربة الملاعين" ..

آش

شد حيلك وركز في دروسك مع تمنياتي لك بالنجاح الباهر ...

Post: #177
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Nagat Mohamed Ali
Date: 12-26-2004, 09:22 AM
Parent: #1

خالد الطيب،
أردت أن تكون قصيدة إيلوار "قوس عينيك" قوساً يكمل بوست رامبو وعام رامبو. وتحيةً أيضاً لزوار رامبو ولأهل القوس اللعين، ولغالا وإيلوار في البوست التوأم.
تحياتي
نجاة

Post: #178
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: Khalid Eltayeb
Date: 01-04-2005, 11:32 PM
Parent: #177

الاخت نجاة

ولقد كانت قصيدة " قوس عينيك" فعلا مسك الختام ... تحياتي لك و لاسرتك الكريمة و شكرا علي كل هذا العمل الرائع هنا و في البوست التوأم و كل عام و انت بخير مع تحياتي الي استاذنا عبدالله بولا .. و نأمل أن نراكما هنا مجددا...

خالد

Post: #179
Title: Re: حديثٌ عن رامبو في الذكرىال150 لميلاده.و3من قصائده ل Ash،السمندل وعبد الله ح
Author: khider
Date: 01-05-2005, 09:27 AM
Parent: #178

up