قرار وقف اطلاق النار أيا كان نوعه ومعناه وهدفه ، فهو يعني إيقاف ازهاق أرواح من المواطنين المدنيين والعسكريين ،ولو الى حين ...!!!فما من يوم يمر دون اطلاق ( طلقة) واحدة على انسان او حيوان ، ففيه الحفاظ على أرواح من تبقى من المجني عليهم والأبرياء الذين حصدت ارواحهم نيران المتحاربين في المنطقة دون هوادة ولا ذنب لهم غير انهم قد كتب عليهم ان يكونوا من مواطني هذه المنطق الملتهبة ...!!!! قرار الرئيس بوقف الحرب في هذا الوقت بالذات وفي هذا الشهر الفضيل ،كان قرارا يراه الكثيرين بأنه قرارا شجاعا وقرارا صائبا وحكيما وله ما بعده ...خاصة وان هذا القرار قد صدر من مصدر قوة وليس مصدر ضعف ، صدر وقوات الجيش تكاد تبسط اياديها كاملة على كل مسارح العمليات ، وكانت على مشارف ( كاودا) المعقل الأخير والحصين لقوات التمرد ، ولو تأخر هذا القرار أسبوعا او أسبوعين لتغير الموقف برمته ولدخلت القوات الى كاودا واخرجت منها كل ما تريد ولألقت القبض على قادة التمرد واحدا واحدا ان كانوا فعلا موجودين في مسارح العمليات وليسوا في فنادق ( اسيادهم) الفاخرة الذين يحاربون بالوكالة عنهم ...!!! نرى ان هذا القرار قد لقي ترحيبا واسعا واشادة من كل مكونات المجتمع الدولي وعل رأسه ( رأس الحية ) أمريكا التي كانت الممون الرئيس لكل حركات التمرد في السودان كله ، لكنها الآن اقتنعت تماما بأنها كانت ( تنفخ في قربة مقدودة )وطيلة هذه المدة التي فاقت الربع قرن من الزمان ، لم يستطيعوا مليء هذه القربة ( عسلا) وتقديمها ( لسيدتهم ) أمريكا .... لهذا أمريكا أشادت بهذا القرار وطالبت الحركات المسلحة بالتوقيع على خارطة الطريق ، ورأت هي نفسها في هذا القرار حفظا لماء وجهها وتمسكت به ، وان لم تستجيب لها الحركات المسلحة فستنسحب من المسرح وتتركه لهم ، ...وحينها سيتسارعون الواحد تلو الآخر للحاق بخارطة الطريق والحوار الوطني الذي طال امده ،..وسيأتوا منكسي رؤوسهم ، لأنهم لم يأتوا له بارادتهم ولكن بإرادة (اسيادهم ) .... وحينها سيعلم الشعب السوداني كله واهلهم في مناطق التمرد بأنهم ( قتلوهم) من اجل مصلحتهم ومصلحة اسيادهم ، ولن يقبلوا بأن يكون منهم من يمثلهم في مستقبل السودان ...!!!؟؟؟؟ ولقادة التمرد في المنطقتين نقول : .... في هذا الشهر الفضيل أعطوا لأنفسكم مساحة من الوقت واجلسوا سويا ، وقوموا بجرد حساب دقيق وشفاف وشامل و ( شوفوا بالله عليكم )ماذا فعلتم طوال هذه المدة وماذا قدمتم لأهلكم وللمنطقة وكم من الأرواح ( ازهقتم ) – انتم والحكومة -... ولو ان ما صرفتوهوا جميعا على هذه الحرب اللعينة ، لو ان ربعه او نصفه تم صرفه على تنمية المنطقة لما احتاج السودان كله لمساعدة الآخرين ، لما تحتويه هذه المنطقة من موارد هائلة ، بدءا من البترول وحتى الذهب والألماس وكل المعادن بأنواعها ، ناهيك عن الثروة الحيوانية والزراعية التي ليس لها مثيل في العالم ....!!!؟؟؟ فكل ما نقوله لكم وقلناه كثيرا : حكموا صوت العقل وعودوا الى رشدكم وانضموا للسلام لتحافظوا على ما تبقى من اهلكم ومنطقتكم ،،.. وتأكدوا تماما انكم بعد الآن لن تستطيعوا فعل شيء يذكر ، لأن المجتمع الدولي بأسره وعل رأسه ( سيدتكم ) أمريكا قد سئم منكم ، ولن تجدوا من يمولكم بالسلاح او غيره ... وان عاجلا او آجلا سينفد ما بيدكم وستأتوا طائعين منكسي رؤوسكم ونادمين حيث لا ينفع الندم ..!!؟؟؟ تخريمة كبــيـــــــــــــــرة : نقولها للحاكمين في دولة الجنوب : ان كنتم تريدون إقامة علاقات طيبة مع الشمال الذي كنتم جزءا منه يوما ما ، فأرفعوا ايديكم عن دعم التمرد وطرد قادته من بلادكم اليوم قبل الغد ، .. فأنتم تعلمون كما نعلم انهم موجودون على ارضكم وياتمرون بأمركم ويسمون احزابهم باسمكم .... !!! وحكموا عقلكم أيضا وانظروا اين تكمن مصلحتكم ، في الشمال كله او في هذه الشرزمة التي هي الى زوال ان عاجلا او آجلا ...!!؟؟؟ والله من وراء القصد ،،، وبالله التوفيق ،،، محمد فضل – جدة 25 يونيو 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة