انتهت الثلاثاء الجولة التي قام بها السيد رئيس الجمهورية لولايات دار فور قبل انطلاق الاستفتاء الإداري في نهاية النصف الأول من أبريل الجاري، وقد اتت الجولة سريعة حيث غطت كل الاقليم في خمسة أيام فقط، مما يعني أن برنامجها كان ضاغطاً على الوفد الرئاسي عموماً وأولهم السيد رئيس الجمهورية نفسه، لكنها كانت ضرورية لتأكيد وقوف الرئاسة مع أهل دارفور واهتمامها به كجزء عزيز على هذا الوطن والبلاد تضع اللمسات الختامية لاتفاقية الدوحة لسلام دارفور. الجولة حققت الكثير من المكاسب التنموية والسياسية والإعلامية والاقتصادية بافتتاحات للعديد من المشاريع وتماسك الجبهة الداخلية الدارفورية تجاه قضاياها والتأكيد على حالة الأمن والاستقرار التي تتمتع بها دارفور الآن حيث أن الالاف خرجوا لاستقبال البشير في كل المدن التي زارها وعادوا سالمين من حيث أتوا، وكذلك عزم الرئاسة تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي سيكون لها مردود ايجابي كبير علي حياة المواطن الدر فوري على المدى القريب والبعيد، كما حظيت الزيارة على تغطية اعلامية مميزة داخلياً وخارجياً. أهم ما لفت نظري في هذه الزيارة هي اصطحاب السيد رئيس الجمهورية لعدد كبير جداً من الصحفيين والإعلاميين الأجانب لتغطية الزيارة وهذه لفتة بارعة من القائمين على الاعلام الرئاسي كانت البلاد في حاجة ماسة لها لعكس واقع الحال على ارض دارفور للمجتمع الدولي والرأي العام العالمي والناشطين والمهتمين بالشأن السوداني، حيث ان البلاد تحتاج لفتح نوافذ تواصل مع كل العالم لكي يرى بأعين محايدة وكاميرات وشاشات تنتمى له ما يدور بداخل السودان عامة وبصفة خاصة دارفور ولا يعتمد على الهالة الاعلامية السلبية التي لها اغراض وأهداف من التغطيات الاعلامية الموجهة التي تخدم اجندتها. هذه الخطوة حتماً موفقة في كسر الطوق الاعلامي المفروض على البلاد وهي خطوة لا تأتي إلا من عالمين ببواطن الاعلام العالمي وسيكون لها ما بعدها عندما تعرض اللقاءات التي قاموا بإجرائها والصور التي التقطتها كاميراتهم والملاحظات التي دونتها دفاترهم، حينها سيعرف العالم الأمن والأمان الذي تتمتع به دارفور بعد ان كانت أرض للحروبات والقتل أصبحت الآن أرض للسلام والحب يتوق مواطنها للتنمية والنماء بعد أن ودع سنين عجاف مضت تشريداً ونزوحاً وترويعاً. الوكالات والقنوات والصحف التي قاد تغطياتها صحفيين اجانب هي وكالات وقنوات من العيار الثقيل أهمها البي بي سي ووكالة الأنباء الروسية وتلفزيون المانيا والشروق الجزائرية وقناة (فيزيكس) الصينية واحدى وكالات الانباء الأمريكية المستقلة والتايمز وتلفزيون نيويورك والتلفزيون الفرنسي وعدد مقدر من المؤسسات الاعلامية الدولية الأخرى. أما الوكالات والقنوات التي قاد تغطياتها صحفيين سودانيين اهمها وكالة رويترز ووكالة (سبوتينك) الروسية والوكالة الفرنسية والوكالة الصينية وقناة الجزيرة والسي ان ان، زد على ذلك كل الصحف والقنوات السودانية التي نقلت الحدث بلهجة سودانية خالصة، بالنظر لكل هذه الجهات تكون التغطية الإعلامية هذه المرة كانت فريدة عمت كل العالم لتكون اللوحة التي شكلها مواطني دارفور مرئية لكل الكون، هذا إن دل إنما يدل على حصافة القائمين على امر التغطية الإعلامية الرئاسية وشمولية رؤيتهم وإدراكهم لأهمية الاعلام في هذه المرحلة من مسيرة الوطن. نشر بصحيفة الوفاق (7/ 4/ 2016م) ص
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة