=فيما يلي مختصر اعلان انشيون (في كوريا) عن ما تعهدت دول العالم بفعله في مجال التعليم بحلول العام 2030 .. و السودان واحدة من هذه الدول . فكون اعلان انشيون خارطة طريق عالمية للتعليم يعني انها ايضا حارطة طريق للتعليم في السودان . و اعتقد انه من المهم لكل سوداني الاطلاع على مثل هذا الاعلان لاتخاذ القرار او ابداء الراي و الملاحظة حول كيف يتم تعليم ابناءنا و بناتنا و هل تقوم وزارات التربية بدورها على الوجه الاكمل ام لا . نحن الوزراء ورؤساء الوفود وأعضائها ورؤساء الوكالات والمسؤولين في المنظمات المتعدّدة الأطراف والمنظمات الثنائية، وممثّلي المجتمع المدني والمعلمين والشباب والقطاع الخاص، قد اجتمعنا في إنشيون بجمهورية كوريا في شهر أيّار/مايو من عام 2015 بناءً على دعوة المديرة العامة لليونسكو من أجل المشاركة في المنتدى العالمي للتربية لعام 2015 . آخذين بعين الاعتبار التقدّم الذي أُحرز على صعيد تحقيق أهداف التعليم للجميع منذ عام 2000 و حتى الان فإننا قد اتفقنا على النقاط الاتية التي نسميها (اعلان انشيون) و التي اتفقنا على امال تحقيقها على ارض الواقع بحلول العالم 2030. 1= تتمثّل رؤيتنا في تغيير حياة الناس عن طريق التعليم الذي سيقوم بالدور المهم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقد استلهمنا رؤيتنا من رؤية إنسانية للتعليم والتنمية تقوم على حقوق الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية والإدماج والحماية والتنوع الثقافي واللغوي والإثني والمسؤولية المشتركة والمساءلة المتبادلة. ونؤكد مجدداً أنّ التعليم يعتبر مصلحة عامة وحقّ أساسي من حقوق الإنسان، وأساس يُستند إليه لضمان إنفاذ الحقوق الأخرى. وهو ضروري للسلام والتسامح والازدهار البشري والتنمية المستدامة. ونعلم أن التعليم عامل رئيسي في توفير فرص العِمالة الكاملة وفي القضاء على الفقر. وسنركّز في جهودنا على إمكانية الانتفاع بفرص التعلّم والتعليم، وعلى الإنصاف والشمول والجودة. 2= نتعهد عبر اعلان انشيون بضمان توفير 12 عاماً من التعليم الابتدائي والثانوي الجيّد المُنصف المجاني المموّل من الأموال العامة / منها 9 أعوام على الأقلّ من التعليم الإلزامي / من أجل تحقيق نتائج التعلّم الملائمة. 3= ونشجّع على توفير عام واحد على الأقلّ من التعليم قبل الابتدائي الجيّد المجّاني والإلزامي، وعلى تمكين جميع الأطفال من التمتع بفرص التنمية والرعاية والتربية الجيدة في مرحلة الطفولة المبكرة. 4= ونتعهّد بتوفير فرص حقيقية للتعليم والتدريب للأطفال والمراهقين الكثيرين غير الملتحقين بالمدارس، الذين يتطلب وضعهم اتخاذ تدابير فورية هادفة ومستدامة لضمان التحاقهم جميعاً بالمدارس وضمان تمكينهم جميعاً من التعلّم.
ولمّا كان ضمان الشمول والإنصاف في التعليم وتحقيق الإدماج والإنصاف عن طريق التعليم الركن الأساسي لجدول أعمال التعليم الرامي إلى تغيير حياة الناس، فإننا ايضا : 5= نتعهّد بالتصدّي لكل أشكال الاستبعاد والتهميش ولكل أوجه انعدام التكافؤ ولكل اوجه انعدام المساواة في مجال الانتفاع بفرص التعلّم والتعليم والمشاركة ولكل أوجه التفاوت في نتائج التعلّم. 6= وينبغي لنا ألاّ نعتبر أننا بلغنا أية غاية من الغايات الخاصة بالتعليم ما لم يبلغها الجميع. 7= ولذلك فإننا نتعهد بإجراء التغييرات اللازمة في السياسات التربوية وبالتركيز في جهودنا على الفئات الأشد حرماناً، ولا سيّما الأشخاص المعوقين، لضمان عدم ترك أي شخص بدون تعليم.
وإننا لندرك أهمية المساواة بين الجنسَين في مجال السعي إلى تميكن الجميع من التمتع بالحق في التعليم. ولذلك : 8= نتعهد بدعم السياسات والخطط وبيئات التعلّم المراعية لقضايا الجنسين، وبتعميم مراعاة قضايا الجنسين في إعداد المعلمين وفي المناهج الدراسية، وبالقضاء على التمييز والعنف القائمين على نوع الجنس في المدارس. 9= ونتعهد بتعزيز المُدخلات والعمليات وتعزيز تقييم النتائج ووضع آليات لقياس التقدّم. 10= و نتعهد بتمكين المعلمين والمربين وتوظيفهم توظيفاً ملائماً وتدريبهم تدريباً جيداً وتأهيلهم تأهيلاً مهنياً مناسباً، 11= و نتعهد بضمان تمتع المعلمين بالحوافز وأوجه الدعم اللازمة في إطار نُظم تعليمية ناجعة تُدار بطريقة فعالة وتُزوّد بموارد كافية. 12= و نتعهد بتعزيز الفهم بان التعليم الجيد هو الذي يعزز الإبداع والمعرفة، ويضمن اكتساب المهارات الأساسية المتمثلة في معرفة القراءة والكتابة والحساب، وكذلك المهارات التحليلية والمهارات اللازمة لحلّ المشاكل وغيرها من المهارات المعرفية والمهارات الخاصة بالتواصل بين الناس والمهارات الاجتماعية المتقدمة. 13= كما نتعهد بتعزيز الفهم بان التعليم يؤدي أيضاً إلى تنمية المهارات والقِيم والمواقف التي تمكِّن المواطنين من التمتع بموفور الصحة والسعادة في حياتهم، و تمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة، و تمكنهم من التصدي للتحديات المحلية والعالمية عن طريق تعليمهم مهارات التنمية المستدامة وتعليمهم مهارات المواطنة العالمية. 14= و نتعهد بالتشديد على أهمية التثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة الواردة في خطة الأمم المتحدة للتنمية لما بعد عام 2015. 15= ونتعهّد كذلك بتعزيز فرص التعلّم الجيد مدى الحياة للجميع في كل السياقات وفي كل مستويات التعليم. ويشمل هذا الأمر تعزيز إمكانية الانتفاع المنصف بفرص التعليم الجيد والتدريب الجيد في المجال التقني والمهني، وبفرص التعليم العالي والبحث العلمي ، مع إيلاء العناية الواجبة لضمان الجودة. ويُعدّ توفير سُبل مرنة للتعلّم، والاعتراف بالمعارف والمهارات والكفاءات والمؤهلات التي تُكتسب عن طريق التعليم غير النظامي وغير الرسمي والتصديق عليها واعتمادها، أمراً مهماً للغاية . 16= ونتعهّد أيضاً بضمان تمكين كل الشباب والكبار، ولا سيّما الفتيات والنساء، من بلوغ مستويات ملائمة ومعترف بها من الكفاءة الوظيفية في القراءة والكتابة والحساب ومن اكتساب المهارات الحياتية اللازمة، وضمان إتاحة فرص تعلّم وتعليم وتدريب الكبار لهم. 17= ونتعهد فضلاً عن ذلك بتعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار. و بوجوب تسخير تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لتعزيز نُظم التعليم في نشر المعرفة عبر توسيع إمكانية الحصول على المعلومات .
وتنتابنا مخاوف شديدة حين نرى أنّ قسماً كبيراً من الأشخاص غير الملتحقين بالمدارس في مختلف أرجاء العالم في الوقت الحاضر يعيشون في مناطق متضررة من النزاعات . أن الأزمات وأعمال العنف والهجمات على المؤسسات التربوية والتعليمية والكوارث الطبيعيّة والأوبئة ما زالت تعيق التعليم والتنمية على الصعيد العالمي , و بناء عليه : 18= نتعهّد بوضع نُظم تعليمية أكثر شمولاً وتجاوباً ومرونةً لتلبية حاجات الأطفال والشباب والكبار في تلك المناطق، ومنهم النازحون واللاجئون. 19= ونشدد على ضرورة تقديم التعليم في أجواء تعليمية آمنة ومشجعة ومأمونة وخالية من العنف. ونوصي باتخاذ ما يكفي من التدابير لمواجهة الأزمات بدءاً بالتدابير الخاصة بحالات الطوارئ ثمّ التدابير الخاصة بالإنعاش وإعادة البناء، وتحسين تنسيق المساعي الوطنية والإقليمية والعالمية الرامية إلى مواجهة الأزمات، وتنمية القدرات اللازمة للحدّ من مخاطر الأزمات والتخفيف من وطأتها بصورة شاملة، من أجل ضمان الاستمرار في توفير التعليم أثناء النزاعات وحالات الطوارئ وخلال مرحلة ما بعد النزاع ومرحلة الإنعاش المبكر.
ونؤكد مجدداً أنّ المسؤولية الرئيسية عن تنفيذ تلك التعهدات بنجاح تقع على عاتق الحكومات. وقد عقدنا العزم على وضع أُطر قانونية وسياسية تعزّز المساءلة والشفافية، وكذلك الحوكمة التشاركية والشراكات المنسّقة على كل المستويات وفي كل القطاعات، وعقدنا العزم على الذود عن حقّ الأطراف المعنية كافة في المشاركة.
وندرك أنّ نجاح تنفيذ تلك التعهدات حتى عام 2030 لا يمكن أن يتحقّق بدون زيادة كبيرة وذات أهداف محددة في التمويل. وقد عقدنا العزم على زيادة الإنفاق العام على التعليم تبعاً للظروف السائدة في كل بلد، و لكننا نحثّ على الالتزام بالمعايير المرجعية الدولية والإقليمية التي تقضي بتخصيص نسبة تتراوح بين 4 و6 في المائة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي للتعليم و إنفاق نسبة تتراوح بين 15 و20 في المائة على الأقل من مجموع النفقات العامة على التعليم.
ان إعلان إنشيون هو التزام تاريخي منّا جميعاً بتغيير حياة الناس عبر رؤيتنا الجديدة للتعليم و عبر التدابير الجريئة والمبتكرة الرامية إلى تحقيق الاهدف الطموحة بحلول عام 2030. -------------------------------------------------- مختصر إعلان إنشيون .. / بقلم / نوري حمدون -------------------------------------------------
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة