منذ القرن السابع الميلادي، ظل الدين الإسلامي، ينصل من حياة الناس تدريجياً.. كل عام ترذلون.. فالآن قد نصل الدين تماماً، عن حياة الناس، وترك مكانه للعلمانية، وطبيعتها المادية.. فقد أصبحت العلمانية هي الدين الوحيد السائد في الأرض.. وبسيادتها، سادت الدنيوية، وملكت عقول وقلوب الناس جميعاً تقريباً.. والجديد الهام جداً، في الحضارة البشرية، هو وحدة الكوكب الأرضي.. وهذا أمر له ما بعده.. لأول مرة في التاريخ تصبح هنالك حضارة كوكبية.. وقد أصبحت هذه الوحدة، هي التحدي الأساسي.. فهي تطالب بمظهرها في حياة الناس، كبيئة جديدة، تفرض التأقلم معها.. فأصبحت هنالك حاجة ملحة للوحدة الفكرية، والوحدة الخلقية.. وبفشل أحلام عصر التنوير، فشل الحلم العظيم الذي حلمت به العلمانية.. أو قل حلم به طلائعها.. فحلم السلام، تبخر وحَلَّ محله: هتلر وموسيليني وستالين والحرب العالمية الأولى والثانية.. وما أن انقضت الحرب العالمية الثانية، إلا وتبدد معها كل أمل في حل من داخل العلمانية.. وساد الرفض عند الأذكياء، فكانت موجة ما بعد الحداثة، ورفضها لكل ما هو كلي ومجرد، ومنتظم.. وتمَّ رفض العقل كوسيلة للمعرفة.. فالنصف الثاني من القرن العشرين، هو قمة الحضارة الغربية، وبداية عدها التنازلي.. وتوج الفشل، بهيمنة رأسمالية السوق الحرة، وسيادة المادية على الحياة، سيادة تامة، جعلت من البشر مجرد حشرات اقتصادية. إننا نعيش في أكبر منعطف في تاريخ الحضارة على الأرض.. فقد استبدت المادية استبداداً تاماً، رغم أنها علمياً، تم تجاوزها بصورة تامة. بالتعبير الديني، نحن اليوم نعيش في عهد (فترة).. والفترة تعني غياب الدين عن حياة الناس، وهي ما جاء التعبير عنها بقوله تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".. (على فترة من الرسل) يعني من انقطاع الرسل.. فالمسلمون اليوم، ليسوا على شيء من الدين، وإنما هم أتباع للعلمانية.. وقد ادركتهم النذارة التي جاءت في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها قوله: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه..".. و (جحر الضب الخرب) هو المادية، وقد دخله من كان قبلنا، من يهود ونصارى، ولحقنا بهم.. وفي حديث آخر يقول: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي".. لاحظ يا د. ياسر (كلها في النار إلا واحدة).. أثنتين وسبعين فرقة إسلامية، من ثلاثة وسبعين، كلها هالكة!! وكونها في النار تعني أنها مفارقة للدين – ليست على دين صحيح.. مهما كان المظهر الديني، من تأدية الطقوس.. فعقولهم وقلوبهم مع الدنيا، وليست مع الله.. وهم، الكثير منهم، يصومون ويصلون ويحجون، ولكن غاب التوحيد، وغاب الحضور مع الله، فغاب الدين!! فرب مصلٍ لم يقم الصلاة، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش!! فالدين يحتاج إلى بعث.. والبعث لا بد أن يكون في مستوى الواقع الحضاري، فيحل مشكلات الناس، جميعها ويلبي أشواقهم. وقد جاءت دعوة الأستاذ محمود، بشارة بهذا البعث الجديد.. فدعت لأصول الإسلام، ولأمة المسلمين.. فبينت بالتفصيل، كيف يستجيب الإسلام لتحديات الواقع الحضاري، ويلبي حاجاته.. ووجدت هذه الدعوة من التشويه، ما لم يحدث لأي دعوة في التاريخ.. وجاء تشويه د. النعيم، كقمة لهذا التشويه.. فهو تشويه باسم الدعوة، ينتسب إليها زوراً وبهتاناً، ثم ينسب لها ما هو عكسها، في كل التفاصيل، كما رأينا.. وكان هذا العمل يجري في السر، بعيداً عن نظر الجمهوريين.. وظن صاحبه، أنه لن ينكشف.. ولكن هيهات، فإن من خان في السر فسيفتضح في العلن.. فقد فضحه الله تعالى، فخرج من دائرة السر إلى دائرة العلن، وبالخروج إلى العلن، يبطل الله تعالى كيده، فإن الله لا يهدي كيد الخائنين. عهد الفترة هذا، هو عهد فتن، يمحص الله تعالى فيه القلوب، استعداداً لعهد البعث الجديد.. يقول تعالى: " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " والفتن هي عملية تصفية – (غربلة)، فيها يتم لفظ الكاذبين.. فالله تعالى لا يقبل إلا الدين الخالص، وهو في الحديث القدسي يقول: "أنا أغنى الشركاء عن الشراكة، فمن أشرك بي شيئاً تركت نصيبي لشريكي".. يقول صلى الله عليه و سلم: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأُتى به، فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتى به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار". في عهد الفتن، أبواب الضلال واسعة، وأبواب الهداية ضيقة.. فالقابض على دينه، كالقابض على الجمر.. القابض على الجمر، وليس القابض على الدولار!! فالقلوب في عهد الفتن سهلة التقلب، والعقول خفيفة، وبخفتها هذه، تساعد القلوب على تقلبها.. ولما كانت السيادة للدنيا، فإنه ميسر عليها فتنة عبيدها، فهم يبيعون دينهم، بأرخص الأثمان، ولا يشعرون.. ومن أوضح الأمثلة، الأئمة الذين يأخذون أجراً مادياً على صلاتهم، وقد أصبح هؤلاء هم الأغلبية!! فهؤلاء لا صلاة لهم، فإن الله أعز وأكرم من أن يشرك معه المال.. فهو يترك نصيبه لشريكه، كما ذكر.. أما د. النعيم، فهو يبيع دينه كله، بعرض من الدنيا!! يقول صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال، فتن كقطع الليل المظلم.. يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً.. ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً.. يبيع دينه بعرض من الدنيا"!! هذا هو الواقع!! وهو واقع يسخّر الله تعالى له دجالين يفتنون فيه الناس عن دينهم.. وهؤلاء الدجالين، هم طلائع الدجال الكبير.. والدجل هو الكذب، والكذب الذي يشبه الحق بصورة خاصة. الأمر المؤكد، أنه لا خوف على الدين إطلاقاً!! وذلك لأن الدين ينصره الله، ولا أحد غيره!! فالفكرة الجمهورية، كبشارة بالإسلام، لا ينصرها الجمهوريون حتى لو أصبح أهل الأرض كلهم من الجمهوريين، فإن الإسلام الذي تدعو له الفكرة، لن يقوم!! هو لن يقوم إلا إذا أذن الله وجاء المأذون!! وهذا هو الشرط الوحيد.. فالدين من المستحيل أن يقوم إلا برسول من الله.. ولا يقوم إلا في الوقت الذي يحدده الله.. يقول تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ".. ورسول أمة المسلمين، هو المسيح المحمدي، الذي نتحدث عنه كثيراً.. ووقته هو وقت الساعة الصغرى – ساعة التعمير- وهي لا تأتي إلا بغتة.. وقد استعدت الأرض لهذه الأمة، استعداداً تاماً، بالحاجة وبالطاقة.. ولم يبق إلا الإذن الإلهي – إذن التطبيق.. جاء إذن التبشير، ولم يجيء إذن التطبيق.. ومجيء إذن التبشير يدل دلالة واضحة، على أن إذن التطبيق قريبٌ جداً.. يقول الأستاذ محمود عن إذن التطبيق: "الساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب.. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حسا ومعنى، وليملأ الأرض عدلا، كما ملئت جورا.. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقق موعود الله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا).. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تاذن بالإنزال.. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا..) وهذه هي ساعة التجلي الكمالي..".. فإذا لم يجيء هذا الإذن والمأذون، لن يطبق الدين في الأرض.. وإذا جاء فلن يحول دون التطبيق حائل، ولن يؤخر أمر الله ولو للحظة.. هذا هو مفهوم (الوقت) عند الجمهوريين.. ولذلك نحن ليس لدينا أدنى شك، في انتصار الإسلام.. فالأعداء لا وزن لهم، هم صفر، في هذا الصدد.. فد. النعيم وصحبه، لا يضرون إلا أنفسهم.. وهذا ما يحدث. واضح أن الأمر يقوم على العقيدة.. أمر الدين كله يقوم على عقيدة التوحيد.. والعقيدة – الإيمان – تزيد وتنقص.. والإيمان الصحيح، وسيلة العلم الصحيح.. والعلم هو الغاية.. والعلم المقصود هو العلم بالله.. قد رأينا أن د. النعيم يزعم أن هذا العلم ليس بدين، والدين هو العقيدة فقط.. فعلى كلٍ، هو ليست له عقيدة سليمة، وبالطبع ليس له علم.. الأمر المعلوم عند الجمهوريين، الذين عاصروا الحركة، أنه ليس كل الجمهوريين، المنتمين للجماعة، هم جمهوريين!! كثيراً ما قال الأستاذ محمود: هنالك جمهوريين بيننا، وهم ليسوا بجمهوريين!! بل قال: هنالك قياديين ببيوت الأخوان، وهم ليسوا جمهوريين.. وسيتكشفون وستعرفونهم!! وهذا يعني أنهم في ظاهرهم جمهوريين، ولكن في دواخلهم هنالك خلل ما، هو الآن صغير، وسيكبر مع الزمن ويتكشف، ويدركهم الكتاب.. وهذا مثل قوله صلى الله عليه و سلم: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها.."..وقال الأستاذ محمود: هنالك (غربلة) للجمهوريين، وتتم في ثمانية مراحل، وغربال الصوفية، قد يرمي الكبيرة، ويمسك الصغيرة.. فمن حيث المبدأ، سقوط الأفراد دائماً متوقع.. ونرجو الله، أن تكون فتنة د. النعيم، هي الفتنة الأخيرة – المرحلة الثامنة.. معظم الجمهوريين يعلمون أن من ينتظر الوقت ثابتاً على دينه، عدد قليل جداً، ولذلك الجادون منهم، الحريصون على دينهم، دائماً في خوف شديد من المكر الإلهي.. والدعاء الدائم، هو دعاء المعصوم "يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك".. ومن لا يخشى المكر، قد أدركه المكر. فتنة د. النعيم، فتنة خطيرة جداً، وخطورتها تأتي من أنها امتحان مكشوف، لا يفوت على أشد الناس غباءً.. فلا أحد في الأوضاع الطبيعية، يمكن أن يجهل، ما في هرطقات د. النعيم، من مفارقة صارخة للدين.. مقولة واحدة من مقولات د. النعيم، ضد الدين، كافية جداً، لكل مسلم، أن يحدد موقفه منه.. وكذبة واحدة، من كذباته، تفضح موقفه كله.. فالخطورة تأتي من أن من يتبعه، أو يدافع عنه، بالضرورة هو يفعل ذلك وهو على علم بباطله، فيكون بذلك، هو ممن أضلهم الله على علم!! فموقفهم ليس عن جهل، وإنما هو عن استهانة بربهم، وربما تحدٍ له!! فجميع من يؤيدون د. النعيم، هم يعلمون أنه على باطل واضح وصارخ، ولذلك هم يرفضون رفضاً باتاً، أن يردوا على أي مقولة من مقولاته.. ثم يذهبون لتبرير مقولاته بصورة معممة، يحرصون فيها كل الحرص، على ألا يذكروا هذه المقولات!! فقد جرت هذه الكتابة، عن هرطقات د. النعيم، منذ 2009م.. وحتى الآن لم يرد د. النعيم، ولا أحد ممن يناصرونه، ولو على مقولة واحدة من مقولاته، وهم لن يفعلوا!! وذلك لأنهم يعلمون تماماً باطل أقوال د. النعيم، ولا يجدون أي حجة في للدفاع عنها.. نؤكد إنهم يؤيدون د. النعيم، وهم على علم بباطله!! وبذلك، يصبح أمر الاتّباع، أمر آخر، غير أمر العقل والادراك!! الأزمة أزمة أخلاق.. والخطورة الثانية، بالنسبة لتأييد أقوال د. النعيم، تأتي من أن هذه الأقوال هي ضد جميع الأسس الواضحة والثابتة للدين، وعلى رأسها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، التي لا يمكن أن يكون الفرد من دونها مسلماً.. ود. النعيم يهدم كل أركان الدين هدماً شاملاً!! بل في بعض الحالات، القول الواحد، من أقواله، هو هدم شامل للدين.. وذلك مثل، زعمه أن الدين علماني، ومن صنع البشر مثله مثل الثقافة.. أو قوله: كل ما يدخل العقل البشري هو ليس منزلاً من الله!! ولذلك، من يؤيد، د. النعيم، هو مثله تماماً، يهدم جميع أسس الدين، وعن علم!! والآن، علينا أن نضع النقاط فوق الحروف، بصورة أكثر وضوحاً.. هل د. عبدالله أحمد النعيم مسلم!؟ من المؤكد، السؤال سخيف، ومستفز، لكل من هو ملم بأقوال د. النعيم.. كيف يكون مسلماً، وهو يهدم جميع أركان الإسلام، ويدعو لعكسها!! ومع ذلك السؤال مهم، لاعتبار د. ياسر وصحبه.. فد. ياسر يعتبر د. النعيم، مسلماً وجمهورياً!!.. ويجادل هو وصحبه، بأن الكتابة، في الخلاف بين د. النعيم والذين يعارضونه، تعرض على الآخرين الخلافات بين الجمهوريين!! فعندهم، حسب أقوالهم، د. النعيم جمهوري كبقية الجمهوريين، وربما افضل!! فلنبدأ بالسؤال: هل د. النعيم مسلم!؟ ونقصد بالإسلام، دين البشر الذي جاء لمحمد صلى الله عليه و سلم، كنبي ورسول، عن طريق الوحي، من ربه.. فهل د. النعيم على هذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم.. بداهةً لا!! د. النعيم غير مسلم!! وهذه شهادتي، أقولها أمام الله، وأمام الناس.. من هو المسلم؟ من هو على أركان الإسلام عقيدة، وعملاً.. وقد جاء تعريف الاسلام في حديث جبريل المشهور، الذي جاء فيه "يا محمد أخبرني عن الإسلام.. قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وأن تؤتي الزكاة، وأن تصوم الشهر، وأن تحج البيت..".. فهل د. النعيم على هذا الإسلام؟ في الواقع هو ضده!! هو ضد الركن الأساسي، الذي ينبني عليه كل شيء، ركن: لا إله إلا الله محمد رسول الله.. فمن يجحد هذه الشهادة هو قطعاً ليس مسلماً.. ود. النعيم يجحدها وبصورٍ متعددة!! هو يجحد شهادة التوحيد، بصورة مبدئية وحاسمة، بزعمه أن الدين علماني، وصناعة بشرية.. فوفق هذا الزعم، الإسلام ليس من الله، ومحمد صلى الله عليه و سلم ليس رسول الله.. أبعد من ذلك، هو بزعمه هذا يتهم النبي صلى الله عليه و سلم بالكذب، حين يقول أنه رسول من الله. د. النعيم يجحد ركن الشهادة المثنية، بزعمه الباطل، أن الدين عندما يدخل العقل البشري، والتجربة البشرية، لم يعد منزل من الله.. وهو يجحد شهادة التوحيد، بزعمه أن الله تعالى لا يعمل إلا من خلال المادة، وقوانين الطبيعة.. وهو يجحد الشهادة عندما يزعم أن الواسطة البشرية، هي وحدها التي تفعل، فهو يقول: "إن واسطتنا البشرية، ومسئوليتنا كبشر، هي الفاعل الوحيد والحاسم!" ح4/5.. وشهادة التوحيد أنه لا فاعل لكبير الأشياء ولا لصغيرها إلا الله، عكس شهادة د.النعيم.. ورأينا أنه يزعم أنه أساساً، لا يوجد شيء متماسك اسمه الإسلام. وقد رأينا أنه يقرر بالتفصيل أن القرآن ليس منزلاً من الله، وأن الشريعة ليست من الله.. وينكر الحدود، ويزعم أنه لا يوجد نص عن الحدود في القرآن، ومجرد انكار الحدود، عند الأستاذ محمود، أخرج البهائية من أن يكون لها حظ من الدين.. يقول الأستاذ محمود:"وهذا التغيير الأساسي في شريعة الحدود والقصاص إنما يخرج البهائية من أن يكون لها أي حظ من الدين، ناهيك عن أن تكون ديناً".. ما رأيك في هذا النص يا د. ياسر؟! ألست أنت ممن يقومون بتأييد من يقوم بهذا التغيير الأساسي؟! وبالطبع د. النعيم ذهب إلى أبعد من البهائية بكثير جداً.. ماذا يا د. ياسر لو أخذت قول الأستاذ عن البهائية هذا، معياراً، تقيس عليه أقوال د. النعيم؟! ما هو عدد الوجوه التي يكون بها خروجه من الاسلام؟! أم عندك، الأستاذ محمود، بقوله هذا، جنح الى الأسلوب التكفيري، كما تزعمون دائماً، عندما تعجزكم الحجة.. يقول الأستاذ محمود: "الأصل في التوحيد كلمة: (لا اله الا الله)، هو معرفة الله، ولكننا لن نعرف الله ما لم نعرف محمدا صلي الله عليه وسلم، معرفة يقين، بعد التصديق والايمان العام، ولن نسلم لله ما لم نسلم لمحمد صلي الله عليه وسلم: (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، وهو حاضر معنا ولكن نحن الغائبون عنه، لغفلتنا وبعدنا عنه ويكفي انه قال (أنا جليس من صلي عليّ) وهو الذي يتولي ترقيتنا الروحية حين نلتزم منهاجه بوعي ومحبة: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا) .. وهو يدفع عنا العذاب بمجرد وجوده: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) .. فهو باب الدخول، وذلك هو السر في قرن الشهادة (لا اله الا الله، محمد رسول الله) .. فمن ظن انه موحد لارتباطه الحرفي بالطقوس الدينية، وبدون أن يرتبط بالنبي الكريم في كل كيانه ويقظته ونومه، ويتعلق به، في محبة، واتباع، ليعرف حقيقته، ثم يعرف الله، فانه ليس له من التوحيد، وليس له من الاسلام الا التشدد والعنت وقد يكون مظهره وظاهر مسلكه كأنه متدين ولكنه في حقيقته بعيد كل البعد عن الدين ومطرود من حضرة الله"!!.. (ولكنه في حقيقته بعيد كل البعد عن الدين، ومطرود من حضرة الله).. هل هذا تكفير وإخراج من الدين، كما تزعمون في محاولتكم الارهاب؟! أنتم تزعمون ذلك، ولكن حقيقة الأمر، بيان واضح لكيفية الدخول في الدين والترقي فيه.
د. النعيم يدعو بصورة أساسية، وعامة، إلى عدم الرجوع إلى المرجعية الدينية.. وعدم الرجوع إلى الله ورسوله، حتى في المحرمات.. فمن لا تكون مرجعيته الإسلام، قطعاً ليس بمسلم. ود. النعيم، لا يدعي الإسلام إلا من باب الهدم من الداخل، وإلا فإنه يقرر بصورة واضحة أنه ليس مسلماً، الإسلام العام، الذي عليه عامة المسلمين.. وإنما هو مسلم بصورة ذاتية "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان.." ح2/9.. وإسلامه النسبوي هذا، الذي يخالف فيه إسلام عامة المسلمين، ليس إسلام محمد صلى الله عليه و سلم، فهذا ما يعنيه قوله أن إسلامه ليس إسلام عامة الناس.. فإسلام عامة الناس، هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يستقيم عقلاً، أن يصرح إنسان أنه غير مسلم الإسلام العام، ويؤكد ذلك بالعديد من الأقوال الواضحة، كما هو مذكور أعلاه، ثم يأتي من يقول بالنيابة عنه، أنه مسلم!! هل يمكن أن يكون د. النعيم مسلماً، بمعنى إسلام الأعراب الذي قال عنه تعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".. ولا حتى هذه!! فالأعراب شهدوا شهادة التصديق – الشهادة المثنية – التي بها الدخول في الإسلام، في حين أن د. النعيم، حسب أقواله، يجحد هذه الشهادة. هل ممكن أن يقال أنه مسلم إسلام المنافقين؟ أيضاً ولا هذه!! فالمنافقون يشهدون الشهادة المثنية، ولكنهم في دواخلهم غير صادقين، ود. النعيم يجاهر بجحوده لهذه الشهادة.. فعندما يقول د. النعيم أن الدين علماني، وصناعة بشرية، ويؤكد هذا القول بالتفصيل، وينفي وجود الإسلام كدين موحى به من الله، ويزعم أن ما يدخل العقل البشري، لا يكون وحياً من الله.. ثم يقوم بنقض جميع عُرى الإسلام، ويزعم أن إسلامه، إسلام ذاتي نسبوي، فليس من حق أحد، أن يقول عن د. النعيم، خلاف ما يقوله هو، فينسبه لدين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.. د. النعيم أخرج نفسه من هذا الإسلام، ونسبها إلى إسلامٍ آخر غيره، له مواصفات هي عكس مواصفات الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم. فإذا جاء د. ياسر، أو غيره، ليقول لنا أن د. النعيم مسلم، ولا أحد يستطيع أن يخرجه من الإسلام!! نقول له كذبت، وليس من حقك أن تقول عن د. النعيم خلاف ما يقوله هو عن نفسه.. لا أحد أخرج د. النعيم، ولا يستطيع أحد فعل ذلك، لأن المسؤولية أمام الله مسؤولية فردية.. يجب أن يكون هذا الأمر واضحاً، من المستحيل أن يخرج أحد، أحداً غيره من الدين، أو يدخله فيه.. الفرد يدخل نفسه أو يخرجها، والأخر فقط يحكم عليه، حسب معطيات معينة، بأنه أخرج نفسه!!فإن كان قوله صحيحاً، الأمر كما قال، وإن كان قوله خاطئاً، الاخراج يعود عليه.. فالنعيم هو من أخرج نفسه، بصورة واضحة، وهو في كامل عقله.. ولا أحد يدخل من أخرج نفسه، إلا بمعنى اقناعه بالتخلي عن أقواله المذكورة، والعودة للدخول في حظيرة الدين.. على كلٍ، أقوال د. النعيم التي يرفض فيها الإسلام، بل وجميع الأديان السماوية، أقوال موجودة، فليبين لنا د. ياسر، كيف يدخله في الإسلام، ومع هذه الأقوال، وبعد أن أخرج نفسه، بأقوال مستفيضة!؟ هل د. النعيم مؤمن!؟ بالطبع أعني الإيمان، كما هو في الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه و سلم، وأركانه، حسب حديث جبريل، هي "الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والقدر خيره وشره، واليوم الأخر".. إن زعم د. النعيم، أن الدين صناعة بشرية.. هو نفي لجميع هذه الأركان.. وفي حين يقول تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ"، يقول د. النعيم، الإسلام ليس ديناً، وينبغي أن نسميه اسماً آخر!! وهذا تحت زعم أن الدين هو مرحلة العقيدة فقط، كما جاء بها الدين، وهو يرفضها!! أي شقاء هذا!! بالطبع يستطيع د. النعيم أن يتوب، ويرجع إلى ربه، عسى الله أن يتقبله، فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء، وهو القائل: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".. وبالطبع، لا مجال في التوبة إلى الله، للكذب، واخفاء الهوية، والقول بحسب المصلحة.. هذه الحيل، حتى عند البشر، لم تعد تجدي.. لا بد في التوبة مع الاخلاص.. ود. النعيم يعرف أركان التوبة، وهي: الاقلاع الفوري، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة.. وفي حالة د. النعيم، تقتضي التوية، التخلي عن جميع أقواله التي أخرج بها نفسه من الاسلام، ومن الإيمان، وتصحيح عقيدته.. وهذا ما نرجوه له، وهو ما ظللت أدعوه له بإلحاح، وأذكره بالموت.. فإن يرد به الله خيراً، يهده إلى التوبة، والرجوع إليه تعالى.. وإن ادركته شقوته، فستأخذه العزة بالإثم، فيذهب إلى محاولات التبرير والكذب على خلق الله، وكل هذا لا يجدي، فهو لا يجوز على الله، وإذا جاز على بعض خلقه، بعض الوقت، فهو لن يجوز على كل خلقه كل الوقت.. ومن يرد التوبة، فهو في سباقٍ مع الزمن، لأن الموت في الرقاب، ولا يعلم أحد متى يكون، فمن الحزم، تصور أنه قريب، ومن الضعف والخور، الوهم بأنه بعيد!! على كلٍ، د. النعيم حسب الشريعة – حسب الظاهر.. مُصِرٌ على موقفه، والموت ليس من اعتباراته، فمنذ وقت، ليس بالقصير، في نقاش مع بعض الأخوان، عندما تأكد من الهزيمة، قال في اصرار على أمره: "البحب أوكده إنو ما في فرصة لحسم هذه المسألة.. أنا رأيي كده.. أحمد دالي ولاّ غيرو من الأخوان والأخوات رأيه كده.. دي مسألة حتفضل كده.. أنا رأيي أنا ما مختلف.. عبدالله فضل الله أو عمر أو أي زول رأيه أنا مختلف، كويس.. خلاص!! ما في فرصة لحسم الموضوع ده.." ح1/46.. "دي مسألة حتفضل كدا".. "خلاص!! مافي فرصة لحسم الموضوع ده".. فهو قد قفل الباب أمام نفسه.. وبذلك اختار!! والخيار يكون بين فرصتين: فإما خطاب العقل، أو خطاب النفس.. ومن يضع فرصة خطاب العقل، لا بد أن يطاله خطاب النفس!! ود. النعيم بصورة مبدئية، يجعل الحوار بين البشر لا قيمة له!! فهو يقول: "ليس هنالك وسيلة موضوعية مستقلة لتقرير ما إذا كان الإنسان على حق أو على باطل.. فكل إنسان يعتقد أنه على حق، ويعتقد أن الذين يوافقونه على حق، وليس هناك وسيلة موضوعية لتقرير من هو على حق أو على باطل إلا بحكم إنسان آخر قد يكون هو على حق أو على باطل.."!! الصالون.. فمعرفة الحق من الباطل، عند د. النعيم أمرٌ مستحيل.. فلماذا هو يخاطب الآخرين، بما سماه رسالة؟! ثم هو يرفض رد الأمور إلى الله ورسوله – يرفض المرجعية الدينية. موضوع د. النعيم، من الناحية الروحية منتهي.. ونخشى أن يكون د. النعيم قد وصل درك الذين قال عنهم الله تعالى لرسوله: "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ".. د. النعيم آذى جميع أنبياء الله وأوليائه، والله تعالى يقول في الحديث القدسي: "من آذى لي ولياً فقد آذنته بحربِ..". هل د. النعيم جمهوري!؟ السؤال اسخف من السؤال عن إسلامه.. فطالما أنه غير مسلم، فهو قطعاً غير جمهوري.. فالفكرة الجمهورية ليست شيئاً سوى الدعوة للإسلام.. وقد رأينا النص الذي يقول فيه أن الإسلام – المستوى العلمي – الذي تدعو له الفكرة، ليس ديناً.. كما رأينا كل هدم د. النعيم للإسلام، فهو هدم للفكرة الجمهورية ثم رأينا أقواله المحددة، ضد الفكرة وضد الأستاذ محمود، فكيف يكون صاحب هذه الأقوال جمهورياً.. هو ليس فقط ليس جمهورياً، وإنما هو متعاون مع جهات لهدم الفكرة.. هو في الوقت الحالي، العدو الأول للأستاذ محمود ودعوته. موضوع د. النعيم منتهي، فلننظر في موضوع د. ياسر وصحبه.. يلاحظ يا دكتور ياسر أن لك علاقة خاصة مع د. النعيم، وأنت كثير الدفاع عنه، والتبرير له، مع الالتزام التام بعدم مناقشة أي شيء من أقواله.. وأنت تعتبر د. النعيم جمهوري، مهما حارب الفكرة الجمهورية، وصاحبها!! وها هنا موطن الاجرام في حقك، فأنت تعمل على اظهار د. النعيم بأنه جمهوري، ليصبح هدمه للفكرة من داخلها!! فما هي علاقة العمل، في هذا الصدد، بينك وبين د. النعيم!؟ بالطبع أنا أعرف أنك لن تجيب، ولكنني أعرف أن من خان في السر افتضح في العلن، وهذا قانون، وقد رأيت ما حدث لصاحبك.. والقانون مأخوذ من قوله تعالى: "وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ". السؤال الأهم: هل أنت يا ياسرجمهوري!؟ بأي معنى؟! هذا السؤال موضوعي جداً، فنحن لا يغيب عنا الانتماء، ولكن ليس به عبرة.. أنت تزعم أن د. النعيم جمهوري، فالسؤال: هل أنت جمهورياً بالمعنى الذي به د. النعيم جمهورياً!؟ فإذا كنت كذلك، وهذا هو الأقرب بحكم تأييدك لد. النعيم، فأنت لست جمهورياً، ولا حتى صديق!! تصنيفك الواضح هو أنك عدو للفكرة الجمهورية، وتعمل مع د. النعيم عملاً واسعاً، في هدمها وتشويهها، وتشويه مرشدها!! والأمر في يدك أنت، لتحدد موضعك، أمام الله وأمام الناس، بالقول الواضح، الذي يتناول أقوال النعيم، عن الدين، بالقبول أو الرفض.. فحتى الآن أنت تؤيده بصورة عامة، ولم ترفض أي شيء من أقواله عن الدين، وعن الفكرة، بصورة محددة، وهذا الموقف هو الذي يضعك مع د.النعيم في وضع واحد. ماذا يعني الزعم بأن د. النعيم مسلم وجمهوري، رغم كل أقواله؟! هو يعني، أنه عند صاحب هذا الزعم، أن أقوال د. النعيم هي من الاسلام ومن الفكرة الجمهورية!! فيا د. ياسر!! وضح لنا كيف أن أقوال د. النعيم ليست خارجة عن الاسلام.. فلنقف عند مقولتين فقط: قول النعيم أن الدين علماني وصناعة بشرية.. وأن القرآن ليس موحى من الله.. بين لنا يا د. ياسر كيف يكون د. النعيم مع هذه الأقوال مسلماً؟! ألا ترى أنك تتحدى الله تعالى، وقد أخرج النعيم، حقيقة، وشريعة من دينه، ثم أتيت أنت لتزعم انه لم يخرج!؟ وأنت بزعمك هذا تنسب كل أقوال النعيم للاسلام وللفكرة الجمهورية، وهكذا يفعل من هم على شاكلتك!! هل أنت مسلم يا د. ياسر!؟ بالطبع أعني الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وليس إسلام د. النعيم.. أقول لك في وضوح، إذا كنت تؤيد أقوال د. النعيم عن الدين، فأنت لست مسلماً، ولا مؤمناًّ!! وحتى الآن لم يصدر عنك أنك لا تؤيد هذه الأقوال، التي تشكل دعوة د. النعيم الأساسية، في حين ورد عنك، أنك تؤيد د. النعيم وتدافع عنه، وهذا يعني أنك تؤيد أقواله في الدين، والتي هي أساس دعوته، إلى أن يظهر خلاف ذلك.. هل من الحق والخير بالنسبة للنعيم، أن نحدد وضعه الديني، حسب أقواله المذكورة، بأنه مسلم وجمهوري؟ أم أن نضعه، حيث وضع نفسه، من أنه خارج الاسلام، وخارج الفكرة الجمهورية، بل هو يعمل بوضوح على هدمهما؟.. بالطبع مسلم وجمهوري شيء واحد، فإذا ذكرنا الواحد منهما فنحن نعنيهما معا.. أولاً، من الناحية الموضوعية، من المستحيل أن يكون النعيم مسلماً.. فالحق، حسب أقواله، هو أنه أخرج نفسه بصورة قاطعة من الاسلام، وقد أوردنا الأدلة المستفيضة في ذلك، فلا يستطيع أحد أن ينسبه بحق الى الاسلام.. ومن يرى خلاف ذلك، فليبين لنا من أقوال النعيم، ومن أسس الاسلام الواضحة، كيف أنه مسلم.. وأي حديث معمم، لا يورد أقوال النعيم، ولا يورد الأسس الواضحة لتعريف الاسلام من القرآن والسنة، هو حديث لا قيمة له، ولا وزن.. نحن نتعامل مع أمر خطير جداً في الدين، لا مجال فيه للأهواء والمزايدات، والأمزجة الشخصية!! كون النعيم أخرج نفسه من الاسلام ومن الفكرة الجمهورية هذا هو الحق البين، والحق أحق أن يتبع، وما بعد الحق إلا الضلال.. وخروج النعيم من الاسلام، هو خروج من الفكرة الجمهورية.. ولكن النعيم أضاف الى ذلك، أقوال واضحة، ضد الفكرة وضد مرشدها. هذا من حيث المبدأ، نأتي الى الحكمة.. هل من الحكمة تحديد وضع النعيم، بالصورة التي ذكرناها، من أنه اخرج نفسه من الاسلام ومن الفكرة الجمهورية؟ أم أن الحكمة كانت تقتضي، تغييب هذا التحديد؟ هل هذا التغييب فيه رحمة بالنعيم، ومصلحة دينية أو انسانية له؟ اولاً، حتى الآن، وبعد كل الذي كتبناه، هنالك من يجادل بأن النعيم جمهوري، وبعض هؤلاء يقر بمفارقة أقواله التي أوردناها، للأسلام وللفكرة الجمهورية!! فمن أجل هؤلاء، ومن أجل دحض مزاعمهم المتهافتة، كان لابد من توكيد وضع النعيم. ثانياً، النعيم يستند في هدمه للإسلام وللفكرة الجمهورية على أنه مسلم وجمهوري، وبذلك يكون الهدم من الداخل وهذا اخطرمن هدم الأعداء الواضحين.. ومن أجل ذلك كان لابد من توكيد حقيقة أنه غير مسلم وغير جمهوري، حتى يتم الفصل التام، والواضح، بينه وبين الفكرة.. وفوق ذلك كله، المسئولية الدينية والأخلاقية، تحتم عدم نسبة النعيم للاسلام والفكرة الجمهورية، وخلاف ذلك هو قول باطل، ويقوم على استخفاف شديد بأمر الله.. فالحق، المسئولية أمام الله تلزم كل مسلم، يهمه أمر دينه، أن يفصل بين الاسلام وهرطقات النعيم، في حدود امكانياته، وإلا فهو آثم!! الرد العام والواضح، فرض كفاية، لكن الرد في الحدود الفردية، فرض عين.. هل هنالك أي حكمة في إخفاء أن النعيم قد أخرج نفسه من الاسلام ومن الفكرة؟ هل هذا يقدم له خدمة ايجابية، كإنسان؟ من المؤكد أن العكس هو الصحيح؟؟ النعيم غير مهتم بأمر دينه، وهو يزعم أنه لا يوجد حساب!! الزعم أن النعيم لم يخرج نفسه من الفكرة ومن الاسلام، زعم واضح البطلان، وهو يضلل النعيم عن نفسه، ويغريه بالاستمرار في هرطقاته.. والقضية الأساسية هي: هل الزعم بأن النعيم مسلم، يجعله مسلماً عند الله؟! قطعاً لا!! إذن فما هي القيمة المحتملة لمثل هذا الزعم؟ لا توجد أي قيمة ايجابية محتملة!! ربما كان هنالك طلب لعرض من أعراض الدنيا عند اصحاب هذا الزعم.. كأن يظهر أحدهم بأنه (ظريف)، ومتسامح، أو أي صورة من صور تسويق الذات اجتماعياً.. فهؤلاء يجنون على أنفسهم، إذ يظهرون التسامح، في أمر أساساً لا يخصهم، وإنما هو من حق الله تعالى وحده.. والاثم الكبير والخطير، هو أن من يزعم أن النعبم جمهورياً، ينسب هرطقاته للاسلام وللفكرة الجمهورية.. هل من يؤيد د. النعيم يعمل لصالحه!؟ بمقاييس الدين، والمسؤولية أمام الله، قطعاً لا!! هؤلاء جعلوا من د. النعيم وسيلة، يستغلونه لمصالح ما، حقيقية أو موهومة، ويعينونه على أن يظل في الهاوية، دون أي شفقة، فهؤلاء هم العدو الحقيقي للنعيم، وعملهم ينم عن فقدان الحس الإنساني، أو ضعفه.. الاعانة الإيجابية الوحيدة الممكنة لد. النعيم، هي العمل على توضيح ما هو فيه من هلاك، لعله يسعى للخروج منه قبل فوات الأوان.. فد. النعيم عدو نفسه، ومؤيدوه هم أعداؤه الحقيقيون، وسوف يُسأل ويسألون. الأمر المحير جداً، أن بعض من ينتسبون الى الفكرة الجمهورية، يسكتون سكوتاً تاماً، عن اخراج د. النعيم للأستاذ محمود من الدين، وذلك بزعمه، أن الاسلام، في مستوى اليقين، ليس بدين!! فالدين بزعمه، يكون في مجال العقيدة فقط، ولا يرتفع لدرجة العلم بالله، وهذا بالطبع إخراج لرسول الله صلى الله عليه و سلم من الدين، والحكم بأن ما هو عليه من اسلام ليس ديناً!! وهذا الحكم ينطبق على جميع انبياء الله.. هذا البهتان العظيم، والمخيف جداً، لم يحرك شيئاً، في أدعياء الانسانية هؤلاء!! وعند الحديث الموضوعي، عن موقف النعيم، تباكى هؤلاء، وتصايحوا، حول التكفير والاخراج من الدين، ظناً منهم أن هذا يمكن أن يرهبنا!! هل تظن يا د. ياسر أن تأييدك هذا للنعيم سيكون، من الناحية الروحية، بلا ثمن!؟ الواضح أن هذا هو ظنك.. ما ظنك في من يخبرك، بأن دفع الثمن، بدأ الآن!! وهو ظاهرٌ جداً، في ضعف العقل، والالتواء والكذب، والوقوف إلى جانب الشر، وتأييد كل ما هو ضد الدين، عند د. النعيم، فهذا دليلٌ واضحٌ على الظلام الذي دخل القلب.. من يتقبل الشر الذي في دعوة د. النعيم راضياً مرتاحاً، هو من الذين طُمِسَت بصيرتهم ولكنهم لا يشعرون!! أنصار النعيم يوسعون على انفسهم بالباطل الى الحد الذي فيه يدخلون هرطقات النعيم في الاسلام.. من أين أتوا بهذا الحق، الذي لا يملكه إلا الله، وحكمه فيه واضح جداً، وهو عكس مزاعمهم؟! ورحمة الله واسعة جداً، هي في الحقيقة مطلقة، ولكنها في التنزل ـ الرحمة الرحيمية ـ العذاب طرف منها.. وهنا، كما أن الله واسع الرحمة، هو أيضاً شديد العذاب.. أما باب الدخول في الرحمة الرحيمية في وقتنا الحاضر، وقت الفتن، هو ضيق جداً، ولا يكون إلا لصفوة من المجتبين.. فسعة الرحمة، في المرحلة، لا تكون لمن يخرجون أنفسهم من الدين، أو من يناصرونهم، وإنما تكون لأهلها من المتقين (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ).. فالدخول من الباب الضيق!! لقد سبق أن أوردنا حديث تفرق الأمة، وفيه النجاة لواحد فقط من ثلاثة وسبعين.. لاحظ النجاة، وليس الامتياز!! والنصوص في هذا الصدد كثيرة، منها على سبيل المثال قول المعصوم: "كل الناس هلكى إلا العالمون.. والعالمون هلكى، إلا العاملون.. والعاملون هلكى إلا المخلصون.. والمخلصون على خطر عظيم" من المؤكد أن من يظلم، يخرج نفسه من دائرة المخلصين، وكذلك من يظاهر الظالم، ولو بأقل القليل.. والنعيم من أكبر الظالمين، فهو ظالم لله تعالى، ولرسوله، وللأنبياء، وللأستاذ محمود خاصة، فمن يعينه على ظلمه هذا يلحق به. يقول المعصوم: "من أعان ظالماً، ليدحض بباطله حقاً، فقد برئت منه ذمة الله، وذمة رسوله" .. ويقول في حديث آخر: "من أعان ظالماً، ولو بشطر كلمة، جاء يوم القيامة، مكتوب على جبينه، آيس من رحمة الله".. لاحظ (ولو بشطر كلمة).. وفي حديث ثالث:"اوحى الله الى يوشع بن نون، إني مهلك من قومك أربعين الفاً، من خيارهم، وتسعين الفاً من شرارهم.. فقال: ياربي هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟! قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، وكانوا يواكلونهم ويشاربونهم" فيا هؤلاء، باب المصطفين ضيق جداً.. والفتن، مثل فتنة النعيم، إنما هي للتمحيص، وتمييز الصادقين من الكاذبين.. الكثيرين ممن يسقطون في الفتنة، لا يشعرون ما هم فيه من خطر.. وهذا من أوسع أبواب المكر! باب (ولكن لا يشعرون).. (ولكن لا يعلمون).. يقول تعالى مثلاً: " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ".. القضية ليست قضية جدل، وفصاحة لا تقوم على الدين.. وما أكثر المجادلين بالباطل، ليدحضوا به الحق، في فتنة النعيم هذه، ولكنهم لا يشعرون. هل يجادلون، عن النعيم، وعن أنفسهم، يوم القيامة كما يفعلون الآن؟! يقول تعالى: " هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا "
الدافع: موضوع الدافع هذا، من المواضيع غير الواضحة عندي، وأطلب فيه من الجميع المساهمة في التوضيح.. الجانب الروحي – جانب الحقيقة – واضح، ولكن جانب الشريعة، جانب الظاهر، هو غير واضح عندي. الاشكالية الأولى: بطلان مقولات د. النعيم، أمر شديد الوضوح، ومن المستحيل على أي شخص، مهما كان ضعيف العقل أن لا يكتشفه.. فجميع من يؤيدونه، يعلمون تماماً أن أقواله باطلة.. فهم يؤيدون ما يعلمون أنه باطل، وفي بعض الحالات بحماس وبنشاط.. وفي نفس الوقت يرفضون رفضاً تاماً، الحديث عن أي مقولة من مقولاته، مما يؤكد أنهم يعلمون أنها باطلة، وصارخة البطلان.. فما السبب في هذا الوضع الغريب جداً!؟ كلهم يعلم أنه يكذب في أقواله، بصورة شاذة، ومع ذلك، ولا واحد منهم يستوقفه كذبه هذا!! من مآخذ د. ياسر عليَّ، أنني أقول أن د. النعيم يكذب، وعندما أورد له الأدلة العديدة، والصارخة الوضوح، وأطالبه بقول رأيه فيها، يصر على أن لا يجيب، ثم يستمر في القول بأنني أتهم د. النعيم بالكذب!! الآن يا دكتور ياسر: د. النعيم يقول أنه لا يوجد نص في القرآن عن الحدود، ولا عن الناسخ والمنسوخ، وزعم أن الفكرة الجمهورية، لا تدعو لدولة.. هل هذا كذب أم لا!؟ ثم أليس هو كذب متعمد، وصاحبه يعلم أنه كذب!؟ حسب التجربة لن تجيب!! د. النعيم من الذين أضلهم الله عن علم، وكل من يؤيده مثله، ولا واحد منهم يجهل خطأ أقواله، ورغم ذلك يؤيدونه!! ما السر في هذا!؟ هل هم يعتقدون مثل د. النعيم أن الله لا يحاسبهم!؟ أم أنهم سيخرجون من حسابه، بقولهم له: هذا رأيي، مثل ما زعم د. النعيم!؟ أم تراهم مثل د. النعيم لا يؤمنون بالحساب!؟ حسب معرفتي بالكثيرين منهم، كل هذا، عندي مستبعد!! على كلٍ، الأمر مُشكِل. من أين يأتي الحماس، لإنسان يعلم أنه يدافع عن باطل!؟ أين ذهب الحياء!؟ أناس على هذا القدر من الباطل، يُفتَضح أمرهم في موقع عام، ثم لا يستحون!؟ كان من يُتهم بالعمالة، في السياسة الناس يتحاشونه، ويخشون أن تلحق بهم التهمة.. باطل د. النعيم باطل مكشوف، وهو ضد الله ودينه، ثم تجد من يتوددون له، ويدافعون عنه، دون أي حياء، ولا خشية، لا من الله، ولا من الناس.. فما الذي ساق هؤلاء إلى هذا الوضع العجيب.. من الناحية الروحية، أقول ما ساقهم إلى ما هم فيه، هو المكر الإلهي.. ولكنني أبحث عن الأسباب العقلية الظاهرة. من الناحية الدينية، الموقف من د. النعيم، واضحٌ جداً.. فهو الموقف من المنكر.. من استطاع فليغيره بلسانه – أنتهى عهد يده - وإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان.. وكل ما خلاف ذلك، هو موقف سلبي، يُلحق صاحبه بد. النعيم في مستوى من المستويات. فمن يؤيد د. النعيم، هذا أمره واضح، هو مع د. النعيم في مركب واحد.. أما من لا يؤيده صراحة، ولكنه يوادده، فهو يعصي أمر الله تعالى، الوارد في قوله تعالى: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".. فمن يؤمن بالله لا يوادد من حاد الله، فإن فعل، فهذا ينفي عنه الإيمان.. "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم" هنالك، من لا ناقة له ولا جمل في الدين.. بوجود النعيم أو عدم وجوده، الدين ليس عنده قضية. ومن أشد الأشخاص سوءاً، الذين جعلوا حياتهم كلها هزل وضحك ولهو.. وحياتهم خالية من الجد تماماً، هؤلاء خارج الاعتبار، فأمر الدين كله جد، لا مكان فيه للهزل.. هنالك من يتصرفون، وكأن الأمر لا يعنيهم.. هم ينصرفون عن القضية، ويصمتون عنها، لأنهم لا يريدون الدخول في مشاكل مع أي طرف من الأطراف.. هؤلاء، ومن يعتبرون أنفسهم في حياد، وضعهم أسوأ من الجميع.. أساساً، لا يوجد حياد بين الحق والباطل، فمن يناصر د. النعيم، أفضل من هؤلاء، لأنه على الأقل أتخذ موقفاً.. قال الأستاذ محمود، عن الذين كان موقفهم في الفتنة الكبرى، لا مع على ولا مع معاوية، قال الذين مع معاوية أفضل من هؤلاء!! أنا أعرف بعض الذين يتلقون أموالاً.. وبعضهم أعرف أن السبب في موقفهم هو المصلحة!! ولكنني لا أرى أن هذا المال سبباً كافياً لهذه التضحية الخطيرة جداً.. في الحديث الذي سبق أن أوردناه عن الفتنة، يقول المعصوم: "بادروا بالأعمال، فتناً كقطع الليل المظلم.. يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً.. ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً.. يبيع دينه بعرض من الدنيا"!! المال عرض من أعراض الدنيا، لكن من أعراض الدنيا هنالك غير المال.. الذين أعرفهم من الذين يتلقون أموالاً، المال الذي يتلقونه قليل، ولم يغير الكثير في حياتهم المادية.. فلماذا يبيعون دينهم، بثمن رخيص!؟ هل يمكن أن يكون بعضهم يؤمن مع د. النعيم، أنه لا يوجد حساب، أو أنه يستطيع أن يخدع الله!؟ ربما كان هنالك من يظن أنه سيغفر له، مثل الذين قال تعالى عنهم: "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ"..ألا يتذكر هؤلاء الموت!؟ على كلٍ، موضوع الدافع في عمومه محيرٌ جداً.. أكثر شيء أنا عاجز عن استيعابه هو سبب الضغن عند د. النعيم ضد الأستاذ محمود!! أنا عاجز تماماً عن أن أتصور إنسان يعايش الأستاذ محمود لفترة من الزمن، كتلميذ له، ثم يضغن عليه، ويسيء له، الإساءات التي وردت عن د. النعيم!! هذا أمرٌ غريبٌ وشاذ جداً، ولا استطيع أبداً أن أفهمه.. ربما أكثر منه غرابة، أن يقبل أناس يعتبرون أنفسهم الآن جمهوريين، ثم يقبلون كل إساءات النعيم، غير المبررة، للأستاذ محمود، ويصمتون عنها، والبعض يؤيد صاحبها!! هل بعض هؤلاء، لهم ضغن ضد الأستاذ محمود، مثل د. النعيم!؟ من له رأي، يعتقد أنه يمكن يعين، فنرجو أن يتكرم به. يقول صلى الله عليه وسلم: "لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان، فأنها تبيد المنافقين".. ومن يقول أنه مسلم، وجمهوري، ويقبل، في خنوع، هدم الإسلام، وهدم الفكرة، والإساءة الواضحة للأستاذ محمود، ما ترك من النفاق شيء!! الأمر لم ينته عند هذا الحد، فلا بد له ما بعده.. الأمر أمر دين، والحساب فيه بمثاقيل الذر.. ومحاولتي هي أن أعين بعض الأخوان، الذين دخلوا في هذا الأمر المهلك، على أن يراجعوا أمرهم، قبل فوات الأوان.. واضح جداً أن فتنة النعيم، أدت الى سقوط بعض الأفراد، فهؤلاء لا يسمعون النداء، ولا يستجيبون له، ولكن نرجو الله أن يكون هنالك من يسمع ويستجيب، فالأمر لله من قبل ومن بعد.. وبعد، لقد كتبت ما كتبت، دفاعاً عن ديني، وعن الأستاذ محمود، مرشدي، الذي وجدت منه كل الخير، وأعوذ بالله أن اتنكر له، ولو في أقل القليل.. وكتبت مذكراً، لعل الله يتدارك برحمته أخواني الذين ضلوا ضلالاً بعيداً، ومخيفاً، عندما أيدوا صاحب أسوأ ما يمكن أن يقال عن الإسلام، وعن الفكرة الجمهورية، وبخاصة عن المرشد.. اللهم أعوذ بك من العقوق!! فأرجو من الله، لمن تورطوا في هذه الهلكة أن يعودوا من قريب، قبل فوات الأوان، فإن الموت في الرقاب، فأرجو الله أن يلاقي الله، من يلاقيه منهم، وقد مُحي من صحائف أعماله في مساندة هذا الإفك العظيم، وما ذلك على الله بعزيز. ثم إن هذه الفتنة، لم تترك أحداً.. يقول تعالى: "وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".. المؤيد والساكت، وحتى من بادر بالعمل على درئها!! إني أعتذر لربي عن ترديدي لأقوال النعيم، فلولا ضرورة الرد عليها لما رددتها.. ثم إني أرجو الله، أن يغفر لي تقصيري، وتفريطي في حق نفسي وحق أخواني، وأن يكمل نقصي، وينفعني بعملي، وينفع غيري، فإنه نعم المولى ونعم المجيب.. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين..ربنا لقد اجتهدت، ما وسعني الجهد، أن أكون صادقاً، ومخلصاً، وأنت أعلم بالسرائر.. فطمعي أن تكمل ما نقص من صدقي وإخلاصي، فضلاً منك ومنة.. عند هذا الحد، أنا أقف عن الكتابة عن د. النعيم، فأعماله تكفينيه.. فسانتظر ما يفعل الله، بي وبه.. ولن أقيد نفسي، فمتى شعرت أن هنالك ضرورة للكتابة فسأكتب.. أما أنصار النعيم، فلا يزال لي في بعضهم أمل، ومتى شعرت أن تحريك شريعتي، ربما عاد ببعض الفائدة، فسأحركها..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة