القدس مدينة المكعبات الإسمنتية الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (90) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2016, 02:38 AM

مصطفى يوسف اللداوي
<aمصطفى يوسف اللداوي
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 1200

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القدس مدينة المكعبات الإسمنتية الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (90) بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    01:38 AM Feb, 10 2016

    سودانيز اون لاين
    مصطفى يوسف اللداوي-فلسطين
    مكتبتى
    رابط مختصر



    باتت مدينة القدس التي يتبجح الإسرائيليون أنها مدينتهم القديمة، وأنها أورشاليم اليهودية، وأنها عاصمة مملكتهم القديمة، وعاصمة كيانهم الأبدية الموحدة، وأنها مقر برلمانهم، وفيها أهم مؤسساتهم، ومكتب رئيس كيانهم وديوان رئيس حكومتهم، وغيرها من المقار الحكومية والرمزية، مدينةً تغص بالمكعبات الإسمنتية، والحواجز الأمنية، والأسلاك الشائكة، والمعابر والبوابات الإليكترونية، وغدا المسير فيها متعذراً، والحركة فيها صعبة، والالتزام بالمواعيد داخلها مستحيلاً لكثرة الوقوف والتوقف على الحواجز الأمنية، وبطئ وازدحام حركة السير بسببها، بسبب أعمال التفتيش والمراقبة، التي تخلق ازدحاماتٍ مروريةً في كل مكان.

    الكتل الإسمنتية والمكعبات الخرسانية والقضبان المعدنية المتصالبة تنتشر في كل مكان، وتتوزع على كل المناطق، فهي في مداخل المدينة وعلى بوابات القدس القديمة، وهي على مداخل المخيمات والبلدات الفلسطينية المقدسية، تسد شوارعهم، وتغلق أزقتهم، وتضيق العيش عليهم، وهي على الطرق الرئيسية والشوارع الداخلية، وأمام المحلات التجارية، وعلى مداخل المؤسسات الحكومية والمقرات الرسمية، وهي في المحطات المركزية وعند مواقف حافلات الركاب وعلى الأرصفة، وحول بيوت المسؤولين والعامة، إنها على مد البصر، وفي كل مكانٍ تقع عليه عين، ويمر فيه ماشي أو راكب، ولا يستطيع أن ينكر حقيقتها زائرٌ أو مقيم، فقد باتت جزءاً من المدينة، وجانباً من هيكلها أو تنظيمها المعماري.

    انتبه الإسرائيليون إلى هذه الظاهرة التي صبغت مدينة القدس ولونت شوارعها بلونٍ أمني مخيفٍ، فرفعوا الصوت عالياً محذرين حكومتهم من مغبة المضي في هذا المخطط، والانجرار وراء ما يوصف لها، ونصحوها بعدم الاستمرار فيه ولو كان في أساسه نصيحةً أمنية، أو وصفةً وقائية تجنبهم التعرض إلى حوادث أمنية مميتة أو مخيفة، فهم وإن كانوا يدركون خطورة الانتفاضة عليهم، واتساع إطارها الذي بات يشملهم جميعاً، وازدياد المنتسبين إليها والعاملين الفاعلين فيها، فإنهم يرون في هذه الإجراءات الأمنية تمهيداً معقولاً للتقسيم، وتأسيساً منطقياً لعاصمتين أو مدينتين مستقلتين عربية ويهودية، وهو ما يقوض أحلام اليهود، ويهدد وحدتهم في عاصمةٍ واحدةٍ موحدةٍ لشعبهم، الذي عاش على هذا الأمل وضحى من أجل تحقيق هذا الحلم.

    يرد هذا الفريق من دعاة الأمن وضباط جيش الاحتلال، والمنظرين للنظرية الأمنية، والداعين إلى ضرورة القبول بهذه الإجراءات كونها مؤقتة وغير دائمة، وأنها نتيجة لقرار حكومتهم وقيادة جيشهم، وليست مفروضة عليهم من طرفٍ، أو مملاةً عليهم من جهة، وأنها لا تمس سيادتهم على المدينة ولا تنقص منها شيئاً، كما أن الفلسطينيين لم يفرضوها بأنفسهم، ولم ينصبوها بقوتهم، وليست لديهم القدرة على وضعها أو إزالتها، وهم أكثر ضرراً منها، فهي تضيق عليهم وتزعجهم أكثر مما تزعج وتضيق على الوسط اليهودي، وهي تحبط الكثير من العمليات وتفسد مخططات الفلسطينيين، وبسببها تم تعطيل الكثير من العمليات التي كان ينوي نشطاءٌ فلسطينيون القيام بها.

    لكن الفريق الآخر يضعف مرافعة الأمنيين ويبطل حجتهم، بأن هذه الحواجز التي قسمت مدينة القدس إلى شطرين عربي ويهودي، لم تخفف من عمليات المقاومة، ولم تضع حداً للانتفاضة، ولم تستطع أن تجلب الأمن للمواطنين الإسرائيليين، بدليل أن مدينة القدس شهدت أغلب عمليات الطعن والدهس، وأن الكثير من هذه العمليات قد نفذت بأيدي فلسطينيين من مناطق أخرى من الضفة الغربية، بمعنى أن منفذيها قد نجحوا في الوصول إلى القدس، وتخطوا حواجزها الأمنية ومكعباتها الإسمنتية ونفذوا ما خططوا له وما جاؤوا من أجله، أما قتلهم فلم يكن نتيجة الحواجز والمكعبات، وإنما هو نتيجة لمشاركة الجمهور في التصدي لهم وإحباط عملياتهم.

    كما يرفض هذا الفريق حجة الأمنيين والعسكريين الذين يقولون أنهم حولوا البلدات الفلسطينية وحواري القدس القديمة إلى سجونٍ كبيرةٍ للفلسطينيين، يصعب عليهم الخروج منها، أو الانطلاق منها نحو تنفيذ عملياتٍ أمنية، بل يرون أن هذا ليس إنجازاً أمنياً أو سياسياً بقدر ما هو تنازل عن حق، وتفريط في ممتلكٍ خاص، فالقدس من وجهة نظرهم يجب أن تبقى مدينةً واحدةً موحدةً خالصةً لليهود، وإن كان هناك ثمة إجراءاتٍ لحمايتها وضمان الأمن فيها، فهذا لا يتحقق بزراعتها بالمكعبات الاسمنتية وتقسيمها، وإغلاق شوارعها وسد طرقاتها وتحويل مساراتها، إنما يتم بطرد الفلسطينيين منها، ومنعهم من حق الإقامة فيها، وتطبيق القانون اليهودي على سكانها، وهذا يشمل عمليات الطرد وسحب الهويات ومنع الإقامة وهدم البيوت والاستيلاء على العقارات.

    هذا جانبٌ من التفكير الإسرائيلي الداخلي، وصورة عن اختلافاتهم حول سبل مواجهة الانتفاضة، وهو بعض ما تكشفه حواراتهم ونقاشاتهم البينية، لكننا لا نريد أن ننجر وراء المناظرات الإسرائيلية أو اليهودية، الأمنية أو العقائدية، فكلاهما يضر بنا ولا ينفعنا، وكلاهما يسعى للسيطرة على قدسنا وكل فلسطين، ويظنان أن هذا الوطن لهم وحدهم، وأن الفلسطينيين فيه طارئين وعابرين، وأن عليهم الرحيل من تلقاء أنفسهم أو بالقوة رغماً عنهم، وكلاهما يعتمد القوة في سياسته، ولكن أحدهما يريدها للصد والمنع والترهيب، والآخر يريدها للخلع والطرد والترحيل.

    صحيحٌ أن هذه الإجراءات الأمنية والعوائق والحواجز والبوابات والمعابر ومكعبات الإسمنت والسواتر والقضبان الحديدية، قد أضرت بالفلسطينيين المقدسيين، وحولت بلداتهم إلى باستوناتٍ أمنيةٍ وغيتواتٍ سكانيةٍ مغلقة، والحديث يدور عن صور باهر وجبل المكبر والعيسوية، وعن الشيخ سعد والشيخ جراح والصوانة ووادي الجوز، والمصرارة وباب العامود وكل بلدات وحارات القدس القديمة، التي يسكنها قرابة ثلاثمائة ألف فلسطيني، يصرون على البقاء، ويتحملون كل الأذى والمعاناة من أجل أن تبقى مدينتهم القدس، مدينةً عربيةً إسلاميةً، إلا أنها جعلت من القدس وبلداتها وحاراتها القديمة الأكثر اشتعالاً والأشد لهيباً، والأكثر ثورةً، وهي بإذن الله التي ستجعل العسر يسراً، والمعاناة نصراً، والألم عزاً وفخراً.

    بيروت في 10/2/2016

    https://www.facebook.com/moustafa.elleddawihttps://www.facebook.com/moustafa.elleddawi

    [email protected]
    أحدث المقالات
  • رَدَّة فعل الهامش على خيانةِ المركز لثورة 1924م، معاً نحو إصلاح مفاهيمى (5) بقلم عبد العزيز عثمان ه
  • نقد وتفنيد زعم زعيم الجمهوريين امتزاجه بالإله! (2) بقلم محمد وقيع الله
  • التصدي لتحديات النفايات الإلكترونية في افريقيا السودان نموذجا: ت بقلم دكتور مهندس محمد عبدالله شريف
  • ﺇﻟﻲ ﻋﺎﺩﻝ ﺳﻌﺪ Adill Saad ﻭﻛﻞ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﻳﺤﻠﻖ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺍﺕ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ... بقلم الحاج خليفة جودة
  • النظام وصل قمة إفلاسه بقلم الطيب الزين
  • بعد العراق .. تسريبٌ أم نبوءة؟ بقلم محمد رفعت الدومي
  • عرمان والنظام وغموض 12 جولة من حوار الطرشان (1) بقلم أمين زكريا- قوقادى
  • صه يا كنار بقلم حسين اركو مناوى
  • عنجهية عرمان و توهم القوة بقلم سيد علي ايوامنة
  • حوار الطرشان.. تدوير للأزمة السياسية..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • السودان الجديد (2) بقلم بهاء جميل
  • الطفل العاري والوردة الحمراء! بقلم احمد الملك
  • بالله دي .. شندي !! (1) بقلم رندا عطية
  • بعيدآ عن وقاحة السياسة ... هي والحب في زمن الشتاء بقلم جمال السراج
  • وثبة أخرى و.. أخيرة ..! بقلم الطاهر ساتي
  • خمسين سنة يا مفتري.! بقلم عبد الباقى الظافر
  • أسفل الجبل !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • متوكلون؟! نعم بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • استفتاء دارفور وضرورة توحيد الإقليم بقلم الطيب مصطفى
  • عاجل لوزير العدل : الشريحة هل تداري الفضيحة ؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • جريمة قتل ريجيني وقتل السودانيين بقلم بدرالدين حسن علي
  • هوامش للوطن بقلم زينب كباشي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de