لعل المتابع لمجريات الأحداث منذ فشل النظام فى الانتخابات بجبال النوبة/ جنوب كردفان فى مايو 2011 ، التى قاد تعبئتها كل قيادات النظام و وزراءه و ولاه الولايات يتقدمهم البشير الذى صرح فى المجلد فى يوم 27 أبريل 2011 قائلا " أن لم نفز بصناديق الاقتراع فسوف نفز بصناديق الذخيرة.. وسوف اقلع الجلابيه والبس الميرى واطارد النوبة جبل جبل وكركور كركور" وبعدها أصدر الفريق عصمت عبد الرحمن رئيس هيئة الأركان آنذاك قرارا بتجريد الجيش الشعبى بنهاية مايو 2011م، وعلى ضوء ذلك تم تحريك معدات وآليات عسكريه كبيرة بجانب الآلاف من الجنود و المليشيات لتنفيذ الخطة.. وبالتالى كان هجوم جيش نظام الخرطوم لقوات الجيش الشعبى لتحرير السودان فى أم دورين بجبال النوبة فى يوم 5 يونيو 2011، بغرض تجريد الجيش الشعبى من سلاحه يعد اختراق واضح من حكومة نظام المؤتمر الوطنى للترتيبات الأمنية والجداول الزمنية لتنفيذها حتى أبريل 2012، والمراجعات التى تتم بعد قيام المشورة الشعبية حسب ما نص عليه برتوكول الإقليم... فبعد تزوير نظام المؤتمر الوطنى للانتخابات حاول غدر قوات للجيش الشعبى بأم دورين ألا أنها هزمته هزيمة نكراء...ولكن رغم ذلك فان وفدا مشتركا من جانب الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى قد ذهب فى طائرة واحده من الخرطوم إلى كادقلى فى يوم 6 يونيو 2011 بغرض تهدئة الأوضاع، على الرغم من ان وفد النظام كان يعلم ساعة صفر الكتمه التى أعدها مجرم الحرب المطلوب للعدالة الدولية أحمد محمد هارون فى يوم 6 شهر 6 الساعة 6 اى بعد أقل من ساعة من إقلاع طائره الوفد المشترك القادم من الخرطوم... مما يعنى أن حضور وفد النظام كان غطاء وليس إلا، ولكنه بثعلبيه أوقع ياسر عرمان فى فخ محاولة إقناع رئيس الحركة فى الإقليم آنذاك عبدالعزيز الحلو بالجلوس مع أحمد هارون لتسوية القضايا السياسية والعسكرية والمواصله فى الشراكة رغم الفوز الواضح فى الانتخابات للحركة الشعبية- وكنا من على البعد فى رصد وتحليل احصائى وسياسي للانتخابات ساعة بساعه مستخدمين التكنولوجيا و وسائل الاتصالات مع كل الدوائر -خطوة عرمان كان ينقصها الحس الأمنى السليم، فى الوقت الذى كان يخطط فيه هارون القبض على الحلو وتصفيتة واربكاك الحركة والجيش الشعبى بعد تصفيه قائدهم واستخدام الإعلام فى تضليل الرأى العام، إلا ان الحس الأمنى لاستخبارات الجيش الشعبى وللحلو رفض نصيحه وإصرار عرمان، وارسل العميدين مهنا بشير قائد القوات المشتركه ويعقوب كالوكا نائب رئيس مجلس الحكماء الذى كان يرأسه آدم الفكى واللذين اعتقلهما أحمد هارون ولولا تدخلات الأمم المتحده وتحركات دولية لتمت تصفيتهما.. وبعد اقلاع الطائرة من مطار كادقلى كان النظام قد أعلن صافرة الحرب ولولا يقظه الاجهزه الأمنية للجيش الشعبى لكان الوزرين رمضان حسن نمر وزير الماليه وتاو كنجلا تيه وزير التنمية الريفية والموارد المائيه أوائل شهداء الحركة الشعبية أثناء عودتهم من المطار بعد أن ودعوا الوفد الزائر... ورغم ذلك بث النظام عبر وسائل إعلامه تصفيه الحلو للوزرين وجرح الحلو وأنه فى حالة خطيرة... و إرباك توزيع الأوامر للقوات المشتركه للجيش الشعبى بعد اعتقال قائدها مهنا بشير. قوات بسيطه من الجيش الشعبى كان مرتكزه فى حى الجيكو( الانجليز) وكليمو وحراسة منزل الحلو استطاعت أن تقاوم الهجوم الجوى والأرض المكثف إلى أن وصل الحلو إلى منطقة ابي، واستمرت القوى المتبقية فى المقاومه لثلاث ايام بجساره واستشهد منها من استشهد ومن بين الشهداء القابضين على الزناد الشهيد فضل جمعه اسو...وفى الجانب الآخر داخل المدينة اعتقل الكثيرين وقتل الكثيرين من بينهم العميد أحمد بحر هجانه وفقد العميد عمر فضل إلى الآن وتم تصفيه العديد من أبناء جبال النوبة بما فيهم الموظفين بالأمم المتحده، وسجن وتعذيب بعضهم وصودرت ونهبت ممتلكات المواطنيين والحركة والجيش الشعبى.
نواصل فى الحلقة القادمه لماذا يصر عرمان على الحوار وعودة الشراكة مع النظام عبر ما يسمى اتفاق نافع/ عقار فى نهايه يونيو 2011 اى بعد 20 يوم من المأساة التى أشرنا إلى عموميتها وخاصة فى مدينتي كادقلى والدلنج وما حولهما من قرى. ونواصل...
أمين زكريا- قوقادى الموافق 9 فبراير 2016 أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة