ياسر سعيد عرمان، هو شخص غارق في ظنون بانه يمتلك سند وقوة متوَهمة تُزينه له بطانة صنعها هو بنفسه من طين الهشاشة مستخدماً كل معايير التبعية، و لأنه اذا ما طال أمد الكذبة صدقها الكاذب - فقد خدع صاحبنا نفسه بنفسه وظل يعتقد انه فعلاً يملك ناصية القوة من المجتمع الدولي والقوة العسكرية والسياسية والسند الجماهيري وما الى ذلك، مما دفعة للدخول في معارك دونكيشوتية مع قوى حقيقية تستمد قوتها من ذاتها وليس بتسلق مراكز قوى الآخرين. ويالتأكيد لا نستطيع أن نقول انه ليس مناضلاً، ولا نزايد أبداً على جهده في إظهار قضايا الهامش، ولكن لما يعود فيحاول إمتطاء هذه القضايا نفسها ومحاربة أبناء الهامش بقوة مزعومة مُتوهمة ! فهو ما يمحو كل جهوده المُدعاة لنصرة الهامش، فمن يعمل للهامش اول ما يفعله هو تمكين أبنائه من العمل لتفكيك قضاياه وليس بالقعود لهم كل مرصد وفي كل السبل وتبديد كل جهدهم وتزوير ممثليهم.
كان لعرمان صيت ضخم ايام نيفاشا وقبلها، انقضى ذلك بقرار واحد هو سحبه من الترشح للرئاسة، لماذا ؟ لان القضية الاساسية للحركة الشعبية كانت قضية جماعات محددة من أهل الهامش، و بنوالهم لحقهم كاملاً ( استقلال الجنوب ) لم يعد لهم مطلب اخر لدى النظام، بالتالي لم يعد من مطالبهم أن يكون للذي ناصر قضاياهم من الشمال ثمن - مالم يكن هو يبحث عن ثمن لنضالاته! فإن كان يناضل لأجلهم فهاهم نالوا حقهم وشكراً.
ولكن يمكن القول انه الان بعد فشل الترشح قرر العمل لصالح المهمشين الآخرين من معلقات نيفاشا، و ذلك امر جيد، إذاً لماذا لا تجعلهم يفاوضون نيابة عن أنفسهم؟ لماذا لا يقود الوفد أبناء المنطقتين، هو بالطبع حريص على قضاياهم او هكذا يظن، و لكنه بالطبع ليس احرص منهم عليها، فهم من يفقد الأهل و تقصف أسرهم وتشرد عوائلهم وأطفالهم و ( أحن من الوالد فاجر)، لماذا يحتكر عرمان التفاوض ؟ هل يخشى من ضياع الثمن اذا ما قام اصحاب الامر بالتفاوض عن أنفسهم ؟ هل يخشى ان تقوم الحركة بسحب ترشيحه مرة أخرى اذا ما وجد أهل المنطقتين كل مطالبهم ؟ لذلك يبحث عن الثمن قبل أي شئ ؟ في الاجابات على هذه الأسئلة تكمن الحقيقة التي تعكس عدم مبالاة عرمان او اهتمامه باي نتيجة لأي اتفاق لا يخدم مفهوم الثمن القبلي العاجل، و تنعكس مبررات تمسك عرمان بقيادة الوفد و إدارة عمليات التفاوض كلها وتعيين أتباع من القيادات الكرتونية والناطقين الذين يكتب هو عنهم ما يقولون، وتتكشف من براثن ذلك المطالبات التي يقدمها للنظام من تحت الطاولة كوزارة الخارجية مثلا، كما تفضح الهدف الأساسي لعرمان من إقصاء أقوى وانبل قيادات الحركة من أبناء المنطقتين، و تشير سراً للموقف الحرج الذي تضع فيه عنجهية عرمان قيادة الحركة وتظهرها عاجزة كل العجز امام القوة المتوهمة لعرمان وفهلواته لدرجة انه اصبح الرئيس الفعلي للحركة مظهراً قيادتها كتماثيل الشمع تكتفي بالصمت و بتبني ما يكتب هو من بيانات باسمها، و هو حقيقة مظهر لا تستحقة قيادة كيان بقامة الحركة الشعبية التي وضعت اللبنات الاساسية والاولى لتحرر السودانيين من قبضة الاحادية والعنصرية والشمولية الثيوقراطية.
و المحور الاخر الذي يخدع به عرمان نفسه هو انه ظل يبني فقاعات تنظيمية خارج سياج الشعبية يحتاط بها عن اي موقف مشابه لموقف سحب ترشحه، و لكنه يبنيها بشكل لا يمت باحتمال مدة بالقوة بصلة، فهو يصنع أفراداً ضعافاً جدا ليكونوا خاتماً في يديه، وينسى ان ذات الضعف الذي يفضله هو - لن يجعل منهم سنداً له يوم يحتاجهم، و لسبب ما هو يعول على عنصر أيدولوجي معين عفى الوعي الحقوقي للناس عن جدواه في انتزاع الحقوق للناس، حيث ظل يهوم بهم في قضايا نرجسية لا تعد من مطالب اي سوداني مظلوم ومبعد وتمارس عليه العنصرية، و لم يعد ذلك الفكر قادراً على التماشي مع فسيفساء القضايا والمطالب الواقعية الحقيقية للشعوب السودانية في الأطراف، و كذلك تعويله على الشق الأكثر لطفاً في ذلك الجانب من الفكر الفنتازي، وتباعد تلك الخلايا الضعيفة العاطفية يجعل من قوته الجماهيرية المتوهمة مجرد طبل صوته عالٍ ولكنه أجوف.
و مؤخراً حاول ابتلاع الشرق، أولاً باحضار ( صديري بجاوي) يظهره الى جواره في مفاوضاته مدعياً تبعية الشرق، ولما فشل الصديري، حاول عقد لقاءات يزعم به اهتمامه بقضية الاقليم وفشلت تلك المحاولات لان من عول عليهم لو كانوا ناجحين اصلاً لما انتظروا سعادته حتى يفطن هو اليهم، و لكانوا قاموا الى قضيتهم بسيوفهم وبدون (تحريش) من احد، ولما فشل ايضا عاد لذات المنحى المتصف دوماً بالضعف والأيدولوجيا المعينة و غير ذلك من المواصفات التي طل يتبعها صاحبنا.
عرمان طرد كل أبناء دارفور من الحركة، و حارب وجود الكثيرين من النوبة والنيل الأزرق، و لطالما ظل يرفض اي وجود راسخ لابناء البجا في الحركة، بل وظل يحارب تنظيمات أبناء الهامش خارج الحركة، و كل ذلك ليقول ان كل ما تبقى من الشمال المهمش هو تحت يده، و هذا امر دونه خرط القتاد، فوعي الناس صار اكبر من يمنحك القوة لمجرد انك تظن ذلك.
كيف لسياسي طرد أبناء الهامش من حزبه، وحارب كل الحركات المسلحة ذات المرجعيات الدارفورية بجماهيرها الضخمة، و حارب كوش المسلحة، وحارب وفتت قوات التحالف وفقد جماهيرها، وحارب احزاب الشرق بجماهيرها واستضعفها، وأقصى قيادات النوبه و كافح اي وجود للعقول داخل حركته وداخل المعارضة، و قسم أقوى جسم ثوري معارض لصالح طموحه الشخصي، ثم قام بصناعة ( راكوبة سياسية ) من الخلايا لبعض شباب اليسار هنا وبعض النساء هناك، كيف لمثل شخص كهذا ان يعتقد ان لديه القوة وانه يستحق ان يحكم السودان، بينما كل جماهيره لا تساوي عندنا في الشرق تعداد (حلة) واحدة من العطشى و اصحاب القضايا الحقيقية، ولا تساوي ثكلى قرية واحدة من القرى التي تدين بالولاء لابنائهم في الحركات الذين يشاركونهم الموت والويلات. وقضية المنطقتين والشرق ودارفور مصيرها تنتهي، فبالحرب او بالسلم ستنال الناس حقوقها، وحينها رفيقنا عرمان ( أبقى لاقينا هناك ورينا عضلاتك ).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة