إعتبروا يا أولي الألباب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 01:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-07-2004, 03:38 AM

د/ إبراهيم إمام-USA


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إعتبروا يا أولي الألباب

    [email protected]
    بحق كل قطرة من دم سوداني نزف لأجل نيل الحرية في السودان، بحق كل سوداني قتل في سبيل رفع علم السودان الغالي، بحق كل قطرة من دم سوداني سكب في أدغال جنوب سودانا الحبيب، وبحق كل نفس بري سحق في سجون الأنظمة المتعاقبة في السودان، وبحق كل دم بري هدر، فلنعتبر من تجربة أنانيا الأولى التى إمتدت لزهاء 17 عاماً ثم تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان والتى إستمرت لنحو 20 أخرى سنة من الحرب الضروس التى قضت علي الأخضر واليابس في كل مكان في السودان، ونشر الحزن في كل ربوع البلاد، ما ترك بيتا في أي بقعة إلا وغمرته بالحزن والأسى، يتم الأطفال وترك الأرامل و شرد المواطنين الأبرياء فى ربوع جنوبنا الحبيب في كل أنحاء البلاد والدول المجاورة، عقول نيرة وكوادر نادرة، إنها مآسي أهل السودان، إنها كارثة الإنسان السوداني التى لم تتوقف فى مرحلتها الأولى إلا ب! عد إنقلاب مايو بقيادة جعفر النميرى، ففرح الشعب وزادت الفرحة بأعياد الوحدة فى ثلاثة مارس وغنى بثلاثة مارس عيد، ما خلاص توقف ضرب النار، كلنا أخوان، وقد التف حوله هواة السلطة وقالوا نميري أمل الشعب، حارسنا وفارسنا، ووجد التأييد والترحاب من الصالح والتالي بالرغم من أخطائه القاتلة التى أضرت بالإقتصاد السودانى من برامج التأميم ومصادرة الأموال والأملاك وتحويل الشركات الخاصة إلي مؤسسات عامة الشيئ الذى أضر برأس المال الوطني والأجنبي على السواء، وحتى بعد تحقيق الوحدة الوطنية من خلال إتفاقية أديس أبابا فقد إنقسم الشعب السوداني إلي فئتين مؤيدي ثورة مايو من السدنة والموالين من ناحية وهم أقلية ثمَّ فلول الأحزاب والنقابات العماليو الذين يمثلون تيار الشارع العريض, لكن النميرى إستمر فى غيه واعتبر نفسه رئيسا لكل البلاد وفرض الإتحاد الإشتراكى السودانى أما الأحزاب فلا مجال لهم في حكم السودان، وبدأ بإزاحة مخالفيه من الساحة السياسية، فزاد آلام الشعب السوداني بالقمع والقتل والتنكيل وامتلأت السجون وعاد التشريد بصورة أفظع، صاحبتها هجرة العقول والأموال من جديد، وفر! ض التوجه الدينى الحاد فالتهب الجرح وتولدت الحركة الشعبية ورجعنا إلي الغابة مرة أخرى مع أزيز المدافع وطقطقات الرصاص، فبدأت موجة من الهجرات إلى خارج الوطن هروبا من بطش نميري ونظامه وهكذا عاد سوداننا الحبيب إلى السير فى النفق المظلم من جديد.



    زاد سخط الشعب من كل ذلك وهتف الطلاب شعب جوعان ولكنه جبان, وقالوا نحن الطلاب سلاحنا الطوب لن يحكمنا طيش حنتوب، ثم جاءت الانتفاضة وتلتها الحكم الانتقالي والتى خلفتها الأحزاب وقياداتها التى لم تفعل شيئاً سوى زيادة معاناة المواطن وإستمرار نزيف الدم فى الجنوب, ولم تعتبر بالماضى وتسعى لوقف النزيف بل زادت الجراح لتكون أكثر نزفا، وضربنا طبول الحرب للقضاء علي جون قرن المتمرد المارق ووصفناه بكل أوصاف، لكن تستمر المأساء ففى كل يوم وآخر تأتي قوافل الجرحى من غابات الجنوب وفي كل بيت إما خبر موت أو عزيز أسير أو واحد مفقود، ثمَّ تتالى أخبار سقوط مناطق واستسلام حاميات عسكرية فالجنود ليس لهم حيلة طالما هم يعانون من نفاذ القوت ونقص العتاد، والشعب ضاق به المعيشة، جاهز يقبل التغير ولا يهمه البديل، وهتفوا العذاب ولا الأحزاب, أما هؤلاء فقد قضوا وقت! هم في التنابذ والخصام وانحرفوا عن جادة الحكم الصواب وإصلاح حال الشعب فاعتراها الانشقاقات الداخلية وتخل عنها بعض أتباعها.



    لكل هذا وذاك وجد أصحاب الانقاذ الفرصة متاحة ليقفزوا على ظهر الحكم وتقويض الديمقراطية، فوعدوا بإعادة ماء الوجه للجند المغلوب على أمره و إعادة البسمة والأمل للشعب السوداني, لكن من فور استلامهم للسلطة بالقوة العسكرية لم يفكروا في حل مشكلة الحرب في جنوب السودان سلميا، بل راحو يروجون لتصعيد الحرب وحشد العسكر وتدريب الشعب للدفاع الشعبي والطلاب للخدمة الإلزامية ونداء الجهاد، أما الحرب ذاته فقد أخذ طابع غير مألوف هذه المرة فتحول إلى حرب دينية وتبنت قوات الجيش والدفاع الشعبي والخدمة الإلزامية ومليشيات الفرسان شعارات جهادية تم إنتزاعها من صلب القرآن الكريم والتراث الإسلامى وقرنوا كل ذلك بشعارات أخرى صارخة العداء للقوى العالمية والإقليمية والعربية وكتبوا الأناشيد التى تتغنى بأن أمريكا قد دنا عذابها, دفاعنا الشعبي يحمينا وما عازين دقيق فينة قمحنا كثير بكفينا، نأكل مما نزرع ونلبس مم! ا نصنع. لم يدرك هؤلاء الناس بأن الحركة الشعبية التى يقاتلونها بإسم الدين كلهم جيشا وقيادة من الشعب السوداني، أى أنَّهم يحاربون إخوتهم فى الوطن ويتنادون بسحقها بسيف العبور وكتائب المغيرات صبحاً وألوية الخنساء المجاهدين.



    أهل الانقاذ وجدوا مبررا لحمل السلاح والإطاحة بالسلطة الشرعية الديمقراطية الحاكمة لكنهم لم يجدوا مبررا لاخوتهم في جنوب السودان لحمل السلاح ولو فعلوا ذلك لأدركوا جذور المشكلة ولما إحتاجوا لميشاكوس ونيفاشا وتدخل الأجنبى.



    ما لنا لا نعتبر, يتستخدم بعض إخوتنا جيش الشعب السوداني للقضاء على الديمقراطية وكبت حرية الشعب ثمَّ يستخدمون ذات الجيش لسحق أى معارضة لأفعالهم! سبع وثلاثون عاما صُرف خلالها أموال الشعب السوداني لقتل بعضه بعضاً، ولم نعتبر من ماضينا ولا من غيرنا، فرجعنا من نقطة الشرارة الأولى لنتفاوض ونقول أخطأنا والرجوع إلي الحق فضيلة والحمد لله. ولكن الحق يقال التفاوض قبل عشرين عاماً كان أحقن للدماء وأوفر للمال العام ولكن من يعبر خصوصاً وهنالك الطبالون والإنتهازيون والمروجون لحروب أخرى وتهديد بسحق حاملي السلاح، هل المقصود بمثل هذه السياسات إلهاء الجيش بنفسه وحبسه بعيدا من عرين السلطة حتى لا يفكر ضباطه في الانقلابات؟ وإلاَّ فماذا يعني إندمال جرح قديم في جنوب السودان ليحل محله فتح جرح جديد في بقعة أخرى في السودان (دارفور)؟ وقد يكون هذا الحرب الد! ائر الآن أوجع ألماً وأهلك مصيراً من الجرح القديم لأن الشعب السوداني كلَّ وفتر من الحرب المتواصل والتشرد ولذلك فقد آن الوقت لوضع السلاح والتفكر فى بناء الوطن وتكرار أخطاء سالفة ليس من الحكمة فى شيئ. لقد قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام "المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين"، واليوم نحن نلدغ من الجحر مرات ومرات أيعقل هذا؟.



    ماذا يضيرنا إن اعترفنا بأن هناك أشخاص حملوا السلاح من أجل نيل مطالب في دار فور أو في السودان بدلاً من أن نصفهم بالمارقين عن السلطة وبأوصاف مشينة؟ إنهم سودانيون ولهم ما يبرر إشهار السلاح في وجه الحاكم الذي سبقهم بذات الفكرة والهدف! وفى الحقيقة فإنه لا يوجد فرق بين حمل السلاح لمحاربة السلطة التي يراها حاملي السلاح إنها جائرة، والقيام بتدبير انقلاب عسكري بقوة السلاح للإطاحة بالسلطة الحاكمة، فما الفرق بين الموقفين وإن كان هناك جرم فكلاهما ملتبس.



    إنَّ الحكم زائل لا يدوم على أحد كما أن أحقية وأهلية الحكم في علم الغيب لا يعلمه إلا الله، فحكمة الله ربما يضعه في أضعف خلقه فيسخر الله له كل شي فيجتهد ويعدل فيأجره رب الناس وسيرته تكون محمودة عند الناس، أو يضعه في يد قوي باطش يوكله علي نفسه ويطغى ويظلم فله أشد الحساب من الله ويكون عند الناس مثال سيئ.

    فهلا جلسنا مع حركات الحاملة سلاح في دار فور و تفكرنا معهم لإيجاد الحلول السلمية، لأن الحرب خراب ودمار لممتلكات الشعب السودانى وفقدان وقتل أنفس بريئة, كما أن الكوادر والعقول السودانية تظل تائهة في الأرض عقود فعقود وآن له الأوان ليعود إلى بلده لبنتئه وتعميره, والشعب السوداني أصابه فقر الدم من نزيف جراح الحروب ومما يؤلم أن طرفي القتال (حاملي سلاح والسلطة) من أبناء الشعب السوداني. إني لا أتهم أحدا ولا أحاول أن أجد مبررات لبعض ولكن إذا الحاكم عدل فيما بين المحكومين وأمَّن خوفهم وامَّن غذائهم ينام غرير العين هانيها ولا يجد من يعارضه ولا يجد من يقاتل من أجل إزاحته. لقد حاول أحدهم قتل والى لمصر فى صدر الإسلام فقبضوا عليه قبل أن ينفذ فعلته وأتوا به إلى الوالى ولكنه لم يصف الرجل الذى حاول قتله بأنه مارق على السلطة أو يوقع عليه أشد العذ! اب بل قال: "لماذا يريد أحد الرعية قتلي؟ هذا الرجل إما به جنون أوأن حكمي فيه علة"! تلك عبرة فاعتبروا يا حكام السودان.



    الحكومات المتعاقبة في السودان عسكرية كانت أو مدنية أغلبها تسعى للانفراد بالسلطة، هذه هي إشكالية الحكم في السودان والسودانيون، الحاكم يسعى لخدمة نفسه أولا ثم أهله وعشيرته وأصدقائه وحزبه و.. و.. و إلى صف طويل، أما الشعب السوداني فيظلَّ ضحية بين مآرب الحاكم وكف القدر وليس له من خيار سوى أن يشكر الجليل بباقي الخير القليل, هكذا يظل مطامعه محدوداً بإطار ضيق جدا محصوراً بالمصلح الشخصي، الحزبي، القبلي، العرقي والجهوي والتى صارت تتحكم على أفكارنا، أما المصلحة العامة فتنهار ضحية بين هذا وذاك ويصاب بالتدمير على أيدي خفية والكل يدعي البراءة والمتهم الحقيقى بتدمير هذه المصلحة العامة يظل دائما في عداد المفقودين.



    نحن السودانيون أمرنا عجب, كل حزب فينا فرح بما لديه، أفكارنا وأقوالنا يخالف أعمالنا، نحب أنفسنا ونسعى لضمان المطامع الشخصية، في إطار الحزبية الضيقة، والآن الجهوية والقبلية والاثنية، والشر الأكبر أن كل ذلك يتم على حساب الأطراف المخالفة والمصلح العام، ونظل نبرر لأنانيتنا بكل ما نملك من وسائل فنفقد المصداقية التى يلاحظها غيرنا! ونظل نتجادل ونخاصم مخالفين في الرأي ولو أحد الطرفين على حق، وفي بعض الأحوال لا يقف الأمر على الجدل والخصام بل يتطور إلى الفجور ثم السعي لإيجاد السبل و الوسائل لإزاحة الطرف المخالف، الغاية تبرر الوسيلة (تعشى به قبل أن يتغدى بك)! أما برامجنا فنبنيها على نقد غيرنا (مثال مفاوضات نيفاشا) مع عدم قبول نقد أنفسنا ولا احتمال الخطأ في رأينا.



    أعتقد جازما أننا في أمس حاجة لأن نفكر بعمق في الأسئلة التالية ونحاول أن نجيب عليها من خلال لحظات صدق مع أنفسنا:



    1- هل يمكن أن نقبل ببعض وأن نعيش معا فى بلدنا الواسع الكثير الخيرات؟

    2- كيف نتساوى في كلمة السوداني؟

    3- هل الخلاف في الرأي يفسد للود قضية؟

    4- هل يجب أن ننظر للناقد فينا بنظرة العداوة والبغضاء؟

    5- هل نسال أنفسنا دوماً ماذا قدمنا وما يمكن أن نقدمه للسودان؟

    6- كيف نخلص لوطننا السودان ونكون أوفياء تجاهه؟
    د/ إبراهيم إمام

    الولايات المتحدة الأمريكية























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de