|
|
 ثورة دارفور تعزز موقعها
|
لقد احتلت ثورة دارفور موقعها في خارطة الجغرافيا العسكرية بانتصاراتها الباهرة علي قوات النظام و مليشياتها,و حجزت مقعدها في خارطة الجغرافيا السياسية بتدشين احد اركانها وهي حركة تحرير السودان عضويتها في التجمع الوطني الديمقراطي, فالثورة اليافعة في ظل هذه المعطيات اصبحت رقما لا يمكن تجاوزها في أي مسيرة للبحث عن حل دائم للمشكلة السودانية عموما والمشكلة الدارفورية خصوصا.لقد كان التجمع محقا في ضمّها لحركة تحرير السودان الي عضويتها كفصيل مقاتل ضد الظلم و التهميش .غير ان النظام مازال يكابر ويراهن علي الوهم وهو يدعي سحق الثورة في دارفور, و يكذّب وهويتحدث عن فتح قنوات آمنة لمرور الاغاثة الي جميع المناطق المتضررة في دارفور.بينما الواقع من خلال التقارير يقول بان المدن الكبيرة في الولاية تعيش في حالة من الحصار و ان اسعار السلع والمواد الاستهلاكية قفزت الي ارقام خيالية بسسب الحصارالذي ضربته النظام و مليشياته المسمي الجنجاويد علي حركة التجارة بالقتل و النهب و بسبب الكثافة العددية لاساطيل النظام من الجيش والدف! اع الشعبي والمجاهدين والجنجاويد ...الخ داخل المدن .اضف الي ما سبق من الاسباب الحصار الذي ضربته الثوار علي جيوش النظام المتحصنة داخل المدن.لقد حولت الثوار المعارك الي شرق الجبل و جنوب دارفور في مناطق خزان جديد و الضعين وفي شمال دارفورفي مناطق طويشة, بل وتعدت مواقع الضربات لتصل الي مشارف الابيض. ان الثورة تتمدد اكثر في اوساط المدنيين في دارفور كلما استخدم النظام البطش و العنف ضد المدنيين العزل سبيلا كما حصل قبل ايام من ابادة وحرق في طويلة من قبل مليشيات النظام المسماة الجنجاويد.كذلك الثورة تتمدد اكثر في جسد السودان كلما تمادي النظام في عقليته الذي يتجاهل حوار الكلمة و يتجاوب بسرعة مع لغة الملاكمة.لقد همش النظام كل الذين عادوا الي الخرطوم من بوابة الحوار وضرب باتفاقيات الموقعة معهم عرض الحائض.
لقد صدق النظام كذبته عندما اعلن سحق الثورة بعد دخول قواته الي بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة الثوار, فتراجع كعادته و بسرعة قياسية بل و تنكر حتي عن علمه باي محادثات مع ثوار دارفور في جنيف حول بحث عن سبل مرور آمن للمنظمات الانسانية الي المناطق المتاثرة.هكذا كدابه لا يتفاوض ولا ياتي الي المحادثات الا منكسرا كما يحصل الآن في نيفاشا و كما حصل من قبل في ابشي بعد الهزائم المتكررة.
ان الانتصارات العسكرية الساحقة لثوار دارفور ساهمت في تليين عود النظام المتصلب في مفاوضات نيفاشا الجارية مما سرعت من وتيرة الاتفاق حول كثير من القضايا الخلافية, لهذا فان عقلية النظام لجهة استعدادها التفاوضي يكون في احسن حالاتها كلما كان الضربات التي تتعرض لها موجعا.
د. بشارة صقر
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست