بعد أن كشر تنظيم داعش عن انيابه بجريمته البشعة بحق الشيخ الصوفي ابا حراز ، وبعد انكشاف الوجه الحقيقي للصورة السوداء لهذه الغدة السرطانية وما يمارسونه من بطش و ارهاب فإن كل مَنْ يظن أن داعش هو المنقذ فهو بلا شك مخطأ ، فداعش منذ أن ظهر وهو يرفع شعار الاسلام و يتخذ من شعارات التوحيد منهاجاً له و لا نرى ذلك إلا اسلوباً ملتوياً لخداع العامة و التغرير بالبسطاء لكي يحصد مكاسب مآربه الانتهازية ، وفي المقابل فقد جعل من سفك الدماء و القتل و الارهاب سلاحاً ليدبَّ به الخوف و الرعب في نفوس الناس كي تتسع رقعة تمدده في مختلف بلدان المعمورة ، لكن مما يؤخذ على منهج هذا التنظيم السفاح أن ظاهره اسلامياً و باطنه ممثلاً لأجندات تكنُّ العداوة و البغضاء لديننا الحنيف مما دفعها لتقديم الدعم اللوجستي له حتى تحصل على ثمار مشاريعها الفاسدة فجعلته العوبةً بيدها و أداتها لقمع العباد التي تحقق لها مؤامراتها الاستعبادية ومن خلف الكواليس و إلا من أين يحصل داعش على العدة و العدد ؟ و أيضاً مما يُسجل على ذلك المنهج العقيم أنه منهج خلافة مما يعني أن له دين و خلفاء و مراجع يتبع منهاجها و يهتدي بهديها ، فبعد دراسات مستفيضة لمنهجهم العقيم وجد أن الفكر و المنهاج المعتمد لديهم نابع من الفكر و المنهاج الاموي المارق من الاسلام وقد تجسد هذا الفكر جلياً في معتقدات و اراء شيخ الاسلام ابن تيمية ، ذلك الفكر الذي شرعن بدعة ذبح و تكفير المذاهب الاسلامية الاخرى أمثال المعتزلة و الاشعرية حتى عدَّ الاول مخانيث الفلاسفة و الثاني مخانيث الاول ، وكلاهما وفق نظره الخاص في عداد الزنادقة و لا محذور في قتلهم و سفك دمائهم وهذا ما يفسر لنا منبع فتاوى القتل و التنكيل لداعش بعلماء و اتباع المذاهب الاسلامية الباقية وهذا ما كشف عنه المرجع الصرخي رداً على هذا المنهج السقيم الذي لا يتوانى عن التنكيل بالابرياء و قتل و ذبح العلماء و تكفير كل مَنْ يعارضهم بالفكر و المعتقد حتى اباح المحرمات و انتهك المقدسات جزاءاً لكل مَنْ سار عكس تياره الفكري المنحرف عن جادة الحق و الصواب وحسبما جاء بتلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (2) وفي الفتاوى الكبرى (330/5) نقلاً عن شيخ الاسلام ابن تيمية فقال المرجع الصرخي : (( وما هي النتيجة إذن ؟ القتل القتل القتل ، الارهاب الارهاب الارهاب هذا هو مذهب الدواعش منذ الصدر الاول للإسلام ليس عندهم إلا القتل و سفك الدماء و شيخ الاسلام يقر و يقول ( و يردون على علمائهم – أي المعتزلة و الاشعرية – على علمائهم السابقين من أئمتهم ، من قادتهم ، من شيوخهم )) مقتبس من المحاضرة (3) لبحث ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) بتاريخ 25/11/2016 وهنا نسأل كل عاقل منصف هل جريمة ذبح الانسان لمجرد معتقده او فكره من ضروريات الدين ؟ وهل سفك دماء اتباع المخالفين من سنن الانبياء و الخلفاء الراشدين و الصحابة الصالحين ؟ أليس المناظرة و السجال العلمي معهم هي من ثوابت السماء و سنن الرسل و الانبياء ؟ فاين داعش و شيوخهم و أئمتهم الامويين من تلك الدرر النفيسة أم رانَ على قلوبهم فأصبحوا كمَنْ لا يرجون لله وقارا . https://www.youtube.com/watch؟v=jrfvl_xsdLohttps://www.youtube.com/watch؟v=jrfvl_xsdLo
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة