أنصارد. النعيم د. ياسر نموذجاً الأستاذ محمود ودعوته الأخيرة (أ) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2016, 07:16 AM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنصارد. النعيم د. ياسر نموذجاً الأستاذ محمود ودعوته الأخيرة (أ) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    06:16 AM April, 10 2016

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"
    كل ما رأيناه، من هدم، لجميع أساسيات الدين، هو هدم للفكرة الجمهورية - دعوة الأستاذ محمود – في المكان الأول.. فد. النعيم يزعم أنه تلميذ للأستاذ محمود ليكون هدمه للفكرة، من الداخل، وهذا ما يريده منه الذين يمولونه.. ولكن د. النعيم عجز عن كتم حقده على الأستاذ محمود، ودعوته، ولذلك صدر منه العديد من صور الحديث المباشر، في التجني على الأستاذ محمود ودعوته.
    المعلوم أن الأستاذ محمود يدعو إلى الإسلام الأخير، الذي كان عليه في الماضي الأنبياء وحدهم.. فكل رسول مسلم وأمته مؤمنة به، مثلاً: موسى مسلم وأمته مؤمنة، وعيسى مسلم وأمته مؤمنة.. ومحمد صلى الله عليه وس لم مسلم، وأمته الأولى، أمة المؤمنين، مؤمنة.. ولكن لما كان صلى الله عليه و سلم رسول لرسالتين فأمته الثانية، أمة الرسالة الثانية، هي أمة المسلمين، الإسلام الأخير.. والمسلم والمؤمن يبدآن بالإسلام الأول الذي هو دون الإيمان – إسلام الأعراب.. ثم الإيمان، فالإحسان، ويقف المؤمن عند درجة الإحسان.. أما المسلم بعد الإحسان، فيدخل درجات اليقين، وهي: علم اليقين، وعلم عين اليقين، وعلم حق اليقين، وفي الدرجة السابعة يكون الإسلام الأخير.. الإسلام الأول هو إسلام الظاهر فقط، أما الإسلام الأخير فهو إسلام الظاهر والباطن معاً.. ودعوة الأستاذ محمود هي لأمة المسلمين، وفيها الإسلام للأرض جميعها– للناس كافة.. وهذا هو أساس رسالة الإسلام.. المرحلة الأولى كانت مرحلة إيمان، والمرحلة الثانية مرحلة علم يقين!! ودرجات اليقين كلها مذكورة في القرآن.
    ولكن د. النعيم يقرر أن مرحلة العلم، مرحلة درجات اليقين ليست دين!! اسمعه يقول: "أنا عندي، يعني‎‎إذا كان نحن بنتكلم عن مصطلح بمعنى يضارب تجربة ‏البشرية منذ أن بدأت حتى اليوم،‎‎دا بكون مضلّل‎!!‎وبكون معتّم للرؤية‎!!‎الدين بيعني ‏الدين العقائدي!! إذا كان في شيء بتجاوز العقائدية، ماهو دين‎‎ بالمعنى البيهو نحن ‏بنتكلم بيهو!! حقو نسمّيهو تسمية تانية!! ودا بجي من ‎‎وين؟ وبجي كيف؟ نحن ما ‏عارفين.." ح4/17..مرحلة اليقين، مرحلة العلم، التي يدعو إليها الأستاذ محمود عند د. النعيم "ماهو دين‎‎ بالمعنى البيهو نحن ‏بنتكلم بيهو!!"، فلا شيء عنده يتجاوز العقيدة.. فعند د. النعيم الفكرة الجمهورية ليست دين لأنها تدعو لتجاوز العقيدة، ودخول مرحلة العلم من الدين!! فهو بذلك يحكم على الأستاذ محمود، وجميع تلاميذه بأنهم خارج الدين!! أكثر من ذلك، هو يصف الدعوة للإسلام الأخير، بأنها عمل مضلل ومعتم للرؤية!! "بكون مضلّل‎!!‎وبكون معتّم للرؤية‎!!".. والسبب في ذلك عنده، هو أن الحديث عن الإسلام الأخير هو "مصطلح بمعنى يضارب تجربة ‏البشرية".. وهذا محض تهريج، فالإسلام كان عليه الأنبياء، ومفصل في المصحف، ومشروح بصورة واضحة في كتب الفكرة الجمهورية.. المهم أن د. النعيم يحكم على الأستاذ محمود والجمهوريين بأنهم خارج الدين!! هذا قول واضح جداً من د. النعيم، ولا يمكن صرفه لغير الأستاذ محمود ودعوته، فلا أحد غير الأستاذ محمود دعا لأمة المسلمين.. والعجيب في الأمر أن جميع أنصار د. النعيم يصمتون، عن قول د. النعيم هذا الصريح، في إخراج الأستاذ محمود والجمهوريين من الدين.. وأعجب منه أنهم يتباكون على د. النعيم، بزعم أن تم إخراجه من الدين!! مع إن د. النعيم هو الذي أخرج نفسه، حسب أقواله التي أوردناها، وهي أقوال لم ينسبها له أحد، وإنما قالها هو بنفسه!!
    في الأديان الكتابية الثلاث، يوجد مصطلح (المسيح)، وهو يعني: الممسوح بزيت البركة.. وقد سمى به الله المسيح عيسى بن مريم، وهو أيضاً اسم للمسيح الأخير – المسيح المحمدي – المنتظر، والذي سيملأ الأرض عدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.. فكلمة مسيح كلمة مفهومة عند أصحاب الأديان الكتابية.. ولكن د. النعيم الذي يتحدث عن المصطلحات التي لا تتغير - في زعمه – يقول عن المسيح: "نحن عندنا عقيدة المسيح!! والمسيح هو ايه؟؟ ‎يعني بننتظر الإنقاذ من الإنسان ‏الخارق‎!!يمكن في إنسان خارق!! ويمكن حا ينقذنا!!.. ‏لكن: في النهاية لحدي ما يحصل دا، أنا بقول، وما زلت أرددها، وبقولها تاني: لو ما ‏كل واحد فينا بقى مسيح، مافي مسيح حا يجي يغيّر فينا حاجة.." ح4/18.. كان الحديث بسخرية، حتى أن عدد من الحضور كان يصفق ويضحك!! ومعلوم أن البشارة بالمسيح، جاءت في القرآن، وفي الكتب السابقة.. ولكن لما كان الدين، صناعة بشرية، عند د. النعيم، فهو يصنعه من جديد.. وهو مستغني عن المسيح، وهذا يعني أنه مستغني عن الله!! فهو يقول: "إذا جاء المسيح الآن، لن يحل مشكلتي إذا لم أحلها بنفسي.." ح2/51..هذا الاستغناء عن الله، وعدم انتظار موعوده، لأن الله عند د. النعيم، لا يفعل إلا عبر الواسطة البشرية.. فالبشر هم الذين يفعلون.. يقول د. النعيم: "بصورة أساسية أود أن أختم بما يلي: إن واسطتنا البشرية، ومسئوليتنا كبشر، هي ‏الفاعل الوحيد والحاسم!" ح4/5.. هذا بالضبط هو عكس مبدأ التوحيد الأساسي، وهو وحدة الفاعل!! وهو يعني: لا فاعل لكبير الأشياء ولا لصغيرها إلا الله.. وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لاإله إلا الله).. فالله تعالى هو الفاعل الوحيد في الوجود.. وكل فاعل آخر، فعله محاط به من قبل الله.. فلا شيء على الإطلاق، يمكن أن يحدث في الوجود، دون الإذن الإلهي.. فد. النعيم بالضبط عكس الإسلام وعكس الفكرة الجمهورية، وفي كل شيء، خصوصاً في التوحيد، الذي يقوم عليه أمر الدين كله!! التوحيد يقول أن الله تعالى هو الفاعل الوحيد في الوجود.. ود. النعيم يقول: "إن واسطتنا البشرية، ومسئوليتنا كبشر، هي ‏الفاعل الوحيد والحاسم!".. من المعلوم أن الله تعالى يفعل بذاته ويفعل بالواسطة، وفعله بذاته محيط بفعله بالواسطة.. وقول د. النعيم ينفي فعل الله بذاته، وهذا نفي للألوهية، وهي: تنزل الله لمنطقة الفعل.. وهو على ذلك جحود لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله).. ومن يجحد (لا إله إلا الله) لا يدخل الاسلام.. فدخول الاسلام لا يكون إلا بالشهادة المثنية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ود. النعيم يجحد طرفي هذه الشهادة خصوصاً الطرف الأول، يقول الأستاذ محمود: "ما من أحد يجحد قرن الشهادة يمكن أن يدخل في الملة المحمدية"..فد. النعيم، بما أنه يجحد ركني الشهادة، هو خارج الملة المحمدية، بصورة لا لبس فيها.. ويقول الأستاذ محمود: " ولا إله إلا الله بداية تحقيقها في رؤية وحدة الفاعل.. وهذه منطقة خطيرة جداً.. نحن بنعتقد أننا نحن بنفعل شيء، والله بفعل شيء.. لكن الانسان إذا كان بيرى أنو عندو تصرف، في ذرة من ذرات حركاته، أو سكونه، فهو بهذا القدر مشرك.. ولا إله إلا الله عنده ناقصة.. وفي حقيقة الأمر، التوحيد كله في مسألة وحدة الفاعل القلناها".. ود. النعيم لا يرى أن له تصرف في ذرة من حركاته وحسب، وإنما يرى أن له كل التصرف بحركاته وسكناته، وعنده كما هو في النص اعلاه الواسطة البشرية هي الفاعل الوحيد في الوجود.. وهذا هو السبب في أن د. النعيم مستغني تماماً.. يقول تعالى: "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى".. فاستغناء د. النعيم تام، وطغيانه تام.. معرفة الله تعالى، حسب الأستاذ محمود، هي معرفة حاجتنا إليه!! ولما كان د. النعيم، ليس في حاجة إلى الله، فإن جهله بالله تام!!
    عند الأستاذ محمود، الحساب على أعمالنا، جار في كل لحظة، ثم يكتمل بالحساب في الآخرة.. فهو يقول مثلا: "فإن كنت تريد ان تحيا لله، فإن قانونك الذي يجب أن يكون دائماً بين عينيك، إنما هو قوله، تبارك من قائل: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)!! (يره)!! من يعمل خيراً يره، ومن يعمل شرا يره.. يره (اليوم)، بل يره (اللحظة)، لا غداً.. ولا يمنعه من الرؤية (الناجزة)، (الحاضرة)، للتو، واللحظة، إلا الغفلة.. ولكن الحاضرين يرون، والغافلين لا يرون
    أعلم إنك (كما تدين تدان) ثم افعل بعد ذلك ما تشاء، فإنما هي أعمالك ترد عليك"
    هذا هو قانون المعاوضة، وهو القانون الأساسي الذي يحكم الوجود كله.. ووفقه الحساب فوري"إن الله سريع الحساب"، ولحظي، يجري بصورة دائمة مع كل عمل، ثم يكون الحساب في الآخرة.. يقول الأستاذ محمود: "الآخرة هنا واليوم.. ما يكون تمامه هناك يبدأ اليوم.."
    مقابل هذا ، يرفض د. النعيم الحساب، وبصورة فيها كثير من الاستهزاء، فهو يقول: "أحد الطرق التي يلجأ اليها الناس لتعزيز ايمانهم، في نظامهم العقائدي، هي المبالغة في نوعية أو كمية الامتيازات التي يحصلون عليها، أو سوف يحصلون عليها، وفداحة الخسارة التي سيتكبدونها ، إن لم يلتزموا بالمذهب العقائدي المحدد.. وبهذا الطريقة يصبح لدى العديد من الناس احساس بالمصلحة أو الملكية في نظامهم العقائدي، ويكونون نظرة سلبية عن النظم العقيدية الأخرى"ح3/38 .. فهو لا يؤمن بالثواب والعقاب، ويعتبره من صنع البشر.. وهذا طبيعي، طالما أن الدين عنده من صنع البشر!! ولكنه لا يقف عند هذا الحد، ويذهب، مذهبا بعيدا، في الاستهزاء، بالله تعالى، وبثوابه وعقابه!! أنظره يقول: "أنا شخصيا مقتنع بأنه لما أمشي على ربنا أقول ليهو أنه دي قناعتي بالإسلام وعملتها، حا يقول لي كويس!! (يؤشر بيده علامة الموافقة)!! اتفضل!! (يؤشر بيده أيضا علامة السماح بالانصراف، ويضحك، وبعض الحضور يضحكون)!! طبعا، اتفضل دي وين، أنا ما عارف!!"ح4/27.. من كان يتصور، أن الجرأة، في الاستخفاف بالله، والاستهزاء به تعالى، وبثوابه وعقابه، تصل الى هذا الحد، من الاستهتار؟! اللهم أعوذ بك من مكرك.. وأبرأ اليك من قول د. النعيم هذا.. فيا د. ياسر، وأنصار د. النعيم، هل اسلامكم، مثل اسلام د. النعيم هذا، ليس فيه ثواب ولا عقاب؟! وهل تقبلون هذا الاستهزاء بالله؟ وإلا فلماذا تصمتون عنه، وتؤيدون صاحبه؟!
    في الواقع د. النعيم يذهب ليناقض الفكرة في كل شيء صغر أم كبر.. فمثلاً بالنسبة للدولة الإسلامية، التي يرى أنه لم يكن لها وجود أصلاً، هو يقرر في حق الفكرة الجمهورية "الفكرة الجمهورية تهدف إلى التزام الإسلام لدى كل مسلم وليس لإقامة دولة تزعم أنها إسلامية، في مغالطة وخداع للشعب.." ح2/31.. وهو يعلم تماماً أن الفكرة تدعو لدولة إسلامية، ولكنه لما كان قد مرد على الكذب، فهو لا يستطيع أن يصدق.. كتاب (الرسالة الثانية) يتحدث عن الدولة الإسلامية بصورة مفصلة.. أما كتاب (أسس دستور السودان)، فكله عن الدولة الإسلامية.. وجاء من كتاب (طريق محمد) صلى الله عليه و سلم"إن دولة القرآن قد أقبلت، وقد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها وبالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. وهذا يلقي على عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا، وهو واجب لن يحسنوا الاضطلاع به إلا إذا جعلوا محمدا، وحده إمامهم ووسيلتهم إلى الله..".. في الواقع د. النعيم يزعم أنه لا يوجد تشريع جماعي في الإسلام، وبالتالي لا توجد دولة.. فلنترك أمر د. النعيم، ونسأل د. ياسر: هل د. النعيم صادق عندما يقول أن الفكرة الجمهورية لا تدعو لدولة؟! أم تراك مع الأثنين معاً!؟ الجمع بين المتناقضين مستحيل!! فإما أن تكون مع الأستاذ محمود أو تكون مع د. النعيم.. د. النعيم يقرر بصورة حاسمة، أن القرآن ليس مصدراً للتشريع!! فهو يقول: "سوف أواصل لأحاول إعطاءكم فكرة عما يعنيه القرآن بالنسبة لي، وأوضح وجهة نظري التي أقول بها إن القرآن ليس مصدرا للتشريع، ولا للشريعة حتى، بل هو مصدر، ربما، للتوجيه والإرشاد الديني، على نحو عميق، ومؤثر داخليا..".. ح3/3.. د. النعيم يعلم أن الأستاذ محمود عنده، ليس التشريع فحسب، وإنما الدستور نفسه يؤخذ من القرآن، ومن أجل مناقضة موقف الأستاذ هذا، قال د. النعيم ما قال.. يقول الأستاذ محمود: "ليحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر، فانا نتخذه من ((القرآن))وحده: لا سيما وأن ((القرآن)) لكونه في آن معا، دستورا للفرد ودستورا للجماعة قد تفرد بالمقدرة الفائقة على تنسيق حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة الي العدالة الاجتماعية الشاملة، تنسيقا يطوع الوسيلة لتؤدي الغاية منها أكمل أداء..".. ويقول د. النعيم، في معنى خطأ القول بأن القرآن هو مصدر التشريع: "وعلى هذا، يمكن أن أخلص إلى القول، فيما يخص موضوع الليلة، إن الفكرة التي تقول إن القرآن هو المصدر المباشر أو الأساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة، وغامضة، وتسبب إشكالية حقيقية، كما قد ترون من غموض المصطلح نفسه، وما إليه.. بل إن هذا التوجه يزيل القدسية عن القرآن ويسيء إليه.. وهو لا يبسّط القرآن فحسب، بل يدل على تبسيط شديد لقراءتنا وفهمنا للقرآن، حين نقول ذلك.. ذلك أن محاولتنا استخلاص تشاريع وأحكام من القرآن، تدمر، في الواقع، قدسية القرآن، وتهدد تماسك النص القرآني.." ح3/1.. ويقول: "إننا، بتأكيدنا على القرآن كمصدر للتشريع _كدستور_ فإننا نعمد إلى تخفيض قيمة القرآن، وتجريده من القدسية، وإزالة كل الغموض والإبهام الذي يحتويه القرآن.." ح3/2.. د. النعيم مرات يقول أنه بصدد إزالة القداسة!! وهنا يزعم أنه بصدد الحفاظ على القداسة.. جعل القرآن دستور، عند د. النعيم، يخفض من قيمته، ويزيل عنه الإبهام والغموض!! د. النعيم يريد للقرآن أن يكون غامضاً ومبهماً، بصورة دائمة!! على كلٍ، عند الأستاذ محمود الدستور من القرآن وحده.. وعند د. النعيم القرآن ليس دستوراً أو مصدراً للتشريع.. وهذان موقفان متناقضان في الموضوع الأساسي، فالوقوف إلى جانب واحد منهما هو بالضرورة ضد الآخر، فمن المستحيل الجمع بينهما.. بالطبع موضوع الدستور ومصدر التشريع موضوع أساسي جداً، وهو تنزل الفكرة لتنظيم المجتمع.. في أي جانب يقف د. ياسر وصحبه؟ من الواضح جداً أنه يقف إلى جانب د. النعيم، الذي هو عنده لا يكذب!! علينا، أن نقف عند الاساءة للأستاذ محمود، لمجرد أنه يقول بأن القرآن هو الدستور، فيصفه د. النعيم ويصف فكرته بقوله(إن الفكرة التي تقول إن القرآن هو المصدر المباشر أو الأساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة، وغامضة).. ومع كل ذلك، يقول لنا ياسر وصحبه، أن د. النعيم جمهوري!! فهل أنتم في جمهوريتكم مثله ترون أن الفكرة مضللة وغامضة؟! وأنتم لم تعترضوا على أي شيء، من سباب د. النعيم للأستاذ محمود، فبما أنكم تؤيدون د. النعيم، فهل معنى ذلك، أنكم تؤيدون هذا السباب، أو توافقون عليه؟!
    الأستاذ محمود يدعو الى بعث الاسلام، ببعث آيات الأصول، لتكون هي صاحبة الوقت ويقوم عليها التشريع الجماعي الذي تقوم عليه الدولة.. فهو يدعو الى تطوير التشريع، بالانتقال من فروع القرآن الى اصوله، التي كانت عليها حياة النبي صلى الله عليه وسلم.. وفي أصول القرآن حل لمشكلات الحضارة البشرية المعاصرة.. وعن آيات الأصول يقول الأستاذ محمود: "هل تريدون الحق؟؟ إذن فاسمعوا!! لا كرامة لمطلق حي على هذا الكوكب، إلا ببعث أصول الاسلام.. إلا ببعث آيات الأصول التي كانت منسوخة، ونسخ آيات الفروع التي كانت ناسخة في القرن السابع.. فليستيقن هذا رجال المسلمين ونساءهم"
    وكمناقضة لتطوير التشريع، زعم د. النعيم، في كذب مخجل، أنه لا يوجد في القرآن نص عن الناسخ والمنسوخ.. ومناقضة لتطوير التشريع، يقول د. النعيم صراحة: "(فيما يتعلق بتطوير التشريع، الأستاذ محمود عندو طرح، كان مفهوم بأنه بقدم للناس طرح بقول: بأنه تطوير التشريع الإسلامي، بالانتقال من نصوص القرآن المدني للقرآن المكي.. من نصوص كان أدت رسالتها واستنفذتها إلى نصوص لم يأتِ دورها في التاريخ إلى الآن.. لكن، أنا طرحي بقولوا بأنه: الشريعة لا تقنن!! سواء أن كانت شريعة التطوير، ولاّ الشريعة السلفية!! يعني أنا بعترض على تقنين الشريعة الإسلامية: أيا كان فهمك للشريعة الإسلامية!! إنه قانون الدولة ما بيكون إلا من خلال الخطاب المدني!! يعني إنت ما عندك مرجعية دينية للتقنين!! القانون ماهو قانون لأنه الشريعة قالت كدا.. سواء كان فهمك للشريعة هو شريعة الرسالة التانية، ولاّ شريعة الرسالة الأولى)!!. ح4/20 .. فيا د. ياسر هذا وحده، ألا يكفي في التدليل، على أن د. النعيم ليس جمهورياً، ويعمل على هدم الفكرة الجمهورية؟! أم لك تبرير؟! فلنسمعه!!

    الأستاذ محمود يقدم الاسلام، كمنهج لتغيير الأفراد والمجتمعات، بغرض تجاوز مرحلة البشرية الى مرحلة الانسانية.. وتصور منهج التغيير، يقوم على التقوى، وما تؤدي اليه من تطور في مراقي الانسانية، من النفس اللوامة، والى النفس الكاملة..
    مقابل هذا يرفض د. النعيم التغييرالذي أحدثه الدين في المجتمعات البشرية، ويزعم أن الدين لا يؤدي للصلاح!! اسمعه يقول: " ومن واقع معرفتي بالتاريخ الإسلامي أو تواريخ الشعوب الأخرى، فإن المسلمين لم يصبحوا بشرا صالحين بسبب أنهم مسلمون، كما أن المسيحيين لم يصبحوا مسيحيين صالحين، بسبب أنهم مسيحيون، وهلم جرا".. في الواقع أن د. النعيم جاهل بالتاريخ، وجاهل بالدين، وأكثر جهلا بالنفس البشرية.. وهو يغالط مغالطة فجة، فلا أحد مهما كانت معارضته للاسلام، ينكر الاصلاح الهائل الذي حدث في عرب الجاهلية، عن طريق الاسلام وعلى يدي محمد صلى الله عليه وسلم.. بل إن عدد من المفكرين الغربيين، يبدون اندهاشهم لعظمة التغيير الهائل، الذي أحدثه المعصوم في زمن وجيز.. على كل، مغالطة د. النعيم الفجة، تهدف الى جعل الدين، من حيث هو ، لا فائدة منه، ولا يؤدي للاصلاح..

    الأستاذ محمود عنده القرآن منزل من الله، إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق ملك الوحي جبريل.. والقرآن أصول وفروع.. فروع القرآن هي الشريعة، وهي منزلة من الله، بمعنى أن القرآن منزل من الله، أصوله وفروعه، وبمعنى أن النبي صلى الله عليه و سلم "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى".. والشريعة عند الأستاذ محمود، هي (العروة الوثقى).. ) يقول الأستاذ محمود: "ولقد صدرنا هذه المقدمة بآيتين، أولاهما: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ. فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ، وَيُؤْمِن بِاللّهِ، فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ، لاَ انفِصَامَ لَهَا.. وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"..العروة الوثقى هنا الشريعة، وهي ((لا انفصام لها)) من الدين لمن ((يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله)) فإنها له موسلة، وموصلة.. هذا شرط عدم انفصامها عن الدين - الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله.. وهذا يعني أنها منفصمة عن الدين لمن يستمسكون بها بغير كفر بالطاغوت، وبغير إيمان بالله.."..
    هذا من جانب، أما من جانب د. النعيم، فالشريعة صناعة بشرية، كما رأينا أقواله في ذلك.. وعند الإستاذ محمود الإسلام لا يتطور، وإنما ينتهي إليه تطور كل متطور.. أما عند د. النعيم، فالأمر على العكس، فهو يدعو لتطوير الإسلام!! فهو يقول: "يتبع من ذلك أن احترام ضمانات الحكم الدستوري وحماية حقوق الانسان ليسا فقط ضروريتين للحرية الدينية للمواطنين المسلمين وغير المسلمين في الدول القطرية المعاصرة، وإنما أيضاً لبقاء وتطوير الاسلام نفسه.." ح1/38..
    هذا في حين يقول الأستاذ محمود: "الإسلام لا يتطور: ومع أن الشريعة تتطور، إلا أن الإسلام لا يتطور، وذلك لأنه سرمدي لا يتناهى .. ففي الأرض بدايته ونهايته عند الله في علياه .. نحن بنقصر كثير لما لا نفهمه بالمدى دا.. ((إن الدين عند الله الإسلام)) بتلقى التفسير السلفي يعطيك أن الدين المعتبر عند الله هو الإسلام.. ولكن التوحيد يعطي معنى غير دا.. معنى أوضح من دا.. دا طبعا موجود بطبيعة حاله.. لكن المعنى الذي يعطيه التوحيد أبعد مدى.. لما قال ربنا: ((شهد الله أنه لا اله إلا هو، والملائكة، وأولو العلم، قائما بالقسط، لا اله إلا هو، العزيز الحكيم)).. قال ((إن الدين عند الله الإسلام)).. هنا التوحيد يقول أنو ((عند)) ما هي ظرف زمان وما هي ظرف مكان.. اللغة العربية تعطي ((عند)) ظرف زمان، أو ظرف مكان.. نحن نقول: ((جاء عند الضحى)).. ونقول: ((العصا عند الباب)).. ((عند)) هنا ظرف زمان.. أو ظرف مكان.. لكن عندما تمشي للإطلاق إلى الله في إطلاقه.. الله ما في الزمان، ولا في المكان.. فتبقى ((عند)) هنا نهاية ما لا نهاية له.. كمال الإسلام عند الله: ((أن الدين عند الله الإسلام)).. الإسلام هنا عمود التوحيد الذي شبهناه بساري المولد.. ولما قال عنه ربنا في القرآن هو دين الله، قال عنه: ((أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها واليه يرجعون ؟؟))"
    الأستاذ محمود يقول في تعريف الإسلام، مثلاً: "الإسلام فكر يرتقي السالك فيه على درجات سلم سباعي..".. وعلى العكس من ذلك، يقول د. النعيم ان تعريف الإسلام غير ممكن!! وأنه لا يوجد شيء قابل للتعريف، ومتماسك اسمه (الإسلام).. وهو يصر ويؤكد "أنه لا أحد _مسلم أو غير مسلم_ يمكنه أن يعرّف بصورة محددة، وشاملة، الإسلام..".
    د. النعيم يزعم أن الحل في العلمانية، ولا يوجد شيء ليس علماني!! حتى الدين نفسه علماني، وصناعة بشرية.. أما الأستاذ محمود وعلى العكس من ذلك، فهو يرى أن طريق العلمانية طريق مسدود.. يقول الأستاذ محمود: "أمانحن- الجمهوريين فبفضل الله علينا، وعلى الناس، قد امتد بصرنا حتى رأينا قافلة البشرية الحاضرة، وهي تقف حائرة، عند نهاية طريق العلمانية المسدود، وأصبح واضحا عندنا، أن علينا لأن ندخل بشعبنا طريق العلمية حتى نكون للبشرية - قل للإنسانية - طليعة جديدة‏..".. ويقول: "علينا أن نعلم أنفسنا، وأن نعلم شعبنا، وأن نعيد تعليم المتعلمين منا، من جديد، فنخرجهم من الطريق العلماني، إلى الطريق العلمي".. ففي حين أن الأستاذ محمود يدعو للخروج من الطريق العلماني، ويقول عنه أنه مسدود، على العكس من ذلك، د. النعيم يدخل أي شيء في العلمانية، بما في ذلك الإسلام نفسه!!
    ماذا عن المنهاج؟! المنهاج عند الأستاذ محمود هو (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم.. والجمهوري من هو على الطريق عقيدةً وعملاً، وخلاف ذلك ليس بجمهوري، ولو كان بين الجمهوريين.. وقد كان الأستاذ محمود كثيراً ما يقول: في ناس بينا وهم غير جمهوريين!! ويقول: من هو على الطريق، هو جمهوري ولو لم نره.. ويقول الأستاذ محمود: "بتقليد محمد تتوحد الأمة ويتجدد دينها".. ومنهاج محمد مطروح لكل الناس.. ومبشر بأن جميع الناس في الأرض سيكونون عليه.. فالإسلام للناس كافة.. ويقول الأستاذ محمود أن منهاج الطريق هو وحده المقبول عند الله تعالى "فلم تعد الطرق الطرق ولا الملل الملل..".
    مقابل هذا يقول د. النعيم: "أنا ما بفتكر بأنه نحن بنحتاج نتبع منهج واحد لتغيير الأخلاق!! لكن نحتاج لنتفق أنو التغيير الأخلاقي ضروري.. بعد داك كلو واحد فينا ياخد منهجو للتغيير!! يعني المسألة ما افتكر نحن خطنا، أن تكون عندنا وحدة في المنهج، أنو لا بد هو المنهج دا، وما في غيرو.. وكل زول يلتزموا..".. هذا نقيض قول الأستاذ، الذي يقول فيه: "لم تعدد الطرق الطرق ولا الملل الملل منذ اليوم".. فلابد من المنهج الواحد.. وعند البعث الديني، بحكم طبيعة الأشياء، لا يكون غير منهج واحد.. يقول الأستاذ محمود: "إن دولة القرآن قد أقبلت، وقد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها وبالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. وهذا يلقي على عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا، وهو واجب لن يحسنوا الاضطلاع به إلا إذا جعلوا محمدا، وحده إمامهم ووسيلتهم إلى الله..".. "إلا إذا جعلوا محمدا وحده"..
    وفي مقابل قول الأستاذ محمود في أن دولة القرآن قد اقبلت، يقول د. النعيم لا توجد دولة اسلامية، فالمسلمون لن يتوحدوا الى يوم القيامة.. ويقول: "الصراع الانساني، والاختلاف، هو الصفة اللازمة للطبيعة البشرية، وستبقى كذلك حتى يوم القيامة" ح1 /73.. ويقول د. النعيم: "وحدة المسلمين لم تتحقق منذ التحق النبي عليه الصلاة والسلام بالرفيق الأعلى، المهم هو تأسيس مباديء الخلاف الموضوعي والتفاوض على الخلافات السياسية بدون اللجوء إلى العنف، بدلاً من التمني بالوحدة، التي لم ولن تكون.." ح1/73.. وما هذا الجزم الحاسم بأن الوحدة مستحيلة، يقرر د. النعيم، أن القرآن نتاج للاجماع، وأن الشريعة نتاج للاجماع!!
    عند الأستاذ محمود، العمل في طريق محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يكون نافعاً إلا إذا كان صدر المقلد منطوياً على التقديس والتوقير للمعصوم.. يقول الأستاذ: "وأيسر ما يقوم عليه التقليد النافع أن يكون صدر المقلد منطويا على قدر كبير من التقديس، والتوقير للنبي، وهذا ما من أجله أخذ الله الأصحاب بالأدب معه، وأمرهم بالصلاة عليه"
    مقابل هذا ، ومناقضة له، يدعو د. النعيم الى رفع القداسة، فيقول: (أنا في سبيل رفع القداسة عن أي فكر أو عمل بشري، وخصوصاً عندما يدعي أصحابه قداسة الدين باسم الدولة الإسلامية) ح1/51 ..
    ويقول: "حيث هدفي هو نفي المعنى الباطن، ونزع القداسة عن كل شيء يمكن للبشر أن يتحدثوا عنه، أو يفكروا فيه، أو حتى يتصورونه"!! ح4/12 ..نفي المعنى الباطن، هو نفي للتوحيد..فمن حيث التوحيد الله تعالى ظاهر وباطن، يقول تعالى: " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ".. والباطن هو المعنى الأوكد، وذلك لأن الله تعالى في ذاته مطلق ولا يظهر إلا بخلقه.. فنفي د. النعيم للباطن هو نفي للذات الإلهية، التي هي الثابت الوجودي الوحيد!! والقرآن ظاهر وباطن.. ظاهر القرآن هو ما تعطيه اللغة، آيات الآفاق.. أما باطن القرآن، فهو منطقة التأويل، منطقة آيات النفوس.. وآيات الآفاق وسيلة لآيات النفوس.. فد. النعيم بنفيه للباطن ينفي الغاية.
    في الدين، المكان الأول للقلب، والقلب هو بيت الرب، وهو العقل الباطن، والعقل الواعي خادم للقلب.. كما أنه في السلوك الديني، تهذيب الظاهر هو وسيلة لتهذيب الباطن: " وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ " يعني اتركوا ظاهر الاثم، حتى تتمكنوا من ترك باطنه.. ويقول تعالى: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ".. وفي الدين، العبرة بالنية، وهي باطن، "إنما الأعمال بالنيات".. فصحة العمل وقبوله، لا تكون لمجرد العمل، وإنما بالنية وراء العمل.. هذه المعاني مفصلة في كتاب (الرسالة الثانية)، والعديد من الكتب الأخرى.. قول د. النعيم (هدفي هو نفي المعنى الباطن)، هو هدم للفكرة الجمهورية، ومناقضة لها.. وهو هدم للإسلام بصورة عامة.
    عند الأستاذ محمود الإنسان مفضل على جميع خلق الله، وهو غاية الوجود وخلاصته، وقد سخر الله تعالى له كل ما في الوجود.. والإنسان هو خليفة الله على جميع الأكوان، وما جاء الدين إلا كوسيلة ليبرز الانسان الى مقام خلافته.. والانسان خلق كاملا (في أحسن تقويم) ، وسيعود لهذا الكمال.. وعند الأستاذ محمود، نحن الآن في مرحلة البشرية، ونوشك أن ندخل مرحلة الانسانية، التي تكون بها الخلافة لله في الأرض، ووقتها، تتحقق جنة الأرض، ويسود السلام، وتملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.. وعند الأستاذ الخير هو الأصل، وكل الوجود صائر اليه.
    مقابل هذا، عند د. النعيم، الانسان مجبول على الاختلاف والصراع، وهما صفتان لازمتان للطبيعة البشرية.. وعنده الصراع سيستمر الى يوم القيامة.. ويرى د. النعيم أن العدل ورفع الظلم، ونصرة المستضعفين، أمر مستحيل بحكم الطبيعة البشرية.. وعنده من يقول بتحقيق هذه القيم الرفيعة، إما مضلل لنفسه أو مخادع للناس.. وعنده أن الانسان هو من الفساد، بحيث أن كل ما يدخل العقل البشري العقل يغيره، بما في ذلك الله، والقرآن!! فالقرآن عنده، عندما يدخل العقل البشري والتجربة البشرية، يصبح ليس منزلاً من عند الله!! ولا هو مقدس!!
    عند الأستاذ محمود قانون التوحيد الأساسي ـ وحدة الفاعل ـ هو القانون الطبيعي، الذي تقوم عليه طبائع جميع الأشياء في الوجود..أما د. النعيم، فقد سئل عن القانون الطبيعي في الاسلام، فكان رده: "مرة أخرى، مصطلح القانون الطبيعي، مصطلح مسيحي، نبع من ظروف معينة" ح3/55.
    الأخلاق عند الأستاذ محمود، أخلاق موضوعية، لابد فيها أن يتلقى الفرد توجيهاته من خارجه، وهي لا تتحقق إلا عن طريق العمل في التقوى.. والأخلاق هي ما به تتحقق انسانية الانسان.. وعند الأستاذ محمود المدنية هي الأخلاق..
    في المقابل، يقول د. النعيم بعكس ذلك!! فهو أولاً يبعد المرجعية الدينية، حتى في جانب السلوك الجنسي.. وعنده لا توجد أخلاق عامة يشترك فيها جميع البشر.. فالأخلاق ذاتية نسبوية، فيها كل فرد يختار ما يراه هو من أخلاق.. يقول د. النعيم: "إن النسبوية الأخلاقية تعني أن: الأحكام تنبني على التجربة، والتجربة يفسرها كل شخص حسب تربيته أو تربيتها الثقافية" ح2/12.. وعنده (المنظور التاريخي) هو الذي يحدد الأخلاق!! المنظور التاريخي، هو مصطلح أوجده د. النعيم، ليناقض به مصطلح (حكم الوقت) عند الأستاذ محمود.. وحكم الوقت، هو من أهم المباديء التوحيدية.. وهو يعني: في كل وقت معين، لله تعالى حكم في خلقه، لا يكون غيره، وله حكمة من وراء حكمه هذا.. وأدب الوقت هو أن يعرف العابد، حكمة الله وراء فعله في الوقت المعين، فيتأدب مع ربه، بمراعاة هذه الحكمة.. أما د. النعيم، فقد استبعد الله تماماً، واستبدله بالتاريخ، في منظوره التاريخي!! فعنده كل ما يحدث في التاريخ المعين، هو الصحيح.. ويضرب مثلاً لذلك، بالمثلية!! فقد كانت ـ حسب قوله ـ غير مقبولة، قبل عشرين عاماً في أمريكا، وهي الآن مقبولة، والسبب في ذلك، عنده، هو المنظور التاريخي، الذي يوجب الأخذ به!! فبين الذاتية النسبوية، والمنظور التاريخي، تصبح الأخلاق الموضوعية، مستحيلة، وتسود فوضى أخلاقية شاملة..
    عند الأستاذ محمود الغاية المستهدفة في السلوك الديني، بالنسبة للجنس، هي العفة التامة، في صدور الرجال والنساء، فلا تتحرك شهوة من أحد إلا تجاه زوجته بالنسبة للرجل، وزوجها بالنسبة للمرأة.. حدوث هذا أمرٌ محسوم عند الأستاذ، يتحقق في (الوقت)، الذي ينكره د. النعيم.. يقول الأستاذ محمود "سيجئ وقت، قريبا، إن شاء الله، تكون فيه العفة، والصون، أمرا ثابتا في صدور النساء، والرجال.. ويكون جميع النساء، إلا امرأة واحدة، لدى كل رجل، كأنهن أخواته، أو أمه..فلا تتحرك فيه رغبة جنسية لإحداهن، على الإطلاق.. ومثل هذا يقال عن المرأة بين الرجال، إلا رجلا واحدا، هو زوجها.. فكأن التحريم الشرعي اليوم في الدوائر المحرمة هو مقدمة لتلك الحالة التي يصحب مجيئها مجيء الموعود الذي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.. وحالة العفة هذه هي من ضمن العدل الذي ستملأ به الأرض يومئذ..".
    حتى موقف الأستاذ محمود والجمهوريين من السودان، د. النعيم يناقضه!! فعند الأستاذ محمود: الله تعالى حفظ على أهل السودان من أصائل الطبائع، ما سيجعلهم نقطة التقاء اسباب الأرض بأسباب السماء..وقد جاء في منشور هذا أو الطوفان: "غايتان شريفتان وقفنا نحن الجمهوريين حياتنا، حرصاً عليهما، وصوناً لهما، وهما الإسلام والسودان..".. هذا الموقف يستفز د. النعيم، ويجعله يقول بعكسه!! فيقول عن السودان وأهله: "ولكن القيم والعلاقات الاجتماعية لذلك المجتمع لم تكن، إلا بالكاد، متسقة مع (الكرامة الانسانية وحقوق الانسان الاساسية المتساوية المفطور عليها كافة أعضاء الأسرة البشرية)"ح2/62.. فمقابل قول الأستاذ: حفظ الله عليه من اصائل الطبائع ما سيجعلة نقطة التقاء الأرض بأسباب السماء.. جعل د. النعيم الشعب السوداني دون بقية شعوب العالم، هو دون الفطرة المفطور عليها كافة أعضاء الأسرة البشرية!! فالنعيم يصل الى هذا الحد من التجني على السودان والشعب السوداني!! وهو يقول عن السودان: "السودان، الخرطة نحن بنعرف دي ما ها حقيقة موضوعية، ولا نزلت من السماء، ولا مقدسة.. في ظروف سياسية محددة شكلت السودان البنعرفو حالياً" ح2/62.. واضح أنه متوتر بصورة جعلته يقول كلاماً انفعالياً، لا معنى له!! وفي نص آخر يقول: "الناس المتعلقين بالسودان، حقو يعرفو أن السودان جاء نتيجة قرار استعماري".. فد. النعيم غير متعلق بالسودان، وينكر على من يتعلقون به تعلقهم!! ولكنه متعلق بأمريكا.. ولقد سبق أن قلنا للنعيم ونعيد: على كل، رضي د. النعيم ام ابا نحن نحب الشعب السوداني، وسنظل نحبه، ونعرف له من القيم والفضائل الأصيلة، التي حفظها الله عليه، ما يزيد من حبنا له، واعجابنا به..ونحن لا نقول هذا تعصباً لأهلنا، وإنما لأنه الحقيقة الموضوعية الظاهرة جداً، لكل انسان، لم تلون الأحقاد نظرته، حتى ولو لم يكن سودانياً..

    - د. النعيم يناقض الأستاذ محمود في كل شيء.. القضية واضحة جداً، وهي:
    - د. النعيم ضد الاسلام
    - د. النعيم ضد الأستاذ محمود ودعوته
    وطرفا القضية بينهما تناقض جوهري، بحيث أن من يؤيد أحد الطرفين، هو بالضرورة ضد الطرف الآخر.. فأنا مثلاً، اؤيد الاسلام والأستاذ محمود ودعوته، وبذلك أنا بالضرورة ضد د. النعيم.. ود. ياسر يؤيد د. النعيم، فهو بالضرورة، ضد الاسلام، وضد الأستاذ محمود ودعوته.. فالموضوع هو موضوع حق وباطل، ولا يوجد شيء بينهما، فإما الحق أو الباطل (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)
    وقد وصل الأمر بد. النعيم أن يهاجم نشاط الجمهوريين، في العمل على توصيل الفكرة الى المواطنين في الريف، ويصفه بأنه استعمار!! اسمع الى قوله الذي ينقله عنه مجدي الجزولي فقد قال للكاتب ايدي أنه: " يراها من موقعه اليوم "سالبة"، "استعمارية"، أسلوب "مسلم يرى في الإسلام جوابا لكل شئ ويظن عنده المفتاح لفهم الإسلام"،
    الشتم والسباب:
    ما عرضناه من تناقض، بين الاسلام والأستاذ محمود ودعوته من جانب، ود. د. النعيم ومقولاته من الجانب الآخر، كاف جداً، وواضح جداً، للتدليل على أنه من المستحيل الجمع بين الطرفين المتناقضين: طرف الاسلام والأستاذ محمود ودعوته من جانب ، وطرف د. النعيم ودعوته من الجانب الآخر.. فد. النعيم لا يمكن أن يكون جمهورياً وهو ضد كل أساسيات الفكرة الجمهورية.. هو (قَلَبة) الفكرة الجمهورية.. فالقضية إما حق أو باطل.. وللناس عقول، والله تعالى من وراء كل ذلك محيط.
    أريد هنا، أن أتناول، شتم د. النعيم، وسبابه المسف للأستاذ محمود.. وهو شتم وسباب، ينطلق فيه د. النعيم من حقد خاص للأستاذ محمود!! والتسبيب الذي يسوقه د. النعيم لسبابه هذا، دليل كاف على حقد د. النعيم.. فالمرء قد يصف الآخر، بصفة يقيم عليها الدليل الواضح، وفي هذه الحالة لا يكون الوصف سباباً، وإنما هو عرض للواقع الفعلي، فأنا إذا وصفت د. النعيم بأنه كاذب وأوردت الأدلة الواضحة، والمستفيضة، فأنا هنا أصف حالة أملك عليها الدليل ولكن إذا وصفت شخص آخر بالكذب، لأنه يدعو الى الاشتراكية، والاشتراكية في نظري مستحيلة، فهذا شتم من أجل الشتم، لأن كون الاشتراكية في نظري مستحيلة، لا تجعل الآخر يكذب، حين يقول أنها ممكنة، فهذه وجهة نظره، وهي عنده صحيحة، وما ينبغي أن أحاكمه بوجهة نظري أنا.. وشتم د. النعيم كله، من النوع الثاني!! فهو يشتم الأستاذ لأنه يدعو الى دولة اسلامية.. أو لأنه يبشر بالمساواة، والعدل، ونصرة المستضعفين، ولنرى بعض أقواله في هذا الصدد..
    لقد رأينا أن د. النعيم، يقرر أن دعوة الأستاذ محمود للإسلام، دعوة غير دينية!! لماذا؟! لأن الدين في زعمه، الباطل، هو مرحلة العقيدة فقط!! من أين أتى بهذا التقرير؟ هو من عنده، ويخالف فيه أوضح الأشياء في الإسلام، ولم يحاول مجرد محاولة، ايراد الأدلة، التي يقوم عليها فهم مرحلة العلم من الاسلام، ليفندها.. الأمر كله يدل على مدى الاستهتار الذي وصل اليه د. النعيم.. فهو في حين أنه يناقض جميع أسس الدين، وقيمه، وبصورة خاصة العقيدة، هو يخرج غيره من الدين، لأنه دعا إلى التسامى بالعقيدة الى مرحلة العلم.. فيا د. ياسر، ها هو من تسانده وتدافع عنه، يخرج أهل الدين من الدين، فلماذا لم تقل أي شيء في هذا الصدد؟! وأنا الآن أطالبك بأن تقل شيئا ـ وأعلم أنك لن تقول.. ود. النعيم حين يتحدث عن ديمومة المصطلح، حسب زعمه، يناقض منظوره التاريخي!! ود. النعيم حين أخرج الأستاذ من الدين، لم يتأخر في إضافة بعض كلمات السباب، فهو يقول: "دا يكون مضلل، ومعتم للرؤية".. الدعوة للإسلام عند د. النعيم تضليل، ومع ذلك يريد د. ياسر وصحبه أن يجعله مسلماً وجمهورياً!! من العجيب جداً أن يحكم د. النعيم على دين أحد!!..
    ومن شتائم د. النعيم للأستاذ محمود، تسفيه عقله، لأنه يقول بالدولة الدينية، والاسلامية، فعند د. النعيم، هذا قول لا يستقيم عقلا، ولا يصح ديناً..
    في إحدى المحاضرات، قالت الأستاذة أسماء محمود:"نحن بندعو الى دولة قائمة على الاسلام، قائمة على الاسلام".. فرد د. النعيم منفعلاً :"أنا برضو،لأنها الأستاذة برضواتكلمت عن النقطة دي: برضو بحب أقول أنه مسألة الدولة الدينية وهم!! عبث!! قبيل أناحاولت أقول الكلام دا: كونو الزول بفتكرها إنها حقيقة، ما بجعلها حقيقة!! هي ماحقيقة!! هي باطل!! هي وهم!! شفتَ زي الطفل البتخيّل إنه في سحّارتحت السرير!! كونو بفتكرإنه في سحار تحت السرير، مابعني إنه في سحّارتحت السرير!! هومقتنع جدا، ويمكن يكورك لأمو يناديها: تعالي ولّعي النور، وأقعدي معاي،لأنه في سحارتحت....!! دا المسألة زي كدا!! المسألة دي إنه هي ضدالصورة تماما!! وهم!! عبث!! ونحن أي واحد فينا يسكت عن أن يقول دا، مساهم في خلق العبث دا)!!".. على كل هذا قول في حق الأستاذ محمود بصورة مباشرة.. وهو يصف الأستاذ بالكذب والعبث!! وما هو الدليل على ذلك؟! الدليل هو أن الأستاذ محمود يدعو للدولة الاسلامية ويبشر بها، وهذه الدعوة عند د. النعيم دليل على أننا (لا نعرف تاريخنا ولا بنعرف مصادر دينا)، وهو زعم من د. النعيم شديد البطلان، فهو من لا يعرف التاريخ، ولا يعرف مصادر الدين.. وبنى على هذا الجهل ما قاله من سباب في حق الأستاذ محمود..
    لم اسمع ولا واحد من الذين يؤيدون د. النعيم، اعترض على هذا السباب، في حق الأستاذ.. بالعكس هم يعترضون على ما اعتبروه قولاً شديداً في حق د. النعيم!! فد. النعيم عندهم لا يسئل عما يفعل!!
    الأستاذ محمود، يدعو بصورة واضحة الى انتفاء الغرض والهوى، من صدور الرجال والنساء، ويدعو الى العدل والمساواة، ونصرة المستضعفين، وهذا ما يعلمه كل من له المام بدعوة الأستاذ محمود.. ولكن د. النعيم، يجعل من هذه القيم الرفيعة، سبباً لشتم الأستاذ محمود، والاساءة اليه، لأن د. النعيم، يرى أن هذه القيم من المستحيل أن تتحقق، وذلك بحكم الطبيعة البشرية عنده!! أسمعه يقول: "لا يمكن لأي مؤسسة بشرية أن تحقّق الحياد والمساواة وحقوق المستضعفين، وهذا هو خطأ جوهري في زعم الدولة الدينية.. هنالك من يدّعي أن الدولة الدينية خالية من الفساد والغرض والهوى، وأنا (عبدالله أحمد النعيم) أقولُ من يزعم هذا إما مضللٌ لنفسه، أو مخادعٌ للناس، لا يمكن أن يتم ذلك لبشر، وأنا أصرُّ على الاحتفاظ بالطبيعة البشرية للدولة".. ح1/4.. فد. النعيم يصف الأستاذ محمود بأنه: "أما مضلل لنفسه أو مخادع للناس" .. لماذا؟! لأنه يدعو لدولة دينية تحقق الفضائل المذكورة.. هل القول بإمكانية تحقيق الفضائل المذكورة، يعتبر سبب كافي لسباب د. النعيم؟! من المؤكد لا!! ففي الوقت الذي يرى فيه د. النعيم أن الطبيعة البشرية قاصرة، بصورة تجعلها عاجزة عن تحقيق تلك الفضائل، يرى الأستاذ محمود أن الطبيعة البشرية، في أصلها، كاملة وخيرة.. إن النفس التي تكره الخير، وأهل الخير إلى هذا الحد، نفس شديدة الظلام، ليس لها نصيبٌ من التسامي، في مدارج القيم الإنسانية الرفيعة.
    يقول د. النعيم، في تجنيه المتهافت على الأستاذ محمود "ولكن النقطة التي أود أن أؤكدها هي أن النموذج الذي قدمه الأستاذ محمود كان بدائياً ومتخلفا، حيث لم استطع ان استوعب حقيقة امكانية تطبيقه لهذا النموذج.. كيف يمكن ان يحدث ذلك؟ كيف نستطيع نحن السودانيين في السودان، كمجتمع متخلف يعاني من الحروب الاهلية، والعنصرية والتميز الجنسي، وكافة انواع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، كيف يمكن لهذا البلد ان يتحول، الى شيء عظيم كالذي يقول به طه"!!لاحظ غياب المنطق.. هو يقول عن الاستاذ ان دعوته بدائية ثم يستدل على ذلك بعجزه عن ادراك كيفية تطبيقها على الشعب السوداني، الذي يصفه بالتخلف!! الأمر الطبيعي ان يبين وجه التخلف الذي ذكره ثم، يتحدث بعد ذلك عن التطبيق.. ولأنه كاذب، الله تعالى فضحه، فتناقض مع قوله في نفس النص.. ففي البداية قال إن النموذج الذي قدمه الأستاذ بدائي ومتخلف!! وفي نهاية النص وصفه بأنه عظيم(شيء عظيم كالذي يقول به طه)!! ولأنه يحتقر الشعب السوداني، وصفه بالأوصاف السلبية التي ذكرها.. وتجاهل تماماً رؤية عظمة هذا الشعب عند الاستاذ محمود، الواردة في قوله عنه: إن الله قد حفظ عليه من اصائل الطبائع، ما سيجعله نقطة التقاء اسباب الارض بأسباب السماء.
    في سؤال للنعيم عن الاستاذ محمود جاء فيه:"ما هي طبيعة حركته وعلى ماذا قامت رسالته؟".. رد د. النعيم:
    "فكرته، أونظريته، كانت مؤسسةعلى القول إن الشريعة هي فهم بشري للإسلام، وبوصفها فهم بشري للإسلام يجب أن تتطورمع تطورالمجتمعات البشرية" الصالون.. هل هذا القول صحيح يا د. ياسر أم أنه محض افتراء؟! فإذا لم يكن صحيحاً، وهو قطعاً ليس بالصحيح، فلماذا تقبل هذا الافتراء على الأستاذ محمود، وتزعم، وتصر، أن المفتري جمهوري!؟ ألا يدل هذا على أنك شريكٌ له!؟
    ولقد أوردنا قول د. النعيم: "وعلى هذا يمكن أن اخلص الى القول فيما يخص موضوع الليلة ان الفكرة التي تقول ان القرآن هو المصدر المباشر أو الأساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة، وغامضة، وتسبب اشكالية حقيقية" أنت تعلم يا د. ياسر أن الفكرة الجمهورية تقول أن القرآن هو مصدر التشريع، وبما أنك تؤيد د. النعيم، فهذا يعني أنك تقول مثله، أن الفكرة الجمهورية "مضللة وغامضة، وتسبب اشكالية حقيقية"
    جميع الذين يؤيدون د. النعيم يعرفون اقواله هذه، ولا واحد منهم استنكرها أو قال أنها خاطئة، ويتبع من ذلك أنهم يؤيدونها طالما أنهم يؤيدون د. النعيم، ويدافعون عنه.. وهم عندما تعرض عليهم هذه الأقوال ـ كما نفعل الآن ـ وتطلب منهم تحديد موقفهم، هم يصمتون، مما يؤكد موافقتهم عليها.. وجميعهم يعلمون أنها باطل.. وقد بينا لهم باطلها، بصورة تقيم عليهم الحجة امام الله وأمام الناس.. الأمر محير جداً!! لماذا كل هذا الهوان والخنوع؟! لماذا لا يجرؤ واحد منهم أن يقول كلمة حق واحدة؟! هم يقولون أنهم جمهوريين، ثم يعجزون عجزاً تاماً عن قولة حق واحدة، في الدفاع عن الأستاذ محمود، بل يقبلون الإساءة الوقحة اليه في خنوع ومذلة!؟ بل، أكثر من ذلك، هم يحاولون أن يبرروا للنعيم، أقواله المسفة.. وهو لا يعبأ بهم.. فكلما حاولوا تبرير هرطقة، من هرطقاته، جاءهم بمصيبة أكبر!!
    خلي عنك الفكر والدين، فذو المروءة الحر،لا يقبل مثل هذه الاساءات، تقال في حق أي شخص يعزه!!
    هل يعجز هؤلاء عن مجرد الدفاع عن الاستاذ محمود!؟ أي عجز هذا الذي معه، لا يجرأون على الاعتراض على كلمة واحدة، من اساءات د. النعيم!؟ لو كان في صدورهم ادنى اعتبار للأستاذ محمود، ولما قدمه لهم، لما قبلوا هذا التشويه وهذه الاساءات في حقه!! إنهم يعزون د. النعيم، ومن يعز د. النعيم، فمن المستحيل أن يعز الأستاذ محمود.
    الأمر المحير جداً: لماذا كل هذه المذلة والخنوع؟! بماذا أخضعهم هذا الشخص ، الى هذا الحد المهين؟! أنا عاجز تماماً عن الاجابة، فمن له اجابة فليسعفني.
    يقول تعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا".. قوله تعالى(إنكم إذا مثلهم) يعني أنكم اذا قعدتم مع الذين يستهزئون بآيات الله، فإنكم مثلهم!! وهؤلاء لا يجلسون مع د. النعيم فقط، وهو يستهزيء بآيات الله، وإنما يؤيدونه ويدافعون عنه.. ود. النعيم اكبر من استهزأ بآيات الله ـ ونحن لسنا في حاجة ان نعيد اقواله ولكن فقط نذكر ببعض قوله عن القرآن الذي جاء فيه: "من المهم جدا لنا نحن ـ الاجيال المتعاقبة من المسلمين ـ أن نعلم ان القرآن انما هو نتاج اجماع بشري!! فنحن نعتقد أن القرآن منزل من الله، ولكن كيف نعرف أن (المصحف) الذي نقرأه اليوم هو في الواقع ما اوحى الله به؟".. ويقول: "إن السلطة التي يستمدها نص القرآن تنبع من تعاقب الإجماع، الإجماع عليه بين الأجيال، كما أسمّيه، وليس من كونه ببساطة منزل!!نظرا لأننا لم نره ينزل.. إننا لم نستلم ملفا مرفقا مع رسالة إلكترونية، وقيل لنا إن هذا هو القرآن!!إن الواقع هو إن أجيال المسلمين المتعاقبة، جيل من بعد جيل، قد تناقلوا وحفظوا وتداولوا القرآن.. وفي الواقع، القرآن هو في القراءة، وليس في النص.. إنه من اقرأ، قرأ.. من تلاوته!! القرآن ليس هو النص الموجود باللغة العربية، وما إلى ذلك).. علينا أن نتذكر أن الصراع والخلاف بين الناس، عند د. النعيم، قائم إلى يوم القيامة.. وهو هنا يحدثنا عن الاجماع!!
    هل يوجد استهزاء بآيات الله أكثر من هذا العبث؟! في الواقع ، الاستهزاء بآيات الله هو وظيفة د. النعيم.. وعندما يؤيده د. ياسر فهو معه في مركب واحد.. ولا شيء بلا ثمن، فعلى هؤلاء أن يتوقعوا الجزاء، على قبيح صنيعهم "إن الله سريع الحساب".. وقد رأينا ، وسنرى!!
    بعد كل هذا التناقض مع الفكرة، وفي أساسياتها، وعلى رأسها كلمة التوحيد(لاإله إلا الله).. وبعد هذا السب والشتائم لمرشد الفكرة الأستاذ محمود، من المستحيل أن يكون د. النعيم جمهورياً.. أكثر من ذلك، هو من أكثر الناس عداوةً للفكرة الجمهورية، ولمرشدها.. ومن يقل بخلاف ذلك هو قطعاً يدلي بباطل، ويكذب على الله وعلى الناس، ولا بد أن تكون له دوافعه، غير الدينية وغير الأخلاقية.
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في10/4/2016

    أحدث المقالات
  • كيف انجرفت سوريا بفعل تجار الموت بقلم أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر
  • أخي رئيس المخابرات السعودية .. ألم أحذركم من السيارات المفخخة!!! بقلم جمال السراج
  • غرّة رجب بمكالمة المجهولة بقلم * أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي)
  • الحلنقي ...ندي القلعة ... والعرب بقلم شوقي بدرى
  • التغيير الديموغرافي سوف يجعل من شعب دارفور شعبا بلا أرض بقلم أحمد حسين سكويا
  • اختفاء برشل..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الفخ ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • خذ جسدي وأعطني قلبك..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • ياصحفيو السودان : واجهوا المؤامرة الآن ؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • ابن خلدون في خطاب الهوية السودانية بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • منهج النقد اختبار لتوجهات الحركة الإسلامية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • مياه الأبيض ... الأزمه متفاقمه . بقلم ياسر قطيه
  • لا هذا ولا ذاك .. ما الحل إذن؟ بقلم نور الدين مدني
  • لماذا لا يعتمد إلا منهج التدعيش في تعليمنا؟... بقلم محمد الحنفي
  • عوضية كوكو:إمرأة من نوعٍ فريد(أكرمك الله فى الدارين) بقلم د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى
  • قداسة البابا يقابل الشيطان الرجيم بقلم جاك عطالله
  • الرئيس البشير يكذب ويكشف حقائق عن تزوير الانتخابات . بالبي بي سي بقلم محمد القاضي























                  

04-26-2016, 03:22 PM

عادل عمر عامر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنصارد. النعيم د. ياسر نموذجاً الأستاذ محم (Re: خالد الحاج عبدالمحمود)

    اعتقد أنه من أسباب توقف حركة الأخوان الجمهوريين بعد أحداث قوانين سبتمبر 1985 هو هذا التصور للفكرة الجمهورية الذي لا يبعد بها كثيراً عن التصور السلفي للدين الاسلامي. ما هو الجديد الذي سيقدمه الجمهوريون اذا رفضوا التفكير العلمي العقلاني الذي يتحدث عنه د. النعيم من داخل الفكرة الجمهورية. لقد نشر أحد الصحفيين الاسلاميين من كتاب الأعمدة في جريدة سودانية وقعت في يدي منذ أمد غير بعيد أن العلمانيين الذين يرفضون الشريعة الاسلامية سيقف في وجههم الاسلاميون وعددهم وذكر من بينهم الجمهوريين وقد استنكرت هذه الملاحظة في وقتها ولكن اذا كان هذا طرحنا للفكرة الجمهورية فان ذلك الكاتب السلفي لم يبعد النجعة. اذا أردنا أن يكون لنا مكان في العالم اليوم وفي مستقبل البشرية فعلينا أن نعيد النظر في فهمنا للفكرة الجمهورية وما قدمته من طرح في الديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية مستفيدين بالتجارب التي مررنا بها بعد 18 يناير 1985 التي جعلت الفكرة الجمهورية تدخل في التجربة العملية ولم تعد تنظيراً ولا تهويماً روحياً بل صارت تطبيقاً في اللحم والدم باستشهاد الأستاذ محمود محمد طه وفيما أتى بعده من حادثات في داخل الوطن من تمكن السلفية الدينية من المجتمع ومن السلطة وفي العالم من ظهور الحركات الارهابية باسم الاسلام. أقترح مؤتمراً فكرياً جامعاً يدعى له الجمهوريون بتعدد توجهاتهم ويدعى له غير الجمهوريين من المهتمين بالشأن الفكري والوطني. أعاننا الله وإياكم في طريق الهداية والسلام.
                  

04-26-2016, 03:41 PM

عادل عمر عامر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنصارد. النعيم د. ياسر نموذجاً الأستاذ محم (Re: خالد الحاج عبدالمحمود)

    اعتقد أنه من أسباب توقف حركة الأخوان الجمهوريين بعد أحداث قوانين سبتمبر 1985 هو هذا التصور للفكرة الجمهورية الذي لا يبعد بها كثيراً عن التصور السلفي للدين الاسلامي. ما هو الجديد الذي سيقدمه الجمهوريون اذا رفضوا التفكير العلمي العقلاني الذي يتحدث عنه د. النعيم من داخل الفكرة الجمهورية. لقد نشر أحد الصحفيين الاسلاميين من كتاب الأعمدة في جريدة سودانية وقعت في يدي منذ أمد غير بعيد أن العلمانيين الذين يرفضون الشريعة الاسلامية سيقف في وجههم الاسلاميون وعددهم وذكر من بينهم الجمهوريين وقد استنكرت هذه الملاحظة في وقتها ولكن اذا كان هذا طرحنا للفكرة الجمهورية فان ذلك الكاتب السلفي لم يبعد النجعة. اذا أردنا أن يكون لنا مكان في العالم اليوم وفي مستقبل البشرية فعلينا أن نعيد النظر في فهمنا للفكرة الجمهورية وما قدمته من طرح في الديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية مستفيدين بالتجارب التي مررنا بها بعد 18 يناير 1985 التي جعلت الفكرة الجمهورية تدخل في التجربة العملية ولم تعد تنظيراً ولا تهويماً روحياً بل صارت تطبيقاً في اللحم والدم باستشهاد الأستاذ محمود محمد طه وفيما أتى بعده من حادثات في داخل الوطن من تمكن السلفية الدينية من المجتمع ومن السلطة وفي العالم من ظهور الحركات الارهابية باسم الاسلام. أقترح مؤتمراً فكرياً جامعاً يدعى له الجمهوريون بتعدد توجهاتهم ويدعى له غير الجمهوريين من المهتمين بالشأن الفكري والوطني. أعاننا الله وإياكم في طريق الهداية والسلام.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de