بالامس وانا اتابع ندوة اسفيرية سياسيا سودانيا متفائلا جدا وهو يرسم صورة وردية لمستقبل الوطن بتقديرات سياسية فطيرة وكأنه في قلب خرطوم ماقبل الحرب امنا في بيته ومعاشه واجتماعياته متناسيا انه الان يتحدث من خارج جغرافيا الوطن بعد ان هجره مضطرا لاجل سلامته واسرته وقد يكون بيته ومكتبه وممتلكاته من بعده قد نهبت او احترقت او احتلت مثلما حدث لالاف مؤلفة من السياسيين والنشطاء والثوار الذين ايضا اضطرتهم الحرب المؤامرة ان يغادروا الوطن مجبرين في ظل هذا الحريق الذي سيلتهم كل الوطن اذا لم نتداركه بعقل انساني اخلاقي قبل ان يكون عقلا سياسيا حزبيا! دعنا نفترض ان تقديراته لاجل ايقاف الحرب كاولوية اولى قد نجحت حيث التقى الطرفان المجرمان المقتتلان لانجاز السلام وبالطبع للسلام استحقاقات صارمة ستجردهما اولا من هذين المنصبين السياديين المختطفين وايضا استحقاقات السلام تتطلب ان تعلو سلطة العدل فوق الجميع وبالتالي فانهما عرضة للمساءلة القانونية ليس عن جرائم الحرب فقط بل عن جرائم فض الاعتصام وقتل الثوار قبل وبعد الانقلاب بل ربما ستطالهما العدالة في قضايا حرب الابادة في دارفور!! اذن اي اتفاق سلام سيجردهما من السلطة الحالية سيكون مرفوضا من قبل هذين الطرفين المقتتلين ( الاخوين العدوين) لانهما لن يتنازلا عن هذه السلطة مصدر قوتهما والتي في سبيلها قتلا الثوار وانقلبا على شرعية الثورة والاهم ان هذه السلطة ستحميهما من تلكم المساءلات وايضا ستحمي مصالحهما الخاصة ومصالح اسيادهما من وراء الحدود في الاقليم المحيط او ماوراء البحار الذين ايضا سوف لن يفرطوا فيهما وبالتالي اين سنحقق السلام والدولة الديموقراطية المدنية على ضوء هذه القراءة الواقعية لسودان تحت الحريق ومابعد الحريق حيث لن يستطيع ان يعود هذا السياسي الطيب المتفائل ومثله الاف مؤلفة من السياسيين والناشطين والثوار اضطروا ايضا للهجرة منذ اندلاع هذه الحرب حفاظا على ارواحهم واسرهم من هذا الحريق والذي يمكن تحت دخانه ان يطالهم بالاغتيالات كاهداف مشروعة لهؤلاء القتلة المأجورين تحت امرة هذين القاتلين المجرمين اللصين !! اذن ما هي الضمانات لتحقيق تطلعاتنا واحلامنا الوردية بقيام الدولة المدنية في ظل هذا الحريق او حتى بعد انطفائه بعد ان التحق ما تبقى من المناضلين والثوار الذين كانوا دينمو الحراك الوطني بالداخل ابان تلكم الثورة الموؤدة التحقوا الان مشردين في المنافي باخوتهم المناضلين السابقين وهم الاف ايضا مؤلفة توطنت قبل سنوات من قبل الثورة خارج الوطن ولم يعودوا اليه بشكل نهائي حتى عندما كان الى حد ما وطنا فيه بيوتهم واسرهم وحركة سياسية على الارض وقد كان حالهم افضل من اخوتهم المشردين الان ( لنج) بسبب هذه الحرب وصاروا خارج ملعب الوطن بالتالي لا امكانية لعودتهم الٱنية لحياة طبيعية وهم بلا مأوى ولا عمل ولا معاش ولا أمن ليواصلوا فيها النضال مثلما كانوا يقيمون في السابق نضالهم بادواتهم مثل اجتماعاتهم وندواتهم وورشهم ومظاهراتهم ولقاءاتهم مع جماهير جلها ايضا نزحت من مدنها الى قرى داخل الوطن او الى خارج الوطن!! اذن وفقا لهذه الصورة القاتمة سينعدم الوجود السياسي الضاغط الذي سيجبر هذين المجرمين المتواجدين للانصياع لرغبتنا في تحقيق سودان المستقبل الذي نحلم به ونحن جميعنا الان تقريبا خارج الوطن!!! وهذه هي السانحة الذهبية لهذين المجرمين ومن ورائهما الكيزان كي يتصالحوا ويتجاوزوا كل تلكم الضغائن والاحقاد التي رسبتها في نفوسهم هذه الحرب القذرة التي دارت في مستنقعهم وسيشجعهم اكثر لهذا التصالح بعد ان خلا لهم الجو من الخصوم الثوار مهددي تطلعاتهم بسبب هذه الحرب التي ازاحتهم خارج الوطن وهي السانحة الذهبية للانفراد الابدي بالسلطة لاشباع رغباتهم الاجرامية الفاسدة والاهم اشباع رغبات واجندات اسيادهم حماتهم في الاقليم وما وراء البحار واما ما تبقى من فتات المائدة سيكون من نصيب الارزقية طفيليات موائد اللئام من السياسيين الانتهازيين المعلومين والجاهزين للالتحاق في كل الظروف بهذا المستنقع اللئيم !! اذن ابعد هذا الواقع الاليم يأيها السياسي الحالم الطيب يمكن ان نحلم بوطن (حدادي مدادي) بمجرد احلام ونوايا طيبة ونتناسى اننا نحن حتى في الشتات مشتتين ومنقسمين سياسيا ولازالت اجنداتنا الحزبية اعلى من مصلحة الوطن بل لازال بعضنا يحسن الظن فيمن يفوقون سوء الظن العريض !!! هشام هباني
01-29-2024, 12:06 PM
زهير ابو الزهراء
زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8208
سلام يا هشام عساك طيب ما ذكرته صحيح و اقصد حول استشراء السذاجة السياسية و حالة التوهان التي يعيشها الكثيرون. و الأمر الثاني امواج الهجرة الجديدة نتيجة للحرب و الأعتداء علي حياة الناس و ممتلكاتهم و كيف سنضمن عودة الحياة دون هؤلاء المجرمين و ننجز حكم مدني ديمقراطي. أحسست بهذه المشكلة من زمان و اقصد عندما كنا هنا نناجز النظام و اعوانه في مواقعنا الإكترونية و في السوشيال مبدبا. أريد أن اتذكر معك بعض المظاهر التي كنت من خلالها استنتج أن أن إيماننا بالديمقراطية و رغبتنا كشعب في صيانة حقوق الإنسان و احترامها كانت ناقصة. إن حجم التخريب الذي أحذثه الكيزان يفوق التصور و نتج عن هذا التخريب الجيل الذي أنجز الثور ة الناقصة و المهزومة (ديسمبر 2018م - ابريل 2023م) التي غيرت رأس النظام و حافظت علي جميع الكيزان نافذين و متنفذين و ناهبين. فقط لإنعاش الذاكرى أتذكر من كانوا بصفوننا بمناضلي الكيبورد. أتذكر من كانوا يوزعون لنا بطاقات الإتهام بالعمالة للأجنبي. أتذكر الرماديون من أهل الموقف المريبة بيننا و بين النظام. أتذكر المنافقين الذين كانوا يترصدوننا. أتذكر من كانوا يقولون الأحزاب فاشلة و غير نافعة. أتذكر من كانوا يقولون من خدعنا بالدين انخدعنا له. أتذكر عسكوري!! ؟ المؤسف أن من كانوا هنا في سودانيزاونلاين هم جمع من المتعلمين و الخريجين. شعب هذه طليعته لا يستحق غير الثورات الناقصة و المهزومة و لا يستحق غير ما يحدث. له قامت الثورة و فرح الناس و كنت اطرح سؤال واحد كيف للسودان أن يكون له مستقبل سياسي ديمقراطي دون أحزاب سياسية و شباب لجان المقاومة يقولون للأحزاب أها خموا و صروا. ؟الآن هي الحرب و ستنتهي بإتفاق المتحاربين و لا عزاء لأحد. المطلوب ايمان كامل بالديمقراطية و التغيير . و إيمان بمنطق الشرعية الثورية الذي يجعلنا نقتل أمثال الكيزان و الهبل الآخرين دون أن يطرف لنا جفن .ببساطة لأنهم يخربون الوطن .ما لم نصل لهذه الدرجة من التفكير سيلد البرهان برهان تاني و حميدتي و اردول و عسكوري سيلدون أمقالهم. يا له من حزن يا لها من هزيمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة