شيوعيون عصيون على النسيان كلمات مخلصة ينبغي ألا تموت بقلم د. عبد القادر الرفاعي-

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-07-2021, 04:34 AM

عماد الدرديرى
<aعماد الدرديرى
تاريخ التسجيل: 03-28-2016
مجموع المشاركات: 82

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شيوعيون عصيون على النسيان كلمات مخلصة ينبغي ألا تموت بقلم د. عبد القادر الرفاعي-

    04:34 AM June, 06 2021

    سودانيز اون لاين
    عماد الدرديرى-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الحياة تمضي من الباب الضيق (أندرية جيد) .
    - لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى .

    هذه المرة كانت المناسبة مناسبة سعيدة، لقد جاء على عبد القيوم إلى القاهرة في عام ١٩٩٤م وسمح لنا أن نلتقي في دار أستاذنا محجوب عثمان، نتيجة حظ استثنائي بـ: الأستاذ التيجانى الطيب، سمير جرجس، د. منصور نصيف، محمد عبد الغفار، الشيخ عووضة، وشخصي... وكان الأستاذ "شيخ العرب" فاروق أبو عيسى هو صاحب الدعوة احتفاء بالشاعر على عبد القيوم. وتبعت ذلك أمسية أسطورية، غناء وموسيقى وشعر وذكريات وأحاديث عن العائلة والجذور والانتماء، عن القهر وصمود الشعب السوداني في مواجهة “الإنقاذ"، وكل ما يعود كما يبدو لزمن طويل مضى وحاضر مثقل بالمعاناة الرهيبة التي تعرض لها السودان وشعبه.

    قرأ على عبد القيوم مجموعة من أشعاره كانت بالنسبة إلى أقرب ما تكون إلى (حجة الوداع) وبين البداية والنهاية خواطر للموت.. وانتهت بمسافة للحنين وحوار مع الذات- الأصدقاء وأمنيات للآخرين ورفاق الدرب، كان اللافت فيها للاهتمام أن على عبد القيوم يحتمي بالماضي في مواجهة الموت، بتوق وفرح وحرارة مشاعر دافقة، وظل يهرب إلى عالم آخر وزمن آخر وأناس مازالوا ينبضون في دمه.

    أعيد هنا جانبا من ثلاثة نصوص من أشعاره في تلك الأمسية الرائعة الفريدة.. كانت بحق أمسية الوداع ..نصوص.. لكنها ليست ككل النصوص الأخرى، وكلما ذكرت عليا تراءى أمام ناظري علىّ يقرأها... وفى ذكراه التاسعة أكتب عنه وعنها، لأن الكتابة عنه تلزمنا بحفظ عهد وكلمات من لم يعد باستطاعته أن يودعنا بغيرها. في النص الأول علي يقول:

    كان حد الموت مشهورا على حد السلاح
    وصلاح
    الفتى السمح المحيا
    ينشر الأقمار في درب اليسار
    الشيوعيون لما ينعم الأحباب منهم بالتحايا
    الشيوعيون ملح الأرض
    قوت للخناجر
    والعساكر يشربون الخمر في ساح الشهيد

    " نوفمبر ١٩٦٥ م "

    كلمات مخلصة “ ينبغي ألا تموت"

    علي يقول هنا لرفاقه شيوعيى السودان إبان الهجوم الغادر الذي شنته القوى التي هالها صعود الحزب الشيوعي في وسط الجماهير الشعبية.. لقد هال علياً أن يطعننا من الظهر من كان واجبه النضال من أجل تعزيز الديمقراطية العائدة في زخم ثورة أكتوبر 1964المجيدة.

    على يقول:

    أية خوان حتحوت
    الذين استمرأوا ظلمة المستنقع الآسن دهرا
    ألجموا الأطفال إلحادا وكفرا
    شوهوا التاريخ إسفافا وغدرا
    وتمادوا
    شعبنا أعتي وأدرى

    في دار استأذنا محجوب عثمان في شارع الشهيد فؤاد عبد الحكيم الجمال المتفرع من شارع الطيران بمدينة نصر، بكى على عبد القيوم وهو يحكى عن قصيدة “ كان وجه الموت مشهوراً “:

    لم أكن أدر بالضبط أنني هبطت إلى الأرض وأنا أشاهد الهجوم الذي شنته القوى التي أحالت في دقائق دار الحزب الشيوعي في شارع السيد على في بيت المال بأمدرمان إلى ركام وخرائب.. في ثواني هدموا الجدار وحطموا المقاعد والآلة الكاتبة، وسقط الشباب الشيوعي على الأرض، كسور ورضوض في الساقين والأيدي والأسنان.. وكدمات في الوجوه وأهرقت دماء زكية.. اجتاحني إحساس حزين، لا ادري إن كنت سقطت على الأرض بعد أن انثنت ركبتاي فركعت كالذي يصلى، أم أنني غبت عن وعيي .. ثم تبدل حالي فارتقيت محلقا في فضاء واسع مترام لا تحده حدود.. انثنت ركبتاي مرة أخرى وأوجعني أسفل قدمي حين ارتطمت بالأرض مرة ثانية.. عرفت ساعتئذ بأنني كنت اهبط واصعد هبوط وصعود » : وعرفت أكثر أنها إحدى حالتين أن الحياة " يبلغها كل من يتعرض للغدر الرهيب أم تعبرّ من الباب الضيق".

    أيها العاجز طوح سيفك الغاشم
    أو تصطاد نجمة
    وتشابى فوق ساقيك الكسيحين،
    تمالك
    ربما تبلغ قمة
    هل رأيتم يا قطيع الضأن يوما
    كف عنز غيرت تاريخ أمة ؟!

    كان على عبد القيوم في العشرينات من عمره الجميل، أشير هنا إلى النص الثاني لعلي:

    أي المشانق لم نغازل شمسها
    ونميط عن زيف الغموض خمارها،
    أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
    أي الأناشيد السمّاويات
    لم نشدد لأعراس الجديد
    بشاشة أوتارها
    نحن رفاق الشهداء....

    الخ القصيدة تلك التي سارت على كل لسان. تقول الشاعرة الأمريكية لوسيل كليفتون:

    "إن الناس يستجيبون لأغنية الشعر لأن الشعر يمنح الناس القدرة على اكتشاف إنسانيتهم" ، وتستطرد : "ولأن الشعر عندما يغنى، يمنح الناس سلواناً والتئاماً"، وتضيف: "أنا اكتب لكي تلتئم جروحي وتشفى روحي".

    لماذا يواجه على عبد القيوم ؟ ويصور هنا السؤال طعم المعارك ومعاني الموت والاستشهاد والأحزان والآلام... ثم الخلود ؟؟ تلك المعاني في أبسط حالاتها لا تعدو أن تكون ذرة واحدة في بحر لجي الأمواج.. تئن فيه الرياح... ما ضاع فيها المجداف ولا ضاع الملاح.. هكذا كان يفكر على عبد القيوم..ولكنه رغم ذلك، كان يلح على اكتشاف تفسيرات كافية... في الحالتين كان على يفكر بالشعب والناس وبكفاح السودانيين صعوداً وهبوطاً. وبالطبع فأن السمتين لا تنطويان على معنى آخر غير معناهما، ذلك أن الكثيرين ممن هبطوا، مازالوا راسخين على تلك الأرض.. ولعله استدرك: أن جميع الذين في تلك الأمكنة، وهم الآن عاكفون على حل، قد نالوا المجد.

    لغز الزمان والمكان.
    النص الثالث لعلى عبد القيوم، ليس معي الآن، وعبثا حاولت العثور عليه فلم افلح، النص مثبت في ديوان شعره " الخيل والحواجز " :

    في ظلمة الليل الذي أسر
    يدلف الجنود إلى الجبانة الكبرى
    جثة خلتها ولدي
    فوجدتها بلدي ؟
    لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى

    اشعر بحزن شديد لفقداني ديوان " الخيل والحواجز "..

    طالما أنه لا فرق عنده بين النهر والمجرى، أقول إن على عبد القيوم هنا مثل الصوفي محي الدين بن عربي، إذ يقول: "إن النهر يظل وفيا لمصبه" (راجع كتاب د.محمد عمارة عن محي الدين بن عربي) أو كما قال.. المهم عندنا وقوف علي عبد القيوم أمام اللغز بدهشة الفنان الطفولية يقف على عبد القيوم حائراً .. هي أربعة عقود ونيف: ( 1958 – 1969 – 1989 ) ويتجاوز على الدهشة لأن سلطان الوعي ما بلغ مداه إلى ذلك الحد الذي دفع الأنظمة الثلاثة إلى البطش والمشانق والرصاص والسجون في مواجهة أبناء شعبنا العزل. أنظمة تنتظر من المثقف والشاعر والفنان والمناضل أن يكونوا تروساً في آلية القمع وأدوات لدعايتها، فالمثقف والفنان إما ليس معها أو ضدها، وفى كلا الحالين لا يملك حق الاختلاف معها، والسودانيون - يستطرد على - بسبب الأمية الثقافية وأمية الحرف - ليسوا قراء كبارا، وعلينا أن لا نعيش في وهم (بيروت تطبع .. ، وجمهور السياسة والأدب والثقافة في بلد يتجاوز تعداده الثلاثين مليونا لا يتجاوز طباعة الرواية أو ديوان الشعر ألف نسخة.. ) . وكما في كل نظام ممقوت شعبيا، غدت عداوة المستبد المتسلط لأي مثقف- شاعراً أم كاتباً - معياراً لجودته وتهافت القراء عليه، وقبلها تهافت أجهزة الإعلام. ويتساءل على عبد القيوم ماذا في:

    " والربا أرخت حوالينا الظلالا
    ثم ذاب الموج في الشط وسالا"

    لقرشي محمد حسن

    كيف تحرق الأغاني التي ساهمت في تشكيل جانب كبير من وجدان الشعب السوداني؟ ويواصل بحرقة:

    هكذا، هكذا، فالأزمة أعمق من ذلك بكثير.. الأصولية بل كل أنظمة الاستبداد تعتمد على إشكال الحكم الديكتاتورية الأخرى بأمرين: اعتمادها على الحزب الواحد لكبت المجتمع المدني وضمان السيطرة، وتفشيها في حياة الفرد الشخصية لاسترقاقه بالتحكم.

    هكذا انتهت السهرة، وافترقنا وهكذا مضى علي عبد القيوم، يفكر ويدخن بشراهة احترقت بسببها رئتاه وبسبب غياب أوكسجين الحرية في بلاده.. تركها على عبد القيوم كما جاء إليها، منسجما مع نفسه ومتصالحا مع الناس وخاليا من الازدواجية المقيتة بين الفنان وسلوكه. عاشت ذكراه .. فالتاريخ يقتحم وجوها بارزة منها ويحقنها بدلالات تضعها في مستوى الرموز الخالدة.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de