إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2023, 08:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى

    07:43 PM January, 17 2023

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ***


    Quote:
    الأستاذ محمود محمد طه - الفكر

    Alfikra
    10.900 Abonnenten

    Abonnieren

    7


    Teilen

    242 Aufrufe 08.03.2021
    الأستاذ محمود محمد طه

    الفكر

    ما كل فكر هو المكرم عند الله.. لكن، كل فكر، في عنصره، هو المادة الخامة إذا تهذب ليصل لخط الاستقامة البها نعرف الله المعرفة، اللي يكون فيها معرفتُه في منازل أسماؤه، وصفاتُه، وأفعالُه.. وبفضل الله، نتجاوز العقل – أو نوقف حركة الفكر؛ ونرفع حجاب الفكر – ليكون الشهود الوتري، اللي هو أداتُه القلوب.. القلوب تشاهد الله؛ والعقول تعرف الله..
    وعندما ورد الحديث في القرآن، وقرِأناه في مضمار حديثنا التالت: «إذ يغشى السدرة ما يغشى، ما زاغ البصر وما طغى»، جاءت أيضا حركة الفكر بين الطرفين في «ما زاغ البصر وما طغى».. «إذ يغشى السدرة [محمد] ما يغشى [من التجلي الذاتي – من أنوار الذات – استُغرق في اللحظة ديك، فلم يكن مشغولاً بالماضي ولا بالمستقبل – ما انشغل بمكة فيها شنو؛ ولا خاف من المستقبل، اللي هو مقبل عليه في المكان الموحش المجهول – وإنما، من استغراق الشهود الذاتي لِهُ، عاش في اللحظة الكان فيها، فكان وحدة زمانية في وحدة مكانية في وحدة ذاتية، فرأى الله، لأن الله لا يحويه الزمان، ولا المكان.. فحيث يكون الإنسان مقيدًا بالزمان والمكان، فهو في مراتب دون مرتبة شهود ذات الله.. وإذا تخلص من ربقة – من سيطرة – الزمان والمكان، أصبح حرًا، الحرية المطلقة، ويرى الحر حرية مطلقة – أصبح وحدة، ويرى الواحد..
    والحقيقة، أنُّ المسألة دي، يعني، نحن عندنا منها تجارب، في الحياة المعاشة.. برضو، بنضرب بِهُ مثل ليقرب للناس: إذا كنت إنت، مثلًا، من هواة الكُرة، مثلًا – لعبة الكُرة – ومشيت في إستاد لتشهد كرة القدم، وكانت من أتيام في القمة، وكانوا في لاعبين مبدعين جدًا.. أنت بتجلس، وبيمر الزمن عليك، بدون ما تشعر.. لأنك بتكون «مشدود» لمشاهدة اللعبة الممتعة الإنت شايفها، والفن الراقي الرفيع البيبدو من اللاعبين المجودين.. المسألة دي، برضها، الناس البيمشوا السينما ممكن أن يكون عندهم مشهد منها.. إذا كنت إنت مشيت لفيلم سينمائي جيد جدًا، إنت ما بتكون مشغول بالماضي، ولا بالمستقبل، في لحظة ما الشاشة بتفر عليك الممثلين المجودين الإنت بيستغرقك فنهم، لتكون مستغرق في اللحظة الحاضرة.. وحتى تمر الساعتين وإنت ما تكون شعرت بيهن، لأنك عائش في اللحظة الإنت فيها، من شدة انجذابك للمشهد الأمامك..
    وعندما ظهرت الأنوار الذاتية للنبي، استُغرق بهذه الصورة حتى خرج من الزمان والمكان، فكان في اللحظة، اللي هو فيها.. واللحظة دي تدق حتى تكاد تكون جزء من بليون جزء من الثانية – حتى تكاد تكون لا زمن.. ودا ما قال عنه: ما زاغ البصر وما طغى – ما تحرك الفكر بين الماضي ولا المستقبل..
    في الحقيقة، الدين يجيء يهذبنا في الناحية دي، في أننا نعيش في اللحظة الحاضرة.. ويجيء ليوكد لِنا المعنى دا، عشان ما ننشغل.. نحن مشدودين للماضي مشدودين للمستقبل ودائمًا عائشين في الماضي والمستقبل، وما بنعيش في اللحظة الحاضرة، لأننا زي خائفين.. خائفين من المستقبل يجيب لِنا شنو!! يجيء القرآن ليطمئننا على الناحية دي – ناحية الخوف – يقول لِنا: «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها.. إن ذلك على الله يسير، لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم.. والله لا يحب كل مختال فخور».. فإذا كان الأمر فُرغ منُّه، يبقى كأنُّ بيقول لِنا، من الخطأ أن تهتموا بالماضي وبالمستقبل، لأنُّ الماضي، على قربُه، ما بتقدروا ترجعوهُ.. أبو العلاء يقول:
    أمس الذي مر على قربه * يعجِز أهل الأرض عن رده
    الماضي ما بتقدر ترجعُه؛ والمستقبل لمًا يجيء ما بتغيير فيه شيء.. يبقى اشتغالك بِهُ خطأ.. كأنُّ القرآن عائز يوكد لِنا الخلق دا، عشان نقدر أن نعيش في اللحظة الحاضرة.. والحقيقة، الصلاة كلها وظيفتها هي دي.. الصلاة موضع الصلة منها هو النقطة الإنت بتكون حاضر فيها.. معروف، طبعًا، عندك أنُّ الصلاة بلا حضور باطلة.. الحضور إنما هو المعيشة في اللحظة الحاضرة.. والصلاة، نفسها، منهاج ليزيد تنميتنا لمعيشتنا في اللحظة الحاضرة.. نحن بالمران الطويل، وبالرياضة، وبالحيل، وبالزهد في الرغائب والزهد في التوسع في الدنيا، بنخلي آمالنا قصيرة، ومجالنا في جولان فكرنا قريب، عشان لمًا نقول «الله اكبر»، في تكبيرة الإحرام، نخلي الأكوان كلها وراءنا، وننشغل بمن هو أكبر كبير.. بالصورة دي، نوشك أن نحضر في اللحظة الحاضرة.. الصلاة الصلة أو روح الصلاة في معراجك ياها دي – اللحظة البتحضرها.. بعدين، بالمران الطويل، وبالحيل الطويلة، وبالصيام، وبالقربات كلها والطاعات كلها، نحن ننمي اللحظة دي – اللحظة البنكون فيها حاضرين، ما مشدودين للماضي ولا مشدودين للمستقبل – البيكون فيها جولان بندول فكرنا، فيها، ثابت في خط الاستقامة، «أهدنا السراط المستقيم».. كل الحيل في العبادة لهي دي.. أهو دا الفكر.. الفكر هو استقامة العقل على غير رغبة ولا رهبة.. العقل المتخلص من الرغبة، هو دا الفكر.. الباقي ما فكر.. الباقي وساوس، وهلاويس، وخواطر.. والعُبّاد كلهم محاولتهن أن يتخلصوا من الخواطر دي، ليثبتوا في الخط دا، البتتصفى فيهُ الخواطر حتى تقيف..





    من سلسلة محاضرات بمدينة أمدرمان، تحت عنوان «تبسيط الدعوة الإسلامية الجديدة» - أغسطس 1977






                  

01-17-2023, 08:58 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)



    Quote:
    الأستاذ محمود محمد طه - العقل

    Alfikra
    10.900 Abonnenten

    Abonnieren

    15


    Teilen

    488 Aufrufe 08.03.2021
    الأستاذ محمود محمد طه

    العقل

    بطبيعة الحال، مافي كرامة بغير العقول.. ولمًا ربنا كرّم بني آدم، «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا»، إنما فضلهن بالعقل – إنما هو العقل الذي جاءت به الفضيلة – لأن الإنسان، وهو مترق في المراقي، ما كان عنده منزلة نزلها وبها لِهُ عند الله كرامة، إلا منزلة العقل.. وبمنزلة العقل تخطى طور الحيوانية وبرز لمقام الكرامة في مرحلة إنسانيته البلغت مستوى عليه – على هذا المستوى – يُخاطب، ويُكلف، ويؤمر، ويُنهى.. ويجيء، برضو، في الأمر دا: «هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا»!! هل أتي على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، يعني قد أتى على الإنسان دهر دهير وزمن سحيق ما كان فيه شيء مذكور، في ملكوت الله – ما عنده وزن – لأنه ما كان عنده عقل.. دي في مراحله، اللي بدأ سيره فيها من البدايات السحيقة من أسفل سافلين، «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين».. ومن أسفل سافلين بدأت رحلته راجع لربه، في مقام أحسن تقويم.. هدا مضى عليه زمن طويل جدًا – زمن سحيق جدًا – ما كان عنده وزن، ولا عنده قيمة، ولا عنده اعتبار، «هل أتي على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا»!! فلما نزل منزلة العقل أصبح مذكور، لأنه أصبح مكلف – مأمور، ومنهي.. هنا جاءت: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا».. هنا وارد الكلام عن «بني آدم»؛ وهناك وارد الكلام، في الآية اللي سقناه أخيرًا، عن «الإنسان».. وبين الإنسان، وابن آدم فرقة.. ابن آدم مشروع إنسان.. ابن آدم، في مرحلته دي، ربنا فضله على كثير مما خلق، ولم يفضله على مطلق خلقه، مع أنُّ الإنسان مفضل على كل الخلائق، علويها وسفليها.. ودا سر من أسرار الدين تساق بهذه الصورة..




    من سلسلة محاضرات بمدينة أمدرمان، تحت عنوان «تبسيط الدعوة الإسلامية الجديدة» - أغسطس 1977
                  

01-17-2023, 09:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)




    بيني وبينك ياقديم جدار
    عبد الغني النابلسي
    بيني وبينك ياقديم جدار * هو جملتي بك حادث يا جار

    والكنز أنت وراء ذلك كلّه * والطلسمات العقل والأفكار
    فتحت رياضتنا اليك طريقة * فالشرع باب والحقيقة دار

    وبدا جمالك للعيون وزال عن * وجه القلوب من الغيوب خمار
    يا طلعة هى للمتيم جنة * تجري بها من تحتها الأنهار

    أنهار أنواع العلوم فما السوى * الا الحقائق منك والأسرار
    بتنا واصبحنا نراك فليلنا * من نور وجهك يا مليح نهار

    ولقد نزلت فكنت جملة كوننا * وتفككت عنّا بك الأزرار
    والوجه شقّق بالظهور ثيابنا * حتى بدا وأزيلت الأستار

    الله أكبر هذه ذات الذي * نحن الشئون لديه والأطوار
    وهى المقدّسة المنزهة التي * جلت فتاه بها الجميع وحاروا

    وتحققوا بالعجز عن ادراكها * وبها اليها في الكمال يشار
    عرفوا بها منهم حقائق أنفس * خفيت فكان بنورها الإظهار

    لولا مقالة كن لشئ لم يكن * هي هذه الكلمات والأذكار
    هذا هو الحق اليقين وغيره * قول عليه تعيّن الانكار
                  

01-17-2023, 09:50 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***
    قوة السلمية


                  

01-17-2023, 10:14 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***
    إتقان الحضور



                  

01-17-2023, 10:23 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***



    الاستاذ محمود محمد طه - الحضرات
                  

01-17-2023, 10:38 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***



    الأستاذ محمود - تفاعل المحبة المتبادلة
                  

01-17-2023, 10:59 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***



    الأستاذ محمود محمد طه - الترقي في المحبة
                  

01-17-2023, 11:11 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***



    إنشاد عرفاني: أخذتم فؤادي

                  

01-18-2023, 00:52 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)



    ما أعظم الأسماء

    الشاعر: أزهري محمد علي

    بعزي فى السجان
    ويواسيه بى بسمه
    ويحكيلو طول الليل
    عن باكر الاسمى
    يوم يرجف الجلاد
    يضحك ابو اسماء
    محمود محمد طه
    مـا أعظم الأسماء
    *** *** ***
    يا أبوي صباح الخير
    من آخر الاعماق
    انا حالي غيرك غير
    في منتهى الأشواق
    يا مستجير بالله
    من كل زيف ونفاق
    ومعصوم بِسر الله
    وحق اليقين ميثاق
    لله شئ لله
    باب الكريم ما ضاق
    الدم فداه الدم
    ودم الحقيقة يُراق
    أعصم رؤى الاطفال
    من لعبة الاوراق
    لسه الحبل ممدود
    ومشدود وثاق في وثاق
    ومن تحتو واقف هو
    في كامل الإشراق
    طائر خفيف الروح
    في واسع الآفاق
    يغزل خيوط النور
    من بسمته الرقراق
    ويمرق عفيف الإيد
    من حافة الإملاق
    ينزع مشاعر الخوف
    من رعشة الشناق
    ويشهد صعود الروح
    بي نشوة العشاق
    من حيز المحدود
    لي مطلق الإطلاق
    عند إنتفاء الضد
    حيث البصر ما زاغ
    *** *** ***
    إنت بتروح وين
    يامستبد ياعاق
    من غضبة الطوفان
    ومن شعبنا العملاق
    يوم تشخص الابصار
    ويلتف ساق بي ساق
    وبيناتنا يبقى الحق
    ومكارم الأخلاق
                  

01-18-2023, 07:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    Re: محمود محمد طه .. ما أعظم الأسماء.. قصيدة الشRe: محمود محمد طه .. ما أعظم الأسماء.. قصيدة الش

    وَلا صِرَاخُ العَالَمِ .. كُلِّهِ؟!

    الإثنين
    غداة إعدام الشهيد محمود ضحى السابع عشر من يناير عام 1985م، جاءني صديقي الموسيقار المغني أبو عركي البخيت مُشوَّش الشَّعر، مُجعَّد الثوب، مُسهَّد الرُّوح، متورِّم العينين، دامع الفؤاد، مُحتقباً عوده الفصيح، وشفافيَّته الثوريَّة، واختياراته الباذخة، ورهاناته التي لا تخيب قط، وجلس في ركن الغرفة يُسمِعني، كما (زرقاء اليمامة)، لحناً ظلَّ عاكفاً عليه طوال ليلة البارحة، وقد تجافى جنباه، في سبيل ذلك، عن مضجعهما، وجافت عيناه الكرى وجافاهما.
    ما كاد عركي يطلق لحنجرته العنان، ويتوغل في الاغنية ـ النبوءة، حتى أخذ الكون كله يستحيل، رويداً رويداً، إلى كرة من البللور، وعركي إلى كائن أثيري، وأنا نفسي إلى شبكة من الاعصاب العارية المشدودة، فقد اقشعرَّ بدني، وقفَّ شَعر رأسي، وتحشدت دمدمة العواصف في أذنيَّ، ووجيب (الجلجلة) تحت قدميَّ، وإذا بكلمات الفيتوري التي كان نضَّدها قبل ذلك بما يناهز العشرين سنة كأنْ لم تولد إلا في تلك اللحظة، بل كأنْ لم تولد إلا لأجل تلك اللحظة:
    ـ "أرضُكَ ظمأى/ والخريفُ شَحَّ هذا العامْ/ والمتسوِّلونَ يزحفون، والاقزامْ/ يُعَربدونَ في حُطام المَملكة/ يا ملِكاً مُتَوَّجاً على حُطامْ/ يا قائِداً بغَير مَعْرَكة/ هذا أوانُ المَعْرَكة"!
    كمال الجزولي صحيفة أجراس الحرية
                  

01-18-2023, 07:36 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    Re: الذكرى الثامنة والثلاثون لاستشهاد شهيد ا�Re: الذكرى الثامنة والثلاثون لاستشهاد شهيد ا�

    ﺳﺠﻦ "ﻛﻮﺑﺮ..." ﻓﻲ ١٧ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ١٩٨٥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺠﺎﻥ ﻃﻴﺒﺎ، ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ.. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ "ﺯﻧﺎﺯﻳﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺎﺕ" ﻗﻀﻴﺖ ﻣﻌﻪ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻭﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ... ﺇﺳﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﻨﻀﺢ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻛﺎﻥ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻤﻴﻼ ﺑﻬﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺟﻠﺒﺎﺑﻪ ﺍﻷﺑﻴﺾ. ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻓﻮﻕ "ﺍﻟﺒﺮﺵ"، ﻭﻗﺪﻡ ﻟﻲ ﺍﻟﺒﻠﺢ ﻭﺍﻟﺸﺎﻱ. ﺣﺪﺛﻨﻲ: ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻋﻦ ﺳﺮﻗﺔ ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﻦ ﺃﻥ "ﺍﻟﻨﻤﻴﺮﻱ" ﻣﻄﻴﺔ ﻏﺒﻴﺔ ﻟﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻋﻦ ﺻﺮﺍﻋﻪ ﺍﻟﻤﺤﺘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﻮﺱ، ﻋﻦ ﺭﻓﻀﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ (١٩٨٣)، ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﺃﺑﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﻠﻔﻪ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﺎﺗﻪ..! ﻭﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ!!.. ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ: "ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺛﻮﺭﺓ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ١٩٦٤.. ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻠﻴﺎﻥ ﻭﺳﻴﻨﻔﺠﺮ ﻭﻳﻄﻴﺢ ﺑﺎﻟﻬﻮﺱ.. ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ.. ﻭﺃﺭﺍﻫﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪﺍ." ﺛﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ: "ﻫﺬﺍ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻜﻢ، ﺃﺻﺪﺭﻭﻩ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ." ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﺃﺭﻓﻌﻮﺍ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ"
    ﻭﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻹﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﺎﻹﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ. ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ، ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ. ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺟﺎﺀﻧﻲ ﺍﻟﺴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭﻣﺸﻔﻘﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ (ﻋﻨﺒﺮﻱ) ﻓﻲ ﻗﺴﻢ "ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ" (ﺃﺣﺪ ﺍﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻦ). ﻭﺩﻋﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻭﻭﻋﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ.. ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ.
    ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺠﺎﻥ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻣﻬﻤﻮﻣﺎ.. ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: "ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻠﻴﺎﻥ ﺟﻴﺶ.. ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ ﺣﺘﺤﺼﻞ."... ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﺒﺮ ﻷﺟﺪ ﺯﻣﻼﺋﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﻣﺘﺠﻤﻌﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻓﺤﻴﺢ ﺍﻟﺴﻔﺎﺡ "ﻧﻤﻴﺮﻱ" ﻭﻫﻮ ﻳﺆﻳﺪ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ.. ﻭﺟﻢ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺇﺯﺩﺍﺩﺕ ﺟﺪﺭﺍﻧﻪ ﻭﺟﻮﻣﺎ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻣﻄﺒﻘﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﻤﻜﺒﻮﺕ...
    ﺃﺗﺠﻪ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺍﻷﻣﻴﻦ، ﺯﻣﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻗﺴﻤﻨﺎ ﻭﺳﺎﺣﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ.. ﺍﺳﻤﻬﺎ "ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﺰﺓ!!" ﻭﺑﺪﺃ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﻳﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ.. ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﻠﻪ، ﻭﻧﺤﻦ ﻣﻌﻪ، ﻳﺤﻔﺮ ﻭﻧﺤﻔﺮ، ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺘﺎﺡ: ﺑﻘﻴﺔ ﻣﻦ "ﻋﻠﺒﺔ ﺻﻠﺼﺔ"، ﻗﻄﻌﺔ ﺯﺟﺎﺝ، ﻣﺸﺒﻚ ﺣﺰﺍﻡ ﺑﻨﻄﺎﻝ.. ﻭﻧﺼﻞ ﻣﺨﺒًﺄ!!. ﺣﺘﻰ ﺯﺣﺰﺣﻨﺎ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻀﺨﻢ/ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ.. ﻭﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﺔ ﺑﻜﻞ ﻭﺿﻮﺡ..
    ﺃﻃﻞ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺸﺘﻮﻱ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ.. ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ١٨ ﻳﻨﺎﻳﺮ ١٩٨٥.. ﺭﻓﻀﻨﺎ ﺇﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀﺍﺕ ﻭﺃﻋﻠﻨﺎ ﺇﺿﺮﺍﺑﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻦ. ﺑﺪﺃﺕ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺟﻔﻴﻦ ﺗﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﻭﻳﺘﺼﺎﻳﺤﻮﻥ.. ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﺴﺘﺮﻳﺎ ﻭﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ.. ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺮﻗﺺ!!... ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻮﺓ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ، ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺩﻗﻴﻖ، ﺻﺎﻣﺖ ﻭﻣﺘﻮﺗﺮ.
    ﺛﻢ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ ﻣﻜﺒﻼ ﻭﻣﻐﻄﻰ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻨﻖ.. ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻭﺑﻄﻮﻟﺔ.. ﻟﻢ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﻟﻦ، ﺃﺭﻯ ﺧﻄﻮﺓ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﻗﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺠﻪ، ﻣﺪﺭﻛﺔ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻷﺑﺪﻱ.. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ: ﻧﻌﻢ، ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻲ ﺃﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ.. ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ.. ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮ.. ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ..
    ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺻﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﻬﻴﺴﺘﺮﻳﺎ ﻭﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ.. ﻭﺗﻀﺎﻋﻔﺖ.. ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﺜﺮ.. ﺃﺗﻮﺍ ﻟﻴﺮﻭﺍ ﻫﺰﻳﻤﺘﻬﻢ.. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﺮﻭﺍ؟ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻼﺩ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻒ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﺔ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ.. ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ "ﻣﻬﻨﺘﻪ" ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ.! ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻜﺸﻒ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺘﻠﺬﺫ ﻋﺠﻴﺐ: "ﻟﻴﺮﻯ ﺍﻟﺰﻧﺪﻳﻖ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ.." ﻭﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ.. ﻳﺎ ﻟﻠﺮﻭﻋﺔ ﻭﻳﺎ ﻟﻠﻌﻈﻤﺔ.. ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ ﻭﻫﺎﺩﺋﺎ ﻭﺳﺎﺧﺮﺍ.. ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺫﻟﻚ.. ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﺻﻤﻮﺩ ﻭﺑﺴﺎﻟﺔ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ.. ﻭﺇﺯﺩﺭﺍﺀ ﻟﻠﻤﻮﺕ.. ﻟﻢ، ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﻟﻦ، ﺃﺭﻯ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﻂ!.. ﻭﻣﻊ ﻛﺸﻒ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺧﺮﺳﺖ ﻛﻞ ﻋﻮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻬﻮﺱ.. ﻭﺃﻃﺒﻖ ﺻﻤﺖ ﺭﻫﻴﺐ.. ﺭﻫﻴﺐ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺇﺭﺗﺠﺎﻓﺎﺗﻬﻢ.. ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺎﻟﺪﺓ.. ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺠﻬﻴﻞ ﻭﺭﺛﺎﺀ!.. ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﺑﺎﻟﺮﺛﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﺘﻠﻚ!!
    ﻭﻧﺤﻦ، ﻛﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻭﺧﺸﻮﻉ ﻭﺭﻫﺒﺔ.. ﻟﺤﻈﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺃﻱ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻔﻬﺎ.. ﻓﻬﻲ ﻏﺸﺘﻨﺎ ﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ.. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻨﺎ ﻭﺃﻧﺴﺠﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻭﻋﻘﻮﻟﻨﺎ.. ﻓﻌﻠﺖ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﻌﻠﻪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ.. ﺗﻐﺬﻳﻨﺎ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺗﻠﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﺬﻳﻨﺎ ﺑﻪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ!!..
    ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ.. ﻗﺮﺭﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻗﺒﻞ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ.. ﻓﻬﺘﻔﺖ ﻛﻞ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺑﻨﻐﻢ ﻭﺍﺣﺪ، ﺭﺩﺩﺗﻪ ﻣﻌﻨﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ:
    ﺷﻬﻴﺪ.. ﺷﻬﻴﺪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﻮﺩ،
    ﻓﺎﺷﻲ.. ﻓﺎﺷﻲ ﻳﺎ ﻛﺒﺎﺷﻲ،
    ﺳﻔﺎﺡ ﺳﻔﺎﺡ.. ﺳﻔﺎﺡ ﻳﺎ ﻧﻤﻴﺮﻱ،
    ﻣﺠﺮﻡ ﻧﺎﺯﻱ ﻳﺎ...،
    ﻭﺳﻤﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ، ﻭﺇﺯﺩﺍﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﺟﻤﻞ!.. ﻭﺳﺮﻯ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻬﻮﻭﺳﻴﻦ ﻭﺇﺯﺩﺍﺩ ﺑﺆﺳﻬﻢ ﺻﻤﺘﺎ.. ﻭﺳﻤﻌﻨﺎ ﺣﺸﺮﺟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﺄﻣﺮ ﺍﻟﺠﻼﺩ ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.. ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻏﻄﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺒﺘﺴﻢ.. ﻭﺗﺪﻟﻰ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ.. ﻻ ﺻﻮﺕ ﺇﻻ ﻫﺘﺎﻑ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ.. ﻳﺸﻖ ﻋﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺼﺎﺣﺒﺎ ﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ..
    ﻳﺎ ﺻﻨﻮﺝ ﺍﻹﻋﻼﻥ، ﻳﺎ ﻃﺒﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺩﻗﻲ ﺭﺩﺩﻱ،،
    ﺩﻗﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﻀﺤﻚ، ﻭﻻ ﻳﺒﻜﻲ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
    ﺇﻻ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺤﺒﻠﻰ ﺑﺎﻟﺜﻮﺭﺓ.
    ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ، ﺗﻔﺠﺮ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻥ ﺍﻟﻤﻜﺒﻮﺕ، ﻭﺇﻟﺘﻘﺖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﺮﻭﺡ ﺣﻔﻴﺪﺗﻪ "ﻣﺸﺎﻋﺮ"، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ/ ﺃﺑﺮﻳﻞ ١٩٨٥

    د. الشفيع خضر
                  

01-18-2023, 08:14 AM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    سلام ، دكتور ياسر
    وسلام على الأستاذ محمود في الخالدين
    وحيَّا الله ذكراه العطـرة
                  

01-18-2023, 08:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: الصديق الزبير)

    تسلم يا عزيزي الصديق الزبير

    سلامي لك ولأحبابك ونرجو أن يعيد الله اليوم وقد نهض السودان وانتفع بثورة شبابه شفاتة وكنداكات.
                  

01-18-2023, 08:23 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    في ذكرى الأستاذ محمود سيصبح سجن كُوبر يوماً مركزاً ثقافياً يحمل اسمه !! كتبه ب...ّة البَكريفي ذكرى الأستاذ محمود سيصبح سجن كُوبر يوماً مركزاً ثقافياً يحمل اسمه !! كتبه ب...ّة البَكري

    Quote: في ذكرى الأستاذ محمود سيصبح سجن كُوبر يوماً مركزاً ثقافياً يحمل اسمه !! كتبه بَلّة البَكري

    01:59 AM January, 17 2023
    سودانيز اون لاين
    بَلّة البكري-Hong Kong
    مكتبتى
    رابط مختصر




    [email protected]


    18 يناير 2023م

    "حُرِّية الضَّمير حقٌ طبيعي، سابق ومتفوق على جميع القوانين مهما كانت؛ فهي لا تمنحه ولا يمكن لها أن تنتهكه أبدًا!"
    قولٌ مأثور (*)

    جاء في رثاء منصور خالد، للأستاذ محمود، المنشور بجريدة السياسة الكويتية في يناير 1985م قوله:
    "----- إن العُصبة الظالمة التي تتحلّق حول إمام آخر الزمان "--" إنما تجهل، كما يتجاهل، بأن شهيد الفكر سيبقى ضميراً مؤرقاً، ومصباحاً مسرجاً، في هذا الديجور الحالك الذي يعيش فيه أهل السودان؛ سيبقى في غرسه البشري الذي أورق، وفي نبته الفكري الذي اكتهل، وسيبقى في نفوس كثير من السودانيين كنموذج للرجل الذي تجافى مزالق السـقوط، وما فتئ يحترم في الناس أغلى ما يملكون - عقولهم-. وسيبقى اسم محمود بعد كل هذا حياً في نفوس الذين لا ينامون على الهوان، بما سيثيرها فيهم من بغض للظلم وإدانة للعدوان واستنكار للهوس، وإنكار للغدر.." انتهى

    ومن مِنّا أبلغُ من منصور في وصفه لدوام حياة اسم الأستاذ محمود في نفوس الذين لا ينامون على الهوان من أهل السودان. وسأترك القراء مع مقالنا في 18 يناير 2017م في ذكرى الأستاذ محمود والذي دعونا فيه لتحويل سجن كُوير – الذي اغتيل فيه بغرض اغتيال فكره – الى مركز ثقافي يحمل اسمه ويحييه. ولعلّ هذا الحلم قد أضحى ممكنا في ظل ثورة ديسمبر المجيدة والتي ستظل شرارتها مشتعلة دوماً. وفعلٌ كهذا سيرد للفكر الحُر كله، وفي العالم أجمع، بعضا من كرامته التي أُهينت باغتيال الأستاذ محمود. جاء في ختامة مقالنا أعلاه: "لقد عرف الأستاذ محمود قيمة الحريّة، في صحيحها، واستشرق ببصيرة نافذة، عرفت عنه، خطر الهوس الديني عليها، ففداها بروحه التي ذهبت قرباناً في محرابها مُخَلِداً بذلك اسمه في سوح الفكر الحُر بأحرف من نور. وسيأتي اليوم الذي يتحول فيه سجن كوبر الى مركز ثقافي للفكر الحُر يحمل اسم الأستاذ محمود؛ " وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ" (فاطر – 17)".


    في ذكرى الأستاذ مَحمُود – الحُريّة لنا ولِسوانا

    تحويل كوبر الى مركز ثقافي!

    18 يناير 2017

    في خورطقت الثانوية، في ربوع كردفان، في منتصف السبعينات، ونحن في سنوات التكوين الفكرى الأولى، هلّ علينا معلِّما للفنون الجميلة أحد تلاميذ الأستاذ محمود. شابٌّ صغير السن نسبيا، حديث التخرج، نحيف القامة، طَيِّب المعشر، متديِّنٌ دون لِحية أو جلبابٍ قصير. كانت المدرسة تعج بكل صنوف المِلل والمشارب الدينية المختلفة من حيران للشيخ البرعي الى خريجي المعهد العلمي ومعهد المعلمين ومن عملوا في السلك الإداري والتعليمي مع قدماء الأنجليز وتشربوا طباعهم وآخرين لا نعرف لهم مشرباً. قَدّم لنا أفكار الأستاذ محمود عن ضرورة التجديد الديني، بالحسنى، دون عنت أو إكراه ونافح عنها بجدارة فكرية أدهشتنا. قابلته، في الدوحة، بعد حوالي ثلاثة عقود من ذلك التاريخ وقلت له مُحِقًّا "لم أكن أعرف أن الأمور الدينية قابلة للنقاش أصلا الا بعد أن جئتنا في خورطقت"! وأدناه بعض اقتباس عن ما ورد عن الأستاذ محمود في مقال سابق لي كشاهد حقيقة (Witness of Fact) على ذلك العصر من تاريخ بلادنا الحديث والذي يُعَد مقتل الأستاذ محمود فيه علامة تاريخية فارقة ستلقي بظلالها على المشهد السياسي والفكري في السودان والعالم الإسلامي الى أبد الآبدين.

    "ونحن طلاب في جامعة الخرطوم، عاصرنا حقبة نشطة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، انتشرت فيها ثقافة الحوار الديمقراطي الحر المسالم. أسّس لهذه الثقافة ورعاها الأخوة الجمهوريون بمنابرهم الحرّة التي اشتهرت بها الجامعة آنذاك، وقد ضربوا مثالا فريدا في هذا المضمار. ومن رأى منابر الحوار في ركن المتحدثين في ميدان هايد بارك الشهير، في مدينة لندن، سيعلم أنَ منبر الجمهوريين للحوار في جامعة الخرطوم في ذلك الوقت يفوقها جميعا في كلّ المناحي - "سَربة وضَحَوَة". كان حضورنا لتلك المنابر منتظماً. فقد كانت، فضلا عن أي أمر آخر، في منتصف طريقنا اليومي بين المكتبة الرئيسيّة وكليّة الهندسة والمعمار.

    جذبت هذه المنابر أرتالاً مختلفة من السلفيين من شتى النحل والمِلل الدينية، بعضهم كان يأتي من خارج الجامعة. ونتج عن ذلك نقاش طويل، ومُفصّل، شمل كل ما يتعلق بالفكر الديني السلفي وخطورة إنزاله لأرض الواقع السوداني السياسي بتضاريسه الديموغرافية المعروفة. وبالمقابل أعطت هذه المنابر الفرصة لكل من شاء أن يحاور الجمهوريين حواراً شاملاً في كل أمور فكرهم. كان الحوار دينياً فكريّا، في الأساس، ولكنه مشبّعٌ بأبعاد سياسيّة واضحة، رأينا فيه كيف يتعايش التشنّج والتسامح، المنطق والإفلاس، الهدوء والتهريج، العمق والضحالة، العنف والصفح، الفكر الثاقب والغوغائية - في أجلى الصُوَر.كل ذلك، كان هناك على قارعة الطريق الرئيسي لأشهر جامعة في البلاد مبذولاً بصورة يوميّة، لأصحاب العقول ليميّزوا، من أساتذة وطلّاب وزوّار وما أكثرهم. وكان المكان يعجّ بعقول نيّرة، بعضها حاد كالسيف لا يستهان به، من كل الأطراف.

    لقد كانت حقّا بيئة مهيأة، وتربة صالحة لإنماء ثقافة الحوار الديمقراطي الحر المسالم من حيث هو، ورعايتها ونقلها خارج الجامعة لمصلحة المجتمع العريض في أمور الناس الحياتية العاديّة. كان غرساً طيّبا واعدا، سقاه الجمهوريون من روحهم السمحة ومن علم أستاذهم الغزير. وقد انتشرت منابر مشابهة في بعض الأسواق والمدن تُعلِّي من قيمة الحوار والفكر. فلو قدّر لهذا النهج أن يستمر كان سيقود حتمأ إلى سند أدبي حقيقي ومطلوب للممارسة الديمقراطية والتي تتطلب، فيما تتطلب، فتح قنوات الحوار مشرعةً تماما دون قيود. فالذي يخشى الحوار المفتوح قليل الثقة في بضاعته الفكرية، وربما في أدواته التواصليّة أيضا! في ذلك الوقت كان هناك عددٌ معتبر من قيادات المؤتمر الوطني الآن (لم يكن ذلك اسم تنظيمهم آنذاك) شاهدوا ما يحدث إما طلّابا أو زوّارا بل وشارك البعض منهم في الحوار الذي استمر لسنوات. وكان هناك ممثّلون لكل الأحزاب الموجودة آنذاك منهم من نشط في هذا السجال الذكي ومنهم من كان يراقب لسنوات. ولكن – للأسف – انتهى كلّ هذا الغرس الطيّب الى لا شئ.

    وفي بداية الثمانينات تغلغل الفهم الديني السلفي، بواكير الإسلام السياسي، رويدا رويدا في أضابير حكومة المشير الأوّل، نميري، وقتها، الى أن بايعوه وسوّقوا له إنه الإمام الأوحد، فصدّقهم، وصار يؤم الناس في الصلاة! وتلا ذلك أحداثٌ وأحداث حتى تمّ تشريع قوانين سبمبر 1983 والتي أضحى لها أثرا تاريخيا على مجريات الأحداث السياسيّة في البلاد، كما هو معلوم. وجاء يناير1985 وقد اكتملت حلقات مؤامرة القرن في التغوّل على "حق الحياة" لحادي النهج الديمقراطي الحر المسالم في الحوار – ألأستاذ محمود محمد طه. كان ألأستاذ محمود مفكراً عصرياً موسوعي المعارف، متّسقا مع نفسه وفكره، والذي طرحه على الملأ بسلام ومحبة، بعيدا عن التهريج. وحين حاربه المرجفون تصدي لهم بشجاعة نادرة، رواها إرثٌ قرويٌ بسيط، ورعتها فحولة فكريّة، أرعبتهم جميعا. أبتسم لهم - ربما إشفاقا عليهم - وهو مُقْدِمٌ، بثبات، على حبل المشنقة. إنه رجل حقّ علينا جميعا الاحتفاء بالإرث الفكري الذي خلّفه لنا، تاركين الحكم على ما جاء به للأجيال والتاريخ. وقد وصفه د. منصور خالد في كتابه أحوال الحرب وطموحات السلام(ص367) حين قال:

    "كان محمود محموداً في كل شئ. كان ذا عطاء فكري جم، اتفق معه الناس أم اختلفوا. وكان عامر القلب، متوقد العقل، كثير النوافل. وكان حيّياً متواضعاً، لا يحسب أن رأيه هو الأول والأخير، بل كان يهوى السجال الذكي ويدعو الناس له. وكان سمحاً لا يضغن حقداً على أحد، وزاهداً يجد العفو حتى في المال القليل الذي اكتسبه بعرق جبينه وهو يمسح الفلوات. لقاء الرأي النصيح الذي أدلى به الرجل، اُتُّهِم بالردة، وأصدَر ضده قاضي مشحون القلب بالحنق، ومحتشد العقل بالجهل، حكماً بالإعدام احتوى على جرعات كبيرة من ابتذال الدين".

    ولعلك عزيزي القارئ قد قرأت المرثيّة التي كتبها عنه البروفسير عبدالله الطيّب الذي عدّه من الشهداء. وجدير بالذكر إنّ هذا الحكم الجائر تمّ إبطاله فيما بعد بواسطة المحكمة العليا، في نوفمبر 1986، والتي برأت القضاء السوداني منه ومن قصوره المريع. وفي كلمته التاريخية، من داخل المحكمة، عن رأيه الرافض لقوانين سبتمبر 1983 أشار ألأستاذ محمود، فيما أشار اليه، الى أنّ هذه القوانين "وُضِعَت وأستُغِّلت لإرهاب الشعب وسوقه للاستكانة عن طريق إذلاله ثم أنّها هدّدت وحدة البلاد". وقد كان، فقد انشطر الوطن الواحد شطرين وبقي ما بقي منه، تحت ظلال السيوف الآن، مهدّداً بمزيد من الانشطار. لقد كان فقد رجل بهذه البصيرة النافذة فقدا جللا. فقد أثبت لنا عمليا، بعد فوات الأوان، عمى بصيرتنا السياسيّة! فلمن وجد في نفسه حاجة أن يذكّرني بما قال به هذا الرجل في أمر الدين فدعني أقول له: لا حاجة لي بذلك، لأنّه منتوج فكريٌ بحت، مملوك للأجيال لتحكم عليه وليس لكائنٍ من كان حق الحجر عليه. هذا من حيث المبدأ.)" انتهى

    لقد عرف الأستاذ محمود قيمة الحريّة، في صحيحها، واستشرق ببصيرة نافذة، عرفت عنه، خطر الهوس الديني عليها، ففداها بروحه التي ذهبت قرباناً في محرابها مُخَلِداً بذلك اسمه في سوح الفكر الحُر بأحرف من نور. وسيأتي اليوم الذي يتحول فيه سجن كوبر الى مركز ثقافي للفكر الحُر يحمل اسم الأستاذ محمود؛ " وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ" (فاطر – 17).





    (*) منقول (بتصرف) ومنسوب في مصادر اسفيرية منشورة ل "جون جودوين".
                  

01-18-2023, 08:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    النزعات العقلية في الفكرة الجمهورية- بقلم الطيب النضيف/ المحاميالنزعات العقلية في الفكرة الجمهورية- بقلم الطيب النضيف/ المحامي

    Quote: النزعات العقلية في الفكرة الجمهورية- بقلم الطيب النضيف/ المحامي

    04:19 AM January, 17 2023
    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تمر هذه الأيام الذكرى (39) على إعدام الشهيد محمود محمد طه، بواسطة السفاح نميري وطيور ظلامه الإسلامويين. وقبل الدخول في قضية المحكمتين، نلتمس أنه من الضروري أن يكتب الناس عن مسألة التجديد في الفقه، وتحديث الرؤى والمفاهيم الشرعية، وضرورة تطوير الخطاب الديني، ورفع مستوى منطقيته وعقلانيته، التي توقفت، تقريباً، عند القرن الخامس الهجري، عدا محاولات جيدة.
    لا بد أن يرتفع الوعي الديني، ويرتقي إلى مستويات أشكال الوعي السياسي والمدني والقانوني والاجتماعي وخلافه، بحسبان أن الوعي الاجتماعي حزمة واحدة.
    الأستاذ من أوائل المفكرين والفقهاء الذين جددوا في مسألة الفقه الإسلامي، وأجرى (حفريات) عميقة وصولاً لما يراه حقيقة. بل أرسى أسلوباً من شروحات وتفاسير مغايرة لما هو مألوف وموجود، مستنداً في بحثه هذا على کتاب الله وسنة رسوله.
    تكالبت قوى الظلام والجهل والحسد والغيرة على فكر وجسد الأستاذ، منذ طرحه مشروعه الفقهي التجديدي المعروف بـ (الفهم الجديد للإسلام) في عام (1951م).. وقد تعرض في مسيرته الحافلة لمحاكمتين قاسيتين ظالمتين: الأولى في عام (1968م)، والأخيرة في عام (1985م).
    وخلال تلك السنوات، توسع التيار الأصولي السلفي في البلاد، وارتفعت لديه سهام الغلو والتطرف المذهبي السني في الحكم على الخصوم السياسيين بالزندقة أو التحريف، وصولاً للتكفير.
    المحاكمة الأولى تولتها المحكمة الشرعية العليا في الخرطوم، بعد أن تقدم لها المدعي الأمين داؤود، الأستاذ بجامعة أم درمان الإسلامية، بعريضة حسبه .. إذ حكمت عليه المحكمة غيابياً – ورفض الأستاذ المثول أمامها – بردته، وأمرته بالتوبة، وذلك في حوالي (3) جلسات فقط، كان بين الشهود الأربعة للمدعى (3) (كيزان).
    المحاكمة الأخيرة معروف أنها في يناير (1985م) برئاسة قاضي التلفيقات، حسن إبراهيم المهلاوي، حيث أصدرت حكمها أيضاً في حدود ثلاث جلسات أيام (7 و 8 يناير)، ثم أصدرت حكمها بالإعدام في (15/1/1985م) مع إمهال الأستاذ ثلاثة أيام للاستتابة.
    أيد الحكم القاضي سيء الذكر، المكاشفي، وتم التنفيذ في جسده الطاهر (18/1/1985م). استندت المحكمة على نص (مفتوح) لقانون العقوبات مضمونه أن عدم النص صراحة في القانون على العقوبة لا يحول دون فرض أي عقوبات حدية واردة في الشريعة.
    والحكم يعتبر سبة في جبين القضاء السوداني لمخالفته القاعدة الجنائية الذهبية (لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص)، ونص دقيق ومحدد وقاطع كمان. لكنهم كانوا مستعجلين لإنهاء حياته وإزهاق روحه وإبعاده عن المشهد السياسي والديني/الفقهي حسداً وغيره من منافسه سياسية، وليس حرصاً على الدين.
    محاكمتا (1968) و (1985م) تلتقيان في عدة قواسم مشتركة: الادعاء وشهوده في الحالتين من الإخوان الكيزان، الدفاع في الحالتين لم يكن موجوداً، صدور الأحكام بدون دفاع، المحكمتان غير مختصتين: الأولى محكمة شرعية اختصاصها ينعقد فقط على دعاوى الأحوال الشخصية، من: نفقات، وحضانات، وطلاقات، وحيض ونفاس. والثانية وإن كانت جنائية، إلا أنها حاكمت على فعل غير منصوص عليه في قانون العقوبات لسنة (1983م)، ولم تتبع مبدأ المحاكمة العادلة.
    في الحالتين، لم يكن القاضيان هما قاضيا القانون، إنما كانا قاضيا السلطان، فصادرا الحقوق الأساسية للإنسان بدلاً عن حمايتها وصيانتها. وطالهما الهوس الديني عقلياً ومهنياً، فأسرعا نحو الإدانة والعقوبة، رغم علمها التام بالخلل الموضوعي والفني الذي صاحب الإجراءات في الدعوتين. فقررا بأمرين بالغي الخطورة والحساسية: الأول هو حرية العقيدة والعبادة، والثاني هو الحق في الحياة. فتم الحكم على الضمير في الأولى، وأزهقت روح إنسان بريئ في الثانية – بسبب الأولى.
    إن الإنتاج الفقهي لدولة الكيزان، والمسيطر الآن حتى بعد ثورة ديسمبر، على الأوضاع كنصوص قانونية، لا يلبي حاجات حقوق الإنسان. وهو المعطى الجديد في المسألة السياسية والشرعية، لتكريسه الأحادية والعنف والتمييز ضد المواطنين، إما بسبب النوع الاجتماعي، أو بسبب الدين، وأحياناً بالسببين معاً.
    فقد اعتمد الكيزان كمؤسسات وأفراد على المتشدد من الفقه، وتركوا الفقه المستنير، رغم وجوده في تراثنا الإسلامي. وما قلناه تشهد عليه منظومة القوانين السارية الآن، والتي وضعها الترابي وعصبته من مشرعي الكيزان وقياداتهم من السفلة الأوباش. فأدخلوا البلاد والعباد في نفق مظلم، مما أدى إلى ثورة ديسمبر المجيدة، ودعوتها لإزالة القديم مهما كان، وإرساء الجديد، وإلاّ لما تعتبر ثورة، والذي من ميزانه البحث والتنقيب والتساؤلات الإيجابية.
    ما وجدناه في كتاب الرسالة الثانية يستحق الوقوف، فبه كلام وسحر عجيب، وعبقرية لا تخطئها العين العادية، لما يتميز به من عقلية دينية فلسفيه تاريخية وزمنية. وهي بالطبع أفضل أنواع العقول، والتي من خصائصها كيف، وأين، ومتى، ولماذا. وذلك من حيث التناول والتحليل الموضوعي العقلاني والمنطقي لكيفية استخراج الفقه الحديث من ديننا الحنيف، وكيفية الشرح والتفسير والتأويل. وبالتالي كيفية استخراج واستنباط الأحكام والفتاوى والآراء الشرعية المستنيرة المتقدمة، والمتفقة، في نفس الوقت، مع الكتاب والسنة الشريفة، بدلاً عن (الفقه المقلوب).
    صفوة القول: لابد من العمل والاجتهاد لتطوير التشريع بأسلوب الفهم الجديد، أو الفقه الجديد، أو المدرسة الجديدة، أو الكلام الفقهي الجديد، بدلاً عن القديم. لابد من استيعاب وإدخال مستجدات ومتغيرات حياة الناس، ووضعها داخل النصوص التي تناسبها، وهي كثيرة ومتوفرة.
                  

01-18-2023, 09:28 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***


    طلعة الحر
    عرمان محمد أحمد
    ومن إطلاقهِ الأعلى وأنت الأعلى في الإطـلاق
    أتيت لأرضنا تسعي وأنت الحقُ في الآفـاق

    أتيت بأرضِ أحرارٍ تفجـرُ نبعها الخـلاق
    فيا سـودانُ قم وانهض وعانق ليثك العمـلاق
    هم الأقـزامُ قد ضعفوا وقد خضعت له الأعناق

    فمـا الإعـدام إلا شنق أنفسـهم وذا قد بان
    فهـذا سيد ُ الأسـدِ يزلزلُ دولـة الطغيان
    يفـدي شعبهُ بالـروحِ يكســرُ هـذه الصلبان

    وهـذا موكبُ الأبطالِ يزهو في ثري أمدرمان
    يجلجـلُ صوته يدوي بذكرِ الحـق والرحمن

    وهـذا اليومُ يا وطـني أذاب القلب والوجـدان
    فهذي طلعــةُ الحــرِ بشـائر دولـة الإنسان

    امدرمان- 9 يناير1985
                  

01-18-2023, 02:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***


    هيكلي سام سليم الشبح
    عبد الغني النابلسي
    هيكلي سام سليم الشبح * طاهر الذيل نظيف القدح
    وإنائي بالتجلي طافح * يتكفى بفنون الملح

    ومن المنبع روحي شربت * وبصدر صدرت منشرح
    لا درى الغير ولا كان له * لمحة من نور تلك اللمح

    هو في بيت هوى منغلق * وأنا في رفرف منفسح
    أنا في المذكور والجاهل في * الذكر والفكر وعقد السبح

    كلنا من نخلة واحدة * لكن العجوة غير البلح
    وجهنا الحق غسلنا وسخ * الغير عنه بمياه الوضح

    وتركنا الكل للكل فلا * بالمذمات ولا بالمدح
    هى نفس كيفما شئت بدت * لي بشخص بالسوى متشح

    وهو أمري نازل مرتفع * بمزامير الورى في مرح
    كلهم منك خيالات فدع * عنك يا عبد الغني واسترح

    وادخل البيت وبت في دعة * وتعانق معه واصطلح
    واترك الكرسي والعرش وما * تحته للغي أو للفلح

    وأهجر الجنة والنار ولا * تفتتن عن ذاته بالشبح
    وتمتع بالرقيقات وفز * بالعطايا وافتخر بالمنح

    وانخلع عنك وعربد طرباً * وتهتك في الهوى وافتضح
    هذه دولتنا قد حضرت * دولة العز وكنز الفرح

    وأنفصلنا أبداً من أزل * عين ماء دافق منسفح
    روضة زهرتها يانعة * فانتشق نفحتها وانصلح
    وتنصت لغناء بلبلها * وعلى المطرب لا تقترح
                  

01-18-2023, 03:04 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***

    من محاضرة في الستينات من القرن الماضي.
                  

01-18-2023, 08:26 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***
    من جلسة سلوكية داخلية للجمهوريين.


    ويل للمكذبين!!!
                  

01-18-2023, 08:30 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***


    وظيفة النبي!!
                  

01-20-2023, 03:58 AM

هدى ميرغنى
<aهدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 4442

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)


    هادئًا كان آوان الموتِ
    عاديًا تماما
    وتمامًا كالذي يمشي بخطوٍ
    مطمئنٍ
    كي يناما
    وكشمسٍ عبرتها لحظةٌ كفُ غمامة
    قال مع السلامة
    لوّح بابتسامة
    ثم أرتمى
    وتسامى
    وتسامى
    وتسامى
    *
    وسيبقى رغم سجن الموتِ
    غير محدود الاقامة
    يبقى غير محدود الاقامة

                  

01-20-2023, 07:59 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: هدى ميرغنى)

    تسلمي يا أستاذة هدى

    ــــــــــــ
    وجدت هذا المقال قبل قليل في الفيسبوك من محمد المشرف:

    Quote:
    Mohammed Elmusharraf
    2 Tage
    ·
    في مثل هذا اليوم، تم شنق هذا الإنسان المضيء.. كتبت هذا البوست آنفا، وكان بنيّتي الاستطراد في آخر.. لكن لا أقل من أن أعيد نشره الآن..
    ( محمود محمد طه ، المعروف بالاستاذ ، مفكر سوداني فريد ، احد السجناء السياسيين في الاستعمار الثنائي ، و مؤسس الحزب الجمهوري من احزاب الصفوة ، و هو الى ذلك ، مهندس ذو مهنية و اخلاق .
    استحق محمود مكانه في الخالدين ، بالاسلوب الفريد الذي عاش به حياته ، بافكاره الثورية و المتقدمة ، و بتماهي شخصه في حياته الخاصة و العامة مع هذه الافكار ، وقف متحد القلب و القالب الى النهاية ، حين ركز قدميه على عتبات المشنقة ، و لامست وجهه نسمات الخلود ، في ذلك الصباح الحزين من شهر يناير 1985 .
    سبّب اعدام محمود ، صدمة عالمية ، و تناوله الاعلام العالمي ذلك الحدث بكثير من الاستنكار ، فهم يعرفون تقدم فكره و سلمية نهجه ، بينما لا يزيد السودانيون عادة ، على ترديد اللازمة المكرورة : ( محمود ما بيصلي ! ) ... سمت اليونسكو الثامن عشر من يناير من كل عام يوما لحقوق الانسان العربي .
    ولد محمود في مدينة رفاعة ، 1909 ، لاب مزارع تمت اصوله للركابية بالشمال ، و لام من اهل الوسط ، ذاق مرارة اليتم مرتين ، حين توفيت امه و هو في السادسة و توفي ابوه و هو في العاشرة ، ساعد اباه في الزراعة في قرية (الهجيليج) الى ان وافاه الاجل ، و اخذته عمته مع اخوانه و ربتهم في رفاعة .
    بدا بدراسة الخلوة كما جرت عليه العادة ، و لكن عمته ارتات ان تلحقه بالتعليم النظامي ، و لا سيما ان رفاعة كانت من بؤر التعليم في السودان ، حيث كان لبابكر بدري الفضل في ذلك ، و لاحقا ، تزوج الاستاذ من كريمة احد الابكار الاوائل من تلامذة بدري امنة لطفي عبد الله .
    اتم محمود دراسته الاولية و الوسطى برفاعة ، و في العام 1932 بدا دراسته في قسم الهندسة بكلية غردون ، حيث تخصص في هندسة المساحة .
    و هنا يظهر لنا محمود شخصا فريدا ، من خلال حديث اقرانه عنه ، حكى عنه زميله عبد الرحمن عبد الله ، فقال : ( زاملت فى الدراسه بكلية غردون جمال محمد احمد وبابكر عوض الله وحسن الطاهر زروق وصلاح الدين عبد الله والدرديرى عثمان ونصر الدين السيد ومحمود محمد طه , والاخير كان اكثرنا طهرا وشجاعة وجديه , لدرجة اننا لم نكن نستطيع التفوه باى عبارات غير لائقه فى حضوره )
    و قال عنه احد زملائة ايضا ، و قد يكون جمال محمد احمد ؟ : ( كان محمود كثير التامل ، لدرجة تجعلك تثق في كل كلمة يقولها ) .
    عمل الاستاذ بعد تخرجه عام 1936 في مصلحة السكك الحديدية في عطبرة ، حيث برز نشاطه العام ، في نادي الخريجين ، و في اتصاله اللصيق بطبقة العمال الكادحين و بالعامة من الناس ، و لم يعجب ذلك بعض رؤسائه من الانجليز ، فاوعز بنقله الى كسلا . لكنه قدم استقالته من الوظيفة و مارس الهندسة على سبيل العمل الخاص ، في كوستي و مشاريع الاعاشة في النيل الابيض .
    من كل ما سبق ، نلاحظ ، ان محمود ولد في بيئة حضرية ، زراعية ، صوفية ، و الى ذلك ، فقد قضى ردحا من طفولته في الريف ، كما انه نشا في معقل من معاقل التعليم الحديث ، و لكنه ايضا نهل من التعليم التقليدي .
    نجد كذلك ان للمراة دور مهم في حياة محمود الباكرة ، اذ ان عمته هي من قام على شئونه في مطلع صباه و قامت بدور الام و الاب ، و هي التي دفعت به في مجال التعليم الحديث ، و لا نغفل ايضا رفاعة ، كواحدة من قلاع تحرير المراة ، فلا بد ان لذلك اصداءا في اراءه في قضايا المراة .
    و العبق الصوفي لم يكن في جو المدينة التي نشا فيها و حسب ، بل في اسرته و اهله ، فالركابية معروفون بالتصوف في السودان ، و منهم الشيخ محمد الهميم ود عبد الصادق ، و لاحقا حفيده الشيخ طه احمد البدوي ، كلاهما ارتبط بالمنطقة . فالشيخ محمد الهميم عاش زمان الفونج ، و هو علم من المتصوفة ، ارتبط بحادثة (التسليك بالذبح) ، اي قدم نفسه من اجل الطريقة ، و الشيخ طه في الموروث المحلي ، ايضا قدم نفسه من اجل رفع الطاعون عن المنطقة و فدى الناس . ، و نجد ان كل هذا كان حاضرا في ذهن محمود ، فهو عندما قدم راسه للمشنقة ، فداء لفكره و وطنه ، لم يزد على ان مشى على طريق اجداده .




                  

01-20-2023, 08:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    أيضا وجدت هذا المقال في صفحة الدكتورة داليا الكباشي في الفيس بوك ومعه شريحتين فيديو سأحاول نقلهما:

    Quote: Dalia Kabashy
    2 Tage
    ·
    في العام 1983 أصدر الدكتاتور نميري مجموعه قوانين أسماها "قوانين الشريعه الإسلامية" قام بصياغتها وكتابتها د. حسن الترابي زعيم مجموعه الاخوان المسلمين بالسودان (كان رئيس جبهه الميثاق في ذلك الوقت).
    وكانت هذه أول بداية لدخول السودان في نفق "الأخوان المسلمين" المظلم، وأول تمظهرات "المتاجرة بالدين" والعتبه الأولى لسقوط السودان في فخ الاسلامويين.
    كان نميري "مهووساً" بالسلطه ويرتهن لمن يساعده في البقاء فيها، ف استعان بالاسلاميين بعد أن أدار ظهره للشيوعيين، وسمى نفسه "إماماً" للمسلمين!
    عارض الاستاذ محمود محمد طه زعيم الحزب الجمهوري هذه القوانين معارضه شديدة، واصدر منشوراً أسماها فيه (قوانين سبتمبر) بدلا عن (قوانين الشريعه الإسلامية).
    تم اعتقال الاستاذ محمود محمد طه مع مجموعه من الجمهوريين، ووجهت إليهم تهم "الردة عن الإسلام" ، وتم إعدام الاستاذ شنقاً في 18 يناير 1985، وسقط نميري بعدها بثلاث أشهر في أبريل ب انتفاضة شعبيه.
    الدكتاتور نميري سئل عن اعدامه لمحمود محمد طه، ف رد (ابدا ما ندمان ولو لسه حي حا اعدمو تاني)!
    مات نميري دكتاتورا سفاحاً مهووساً بالسلطه ، حاملا على عنقه دماء الكثيرين ممكن نكل بهم وقتلهم وعذبهم، وحاملا في ذمته الادعاء بالحكم بإسم الدين وتشويهه وتحريفه واستخدامه لمنافعه الشخصيه.. ولن يذكره التاريخ بغير ذلك.
    وذهب محمود محمد طه حراً، دافع عن أفكاره لآخر رمق،
    نختلف او نتفق مع كتاباته وافكاره،
    لكننا لا نملك إلا أن نحترم صلابته وشجاعته واصراره واستعداده للموت في سبيل "فكرة".

    الشريحة الأولى هي كلمة الأستاذ محمود في محكمة المهلاوي. والشريحة الثانية رد النميري على الصحفي العراقي بأنه غير نادم على إعدامه الأستاذ محمود.

    ـــــــــــ
    طبعا قوانين سبتمبر لم يكتبها أو يصيغها الدكتور الترابي وإنما كانت من صياغة النيل أبو قرون وعوض الجيد وبدرية سليمان. النميري أراد بها أن يسحب البساط من تحت الترابي والإخوان المسلمين ويستغل ورقة الدين لنفسه كي يمدد من عمر نظامه.
                  

01-20-2023, 06:38 PM

عبدالمنعم الطيب حسن
<aعبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ولذكرى الاستاذ؛ لا يفتر القلم.
    والطبل انشده...
                  

01-20-2023, 10:07 PM

عبدالمنعم الطيب حسن
<aعبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ولذكرى الاستاذ؛ لا يفتر القلم.
    والطبل انشده...
                  

01-22-2023, 08:35 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)

    ***



    أراك أراك بالأشواق * تصدُّ ضراوة الإطلاق
    هي الآفاق تصعد بي * على قدر إلى الأعماق
                  

01-24-2023, 08:43 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    كان الاستاذ على خلق عظيم ومن ثم الاستاذ العظيم ؟ 2/7 كتبه ثروت قاسم كان الاستاذ على خلق عظيم ومن ثم الاستاذ العظيم ؟ 2/7 كتبه ثروت قاسم

    Quote:
    03:42 AM January, 22 2023

    سودانيز اون لاين
    ثروت قاسم-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    [email protected]
    +38 سنة على الفاجعة ؟
    في يوم الأربعاء 18 يناير 2023 ، مرت الذكرى ال 38 على إستشهاد الأستاذ العظيم صباح الجمعة 18 يناير 1985 . غادرنا بجسمه ، وبقيت معنا روحه حية ، نستلهم من ( الفكرة ) ومن ( الرسالة الثانية في الإسلام ) ... آيات لقوم يتفكرون .

    كما نحتفل هذه السنة بعيد ميلاد الأستاذ العظيم ال 114 ، فقد ولد في عام 1909 .
    ونحتفل كذلك بالذكرى ال 78 لتأسيس الحزب الجمهوري السوداني ، الذي أسسه الأستاذ العظيم في اكتوبر 1945 كحزب سياسي يدعو لإستقلال السودان والنظام الجمهوري؛ في زمن كان بعض الساسة في الأحزاب الإتحادية يعتمرون الطربوش الخديوي ، ويدعون لسودان تحت التاج المصري .
    لم يقم الحزب الجمهوري علي أساس طائفي كحزبي الامة والوطني الاتحادي ، ولا على اساس فكر مُستورد كالحزب الشيوعي وحزب الابالسة الاخونجية ، بل قام علي أساس فكر سوداني اصيل ، من عقل سوداني اصيل ، داعياً لجلاء المستعمر المصري والإنجليزي عن السودان ، وحكم السودان بواسطة الشعب ولمصلحة الشعب .
    ولأول مرة في تاريخ السودان ، تبرز دعوة لجمهورية ديمقراطية مدنية سودانية مستقلة وفدرالية ، حيث المواطنة هي المرجعية الحصرية للحقوق والواجبات ، غض النظر عن الاثنية او الدين او اللون او الجندر او الجغرافيا او الوضع الإجتماعي .
    كما نحتفل بالعيد ال 72 لإعلان الأستاذ العظيم ( الفكرة ) الجمهورية في أكتوبر عام 1951 .
    نحن نحتاج لإستلهام وإعادة بعث ( الفكرة ) الآن اكثر من أي وقت مضى ، لكسوف شمسنا ، بل غيابها ، وسقوطنا في عصر التيه والإنحطاط .
    في هذه الذكرى ، يفيدنا أن نتدبر في سيرة ومسيرة الاستاذ العظيم ، لنأخذ منها العبر والدروس .
    نستعرض في هذه الحلقة الثانية من المقالة كيف كان الاستاذ العظيم يجسد الاخلاق العظيمة .
    + كان الاستاذ العظيم يجسد الاخلاق السمحة وكريمها .
    الأخلاق هى جوهر الروح، فمن كانت أخلاقه طيبة فإن روحه تكون كذلك، ومن خبثت طويته خبثت أخلاقه.
    في هذا السياق ، قالت الآية 58 في سورة الأعراف :
    وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذْنِ رَبِّهِۦ ۖ وَٱلَّذِى خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ...
    وليس من الأخلاق فى شىء أن تطلب من الناس الالتزام بأمور لا تلزم نفسك بها فى حياتك، فالله تعالى يقول:
    «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ».
    وليس من الأخلاق أيضاً أن تزيف الواقع وتقفز على حقائقه، فتبرر الخطأ، وتتغافل عن الصواب. ليس من الأخلاق أن يختلف ظاهرك عن باطنك:
    «وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ».
    الاخلاق تفتح لنا الطريق ، وتزيل عنا الغشاوة ، وتهدينا إلى الصراط المستقيم . فقد كان الاستاذ العظيم ولا يزال مدرسة وفكرة ، نتعلم منهما الجديد المثير الخطر ، فنحصد قمحاً ووعداً وتمني .
    نعم ...أهم ما كان يميز الأستاذ العظيم هي الاخلاق السمحة النبيلة الكريمة .
    كان الاستاذ العظيم يجسد الاخلاق السمحة ، وكانها تمشي على رجلين .
    الاخلاق ، يا حبيب ، هي كل شئ ، هي المبتدأ وهي المنتهى ، هي الاول وهي الآخر . الاخلاق هي الدين ... سماوياً كان او ارضياً . لقد ارسل سبحانه وتعالى رسله بالبينات ، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليشيع كريم الاخلاق بين الناس ، حتى يقوموا بالقسط اي بالعدل في تعاملاتهم مع بعضهم البعض .
    فالدين المعاملة ، اي الاخلاق .
    جوهر الدين ، سماوياً كان ام ارضياً ، أن يثبت الاخلاق ، فيعامل الانسان اخاه الانسان بالقسط اي بالعدل ، فلا يظلمه ، بل يقول له حسناً ، ويبتسم في وجهه ، ويتصدق على المُحتاج منه ، صدقة معنوية فكرية او صدقة مادية كما كان يفعل الاستاذ العظيم .
    مدح سبحانه وتعالى رسوله الخاتم ، وإختزله في اربعة كلمات ، كما حدثتنا الآية الرابعة في سورة القلم .
    قالت :
    وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ .
    الاخلاق ... وبس .
    نشهد بأن الاستاذ العظيم مشى على درب رسول الله ، وكان للإستاذ العظيم في رسول الله أسوة حسنة ، فكانت سيرة ومسيرة الاستاذ العظيم عبارة عن إستنساخ لسيرة ومسيرة رسول الله ، كما حدثتنا الآية الثالثة في سورة الأحزاب .
    قالت :
    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا .
    قطعاً تكون يا حبيب قد سمعت احمد شوقي يختزل كل شئ في الاخلاق .
    قال :
    وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ ...
    فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا.
    نعم ... كان الاستاذ العظيم منارة اخلاقية تشع من فوق الجبل .
    ربى الاستاذ العظيم تلامذته على الاخلاق السمحة ، فتجد كل جمهوري وكل جمهورية ، وكأنه وكأنها ملاك يدب على الارض .
    هل اتاك حديث الاستاذ سعيد الطيب شايب ؟ الذي كان تلميذاً نجيباً للأستاذ العظيم ، وكانه نسخة طبق الاصل من الاستاذ العظيم في الاخلاق السمحة . ويمكنك يا حبيب ان تمد الخط على إستقامته ، فتكتشف ان كل جمهوري وكل جمهورية نسخة مُستنسخة من الأستاذ العظيم في كريم الاخلاق .
    والجواب من عنوانه كما يقول المثل السوداني ، وعنوان الفكرة الجمهورية هو الاخلاق السمحة .
    وصف الدكتور منصور خالد الاستاذ العظيم فأحسن وصفه .
    قال :
    "كان محمود محموداً في كل شئ. كان ذا عطاء فكري جم، اتفق معه الناس أم اختلفوا. وكان عامر القلب، متوقد العقل، كثير النوافل. وكان حيّياً متواضعاً، لا يحسب أن رأيه هو الأول والأخير، بل كان يهوى السجال الذكي ويدعو الناس له. وكان سمحاً لا يضغن حقداً على أحد، وزاهداً يجد العفو حتى في المال القليل الذي اكتسبه بعرق جبينه وهو يمسح الفلوات. لقاء الرأي النصيح الذي أدلى به الرجل، اُتُّهِم بالردة، وأصدَر ضده قاضي مشحون القلب بالحنق، ومحتشد العقل بالجهل، حكماً بالإعدام احتوى على جرعات كبيرة من ابتذال الدين".

    خاتمة :
    اتركك يا حبيب في وداعة الاستاذ العظيم وهو يحكي لك عن السير إلى الله في الفيديو في الرابط ادناه :

                  

01-24-2023, 09:00 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)


    أخذتم فؤادي
    عمر بن الفارض

    هو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلُ فـما اخـتارَهُ مُـضْنى بـه وله عقْلُ
    وعِـشْ خـالياً فـالحُبّ راحتُهُ عَناً وأَوّلُــهُ سُـقْـمٌ وآخـرُهُ قَـتْلُ
    ولـكنْ لـديّ الـموتُ فـيه صَبابةً حـياةٌ لـمَن أهـوى عليّ بها الفضل
    نـصحْتُك عِـلماً بالهَوَى والذي أرى مـخالَفَتي فـاختر لـنفسكَ مـا يحلو
    فـإن شـئتَ أن تحيا سعيداً فمُتْ بِهِ شـهـيداً وإلاّ فـالغرامُ لـهُ أهْـل
    فـمن لـم يـمُتْ فـي حُبّه لم يَعِشْ به ودون اجـتناءِ النّحل ما جنتِ النّحل
    تَـمَسّكْ بـأذْيالِ الهَوَى واخْلَعِ الحيا وخَـلّ سَـبيلَ الـناسكينَ وإن جَلّوا
    وقُـلْ لـقتيلِ الـحبّ وَفّـيتَ حقّه ولـلمدعي هيهاتِ ما الكَحَلُ الكَحْل
    تـعرّضَ قـومٌ لـلغرامِ وأعْـرَضوا بـجانبهم عـن صـحّتي فيه فا عتلوا
    رَضُـوا بـالأماني وابـتُلوا بحظُوظهم وخـاضوا بحار الحبّ دعوى فما ابتلّو
    فـهُمْ في السُّرى لم يَبْرَحوا من مكانهم ومـا ظَـعَنوا في السّير عنه وقد كَلّوا
    وعن مذهبي لمّا استَحَبّوا العمى على الهُـدَى حَسداً من عَنْدِ أنفسهم ضَلّوا
    أحـبّـةَ قـلـبي والـمَحَبّةُ شـافعي لـدَيكم إذا شـئْتُمْ بـها اتّصل الحبل
    عـسى عَـطْفَةٌ مـنكُمْ عـليّ بنظرةٍ فـقد تـعبَتْ بـيني وبينَكُمْ الرُّسُلُ
    أحِـبّايَ أَنـتُم أَحسَنَ الدّهرُ أم أساء فـكونوا كـما شئتمْ أنا ذلك الخِلّ
    إذا كـان حظي الهجرَ منكم ولم يكن بِـعادٌ فذاك الهجرُ عندي هو الوَصْلُ
    ومـا الـصّدّ إلاّ الوُدّ ما لم يكنْ قِلىً وأصـعبُ شيءٌ غيرَ أعراضِكم سهل
    وتـعذيبُكُمْ عـذبٌ لـدَيّ وجَورُكم عـليّ بـما يـقضي الهوى لكُمُ عدل
    وصَـبريَ صَـبْرٌ عـنكُمُ وعـليكُمُ أرى أبـداً عـندي مـرارتَه تـحْلُو
    أَخَـذتُمْ فؤادي وهوَ بَعضي فما الذي يـضُرّكُمُ لـو كـان عندكُمُ الكُلّ
    نَـأَيْتُمُ فـغيرَ الـدَّمعِ لـم أرَ وافـياً سـوى زَفْرَةٍ من حرّ نار الجوى تغلو
    فَـسُهْدِيَ حـيٌّ فـي جُـفُوني مخَلَّدٌ ونَـومي بـها مَـيْتٌ ودمعي له غُسْل
    هـوىً طَلّ ما بين الطّلولِ دمي فمن جـفوني جرى بالسفح من سَفْحِهِ وبَل
    تَـبَـالَهَ قَـومي إذ رأونـي مُـتَيّماً وقـالوا بـمن هـذا الفتى مسّه الخَبْل
    ومـاذا عـسى عنّي يُقالُ سِوى غَدا بـنُعمٍ لـه شُـغْلٌ نـعَم لي بها شُغل
    وقـال نـساءُ الـحيّ عنّا بِذِكْرِ مَنْ جَـفانا وبـعدَ الـعِزّ لَـذّ له الذّلّ
    إذا انـعَـمَتْ نُـعْمٌ عـليّ بـنظرةٍ فـلا أسعدتْ سعْدَى ولا أجملتْ جُمل
    وقـد صَـدِئَتْ عـيني برُؤية غيرها ولَـثمُ جـفوني تُـرْبَها للصَّدا يجلو
    وقـد عَـلِمُوا انّـي قـتيلُ لِحاظِها فـإنّ لـها فـي كـلّ جارحةٍ نصْل
    حَـديثي قَـديمٌ فـي هـواها وما لَهُ كـما عـلِمتْ بَـعْدٌ وليس لها قبل
    ومـا لـيَ مِـثلٌ فـي غرامي بها كما غَـدَتْ فـتْنةً فـي حُسْنِها ما لها مِثل
    حـرامٌ شِـفا سُقْمِي لديها رضيتُ ما بـه قـسمَتْ لي في الهوى ودمي حِلّ
    فـحالي وإن سـاءتْ فقد حَسُنَتْ به ومـا حـطّ قدري في هواها به أعْلو
    وعُـنوانُ مـا فـيها لـقيتُ وما بهِ شَـقَيْتُ وفي قولي اختَصَرْتُ ولم أغل
    خَـفيتُ ضـنىً حتى لقد ضلّ عائدي وكـيف تَـرَى العُوّادُ من لا له ظِلّ
    ولـي هـمّةٌ تـعلو إذا مـا ذكَـرْتُها وروحٌ بِـذِكْراها إذا رَخُـصَتْ تغلو
    جَـرَى حُـبّها مجرَى دمي في مفاصِلي فـأصبَحَ لـي عن كلّ شُغْلٍ بها شغل
    فـنافِس ببَذْلِ النّفسِ فيها أخا الهوى فـإن قَـبِلَتْهَا مـنكَ يا حبّذا البذل
    فـمَنْ لـم يـجُدْ في حُبّ نُعمٍ بنفسِهِ ولـو جـاد بالدّنيا إليه انتهى البُخل
    ولَــولا مـراعاةُ الـصّيانة غَـيْرَةً ولَـو كَـثُروا أهـلُ الصّبابة أو قلّوا
    لـقُـلْتُ لـعُشّاقِ الـملاحةِ أقـبِلوا إلـيها عـلى رأيي وعن غيرها ولّوا
    وإن ذُكـرَتْ يـوماً فخُرّوا لذِكرها سجوداً وإن لاحت الى وجهها صَلّوا
    وفـي حُـبّها بِـعْتُ السعادةَ بالشّقا ضـلالاً وعـقلي عن هُدايَ به عقل
    وقُـلْتُ لـرُشْدِي والتنَسّكِ والتُّقى تَـخَلُّوا ومـا بيني وبين الهوى خَلّوا
    وفـرّغتُ قـلبي عن وجوديَ مُخلِصاً لَـعَلّيَ فـي شُـغلي بـها مَعها أخلو
    ومِـنْ أجـلِها أسـعى لمَنْ بينَنَا سعى وأعـدو ولا أعـدو لـمَنْ دَأْبُهُ العَذْل
    فـأرتـاحُ لـلواشينَ بَـيني وبـينَها لـتَعلَمَ مـا ألـقَى وما عندها جَهل
    وأصـبوا إلـى الـعُذّال حُبّاً لذِكْرِهَا كـأنهمُ مـابيننا فـي الـهوي رُسل
    فـان حـدثواعنها فـكلي مـسامع وكُـلّي إن حـدّثتُهم ألـسُنٌ تَـتلو
    تـخـالفَتِ الأقـوالُ فـينا تـبايُناً بـرَحْمِ ظـنونٍ بـيننا مـا لها أصل
    فـشَنّعَ قـومٌ بـالوِصال ولـم تصِلْ وارْجَـفَ بـالسّلوَانِ قـومٌ ولم أسل
    فـما صـدَقَ التشنيعُ عنها لِشقوتي وقـد كذبت عنّي الأراجيف والنقل
    وكـيفَ أُرَجّي وصْلَ مَنْ لو تصوّرَتْ حِـماها المُنى وهْماً لضاقت بها السُّبل
    وإن وعـدَتْ لـم يلحَقِ الفعلُ قولَها وإن أوْعـدَتْ بـالقولِ يسبقُهُ الفعل
    عِـديني بـوَصْلٍ وامْـطُلِي بـنَجَازِهِ فـعِندي إذا صح الهوى حَسُنَ المطل
    وحُـرْمَةِ عـهدٍ بـينَنا عـنه لم أحُلْ وعَـقْدٍ بـأيْدٍ بـينَنا مـا لـه حَلُّ
    لأنتِ على غيظِ النّوى ورِضى الهوى لـدَيّ وقـلبي سـاعةً منكِ ما يخلو
    تُـرَى مُـقْلَتي يـوماً تَرَى مَن أُحِبّهمْ ويَـعْتِبُنِي دهـري ويـجتمع الشّمل
    ومـا بـرِحوا مـعنىً أراهُمْ معي فإن نـأوا صورةً في الذّهْنِ قام لهُمْ شكل
    فـهم نَصْبُ عيني ظاهراً حيثُما سرَوا وهُـم فـي فـؤادي باطناً أينما حلّوا
    لـهُمْ أبـداً مـني حُـنُوٌّ وإن جَفَوا ولـي أبـداً مَـيْلٌ إلَـيْهِمْ وإن مَلّوا

                  

01-24-2023, 09:40 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)



    جزء كبير من القصيدة أنشد في الذكرى التاسعة عشر يناير 2004 في مدينة آيوا بالولايات المتحدة وأذكر من ضيوف الجلسة الأخت راوية العباسي والأختين هالة قوتة ويمنى قوتة. وأذكر أن الأخت تماضر شيخ الدين قد كتبت عن انطباعات رراوية معها بالتلفون. سأحاول البحث عن البوست في الإرشيف أو مكتبة تماضر.
    وجدت البوست.
    كان اتصافت النيه...تلفون راويه..بشيل..ميهكان اتصافت النيه...تلفون راويه..بشيل..ميه

    Quote: راويه: تماضر ازيك..

    انتى عارفه معاى منو؟؟ كلهم دايرين يتكلموا معاك
    انا: انتى فى ايوا صاح؟؟ معاك منو؟؟
    اسمعى اسمعى الغنيه دى..سامعه

    ده الانشاد توزيع الموصلى..
    معاى :


    الموصلى

    ما معقول؟؟

    هالة قوته

    السمح مقوتا؟؟

    يمنى قوته
    البت الفالحه الناجحه؟؟

    حيدر بدوى صادق
    الاستاذ الكبير؟

    ابومهيار
    دة نديدى..؟

    وقصى.ود اخوك ...(ياهو زاتو)

    هاك اتكلمى..
    معاهم

    وانا بين "oh my god"..

    وشوف بالله

    وكيف عاملين..

    وبا بغر..

    _ البورد فيه شنو الليله، قالتها اكثرهن حبا للشمار..ولا داعى بشيب الحال..

    الليله ..؟؟

    خليه ده موضوع طويل..

    (


    عرفت انهم ماشين على المعرض..

    يحتوى على ملصقات..
    لوحات الفنان خلف الله عبود من عمان..
    بوسترات .. لمحات من حياة الاستاذ محمود محمد طه..مقولاته كتبه..
    صور..

    اصدارات وترجمات..
    وما كتبه عنه..المفكرون خارج السودان..

    من بينهم جون فوول

    وعبد اله ايزيس اول جمهورى امريكى

    بعدها ندوه يتحدث فيها النور حمد..
    اسماء محمود

    وانشاد..توزيع الموصلى..

    تحدثت مع كل منهم..

    كل .. اسعدتنى محادثته..

    واختتم..حلو الحديث..قصى ود اخوى..

    اسمعى..سافرا عليك ما قاله هنا عن المراه:

    هذا باب المراه

    وهو باب تحب ان يدخله الداخلون سجدا،
    ذلك لانه يعالج شانا هو اخطر شئون الارض على الاطلاق، وهو المراه.

    المراه فى الارض كالقلب فى الجسد..)

    خلاص..حنقطع المحادثة ..بنضرب ليك تانى..مع السلامه.. يا نديدنى..الخيانه شنو ؟ ..

    ما تنسى الشمار..

    وانتهت المكالمه..

    وجئتكم بالشمار..الصحفى..

    اعرف ناس ايوا .. انهم يجيدون الاحتفال.

                  

01-24-2023, 11:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    بوست راوية العباسي

    فى حضره من اهوىفى حضره من اهوى
    Quote:
    بعد حضورى من ايوه اردت ان اكتب انطباعاتى و مشاهداتى عن الرحله لكن هى الظروف.
    اولا التفكير فى الرحله نبع اساسا من ان حاجتى للتغير بعد الحادث(الله لا عادو)- وقد اتفقت معى هاله فى ذلك- ضروريه نسبه للحاله النفسيه السيئه التى كنت امر بها
    ووجدتها فرصه سانحه لانه فىذلك الاسبوع الاجازه الاسبوعيه ثلاثه ايام
    ولان هاله ويمنى قررتا الذهاب وهذه فرصه جميله لمقابلتهن
    والمناسبه نفسها جليله
    والاهم ثم الاهم لانى ساحظى بسياحه روحيه فى حضره من اهوى..

    لمعرفتى بالاخوه/ت الجمهوريين وانشادهم العرفانى الجميل


    عندما وصلت مطار(سيدر ربيد) كان في انتظاري الاخت نزيهه محمد الحسن وعلى محمد على مالك واربعه مكالمات من اسماء محمود محمد طه متتبعه لخطواتى الا ان وصلت سالمه لمنزلها العامر
    شخصيه اكثر من رائعه هذه الاسماء هادئه تتحدث بصوت هادي وخفيض انيقه وبسيطه في غير تكلف يظهر هذا من خلال ديكور منزلها الهادئ ذو الالوان المريحه وقطع الاثاث الجميله جدا في بساطه واختيار ملابسها البسيطه في حشمه وزوق
    كل شئ كان مرتب وبنظام عرضت على البرنامج بعد الترحيب الحار جدا كانها تعرفنى منذ الازل ولم احتاج لتعريف نفسي لها انا اعرفها بالشكل فقد حضرت لها ركن نقاش في الجامعه (النشاط)
    قامت بتحضير وجبه ساخنه (كنت احتاجها فعلا فى تلك اللحظه)و عندما هممنا بالجلوس على السفره رن جرس هاتفي وكانت المتحدثه تماضر (القلوب عند بعضها) لتشكرني على شئ انا اعتبره حقها علينا وكانت مفاجاه لها عندما اخبرتها اني في ايوا سيتي ولم تصدق(لم اخبر احد في البورد غير ساره العباسي لتخبر الحاجه و دكتور حيدر بدوي الذي تابع معي وزوجته قطع التذكره والاعداد للسفر وبالقطع هاله ويمنى قوته)
    عندها اعطيت التلفون لاسماء لتتحدث مع تماضر فرحبت بها وتحدثتا طويلا
    حسب البرنامج كان المفروض ان نتوجه بعد ذلك الى مكان الاحتفال للتعارف ولحضور البروفات على الانشاد بدا القلق على بنات قوته يساورني وفي نفس اللحظه قالت لي اسماء - انا بديت اقلق على البنات ديل عشان سايقين براهم وحسب كلامهم المفروض يكونوا هنا من ربع ساعه- وفي تلك الحظه رن جرس التلفون وكانت يمنى هي من يتحدث فرفعت اسماء صوتها لتسمعنى اهلا يا يمنى انتو وين
    بعد عشره دقائق بالظبط قضيتها متوتره جدا دخلن بنات قوته
    ودي براها حكايه

    اواصل


    Quote: العزيز عادل
    السياحه الروحيه التى قصدتها هنا هى الانشاد وذكر الله والاخيره دى هى ما كنت احتاجه- الا بذكر الله تطمئن القلوب.
    وذي ماذكر الحبيب خالد الحاج وقال راويه بعد عودتها من الحج انا فعلا بعتبر نفسي حجيت لان الحج لغه هو ان تشد الرحال الى عظيم ومن اسباب سفرى هى الذهاب للاستماع ومناجاه الذى ليس كمثله شئ وهو العلى العظيم. ومدح ومناجاه ام المؤمنين خديجه


    Quote:
    Rawia.

    Quote: قامت بتحضير وجبه ساخنه (كنت احتاجها فعلا فى تلك اللحظه)



    أكلتي شنوا؟

    دينق


    [الراحل المقيم خالد الحاج كتب]
    Quote: وأنا متابع وما مندهش..
    يمكن لمعرفتي بطبيعة الجو الكنتي فيهو..
    كم تمنيت أكون هناك..
    وواصلي وقطع شك راجع تاني..


    Quote: دينق العزيز
    كل عيد حب وانت طيب واسرتك والحواليك

    فى منزل اسماء ودكتور النور العامر دائما
    وهذه الوجبه بالتحديد كانت
    لحمه محمره
    فراخ(دجاج)
    سجق بلدي
    ارز
    طبيخ باميه
    سلطه خضراء
    وسلطه اسود (مــــــــا حصلت)
    والاهم
    عصيده وملاح روب وملاح تقليه
    وكانت كميات الاكل تجاريه فقد علمت من مضيفتى انه يتم تقسيم الزوار
    على ثلاثه منازل,منزل للرجال, واخر للنساء ,واخر للاسر التى تريد ان تكون مع بعضها دون تقسيم
    وكنا من الذين اسعدهم الحظ ان تكون مضيفتنا هى اسماء وفى منزل دكتور النور الذى رحل من منزله( لمنزل الرجال) وكانت معنا نزيهه محمد الحسن وهديه زوجه اسماعيل (عم اسامه الخاتم)




    Quote: لاخت راوية:
    عاطر التحايا والتهانى واقول ليك اصطدتى عدة طيور بحجر واحد..
    الاصدقاءومتعتهم.
    الجمهوريين والتحليق معهم في سماوات الصوفية والانشاد العرفانى والخ...
    ولاية ايوا بما فيها ومن فيها..
    ودمتى...


    Quote: الحمد لله..الحمد لله..الحمدلله..نسمع الباقي إذا أمكنت الظروف.. نقرأه بلونك ومن زاويتك.....أما نحن فبمجرد أن نكون مع بعض.تذهب عنا كل هموم الدنيا بجميع تصانيفها..والعتيد والملازم منها..شي إلهي خلاق..أما انت فقد ساقتك المشيئة التي تحبك وحبتك يد القدرة بهذه الوجبة الروحية الدسمة في حضرة من تهوي..
    أخوك صديق عبد الله منصوري


    Quote: بنات قوته (Re: Rawia)



    تبعد مدينه (بيوريا ) عن ايوا سيتى حوالى 159ميل بعد عده مشاورات وعده مقترحات منها تاجير سياره او استلاف سياره حسام الجديده ام التوكل على الله وقياده عزيزه اللذيذه قررن بنات قوته قياده عزيزه اللذيذه
    كان الاتفاق على التحرك بعد عوده هاله من العمل وفعلا بعد ان قامت يمنى بتجهيز كل شئ فى غياب هاله تم التحرك فى تمام الساعه الرابعه عصرا
    االتاخير بسبب لبس وتشابه فى العنوان بعد وصولهن الى ايوا -هناك عنوان مشابه لعنوان منزل السيده اسماء ودكتور النور يبعد شارعين- ولان بنات قوته اعتمدن تماما لاستخراج الوصف من الانترنت دون السؤال
    سمعنا صوت عربه تقف بالباب فوقفت اسماء متحفزه (ديل هم) اما انا فكان قلبى يضرب بشده ولم ادر اذا كنت جالسه على الصوفه ام واقفه على قدمى
    هاله مربوعه احسست اننى اعرفها من سنين(يمكن عشان بنتكلم مع بعض الليل كله) تحس انك تعرفها شخص يعمل معك فى نفس المكتب او فرد من افراد اسرتك (زول متعود شديد عليه) مهذبه جدا جدا جدا عندما تتحدث الى اي شخص رجل كان ام امراءه لاترفع عينها عن الارض تادبا وتواضعا واثقه من نفسها وجريئه فى غير اسفاف
    يمنى عاده حينما اتصل وترفع السماعه يمنى فاننى اسالها عن احوالها واحوال دراستها واسرع بالسؤال عن هاله(بختصرها ببساطه) لعلمى انها صغيره فى السن وكنت احس ان هناك(generations-gab) لكن عند مقابلتى لها فيمكننى ان اقول انها ست البنات لى حدهم طويله طول مميز مرحه جدا وصاحبه نكته ومهذبه (انا البنات ديل عقدونى بى تهذيبهم ) لم تنس ان تحضر لى معها البوم العائله والبومها الخاص الذى يضم صورهم منذ الطفوله لتعرفتى باسرتها اعجبتنى هذه اللفته جدا واعجبنى ايضا انها احضرت لى كتاب عن الطرق الصوفيه اما هاله فقد احضرت لى- بجانب الهدايا- الكركدي والشطه والقرض
    انا ويمنى ببساطه بقينا اصحاب


    اواصل


    [هناك كثير من مشاركات البورداب بما فيهم شخصي الضعيف. أقروها براكم في الرابط الفوق]

    Quote: فى اثناء تناول بنات قوته الطعام وذلك بعد الترحيب الحار ودفق المشاعر والحميميه التى كانت تلف المكان وبوجود امى امنه هذه السيده العظيمه التى تمنحك هذا االدفء والحنان ونظراتها التى شعرتنى انى اكتر من مرحب بى فى هذا المكان وبعد ان اسررت لهاله( فى الخباثه) ان هناك عصيده وان تركز جهودها فى هذا الاتجاه قمنا انا واسماء بتشطيب المواعين فى المطبخ و نزيهه بمساعده وتجهيز امى امنه للخروج . حضرت لمياء يوسف لطفى لتوصيل عمتها واسماء ونزيهه لمكان الاحتفال وركبنا انا وهاله ويمنى عربه هاله وكان الاتفاق ان نتبعهم للقاعه
    فى الطريق اتفقنا ان نحفظ العلامات فى الشارع ليسهل لنا الحركه بعد ذلك بمفردنا وعندما ابديت دهشتى بصغر مدينه ايوا اكدن بنات قوته ان بيوريا فى مساحه شارعين فقط من شوارع ايوا نسيت ان اذكر ان الجو كان اكثر اعتدالا من مدينتى الجبليه الشماليه والتى تعتبر من اكبر المدن الصغيره فى امريكا . اما عن ايوا فهيى مدينه صغيره هادئه كمعظم المدن الامريكه ذات شوارع واسعه مسطحه ومستويه ولا ادرى لماذا تذكرت حنتوب الجميله
    المشوار استغرق حوالى عشر دقائق بعدها لم تجد هاله صعوبه فى وجود مكان للسياره امام مبنى واضح عليه انه جزء من مبانى الجامعه ومخصص للاحتفالات مكون من عده طوابق وعندما دخلنا للمبنى و
    وبالتحديد فى الطابق الثالث وجدناهم فى استراحه وكانوا منتشرين فى الصاله الخارجيه لم يقم اى شخص بعمليه التعارف وانما وجدنا نفسنا فى حاله سلام وود وطبعا من اول لمحه تعرفنا على دكتور حيدر وحينما التفت ناحيه اليسار وجدت الموصلى الذى لم اره منذ1996 وكانت لحظات لا استطيع صراحه وصفها وكل حروف الدنيا مجتمعه تعجز عن ذلك ودخلنا القاعه لنجد دكتور النور حمد وعمر الهواري وفاطمه يوسف ابنه يوسف لطفى شقيق امى امنه وبناته لمياء التى وصلت معنا ونفيسه ونجلاء وهنادى
    كذلك حنان ابوبكر اللطيفه والتى عرفت نفسها انها بنت خاله الجندريه وزوجها ابو بكر كما تشرفنا بمعرفه نوال عوض لطفى وزوجها كابتن طيار التجانى صديق وشقيقته ساميه صديق زوجه محمد على مالك ووالده على محمد على الذى قابلنى فى المطار واستاذ الريح وزوجته هدى عثمان واسماعيل عم اسامه الخاتم وزوجته هديه و سميه امين وزوجها
    وعفاف التجانى
    كذلك هناء على يس زوجه الغالى صديق وندى عثمان واسماء مجذوب زوجه دكتور حيدر واميره خلف الله زوجه عمر هواري وشرفنا بمعرفه الاخوات المنشدات لهن منى تحيه خالصه وود
    محاسن محمد خير زوجه دكتور الحاج وفردوس زوجه الاخ مهنا ونور الهدى شقيقتها زوجه المنشد الجمهورى المخضرم كرومه وسميه عبد القادر
    كما تشرفنا بمعرفه هنادى الشاذلى ورحاب التجانى ومتوكل الحسين عم بنت الحسين ونوال ميرغنى زوجه عمها التى كانت مكفله بتوفير رعايه للاطفال فى اثناء الاحتفال وكانت مميزه بشياكه ظاهره وكان هناك ضيوف من مناطق اخرى

    وحينما جلسنا وقبل ان يبدا الانشاد اشارت لى هاله ابو مهيار ابو مهيار و قابلنا اسامه عبد الجليل وزوجته فاطمه السمحه ويا الجندريه انابحسدك عديل فى اخوك واسامه عبد الجليل انسان يتشرف المرء بمعرفته

    اهل ايوا عذرا لكل من فاتنى ذكره وسوف تقوم هاله بالازم
    اواصل

                  

01-24-2023, 11:30 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    ***


    Quote: الثلث سبل.. الأستاذة محاسن محمد خير
    Yasir Elmalih
    15.500 Abonnenten
    Analysen
    Video bearbeiten
    4.058 Aufrufe 17.02.2014
    أيوا سيتي أواخر عام 2013
                  

01-25-2023, 04:32 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36971

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما ط� (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: نظرية المعرفة في الفكرة الجمهورية السودانية


    عادل الامين


    الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 11:19
    المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان

    https://www.0zz0.com

    قائمة على النص القراني من سورة الروم قال الله تعالى ((وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) صدق الله العظيم
    إن البيئة التي نعيش فيها إذن إنما هي بيئة روحية، ذات مظهر مادي.. و هذه الحقيقة ستحدث ثورة في مناهج التعليم الحاضرة، التي ظهر قصورها، و إليها يرجع فساد الحكم، و قصور الحكام، و المحكومين .. ما هي الروح؟؟ هي الجسد الحى الذي لا يموت!! و في المرحلة ،قبل ظهور الجسد الحي، الذي لا يموت، فان الروح هي الطرف اللطيف من الجسد الحاضر - الروح هي العقل المتخلص من أوهام الحواس، ومن أوهام العقل البدائي الساذج .. الروح هي العقل المتحرر من سلطان الرغبة - الهوى .. ونحن لا نصل إلى الروح إلا بالإيمان، و بتهذيب الفكر، ومن أجل ذلك قال النبي الكريم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به..)) و ما جاء به هو الشريعة، والطريقة، والحقيقة .. هذا شرط أول الطريق..
    "15"
    يسمي كارل ماركس اشتراكيته: الاشتراكية العلمية .. في حين يسمي اشتراكية روبرت أوين: الاشتراكية المثالية.. و الناس يتحدثون، في الوقت الحاضر، عن العلمية بتأثر كبير برأى كارل ماركس عن اشتراكيته، ولكنهم غير دقيقين في هذه التسمية .. اشتراكية ماركس علمانية، و ليست علمية .. و كذلك كل ما يتحدث عنه الناس الآن، إنما هو علماني، وليس علميا .. الفرق بين العلمية، والعلمانية، أن العلمانية علم ناقص .. و تجيء العبارة عنه في القرآن: ((وعد الله ، لا يخلف الله وعده، و لكن اكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم، عن الآخرة، هم غافلون!!)) سماه، ونفي عنه، أنه علم .. قال ((لا يعلمون)) ثم قال ((يعلمون ظاهرا)) .. وهذا الظاهر إنما هو المادة كما تتبادر إلى حواسنا .. العلمانية تتعلق بالحياة الدنيا - الحياة السفلى - حياة الحيوان، وتغفل عن الحياة الأخرى .. الحياة العليا، وهي حياة الإنسان .. كارل ماركس ينكر الغيب، و ينكر الحياة الأخرى، وتتعلق اشتراكيته بالسعي في الحياة الدنيا، وفي، ظاهرها، و من ثم فهو علماني، و ليس عالما .. العالم هو الذي ينسق بين الحياة الدنيا، و الحياة الأخرى، على غرار العبارة النبوية: ((الدنيا مطية الآخرة)) .. العالم ذكي، والعلماني شاطر.. و الفرق بين الذكي والشاطر أن الذكي يملك ميزان القيمة، و يقيم الوزن بالقسط .. و الشاطر لا يملك هذا الميزان، فهو يخبط كحاطب ليل .. الذكي يعرف الوسائل و الغايات، و ينسق بينها، فلا يصرف، في سبيل الوسيلة، من الجهد، ما ينبغي أن يصرف في تحصيل الغاية .. والشاطر قد يفني حياته في سبيل الوسيلة، لأنه لا يملك التمييز الدقيق بين الوسائل، والغايات.. الدنيا وسيلة الآخرة، فيجب أن تنظم بذكاء، و بعلمية لتتأدى إلى الغاية المرجوة منها.. و لا يستطيع ذلك العلمانيون وإنما يستطيعه العلماء..

    "16"
    الحضارة الغربية الحاضرة بشقيها - الاشتراكي والرأسمالي - إنما هي حضارة مادية – قيمة الإنسان فيها مهدرة، وقيمة الحطام مرتفعة.. هي حضارة، و ليست مدنية.. هي حضارة التكنولوجيا الهائلة، والآلات الرهيبة، ولكن الإنسان فيها ليس سيد الآلة .. لقد نمت التكنولوجيا الثروة بصورة خيالية، و لكن، لغياب القيمة، لم يكن هناك عدل في توزيع الثروة، و إنما انحصـرت في أيدي القلة، وأصبح الفقر نصيب الكثرة، فذهل الغني، بالغنى، عن إنسانيته، كما شُغل الفقير، بالفقر، عن إنسانيته، فانهزم الإنسان، في هذه الحضارة المادية، الآلية الهائلة، المذهلة.. لقد وصلت هذه الحضارة إلى نهاية تطورها، ووقف طلائعها في نهاية الطريق المقفول - طريق المادية الخالية من الروحية.. ولابد للبشرية التي سارت في هذا الطريق العلماني حتى بلغت نهايته من أن تعود لتدخل من جديد، في الطريق العلمي ..
    "17"
    من الأمم الإسلامية أمم متقدمة، بمقاس الوقت الحاضر، فدخلت خلف طلائع الحضارة الغربية في هذا الطريق العلماني، و قطعت فيه شوطا، به اعتبرت متقدمة، في الوقت الحاضر.. و من الأمم الإسلامية أمم متخلفة، بمقاس الوقت الحاضر، فلم تصل حتى إلى مفترق الطريقين - الطريق العلمي والطريق العلماني - هي بذلك اعتبرت متخلفة .. أما نحن السودانيين، فإننا، بفضل الله علينا، نقف اليوم في مفترق الطريقين .. لقد دخل بعضنا في طريق الحضارة الغربية الحاضرة، تبعا لطلائـع هذه الحضارة، و لكنه لم يوغل، و لم يبعد عن مفترق الطريقين .. أما الشعب فانه بفضل الله علينا، وعلى الناس، يقف عند مفترق الطريقين، تماما، محتفظا بأصائل طبائعه التي قد قدها الله تعالى له من شريحة الدين.. أما نحن الجمهوريين، فبفضل الله علينا، و على الناس، قد امتد بصرنا حتى رأينا قافلة البشرية الحاضرة، و هي تقف حائرة، عند نهاية طريق العلمانية المسدود، وأصبح واضحا عندنا، أن علينا لأن ندخل بشعبنا طريق العلمية حتى نكون للبشرية - قل للإنسانية - طليعة جديدة .. طريق العلمية طريق مفتوح على الإطلاق، و سير الإنسانية فيه سير سرمدي .. فهو يحقق فيه، كل حين، قدرا من إنسانيته، ومن كرامته، ومن عزه، ومن كماله.. و ليست لكمال الإنسان نهاية، لأن نهايته عند الله ((وأن إلى ربك المنتهى)) ولا منتهى لكمال الله تبارك و تعالي.
    "18"
    إن العلمية لا تستغني عن العلمانية، وإنما تضعها في موضعها، و هو موضع الوسيلة من الغاية، على غرار ((لدنيا مطية الآخرة)) .. فمن استغنى بالدنيا عن الآخرة، فقد ضل ضلالا بعيدا .. ومن حاول أن يطلب الآخرة بدون الدنيا فقد ضل .. والقصد القويم هو أن تأخذ من دنياك زاد الراكب، إلى أخراك .. هذا هو المقصود بقولنا إن العلمية لا تستغني عن العلمانية .. الحضارة العلمانية، المادية الآلية، الحاضرة، حضارة عملاقة، و لكنها بلا روح، فهي تحتاج إلى مدنية جديدة تنفخ فيها هذا الروح، وتوجهها الوجهة الجديدة، التي تجعلها مطية للإنسان بها يحقق إنسانيته، وكماله.. وهذا ما علينا أن نقدمه نحن من الاسلام.. إن الطريق العلمي الجديد الذي على الشعب السوداني أن يدخله منذ اليوم، هاديه كتاب الأجيال - القرآن - و دليله محمد، النبي الأمي، الذي جسد القرآن، في اللحم و الدم .. فمعرفة الأكوان - العلمانية - ومعرفة الله - العلمية - يجب التنسيق بينهما بعلم، لان الأكوان إنما هي مطية الإنسان، في سيره إلى الله .. يقول تعالي: ((سنريهم آياتنا في الآفاق، و في أنفسهم، حتى يتبين لهم: أنه الحق.. أو لم يكف بربك ، انه على كل شيء شهيد؟؟)). ويقول: ((خلقت الأكوان للإنسان، وخلقت الإنسان لي)). و هذا هو معنى قوله تعالي: ((ما وسعني أرضي، ولا سمائي، وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن!!)).
    "19"
    علينا أن نعلم أنفسنا! و أن نعلم شعبنا، وأن نعيد تعليم المتعلمين منا، من جديد، فنخرجهم من الطريق العلماني، إلى الطريق العلمي.. إن علينا لأن ننشئ التربية، و التعليم .. فأما التربية فببعث سنة النبي فينا معاشة .. و هي معنى "العدل": العدل بين العبد و الرب، و العدل بين العبد ونفسه، والعدل بين العبد وأهله، والعدل بين العبد والناس، والعدل بين الناس.. و هذا كله وارد في الكتب الجمهورية – "طريق محمد" و "أدب السالك في طريق محمد" و"الرسالة الثانية من الإسلام" و"رسالة الصلاة" و"تعلموا كيف تصلون" الخ، الخ .. وسيكون مجال التربية التعليم الرسمي، في المدارس، والمنابر الحرة، في كل ميادين القرى، المدن، ومنابر المساجد، و منابر المدارس، والمعاهد، والجامعات، و كل مجاميع الشعب .. و أما التعليم الرسمي سيكون مجاله المدارس، و المعاهد، والجامعات، هو تعليم يقوم على العلم المادي التجريبي، حتى يتقن المواطن، والمواطنة، المقدرة على تصميم الآلة، وصنعها، واستعمالها، و صيانتها، لكي يكون نافعا لمجتمعه بتسخير العالم المادي لخدمته .. لقد قلنا إن العلم المادي، و العلم الروحي، قد اتفقا على وحدة الوجود، و ذلك يعني أن بيئتنا التي ظللنا نحاول التعرف عليها في الآماد السحيقة بوسيلة العلم المادي، والعلم الروحي، قد ظهرت لنا على حقيقتها، بفضل الله علينا، ثم بفضل هذين العلمين.. إن علينا لان نعيد توجيه برامج تعليمنا حتى يجد الفرد منا المقدرة على المواءمة بين حياته وبيئته هذه الجديدة، ولما كانت هذه البيئة الجديدة، إنما هي بيئة روحية، ذات مظهر مادي، كما سبق أن قررنا، أصبح على الحى أن يعلم مظهرها ومخبرها - خصائصها و كنهها - وهذا ما يوجب تعلم العلم المادي، التجريبي، والعلم الروحي، كليهما، لكي يتم تواؤم الحى مع بيئته هذه القديمة، الجديدة..
    ****
    المفكر السوداني الراحل محمود محمد طه (كتاب ديباجة الدستور 1984)

    سلام اخونا ياسر
    ,واتخيل 18 يناير2023 تمر وبرضو التعتيم الاعلامي المشين وعلماء التدليك الروحي ينعقون في فضائيات السودان البلد الذى خبث
    وفضائية المعارضة سودان بكرة نفسها تعرض الفكرة كشيء هامشي وتمارس مللها المزمن على حساب الشباب والشعب السوداني
    السيد حسين بدر الدين الحوثي في اليمن درس في السودان وتاثر على ما يبدو بالفكرة بطريقة الملازم الكتب والتسجيلات الصوتية
    والمرئية وتوفي 2002وعندما وصل انصار الله السلطة في اليمن اسسو 10 فضائيات و15 اذاعة fm متخصصة تعرض افكاره وتعرف به كل الشعب
    اليمني والعالم الان ورغم التشويش الخليجي والمصري ودول السيرك الامريكي
    وقامو بجهد جبار زي القامو بيه الجمهوريين في يوتويب وموقع الفكرة بعرض برنامجه للشعب اليمني والان كل العالم
    يسمعون ما قاله االراحل 2002
    ونحن في السودان لحدي هسة لا فضائية محترمة ولا اذاعة محترمة متوفرة لعرض افكار الاستاذ محمود الجبارة لتعمل زلزال في العالم
    مشكلة الفكرة الجمهورية والسودان والثورة السودانية هي الاعلام زي ما قال د النور حمد


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de