فليتق الله .. الذين يلصقون وينشرون ويشيعون أن هناك ساعة استجابة واحدة وهي في يوم الجمعة لقد ضيقتم واسعا ساعة استجابة واحدة؟؟ !!! وفي يوم واحد ؟؟ هذه والله عقيدة فاسدة الجمعة بها ٢٤ ساعة استجابة يعني ١٤٤٠ دقيقة استجابة في اليوم الواحد وهذا في كل الأيام يعني ربنا سبحانه أبوابه فاتحة: ٢٤/٧ في السوشال ميديا هناك من يكررون تذكير الناس بالدعاء هذا أمر جيد شيء رائع بالفعل لكن لا تنقض غزلك بتحديد وقت معين. يمكنك أن تذكّر الناس بانه من الأفضل أن تشغل الوقت مثلا بين الأذان والإقامة بالدعاء لغاية هنا .. هذا جيد لكن لا تقل: 《لأن هذا وقت استجابة》 بما يعني مباشرة أن الأوقات الاخري ليست أوقات إجابة سبحان الله وتعالي عن ذلك.
يقول بعض البلهاء: إنما هو "تشجيع" .. حتي يجتهد الناس في الدعاء ونرد عليهم: أفبالباطل يكون التشجيع ؟؟!! هل نقر ونؤيد سخف (الكرامية) ؟؟!! الرسول الكريم يحدث الناس ليبين لهم ما انزله الله وقد حذر تحذيرا شديدا أن يتقول أحد باسمه وبيّن ان جزاء ذلك النار ولكن ذلك لم يمنع البعض من الكذب علي الرسول ووضع وتلفيق الاحاديث وللأسف من هؤلاء الوضاعين بعض المسلمين ومنهم هذه الطائفة المعروفة باسم (الكرامية) من أشهرهم نوح ابن ابي مريم القرشي الملقب بنوح الجامع وهو الذي وضع احاديث فضائل السور سورة سورة، فلما سُئل، قال: "إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه ابي حنيفة ومغازي محمد بن اسحاق فوضعت هذا حِسبةً" (يعني يحتسب الأجر) !! واستدلوا على باطلهم هذا بزيادة مكذوبة في حديث (من كذب علي متعمدا) وهي: (ليضل الناس) فقالوا : من كذب لأجل ترغيب الناس في الخير او تحذيرهم من الشر لم يكن مضلا للناس !! ومن ذلك - مثلا - ترغيب الناس في الإجتهاد في العبادة في أواخر رمضان بادّعاء أن ليلة القدر تتكرر كل عام !! [عالجنا الموضوع في مقال سابق] والمشكلة أن التشجيع المنشود نفسه له آثار عكسية فتخصيص ثلث اليل والجمعة وآخر رمضان -مثلا- بأنها أوقات إجابة يزهد الناس في الدعاء في غير تلك الأوقات.
المشكلة يا اخوتي متعلقة بالداعي وليس بالمجيب؛ بالشخص الذي يدعو، وبدعائه الذي يدعو به. المجيب قال أنا أجيب وقال إني قريب ولم يحدد وقتا {أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ}
اذا دعا شخص ربه لمرة واحدة وانصرف فاستجيب دعائه فهذا ليس لأن دعائه صادف ساعة استجابة !! واذا ظل شخص يدعو طوال يوم الجمعة ولم يستجب له فالمشكلة عنده .. في دعائه وليس لأن باب الإجابة لم يفتح !! ثم أن الأفضل أن يدعو العبد ولو خمسة دقائق كل يوم مما يدعو ٣ ساعات يوم الجمعة ويترك الدعاء بقية الأيام لأن الدعاء عبادة وخير العمل ادومه وإن قل لأنك عندما تدعو ربنا كل يوم أنت تعترف وتستيقن أن ربنا هو مركز الإمداد الرئيسي وكل الأشياء إنما تأتي منه وليس لك مصدر غيره والحمد لله الحمد لله أن ربنا يعطينا ما نحن فعلا محتاجين إليه وليس بالضرورة ما نطلبه نحن فنحن دائما نطلب الأشياء الكبيرة ونترك الأشياء الاخري فنحن ننسي طلب الخبز والدقيق والدواء والسكر والشاي واللبن ...الخ وهي أشياء ضرورية. فإذن كل ما علينا هو أن نطلب حاجتنا ثم الله يعطينا ما يشاء ويمنعنا ما يشاء وهذا ربما في مصلحتنا
جاء في 《الجامع الصغير》 للسيوطي - (ليسألَ أحدُكمْ ربَّه حاجتَهُ، حتى يسألَهُ الملحُ، و حتى يسألَهُ شسعَهُ)
وفي رواية اخري بصحيح ابن حبان: (لِيسأَلْ أحَدُكم ربَّه حاجتَه كلَّها حتّى شِسْعَ نَعْلِه إذا انقطَع)
وفي رواية أخري اخرج البيهقي في 《شعب الإيمان》: (سلُوا اللهَ ما بدا لكم من حوائجِكم حتّى شِسْعَ النَّعلِ؛ فإنَّه إن لم يُيسِّرْه لم يتيسَّرْ)
جاء في لسان العرب: "الشسع: أَحد سُيُور النَّعْلِ، وَهُوَ الَّذِي يُدْخَلُ بَيْنَ الإِصْبَعَيْن"
مما ذكر في السنة ويؤيد أن الإستجابة في كل الأوقات هو ربط الاستجابة بحال السجود في الصلاة والصلاة تكون في أي وقت:
أخرج مسلم عن ابن عباس:
(كشفَ النَّبيُّ السِّتارةَ، والنّاسُ صفوفٌ خلفَ أبي بَكرٍ، ... قالَ:َُّ ألا إنِّي نُهيتُ أن أقرأ راكعًا أو ساجدًا فأمّا الرُّكوعُ فعظِّموا فيهِ الرَّبَّ وأمّا السُّجودُ فاجتَهدوا في الدُّعاءِ فقَمِنٌ أن يُستجابَ لَكم)
وأخرج مسلم عن أبي هريرة: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ)
وجاء في مستدرك الحاكم عن أبي هريرة: (شَكا أصحابُ رَسولِ اللهِ مَشَقَّةَ السُّجودِ عَليهِم إذا انفَرَجوا، فقالَ: استَعينوا بالرُّكَبِ. قالَ ابنُ عَجْلانَ: وذلكَ أن يَضَع مِرفَقَيه على رُكبَتَيه إذا أطالَ السُّجودَ ودعا)
¤▪¤▪¤▪¤▪ فهذه إذن نصيحة لكل الذين يشتغلون بالدعوة وبتبليغ العلم سواء كان عبر الكلمة المسموعة أو المقروءة ألا يضيّقوا ما وسعه الله وألا يقيدوا رحمة الله فليس للإجابة ساعة معينة ولا وقت دون وقت ألا هل بلغت اللهم فاشهد
□■□■□■□■ تذكرة متكررة: ¤¤¤¤¤¤¤¤ بالدعاء على الظالمين الذين اخرجوا الناس من ديارهم بغير حق وسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض ونهبوا الحقوق وبهدلوا الناس وبشتنوهم وساموهم سوء العذاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة