الرسول الكريم يحدث الناس ليبين لهم ما انزله الله وقد حذر تحذيرا شديدا أن يتقول أحد باسمه وبيّن ان جزاء ذلك النار ولكن ذلك لم يمنع البعض من الكذب علي الرسول وللأسف من هؤلاء الوضاعين بعض المسلمين ▪▪▪▪▪ الحديث الموضوع في الاصطلاح هو المختلق المصنوع المنسوب الى رسول الله كذباً، ولا يحل روايته إلا لبيان كونه مختلقا؛ ولكن مع كونه مختلقا يسمي حديثا لأن واضعه رواه على أنه حديث. يُعرف الحديث أنه موضوع بعدة طرق : ١- بإقرار واضعه: فمن هؤلاء من حكم عليه بالقتل، فاعترف عند التنفيذ بقوله: "لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديثا أحرم فيها الحلال، وأحلل فيها الحرام" ٢-أو ما يتنزل منزلة الإقرار: كأن يحدث بحديث عن شخص توفي قبله ويثبت انهما لم يلتقيا. ٣- وجود راوٍ في سند الحديث عُرف كذبه في حديث رسول الله. ٤- مخالفة الحديث لنص من نصوص الكتاب او السنة المتواترة. ٥- ركاكة لفظه وفساد معناه. ▪▪▪▪▪ إن من أبرز الدواعي التي حملت الوضاعين على وضع الحديث هي: ١- التقرب الى الله بوضع الحديث وقد صنع ذلك قوم ممن ينتسب الى الزهد والصلاح، وضعوا أحاديث في الرقائق تُرغب الناس في فعل الخير وتخوفهم من فعل المنكر، وهؤلاء شر الوضاعين على الإطلاق؛ لأن الناس قبلوا حديثهم ثقة بهم فكان ضررهم على الدين أكبر. ومن هؤلاء من اعترف أنه وضعها لكي يرغب الناس في عمل الخير. ٢- الانتصار للمذهب: كحال من يضعون أحاديثا لنصرة مذهبهم واعتقادهم؛ ومن هؤلاء من أقر بكل وضوح: "إنا كنّا إذا رأينا رأيا جعلنا له حديثا" ٣- الطعن في الاسلام، فكثير من أعداء الدين لم يستطيعوا أن يكيدوا للإسلام ظاهرا فعمدوا الى وضع الحديث بقصد تشويه الاسلام والطعن فيه وخلط الحق بالباطل. ٤-التقرب الى بعض الخلفاء والامراء بوضع ما يوافق فعلهم وآرائهم . ٥- طلب الشهرة أو التكسب بذلك . ▪▪▪▪▪ من أشهر الوضاعين هو نوح ابن ابي مريم القرشي الملقب بنوح الجامع وهو الذي وضع احاديث فضائل السور سورة سورة، فلما سُئل، قال: "إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه ابي حنيفة ومغازي محمد بن اسحاق فوضعت هذا حِسبة (يعني يحتسب الأجر) وهو بهذا ينتمي إلي جماعة (الكرامية) وهي جماعة جوزت وضع الأحاديث لأجل الترغيب والترهيب فقط، واستدلوا على باطلهم هذا بزيادة مكذوبة في حديث (من كذب علي متعمدا) وهي :( ليضل الناس) فقالوا : من كذب لأجل ترغيب الناس في الخير او تحذيرهم من الشر لم يكن مضلا للناس. وهذا بالطبع من ابطل الباطل؛ لأن في الصحيح ما يغني في وعظ الناس وترقيق قلوبهم؛ ولأنهم بفعلهم هذا كأنما يطعنون في الشريعة: أنها قاصرة ناقصة عاجزة، محتاجة للكذابين والوضاعين لإكمالها! ▪▪▪▪▪ مسألة (هل تتكرر ليلة القدر) تكلم فيها السلف والخلف وكل يوم تظهر بحوث جديدة تفنّد التكرار ومجرد كتابة السؤال في محرك البحث تظهر لك مئات البحوث والمقالات والمسألة واضحة فالليلة مرتبطة بنزول القرآن وقبل الليلة كان الرسول قد حدّث عنها الصحابة لكي يترقبوها ومعظم الروايات تقول أنها كانت ليلة ٢٧ والرسول صام معهم أكثر من عشر رمضانات فلم يرد أنه في سنة كذا كانت ليلة القدر يوم كذا وفي سنة اخري كانت يوم كذا وقد تكلم القرآن عنها بصيغة الماضي: {انزلناه}، {تنزّل} ولو كانت تتكرر لقال (تتنزّل) ..الخ ▪▪▪▪▪ تكرار ليلة القدر هو جزء من أوهام الشيعة، وهو مما روّج له الكرامية ونريد هنا أن نسلط الضوء علي منطق الكرامية الذي ساد في الفقه الموروث ولا زال الناس يتمسكون به فبالرغم من كشف الموضوعات والاحاديث الضعيفة لكن الناس يتمسكون بها خاصة فضائل السور وكل يوم تظهر فضائل جديدة للذكر والاستغفار والصلاة علي النبي ليست فقط بسبب المضعفات وإنما كذلك بسبب التجربة والتجربة بالطبع يدخلها منطق الكرامية والهدف دفع الناس لعمل الخير !! وبالعودة لوهم تكرار ليلة القدر فإن الائمة المضلين امعانا منهم في تثبيت مزاعم التكرار فإنهم يقفزون إلي شرح علامات ليلة القدر ويسهبون كثيرا في ذلك برغم أن الطبري قد ذكر أن ما يروي عن علامات ليلة القدر لا أصل له لكن الناس اليوم دخلوا نفس حجر الضب الذي دخله الكرامية اعتقادا منهم كذلك أنهم يثابون علي ذلك، لأنهم يدفعون الناس للاجتهاد في العبادة؛ وهم يكثرون من أحاديث علامات ليلة القدر، حتي يثبتوا تلك الاكاذيب تأملوا في ما يروي من العلامات التي تبين أن الشخص قد التقط ليلة القدر فمما يروون: أن الطقس يكون معتدلا أثناء ليلة القدر، وأن الشخص نفسه يكون معتدل المزاج وينتابه شعور ولذة لا يمكن وصفها، ولا يشعر بالتعب، ولا يكون في الليلة نبيح كلب ولا نهيق حمار لان هذه الحيوانات تكون في حالة تسبيح، وان ترديد السلام ينتشر في كل مكان ولكن لا يسمعه الا من يؤمن بذلك، ويروون ان في ذلك الليل لا تهب الرياح، ولا تسقط نيازك ولا شهب، وأن الأشجار تبدو وكأنها ساجدة، وان الانوار تنتشر في كل مكان وتملأ ما بين السماء والأرض، وأن الماء المالح يتحول إلي عذب، وأن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة وإن خرج فلا يستطيع الإيذاء، وأن الشخص قد يري الله في منامه لأن ذلك قد حصل لبعض الصحابة؛ ويروي انه فى الثلث الأخير من الليلة تظهر صورة المساجد: الحرام والنبوي والأقصى، كأنها مجسدة في السماء، كصورة حقيقية، وأن السماء تنشق وتسقط الأمطار مع حدوث برق ورعد؛ ويروي أن الشمس تشرق صبيحتها حمراء بلا أشعة، والسبب أن الملائكة تكون صاعدة إلي السماء فتحجب أشعة الشمس. ▪▪▪▪▪ معروف في الدين بالآيات والاحاديث الصحيحة فضل قيام الليل وقراءة القرآن وتدبره ومدارسته لكن تضخيم ذلك إلي ما يسمونه تحري ليلة القدر والادعاء أنها نفس الليلة التي أنزل فيها القرآن وأن ثوابها يعادل ثواب ألف شهر اي ما يعادل ٨٣ سنة فيظن القائم في العشر الأواخر أنه نال ثواب عبادة ٨٣ عام ولو كان يفعل ذلك منذ عشر أو عشرين سنة فهذه تعدل عبادة آلاف السنين ولذلك يخرج الناس من رمضان زاهدين في عبادة الله وفي عمل الخير بل تجد كثيرا منهم يتصف بسوء الخلق بعد رمضان ولا يتورع عن معصية الله وهذا ظاهر بوضوح في مجتمعنا اليوم لقد جاء حديث صحيح ثابت عن الرسول، عندما سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: (أَدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ) ولكن .. ونتيجة لسوء فهم شهر رمضان ونتيجة لمنطق الكرامية .. تحولت العبادة والأخلاق .. إلي عمل سنوي .. موسمي فقط !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة