المثل المؤصل يقول: "المُوّدِر يفتش خشم البقرة"، وما نحن بصدده، الخشوم ذاتها خشوم بيوت، منها الوطنية، ومنها الأجنبية، ومنها "معانا" ومنها مع الخيانة. وكذلك الغرض مرض، وإلاّ لما استجار فلول الإخوان المسلمين، وحلفائهم الانقلابين، بالسيسي بطل رابعة العدوية، وقاتل زعيمهم المنتخب د. محمد مرسي في السجون، ناهيك عن أنّ فرعون مصر محتل أرض سودانية خالصة (حلايب وشلاتين)، والآن شهيته مفتوحة، لضم الشرق بأكمله، باستغلال غرض أبنائه غير البررة، في استعادة أمجادهم، التي ولّت من غير رجعة، أمثال محمد طاهر أيلا، والناظر محمد الأمين ترك وزعيم البصاصين، وعرّاب الجاسوسية صلاح قوش، يستنصرون بالسيسي للنيل من الاتفاق الإطاري، بدون أن يرف لهم رمش!
القاصي والداني يعلم أنّ الرئيس المصري (الانقلابي" عبدالفتاح السيسي يسعى جاهدا لخلق منبرا ضرارا لمنبر الاتفاق الإطاري، بغية منع التحوّل المدني الديمقراطي في السودان، والإبقاء على زمرته من العسكر الانقلابين، الذين وجدوا أنفسهم عائدين إلى الثكنات، مرغمين لا أبطال، هذه المساعي التخريبية الحثيثة من السيسي مصر، زاد عليه سخط على سخط، من الشعبين في شطريّ وادي النيل، وحتى عسكر السودان، لم يعودا متحمسين لطروحاته اليائسة والبائسة، بعد أنّ اتضح لهم أنّ "روشتته" الانقلابية عبارة عن "طلس"، وأنّ نصائحه الاستخباراتية مضروبة، وأنّ الخرطوم ليست القاهرة.
الكل تابع مبادرة الشيخ الخليفة الطيب ود بدر، رئيس المجلس الأعلى للتصوف، التي عُرفت بنداء أهل السودان للتراضي الوطني، والتي تم تدشينها في يوليو من السنة الماضية، سخّر لها فلول النظام البائد كافة طاقاتهم المادية والفكرية على عجزها، وجاؤوها من كل فجٍ عميق "الأعمى شايل المكسر"، واحتشدوا لها كما لم يفعلوا منذ سقوط نظامهم، وبنوا ليها آمالهم العراض، ولكن سرعان ما تبخرت توصياتها، وذهبت أدراج الرياح.
كان ذلك استباقا لإرهاصات التوقيع على مشروع نقابة المحامين للدستور الانتقالي، ولما شب هذا المشروع الوطني الواعد عن الطوق، وتم التوقيع على الاتفاق الإطاري، جن جنون جهات كثيرة، أولاهم الكيزان وأعوانهم الفلول، وآخرهم السيسي مصر، طرح مبادرة مفضوحة لعرقلة مسيرة الاتفاق الإطاري، هذه المبادرة، (لمة القاهرة) دفنت مبادرة الطيب الجد، وواراها الثرى، واستبدلوا التي هي أعلى بالتي هي أدنى. لمة خائبة، لخائبين مندحرين بهدف تخريبي، وبلا مضمون سياسي، حسب اعتراف الداعين لها، لا يزيدهم إلاّ خذلانا وخسرانا.
رغم تماثل النوايا، بين مبادرة الطيب الجد، و"لمة" القاهرة فالأولى كانت وطنية خالصة، رغم التدثر بأقماط الصوفية، لإعادة الاعتبار لفلول شركاء الفساد، بينما تعتبر الثانية، خيبة وطنية، من تكتل ملأ الفضاء السياسي ضجيجا وتخوينا لأنصار الاتفاق الإطاري، زاعمين أنه صنيعة السفارات، ومولود الإملاءات الخارجية، فإذا بهم، في "لمتهم" يتنفسون بصعوبة من تحت غطاء المخابرات المصرية!
"لمة" القاهرة، تحدي للإرادة الدولية، وعناد قمئ لرغبة غالبية الشعب السوداني، الكاره لحكم العسكر، والتوّاق للحكم المدني الديمقراطي، والغاضب من سكوت الساسة عن احتلال غاشم لجزء من أراضيه من قبل مصر، وقوة عين السيسي، واستغلاله المشين لوشائج الأخوة بين الشعبين السوداني والمصري.
حظوظ مبادرة الشيخ الخليفة الطيب الجد، كانت أكبر في رتق تمزق المشروع الفكري للإخوان المسلمين، من خلال تحريض العسكر والانقلابين، على مقاومة المد الثوري، والإصرار المدني، من حظوظ مساعي المخابرات المصرية، في إفشال مسير الاتفاق الإطاري، وقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي، فشل المساعي المصرية كانت مرصودة، منذ فشلها في شق صف الموقعين على الاتفاق الإطاري قيد أنملة، ولذا تحولت "اللمة" إلى درس عصر، في العاصمة الإدارية لمصر من مخابراتها، لكتلة "الأرادلة" الخائبين، ومن المنتظر، إن يجرجروا أذيال الخيبة، عائدين، إلى ضجيج طحين الإطاري، يلعنون بعضهم بعضا، ويسبون السيسي، في سرهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة