بينما يتسابق المُخلصون من الحادبين على تغيير شكل ومضمون السودان بعد الإنقاذ البائدة ، لأجل إطلاق سراحه من سجن إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم إلى براحات الحرية والسلام والعدالة ، تتسابق قيادات للمؤتمر الوطني المحلول وفلول النفعيين القدامى والجُدد لعقد الفعاليات وإعتلاء منابر الخداع والغِش بإسم الدين ، مُتنادين لإطلاق سراح علي عثمان محمد طه الذي يسبقون إسمة بلقب (الشيخ) ، بعد أن إعترف الرجل في فيديوهات سرية مُسجَّلة وأمام ملأ من قيادات الحركة الإسلامية بأنهم قتلوا في ليلةٍ واحدة وفي شهر رمضان المبارك وقبل العيد بيومين 28 ضابطاً من خيرة وأشرف وأنبل ضباط القوة المسلحة ، فقط لأنهم أرادوا أن ينتشلوا البلاد والعباد من سطوة الظلم والضيم والفقر وينقذوا السودان والسودانيين بذات الإسلوب الذي إعتلى به الإسلامويون سُدة الحكم ثم بعد إعتلائهم إعتبروا الفعل والفاعل جُرماً لا يستحق من يرتكبهُ مُجرَّد الحياة ولا المُحاكمة العادلة ، علي عثمان محمد طه الذي وفي لقاء تلفزيوني شاهدهُ الجميع قال في حق الشعب السوداني الثائر في شوارع الخرطوم ومدن السودان الباسلة بأنهم أيي قيادات الحركة الإسلامية ونافذو المؤتمرالوطني أعطوا التعليمات للقوات الأمنية وكتائب الظل بأن يوجِّهوا رصاصهم إلى صدور الثوار بغرض القتل والإهلاك لا الترهيب والتخويف SHOT To KILL)) ، علي عثمان محمد طه الذي كان شاهدعصرهِ وهو على سُدة قيادة الإنقاذ البائدة على كل ما لحق بالسودانيين والسودانيات من ظُلم وإنتهاك للحقوق والحُرمات عبر أقذر ما يمكن وصفهُ من عمليات إبادة وقهر وظلم تم توجيهها ضد المعارضين السياسيين ، بل ضد الذين أصروا على الوقوف في خطوط الحياد ، تورَّطوا في ذلك بواسطة أدوات وبرامج ومُخطَّطات وفتن يعلمها كل السودانيين وفي مقدمتها إشعال الفتن والحروب الأهلية في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبه ، وما جناهُ جهاز الأمن والمخابرات الكيزاني وكتائب ظلهم من قتلٍ وسحلٍ وإنتهاك للأجساد والحُرمات والمعنويات ، هذا فضلاً عن ما أحدثهُ التمكين السياسي عبر قانون الصالح العام في بدايات الإنقاذ البائدة من شروخات في النسيج الأسري والإجتماعي والمهني في السودان وما تبع ذلك من هجرة غير مسبوقة للشُرفاء من أصحاب الخبرات والكفاءة والقُدرات إلى أصقاع الدنيا الواسعة ، وبقاء السودان بين براثن أنصاف المواهب وعديمي الخبرات والكفاءة والشرف والأمانة ، حتى شطروا جسد السودان الواحد إلى نصفين وإنفصل الجنوب العزيز ، ثم إنهارات الخدمة المدنية والأجهزة الأمنية والعسكرية وبيعت ودُكت مؤسسات البلاد ومشاريعها الوطنية في سوق الفساد الكبير ، ولم تنجو من ذلك السكة حديد ولا النقل النهري ولا شركة الصمغ العربي ولا مشروع الجزيرة ولا سودانير ولا الخطوط البحرية السودانية ولا حتى محالج مارنجان والفندق الكبير ولا آلاف الأراضي السكنية والزراعية والمنشآت الحكومية وما لا يُحصى ولا يُعد من خيرات هذه البلاد التي لا يستحق شعبها سوى رغد العيش والرفاهية والتقدُّم ، بالنظر إلى مستوى ثرواته وموارده الطبيعية بالمقارنة ببعض الدول الغنية في محيطه الإقليمي على المستويين العربي والإفريقي. ولأن ما تُعانيه قيادات المؤتمر الوطني المحلول في تناولها وتحليلها للواقع السياسي والإجتماعي والأخلاقي بعد ثورة ديسمبر المجيدة ، هو مُجرَّد مشكلة (سلوكية) رسَّخها التنظيم الإسلامي السياسي في دواخلهم المريضة بحب السُلطة والتعالي على الآخرين ، ستظل كل رؤاهم ومُخطَّطاتهم خارج نطاق الواقع (الجديد) وخارج دائرة آمال ومطالب الشعب السوداني الباسل ، فقد ظننا أنهم سيلجأون في زمانهم العصيب هذا إلى مرافيء الحكمة والتعقُّل ، وأنهم سيجتهدون في محاولة الخروج من دائرة ما تعوَّدوا عليه من سلوكيات وأخلاقيات سياسية لم تعُد تُجدي في زماننا هذا وفي مُقدِّمتها عدم الحياء وإستغباء الآخرين ، والمُراهنة على ضعف ذاكرة الشعب السوداني ومحدودية وعيهُ السياسي ، هذا فضلاً عن إستعمال الدين ستاراً ودثاراً للتغلُّب على الخصوم عبر تكفيرهم وإتهامهم بإستهدااف الإسلام والمسلمين ، نقول لهم وفي نصيحةٍ لوجه الله تعالى : (لا سبيل لكم للعودة إلا عبر برنامج طويل الأمد من المُراجعات لتجربتكم القميئة والبذيئة في الحُكم ، ثم العمل على محو ما ترتَّب عليها من آثار في ضمائر وعقول السودانيين والسودانيات).
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة