الفترة من العام اثنين والفين وحتي العام اثنا عشرة والفين عاش الغرب السوداني في ولايات دارفور الكبري وكردفان الكبري أسوأ عشرية في تاريخه الحديث حيث انطلق التمرد في دارفور لأسباب كثيرة بعضها له خلفيات تاريخية واطماع دوليه ولكن ما فجر الاوضاع هو الصراع علي السلطة في الخرطوم بين أجنحة الاسلاميين المتفاصلة فهي اختارت دارفور كخلاء تتقاتل فيه بدلا عن المجازفه بفعل ذلك في المركز ولهشاشة الأوضاع الاجتماعية في الغرب وتنامي روح القبيلة اشتعل صراع علي اساس عربي افريقي علي رغم من صعوبة التمييز بين ما هو عربي وافريقي في السودان وفي دارفور علي وجه الخصوص وظلت القوي القابضة في المركز تستثمر في هذا الصراع وتقوي اطرافا وتضعف اخري وكلما رأت أن هناك مركز قوي نمي حتي تضعفه لذلك نجدها أشعلت الصراعات بين القبائل العربية عندما قويت وامتلكت السلاح ة إشعلت القتال داخل المجموعات التي تنسب للعنصر الافريقي وعدفرقتها ايدي سبأ وهكذا ازهقت عشرات الالاف من الأرواح واستمرت الفتنة حتي أعلن الرئيس البشير انشاء قوات الدعم السريع في العام ٢٠١٢ تقريبا . شكل انشاء قوات الدعم السريع علامة فارقة في الحرب في دارفور فنجدها استطاعت بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني الذي كانت تتبع له في وقت وجيز بحسم التمرد في دارفور وشكلت معركة قوز دنقو بداية النهاية للتمرد بعدها أصبحت قوات الدعم السريع رقم لا يمكن تجاوزه في اي معادلة في المشهد السياسي او الأمني في السودان حتي أصبحت قوات نظامية رابعة بجانب القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن الوطني بقانون مجاز من الهيئة التشريعية القائمة في ذلك الوقت . انطلقت المظاهرات في ديسمبر ٢٠١٨ لتصبح ثورة عارمة خلال شهور قليلة تنهي حكم الاسلاميين الذي استمر ثلاثين عاما حينها كانت الانظار تتجه لقائد الدعم السريع لتري موقفه من الثورة الوليدة وعندما أعلن في طيبة الحسناب انه لن يتصدي للمتظاهرين شكل تصريحه هذا علامة فارقة في مسار الثورة حتي انتهي الأمر بإسقاط نظام الإنقاذ . بعد سقوط الإنقاذ أصبح الدعم السريع رقما صعبا وضروريا في اي معادلة في مركز السلطة وشكل وجوده حجر عثرة في طريق القوي السياسية التي ظلت تسيطر وتتحكم في السلطة منذ الحكم التركي علي مقاليد السلطة في السودان لذلك انطلقت حمالات شيطنة وتنميط للدعم السريع ياخذ في بعض ابعاده طابع الصراع الثقافي الازلي في السودان بين ثقافة الشرق الاسط والغرب الافريقي ومرات اخري ياخذ طابع قبلي يستقل التباين الاثني في مناطق النفوذ التقليدي للدعم السريع . يتجاهل الذين يشيطنون وينمطون الدعم السريع النجاحات والانجازات الكبيرة التي حققتها هذه القوات في عشريتها الاولي من بسط الأمن في دارفور وتحمل غياب الدولة وهيبتها بعد سقوط الإنقاذ ومعالجة الكثير من الصراعات القبيلية في أطراف السودان وحقنها للكثير من الدماء التي كان يراد لها أن تسيل في سبيل البقاء في السلطة او العودة إليها ولعل الكثير من الانجازات لم تتمكن الجهات الاعلامية في الدعم السريع من أبرازها وتسويقها مقابل الإله الاعلامية الضخمة التي تعمل ليل نهار علي تشويه صورته ورسم صورة نمطية لهذه القوات . ليس بعيدا أيضا تأثير أيادي خارجية اقليمية ودولية ومشاركتها في هذه الحملة باعتبار أن الدعم السريع خارج الإطار التقليدي للولاءات الإقليمية مما اربك حساباتها في أبقاء السودان تحت عباءة نفوذها ومخزونها الاستراتيجي .فهل تنجح قوات الدعم السريع وقائدها من العبور بسلام من هذه الحملة ؟ نواصل.........
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة