بدأت اشعر بالقلق تجاه الواقع الإنساني الذي تتحكم فيه المؤسسات والنفوذ السياسي والمالي وعلاقات العمل بعد أن بت أرى يومياً بوسترات ساخرة تتعلق بالقلق الذي يعانيه الإنسان المجبر على وظيفة لا يحبها حتى يتمكن من إعالة نفسه وأبنائه في عالم يتجه يوماً بعد يوم إلى الفردية التي تنزع عنه أسلحة الحماية من القوى المالية الكبرى المهيمنة. واتوقع أن الإنسان سيضطر -بعد بضعة عقود من تفشي هذه العلاقة السامة بين الوظيفة والموظف (في القطاعين العام والخاص)- سيضطر إلى العودة إلى العبودية التي ستكون أكثر رحمة من واقعه كإنسان حر وصفاً فقط ولكنه يتعرض لعبودية مجحفة ومقنعة بعقد العمل الفردي. فكرت بأننا لو وضعنا عقد عبودية طوعية اليوم، فسنجده أفضل من عقود العمل. وعلى هذا شرعت في كتابة مسودة مبدئية بسيطة لعقد عبودية طوعية: فجاء على هذا النحو:
عقد العبودية الطوعية
أولاً: التزامات السيد: يلتزم السيد تجاه العبد: ١- توفير الطعام والشراب والعلاج والسكن المعقول للعبد. ٢- لا يوجه للعبد أوامر باقتراف جريمة. ٣- لا يجبر العبد على القيام بأعمال جنسية أو أعمال شديدة المشقة أو غير معقولة. ٤- لا يجبر العبد على اتباع دين أو عقيدة معينة. 5- لا يجوز للسيد معاقبة العبد بعقوبات بدنية عند الامتناع عن إطاعة السيد. ولكن يجوز الامتناع عن إيوائه وإطعامه وعلاجه. 6- لا يلتزم السيد بتعليم العبد. 7- لا يجوز للسيد منع العبد من الزواج. 8- أبناء العبد يولدون أحراراً ولا يجوز إعتبارهم عبيداً. 9- يلتزم السيد بإعالة وتعليم أبناء العبد الذين لم يبلغوا الثامنة عشر. 10- يلتزم السيد بإعالة زوجة العبد حتى طلاقها منه. 11- إذا مات العبد التزم السيد بإعالة أبناء العبد الذين لم يبلغوا الثامنة عشر. 12- إذا مات العبد التزم السيد بإعالة أرملة العبد إلى حين زواجها. 13- لا يلتزم السيد بإعالة أبناء زوجة العبد أو أرملته الذين أنجبتهم من رجل آخر غير العبد. ثانيا: التزامات العبد: يلتزم العبد بالآتي: ١- أن لا يطالب بأجر نقدي. ٢- أن ينفذ كل أوامر السيد بدون مناقشة أو جدل. ٣- أن يقبل بيعه لأي سيد آخر.
ثالثاً: أحكام عامة: ١- يجوز للسيد أن يبيع العبد لأي مشترٍ آخر ولا يجوز للعبد الاعتراض. ٢- يلتزم المشتري الآخر بذات التزامات السيد وتكون له نفس الحقوق. ٣- لا يجوز للعبد فسخ هذا العقد إلا بعد الاتفاق على تعويض عادل، يتم حسابه من خلال الخسارة التي ستلحق بالسيد أو المكاسب التي سيفقدها. ٤- لا يجوز للسيد فسخ العقد إلا باتفاق على تعويض عادل على ما سيلحق العبد من خسارة أو ما سيفوته من مكاسب. ٥- يجب أن يقدم طلب فسخ العقد قبل ثلاثة أشهر من فسخ العقد. ٦- يجب أن يكون عقد العبودية الطوعية أو طلب الفسخ مكتوباً وموقعاً عليه من السيد والعبد أو وكلائهم. ٧- ينقضي عقد العبودية الطوعية بوفاة العبد وتراعى حقوق أبنائه وزوجته. ٨- لا ينقضي عقد العبودية بوفاة السيد بل ينتقل إلى ورثته.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست