كانت المواكب التي ظلت تخرج عقب انقلاب الجنرال البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021 لا تجد تجاوب كبير من فئة الشعب خاص من هم فوق سن الاربعين عاما والسبب يرجع الى حالة الاحباط التي عمت البلاد عقب فشل سياسات الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء السابق السيد عبد الله حمدوك والتي تسببت في رفع الدعم عن العديد من الخدمات التي كانت في متناول اليد بالنسبة لفقراء البلاد فلا يعقل ان ترفع الدعم من شعب هو في الاساس خرج لاجل واقع افضل وليس لاجل المزيد من الجوع لذلك ساد الاحباط جموع السودانيين وهم يشاهدون حكومتهم الانتقالية تعبث بقوت ابناءهم حيث لم تراعي وزارة المالية الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني وهي تفرض عليهم كل حين ضرائب ورسوم ما انزل الله بها من سلطان وتحملهم ما لاطاقة لهم بها لذلك وجد موكب الخامس من يناير 2023 الذي دعت إليه لجان المقاومة بالخرطوم تجاوب كبير من قبل عامة المواطنين وفي ذلك اشارة واضحة بتكرار زخم ثورة ديسمبر التي اندلعت ضد النظام البائد حيث منح مشاركة عامة الجماهير من نساء ورجال وشباب روح ثورية ترجمة عبر اعتصام القيادة العام للجيش في يوم السادس من ابريل من العام 2019م تطور لاحقا بسقوط النظام ظلت اقول دائما ان نجاح كل موكب مرهون بشاركة كافة جماهير الشعب السوداني وان الخروج المنعزل لن يحقق نجاحا كبيرا والدليل على ذلك المواكب السابقة لم تحسم الامر بالرغم من انها زعزعة اركان النظام القائم ان الشي الذي يدفع الشعب الي المشاركة في المواكب هو الاحساس بالفقر والجوع والمرض والعجز نتيجة سياسة وزراة المالية التي اضحت اداة انتقام من شعب خرج لاجل حياة افضل وليس لاجل المزيد من الجوع بالتالي اذا لم تتراجع وزارة المالية عن قراراتها الاخيرة حول الزيادات الأخيرة في استخراج جواز السفر والمعاملات المرورية والنظر الي قضايا المعلمين والمعلمات و مطالب منسوبي التامين الصحي و خفض رسوم الجامعات وان عدم ايجاد حلول لكل هذه المشاكل فانه يقود الي تصعيد للثورة وتشتعل اكثر بعد انضمام افراد الشعب المتضررين من سياسة وزارة المالية وبالتالي تكرار سيناريو ثورة ديسمبر من جديد بالرغم من ادراك المواطنين بوجود احزاب سياسية انتهازية سوف سرقة خطابهم ومطالبهم وكل حزب منهم سوف يدعي هذه المواكب علي انها تصب في ذات الغرض الذي يدور في راسه مثال لذلك اعلنت بعض القوي السياسيةعن ان موكب الخامس من يناير خرج ضد الاتفاق الاطاري بينما قالت جهة سياسية اخري ان ذات المواكب قد خرج ضد انقلاب البرهان وهكذا كل جهة تريد خطف هذا الحراك الشعبي وسرقة مطالب الشعب المتمثله في رفع الضرر الاقتصادي عنه وتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم وتوفير الخدمات الأساسية واخشي ان ينطبق علينا المثل الشعبي السوداني الذي يقول الخيل تجقلب والشكر لحماد
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺 عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة