كيف نستقبل العام الجديد في وضعنا الحرج المأساوي الذي وصل إليه حال وطننا الحبيب ، وهل نلقي التهاني بمناسبة هذا العام في وطن جريح ، 2022 مضت بكلّ ما فيها من جدٍ وتعبٍ واجتهاد، مضت بحلوها ومرها ، بظروفها الصعبة مضت ، بفشل الساسة في إدارة الفترة الانتقالية مضت ، رغم التعب الذي نبذله في تحليل الواقع السيء الذي يعيشه الشعب السوداني نشعر بالحزن ، فلا شيء يوازي حزننا، ورغم قولنا الدائم عن حال السودان ، نشعر باليأس ، وربما يخطر ببالنا أحياناً أن العام الجديد سوف يكون اسوء علي وطن مشلول ، أنّ مشاعر الفرح والحزن تختلط لكن فرصة اصلاح حال الوطن في المجهول . إذا ما استمر الحال كما هو عليه القادم اسوء ، كنا نفتخر بثورة ديسمبر وبشعاراتها حرية سلام وعدالة ، لكن بفعل الأحزاب السياسية التي لا تريد نجاح الثورة وصلنا إلى الهاوية ، الحرب الأهلية على الابواب ، والدمار قادم لا محال ، الوضع لا يبشر بالخير أبداً . كل المؤشرات تدل على أن هناك أيدي خفية تعمل على تسميم الأجواء في دارفور ، قد يكون المجلس العسكري وقد تكون مليشيات الجنجويد أو الحركات وقد يكون سياسيين مستفيدين من الفوضى لأسباب تجارية ربحية .. وقد يكون خليط من هذا وذاك.. ... المهم .. نحن كشعب دارفوري ما يهمنا أن ننعم بالأمن والأمان والحرية ، مع نهاية كل عام الناس تقدم التهاني والتبريكات لبعضها البعض وتتمني عام جديد مليئة بالخير والسعادة ولكن أنا في نظري من أين يأتي الخير والسعادة القادم اسوء ، كلماتي هذه سطور سوداء على ورقة بيضاء أتمنى ألا تلطخ هذه الورقة البيضاء باللون الاحمر في العام الجديد ، ولكن لن تتحقق أمنيتي ، أنا متشائم جدا جدا جدا عندما شاهدت على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية حرق القري شرق مدينة نيالا ( محلية بليل ) ونزوح آلاف الأسر وقتل الأبرياء ، لقد حان وقت الكيل والوزن بالميزان الصحيح !! ولا داعي لكي نغش أنفسنا الأمور واضحة الرصاص معروف والسلاح معروف وحامله معروف ومطلق النار معروف فماذا نقول للكل هل هي مجموعات نزلت من السماء . أجزم أن أكبر كذبة وأكبر خدعة عرفها شعب دارفور هي كذبة سلام جوبا ..!! من المؤكد أن البعض سوف يغضب وربما يكشر عن أنيابه متكبراً، ومستنكراً ومستهجناً هذا القول... ولكن هذا ليس مهماً، ولن يغير من حقيقة الأمر شيئاً ، والذي يقول سلام جوبا أوقف الحرب في دارفور هذا الكلام لا أساس له في أرض الواقع . ولكن دعونا نتحدث عن الموضوع بحيادية تامة، وبعيداً عن التشنج والعصبية . هل يدافع أصحاب سلام جوبا المزيف فعلا عن إنسان دارفور ؟ سؤال قد يستغربه البعض وقد يلتبس جوابه على البعض الآخر. أصبحت قضية دارفور ورقة يستخدمها المتسلقين للتحقيق أهدافهم ولذلك تعتبر قضية دارفور ما هي إلا شعارات جوفاء ، ففى الوقت الذى يحرق فيه القري لا نري قادة حركات الصفيح التي وقعت السلام في هذه القري المحروقة والوقوف على الأضرار ، وهناك عشرات الأحداث أغمض فيها هؤلاء أعينهم من أجل السلطة ، علي حسب الواقع فإن سلام جوبا عبارة عن تقسيم الكعكة بين الحركات وسارقي الثورة . أخشى ما أخشاه أن تكون هذه هي بداية الحرب الأهلية وأن نعود إلى عصر ولى وإلى الجحيم بلا رجعة .. وقتها لن ولن ينفع الندم ، أختم مقالي من أين يأتي الخير في السنة الجديدة .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة