هل الانقلاب على سلطة قائمة، أياً كانت خيانتها الوطنية، جريمة؟ ماذا يحدث إذا رأي قائد الجيش تفكك وتناثر وذوبان الدولة أمامه، أليس شرف الانتماء لهذا الشعب وللجندية دافعاً له لإحداث تغيير؟. أليس بقاء الدولة والحفاظ عليها متماسكة عندما تلوح في الأفق بوادر زوالها وتفككها وذوبانها وفقدان الأمن لمواطنيها، فوق الدستور وفوق القانون وفوق أي اعتبار آخر؟. الكل يشهد منذ جلاء المستعمر لم تتشكل حكومة صالحة توفر للناس الأمن والطمأنينة ورغد العيش الى الآن، أليس ذلك مدعاة لمحاكمة كل الأحزاب وكل القادة العسكريين الذين تولوا السلطة منذ جلاء المستعمر؟. ألم يشارك الكل عسكر ومدنيين وأحزاب سياسية بلا استثناء في حكومة عمر البشير ومنهم على سيبل المثال لا الحصر، مالك عقار، ياسر عرمان، مني أركو مناوي، عبد العزيز الحلو، عبد الرحمن الصادق المهدي، ابن المراغنة، ابن العميد محمد عثمان كرار، عبد الفتاح البرهان، حميدتي والقائمة تطول؟ ألم تعترف حكومات العالم والأمم المتحدة والسفارات والقنصليات بحكومة عمر البشير؟. إن كانت ثمة محاكمة فليكن الاتهام فيها قائماً على تهم أخرى كسوء الإدارة ونهب الأموال وأي جرائم أخرى تتوفر لها البينات المبدئية. أليس السماح لفولكر والسفراء الأجانب بالصولان والجولان أمراً ونهياً خيانة وطنية تستحق تشكيل المحاكم وتنصيب المشانق؟. هل هناك برلمان وحكومة منتخبة لتكون صاحبة قرار بتفويض من الشعب؟
أم أن المحاكمة قائمة على رأي المثل التور كان وقع بكترن سكاكينه. سأل الأستاذ عبد الباسط سبدرات رئيس هيئة الدفاع في محاكمة عمر البشير أحد شهود الاتهام خلال استجوابه له بم تسمى قرارات البرهان الصادرة في 25 أكتوبر 2021، أهي ثورة تصحيحية أم هي انقلاب؟ فكانت إجابة الشاهد بأنها انقلاب، استمر المحامي في الأسئلة قائلا لماذا لم تفتح بلاغ؟ فكانت إجابة الشاهد انه لا توجد عدالة في البلد. أليست إجابة الشاهد كافية بأن تعطي سبباً لأي قائد وحدة أن يقوم بانقلاب عندما تسوء الأوضاع وينطق شاهد امام أهمية قضية بألا عدالة في البلد. أ الى هذا السوء بلغ بنا الحال، أتمنى أن يكون رئيس الوزراء المدني القادم طبيبا من كلية الطب متخصصا في جراحة المخ ليشخص لنا عقول الساسة المريضة منذ الاستقلال ويأمر بوضعها في المصحة لتلقي العلاج. التحية لحكومة الثورة وللشعب الحر في بوركينا فاسو الذين طردوا الباغي الشقي الى خارج الحدود ولم تنل منهم المؤثرات الخارجية.
حسين إبراهيم علي جادين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة