إبان إنتفاضة 2013 التي اغتال فيها النظام الكيزاني المجرم مئات الشباب المطالبين بالحرية والعدالة والسلام، كنا نتظاهر آنذاك امام السفارة السودانية في لاهاي حين لاحظ الجميع (سعادة السفير) السوداني وهو يقف على شرفة السفارة حاملا كاميرا فيديو صغيرة من النوع الذي يستخدمه الهواة، يستخدمها في تصوير المتظاهرين، بصورة تبدو كأن الغرض ليس التصوير بل مجرد جعل الناس تلاحظ عملية التوثيق نفسها! كان ذلك لسعادة السفير بديلا غير إحترافيا لاستخدام أسلحة اكثر قسوة، يفضلها الكوز حين يتعامل مع الخصوم، فلابد ان سعادته كان سيسعد اكثر لو انه كان متاح له ان يحمل بدلا من تلك الكاميرا (المدنية) بديلا عسكريا: قاذفة صغيرة للبمبان او للخرطوش او الاوبلن! لأنهم هكذا هم الكيزان، لا يكلفهم اهدار دم مخالفيهم في الرأي او استباحة المال العام، ولا حتى البحث عن فتوى في بطون الكتب او افواه (العلماء)! فمن أجل (التوثيق) لم يعتد الكوز على استخدام الكاميرا بل (الحبال) لشد وثاق المعارضين وتعذيبهم وقتلهم! فالكوز لا وقت لديه يضيعه في حوار الخصوم، البندقية في عرفهم هي الوسيلة المثلى للحوار، حتى ان زعيمهم البشير طالب المعارضين يوما بحمل السلاح ان كانوا يرومون حوارا مع نظامه! مضينا في تظاهرتنا ولم نكترث كثيرا للمناورة الدبلوماسية، فمعظم الناس يعرفون انه لا يجب الاكتراث كثيرا لما يفعله أو يقوله الكوز، الذي هو كائن لا علاقة له بالإنسانية، يستوى في ذلك سفيرهم ووزيرهم وعسكري أمنهم الشعبي. قبل أيام رأيته في جهاز التلفزيون، بنفس هيئته القديمة، لم اتعرف عليه في البداية لأنه لم يكن يحمل كاميرا، لكنه كان يحمل نفس الأفكار القديمة البالية التي يحاولون تسويقها منذ أيام انتفاضة ابريل 85 في سعيهم المحموم (لإعادة صياغة) الانسان السوداني، عن طريق الأكاذيب عملا بشعارهم السري: اكذب اكذب وسيصدقك البعض في النهاية، ليس بدءا من اذهب الى القصر رئيسا وليس انتهاء بأكاذيب رئيسهم الأخيرة في المحكمة حين زعم انه قام وحده لا شريك له بالانقلاب وان الشيخ الترابي وجبهته بريئان براءة الذئب من دم ابن يعقوب. إعادة الصياغة التي لم تكن سوى نوع من التنويم المغناطيسي يهدف لخلق انسان مطيع، ليتفرغ الكيزان بعدها للنهب وللاستمتاع بالسلطة المطلقة. أعاد السفير تكرار نفس أكاذيب الخم القديمة ان قرنق كان على وشك احتلال الخرطوم وشرب القهوة في المتمة حين قام الانقلاب! الحقيقة ان قرنق كان يمكن ان يصل الخرطوم بل ويبقى السودان موحدا ان لم يقع الانقلاب الكيزاني، فمبادرات السلام التي قطع عليها الانقلاب الطريق كان يمكن ان تؤدي الى وقف الحرب وبدء عملية سياسية تفضي لسلام دائم وتهميش دائم لأعداء الحرية والسلام.
جبريل ونظامه الانقلابي بدلا من دعم الصحة والتعليم، يضاعف الرسوم الدراسية عدة مرات ويدلا من دعم الطبقات التي سحقها الفقر، لشراء الغذاء والدواء، يدفع النقود لشراء البمبان والرصاص واستيراد مدربين أجانب لتعليم الشرطة الكيزانية (فنون) قمع المظاهرات!
لابد من حظر المؤتمر الوطني أو اية تنظيم أو تيار يخرج من رحمه ، لأنّ هذا الحزب النازي اللصوصي الفاسد اشاع العنصرية وقسّم أهل هذه البلاد وفصل جزءا عزيزا منها ولا يزال يعمل ليلا ونهارا لتمزيق الوطن. لابد من لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي ارتكبت بحق أهلنا في النيل الأزرق وكردفان ودارفور وقتل المتظاهرين السلميين في الخرطوم. من دون تفكيك النظام البائد واستعادة الأموال المسروقة ومحاسبة مرتكبي جرائم القتل والتعذيب ، لن يتوقف الموت والانفلات الأمني والنهب وتهريب الموارد في هذه البلاد لابد من تحقيق دولي في استخدام النظام الانقلابي لأسلحة محرّمة دوليا في اغتيال المتظاهرين السلميين. الحرية للمناضل محمد آدم توباك ورفاقه . تنظيف الأجهزة الأمنية والعدلية من نيابة وقضاء من الكيزان، يجب ان يكون على رأس أولويات الثورة والا فإن مهزلة إلغاء قرارات لجنة التفكيك سوف تتكرر وسوف لن تتحقق أية عدالة او محاسبة للمجرمين، وجود الكيزان في الأجهزة العدلية واضح من خلال استخدام النيابة العامة لما يعرف بإعلان المتهم الهارب من خلال الصحف ولا غرض له سوى التشهير والانتقام. أحمد الملك
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة