هذه العبارة ،عنوان المقال، ليست من عنظي،بل من اهل البيئة أنفسهم خاصة في وزارة الصحة المركزية والمحليات. فقد تكشفت أمامي حقائق صادمة ،وأنا اتواصل مع بعض الزملاء القدامي من العاملين في مجالات البيئة...سواء أكانوا في وزارة الصحة المركزية أو المحليات التابعة للولايات او المجلس الأعلي للبيئة بولاية الخرطوم (مع تعدد مسمياته). ومن أبرز هذه الحقائق، أن كل قطاع من هذه القطاعات لا يعترف بمسؤولية غيره عن البيئة..ويأخذ مفهوم البيئة بمعناه الضيق في حدود الجزء الذي يخصة دون ادراك بأهمية عمل كل القطاعات كمنظومة واحدة تتكامل فيما بينها للحفاظ علي سلامة البيئة. كما لاحظت وجود صراعا خفيا وتهميشا مقصودا للعاملين في قطاع صحة البيئة رغم التخصصات والدرجات العلمية العالية التي يحملونها ...ورغم ذلك تظل اعلي سلطة تمثل قطاع صحة البيئة للسودان كله في وزارة الصحة المركزية هي ( مدير ادارة) ولم ترتق ،رغم تأريخها الطويل إلي درجة ( الوكيل المساعد ). أما في المحليات، فقد جعلوا مشروع النظافة… أما المجلس الأعلي للبيئة في ولاية الخرطوم، حيث لا يوجد غيره في بقية الولايات ،فقد فشل تماما في التخطيط لرفع مستوي الخدمات في مجال البيئة باعتباره جهة فنية تخصصية في هذا المجال...وفشل تماما في إنقاذ العاصمة القومية من التردي البيئي حتي أصبحت العاصمة القومية من أسوأ العواصم العالمية في النظافة العامة..وكذلك فشل السودان في تحسين موقعه في مؤشر الأداء البيئي للسنوات الثلاثة الأخيرة علي التوالي حيث جاء في ذيل المؤشر بعد ارتيريا والصومال.. كما فشل المجلس في تحسين مياه الشرب ذات الكثافة العالية من التلوث. ومن الحقائق القادمة أيضا،أن أهل البيئة لا يريدون وزارة مركزية للبيئة!!لأنها سوف تسلبهم حقوقهم ( التاريخية) في احتكار إدارتها..وهذا هو المهم ولتذهب في سبيل ذلك البيئة ومكوناتها إلى الجحيم.. ولهذا لن نتوقع من تلك الطوائف ( أصحاب المصلحة) الموافقة بتكوين وزارة مركزية للبيئة. أقول كل ذلك، وقد انهت اللجنة الدائمة للبيئة بتجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين، دراستها بشأن رؤيتها فيما يخص شئون البيئة في إطار[ رؤية السودان الوطنية 2050] حيث يعمل التجمع علي اعدادها عبر اللجان المتخصصة في المجال. يطرح مرتكز البيئة ،محورين أساسيين في مجال البيئة، محور يخص أصحاح البيئة في الوقت الحالي. والمحور الثاني،تحقيق البيئة المستدامة بحلول العام ( 2050). ومن ملامح مرتكز شئون البيئة: * إنشاء وزارة مركزية للبيئة، لإيجاد منظومة متكاملة لشؤون البيئة حتي تضمن تحقيق أهداف سياسة الدولة بشأن البيئة المستدامة. * إنشاء مجالس عليا للبيئة بالولايات ،تتبع فنيا للوزارة المركزية ، وللولاية ماليا وإداريا. *تقنين العلاقة ما بين الوزارة المركزية للبيئة وبقية الجهات ذات العلاقة بالبيئة مثل وزارة الصحة المركزية ومجالس البيئة العليا بالولايات والبلديات ووزارة الزراعةووزارة الصناعة ،وتفويض الصلاحيات لها. * العمل علي تحسين مستوي مؤشر الأداء البيئي للسودان وفقا للمعايير الدولية وذلك قبل نهاية تحقيق ( رؤية السودان الوطنية 2050). إما محور المعالجة لمشكلة تدهور البيئة الحالية،فهي خطة اسعافية عاجلة، تأخذ العاصمة القومية كمثال لهذه المعالجة السريعة ،ويمكن تعميم تطبيقها،عند النجاح ، في بقية المدن السودانية.. وأختم المقال،بالقول، بأن تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين، بصدد رفع هذه الدراسة ،الخاصة بمرتكز شؤون البيئة، إلي السادة الداعمين والموقعين علي وثيقة الاتفاق الاطاري ، للدراسة ،ومن ثم جعلها حلا ضمن الحلول المطروحة لاصحاح البيئة، خاصة خلال الفترة الانتقالية...والنظر في بقية بنود الدراسة باعتبارها دراسة علمية جادة لتحقيق البيئة المستدامة في السودان. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 24 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة