+ السفير الامريكي جون غودفرى والفجر الصادق والفجر الكاذب ؟ كما ذكرنا في مقالة سابقة ، يجب ان لا نسرف في احلامنا بدعم امريكا لثورتنا ، التي تنادي بالحرية والسلام والعدالة والديمقراطية . ذلك إن امريكا ترعى مصالحها اولاً وثانياً وأخيراً . مهمة السفير الامريكي في الخرطوم رعاية المصالح الامريكية ، وحصرياً رعاية المصالح الامريكية ، وليس مساعدة الثوار في تصفير إنقلاب 25 اكتوبر 2021 ، إذا تدابرت هكذا مساعدة مع المصالح الامريكية . ولذلك لا نستغرب شيئاً ، ونحن نرى الكونغرس يؤشر يمين ، وإدارة بايدن تلف شمال . نذكر في هذا السياق بواقعتين ، في حارتنا وآفتها النسيان . الواقعة الاولى : في يوم الثلاثاء 13 سبتمبر 2022 ، وصل الجنرال البرهان الى نيويورك وشارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ، بصفته رئيساً للايقاد . ربما تسآل البعض وعلى حق : لو كانت اإدارة بايدن جادة في ادانة نظام الجنرال البرهان وإنقلابه ، بسبب جرائمه ، لحرمته الفيزا لدخول نيويورك ، كما فعلت مع الهالك البشير في سبتمبر 2013 ، وكما تفعل حالياً مع قوش ، المتوقع وصوله الخرطوم في القريب العاجل ، وإستقباله الجماهيري المتوقع ان يفوق إستقبال الدكتور محمد طاهر إيلا في بورتسودان . ولكن تفضلت إدارة بايدن بالفيزا الامريكية على الجنرال البرهان ، رغم جرائمه التي تشيب لها الولدان ؟ الواقعة الثانية : تخطط ادارة بايدن ، بالتنسيق مع بريطانيا والسعودية والامارات ، فيما يُسمى بالرباعية ، لفرض تسوية للأزمة السودانية تقود إلى إفلات الجنرال البرهان من العقاب على جرائمه ، وهي بالكوم . ولكن هل يقبل الجنرال البرهان باي تسوية ذات مصداقية ، وشرطته تطالبه بإطلاق يدها وكلاشاتها في المتظاهرين الثوار المسالمين ؟ بعكس ما ينادي به الكونغرس ولوبيات حقوق الانسان في واشنطون ، ترفض ادارة بايدن فرض عقوبات فردية ضد الجنرال البرهان وزملاءه الجنرالات الآخرين من الاخونجية سفاكي الدماء ... لانها وبحسب وزير خارجيتها بلينكن ترى ضؤاً في نهاية النفق ؟ في المحصلة ، نتمنى ان توفق ادارة بايدن في فرض تسوية ذات مصداقية على الجنرال البرهان ... ويمكن محاكمته بواسطة الحكومة الديمقراطية بعد إنتهاء الفترة الإنتقالية الهشة والحساسة . ولكن نتمنى ان يتخذ الفسطاط المناهض للانقلاب ... أن يتخذ حميتي كصمام امان ضد الاخونجية داخل وخارج الجيش ، وضد قادة الحركات المسلحة ، وضد بقية التافهين الداعمين للإنقلاب .
+ الذيل الاسرائيلي الذي يهز الكلب الامريكي ؟ نعرف بالتجربة إن امريكا تضع حماية المصالح الإسرائيلية قبل حماية المصالح الامريكية ، لتعقيدات وتشبيكات السياسة الامريكية ، في إستنساخ لمتلازمة الذيل الذي يهز الكلب ؟ كيف يا حبيب ؟ يضع وينفذ السياسة الامريكية الكونغرس والرئيس . يؤمن اعضاء الكونغرس ، بحق او عن باطل لا فرق ، بان إعادة انتخابهم في مواقعهم في الكونغرس ، ويؤمن الرئيس بان إعادة انتخابه او إنتخاب زميل له من حزبه رئيساً ... هذه وتلك وغيرهما من إنتخابات تعتمدان على دعم اللوبي الصهيوني في امريكا . ذلك بان اللوبي الصهيوني يسيطر على الاعلام في امريكا ، وعلى التبرعات المدنكلة لكل مرشح في الكونغرس او مرشح للرئاسة يدعم اسرائيل ومصالحها . والفوز في الانتخابات التشريعية او الرئاسية او الولائية يعتمد على ما جمعه المرشح المعني من تبرعات مالية تساعده في حملته الانتخابية . بل تتنبأً ، وبحق ، إستطلاعات الراي بان فلان سوف يفوز على علان لانه جمع تبرعات اكثر من علان ، ولانه مدعوم من اللوبي الصهيوني . هل تصدق ياحبيب ان ما تم صرفه على الدعاية في الانتخابات الرئاسية الامريكية في عام 2020 ، قد تجاوز 14 مليار و4 مليون دولار ... معظمها من اللوبي الصهيوني الممول الاساسي للانتخابات الامريكية ، والذي يحتكر الاعلام ايضاَ . الامر الذي دعا البعض لتوصيف هذه الظاهرة الفريدة ب ( إستبداد المال ): Tyrnany of Money ولما كان اعضاء الكونغرس والرئيس يرغبون في الفوز في الانتخابات ، فإنهم يدعمون إسرائيل ، عمياناً ، لان هكذا دعم يضمن إعادة إنتخابهم ، وفي الغالب لا يتدابر هكذا دعم لإسرائيل مع المصالح العليا الامريكية . في هذا السياق ، نذكر بكتاب : اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية ... لكاتباه البرفسور جون ميرشايمر والبرفسور ستيفن ولت : The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy By John Mearsheimer and Stephen Walt. في كتابهما ، اكد البرفسور ميرشايمر والبرفسور ولت ، وهما ادرى ، السيطرة الكاملة والمطلقة للوبي الاسرائيلي على السياسية الخارجية الامريكية ، خصوصاً في المنطقة العربية ، وفيها السودان . تابع يا حبيب مؤلفا كتاب اللوبي الإسرائيلي يكشفان لأحمد منصور في برنامجه ( بلا حدود ) أسرار تحكم اللوبي الاسرائيلي في سياسة أمريكا الخارجية في الفيديو في الرابط ادناه : ونزيدك كيل بعير ... بالإشارة في هذا السياق لرد السفير الامريكي في الخرطوم جون غودفري على سؤال للسيناتور الديمقراطي كريس كونز ، الصديق الشخصي والداعم الأول للرئيس بايدن ، والذي خلفه في دائرته الانتخابية ، عن إمكانية فرض عقوبات فردية على الذين يعيقون عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، كالرئيس البرهان مثلاً ؟ رد السفير غودفري بأن ذلك سيرتبط بإستراتيجية الولايات المتحدة الدبلوماسية بشكل عام ... ونعرف ان هكذا إستراتيجية دبلوماسية امريكية تعتمد على إحترام مصالح إسرائيل ، قبل المصالح الامريكية ... على الاقل في السودان ، باهميته الصفرية لواشنطون . وبالتالي فإن السفير الامريكي في الخرطوم ، وبتعليمات من رئاسته السياسية في واشنطون ، التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني ، سوف يعمل على تامين مصالح اسرائيل قبل مصالح امريكا في السودان . لا غرو ولا عجب ، حين نجد حميتي يردد دوما المقولة التي إبتكرها الرئيس المصري السابق مبارك : المتغطي بامريكا عرييييان ! والامثلة التي تؤكد هذه الفرضية بالكوم ، كما سوف نوضح في مقالة قادمة . + خاتمة . اتركك مع الفنانة الاريترية هلين ملس في نشيد وطني في الفيديو في الرابط ادناه :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة