سليمان حامد: الجسارة تمشى على قدمين صديق الزيلعي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2022, 04:33 PM

خالد صهيبة
<aخالد صهيبة
تاريخ التسجيل: 03-26-2016
مجموع المشاركات: 66

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سليمان حامد: الجسارة تمشى على قدمين صديق الزيلعي

    04:33 PM October, 29 2022

    سودانيز اون لاين
    خالد صهيبة-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    نشر الأستاذ والصديق الهميم عدلان أحمد عبد العزيز في سلسلته المتميزة والتي أطلق عليها يوليويات، وهي توثيق تاريخي موضوعي ورصين، لكشف اسرار وخلفيات فترة مهمة من تاريخنا الوطني المعاصر. وأود هنا أن أحي إصرار وإخلاص وصبر صديقي عدلان، فهي سمات عرفناها عنه منذ أيام الدراسة بجامعة الخرطوم، قبل حوالي أربعة عقود من الزمن. وأعتقد، بكامل الصدق والأمانة، انها اهم التوثيقات وأكثرها دقة، واعلاها مصداقية، من كل ما نشر عن تلك الفترة، التي كان لها اعظم الأثر في تغيير موازين القوى السياسية في بلادنا، الذي لا نزال نعاني من آثاره المدمرة.
    ما حفزني لكتابة هذا المقال، ما حكاه الأستاذ سليمان حامد الحاج، المناضل الشيوعي المعتق. فقد كان سليمان أحد ثلاثة يشكلون سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وهي التي تقود العمل اليومي لنشاط الحزب، وهي بمثابة مركز الكنترول. وكانت السكرتارية تتكون من عبد الخالق محجوب، الشفيع أحمد الشيخ وسليمان حامد. وخلال حمامات الدم التي أقامها نميري تم اعدام عبد الخالق والشفيع. فصار سليمان عضو السكرتارية الوحيد المتبقي.
    كان سليمان في مدني، خلال تلك الأيام، فقرر الرجوع الي الخرطوم فورا، للمساهمة في إعادة تجميع الحزب. استخدمت الاسرة التي كان يقيم عندها، كل الأساليب السودانية المعروفة في الترجي والتوسل لإقناعه بعدم السفر. وكان متمسكا برأيه في السفر، باعتبار ان الحزب يحتاجه في الخرطوم. كانت صور سليمان وبقية قادة الحزب، المطلوب القبض عليهم، متلفزة ومذاعة ومنشورة في الصحف والملصقات الحائطية، والنداءات الاذاعية المتكررة تنادى بطريقة مسعورة بالقبض على الشيوعيين، وتهديد صارم لكل من يأوي الشيوعيين سيعاقب بالإعدام. هذا الوضع الهستيري يجعل سفره الى الخرطوم مغامرة غير معروفة النتائج.
    قامت السلطة ، في قمة هيجانها والهستيريا التي اصابت رئيسها، بمحاصرة احياء كاملة في الخرطوم ومدني، وتمشيط الشوارع شارع بعد الآخر، وتفتيش البيوت ، كل البيوت. وكان سليمان ينتظر في ذلك المنزل، مغيب الشمس، حتى يخرج. وكما هو متوقع جاءت قوة من البوليس بقيادة صول لتفتيش البيت، في إطار تفتيش كل بيوت تلك المنطقة. ولحسن الحظ ان الصول الذي قاد المجموعة عرف سليمان، لأنه حضر له ندوة جماهيرية قبل يومين في مدني. تصرف الصول بسرعة طالبا من العساكر ان يفتشوا بقية البيت بدقة. وهمس لسليمان انهم يبحثون عنه بشدة وفي كل مكان في مدينة ود مدني، لأن السلطة تعرف ان سليمان كان متواجدا بها أيام الانقلاب.
    فور خروج العساكر، كرر سليمان موقفه بانه يجب ان يذهب الي الخرطوم، وبأسرع فرصة. وتسلل في جنح الظلام من المنزل وبأزقة داخلية، حتى نجح في الخروج من المدينة، والدخول في الحواشات. وكان يبتعد من الترع الرئيسية، ويواصل المسير داخل الحواشات، حيث يقتات من العجور والبطيخ ويشرب من ماء الجداول. ولسوء حظه، كان الموسم هو الخريف، مما جعل كل الأراضي مبتلة بالماء، الامر الذي شكل مشكلة كبري حول كيفية النوم. توصل سليمان لاختراع يساعد على النوم ويقلل كمية الرطوبة والبلل. فقام بقطع كمية من القصب وفرشه على الأرض، ونام فوقه، هكذا حلت مشكلة النوم. وفي الصباح يواصل مسيره داخل الحواشات.
    أثناء المسير المتخفي، وبالقرب من قرية طيبة، حدث له أمر أغرب من الخيال. ورغم كل جهده للتخفي، سمع صوتا من خلفه يناديه: سليمان، يا سليمان. فقال انه تجاهل مصدر الصوت ومضي في طريقه. لكن صاحب الصوت جرى خلفه حتى لحق به. وكان المصادفة المدهشة، ان صاحب الصوت كان مسؤول فرع الحزب الشيوعي بقرية طيبة، الذي ألح على سليمان ان يذهب معه الى القرية ليختفي، لكن سليمان أجاب بحزم، انه ذاهب الي الخرطوم فقط، وطلب منه، بعزم شديد، ان يبعد عنه، مؤكدا له ان الحزب يحتاجه في الخرطوم، وليس في قرية طيبة.
    كما ذكرنا، كانت صور سليمان حامد وبقية قادة الحزب الشيوعي متلفزة ومذاعة ومنشورة في الصحف وملصقات الحيطان، كمجرمين مطلوب القبض عليهم، مع تحذيرات مشددة بان كل من يأويهم سيحاكم بالإعدام. وكان راديو ام درمان يكرر كل النداءات ومعها التحذير بعدم الايواء، والتبليغ الفوري عن أي شخص مشبوه. كما يتم محاصرة احياء كاملة في العاصمة حيث يتم تمشيط شوارعها وتفتيش بيوتها. المهم نجح سليمان في مواصلة السير بالأقدام حتى وصول مشارف العاصمة، الامر الذي استغرق منه ثلاثة أيام بلياليها.
    دخول الخرطوم، التي تحولت الى ثكنة عسكرية، مهمة ليست يسيرة. لكن سليمان، بتصميم وعزم، قرر ركوب الصعب. نجح في التسلل عن طريق الشوارع الجانبية للأحياء الفقيرة، حتى لا يثير لبسه المتسخ وذقنه الكثيفة أي اهتمام من السكان. المهم وصل، بعد جهد، الي وسط الخرطوم. وكان مقصده ام درمان الثورة. وجد تاكسي طرحة الي المحطة الوسطي ام درمان فركب. وكان عبور كوبري ام درمان كانت أكبر المخاطر، فرجال الامن الذين يحرسون الكوبري كانوا يفتشون السيارات وفي أيديهم صور القادة المطلوب القبض عليهم. عند الوصول للكوبري اجتهد رجال الامن في تفتيش التاكسي بدقة، ولحسن الحظ لم يهتموا بهذا الراكب صاحب الذقن الكثة. وبعد المرور عبر الكوبري واثناء التوجه نحو المحطة الوسطي، اخرج سائق التاكسي رأسه وصاح في صاحب عربة اخري: " يا أبو سلمون، ما تخلوا فيهم نفاخ النار". ولم يعلق صاحب العربة الأخرى وانما هز رأسه. وكان صاحب العربة الأخرى هو احمد سليمان، أحد قادة الحزب الشيوعي الذي انشق عنه وانحاز لسلطة مايو، ولعب دورا كبيرا في كشف ومطاردة الشيوعيين ومحاكمتهم، ولو بدرت منه التفاتة لعرف سليمان حامد.
    النجاح في الوصول الى المحطة الوسطى ام درمان، قرب المسافات، ولكن ليس كثيرا، فهناك مشقة الوصول الى الثورة، والى منزل معين في أحد حاراتها. أثناء الوقوف والتفكير في كيفية الوصول الى الموقع المعين. مرت امامه عربة تاكسي وطلب منه أن يأخذه الي الثورة، وكانت وجهة السائق هي الثورة. طلب سليمان من السائق، عند الوصول الى الثورة، ان ينزله في مكان معين، ليس بالقرب من مقصده. بعد تأكده من اختفاء التاكسي عن الأنظار، تحرك نحو مقصده. وعند الوصول للبيت المقصود، وجد صاحب البيت يجلس امام المنزل، في الشارع ومعه شخص آخر، فلم يذهب له، ولكنه انتظر في الظلام يراقبهما من على البعد. تنبه صاحب المنزل لذلك الشبح الذي يقبع في الظلام لمدة من الزمن، وذهب له، وتعرف عليه، واخبره بان الشخص الآخر زميل موثوق به. عند وصول سليمان للمنزل طلب منهما اكل لأنه يعاني من جوع شديد. بعد ان اكل، ذكرا له انهما لديهما شراب مسكر ليساعده على النوم، فذكر لهما انه لا يتعاطى المسكرات. ثم نام لساعات طويلة. وفي صباح اليوم التالي عقد اجتماعا مع ذلك الشخص وراجع معه الوضع، ثم طلب الاتصال بالأستاذ يوسف حسين وترتيب مقابلة معه. ومنذ تلك اللحظة واصل العمل الحزبي، بنشاط “تحت الأرض"، حتى اعتقاله بعد عدة سنوات.
    توضح هذه القصة البطولية بسالة الشيوعيين السودانيين، واستعدادهم لتقديم كل التضحيات من اجل الحزب والوطن. وهي ليست حالة فردية من سليمان، وانما هناك عدة مئات من الذين قدموا تضحيات ضخمة، وواجهوا التشريد، والاعتقال، والتعذيب، والقتل. كل أولئك الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين لهم حق علينا ان نوثق مآثرهم ونضالاتهم للأجيال القادمة.
    من سخرية القدر ان نميري تبجح بشكل اهوج انه لأول مرة في التاريخ يباد حزب شيوعي في 72 ساعة. والغريب ان بعض العسكر يحلمون بتحقيق نفس الشيء، وتذكرون جيدا ما قاله صلاح قوش في آخر أيام النظام البائد، عندما تم إطلاق سراح بعض المعتقلين وترك الشيوعيين، وهددهم.
    الحزب الشيوعي وجد ليبقي في الأرض السودانية، ويحتاج من عضويته وأصدقائه الدعم، والعمل لتطويره وتجديده باستمرار، لان الحياة خضراء والنظرية رمادية.






                  

10-29-2022, 04:53 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سليمان حامد: الجسارة تمشى على قدمين صديق ا (Re: خالد صهيبة)

    لا أتحدث عن شخص الرجل أو إخلاصه للحزب. وكثير من السودانيين اتخذتهم احزابهم مغفل نافع.
    سليمان حامد هذا موش الرجل الذى خدم حكومة الإنقاذ فى موقع نائب برلمانى؟ كان عضو فى المجلس (الوطنى)
    لحكومة الإنقاذ.. وبالله عليكم ما تقولوا لينا فى إطار إتفاق و فى لستك معاهدة..
                  

10-29-2022, 05:28 PM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سليمان حامد: الجسارة تمشى على قدمين صديق ا (Re: Abureesh)

    Quote: بسالة الشيوعيين السودانيين، واستعدادهم لتقديم كل التضحيات من اجل الحزب والوطن

    الاخ العزيز صهيبة ..

    من يشكك في بسالة الشيوعيين عبر التاريخ فاما هو شخص جاحد او جاهل ..

    لكننا في زمن الان مختلف عن اي زمن سابق .. فحتى الحديث عن البطولات و التضحيات اصبح لا قيمة له في وضعنا الراهن ..

    الاحزاب كلها فشلت في التغيير .. و قياداتها اصبحت في مجملها غير قادرة على الريادة ..

    الوطن لم يعد يتحمل الحزبية يا صهيبة .. البلد يحتاج لتفجير و اعادة صياغة .. ليست في مقدور اي من الاحزاب تحقيقها ..
                  

10-29-2022, 09:26 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سليمان حامد: الجسارة تمشى على قدمين صديق ا (Re: يحي قباني)

    Quote: توضح هذه القصة البطولية بسالة الشيوعيين السودانيين، واستعدادهم لتقديم كل التضحيات من اجل الحزب والوطن.


    من أجل الحزب والوطن!! قدم الحزب على الوطن وهذه ليست صدفة.. هذا الحزب كما بقية الأحزاب، لا يفهمون ان الحزب ليس سوى وسيلة الأفراد
    من أجل لم الجهود للعمل من أجل الوطن. ولكنهم عندهم الحزب أولا ثم الوطن.. والذى يصل للسلطة منهم فإن الحزب أولا ثم السودان. عسكرة الأحزاب الطائفية
    والعقائدية بما فيها الحزب الشيوعى، لعضويتها وتدريبها على السمعة والطاعة بدون فكر، هى التى أودت بالسودان، وهى كانت بذرة الفتنة القبلية التى نشهدها
    اليوم. أعضاء الحزب يساهمون من أجل التنظيم ومصروفات التنظيم من أجهزة وأعلام ومرتبات متفرغين..الخ. أما التضحيات فجميعها من أجل الوطن وليست من أجل الحزب.
    متى يفهموا ذلك؟!!
    الجهود والتضحيات من أجل الوطن يقتضى العمل مع بنيه.. أحزابه وأفراده من خارج الحزب، بإخلاص.. أكرر بإخلاص لأن المسرحيات والتمثيليات التى تتم من وقت لآخر
    ليس فيها إخلاص، وإنما تربص بالحليف قبل العدو المشترك.. والنظر الى الحليف بعين الذئب. والعمل مع الناس خارج الحزب يقتضى التنازل الإستراتيجى، والإستعداد (المخلص) للتنازل
    متى تطلب أمر الوصول الى أرضية مشتركة التنازل من كل طرف من أجل (السودان) وسلامة اراضية وأمن مواطنيه.. هذه المبادئ ليست فى قاموس أدبيات الحزب الشيوعى
    وإنما كل ما في قاموسه بيت الشعــر: (ونحن أناس لا توسط بيننا...لنا الصدر دون العالمين او القبر). وهذا ما يفسر السعى المحموم لعرقلة وإفشال العمل الثورى اليوم لأنه ليس
    حسب أدبياتهم وخططهم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de