المتابع لأخبار الدنيا،خاصة السياسية منها،يلاحظ نفورا شديدا ،وتظاهرات واحتجاجات واعتصامات ،تكاد تكون في كل دول العالم ،المتحضر منها والمتخلف وهي تثور ضد حكامها ،وقل أن تسلم دولة من هذه الظاهرة ولو في مجالات غير سياسية مثل الخلافات العرقية والدينية والقبلية وربط اخفاقاتها بفشل الحاكم وزمرته من الحاكمين ...وهي خلافات كثيرة ولكن العالم المرئي المنقول غالبا ما يهتم بالخلافات السياسية ،لأن السياسة هي مفتاح الاستقرار أو التدهور في الدولة . وكما هو معروف، فإن الحكومة هي القوة أو السلطة العليا..وهناك نظريات وأفكار كثيرة حول مصدر سيادتها، وليس هذا هو موضوع مقالنا،ولكن ما يهمنا فإن الحكومة تعد من أقدم المؤسسات السياسية في العالم .ومنذ أقدم العصور كانت المجتمعات في حاجة الي الحكام والحاكمين والمنفذين لإدارة المجتمعات الإنسانية. وإلي وقت قريب،كانت هذه المعادة متفق عليها...فالحكومة تستمد شرعيتها من قبول الشعب في مباشرة السلطة ،والشعب يسايرها ويساعدها بمراعاة القوانين وتنفيذها حسب نظام الحكم السائد. ولكن الخروج من دائرة هذه المعادلة ،والنفور من مسايرة الحاكم والخروج عليه ،أصبح ظاهرة سياسية إن لم نقل كونية قل أن تتجاهلها دولة لخطورتها.. وتنشط في دراسة هذه الظاهرة مراكز بحثية عديدة. وفي دولنا العربية، تزداد الظاهرة يوما بعد يوم حتي في دول الربيع العربي التي ثارت علي حكامها ورجعت من جديد تثور علي حكامها الجدد...والامثلة كثيرة في مصر وليبيا والعراق وتونس والسودان.. وكذلك هو الحال في الدول الغربية ،فلا تغرنكم مظاهر الاستقرار النسبي الخادعة...فمعظم هذه الشعوب (؛تكره حكامها) ،ولكن ربما ، بسبب القوانين الصارمة التي يتم اقرارها في أوقات الهدؤ والسكينة،تقف حاجزا إمام إظهار تلك الكراهية..أو بسبب الوعي المجتمعي الذي يحد من التطرف في إشهار الظاهرة...ولكنها كاتجاه سياسي موجودة في نفوسهم وتتشكل وفقا للمحرض أو الدافع الظرفي..وقد رأينا تلك المظاهر في الاحتجاجات والمظاهرات التي تعم هذه الدول خاصة في هذه الأيام، في فرنسا وأستراليا وايران وغيرها وهي موجهة بشكل علني نحو الحكومة والطبقة الحاكمة ولعل أبرزها احتجاجات الشعب الإيراني.. ظاهرة ،كره الشعوب لحكوماتها، لم تعد محصورة في رفض السياسات أو تقديم الخدمات أو التقصير في أداء المهمات الرسمية..بل أصبحت تستهدف الطبقة الحاكمة ،بغض النظر عن الوسيلة التي وصلت بها لسدة الحكم، فهل تفقد هذه المؤسسة السياسية العريقة، أو بما تسمي الحكومة والقائمين بأمرها، دورها وهيبتها وتتبدل بها الأحوال بما يتوافق ورضا الجماهير مع حكامها؟ د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 28 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة