|
Re: الإيمـــــان (Re: الصديق الزبير)
|
سلام الصديق الزبير
طابت أوقاتك وشكرا
Quote: هل يستطيع الذهن الذي أُخْضِع وخُوِّف، وأُجْبر على الإيمان أن يكون حراً كي يفكر؟ هل يستطيع النظر من جديد وإزالة سيرورة العزل بيني وبين آخر؟ من فضلكم لا تقولوا إن الإيمان يجمع بين الناس. إنه لا يجمع. هذا واضح. لم يقم أي دين بهذا من قبل. انظروا إلى أنفسكم في بلدانكم. أنتم جميعاً مؤمنون، ولكن هل أنتم جميعاً معاً؟ هل أنتم متحدون جميعاً؟ أنتم تعرفون أنكم لستم هكذا. أنتم منقسمون إلى أحزاب كثيرة تافهة، وطبقات مغلقة؛ تعيشون الانقسامات التي لا تُحصى. يجري هذا في أنحاء العالم كافة ـ سواء في الشرق أو الغرب ـ فالمسيحيون يقضون على المسيحيين، يقتلون بعضهم بعضاً من أجل أمور تافهة صغيرة، ويسوقون البشر إلى المعسكرات وإلى أهوال الحرب. بالتالي، إن الإيمان لا يوحّد البشر. هذا واضح جداً. |
واضح أن المعلم كريشنامورتي يقصد العقيدة عندما يتحدث عن الإيمان. وصحيح أن العقيدة، بهذا المعنى، تفرق ولا تجمع. أما الإيمان بالشيء، بصفته مقدمة للعلم به، فهو يجمع ولا يفرق عندما يفضي إلى العلم.. ومن أجل ذلك يتحدث الأستاذ محمود عن مرحلة العلم من الإسلام:
Quote: تعالوا إلى كلمة سواء
هذه كلمة نوجهها إلى "جبهة الميثاق الإسلامي" والى "الحزب الاشتراكي الإسلامي" والى "الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي" كهيئات، والى كل مهتم بالدستور الإسلامي، من المواطنين كأفراد .. فان الدستور الإسلامي اليوم لا تمليه حاجة المسلمين فحسب، وإنما تمليه حاجة البشرية جمعاء، تلك البشرية التي ضاقت عن استيعاب طاقاتها المدنية الغربية الحاضرة، فأصبحت تبحث عن مدنية جديدة هي في الإسلام عتيدة وحاضرة وفي غير الإسلام لا وجود لها وأصبح بذلك علينا، نحن المسلمين، واجب تقديم هذه المدنية الجديدة، التي تتولى توجيه الطاقة البشرية الحاضرة، والمجهود البشري الجبار، المعاصر، إلى باحات الأمن والسلام.. إن الإسلام كامل، ولا عيب فيه، على الإطلاق، ولكن العيب فينا، نحن المسلمين، فإننا قاصرون، كل القصور، عن فهمه واسوأ من ذلك، فإننا نرمي الإسلام بقصورنا عن الإدراك.. فكل عالم من علماء الفقه، اليوم، يكاد يجعل نفسه حجة على الإسلام.. فما علمه هو فهو الإسلام وما علمه سواه، ممن خالفه الرأي، فهو الكفر، والمروق.. التقينا مرة برجل من هذا القبيل، ممن يعتبرون في قمة من قمم المسئولية "العلمية الدينية" وكان غرضنا من لقائه أن نعرض عليه الفكرة الجمهورية لنعلم ماعنده عن الإسلام، وقد جرى على لساننا قوله تعالى "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا" ونحن نفكر في مستقبل الإسلام، فقال "قد ظهر، فان المقصود ظهور البرهان. وقد ظهر" قلنا فأنت لا تنتظر ظهورا للإسلام في مستقبل الأيام على الأديان كلها؟ فقال "لا!! فقد ظهر!"؟ إن مثل هذا الرجل لا يحق له أن يتحدث باسم الإسلام، إلا إذا كان الحديث باسم الإسلام لا يستتبع مسئولية علمية، كما هي الحال عندنا الآن.. الإسلام عائد، ما في ذلك أدنى ريب، وذلك موعود الله ، وموعود المعصوم، وعلى المسلمين عامه، وعلى العرب منهم بوجه خاص، يقع واجب النهوض بعبء التبشير به، وبعودته، حتى تفىء البشرية التي لوحتها هاجرة الشقاق إلى ظله الوريف.. ولن يعود الإسلام في مستواه "العقيدي" وإنما سيعود في مستواه "العلمي" وقد تحدث الجمهوريون عن ذلك كثيرا، ولو لم يكن في الإسلام غير العقيدة لكان وقته انقضى، لأنه في مستوى العقيدة تقابله عقائد عديدة لن يتخلى عنها أهلها حين يدعون إلى اعتناق عقيدة أخرى.. فانه في مستوى العقائد "كل حزب بما لديهم فرحون" فالعقائد بذلك تفرق البشرية ولا تجمعها .. ولكن في مستوى العلم فان الإسلام يقف قمة تنتهي عندها كل القمم. ويلتقي عندها كل البشر فيجدوا حاجتهم. فعبارة "الإسلام دين الفطرة" التي قالها المعصوم تشير إلى هذه المرتبة العلمية من الإسلام التي نتحدث عنها .. وفي هذه المرتبة تظهر، وتتحقق الوحدة البشرية، لان الفطرة البشرية، حيث وجدت، فهي بشرية.. وعن ذلك تحدثنا بشيء من الإسهاب في كتبنا مما يغنينا عن الإطالة هاهنا. والإسلام في مستواه العلمي "ديمقراطي اشتراكي" |
من كتاب: الدستور الإسلامى؟ نعم .. ولا !!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الإيمـــــان (Re: Yasir Elsharif)
|
يقول كريشنامورتي:
Quote: وهكذا فإن سؤالنا هو: “هل من الممكن أن يتحرّر الذهن من المعرفة والإيمان؟” أليس الذهن مصنوعاً من المعرفة والإيمان؟ أليس الإيمان والمعرفة بنية الذهن؟ إن الإيمان والمعرفة هما سيرورتا التعرف، مركز الذهن. إن السيرورة مغلقة، واعية وغير واعية. هل يستطيع الذهن أن يتحرر من بنيته؟ هل يستطيع التوقف عن الوجود؟ هذه هي المشكلة.إن الذهن كما نعرفه يملك الإيمان خلفه، يملك الرغبة، والإلحاح كي يكون آمناً، يملك المعرفة، ومراكمة القوة. إذا كان المرء، رغم كل قوته وتفوقه، لا يستطيع أن يفكر لذاته، لا يمكن أن يكون هناك سلام في العالم. يمكن أن تتحدثوا عن السلام، أن تؤسسوا الأحزاب السياسية، أن تصيحوا عن الأسطح؛ ولكنكم لن تستطيعوا الحصول على السلام؛ لأن الأساس الذي يولّد الصراع، الذي يعزل ويفرّق هو في الذهن. إن رجل سلام جدياً، لا يستطيع أن يعزل نفسه ومع ذلك يتحدث عن الأخوّة والسلام. إنها لعبة، سياسية أو دينية فقط، إحساس بالإنجاز والطموح. فالإنسان الجدي حقاً حيال هذا، الذي يريد أن يكتشف، عليه أن يواجه مشكلة المعرفة والإيمان؛ يجب أن يذهب إلى ما وراءها، أن يكتشف سيرورة الرغبة القائمة، الرغبة بالأمن، والرغبة باليقين كلّها . |
والصوفية يتحدثون عن التوقف عن الإرادة. سمعت من الأستاذ محمود أن أحد العارفين قيل له ماذا تريد فقال: أريد ألا أريد. كتب الأستاذ محمود عن حاجته إلى الخلوة:
Quote: فهل حبسني ابتغاء المعرفة؟؟ لا والله!! ولا كرامة.. وإنما حبسني العمل لغاية هي أشرف من المعرفة.. غاية ما المعرفة إلا وسيلة إليها.. تلك الغاية هي نفسي التي فقدتها بين ركام الأوهام، والأباطيل.. فإن علي لأن أبحث عنها على هدى القرآن – أريد أن أجدها.. وأريد أن أنشرها.. وأريد أن أكون في سلام معها، قبل أن أدعو غيري إلى الإسلام.. ذلك أمر لا معدى عنه.. فإن فاقد الشيء لا يعطيه.. |
وكتب الأستاذ محمود في كتابه "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري":
Quote: ومشكلة القدر ليست معضلة فلسفية عالية، على كل حال، وإنما هي مشكلة فكرية، تدركها العقول المرتاضة على دقة الفكر، ووضوح الرؤية.. ومن أجل رياضة العقول عل دقة الفكر أُنزل القرآن، وشرعت الشريعة، ونهض التكليف.. قال تعالى في ذلك: (وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس ما نُزل إليهم، ولعلهم يتفكرون) فإذا تأدبت العقول بأدب القرآن، في مستوى شريعته بالعبادة، وفي مستوى حقيقته بالعبودية، فإنها سيدق فكرها حتى تحقق من دقائق التوحيد ما تستطيع به أن تفلق الشعرة، ويومئذ تستطيع أن تدرك مشكلة القدر.. ويجب أن يكون واضحا أن ليس للفلسفة، ولا للعلم التجريبي الحاضر، نهج به تتأدب العقول على نحو ما هو عليه الحال في الدين.. ولا مجال لدقائق التوحيد بالطبع عن طريق الفلسفة، ولا عن طريق العلم التجريبي، وذلك لسبب واحد بسيط هو أن دقائق التوحيد تقع في منطقة من وراء العقول، في حين أن الفلسفة، والعلم المادي التجريبي، كليهما، يعتمدان على العقل.. إن العقل وسيلة إلى التوحيد، في أول الأمر، ولكنه عقبة أمام كمال التوحيد، في آخر الأمر.. القاعدة في ذلك من قوله تعالى: (سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق.. أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟؟) ففي مراحل الشهود الشفعي لا بد من العقل.. وتلك مراحل آيات الآفاق، وآيات النفوس (وهي تقابل شهود الله في أفعاله، وفي صفاته، وفي أسمائه، وتلك مراتب الحق، ولذلك فقد قال (حتى يتبين لهم أنه الحق).. (أنه) الهاء هنا نائبة عن الاسم (الله).. والحق مرحلة شهود شفعي، لأن له ضدا، هو الباطل).. ثم هو ذهب ليقول: (أولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد؟؟) وهذه مرحلة الشهود الوتري.. هي مرتبة (الحقيقة).. وهي إنما كانت مرحلة شهود وتري لأن الحقيقة لا ضد لها.. وهي إنما يكون تجليها على ملكة الإدراك الوتري – على القلوب.. ولا يكون تجلي الذات الإلهية على قلب العبد إلا بعد رفع حجاب الفكر – إلا بعد أن تكون هناك لحظة توقف فكري – ولا يكون التوقف الفكري إلا عندما يحار العقل، ويعجز، وتنبهم في وجهه المعاني.. ولقد تقرر أن بيننا وبين الذات حجبا لا تتناهى، ولكنها تقع، في جملتها، على مستويين: مستوى حجب الظلمات، ومستوى حجب الأنوار.. وحجب الظلمات هي حجب شهوات البطن، والفرج.. وحجب الأنوار هي حجب العقول.. فأما حجب الظلمات فإن التخلص منها قريب، وميسور.. ولكن حجب الأنوار تستمر مع السالكين في الطريق السرمدي، وإليها أشار النبي الكريم حين قال: (إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله، في اليوم، والليلة، سبعين مرة).. ثم قال: (إنه غان أنوار، لا غان أغيار).. أي حجب فكر، وليست حجب شهوة.. فالفرق، إذن، كبير جدا بين الفلسفة، والدين.. ومثل هذا يقال عن الفرق بين العلم التجريبي المادي، والدين، وأيسره اعتماد الفلسفة، والعلم التجريبي، اعتمادا كليا، ونهائيا، على الفكر، في حين أن الدين يروض العقل حتى يتسامى على نفسه ليصل إلى تجريد التوحيد، فيلغي الشفعية، ويخلص إلى الوترية، ويكون ساعتئذ في لحظة توقف، وحيرة.. وعندهم أن الحيرة تكون إدراكا، ههنا، لأن العقل يكون قد عرف قدر نفسه.. وقد قال المعصوم: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) يعني من عرف نفسه بما هو عليه من العجز، عرف ربه بما هو عليه من القدرة.. ومن ههنا قالوا: (العجز عن الإدراك إدراك) وقال سلطان العاشقين ابن الفارض: زدني بفرط الحسن فيك تحيرا * * وأرحم حشا بلظى هواك تسعرا
|
وإذا سألتك أن أراك حقيقة ** فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الإيمـــــان (Re: الصديق الزبير)
|
تسلم يا الصديق
Quote: * الأستاذ محمود اتخذ أسلوب الدين ، و لُغة الدين ـ للتعبير وتوصيل الفكرة للناس ، لذلك خلَق حساسية وعداء بينه وبين دُعاة الدين .
|
كل صاحب فكرة جديدة، سواء كانت فكرة دينية أو فلسفية، يجد معارضة مما هو سائد ومن أصحاب السلطة الزمنية إذا كانت تلك الفكرة تقوض مصلحتهم وسلطتهم. القرشيون كانوا يقولون عن النبي عليه السلام : "إن محمدا يسفه آلهتنا" ولكن هذه ليست كل الحقيقة، فهم في مجالسهم يقولون: "إن محمدا يفسد علينا غلماننا" لأنه يدعو إلى المساواة بين السادة والعبيد. ولولا أن الدعوة لجأت للحرب والقتال لما انتصرت. ولكن المستقبل ليس للحرب وإنما للسلام وهذا هو السبب الذي يجعل الإسلام في دعوته للسلام صاحب الوقت للتغيير. دعاة الدين خاصموا الأستاذ محمود وعادوه، إنما فعلوا ذلك بإيعاز وتحريض من الحكام، من الحكام خاصة من مصر والسعودية، ولكن في نهاية الأمر لا يصح إلى الصحيح وما ينفع الناس.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الإيمـــــان (Re: Yasir Elsharif)
|
تسلم يا الصديق
Quote: ولكن في نهاية الأمر لا يصح إلى الصحيح وما ينفع الناس. |
تصويب الخطأ الطباعي:
ولكن في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح وما ينفع الناس.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|