الإيمـــــان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 09:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2022, 07:02 AM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإيمـــــان

    07:02 AM October, 28 2022

    سودانيز اون لاين
    الصديق الزبير-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    * الإيمــان :-

    من كتاب : " الحُرية الأولى والأخيرة "
    لـ جودو كريشنامورتي .

    يبدو لي أن أحد الأمور التي نقبلها بلهفة ونسلّـِم بها جدلاً هي مسألة المعتقدات. ما أحاول القيام به هنا هو اكتشاف لماذا نقبل المُعتقدات؛ وإذا استطعنا فهم البواعث، وسبب القبول، يمكن أن نكون قادرين لا على فهم لماذا نؤمن فحسب ، وإنما على التحرر من هذا الإيمان أيضاً. يستطيع المرء أن يرى أن المعتقدات السياسية والدينية، والقومية تفرّق بين الناس، وتسبّب الصراع، والفوضى، والبغضاء. هذه حقيقة واضحة؛ وعلى الرغم من ذلك لا نريد أن نتخلَّى عنها. هناك المعتقد الهندوسي، والمسيحي، والبوذي، ومعتقدات طائفية وقومية لا تُحصى، وأيديولوجيات سياسية متنوعة، وكلها تتصارع مع بعضها بعضاً، محاولة أن تهدي بعضها بعضاً. إن الإيمان يفرق بين الناس، مولّداً عدم التسامح؛ هل من الممكن العيش دون إيمان؟ لا يستطيع المرء أن يكتشف هذا إلا إذا درس نفسه في علاقته مع معتقد. هل من الممكن العيش في هذا العالم من دون إيمان ؟ لا أن نغيّر المعتقدات، ونستبدل معتقداً بآخر، وإنما أن نتحرّر من المعتقدات كلّها، ونعانق الحياة من جديد كل دقيقة؟ إن الحقيقة هي امتلاك القدرة على لقاء كل شيء من جديد، دون رد الفعل المشروط للماضي، بحيث لا يكون هناك التأثير التراكمي الذي يعمل كحاجز بين الذات وما هو موجود .

    إذا فكرتم، سترون أن أحد أسباب الرغبة بقبول المُعتقد هو الخوف. إذا لم يكن لدينا إيمان، ما الذي يحدث لنا؟ ألن نكون خائفين جداً مما يمكن أن يحدث لنا؟ إذا لم يكن لدينا نموذج للفعل، مستند إلى الإيمان ـ سواء بالله، أو الشيوعية، أو بالاشتراكية، أو الإمبريالية، أو بدين ما، أو عقيدة قطعية ما ، نكون فيها مشروطين ـ سنشعر بضياع كامل، أليس كذلك؟ أو ليس هذا القبول للمعتقد ـ تغطية لذلك الخوف، الخوف من ألا تكون شيئاً، من أن تكون فارغاً؟ إن الكوب مفيد إذا كان فارغاً فحسب؛ وهكذا فإن الذهن الممتليء بالمعتقدات، وبالعقائد القطعية، وبالتأكيدات؛ وبالمقتطفات، هو ذهن غير إبداعي؛ إنه مجرد ذهن تكراري. إن الهرب من ذلك الخوف ـ الخوف من الفراغ، والخوف من الوحدة، ومن الركود، ومن عدم الوصول، والفشل، وعدم الإنجاز، والإخفاق في كونك شيئاً ما، هو بالتأكيد أحد أسباب قبولنا للمعتقدات بلهفة وجشع. هل نفهم أنفسنا عبر قبول المعتقد؟ على العكس، إن المعتقد الديني أو السياسي يعرقل فهمنا لأنفسنا. يعمل كحجاب ننظر عبره إلى أنفسنا. هل نستطيع أن ننظر إلى أنفسنا من دون معتقدات؟ إذا أزلنا تلك المعتقدات، المعتقدات الكثيرة التي نعتنقها، هل يبقى أي شيء يُنظر إليه؟ إذا لم يكن لدينا معتقدات يتماهى معها الذهن، عندها يكون الذهن، دون تماه، قادراً على النظر إلى نفسه كما هو، وعندئذ، بالتأكيد، يبدأ فهم المرء لذاته .

    إن مسألة الإيمان والمعرفة هامة جداً. فهي تؤدي دوراً فائقاً للعادة في حياتنا، ونحن نملك الكثير من المعتقدات! أكيد أنه كلما كان المرء أكثر فكراً وثقافة وتديُّناً قلَّتْ قدرته على الفهم. يمتلك البدائيون خرافات لا تُحصى، حتى في العالم الحديث ثمة خرافات. إن الأكثر تفكيراً، والأكثر يقظة، والأكثر تنبهاً هم ربما الأقل إيماناً. هذا لأن الإيمان يعمي، ويفرّق؛ ونرى أن هذا يحدث في أنحاء العالم؛ العالم الاقتصادي والسياسي، وأيضاً في ما يُدعى بالعالم الروحي.. تؤمنون أن هناك إلهاً، وربما أؤمن أنه ليس هناك إله؛ أو تؤمنون بسيطرة الدولة الكاملة على كل شيء وعلى جميع الأفراد، وأنا أؤمن بالمشروع الخاص وهلمّ جرّا؛ تؤمنون بأن هناك مخلّصاً واحداً تستطيعون أن تُنجزوا أهدافكم بمساعدة منه، وأنا لا أؤمن به. هكذا نؤكد بعضنا بعضاً، أنت بإيمانك وأنا بإيماني. يتحدث كلانا عن الحب، عن السلام، عن وحدة البشرية، عن حياة واحدة ولكن هذا لا يعني شيئاً؛ لأن الإيمان سيرورة عزل. أنت براهماني، أنا لست براهمانياً؛ أنت مسيحي، أنا مسلم، وهلمّجرّا. تتحدث عن الأخوّة، وأنا كذلك أتحدث عن الأخوّة نفسها، عن الحب والسلام؛ ولكن في الواقع نحن منفصلان، نحن نفرّق بين أنفسنا. إن الإنسان الذي يروم السلام وخلق عالم جديد، وسعيد، لا يستطيع عزل نفسه عبر أي شكل من أشكال الإيمان. هل هذا واضح؟ يمكن أن يكون هذا لفظياً أيضاً، ولكن، إذا فهمت مغزى الأمر، وصحته وحقيقته، سيتوضّح لك ما أعنيه .

    حيث توجد رغبة توجد سيرورة عزل عبر الإيمان، لأنك تؤمن من أجل أن تكون آمناً اقتصادياً، وروحياً، وكذلك داخلياً. أنا لا أتحدث عن البشر الذي يؤمنون لأسباب اقتصادية، لأنهم رُبّوا كي يعتمدوا على وظائفهم، بالتالي سيكونون كاثوليكيين وهندوسيين ـ لا يهمّ ماذا يكونون ـ طالما أنّ هناك وظيفة لهم. لا أناقش أيضاً أولئك البشر الذين يتمسّكون بمعتقد من أجل غاية ـ ربما يشملنا الأمر جميعاً، ذلك أننا نؤمن بأمور معيّنة لتحقيق غاية. يجب أن نرمي هذه الأسباب الاقتصادية جانباً، ونعالج المسألة بعمق أكبر. خذ البشر الذين يؤمنون بأي شيء، اقتصادي، اجتماعي أو روحي؛ إن السيرورة الكامنة خلف إيمانهم هي الرغبة النفسية بأن يكونوا آمنين، أليس كذلك؟ لهذا يرغبون بالمتابعة. أنا لا أناقش هنا إن كانت هناك استمرارية أم لا؛ بل أناقش الإلحاح، والدافع المستمر للإيمان فقط. إن رجل سلام، رجلاً يفهم سيرورة الوجود البشري كلها، لا يمكن أن يقيّده معتقد، أليس كذلك؟ يرى رغبته تعمل كوسيلة لكونه آمناً. من فضلكم لا تذهبوا إلى الطرف الآخر وتقولوا إنني أبشّر باللادين. ليست هذه فكرتي إطلاقاً. إن فكرتي هي أنه طالما أننا لا نفهم سيرورة الرغبة في شكل إيمان، يكون هناك نزاع وصراع و أَسى، ويكون الإنسان ضد الإنسان، ونحن نشهد هذا كل يوم. من ثمَّ، إذا كنت أدرك، إذا كنتُ أعي أن هذه السيرورة تتخذ شكل الإيمان، الذي هو التعبير عن التوق إلى أمن داخلي، عندئذ لن تكون مشكلتي أنني سأصدق هذا أو ذاك وإنما سأحرر نفسي من رغبة أن أكون آمناً. هذه هي المشكلة، إنها لا تكمن في: بماذا تؤمنون وما مدى إيمانكم؟ هذه مجرد تعبيرات عن توق المرء الداخلي إلى أن يكون آمناً نفسياً، ومتأكداً من شيء ما، حين يكون كل شيء غير مؤكد في العالم .

    هل يستطيع ذهنٌ واع، أو شخص واع أن يتحرّرا من الرغبة بأن يكونا آمنين؟ نريد أن نكون آمنين وبالتالي نحتاج إلى مساعدة ملكياتنا وأسرتنا. نريد أن نكون آمنين داخلياً وأيضاً روحياً عبْر تشييد جدران الإيمان، والتي هي إشارة إلى توق المرء إلى أن يكون مطمئناً. هل تستطيع كفرد أن تكون حراً من هذا الإلحاح، هذا التوق كي تكون آمناً، الذي يعبّر عن نفسه في رغبتك بالإيمان بشيء ما؟ إذا لم نكن متحررين من كل هذا، نكون مصدر نزاع؛ لا صانعي سلام؛ ولا نملك في قلوبنا حباً. إن الإيمان يدمّر؛ وهذا يتجلّى في حياتنا اليومية. هل أستطيع أن أرى نفسي حين أكون عالقاً في سيرورة الرغبة هذه؟ هل يستطيع العقل أن يحرر نفسه من الإيمان، لا أن يعثر على بديل له ولكن أن يتحرر منه بشكل كامل؟ لا تستطيع الإجابة لفظياً:”نعم” أو “كلا” على هذا؛ ولكنك تستطيع أن تقدم جواباً إذا كانت نيتك هي أن تصبح حراً من الإيمان. عندها تصل إلى النقطة التي تبحث فيها عن الوسيلة لتحرر نفسك من الإلحاح على أن تكون آمناً. ليس هناك على ما يبدو أمن داخلي يمكن، كما تود أن تصدق، أن يستمر. تحب أن تؤمن أن هناك إلهاً يحرص على أشيائك الصغيرة التافهة، يقول لك من يجب أن ترى، ماذا يجب أن تفعل وكيف تفعله. إن هذا تفكيراً صبيانياً وغير ناضج. تعتقدون أن الأب الكبير يراقب كل واحد منا. هذا مجرد إسقاط لحبكم الشخصي. إن هذا غير صحيح. يجب أن تكون الحقيقة شيئاً مختلفاً .

    إن مشكلتنا التالية هي مشكلة المعرفة. هل المعرفة ضرورية لمعرفة الحقيقة؟ حين أقول:”أعرف”، يكون المعنى الضمني هو أنه هناك معرفة. هل يستطيع ذهن كهذا أن يكون قادراً على استقصاء وكشف ما هي الحقيقة؟ فضلاً عن ذلك، ما الذي نعرفه، ونحن فخورون به جداً؟ ما هو الذي نعرفه على نحو حقيقي؟ نعرف معلومات؛ نحن مليئون بالمعلومات والتجربة المستندة إلى شرطنا، وذاكرتنا وقدراتنا؟ حين تقول: ” أعرف”، ما الذي تعنيه؟ الإقرار بأن ما تعرفه هو التعرف على حقيقة، ومعلومات معينة، أو تجربة مررت فيها. إن التراكم المستمر للمعلومات، واكتساب أشكال مختلفة من المعرفة، يؤلفان التأكيد:” أعرف”؛ وتبدأ بترجمة ما قرأته، بحسب خلفيتك، ورغبتك، وتجربتك. إن معرفتك هي شيء تكون فيه سيرورة قائمة شبيهة بسيرورة الرغبة. نضع المعرفة مكان الإيمان. “أعرف، لقد امتلكت تجربة، لا يمكن أن تُدحض؛ تجربتي هي هذه، وعلى هذا أعتمد بنحو كامل ؛ هذه مؤشرات على تلك المعرفة. ولكن حين تلاحق هذه المعرفة، وتحللها، وتنظر إليها بذكاء وعناية أكبر، ستجد أن التأكيد نفسه: "أعرف" هو جدار آخر يفصل بيني وبينك؟ تلوذ إلى خلف ذلك الجدار ناشداً الراحة والأمان. بالتالي كلما كان الذهن مُثقلاً بمزيد من المعرفة قلَّت قدرته على الفهم .

    لا أعرف إن حدث وفكرتم بمشكلة اكتساب المعرفة هذه، إن كانت المعرفة تساعدنا في النهاية على أن نحب، و نتحرر من تلك الصفات التي تسبّب الصراع في أنفسنا ومع جيراننا؛ إن كانت المعرفة تحرر الذهن من الطموح. لأن الطموح هو، في النهاية، إحدى الصفات التي تدمر العلاقة، التي تؤلّب إنساناً على آخر. إذا كنا نريد أن نعيش معاً بسلام، يجب أن ينتهي الطموح، لا الطموح السياسي والاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل أيضاً الطموح الأكثر ثِقلاً وضرراً، الطموح الروحي إلى أن تكون شيئاً ما. هل من الممكن دوماً للذهن أن يتحرر من عملية مراكمة المعرفة هذه، من الرغبة بالمعرفة هذه؟

    من الممتع جداً مراقبة كيف تؤدي المعرفة والإيمان في حياتنا دوراً قوياً جداً. انظر كيف نعبد أولئك الذين يملكون معرفة ضخمة وسِعَة اطّـِلاع هل تستطيع فهم معنى ذلك؟ إذا كنت ستجد شيئاً جديداً، وتجرب شيئاً ليس إسقاطاً لخيالك، يجب أن يكون ذهنك حراً، أليس كذلك؟ يجب أن يكون قادراً على رؤية شيء جديد. لسوء الحظ، في كل مرة ترى شيئاً جديداً تحضر كل المعلومات التي تعرفها، كل معرفتك، وكل ذكرياتك الماضية؛ وتصبح غير قادر على النظر، وغير قادر على تلقي أي شيء جديد، أي شيء ليس قديماً. من فضلك لا تترجم هذا على الفور إلى تفاصيل. إذا كنتُ لا أعرف كيف أرجع إلى منزلي، سأضيع؛ إذا كنتُ لا أعرف كيف أشغّل آلة، ستكون فائدتي قليلة. هذا شيء مختلف تماماً. نحن لا نناقش هذا هنا. نحن نناقش معرفة تُستخدم كوسيلة للأمن، الرغبة النفسية والداخلية كي أكون شيئاً. ما الذي تحصل عليه عبر المعرفة؟ سلطة المعرفة، وثقل المعرفة، والإحساس بالأهمية، والكرامة، والإحساس بالحيوية، وماذا غير ذلك؟ إن الإنسان الذي يقول:” أعرف”، “يوجد” أو “لا يوجد” توقف بالتأكيد عن التفكير، عن ملاحقة سيرورة الرغبة الكاملة هذه .

    إن مشكلتنا إذاً، كما أراها، هي أننا مقيدون، يثقلنا الإيمان، والمعرفة؛ وهل من الممكن للذهن أن يكون حراً من الماضي ومن المعتقدات التي اكتُسبت عبر سيرورة الماضي؟ هل تفهم السؤال؟ هل يمكنني أنا وأنت أن نعيش في هذا المجتمع كأفراد ونكون أحراراً من المعتقدات التي نشأنا عليها؟ هل يمكن للذهن أن يكون حراً من كل تلك المعرفة، وكل تلك السلطة؟ نقرأ الكتب المقدسة المختلفة، والكتب الدينية. وصفوا فيها بعناية كبيرة ما يجب فعله، وما لا يجب فعله، وكيفية تحقيق هدف، وما هو الهدف وما هو الله؟ هذه هي معرفتكم، هذا ما قمتم باكتسابه، هذا ما قمتم بتعلمه؛ على طول الممر الذي سرتم فيه. إنكم تلاحقونه وتنشدونه على ما يبدو، وستعثرون عليه.لكن هل هذا هو الحقيقة؟ أليس إسقاط معرفتكم الخاصة؟ إنه ليس الحقيقة. هل من الممكن إدراك هذا الآن ـ ليس غداً ـ وتقولون:”نرى حقيقة الأمر”، وتتركونه، بحيث لا يُشل ذهنكم بسيرورة التخيل أو الإسقاط هذه؟

    هل الذهن قادر على التحرر من الإيمان؟ لا يمكنكم أن تتحرروا من الإيمان إلا حين تفهمون الطبيعة الداخلية للأسباب التي تجعلكم تتمسكون به، لا الدوافع الواعية فحسب بل اللاواعية كذلك، التي تجعلكم تؤمنون. لسنا مجرد كيان سطحي يعمل على المستوى الواعي. نستطيع العثور على الأنشطة الواعية واللاواعية الأكثر عمقاً إذا منحنا الذهن اللاواعي فرصة، لأنه أكثر سرعة في الاستجابة من الذهن الواعي. حين يفكر ذهنك الواعي بهدوء، ويصغي ويراقب، يكون الذهن اللاواعي أكثر نشاطاً، وأكثر تيقظاً، وأكثر تلقياً؛ ويستطيع، بالتالي، أن يمتلك جواباً.هل يستطيع الذهن الذي أُخْضِع وخُوِّف، وأُجْبر على الإيمان أن يكون حراً كي يفكر؟ هل يستطيع النظر من جديد وإزالة سيرورة العزل بيني وبين آخر؟ من فضلكم لا تقولوا إن الإيمان يجمع بين الناس. إنه لا يجمع. هذا واضح. لم يقم أي دين بهذا من قبل. انظروا إلى أنفسكم في بلدانكم. أنتم جميعاً مؤمنون، ولكن هل أنتم جميعاً معاً؟ هل أنتم متحدون جميعاً؟ أنتم تعرفون أنكم لستم هكذا. أنتم منقسمون إلى أحزاب كثيرة تافهة، وطبقات مغلقة؛ تعيشون الانقسامات التي لا تُحصى. يجري هذا في أنحاء العالم كافة ـ سواء في الشرق أو الغرب ـ فالمسيحيون يقضون على المسيحيين، يقتلون بعضهم بعضاً من أجل أمور تافهة صغيرة، ويسوقون البشر إلى المعسكرات وإلى أهوال الحرب. بالتالي، إن الإيمان لا يوحّد البشر. هذا واضح جداً. إذا كان هذا صحيحاً وواضحاً، وإذا كنتم ترونه، إذاً يجب أن يُتّبع. ولكن الصعوبة التي تواجهنا هي أننا لا نرى، لأننا غير قادرين على مواجهة غياب الأمان الداخلي، والإحساس الداخلي بالوحدة. نريد شيئاً نتكيء عليه، سواء أكان الدولة أو الطبقة أو القومية أو المعلم أو المخلّـِص أو أي شيء آخر. حين نكتشف زيف كل هذا، يكون الذهن عندئذ قادراً ـ يمكن أن يكون قادراً مؤقتاً ولثانية ـ على اكتشاف حقيقة الأمر؛ على الرغم من أنه حين يطول الأمر فإن عليه أن يتراجع. ولكن يكفي أن نرى نحو خاطف؛ إذا كنتم قادرين على رؤية ذلك لثانية عابرة، فهذا كاف؛ لأنكم سترون عندئذ شيئاً فائقاً للعادة يحدث. يكون اللاوعي في حالة عمل، على الرغم من أن الوعي يمكن أن يرفض. ليست ثانية متوالية؛ ولكن الثانية هي الشيء الوحيد، وسيكون لها نتائجها، برغم الذهن الواعي الذي يصارع ضدها .

    وهكذا فإن سؤالنا هو: “هل من الممكن أن يتحرّر الذهن من المعرفة والإيمان؟” أليس الذهن مصنوعاً من المعرفة والإيمان؟ أليس الإيمان والمعرفة بنية الذهن؟ إن الإيمان والمعرفة هما سيرورتا التعرف، مركز الذهن. إن السيرورة مغلقة، واعية وغير واعية. هل يستطيع الذهن أن يتحرر من بنيته؟ هل يستطيع التوقف عن الوجود؟ هذه هي المشكلة.إن الذهن كما نعرفه يملك الإيمان خلفه، يملك الرغبة، والإلحاح كي يكون آمناً، يملك المعرفة، ومراكمة القوة. إذا كان المرء، رغم كل قوته وتفوقه، لا يستطيع أن يفكر لذاته، لا يمكن أن يكون هناك سلام في العالم. يمكن أن تتحدثوا عن السلام، أن تؤسسوا الأحزاب السياسية، أن تصيحوا عن الأسطح؛ ولكنكم لن تستطيعوا الحصول على السلام؛ لأن الأساس الذي يولّد الصراع، الذي يعزل ويفرّق هو في الذهن. إن رجل سلام جدياً، لا يستطيع أن يعزل نفسه ومع ذلك يتحدث عن الأخوّة والسلام. إنها لعبة، سياسية أو دينية فقط، إحساس بالإنجاز والطموح. فالإنسان الجدي حقاً حيال هذا، الذي يريد أن يكتشف، عليه أن يواجه مشكلة المعرفة والإيمان؛ يجب أن يذهب إلى ما وراءها، أن يكتشف سيرورة الرغبة القائمة، الرغبة بالأمن، والرغبة باليقين كلّها .

    إن الذهن الذي يكون في حالة يمكن أن يحدث فيها الجديد ـ سواء كان الحقيقة، أو الله، أو ما تشاؤون ـ يجب أن يتوقف عن الاكتساب، والجمع؛ يجب أن يرمي جانباً المعرفة كلها.أما الذهن المُثقل بالمعرفة فلا يستطيع أن يفهم ما هو حقيقي، ما هو غير قابل للقياس .



    * كريشنامورتي







                  

10-28-2022, 09:34 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإيمـــــان (Re: الصديق الزبير)

    سلام الصديق الزبير

    طابت أوقاتك وشكرا


    Quote: هل يستطيع الذهن الذي أُخْضِع وخُوِّف، وأُجْبر على الإيمان أن يكون حراً كي يفكر؟ هل يستطيع النظر من جديد وإزالة سيرورة العزل بيني وبين آخر؟ من فضلكم لا تقولوا إن الإيمان يجمع بين الناس. إنه لا يجمع. هذا واضح. لم يقم أي دين بهذا من قبل. انظروا إلى أنفسكم في بلدانكم. أنتم جميعاً مؤمنون، ولكن هل أنتم جميعاً معاً؟ هل أنتم متحدون جميعاً؟ أنتم تعرفون أنكم لستم هكذا. أنتم منقسمون إلى أحزاب كثيرة تافهة، وطبقات مغلقة؛ تعيشون الانقسامات التي لا تُحصى. يجري هذا في أنحاء العالم كافة ـ سواء في الشرق أو الغرب ـ فالمسيحيون يقضون على المسيحيين، يقتلون بعضهم بعضاً من أجل أمور تافهة صغيرة، ويسوقون البشر إلى المعسكرات وإلى أهوال الحرب. بالتالي، إن الإيمان لا يوحّد البشر. هذا واضح جداً.


    واضح أن المعلم كريشنامورتي يقصد العقيدة عندما يتحدث عن الإيمان. وصحيح أن العقيدة، بهذا المعنى، تفرق ولا تجمع. أما الإيمان بالشيء، بصفته مقدمة للعلم به، فهو يجمع ولا يفرق عندما يفضي إلى العلم.. ومن أجل ذلك يتحدث الأستاذ محمود عن مرحلة العلم من الإسلام:


    Quote:
    تعالوا إلى كلمة سواء

    هذه كلمة نوجهها إلى "جبهة الميثاق الإسلامي" والى "الحزب الاشتراكي الإسلامي" والى "الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي" كهيئات، والى كل مهتم بالدستور الإسلامي، من المواطنين كأفراد .. فان الدستور الإسلامي اليوم لا تمليه حاجة المسلمين فحسب، وإنما تمليه حاجة البشرية جمعاء، تلك البشرية التي ضاقت عن استيعاب طاقاتها المدنية الغربية الحاضرة، فأصبحت تبحث عن مدنية جديدة هي في الإسلام عتيدة وحاضرة وفي غير الإسلام لا وجود لها وأصبح بذلك علينا، نحن المسلمين، واجب تقديم هذه المدنية الجديدة، التي تتولى توجيه الطاقة البشرية الحاضرة، والمجهود البشري الجبار، المعاصر، إلى باحات الأمن والسلام.. إن الإسلام كامل، ولا عيب فيه، على الإطلاق، ولكن العيب فينا، نحن المسلمين، فإننا قاصرون، كل القصور، عن فهمه واسوأ من ذلك، فإننا نرمي الإسلام بقصورنا عن الإدراك.. فكل عالم من علماء الفقه، اليوم، يكاد يجعل نفسه حجة على الإسلام.. فما علمه هو فهو الإسلام وما علمه سواه، ممن خالفه الرأي، فهو الكفر، والمروق..
    التقينا مرة برجل من هذا القبيل، ممن يعتبرون في قمة من قمم المسئولية "العلمية الدينية" وكان غرضنا من لقائه أن نعرض عليه الفكرة الجمهورية لنعلم ماعنده عن الإسلام، وقد جرى على لساننا قوله تعالى "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا" ونحن نفكر في مستقبل الإسلام، فقال "قد ظهر، فان المقصود ظهور البرهان. وقد ظهر" قلنا فأنت لا تنتظر ظهورا للإسلام في مستقبل الأيام على الأديان كلها؟ فقال "لا!! فقد ظهر!"؟
    إن مثل هذا الرجل لا يحق له أن يتحدث باسم الإسلام، إلا إذا كان الحديث باسم الإسلام لا يستتبع مسئولية علمية، كما هي الحال عندنا الآن..
    الإسلام عائد، ما في ذلك أدنى ريب، وذلك موعود الله ، وموعود المعصوم، وعلى المسلمين عامه، وعلى العرب منهم بوجه خاص، يقع واجب النهوض بعبء التبشير به، وبعودته، حتى تفىء البشرية التي لوحتها هاجرة الشقاق إلى ظله الوريف..
    ولن يعود الإسلام في مستواه "العقيدي" وإنما سيعود في مستواه "العلمي" وقد تحدث الجمهوريون عن ذلك كثيرا، ولو لم يكن في الإسلام غير العقيدة لكان وقته انقضى، لأنه في مستوى العقيدة تقابله عقائد عديدة لن يتخلى عنها أهلها حين يدعون إلى اعتناق عقيدة أخرى.. فانه في مستوى العقائد "كل حزب بما لديهم فرحون" فالعقائد بذلك تفرق البشرية ولا تجمعها .. ولكن في مستوى العلم فان الإسلام يقف قمة تنتهي عندها كل القمم. ويلتقي عندها كل البشر فيجدوا حاجتهم. فعبارة "الإسلام دين الفطرة" التي قالها المعصوم تشير إلى هذه المرتبة العلمية من الإسلام التي نتحدث عنها .. وفي هذه المرتبة تظهر، وتتحقق الوحدة البشرية، لان الفطرة البشرية، حيث وجدت، فهي بشرية.. وعن ذلك تحدثنا بشيء من الإسهاب في كتبنا مما يغنينا عن الإطالة هاهنا. والإسلام في مستواه العلمي "ديمقراطي اشتراكي"

    من كتاب:
    الدستور الإسلامى؟ نعم .. ولا !!
                  

10-28-2022, 10:15 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإيمـــــان (Re: Yasir Elsharif)

    يقول كريشنامورتي:

    Quote: وهكذا فإن سؤالنا هو: “هل من الممكن أن يتحرّر الذهن من المعرفة والإيمان؟” أليس الذهن مصنوعاً من المعرفة والإيمان؟ أليس الإيمان والمعرفة بنية الذهن؟ إن الإيمان والمعرفة هما سيرورتا التعرف، مركز الذهن. إن السيرورة مغلقة، واعية وغير واعية. هل يستطيع الذهن أن يتحرر من بنيته؟ هل يستطيع التوقف عن الوجود؟ هذه هي المشكلة.إن الذهن كما نعرفه يملك الإيمان خلفه، يملك الرغبة، والإلحاح كي يكون آمناً، يملك المعرفة، ومراكمة القوة. إذا كان المرء، رغم كل قوته وتفوقه، لا يستطيع أن يفكر لذاته، لا يمكن أن يكون هناك سلام في العالم. يمكن أن تتحدثوا عن السلام، أن تؤسسوا الأحزاب السياسية، أن تصيحوا عن الأسطح؛ ولكنكم لن تستطيعوا الحصول على السلام؛ لأن الأساس الذي يولّد الصراع، الذي يعزل ويفرّق هو في الذهن. إن رجل سلام جدياً، لا يستطيع أن يعزل نفسه ومع ذلك يتحدث عن الأخوّة والسلام. إنها لعبة، سياسية أو دينية فقط، إحساس بالإنجاز والطموح. فالإنسان الجدي حقاً حيال هذا، الذي يريد أن يكتشف، عليه أن يواجه مشكلة المعرفة والإيمان؛ يجب أن يذهب إلى ما وراءها، أن يكتشف سيرورة الرغبة القائمة، الرغبة بالأمن، والرغبة باليقين كلّها .


    والصوفية يتحدثون عن التوقف عن الإرادة. سمعت من الأستاذ محمود أن أحد العارفين قيل له ماذا تريد فقال: أريد ألا أريد.
    كتب الأستاذ محمود عن حاجته إلى الخلوة:

    Quote: فهل حبسني ابتغاء المعرفة؟؟
    لا والله!! ولا كرامة.. وإنما حبسني العمل لغاية هي أشرف من المعرفة.. غاية ما المعرفة إلا وسيلة إليها.. تلك الغاية هي نفسي التي فقدتها بين ركام الأوهام، والأباطيل.. فإن علي لأن أبحث عنها على هدى القرآن – أريد أن أجدها.. وأريد أن أنشرها.. وأريد أن أكون في سلام معها، قبل أن أدعو غيري إلى الإسلام.. ذلك أمر لا معدى عنه.. فإن فاقد الشيء لا يعطيه..


    وكتب الأستاذ محمود في كتابه "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري":

    Quote: ومشكلة القدر ليست معضلة فلسفية عالية، على كل حال، وإنما هي مشكلة فكرية، تدركها العقول المرتاضة على دقة الفكر، ووضوح الرؤية.. ومن أجل رياضة العقول عل دقة الفكر أُنزل القرآن، وشرعت الشريعة، ونهض التكليف.. قال تعالى في ذلك: (وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس ما نُزل إليهم، ولعلهم يتفكرون) فإذا تأدبت العقول بأدب القرآن، في مستوى شريعته بالعبادة، وفي مستوى حقيقته بالعبودية، فإنها سيدق فكرها حتى تحقق من دقائق التوحيد ما تستطيع به أن تفلق الشعرة، ويومئذ تستطيع أن تدرك مشكلة القدر.. ويجب أن يكون واضحا أن ليس للفلسفة، ولا للعلم التجريبي الحاضر، نهج به تتأدب العقول على نحو ما هو عليه الحال في الدين.. ولا مجال لدقائق التوحيد بالطبع عن طريق الفلسفة، ولا عن طريق العلم التجريبي، وذلك لسبب واحد بسيط هو أن دقائق التوحيد تقع في منطقة من وراء العقول، في حين أن الفلسفة، والعلم المادي التجريبي، كليهما، يعتمدان على العقل..
    إن العقل وسيلة إلى التوحيد، في أول الأمر، ولكنه عقبة أمام كمال التوحيد، في آخر الأمر.. القاعدة في ذلك من قوله تعالى: (سنريهم آياتنا، في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق.. أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟؟) ففي مراحل الشهود الشفعي لا بد من العقل.. وتلك مراحل آيات الآفاق، وآيات النفوس (وهي تقابل شهود الله في أفعاله، وفي صفاته، وفي أسمائه، وتلك مراتب الحق، ولذلك فقد قال (حتى يتبين لهم أنه الحق).. (أنه) الهاء هنا نائبة عن الاسم (الله).. والحق مرحلة شهود شفعي، لأن له ضدا، هو الباطل).. ثم هو ذهب ليقول: (أولم يكف بربك انه على كل شيء شهيد؟؟) وهذه مرحلة الشهود الوتري.. هي مرتبة (الحقيقة).. وهي إنما كانت مرحلة شهود وتري لأن الحقيقة لا ضد لها.. وهي إنما يكون تجليها على ملكة الإدراك الوتري – على القلوب.. ولا يكون تجلي الذات الإلهية على قلب العبد إلا بعد رفع حجاب الفكر – إلا بعد أن تكون هناك لحظة توقف فكري – ولا يكون التوقف الفكري إلا عندما يحار العقل، ويعجز، وتنبهم في وجهه المعاني.. ولقد تقرر أن بيننا وبين الذات حجبا لا تتناهى، ولكنها تقع، في جملتها، على مستويين: مستوى حجب الظلمات، ومستوى حجب الأنوار.. وحجب الظلمات هي حجب شهوات البطن، والفرج.. وحجب الأنوار هي حجب العقول.. فأما حجب الظلمات فإن التخلص منها قريب، وميسور.. ولكن حجب الأنوار تستمر مع السالكين في الطريق السرمدي، وإليها أشار النبي الكريم حين قال: (إنه ليغان على قلبي حتى أستغفر الله، في اليوم، والليلة، سبعين مرة).. ثم قال: (إنه غان أنوار، لا غان أغيار).. أي حجب فكر، وليست حجب شهوة..
    فالفرق، إذن، كبير جدا بين الفلسفة، والدين.. ومثل هذا يقال عن الفرق بين العلم التجريبي المادي، والدين، وأيسره اعتماد الفلسفة، والعلم التجريبي، اعتمادا كليا، ونهائيا، على الفكر، في حين أن الدين يروض العقل حتى يتسامى على نفسه ليصل إلى تجريد التوحيد، فيلغي الشفعية، ويخلص إلى الوترية، ويكون ساعتئذ في لحظة توقف، وحيرة.. وعندهم أن الحيرة تكون إدراكا، ههنا، لأن العقل يكون قد عرف قدر نفسه.. وقد قال المعصوم: (من عرف نفسه فقد عرف ربه) يعني من عرف نفسه بما هو عليه من العجز، عرف ربه بما هو عليه من القدرة.. ومن ههنا قالوا: (العجز عن الإدراك إدراك) وقال سلطان العاشقين ابن الفارض:
    زدني بفرط الحسن فيك تحيرا * * وأرحم حشا بلظى هواك تسعرا

    وإذا سألتك أن أراك حقيقة ** فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى
                  

10-28-2022, 01:11 PM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإيمـــــان (Re: Yasir Elsharif)

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    د. ياسر الشريف
    وشكراً على المرور الجميل
    **
    * نعم ، كريشنامورتي يقصد العقيدة ، يقصد الإعتقاد الذي يقود إلى التعصُب ، ويؤدي إلى الخِصام والعداء بين الناس ـ دا الشيء ال بيقصده كريشنامورتي .
    * وهو نفس الشيء ال اتكلم عنه الأستاذ محمود محمد طه ـ بلُغة مُختلفة .
    * الإتنين بيتكلموا عن شيء واحد ، بيتكلموا عن " الثورة النفسية " ، وانو أساس الإصلاح والتغيير الجذري في المجتمع ـ يبدأ بالفرد ، ومن الفرد .
    * بيلتقوا في " الحُـب " ـ الحُب بمعناهو العميق ، الواسع ـ كما هو معروف عند الصوفية .
    * مافي خِلاف جوهري بينهم ـ الإتنين بيتكلموا عن شيء واحد ، بس اللُغة مُختلفة والأسلوب مُختلف .
    * الأستاذ محمود اتخذ أسلوب الدين ، و لُغة الدين ـ للتعبير وتوصيل الفكرة للناس ، لذلك خلَق حساسية وعداء بينه وبين دُعاة الدين ، وبين عامة الناس ـ من أصحاب العقيدة ـ في المُجتمع .

    (عدل بواسطة الصديق الزبير on 10-28-2022, 02:37 PM)

                  

10-28-2022, 06:02 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإيمـــــان (Re: الصديق الزبير)

    تسلم يا الصديق

    Quote: * الأستاذ محمود اتخذ أسلوب الدين ، و لُغة الدين ـ للتعبير وتوصيل الفكرة للناس ، لذلك خلَق حساسية وعداء بينه وبين دُعاة الدين .


    كل صاحب فكرة جديدة، سواء كانت فكرة دينية أو فلسفية، يجد معارضة مما هو سائد ومن أصحاب السلطة الزمنية إذا كانت تلك الفكرة تقوض مصلحتهم وسلطتهم.
    القرشيون كانوا يقولون عن النبي عليه السلام : "إن محمدا يسفه آلهتنا" ولكن هذه ليست كل الحقيقة، فهم في مجالسهم يقولون: "إن محمدا يفسد علينا غلماننا" لأنه يدعو إلى المساواة بين السادة والعبيد. ولولا أن الدعوة لجأت للحرب والقتال لما انتصرت. ولكن المستقبل ليس للحرب وإنما للسلام وهذا هو السبب الذي يجعل الإسلام في دعوته للسلام صاحب الوقت للتغيير. دعاة الدين خاصموا الأستاذ محمود وعادوه، إنما فعلوا ذلك بإيعاز وتحريض من الحكام، من الحكام خاصة من مصر والسعودية، ولكن في نهاية الأمر لا يصح إلى الصحيح وما ينفع الناس.
                  

10-29-2022, 06:18 PM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإيمـــــان (Re: Yasir Elsharif)

    شكراً د. ياسر
    * نعم ، اتفق معك في ما قلت .
                  

10-29-2022, 08:13 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإيمـــــان (Re: Yasir Elsharif)

    معذرة تكررت المداخلة عن طريق الخطأ

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 10-29-2022, 08:20 AM)

                  

10-30-2022, 07:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48867

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإيمـــــان (Re: Yasir Elsharif)

    تسلم يا الصديق

    Quote: ولكن في نهاية الأمر لا يصح إلى الصحيح وما ينفع الناس.

    تصويب الخطأ الطباعي:

    ولكن في نهاية الأمر لا يصح إلا الصحيح وما ينفع الناس.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de