تلفزيون السودان الإنقلابي يعُج هذه الأيام بأشكال و(أنواع) و(أنماط) من مُدَّعي مناصرة الحق بإسم الباطل حتى إستغرب الفُطناء وهم الأغلبية من مستوى الغباء المُتدني لمُعدي المُخطَّط الإعلامي الذي يستهدف الثورة ، هذا الغباء الذي يحصر أصحابه في دائرة (المراهنة على ضعف ذاكرة الشعب السوداني) و(تدني مستويات وعيه السياسي) ، وكعادتهم في إجادة فعل الموبقات فقد (أبدع) معدو البرامج السياسية من أذيال وداعمي النُظم الشمولية والذين لا يُحسنون بل لا يستطيعون ولا يطيقون أداء واجبهم المهني الفاسد إلا تحت طائلة (سحل) أحذية العسكر ، في ما يمكن تسميته بـ (مشروع تلميع ودعم الرويبضة) ، وفي الحقيقة كلما أخطئت أناملي وأنا أتجوَّل بين القنوات الفضائية لأجد نفسي أمام شاشة التلفزيون السوداني ، تأخذني الفجيعة عبر التفكُّر في ما تم نقلهُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سُئل من بعض أصحابه (من هُم الرويبضة ؟) فقال عليه الصلاة والسلام : أنَّهُ الرجل التافه أو الفاسق الذي يتكلَّم في أمر وشئون العامة.
ووِفق ذلك تتنامى قناعتي الذاتية كل يوم أن التفاهة والفسق هما وجهان لذات السمات الأخلاقية التي يتَّصِف بها الفلول وأذيالهم ومنتفعيهم والمُتمثلة في الأنانية والإنتهازية والإستبداد وتحقير رؤى الآخرين وخياراتهم وقناعاتهم ومطالبهم المُستحقة ، فأولئك الذين يسبحون اليوم ضد تيار المطالب الثورية التي يرفع راياتها الشارع عبر الإستشهاد والبسالة والهُتاف الوطني الجسور ، ليسوا سوى الرويبضة الذين حكى عنهم الرسول الكريم ، فالأدوات التي يستخدمها فلول النظام البائد ضد الثورة والثوَّار هي ذات الأدوت التي يعتمدها رهط العاجزين ، وفقاً لما تعُجُ به من فضائح أخلاقية لا يقبل التعامُل معها إلا تافه أو فاسق ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر نذكر من تلك الأدوات إثارة الفتن القبلية وإرخاء الحبل على القارب للإنفراط الأمني عبر إستغلال أقل الناس في مجموعاتهم فكراُ وتعقٌّلاً وحكمة ، وجرَّ البلاد والعباد إلى ما تم تجاوزهُ بعيد الحكم التركي في القرن قبل الماضي إبان إنعدام وجود مؤسسة الدولة وإتساع رقعة سيطرة الإدارة الأهلية ، ومن أدواتهم أيضاً محاربة الثورة والثوار عبر تضييق سبل العيش الكريم لهذا الشعب البطل والمراهنة على الأزمة الإقتصادية التي أهلكت البلاد كواحدة من أدوات دفعه للإذعان والإنصياع والإستسلام ، ثم قبل كل هذا وذاك لا ننسى إصرارهم مع سبق الإصرار والترصُّد على قتل الثوار والثائرات ومحاولة زرع الهلع والخوف في وجدانهم بالإعتقال والتعذيب والإخفاء القسري ، ولكن نقول هيهات فهذا الشارع الذي بذل التضحيات وما زال يبذل قد بدت في الأُفق رايات إنتصاره المؤذَّر .. وإن غداً لناظره قريب.
<مشروع تلميع ودعم الرويبضة.docx> <هيثم الفضل.jpg> عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 08 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة