23 يونيو 2022م إستناداً منه لقول الله عز وجل : "كنتم خير أمة أخرجت للناس." الرئبيـس التونسـي بروف قيـس سـعـيّد يعلن عن تعديل في مسودة مقترح الدستور التونسي الجديد. يلغي في فصـله الأول البند الذي ينص بـأن الإسلام دين الدولة.. ويعدله إلى فقرة تقول بأن "الإسـلام ديـن الأمـة". ويحتج سعيّد بأن الله عز وجل قد قال في محكم تنزيله "كنتم خير أمة أخرجت للناس" . ولم يقل "كنتم خير دولة أخرجت للناس". كما أنه وبحسب قوله لا توجد دولة دينها الإسلام. وإنما أمة دينها الإسلام. بروف قيس سعيد ليس رئيس جمهورية فحسب . ولكنه أستاذ جامعي وفقيه . عمل بالتدريس في كل من جامعتي سوسة و تونس. وبالتالي فلا نشك مطلقا في ان له تلامذته وحوارييه ومشائيه وقومه من طلاب وخريجي الجامعات المثقفين وأحفاد هانيبال وجنوده، ونتاج نسور حضارة قرطاج ، وإبن خلدون ، والشعراء أبو القاسم الشابي والمبدع بيرم التونسي. وبذلك يكفيهم فخراً وعلى أقل تقدير . وقيس سعيد هنا نراه ينادي ويسعى إلى علمانية منضّـبـة مستترة ، تقضي بفصل الأمة عن الدولة بديلا لأطروحات العلمانية السافرة التي تقول بفصل الدين عن الدولة. وبديلاً متاخماً لأطروحات "الدولة الإسلامية" التي تتبناها داعش. ويمضي قيس سعيد في جدلياته هذه بالقول أن الـدولـة كيـان إعتبـاري مـثل الشـركات والمؤسســات الخدمية العامة لا ينبغـي صبغها (هِـيَ) بديانــة . أو أن نتوقع محـاسبتها في الدنيا والآخـرة على ديـنـها . وأنه لــم يـسمـع بـشركة أو مؤسسـة فرضت عليها شهادة أن لا إله إلا الله أو صلاة وصيام وحج أو أنه سـيتم مكافأتها بجــنــة أو معاقبتها بنـــار مثلما هو حــال البـشــر كأفراد والأمم كجماعات. بإعتقادي أن هــــذه الــرؤى والأفكار التـــي يتبنــاهــا الرئيس التونسي قيــس سـعــيد لـــن تمـــر مرور الكـــرام . فـهــي بـكــل المقاييس طــرح جـــديد يشفي غليل كل متعطش . وسيجـد من يؤيده بإصرار ، ومن يواجهه بعنف ، ومن يختلف معه على حد سواء. وسـيكــون لـه صــدى واســـع وتــأثــير جــوهري يـمــس صـــلـب قنـاعــات الــدول والـشــعوب الإســـلامية في قضية الحكم والدولة، التي لا تنفك توقع البعض في شكوك وحيرة وتثير الكثير من الجدل. ويأتي هذا الطرح مهيئا لقاعدة ربما تكون مقبولة عقائديا في بلدان العرب والمسلمين. لاسـيمــا وأن قيس سعــيد هو رئيــس مـدنـي عــربــي مـســلم ، تـقــلــد مــنـصــبه هــــذا بــعـــد إنتـخــابــات شــرعيــة حقيقيــة حـرة شــفــافة ونزيهـة (غــير مـــزورة) . نالت بالإجماع إعتـراف الشعب التونسي والعـالم . وبالتالي يعتبــر قـيـس سـعــيد دسـتــورياً ممـــثلاً دون جـــدال لإرادة قطاعات عريضة من شــعـــبة. ويحوظ على قدر وافر من الشرعية والمصداقية. كــذلك فإنه ولكـونـه عـربيـاً مسـلمـاً ، وينتمي لدولة ذات تاريخ حضاري مرموق ومؤثر تحدى وهدد روما ق.م ذات يوم . فإنه لاشـك سيلفـت إنتبـاه العالم الإسـلامي جميعه ؛ العرب منهم وغير العرب . وتهوي إليه أفئدة ، وتـصـغــي له آذان في أفريقيا والشرق والغرب .... وسيكون لفشل الدولة الإسلامية في السودان رغم منحها الفرصة طوال 30 عام , وفشل الدلى الإسلامية (داعش) في الموصل المحفز الأكبر للإنعتاق من قيود أفكار ديماجوجية غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع بل ولايوجد حتى من بين حملتها والمنادين بها من هو على إستعداد أو إرادة لتطبيقها على نفسه وأهله قبل غيره. ولله الأمـر مـن قــبل ومــن بعـــد.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 22 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة