الخروج الأخير كتبه حيدر محمد الوائلي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2022, 12:44 PM

حيدر محمد الوائلي
<aحيدر محمد الوائلي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 76

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخروج الأخير كتبه حيدر محمد الوائلي

    11:44 AM June, 17 2022

    سودانيز اون لاين
    حيدر محمد الوائلي-العراق
    مكتبتى
    رابط مختصر




    كان آخر ما قاله لزوجته قبل خروجه عند مغرب الشمس، أن ضاق عليه النفس. هذا ليس بيت هذا حبس.

    يبغي الخروج ليتمشى في الهواء الطلق طليقا. هذا الطريق الطويل الذي طالما مشى فيه وشاهد معالمه تتغير إيذاناً بتغير الزمان. كل ما يريده الان أن يمشي وحسب دونما وجهة متجه إليها.

    يا قَدَماي سيرا بي بعيداً لأي مكانٍ.

    كان وقع الخبر عليه أليماً كضربة غادرة على أم رأسه من حاقدٍ لئيم.

    من حينها لم يسمع به أحد.

    لم يره بعدها أحد.

    رغم مرور سنينٍ طوالٍ بساعاتها وايامها والشهور، إلا أنه لم يُعثر له أي أثر.



    عندما بُشّر بولادة ابنه البِكر أحس أن لحياته مغزى اخر، وملأ قلبه سعادة جديدة لم يألفها من قبل. أنعش قلبه حب اخر، ورأى حياته بطريقة أخرى. حنان لم يحنه لأحدٍ من قبل وحب مختلف نال من قلبه ما ناله.



    بدت الحياة تتجمل بكل كركرة من فاه طفل صغير. يحضنه لقلبه الموجع. يداعبه ليعيد كرّة الكركرة من جديد ليضحك فتكسح سحاب الغم المتلبد في صدره. يمطر من فمه ضَحكاتٍ لدى رؤياه كركرة صغيرٍ يرى الحياة ضَحِكات.



    يكبر الأبن فيلتحق بالمدرسة. يشتري له لوازمها وملابسها وحقيبة زرقاء لكتبه. يواظب معه على إنجاز واجباته البيتية ويصحح له أخطائه الاملائية، وكلما يتقادم عمره يواظب معه أيضاً على تصحيح اخطاء حياته اليومية. في كلا المدرستين أخطاء فادحة وساذجة فالمواظبة على تصحيحها مبكراً بأسلوبٍ مبتكر مرضي ومقنع للطرفين (تربية). هكذا أقنع نفسه بنفسه.



    يغضب عليه أحياناً لدى رعونة تصرفه او قلة أدبه وأحياناً يربت على كتفه وينهال عليه مادحاً لدى تصرفٍ جيدٍ وقولٍ حَسَن، وبجميع الأحوال يحبه حباً جماً كتمه بقلبه دون الافصاح عنه بالقول كثيراً.

    صفاء الروح حبٌ مكتوم.



    كلما كبر ابنه احسه يستقل عنه كثيراً، فلقاءه معه اقل ومع أصدقاءه أكثر. همومه يكتمها بقلبه أكثر ولا يبثها علانية بكل براءة وعفوية (وفهاوة) مثل ذي قبل.

    هكذا هي الحياة تعيشها لتكبر فتستقل بها لتنشأ حياة جديدة مثلما نشأ اباك ومن قبله جدك واجيال سبقت واخرى ستلحق وهكذا الحياة تدور شئت أم أبيت أحببت ذلك أو كرهت.



    طلب من ابيه ان يستريح فالحمد لله رزقه من شغله الجديد جيداً. لكن نظر الاب لابنه انه لازال ذلك الصغير، بالله عليك هلا تكركر ضاحكا مرة أخرى ولو على نكتة أعرف أنها (بايخة)، يحدث الاب بالكتمان قلبه.

    عشق ابنه لرائحة البيض المقلي بالدهن و(المحموس) بكوم بصل. يحبه كثيراً لدرجة أن يستنشق رائحة القلي. كيف تُغري هكذا روح بسيطة قانعة بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من خيرات الله في جنة عرضها السماوات والأرض أو كيف تُغريه بعوائد فساد السلطة والمنصب والصفقات وهو كل حبه بدنياه بضع بيضاتٍ وكوم بصل.



    ما عاد يحرق دمه مثل ذي قبل بتصرفاتٍ غير مهذبة تثير الحنق والعصبية، فها هو اليوم رجلاً محترماً. سَرَحَ الاب محدثاً قلبه: (كم هم مساكين معاشر الاباء والامهات، يحرقون قلبهم ويكدرون مشاعرهم واخر الامر يتعلم الابن من اخطائه ومن تجارب الحياة ربما أكثر مما تعلمه من حرص ونصح وغليان دم والديه). ابتسم في داخله، فلم تطاوعه عضلات وجهه لترسم ما يبدو أنه ملامح ابتسامة.



    كيف تَسوَّد الدنيا في عينيك فجاءة؟

    كيف فجاءة يصبح الهواء خانقاً؟

    كيف تنسى الكلام؟

    كيف يصبح الدمع وسيلة الكلام؟

    كيف لا تعرف كيف؟

    ذات مساء طرق الباب عابر سبيل.

    هل أنت ابو (فلان)؟

    نعم يا ولدي انا ابا (فلان)!

    يا والدي لقد قتلوا ابنك بكمينٍ لمسلحين على الطريق العام. أوقفوا سيارتهم التي تقلهم بعد انقضاء عملهم ومن ثم أخذوهم في عمق الجنب الترابي الخالي للطريق وأردوهم صرعى واختفى القتلة. كل الذي أعرفه أن كانت طلقة واحدة في الرأس. ستجدون جثته في ثلاجات حفظ الموتى في المستشفى العام. عذراً يا والدي فلا عزاء لي إلا أن أعزيك وأنا عارفٌ أن مهما عزيت لا ينفع العزاء، لكني أروم الذهاب لبيوتات ضحايا اخرين أبلغهم ذات الخبر للبقية ممن قُتِلوا. في أمان الله.



    ذهب ساعي بريد الموت لحاله دونما بالتفاصيل سؤاله.

    من وكيل عزرائيل هذا؟!

    أمان الله؟!

    أي أمان الله هذا؟!

    دخل الاب مذهولا ساكتاً ليرى نظرات زوجته المقطبة الحاجبين كأنها عليمة. منذ الصباح وهي متوترة مضطربة. يا رب هل أوحيت لها كأم موسى من لدنك شيئا، فلا شك ان عرفت بالخبر منك؟!

    ها هي فقط تنتظر النطق لتأكيد الحُكم لا أكثر.

    قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان.

    (قتلوا إبنك).

    قالها بصوتٍ مكسور وعيناه تثبتتا بمحجريهما يابِسَتان لم ترمشا البتة، ومن ثم سَكَت.

    غص بماء ريقه.

    فجأة نَسِيَ كيف يبلع ريقه.

    نَسِيَ كيف يتكلم أو يتقيأ.

    وفار التنور.

    تتفجر من غياهب صدره صيحة (اه) أحرقت يابس قلبه والأخضر وزرع السنين.

    صيحة ملأت فضاء البيت الخالي ضجة.

    صيحة كبرى قطّعَت الأنفاس، ليتفجر من يابس المَحجرَين ينابيع الدموع.

    صاحت زوجته صيحة أعلى، وزادتها صيحات وصيحات أكثر، مرددة اذان قدوم الموت (الله أكبر).

    تلطم على رأسها وتخمش خديها. فتحت حجابها واخذت تجر بعنفٍ شعرها.

    صيحات جذبن نسوة الحي. انضممن لها بالنحيب دون الصياح.



    ما هذا الضجيج المزعج؟

    في مجلس الفاتحة لبس قناع الصابر. قناعاً من جلدٍ دقيقٍ لستر المشاعر. قناعٌ سرعان ما ترهل وهَزُل ليعريه أمام الملأ مفضوحاً. ها هو عريان لا يعرف كيف يستر نفسه.



    في عزلة الليل الطويل وسكون الظلام، أن يا رب الصباح ما هذا الموت الطويل؟

    أبكل ليلٍ تقبضني ببطء وفي النهار تبث في خراب الجسد روحاً مملة مهملة.



    بعد بضعة ايام، رحل المعزون وبقي الساهرون.

    أم وحدها في المطبخ وزوجة شابة في عش زوجية خَرِبَة وأب في غرفة استقبال وحده.

    لم يطق سماع بكاء البنت البِكر لأبنه البِكر ذات الشهرين وذهول أمها التي نسيت أن ثديها الصغير يدر الحليب على خد ابنتها لا فمها مذهولة شاردة. لم تنتبه لا لبكاء طفلتها ولا نقوع ثوبها من درها ولا لطلوع صدرها، بل لم تنتبه لتواجد شبح الاب الناظر من عَتَبَة الباب المفتوح متفقداً حالها.

    طرق الباب فانتبهت.

    نظرت إليه فأحنت رأسها وهزته ثم طأطأت.

    طأطأ رأسه هو الاخر وأشاح بنظره وهمَّ منصرفاً.

    تكلمت العيون بما لا طاقة للألسن من نطقه.

    لا تدفع الكلمات الضيم. لا يخفف الكرب الكلام. لا يحيق الوجع الا بأهله.

    مضى مختنقاً بعبرته وحيداً.

    لا يعرف البكاء إلا وحيداً.

    تعثرت رجله بطرف سجادة حجرة الاستقبال فوقع للأرض وحيداً.

    من أثر الوقعة سالت من عينه دمعة، مسحها وأعان نفسه بنفسه فوقف. ضاق عليه النَفَس. طفحت رائحة الليل في الكون من جديد. نظر للسماء يرقب مغرب الشمس.

    خرج ليتمشى تلقاء الأفق الأحمر البعيد نهاية الطريق.

    من يومها لم يعد ولليوم.





    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 16 2022
  • الحزب الشيوعي السوداني المكتب السياسي بيان جماهيري؛ ما أشبه الليلة بالبارحة
  • كاركاتير اليوم الموافق كاركاتير اليوم الموافق 16 يونيو 2022 للفنان عمر دفع الله
  • الأطباء المركزية: شهيد في تظاهرات اليوم تحت عنوان «الطريق إلى 30 يونيو»
  • اشتباكات قبلية ومخاوف من “عودة نظام البشير”.. لماذا يتصاعد التوتر في السودان؟
  • السودان… إجراءات أمنية مكثفة تزامنا مع احتجاجات جديدة
  • مقتل طبيبة صيدلانية بـ«32» طعنة شمالي السودان
  • عناوين سودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم June, 16 2022
  • السودان.. تقرير المفوضة السامية لحقوق الإنسان مهم لدفع جهود المساءلة وعودة المسار المدني


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق June, 16 2022
  • فى يومين فتحت/ قفلت الجوال 267 مرة و 267 آية قرآنية
  • تعرف علي عاملة النظافة التي تنافس وزيرة سابقة علي مقعد البرلمان الفرنسي
  • عالم سوداني يتحسر على مجزرة الكفاءات في سودابت
  • الحرية والتغيير تنشر مطلوبات وإجراءات إنهاء الانقلاب
  • الجنائية تقبل شكوى سوداني ضد محمد عطا وسفير سعودي سابق
  • لا حول ولا قوة الا بالله ...افظع جريمة قتل بدافع السرقة
  • مصرع صيدلانية اليوم بسوق الدامر داخل مقر عملها بصيدليتها بسبعة طعنات من 9 طويلة ,,,,
  • اللهم ارحم عبدك صديق الموج فقد كان ظنه بمغفرتك ورحمتك له يقينا لا يدانيه الشك ..
  • كتاباتُ وآراءُ تستحق القراءة
  • 🔵عناوين الصحف الصادره اليوم الخميس 16 يونيو 2022م
  • البرهان لم يستطع تكوين حكومة فى سبعة أشهرمن الانقلاب كون الحكومه انت .
  • بلد تتقاذفها الامواج: مباحثات "سودانية - روسية" حول جهود احتواء الأزمة السياسية فى البلاد
  • حركة جيش تحرير السودان من الحركات المسلحة

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 16 2022
  • مليونية الطريق إلى ٣٠ يونيو كتبه تاج السر عثمان
  • لا يموتون !!.. كتبه عادل هلال
  • مسار الشرق: صحبة مسلح كتبه عبد الله علي إبراهيم
  • المدارس الخاصة وقفات عاجلة كتبه محمدعثمان الرضى
  • من يكسب معركة كسر العضم بين بريطانيا واوروبا ؟ ترجمة وتحليل :حسن ابوزينب عمر
  • ودمدني ... مدينة الاحلام ( ١٠ ) سلسلة ذكريات عن مدني الستينيات كتبه صلاح الباشا
  • 30 يونيو المُرعب كتبه خليل محمد سليمان
  • فرفرة حركات كتبه الفاتح جبرا
  • الثوار واللبوة الأمريكية والمرفعين كتبه شهاب طه
  • بعثة اليونيتامس تفشل مجددا في إحقاق السلام في إقليم دارفور كتبه محمد مرزوق
  • يتطاحنون علي الكراسي .. واطفال يموتون جوعا .. وشباب إكتئابا وانتحارا .. كتبه عواطف عبداللطيف
  • القيادي بالحرية والتغيير ! كتبه زهير السراج
  • قحت سكة عطش..!! كتبه كمال الهِدَي
  • طلاق وانتحار.... كتبه أمل أحمد تبيدي
  • إنتحار سياسي من كبري الحلفايا ! كتبه ياسر الفادني
  • المَغْرِب الأَحْسَن فيه كئيب كتبه مصطفى مُنِيغْ
  • شكلة لرب السما بين البرهان وحميتي حول حوار روتانا وحوار منزل السفير السعودي ؟ كتبه ثروت قاسم























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de