الحزب الشيوعي السوداني المكتب السياسي بيان جماهيري؛
ما أشبه الليلة بالبارحة
لا تفاوض، لا مساومة، لا شرعنة للانقلاب والهبوط الناعمالتسوية المطروحة تعيد إنتاج الأزمة
إسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطيأوسع مشاركة في مواكب 30 يونيو
منذ البدء كان الخيار هو طريق الثورة في ديسمبر 2018 والرفض التام للتسوية مع نظام الإنقاذ ومشروع الهبوط الناعم المسوق إقليمياً عن طريق الاتحاد الأفريقي والرامي لاستيعاب بعض المعارضة في مشاركة مع نظام الإنقاذ آنذاك، وخوض انتخابات 2020 تنم عن ديمقراطية شكلية تشرعن سيطرة حلفائها القدامى والجدد على مقاليد الحكم وتنفيذ إملاءاتها، وبذلك تحافظ القوى الدولية والإقليمية على وضع يدها على أراضي وموارد السودان الغنية وبسط نفوذها على السودان، ووضعه الجيوسياسي والإبقاء على ما تحقق لها من قواعد عسكرية وأجهزة مخابرات ومحاور عسكرية تخدم مصالحها في المنطقة العربية وأفريقيا.
تآمرت وما زالت - ذات قوى الهبوط الناعم الداخلية والخارجية والدولية والإقليمية - على الثورة لإجهاضها، وظل الشعب وقواه الحية تناضل وتزود عن خيارها الثوري لفترة 3 سنوات – عمر الثورة – تقدم التضحيات والأرواح لاسترداد الثورة وإرساء قواعد التغيير الجذري الذي رامت له بالثورة بدءاً بتفكيك وتصفية نظام الإنقاذ المباد وفتح الطريق لانتقال السودان إلى رحاب النهوض التنموي الذي يرتقي بحياة الشعب ونبذ ومفارقة المسار السياسي الاجتماعي الذي أقعد السودان 66 عاماً من الاستقلال.
كان انقلاب 11 أبريل 2019 ومجازر فض الاعتصام والوثيقة الدستورية المعيبة واتفاقية جوبا 20 أكتوبر 2020 لاستيعاب الجبهة الثورية في أروقة السلطة تعزيزاً لقوى الهبوط الناعم، وما تبع من سياسات داخلية وخارجية مفارقة لشعارات الثورة ومواثيقها الأولى الأساسية والإهمال التام لاستكمال المؤسسات الدستورية، وتكوين المفوضيات لإصلاح أجهزة الدولة والقوات النظامية والإبقاء على جهاز الأمن وقوات الدعم السريع بقانونها، ومليشيات النظام السابق دون حل وفق الترتيبات الدولية المعلومة، والحفاظ على شركات القوات النظامية والأمنية وتعطيل أيلولتها لوزارة المالية والتغاضي عن تحقيق العدالة والمراوغة في تسليم المتورطين في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وضد الإنسانية إلى المحكمة الجنائية، وعدم الكشف عن المتآمرين في مجزرة فض الاعتصام وبقاء النازحين واللاجئين في مواقعهم في المعسكرات، وتوسع أعدادهم نتيجة التفريط الأمني الذي ما زال سيد الموقف في مناطق النزاعات وتمدده في كل السودان، بما في ذلك العاصمة القومية، وما ارتكب من عنف مفرط وقتل للثوار بالرصاص الحي والأسلحة الفتاكة في المواكب السلمية، وما يجري من اعتقالات وتكميم للأفواه. فقد جرى ويجري كل ذلك بغرض إجهاض الثورة استكمالاً لما تم من انحراف بواسطة حكومات الفترة الانتقالية – بشقيها العسكري والمدني – عن طريق التغيير الجذري، وتبني سياسات نظام الإنقاذ المباد والعمل على تمكين القوى المعادية للثورة.
انقلاب 25 أكتوبر 2021 كان امتداداً لانقلاب 11 أبريل 2019 جاء في سياق تغيير توازنات القوى في معسكر الهبوط الناعم وليس في نطاق صراع تناحري حول توجهات إدارة الثورة بين المكون العسكري والمكون المدني في السلطة الانتقالية، بل لإعادة تدوير مشروع الهبوط الناعم والصراع حول أي القوى التي تهيمن على الانتخابات العامة لمصلحتها في نهاية الفترة الانتقالية. استعان المكون العسكري بالانقلاب بغرض فرض واقع جديد وإضافة فلول النظام وبعض زعماء ورجالات الإدارة الأهلية تحت ذريعة الوحدة الوطنية لإيجاد طريق آمن للخروج من الأزمة العامة الناتجة عن انحرافهم بالثورة. استعان كل مكون – العسكري والمدني – كل بحلفائه في الخارج والداخل، وكانت المبادرات الداخلية والخارجية التي تنصب جميعها حول العودة إلى الشراكة بشكل أو بآخر، وتنفيذ مشروع الهبوط الناعم وإيقاف المد الثوري وتفتيت قواه منعاً للتغيير الجذري وما تبعه من انعكاس ثورة السودان وعياً على شعوب المنطقة والإقليم للنضال تصدياً ومنعاً لنهب موارد وثروات أوطانها.
ما يعقد من اجتماعات ومبادرات الآلية الثلاثية – البعثة الأممية والاتحاد الأفريقي والإيقاد – هي استمرار لذات نهج استمرار قوى الهبوط الناعم في السلطة الانتقالية واستيعاب فلول النظام وحلفائهم في الفترة المتبقية من الفترة الانتقالية وتكوين حكومة – أياً كانت قواها مدنية أو شراكة مع العسكر من قوى الهبوط الناعم تعمل على التحضير لانتخابات غير متكافئة في 2023 تحول دون تحقيق التغيير الجذري والدوران من جديد في فلك الأزمة العامة.
رفض الحزب في بيانه بتاريخ 16 أبريل 2022 مسار التسوية الهادف لتصفية الثورة وتابع الحزب مع جماهير شعبنا دعوة الآلية الثلاثية الأربعاء 8 يونيو، واجتماع قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) مع اللجنة الأمنية الانقلابية بدعوة من مساعدة وزير الخارجية الأمريكية "مولي في"، والسفير السعودي، والمؤتمر الصحفي لـ(قحت) حول ما دار في اللقاء حول إنهاء الانقلاب، في مشهد أعاد حوار الوثبة، والتسوية التي قطعت الطريق أمام الثورة بعد موكب 30 يونيو 2019 في الاجتماع الذي عقد سرياً بمنزل أحد رجال الأعمال السودانيين وما جرى من مساومات.
هناك مجموعات في الدول الافريقية المجاورة للسودان .. تجد في بلادنا ملجأ لحل مشكلة الغذاء لما يتمتع به السودان من اراضي خصبة واسعة وهذا يدفعهم في موجات هجرة متتالية نحو بلادنا .. هذا بجانب ما تقوم به بعض الحركات المسلحة لتجنيدهم ودفعهم للمشاركة لأسباب عسكرية وسياسية .. ودولة كفرنسا تساعد في ذلك. سخرت جماهير شعبنا من محاولات التضليل والتغبيش البائسة، كما في عبارات "إنهاء الانقلاب" والتي تعني العودة للشراكة مع العسكر. لكن كل تلك المحاولات البائسة لن تشغل جماهير شعبنا في تنظيماتها المختلفة التي تواصل وجودها في الشارع ومتمسكة بلاءاتها الثلاثة (لا تفاوض لا شراكة لا مساومة) ولا تسوية مع الانقلاب العسكري. وتقترب الجماهير وقوى الثورة الحية والقوى الاجتماعية صاحبة المصلحة في التغيير الجذري من الطبقة العاملة والمزارعين ورعاة ومثقفين ثوريين ورأسمالية وطنية عاملة في الإنتاج من تدعم وتنظم نفسها بمختلف الأشكال حتى تكوين مركزها الثوري الموحد، وتواصل التراكم النضالي الجماهيري الجاري حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والإضراب السياسي العام والعصيان المدني لإسقاط الانقلاب وعودة العسكر للثكنات، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، ومحاكمة المتورطين في جرائم فض الاعتصام وما بعد انقلاب 25 أكتوبر، ومجازر دارفور ... الخ، تنفيذ الترتيبات الأمنية وبروتكول الامم المتحدة DDR بإعادة إدماجهم في مجتمعاتهم ، بناء الجيش القومي المهني الموحد. وضم شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية، ورفض خصخصتها، وتفكيك التمكين وعودة كل الأموال المنهوبة، وتحسين الأوضاع المعيشية الاقتصادية ومجانية التعليم والصحة ودعم السلع الأساسية وتركيز الأسعار، وتمكني الشباب والمرأة وتمثيلها في المؤسسات الدستورية.
الشعب حتماً منتصر لاسترداد الثورة وتحقيق شعاراتها والمجد والخلود للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحى، وعوداً حميداً للمفقودين، والحرية لكل المعتقلين السياسيين
المكتب السياسي الحزب الشيوعي السوداني 15/6/2022
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق June, 16 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بيانات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست