بعد أن كانت كل الآيدولوجيات تحاول الاقتراب من المثالية الأخلاقية أصبحت اوروبا تمارس ضغوطاً من أجل المثلية اللا أخلاقية. المشكلة ليست هنا، المشكلة أن أوروبا وعبر التمكين الذي يتشعب داخل مؤسساتها، وهو تمكين الماسونية الرأسمالية، بدأ يتحول إلى عمليات قمع واسعة النطاق، ضد كل من يبدي اقل رأي أو حتى من لا يبدي أي رأي مثل لاعب كرة القدم الأفريقي الذي رفض خوض إحدى المباريات ممتنعا عن ابداء الاسباب، فرشح للإعلام أنه رفض ارتداء شعار المثلية الجنسية. قبل شهر تقريباً منحت الامارات جائزة لشخص يعتبر نفسه اديباً، وقد سألني احدهم إن كنت اعرفه، فقلت: يبدو أنه يتماهى مع الطرح الغربي، وعندما دخلت إلى صفحته فوجئت بأن ما قلته صحيح تمام الصحة، فهو مع كل ما تطرحه أوروبا، من كرونا ومثلية وخلافه، إنه لا يفكر أبداً في نقد أي طرح غربي، فحتى احتلال العراق بزعم وجود أسلحة دمار شامل هو معه، قصف أمريكا وبريطانيا هو معه، المهم أنه مع اوروبا في خندق واحد، والامارات أيضاً باتت قابعة داخل ذلك الخندق. الاشكالية أن اوروبا بدأت مرحلة جديدة، فبدلاً عن الاقناع تحولت إلى الهجوم والقمع، ضاربة عرض الحائط بما كانت تتهم الآخرين بانتهاكه وهو حرية التعبير. تعرض اللاعب لهجوم فرنسي رهيب، تعرض كل من حاول مناقشة حرب روسيا للاقالة من العمل، تعرض الكثير من الروس لسرقة اموالهم بدون حتى حكم قضائي بل وبدون حتى أوامر الثروة غير المبررة (UWOs). أي ان هناك قمعاً للحرية لفرض الحرية. الآن تحولت المثلية لآيدولوجيا، ورأينا كيف حاولت حكومة حمدوك ومن معه الدفاع عن آيدولوجيا المؤخرات هذه؛ ناسفة الخصوصيات الثقافية التي لا تعترف بها أوروبا. وهذه مشكلة. انا لست ضد المثلية، انا اتقزز من المثلية، ومن حقي ان اشعر بذلك واعبر عن ذلك. ومن حق اي مجتمع أن يرفض شرعنة المثلية الجنسية، لكن الغرب لا يحترم ذلك بل يحاول لي أعناق الشعوب لتقبل، ومن لا يقبل يتم اعتباره منتهكاً للحقوق والحريات، وقد تفرض عليه عقوبات، ومحاصرته وقد يتم قصفه وقتله. المسألة برمتها أصبحت كوميديا سوداء سخيفة. الآن ستجد كل وسائل التواصل الأمريكية كتويتر وفيسبوك تنشر في اعلانات عن عدم وجود علاقة بين جدري القرود والمثلية، والدفاع المستميت عن المثلية يكشف لنا عن أن الغرب يستعجل إحداث تحولات كبرى في الشعوب الأخرى ليصل إلى الحكومة العالمية، وبالتالي السيطرة الرأسمالية على كل العالم. وهذا تعجل خطر جداً، فتهديدات المتطرفين الاوروبيين للاعب الافريقي وغيره وإقالة إعلاميين،..الخ يعني أن هناك حالة ذعر من تأخر الغرب في تطبيق مشروعه، وهو يريد أن يحرق المراحل. رغم انه لم يصل إلى تحقيق أغراضه السابقة إلا بعد ان اشتغل عليها قرابة ثلاثمائة عام.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/24/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة