تأتي الذكري الثالثة لرحيل زرقاء يمامة الثورة شيخ المناضلين الشهيد علي محمود حسنين ونحن نعايش كل ما قاله بالحرف الواحد كانة نبؤة نبي ، وكيف لا وهو الورع الحصيف والسياسي المتمرس والقانوني الضليع والدستوري المرجع وقبل كل ذلك الوطني المناضل لأكثر من خمسين عاما قاتل فيها بلا هوادة كل الانظمة الدكتاتورية والانحطاط السياسي للنخب التي ابتلي بها الوطن فقد كان يحمل مشروع الوطن الذي يحلم به الشعب السوداني يوماتي إلا أنه كان يختلف عن الجميع بأنه يراه رأي العين برؤية واضحة المعالم وبأدق التفاصيل . سألته مرة ونحن نناقش بعض التفاصيل وأذكر انها كانت تفصيلة دقيقة جدا صعب علي فهمها ، عن أهمية تلك التفاصيل الدقيقة في مشروع وطني عريض سيكون مقابله مشروعات ورؤي مختلفة من الكيانات و الأفكار المطروحة في الساحة والتي تحمل نفس المشروع . فكان رده أن الرؤية اذا لم تكن واضحة تصبح حلما او كابوسا أحيانا . فالكل يتحدث عن الحرية ولا يفسر ما هي الحرية التي يريد، والكل يتحدث عن الديمقراطية ولا يفسر اي ديمقراطية يريد، والكل يتحدث العدالة ولكن لا يحدد اي عدالة يريد . فاذا كان الطرح عناوين وشعارات فهذا يعني خداع وكسب رخيص ومتاجرة بقضية الوطن فمن لا يملك البديل لا يطالب به وذلك تجدهم دوما يتحججون بغياب المشروع الوطني ويدعون النضال من اجله وبذلك يسقطون دوما ثورات الشعب السوداني . ألم أقل لكم حسنين ما مات . فالرجل لم يكن مناضلا عاديا. بل كان مدرسة وطنية نضالية تخرج منها الالاف من المناضلين من شتي الاعمار وقد لا يعلم الكثيرين أن الادوار الكبيرة التي قام بها في كل الثورات السودانية وكيف لا وأحد ابطال ليلة المتاريس التي كانت العلامة في نصر ثورة اكتوبر ولم يتوقف نضاله لحظة حتي ديسمبر والذي حدد كيف ستكون ومتي بكل دقة حين أعلن في قناة الجزيرة في اللقاء الشهير في العام ٢٠١٧ أن العام القادم سيكون نهاية الانقاذ في حين كان معظم القوي التي تدعي الثورة اليوم يفاوضون العسكر ويسخرون من دعوته باسقاط النظام وعدم التحاور معه والتي اصبحت شعار الثورة تسقط بس وصولا للاءات الثلاثة لا حوار لا تفاوض لا شرعية . ألم أقل لكم حسنين ما مات فحسنين اليوم هو كل شهداء الثورة وهم احياء فينا. وهو كل الثوار اليوم الذي يقدمون الغالي والنفيس من أجل الوطن الذي نضال من أجله ومشروعه الذي خطه بدمه وقلبه قبل قلمه . فكلنا اليوم أبناء ذلك المشروع الذي أصبح رؤية وليس حلما وسنقاتل حتي يتحقق كما رأه شيخ المناضلين علي محمود حسنين .وطن الحرية والكرامة الانسانية والعدالة التي لا تتحزأ والسلام العادل والشامل الذي يوقف الحرب الي الأبد لا سلام تجار الحروب والمرتزقة وصائدي المناصب ذلك المشروع الوطني الذي لو تمسكت به قوي الحرية والتغيير الذي قدم لها لكنا اليوم في ننعم بالحرية والديمقراطية ونسير في طريق البناء وتأسيس السودان المدني الديمقراطي الحديث . فما كان حلما اصبح اليوم واقعا يتمثل في اصغر (المكنات ) في الشارع بل ونشيد يردده اطفال الروضة . نسأل العظيم ان يجازيه عنا كل ماقدمه للوطن ولنا وأن يتقبله شهيدا. للحق . اللهم أن علي محمود حسنين كان فينا عظيمًا فعظمه في جنتك بمعية المصطفي صل الله عليه وسلم الذي نشهد انه كان محبا لك وله .
أزهري أبواليسر مدني
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/24/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة