يحتفل العالم اليوم 8 مارس باليوم العامي للمرأة، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة عام 1977 للفت انتباه الجميع لقضايا المراة ، الحكومات والمنظمات والمؤسسات والأفراد وذلك لما تمثله المراة في المجتمع ،فهي قلبه النابض إذا صلح صلحت كل الاعضاء والعكس صحيح ، وكذلك لتذكير المراة نفسها بقيمتها حتى لا تسمح أن يضعها الاخرون في مكان لا يليق بها .
لهذا اليوم قصة طويلة بدات منتصف القرن الثامن عشر حين بدأن النساء يدركن ضرورة تغيير واقعهن المرير الذي كن يعشنه وينعكس على الآخرين بسبب ان الحكومات غير منشغلة بهن ،واستمر النضال حتى أدركت كل الدول أن تطور المجتمعات لا يمكن أن يتحقق مالم يتحسن وضع النساء، و بعد ظهور منظمة الأمم المتحدة تبنت قضايا المراة ولكن ما زلن في كثير من دول العالم يواجهن ظروف صعبة ومقهورات ومنها السودان، وخاصة في ظل حكم الحركة الاسلامية المخلوع الذي حكم باسم الإسلام و تجاهل وصايا نبيه المتعلقة باحترام النساء . الاهتمام بالنساء رسالة أقرتها تعاليم الدين الإسلامي قبل كل الكيانات التي تدعوا له اليوم، وذلك لأنه دين يهتم بسعادة المجتمع ورفاهيته التي لا يمكن أن تتحقق من دون نساء يتمتعن بكامل حقوقهن ، ولذلك كان النبي محمد يوصي عليهن ويكرر ، فقد قال : ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم، وما أكثر اللئماء في هذا الزمان ، وقال في أخر وصاياه استوصوا بالنساء خيراً، والحديث هنا للرجال من يحكمون وبيدهم القرار ،ولكن قليل منهم من حفظ الوصية وصانها أو ذكرها للناس أو دافع عنها ،بل بعضهم نسيها وتمسك بقيم الجاهلية التي لا ترى المراة إلا خطر يهدد سمعة الرجال بالعار او هي عورة يجب تغطيتها وأبعادها .
تكرار وصايا النبي محمد(ص) لامته بشأن النساء حتى اخر لحظة في حياته وهو في فراش ما هي رسالة تؤكد قيمة المرأة بالنسبة للمجتمع حين تتوفر لها الحياة الكريمة وتمنح كامل حقوقها وتعطى الفرصة لمشاركة الرجال في إدارة شؤون المجتمع، فهن أكثر إحساساً به وأكثر قرباً منه وهن القوة الدافعة التي تصنع الرجال وهو نفسه صاحب أعظم مدرسة في التاريخ تتعلق بمعاملة النساء، زوجات أو قريبات أو بنات أو حتى من عامة الناس ،وهو القائل النساء شقائق الرجال أي مثلهم. ما يجدر الإشارة إليه هنا هو ان هناك ارث كبيرا من الجاهلية ما زال موجودا في المجتمعات يهين النساء وقد تمسكت به مجتمعاتنا أكثر من تمسكها بوصايا الرسول(ص) مما تسبب في شقائها وتخلفها ، هذا الارث يجب ان يحارب إذا أردنا مجتمعات واعية ومتطورة وصالحة،فقد ثبت أن التنمية لا تتحقق في أي مجتمع لا يعلى من شأن المراة ويقدر مكانتها ، وقد قال الشاعر الأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق ،وهنا هو يقصد أية امراة حتى وإن لم تنجب فهي أم تقوم بهذا الدور تجاه الآخرين ،وقال ايضا إذا النساء نشأن في امية رضع الرجال جهالة وخمولا ، أي لا خير في مجتمع نسائه جاهلات. في كل عام في مثل هذا اليوم أوصي الحكومة السودانية وأطالبها بالاهتمام بالمرأة و مراجعة أوضاع النساء باستمرار والعمل على تحسين مستوى حياتهن الذي أصبح من الضروريات الملحة التي تساعد على الارتقاء بالمجتمع ونقله بسرعة إلى حياة الاذهار التطور وبناء الأمة القوية، وذلك من خلال معالجة القضايا التي تحرمهن من حقوقهن و وتعطل تقدمهن فكثير من الظروف والقوانين تقف ضدهن وتتعمد الحكومات عدم ازالتها ،ولكن هذا العام يمر اليوم والسودان يقف في مفترق طرق بلا حكومة ،والسلطة الموجودة هي نسخة اخرى من نظام البشير عدو المراة الذي لم يخفى عدم احترامه لها حتى كمخلوق له روح يستحق الرحمة.
المرأة السودانية رغم الظروف التي واجهتها استطاعت أن تسمو بنفسها وتتقدم وتحقق الكثير من الإنجازات، وساهمت في الحفاظ على بقاء السودان في ظل النظام المخلوع الذي عمل على تفكيكه وما زالت هي من لهم ممسكاته ، وقد آن الاوان لأن تنصف ليس من قبل الدولة وحدها بل وحتى المجتمع والافراد، والأهم من كل هذا يجب أن تستوصي النساء خيرا بأنفسهن وبعضهن فكثير من الاذي لولا بعض النساء لما وقع عليهن .
أمنياتنا للمراة السودانية بمستقبل افضل تجد فيه كامل الحقوق والرعاية والتقدير، ونرجو ان يكون هذا العام هو بداية مشوار جديد لنساء السودان بعد ثورة ديسمبر التي هي أيقونتها وقد اسقطت نظام الحركة الاسلامية الذي يعتبر أكثر الانظمة قهرا للنساء في العالم في العصر الحديث ،وهي اليوم تعاني أيضا في ظل النسخة الثانية منه وتعمل مع الآخرين لإسقاطها وكسر كآخر حلقة من حلقات الطغاة غير المؤهلين اخلاقيا لحكم السودان .
بلا انحياز نساء السودان هن من سيمنحن هذا الوطن القوة والحياة والازدهار فاحرصو عليهن ايها الرجال استوصوا بهن خيرا كما قال أعظم الرجال في التاريخ ، وقد قالوا وراء كل عظيم إمرأة وكانت وراؤه هو خديجة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/08/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة