|
تَبَّا لِأُمَّةٍ يجور قضاتها و يسعي للشفاعة في الحدود كبارها
|
11:16 AM February, 18 2022 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-Sudan مكتبتى رابط مختصر
إنَّ أخطر ما يُدمَّر الأمم غياب العدالة أو جور قضاتها. و ما مِنْ اساءة للإسلام أبشع مِن تغييب العدالة, فمبدأ العدالة قال به و طبَّقه رسولنا الكريم حينما حاول اسامة بن زيد الشفاعة للمرأة المخزومية التى سرقت بقوله الشهير: (لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقتْ لَقَطَع محمد يدها) و ( أتشفع يا في حَدٍّ مِن حدود الله؟ ) و تبع طريقه خلفاؤه الراشدون, و القصص عن عدلهم كثيرة سجَّلها التاريخ كما سجَّل و سوف يسجل اسوأ و أجْوَر القضاة مثل قاضي سدوم و ما يُرْوَى عن احكام قراقوش. و العدالة انصفتْ حتي غير المسلمين فذاك يهودي أدّعَى كذبا مِلْكيتَه لِدرع للخليفة عمر بن الخطاب و كان القاضي سيدنا علي, و وفقا للبينات حُكِم لليهودي و امتثل عمر للحُكْم, ثم انَّ اليهودي اعترف بكذبه. و قصة الخليفة عمر مع عمرو بن العاص واليه في مصر, و قد استدعاه هو و ابنه الذي اعتدى على احد المواطنين, و قولته المشهورة( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا), و غير ذلك من قصص العدالة في الاسلام الذي يعمل الآن تجار الدين مُحبى السلطة على الاساءة له. و نقترب من العام الثالث لمجزرة فض الاعتصام أَمَام القيادة العامة للجيش و قد اعترف قادة الجيش بالتخطيط و التوجيه. و بالفعل كان تخطيطا مبالغٌ فيه, فكمية العتاد من سيارات و جُنْد كفيلة بتحرير حلايب, و يوتيوب يحتفظ بِكَمٍ هائل مِن فظائع تلك المجزرة غير الانسانية فكأنما هذا السلاح المُشْتَرَى مِن عرق الشعب جيء به لقتله لا لأمنه, و استغرب لعبارات تقول (قوات الأمن , جهاز الأمن, قوات الشعب) طالما فشلتْ في حماية المعتصمين بقيادته العامة في كامل صيامهم و نومهم, مما يؤكد أنَّ الهدف هو إبادة ثُلث الشعب ليستتب الحُكْم كما اراد الرئيس المخلوع و قاله(الفريق) حميدتي . وأمَّا (نبيل) (أديب) رئيس لجنة التحقيق في المجزرة فإنه يتحدث بين الفينة و الأخري سلباً في كل ما هو لصالح ثورة ديسمبر إلاَّ عن المجزرة الكاملة البينات (.... وحدث ما حدث). و في الوقت الذي يتساقط فيه شهداؤنا الشباب خلال مليونياتهم السلمية , (يتكرم)270 مُعَمّماً و يذهبوا للكتياب طالبين العفو مِن قتلة الاستاذ الشهيد احمد الخير, فبدلاً مِن انْ يتكبد هؤلاء المُعممين المشاق الى شفاعة في ابشع تعذيب و قتل, كان الأولى بهم الذهاب للقصر الرئاسي و إسداء النصح لكبيرهم للإسراع في تنفيذ القِصاص في عناصر(الأمن) قتلة الشهيد لِيرعوى بقية زملائهم فيكفوا ايديهم عن شبابنا. و مِن المؤسف ما يقال انَّ هؤلاء المُعَممين و أمثالهم يجدون دعما سخياً من جهات عليا, أفلا يستحى هؤلاء المعممين بطلب العفو عن مَنْ قال على الملأ بأنَّ مهنته(مغتصِب), اللهم إلاَّ ان يكون القتل و الاغتصاب أموراً مألوفة عندهم, و قد سمعنا بالحكم بإعدام شيخ الخلوة الذى اغتصب تلميذه. و في أجواء غياب شعارات الثورة(حرية, سلام و عدالة) يخرج علينا أُناسٌ أمثال هؤلاء ال270 يؤيدون و يناصرون القتلة, و مِن المؤسف انَّ هؤلاء المناصرين يأتون بمسميات(الحكماء) و( الادارة الاهلية) و ( الصوفية) و يتناولون العمل السياسي بإنحياز سخيف مفضوح.. و نسأل أولاً: مَن نصَّبهم في هذه المسميات, و هل يقف حكيما او صوفيا او عمدة مع الظلم و التنكيل و القتل؟. غير أنَّ في زمن العجائب هذا و غياب الحياء يكون كل شيء وارد, فأَحَد كبار هؤلاء(الحكماء) كان مناصرا قويا للظلم في النظام البائد و من ذلك مشاركتَه زوجة المخلوع ابتهاجها بنيل دكتوراة فخرية و لم ينس سعادة(الحكيم) الوقوف بقربها في الصورة التى ألتقطتْ بتلك المناسبة. و واحد مِن اشهر رجالات الادارة الاهلية ظهورا في الوسائط الاعلامية كان قد أغلق الطريق الرئيس لميناء بورتسودان طارحا مطلوبات اهل النظام البائد مثل حل لجنة ازالة التمكين مَرِض و تكفَّل الانقلابيون بعلاجه في الخارج و عاد و أول ما قام به عاب على اهل الشمال قفلهم شارع تهريب موارد السودان. و كامل احترامنا و تقديرنا لرجال الصوفية, و التعميم لا يصح, غير انّ محسوبين على الصوفية اساءوا لها أيما اساءة بتكالبهم المشين مع القابضين على السلطة فتارة يُؤت لهم بتلاميذ الخلاوي لدعم مسيرات تأييدهم و تارة بتصريحاتهم و مقابلاتهم لهم. و مِن الغريب في زمن انتهازية المتاجرين بالدين انَّ طائفة كانت تكفّر أُخراها مِن على منابر الجمعة اصبحت مشاركة لها في دعم الحكام و تناست تماما جهودهم الحثيثة في تطبيع العلاقات مع اسرائيل, فلعلهم يروا ان في التطبيع مع اسرائيل استجابة لدعائهم الاسبوعي بأن( و اجعلهم هُم و اموالهم غنيمة للمسلمين)!! و ينبغي علَى الادارة الاهلية و الصوفية و رجالات الدين أنْ تنأى بنفسها عن الولوج في جلباب السلاطين خاصة الظالمين منهم الذين كسبوا عداء شعبهم, اللهم إلاَّ إنْ كان مِن باب النصح و الاثناء عن الظلم, فالإدارة الاهلية اصلا كانت للإصلاح في نطاق مجتمعات ضيقة بعيدا عن العمل السياسي. كما انَّ مَنْ اراد ان يصف نفسه بالحكيم أو الوسيط فعليه ان يتأكد مِن طُهْر و نقاء سيرته و سريرته. و للمستميتين بقوة للدفاع عن القتلة و الفاسدين نقول و لا نمَلّ القول لهم أنْ اتقوا الله, فإنْ جادلتم عنهم في الحياة الدنيا, فمن يجادل عنهم يوم القيامة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/17/2022
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/17/2022
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/17/2022
|
|
|
|
|
|