. لا أنكر أنني دُهشت حقيقة يوم أن سمعت السيد عبد العظيم عوض يتحدث بتلك الصورة المثيرة للشفقة لمحاور قناة الجزيرة أحمد طه في ذلك الحوار الشهير الذي تناول قضية نشر صور الشهداء الكرام عبر الجزيرة مباشر.
. قلت ( لا أنكر أنني دُهشت) لأنها كانت واحدة من المرات النادرة التي لم أتوقع فيها الأسوأ من قومنا الذين غيرتهم سنوات حُكم المقاطيع.
. دُهشت حين سمعت الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات يعيب على القناة نشرها لصور الجرحى والشهداء قبل أن يدين قتلتهم لأن لي قصة مع السيد عبد العظيم عوض سأرويها لكم، لكن ليس قبل أن أشير لخطاب تنبيهه لصحيفة الجريدة.
. فقد قال أمين المجلس في تنبيهه للصحيفة المذكورة أنهم لاحظوا أن الصحيفة تطلق على السادة رئيس وأعضاء مجلس السيادة صفات لا تليق (بالمقام) السيادي.. الخ التنبيه.
. وما صعقني حقيقة أن المقصود بهذا التنبيه هو الأخ عثمان شبونة، ومن هنا سأبدأ رواية قصتي مع السيد عبد العظيم عوض.
. فبعد خلع (الساقط) البشير بأسابيع قليلة فكرت في تأسيس صحيفة سياسية تواكب العهد الجديد الذي كان عشمنا كبيراً في أن يحدث التغيير المنشود ويطهر البلد من الأدران التي علقت بها طوال العقود الماضية.
. وكانت الخطة أن يرأس تحرير تلك الصحيفة - التي حمدت الله كثيراً أن هداني لعدم الشروع فيها- عثمان شبونة بسبب ما لمسناه بعد ذلك من تقاعس لحكومة الثورة ووزير إعلامها.
. وقد اتصلت هاتفياً بعبد العظيم عوض، أمين المجلس آنذاك قبل أن يُقال من منصب أعاده له الإنقلابي البرهان.
. فماذا قلت لي يا سيد عبد العظيم عوض عن شبونة وقتذاك!!
. ألم تقل لي أن شبونة قلم مصادم وكاتب محترم ومبدع يحظى بكامل إعجابك وطلبت مني أن أعتبرك الداعم الأول في اللجنة المعنية بالموافقة على رؤساء التحرير، وشجعتني على البدء في الفكرة التي وصفتها بالجميلة مؤكداً على دعمك غير المحدود لنا!!
. وسؤالي الآن: ما الذي رميت له حينها، هل أردت أن تغطس حجرنا معاً وتدفعنا للبدء في مشروع فاشل، أم أنك ركبت قطار الثورة كسائر العديد من زملاء المهنة في تلك الأيام قبل أن تقفز منه مجدداً في أول محطة!!
. إذ كيف يكون شبونة قلم مصادم وكاتب مبدع وفي ذات الوقت تريدونه أن يحترم (مقامات) من لا يستحقون الاحترام!!
. وعن أي مجلس سيادة يتحدث مجلسكم، ومن الذي منح هؤلاء الأرزقية المتكسبين الشرعية بعد ثورة عظيمة فقدنا فيها أرواحاً عزيزة علينا!!
. كيف توقعتم من قلم مصادم أن يكتب مثلاً " فخامة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي" ، أو " معالي العضو المحترم برطم"، وهو (شبونة) الداعم أصلاً لشرف مهنة الصحافة!!
. ألم يكن الأولى بتنبيهكم الغثاء الذي تنشره (بعض) صحفنا الرياضية!!
. لكن كيف تركزون على الأولويات يا من وصفتم قناة الجزيرة بعدم المهنية لمجرد نقلها المباشر لما يجري من قتل وجرائم شهد عليها غالبية السودانيين إلا أنتم.
. الوطن يمر بمنعطف خطير والتاريخ لا يرحم يا أمين مجلس الصحافة والمطبوعات والمناصب، بل الدنيا كلها زائلة فأتمنى أن تراجعوا مواقفكم قبل فوات الأوان.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/11/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة