بكري الجاك يكتب قراءة آنية مختصرة في دفاتر الثورة السودانية

Quote: ثالثا، ما الحل؟ في تقديري أنه في ظل الشتات و التشرزم و التخندق بسبب المزايدات السياسية و الاعتقاد بالتفوق الاخلاقي و الاحقية الثورية و تخوين الكل للكل، لا اعتقد أنه من الممكن قيام منصة موحدة تعبر عن الحراك الثوري، و ذلك ليس لتباعد الرؤي و المطالب بل هو أزمة ثقة عميقة بعضها مصطنع و بعضها متوهم لتقديرات سياسية خاطئة من بعض من يعتقد في الحراك الثوري السوداني ما ليس فيه، و بعضها مرحّل من تجربة التفاوض و مشاركة السلطة مع اللجنة الامنية للبشير. و الذي سيزيد الامور تعقيدا الآن هو أن المبادرات و المواثيق التي تتري نفسها، فجلّها يقدم سؤال السلطة علي سؤال توحيد الرؤي و و توحيد الخطاب السياسي المقاوم للداخل و الخارج. أعتقد من الأجدي الان السعي للتنسيق بين كل مكونات الثورة بدلا من العمل علي توحيدها ككيانات و ادارة حوار جاد و مسؤول لتطوير خطاب دبلوماسي يتحدث عن تطعات الثورة للقوي الاقليمية التي في ظني رفضها و اتهامها بالتدخل لا يقدم و لا يؤخر، نحن في حاجة الي خطاب ثوري متفهم لطبيعة النظام العالمي الذي نحن جزء منه و يقدم رؤية للسودان المستقل الحر كامل و علاقته بجيرانه و محيطه الاقليمي، السيادة لا يمكن أن تكون اما عداء أو انطباح، كما اننا في حاجة الي خطاب الي المجتمع الدولي ايضا و ذلك لأن العوامل الذاتية للحراك الثوري في حاجة الي عامل خارجي لتصعيد الحصار و الضغط علي الانقلابيين لتقليل كلفة التغيير.