رجل في حياتي:الجزء السابع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2022, 02:15 AM

اشراقة شاع الدين خلف الله
<aاشراقة شاع الدين خلف الله
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 17

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رجل في حياتي:الجزء السابع

    01:15 AM February, 05 2022

    سودانيز اون لاين
    اشراقة شاع الدين خلف الله-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    مدي ومداد


    [email protected]



    أترين الكون اجفل يوم رقصتك ماجت والبراح
    والمعاني إنشطرت شريحة من كساد يفاعتك والنواح
    ما تقبلي علئ طافرة ممجوجة من بحر الصدي والمناح
    الدنيا صاده علي بغروره تقتلني راضية وتستزيد الأرباح
    مهجور مسلم بي شحيح حامل كفني والضريح.

    إرتجل يراعي هذه الكلمات، وكتبتها علي صورة طيوبة، بلون أسود، حداداً علي الشرف المهدور بتوقيع الصمت، وتشريفاً بحضورها علي منصة الشهداء، وشظايا من اللون الرمادي إهداء للضبابية، والتغبيش اللتين يسكنن في دواخلنا، وينتهكن حرماتنا سراً، وجهراً ..
    ترف أن نعيش، وترف أن نزايد علي الحياة بلقمة عيش زهيدة، والآترف ان نطلب السلام والأمان، فنحن بين جحفل ومعبد، بين مربض وملعب، بين لحي ومسجد، بين سبحة وناسك، بين موسي وفرعون، بين قسيس وكنيسة، بين كجور وعبدة أحجار، بين قاتل ومقتول، بين سارق ومسروق، بين ناهب ومنهوب ..
    نرتمي بين أحضان الحياة، وتستلذ ان ترمي بنا : للعرٱء، للكساد، للآفات، والنقمات .. تجردنا من كوؤس الحب، لتجرعنا كوؤس اللعنات .. أود أن اكتب إليك يا أبي والشوق يغتالني، والعناء يقتات من زادي .. فلا تركت لي زاد من شوق يباركك، ولا زادا من قوة تطلبك .. سفكت دمي علي دروب مجدك، وعظمتك .. وتركت من قبل أباك يسفكني ..!!!
    جعلتني مصلوبة علي مذبح أجدادك،؛ وأطماع مريمك البتول ..
    لعمري هل أبيتن ليلة بين صدرك، وسرك .. هل أبيتن ليلة بين غرورك، وجشعك. هل لي ابيتن ليلة بينك وبين جدي ..
    هل أبيتن ليلة بينك وبين مريم، هل أبيتن ليلة بدون دمع، وفراق ..
    ذكرتك، والمنايا تقتات بنا كالدجاج الذي يلقط الحب !!! تكتب علي جباهنا موت بطي، موت سريع، موت سريري .. ولفرط ما إستباحتنا لم تعد تميز بين العلامات، فربما تأخذ البطيئ قبل السريع وهكذا .. وتقول هل من مزيد ..؟!
    ولفرط ما أستهوتنا، أصبحنا نختزل المسافات الشاسعات، ونضعها علي أسنة الأعلام، وشعور الراستات وزغاريد الكنداكات ..
    إشتقتك!!! والمساحات أكثر إتساعاً بيننا .. لا أستطيع أن أقول بأنني أهواك !! فالهوي قد ضل طريقه بيننا ..
    إخرج من بين أوراقي، من بين أحزاني .. فبصوت الباب يطرق، وامي التاية تدلف، وهموم الدنيا تجتمع على عاتقيها، على قدميها إنهاكا وتبذيرا .. فتجررهم جراً ويبدو بأن هناك أمراً ما جلل آت بها في هذا الوقت..
    اسالها بدهشة :
    أمي التاية مالك في شنو جيتي بدري.؟
    تسألني قبل أن اجيبها. وين طيوبة ؟!
    اسالها : أمي مالك طيوبة نائمة لسه ..
    وتجيب وهي ذاهبة نحو المنقد :
    خالتك سكينة مساهرة في الفرن عشان تجيب العيش لقوها النيقرز نهبوها و ضربوها بالساطور ودوها المستشقي قطعوا ليها يدها ..
    تذرف الدمع، وهي تمسك بكفتيرة الشاي، وتنزلها علي الأرض .. الكفتيرة تبخرت، وبدأت تقفز من مكانها وتبخرت انا، وتبخر صوتي، وصدمت من وقع الخبر، وتعطلت لغة الكلام ..
    امي التاية تواصل : ختيتي الشاي ومشيتي تكتبي الكفتيرة طارت يعني ما شربتي الشاي لهسه ؟
    ثم تواصل محذرة : ما تكلمي طيوبة بحاجة وأمشي أمسكي المحل.
    فقلت لها :
    عايزة امشي معاكم ..
    فردت : بعدما نجي إنتي أمشي لأنو المحل فاضي وميري مشت قدامنا ..
    ذهبت أمي التاية بعد أن مسحت دمعها الثخين .. أيقظت طيوبة، وخرجت معهم الي المحل. وأنا مهمومة بخالتي سكينة وبطيوبة عندما تعرف الخبر .. ولا يبعدني عن التفكير فيهن إلا قدوم الزبائن، وإنشغالي بالطلبات. وكثير من شباب الثورة بدأ يتوافد جماعات، وفرادي ولا حديث إلا عن الثورة والشهداء والنضال وكيفية سقوط الحكومة ..
    وجاءت شابة جميلة، بعربة بوكس نزلت صندوق جديد، وكراسي، وأسطوانة غاز، وإحتلت المساحة الشرقية من مكاننا الواقعة علي تقاطع مكون من أربعة شوارع، ومظللة بشجرة نيم كبيرة، تطل عليها مؤسسات ضخمة .. واخرجت كبابي جميلة، جديدة، واواني جميعها جديد. وكانت جاهزة حتي بجرادل ماء كبيرة، وحافظة للماء البارد. ومعها صبي يافع بدأ في تركيب أنبوبة الغاز. وجاءت هي لتلقي علي السلام، وتعرفني بنفسها. قالت إن اسمها وفاء، وهي جارتنا الجديدة لو ما في إزعاج لنا فرحبت بها واخبرتها بأننا نسعد بوجودها معنا وان أمي التاية، وميري في المستشفي. إنشغلت بإعداد الشاي والقهوة وتوزيعهم على الزبائن .. واحاديث الشباب والشابات، الجميلات عن المواقف التي تصادفهم في التظاهرات، وخوف الكجر، وهروبهم ..
    الراستا الشاذلي كان المتحدث دوما، والكل يستمع وهو يشرح ويجيب عن أسئلة الجميع.. يبدو إنه كبير الراستات، وطالما سألني إنتي معانا ؟ ول مع الخيانة ؟! ويضحك، ويضحك الجميع ويتهامسون بإن التظاهرات ستكون ليلا ونهارا، أصابني القلق علي خالتي سكينة، وأمي التاية تأخرت. فإتصلت عليها فقالت لي : خالتك كويسة أمشي البيت وانا ببيت معاها في المستشفي .. بيتي مع بنات عمك عوض أنا بتصل عليهو والصباح أفتحي المحل بدري ...! قلت ليها لا يا أمي أنا ما بقدر أفارق غرفتي وما تتصلي عليهو وهي بتصر إلا أبيت معاهم فقالت لي إنتي عنيدة وما بتسمعي الكلام إتحصني وقفلي كويس ..
    أنا قفلت راجعة الى البيت، وكلي هم كيف ستستطيع خالتي سكينة أن تعمل بيد واحدة وكيف ستنفق علي أبنائها وأمها الضريرة .. وفي خضم تفكيري وهمي وجدت الشوارع مترسة، والتظاهر بدأ في الأحياء، وعربات العسس تملأ الشوارع، والهتاف يشق عنان السماء من الميدان الجنوبي لبيتنا .. سلمت علي الجيران في الشارع وهم يسالونني عن أمي التايه لما شافوا لم تات معي ؟ فقلت لهم إنها في المستشفي مع خالتي سكينة وستتأخر، لأقطع علي عمي عوض وزوجته الحجة لكي لا يقسم بان لا أنام لوحدي بالبيت، وعندها أنام في غرفتي بهدوء الأموات وضجيجهم.
    دخلت أغتسل وأنام فأنا مرهقة واستلقيت علي السرير، أحاول النوم، وأستعرض الأحداث التي مرت بي مؤخرا .. ورائحة البمبان تزكم أنفاسي، وصوت المطاردات ما بين كر، وفر من شباب التروس مع الكجر. والهتاف يعلو، وصوت الزغاريد أكثر علوا ..
    غفوت من التعب الذي نسج خيوطه علي واسكنني في سابع نومة بين قلق علي صحة خالتي سكينة، ومصير صغارها رغم تضحية طيوبة، وكم عساها ستقدم من تضحيات في ظل وضع يزداد كل يوم فواجع وأحزان .. زايدت علي سابع نومة التي أشتهيها بتناول قرصين بندول لتتضاعف النومات، ويكون شعاع الشمس منقذي في الصباح ..
    أغفو، وأسبح في النوم فإذا بصوت الرصاص يعلو، والضجيج، والصراخ يقتحم غرفتي، فتحاملت علي نفسي وأنا أسمع صوت عمي عوض جأرنا، وبابه مقابل لباب بيتنا، يمنع العساكر من إقتحام البيت، وأخذ الثوار الذين إستجأروا ببيته .. أخرجت راسي من الباب فإذا بالعسكري يصوب بندقيته الي راس عمي عوض، وزوجته تصرخ، وبناته يركضن نحوه وعندما إلتفت عليهن وأشار بيده لهن ان يرجعن، في تلك اللحظة كانت الرصاصة قد إخترقت الجانب الأيسر من عنقه وخرجت .. وقع عمي عوض علي الأرض والعسكري يلوح ببندقيته مهددا بأن لا أحد يقترب منه وبدأ يطلق الرصاص في الهواء .. وابنته ميادة الوحيدة التي خرجت من ذهولها وصرخت أبوي مات ! أبوي كتلوه ! وخرج الشباب من البيت، وخرجت أمه تتسند علي عصاتها وكأنها تحاول الركض فيذهلها المنظر، فتقع مغشيا عليها، وتجمع اهل الحي وبدا العساكر في الإنسحاب الي الوراء، والشباب يحدفونهم بالحجارة، حتي تخطوا التروس، وإستقلوا سياراتهم هاربين .. أصابني الوجوم، والجمود جلست علي عتبة الباب أأبكي عمي عوض .؟! أم أبي عوض! الرجل الذي يتفقد أحوالنا بنفسه، وبماله، الرجل الذي إذا مرضت أمي التاية وأصابتها كومة سكر ياخذها الي المستشفي ويقسم بأن يقوم بكل مستلزمات العلاج .. عمي عوض الممرض الذي يتطوع لكل الحي بالسهر والحقن والدربات .. أبكي أبي ! ..
    الرجل الذي لم يمارس التجبر والغرور إلا في إبرة حقنته التي يغرسها في عضلات المريض ..
    الكل يبكي الكل ينادي ابي عوض ..
    كيف أخبرك يا أمي التايه بخبر موت ابي عوض ويا ترى كيف ستسقبلين خبر موته. إنها الفاجعة الكبرى ..
    كان عمي صالح أعقلهم، إستوعب الصدمة بحكم خبرته في الحياة، وقد كان جاره وأعز أصدقائه فلملم الباقي من دموعه، ونادي على الشباب، وخطب فيهم أن الجميع فان، ويبقي الوطن .. فحملوا أمه الي البيت وأسعفوها، وشيعوه هو بالهتاف الي المستشفي .. وجاءوا به محمولا علي كتوف الوطن، وألسنة الهتاف، وأذرع النضال .. ونصبوا صيوان الكفاح المستمر .. بالواضح ما بالدس وإستمرارا لكفاح أبي عوض الذي مارس الكفاح ضد عنفوان المرض والآن يمارسه موتا ضد الظلم ..


    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/04/2022


    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/04/2022


    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/04/2022























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de